المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عمرو بن سعيد، عن أنس - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٦

[أبو يعلى الموصلي]

الفصل: ‌عمرو بن سعيد، عن أنس

‌عمرو بن سعيد، عن أنس

4195 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل، عن أيوب، عن عمرو بن سعيدٍ، عن أنسٍ، قال: ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إبراهيم مسترضعًا في عوالى المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل إلى البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قينًا، فيأخذه فيقبله، ثم يرجع، فقال عمرٌو: فلما توفى إبراهيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ إِبرَاهِيمَ ابْنِى، وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْى، وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكْمِلانِ رَضَاعَهُ فِي الْجنَّةِ".

4196 -

حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عمرو بن سعيدٍ، عن أنسٍ، قال: ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.

4197 -

حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا وهيبٌ، عن أيوب، عن عمرو بن سعيدٍ، عن أنسٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم بالصبيان، وكان له ابنٌ مسترضعًا في

= وسنده صحيح أيضًا؛ وكذا أخرجه الدارقطنى في "سننه"[2/ 207]، بسنده الصحيح عن قتادة:(أن أنسًا ضعف قبل موته، فأفطر، وأمر أهله أن يطعموا مكان كل يوم مسكينًا؛ فأطعم ثلاثين مسكينًا) وهو عند الطحاوى في "المشكل"[6/ 66]، نحو لفظ ابن سعد، ورواه شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس بن مالك:(أنه أفطر في رمضان، وكان قد كبر؛ فأطعم مسكينًا كل يوم).

أخرجه عبد بن حميد كما في التغليق [2/ 440]، من طريق يزيد بن هارون عن شعبة به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح أيضًا. فالله المستعان.

4195 -

صحيح: دون قول عمرو في آخره: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 4192]، وهو حديث صحيح دون الجملة الأخيرة: (فلما توفى إبراهيم

إلخ)؛ لكونها مرسلة كما مضى بيانه في [رقم 4192]، ولم أقف لها على شاهد معتبر حتى الآن.

4196 -

صحيح: انظر قبله، والماضى [برقم 4192].

4197 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4192].

ص: 121

ناحية المدينة، وكان ظئره قينًا، فكان يأتيه، ونحن معه، وقد دخن البيت بما دخن، فيشمه ويقبله ثم يرجع.

4198 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن يحيى بن يزيد الهنائى، قال: سألت أنس بن مالكٍ عن قصر الصلاة، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميالٍ - أو ثلاثة فراسخ - شعبة الشاك، صلى ركعتين.

4199 -

حَدَّثَنَا زهير بن حربٍ، حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ البلخى، حدّثنا محمد بن دينارٍ الطاحى، عن يحيى بن يزيد، عن أنس بن مالكٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجلٍ

4198 - جيد: أخرجه مسلم [691]، وأبو داود [1201]، وأحمد [1/ 384]، وابن حبان [2745]، وابن أبى شيبة [8123]، والبيهقى في "سننه"[5231]، وأبو عوانة [رقم 1906]، والمزى في "تهذيبه"[32/ 43]، وغيرهم من طريق شعبة عن يحيى بن بزيد الهنائى عن أنس به

وزاد البيهقى وأحمد في أوله قول يحيى بن يزيد: ( .... وكنت أخرج إلى الكوفة فأصلى ركعتين حتى أرجع

) وهذه الزيادة عقب قوله: (سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة .... ) وسيالتى أحمد يوهم كون تلك الزيادة من قول أنس، وليس الأمر كذلك.

قلتُ: وهذا إسناد جيد مستقيم؛ ويزيد بن يحيى الهنائى روى عنه جماعة من الثقات الأكابر؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"[5/ 530 - 531]، وقال ابن معين:(بصرى صويلح) كما في ضعفاء العقيلى [4/ 436]، وقال أبو حاتم:"شيخ" كما في "الجرح والتعديل"[9/ 198]، وقال الذهبى في "الميزان" [4/ 415]:"ما به بأس" وما علمت أحدًا قد جرحه، واحتجاج مسلم به يقويه؛ فلا التفات إلى قول الحافظ عنه بـ"التقريب" [1/ 598]:"مقبول"، بل الرجل صدوق صالح معروف. والله المستعان.

4199 -

صحيح: أخرجه أحمد [3/ 284]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[رقم 2734، 2735]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2372]، ومن طريقه الضياء في "المختارة"[رقم 2737]، والبيهقى في "سننه"[14978]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 198]، وغيرهم من طرق عن محمد بن دينار الطاحى عن يحيى بن يزيد الهنائى عن أنس به نحوه

وهو عند الطبراني مختصرًا بلفظ: (لا تحل للأول حتى يذوق الآخر عسيلتها).

قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به محمد بن دينار". =

ص: 122

طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجت زوجًا فمات عنها قبل أن يدخل بها، هل يتزوجها الأول؟ قال:"لا، حَتَّى يَذُوقَ عَسَيْلَتَهَا".

4199 م- حَدَّثَنَا سعيد بن أبى الربيع، حدّثنا محمد بن دينارٍ، بإسناده.

4200 -

حَدَّثَنَا الوليد بن شجاعٍ أبو همامٍ، حدّثنا بقية، حدثنى عثمان بن زفر، عن ابن جريجٍ، عمن سمع أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَصْدُقْهَا، فَإِنْ سَبَقَهَا فَلا يُعْجِلْهَا".

= قلتُ: وابن دينار هذا مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وبه أعله البوصيرى فى "إتحاف الخيرة"[4/ 49]، فقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن دينار" أما صاحبه الهيثمى: فقد مال إلى تقوية ابن دينار فى "المجمع"[4/ 625]، إلا أنه جازف كعادنه وقال بعد أن عزاه للبزار والمؤلف وأحمد والطبرانى: "ورجاله رجال الصحيح؛ خلا محمد بن دينار الطاحى، وقد وثقه أبو حاتم وأبو زرعة،

" كذا فال، وإنما قال أبو زرعة: "صدوق" وقال ابن خالته: "لا بأس به".

وهذا لا يفهم منه التوثيق إلا بقرينة، ثم إن ابن عدى قد ساق هذا الحديث فى ترجمة محمد بن دينار من "الكامل" مع أحاديث أخر، ثم قال:"ولمحمد بن دينار غير ما ذكرت، وهو مع هذا كله: حسن الحديث، وعامة حديثه ينفرد به".

قلتُ: لكن الحديث صحيح ثابت، فله شاهد نحوه من رواية عائشة يأتى الكلام عليه عند المؤلف [برقم 4964]، والله المستعان.

4199 م- صحيح: انظر قبله.

4200 -

منكر: أخرجه ابن أبى الدنيا فى "العيال"[رقم 394]، من طريق سويد بن سعيد عن بقية بن الوليد عن عثمان بن زفر عن عبد الملك بن جريج عمن سمع أنسًا به ....

قلتُ: وهذا إسناد واه مسلسل بـ"العلل".

الأول: فسويد بن سعيد: صدوق صالح؛ إلا أنه قد عمى وتغير حتى صار يتلقن، وقد تناوله ابن معين شديدًا جدًا؛ لما رآه من منكرات لا تطاق فى حديثه، لكنه توبع عليه: تابعه الوليد بن شجاع أبو همام -الصدوق الصالح- على مثله عن بقية به

كما عند المؤلف هنا .. =

ص: 123

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وخالفهما عليّ بن الحسين الخواص؛ فرواه عن بقية عن عثمان بن زفر عن ابن جريج سمع أنس بن مالك به

، فصرح فيه بسماع ابن جريج له من أنس، هكذا أخرجه المؤلف [برقم 4270]، حدّثنا على بن الحسين الخواص به .....

قلتُ: الخواص هذا لم يعرفه الإمام الألبانى، بل قال في "الإرواء" [7/ 72]:"لم أجد له ترجمة" كذا قال، وقد ترجمه ابن حبان في موضعين من "ثقاته"[8/ 474]، و [8/ 475]، وقال في الموضع الأول:"يروى عن بقية بن الوليد، ثنا عنه شيخنا أبو يعلى الموصلى" وقال في الموضع الثاني: "يروى عن الوليد بن مسلم، ثنا عنه عليّ بن إبراهيم بن الهيثم البلدى".

قلتُ: وتوثيقه لهذه الطبقة معتمد على الرأس والعينين، وقد جزم الإمام في "الإرواء"[7/ 72]، بكونه وهم على بقية بن الوليد في سنده؛ يعنى لكونه صرح بسماع ابن جريج فيه من أنس، وابن جريج لم يثبت له لقاء أحد من الصحابة أصلًا، لكن هناك احتمال آخر، تبرأ به ساحة عليّ بن الحسين الخواص من تبعة الوهم في هذا الإسناد، وهو أنه: ربما سقط حرف (عمن) من سند أبى يعلى في الموضع المشار إليه، قبل قوله:(سمع أنس بن مالك) وهذا هو الأولى في نقدى.

والثانى: بقية بن الوليد: يدلس ويسوى، ولا يكفى تصريحه بالسماع من شيخه وحده عند المؤلف هنا.

والثالث: عثمان بن زفر هو الشامى الدمشقى: لم يوثقه معتبر، وقال الحافظ في "التقريب":(مجهول) وهو من رجال أبى داود وحده، وليس هو بعثماق بن زفر بن مزاحم الكوفى الصدوق المشهور، فإنه متأخر الطبقة عن الذي قبله، لكنه توبع عليه: تابعه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد على مثله عن ابن جريج عمن حدثه عن أنس به

عند المؤلف [برقم 4201]، وكذا تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج قال: حدثت عن أنس به

أخرجه عبد الرزاق [10468].

والرابع: الانقطاع بين ابن جريج وأنس؛ لجهالة الواسطة بينهما، وهذه هي العلة الحقيقية للحديث، وبها أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[4/ 19]، فقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة التابعى" وقال الهيثمى في "المجمع"[4/ 541]: "رواه أبو يعلى، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات" وجازف المناوى كعادته، وقال في "الفيض"[1/ 325]، =

ص: 124

4201 -

حَدَّثَنَا أبو همامٍ، حدّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد، عن ابن جريجٍ، عمن حدثه، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُم أَهْلَهُ فَلْيَصْدُقْهَا، ثُمَّ إِذَا قَضَى حَاجَتَهُ قَبْلَ أَنْ تَقْضِىَ حَاجَتَهَا فَلا يُعْجِلْهَا حَتَّى تَقْضِىَ حَاجَتَهَا".

4202 -

حَدَّثَنَا محمد بن بشارٍ العبدى، حدّثنا محمد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن أبى حمزة جارنا، يحدث، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبلٍ:"اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ دَخَلَ الْجنَّةَ".

= بعد عزوه لأبى يعلى: "إسناده حسن" ولو طالبناه بإثبات ذلك لضاقت عليه الأرض بما رحبت، وكيف يكون الإسناد حسنًا؛ وابن جريج لم يذكر من حدثه به عن أنس؟! وإنما يقول:(عمن سمع أنس) أو: (عمن حدثه عن أنس) وربما قال: (حدثت عن أنس) وقد صح عن الإمام أحمد كما أخرجه عنه الخطيب في "تاريخه"[10/ 405]، بسند صحيح أنه قال:"إذا قال ابن جريج: قال فلان وقال فلان؛ وأخبرت، جاء بمناكير".

قلتُ: وأرى هذا الحديث من جملة تلك المناكير، والله المستعان.

4201 -

منكر: انظر قبله.

4202 -

صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[10971، 10972]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 173]، وابن منده في "الإيمان"[1/ 235]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبى حمزة جاره عن أنس به ..

قلتُ: وهذا إسناد حسن على شرط مسلم؛ قال أبو نعيم: (اسم أبى حمزة: عبد الرحمن بن أبى عبد الله) وقبل ذلك قال: "رواه عن شعبة: عمرو بن حكام وعبدان في آخرين".

قلتُ: وأبو حمزة مختلف في اسمه على أقوال، وقد وثقه ابن حبان؛ واحتج به مسلم في "صحيحه" وروى عنه ثقتان أحدهما شعبة؛ وحسبك به، فلا التفات لقول الحافظ عنه في "التقريب":"مقبول".

ولشعبة في هذا الحديث روايات سبع، كما قال أبو نعيم في "الحلية"[73/ 173]، ثم سردها، وقد مضى منها روايته عن قتادة عن أنس به نحوه

[برقم 8228].

ص: 125

4203 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن عاصمٍ، عن مورقٍ، عن أنس، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فمنا الصائم، ومنا المفطر، فنزلنا منزلًا في يومٍ حارٍ، أكثرنا ظلّا لأصحاب الكساء، فمنا من يتقى الشمس بيده، قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية، وسقوا الركِّاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذَهَبَ الْمفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَجْرِ".

4204 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا سفيان، عن زيدِ العمى، عن أبى إياسٍ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لِكُلِّ أُمَّةٍ رَهْبَانِيَّةٌ، وَرَهْبَانِيَّةُ هَذِهِ الأُمَّةِ الجهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ".

4203 - صحيح: أخرجه البخارى [2733]، ومسلم [1119]، والنسائى [2283]، وابن خزيمة [2032، 2033]، وابن أبى شيبة [8961]، والبيهقى في "سننه"[7944]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 68]، وأحمد في "الزهد"[ص 7]، وأبو عوانة [رقم 2259]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 192]، والمالينى في "الأربعون في شيوخ الصوفية"[رقم 55]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول عن مورق بن مشمرج عن أنس به نحوه

ولفظ البخارى: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرنا ظلًا الذي يستظل بكسائه، وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئًا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب، وامتهنوا وعالجوا؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر) ونحوه لفظ أبى عوانة والمالينى ورواية للبيهقى.

وفى رواية لمسلم وابن خزيمة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر؛ فصام بعضٌ وأفطر بعضٌ؛ فتحزم المفطرون وعملوا؛ وضعف الصوام عن بعض العمل، قال: فقال: في ذلك: ذهب المفطرون اليوم بالأجر).

قلتُ: وللحديث طريق آخر عن أنس به نحوه

قد ذكرناه في "غرس الأشجار".

وأبو معاوية في سند المولف: هو محمد بن خازم الضرير؛ وقد أغرب حسين الأسد في "تعليقه على مسند المؤلف"[7/ 209]، جدًّا، وزعم أن أبا معاوية في سنده: هو زهير بن معاوية، وهذا يكفى الرد عليه كتابته، والله المستعان.

4204 -

ضعيف: أخرجه أحمد [3/ 266]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4227]، وابن المبارك في "الجهاد"[16]، ومن طريقه ابن أبى عاصم في "الجهاد"[33]، وابن عدى =

ص: 126

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "الكامل"[3/ 199]، و [4/ 230]، وغيرهم من طريق الثورى عن زيد بن الحوارى العمى عن معاوية بن قرة أبى إياس عن أنس به .... وعند أحمد: (لكل نبى رهبانية

) بدل: (لكل أمة رهبانية).

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن أبى شيبة [19333]، وقال الهيثمى في "المجمع" [5/ 505]:"رواه أبو يعلى وأحمد .... ، وفيه زيد العمى، وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره؛ وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلتُ: لم يوثقه أحمد أصلًا، وإنما قال:"صالح؛ وهو فوق يزيد الرقاشى، وفضل بن عيسى" والرقاشى والفضل في حد الترك، بل تركهما جماعة على التحقيق، وكلام أحمد عن زيد العمى تراه في "العلل"[رقم 4143، 4145/ رواية ابنه عبد الله]، وعنه المزى في "تهذيبه"[10/ 58]، وجمهور المحدثين على تضعيف زيد، وهو الذي اعتمده الحافظ في "التقريب" فقال:(ضعيف) بل قال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل"[2/ 201]: (ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه) وقد ساق له هذا الحديث من مناكيره.

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 36]: "مدار إسناد حديث أنس هذا على زيد العمى، وهو ضعيف" وبه أعله العراقى أيضًا في "المغنى"[3/ 21]، وقبل ذلك [1/ 218]، عزاه للبيهقى في "الشعب" وضعفه، وقد خولف زيد العمى في وصله؛ خالفه الحجاج بن دينار - الصدوق الصالح - فرواه عن معاوية بن قرة به مرسلًا، ليس فيه أنس، هكذا أخرجه سعيد بن منصور [2/ رقم 2309]، وهذا هو المحفوظ بلا تردد؛ وهو الذي جزم به أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 952]، ووصف رواية زيد العمى بـ (الخطأ) وقد توبع الحجاج بن دينار عليه عن معاوية بن قرة، تابعه القاسم بن الفضل الأزدى إلا أنه قال: عن معاوية بن قرة قال: (كان يقال: لكل أمة

) وذكره.

هكذا أخرجه ابن المبارك في الجهاد [رقم 15]، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، ولا يثبت منها شئ قط، وأكثرها مناكير، مضى منها حديث أبى سعيد الخدرى في "مسنده"[رقم 1000]، والله المستعان.

• تنبيه: سقط (أنس) من سند ابن أبى شيبة، فأوهم أن الحديث عنده مرسلًا.

ص: 127

4205 -

حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا أبو داود الحفرى عمر بن سعدٍ، عن سفيان الثورى، عن خالدٍ، عن أبى نعامة، عن أنسٍ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ، وعمر، لا يقرؤون {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة: 1].

4205 - صحيح: أخرجه البيهقى في "سننه"[رقم 2249]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 441]، وغيرهما من طرق عن الثورى عن خالد الحذاء عن أبى نعامة قيس بن عباية عن أنس به، ....

قلتُ: وهذا إسناد صحيح، إلا أنه قد اختلف فيه على الثورى، فرواه عنه عبد الله بن الوليد العدنى والفرايابى والأشجعى وأبو داود الحفرى وحسين بن حفص وغيرهم على الوجه الماضى؛ وخالفهم يحيى بن آدم؛ فرواه عن الثورى فقال: عن خالد الحذاء عن عن أبى قلابة عن أنس به

مثله إلا أنه قال: (لا يجهرون) بدل: (لا يقرؤون).

هكذا أخرجه ابن حبان [1802]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 1342 / أطرافه]، وغيرهما؛ قال الدارقطنى:(هكذا قال يحيى بن آدم في هذا الحديث، وقيل ذلك عن أبى حذيفة - يعنى موسى بن مسعود النهدى - والمحفوظ عن خالد عن أبى نعامة عن أنس).

قلتُ: يعنى أن شيخ خالد الحذاء فيه هو (أبو نعامة) وليس: (أبا قلابة) وهذا هو الذي جزم به الإمام أحمد في (علل الخلال) ومثله ابن المدينى أيضًا في "علله" كما ذكره الحافظ في "النكت"[ص 307/ طبعة المكتبة التوفيقية]، وفقل ابن المدينى قوله بكون يحيى بن آدم حدث به على التوهم، لكن لم ينفرد به يحيى كما مضى في كلام الدارقطنى حيث قال:"وقيل ذلك عن أبى حذيفة" غير أن أبا حذيفة النهدى ليس بشئ في الثورى.

نعم: رأيت ابن عبد البر في كتابه "الإنصاف في البسملة"[2/ 176/ ضمن الرسائل المنيرية]، قد جزم بكون عبيد الله الأشجعى قد تابع يحيى بن آدم على روايته الماضية عن الثورى، والأشجعى حافظ إمام؛ لكن يعكر على هذا: أن الإمام أحمد قد نص على أن هذا الحديث في "كتاب الأشجعى" عن الثورى عن أبى نعامة عن أنس به

مثل رواية الجماعة عن سفيان، نقله عنه الحافظ في "النكت"[ص 307]، فإن صح ما نقله ابن عبد البر، فيكون الأشجعى قد اختلف عليه في إسناده، غير أن المحفوظ عنه هو ما رآه الإمام أحمد في كتابه، موافقًا لرواية الجماعة عن الثورى. وقد جنح ابن عبد البر إلى صحة الوجهين جميعًا عن الثورى، فقال في كتابه "الإنصاف" [2/ 177/ ضمن الرسائل المنيرية]:"يمكن أن يكون هذا الحديث عن خالد الحذاء عن أبى نعامة، وعن أبى قلابة؛ فيكون عنده بإسنادين، ولا يكون اختلافًا على خالد الحذاء". =

ص: 128

4206 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا ابن علية، عن ابن عونٍ، عن أنس بن سيرين، عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، عن أنس بن مالكٍ، قال: صنع بعض عمومتى للنبى صلى الله عليه وسلم طعامًا، فقال: إنى أحب أن تأكل في بيتى وتصلى فيه، قال: فأتاه وفى البيت فحلٌ من تلك الفحول، فأمر بجانبٍ منه فكنس ورش، فصلى وصلينا معه.

4207 -

حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج حدّثنا مهدى بن ميمون، وحدّثنا أبو خيثمة،

= قلتُ: وهذا في دائرة الاحتمال، إلا أن الصواب هو ما جزم به الإمام أحمد وابن المدينى والدارقطنى من كون المحفوظ هو الوجه الأول عن الثورى عن خالد الحذاء عن أبى نعامة عن أنس به

وهذا إسناد مستقيم إن كان أبو نعامة قد سمعه من أنس، لكن خولف خالد الحذاء في سنده هو الآخر، كما بسطناه مع طرق الحديث وشواهده في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". والله المستعان وانظر الماضى [برقم 3005، 3245].

4206 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [756]، وأحمد [3/ 112، 128]، وابن حبان [5295]، وابن أبى شيبة [4025]، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"[1/ 173 - 174]، وغيرهم من طريقين عن عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود عن أنس .... قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [1/ 163]:"إسناده حسن؛ إلا أن له أصلًا في الصحيح من حديث إسحاق بن أبى طلحة عن أنس بن مالك".

قلتُ: بل سنده قوى مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات أثبات سوى عبد الحميد بن المنذر؛ وقد وثقه النسائي وابن حبان وغيرهما؛ ولم يتكلم فيه أحد، لكن اختلف على أنس بن سيرين في سنده، كما بسطناه في "غرس الأشجار"، وحاصله أن بعضهم رواه عنه فقال: عن أنس به نحوه في سياق مغاير، ولم يذكر فيه واسطة بين أنس بن سيرين وأنس بن مالك، وأجبنا هناك عن هذا: بكون الوجهين محفوظين جميعًا؛ بدلالة اختلاف سياقهما، والله المستعان.

• تنبيه: قد سقط (أنس بن سيرين)، من سند أحمد في الموضع الثاني [3/ 128]، من (طبعة مؤسسة قرطبة) واستدركه المعلق على طبعة مؤسسة الرسالة [19/ 315/ رقم 12303].

4207 -

صحيح: أخرجه البخارى [6127]، ومن طريقه البغوى في "تفسيره"[1/ 201]، وأحمد [3/ 157]، والبيهقى في "الآداب"[رقم 838]، وغيرهم من طرق عن مهدى بن ميمون عن غيلان بن جرير عن أنس به

=

ص: 129

حدثّنا عبد الرحمن، عن مهدى بن ميمون، عن غيلان، عن أنس قال: إنكم تعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الموبقات.

4208 -

حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى السدى، حدّثنا عليّ بن عابسٍ، عن مسلمٍ، عن أنسٍ، قال: استنبئ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، وصلى عليّ يوم الثلاثاء.

= قلتُ: وله طريق آخر عن أنس به نحوه

عند أحمد [3/ 285]، وسنده ضعيف، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.

4208 -

منكر: أخرجه الترمذى [3728]، وفى "علله الكبير"[رقم 469]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 790]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 29]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1999]، وغيرهم من طريق عليّ بن عابس عن مسلم بن كيسان الأعور عن أنس به

قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم [3/ 121]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 134]، ومن طريقه ابن عساكر أيضًا في "تاريخه"[42/ 29]، وعندهم:(وأسلم على يوم الثلاثاء) بدل: (وصلى على

) وهذان اللفظان عند ابن الأعرابى، ولكن على الشك بينهما.

قال الترمذى: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور، ومسلم الأعور ليس عندهم بذلك القوى؛ وقد روى هذا عن مسلم عن حبة عن علي نحو هذا).

وقال في "العلل": "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: عليّ بن عابس مقارب الحديث؛ ومسلم الأعور ضعيف ذاهب الحديث".

قلتُ: أما عليُّ بن عابس فقد ضعفه الجماعة إلا أنه لم يترك، فيعتبر به كما يقول الدارقطنى، وهو من رجال الترمذى وحده، ولم ينفرد به، بل تابعه حبان بن على العنزى عن مسلم الأعور عن أنس مثله

إلا أنه قال: (

وأسلم عليّ من الغد يوم الثلاثاء) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[24/ 28]، بإسناد صحيح إليه، لكن حبان أشد ضعفًا من عليّ بن عابس، بل تركه بعضهم، وقد تصحف اسمه إلى (حيان) بالياء، عند ابن عساكر، والصواب أنه (حبان) بالباء الموحدة.

نعم: قد رواه سليمان بن قرم بن معاذ أيضًا عن مسلم الأعور عن أنس به مثل لفظ حبان بن على، عند ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 28 - 29]، من طريقين عن سليمان به .. =

ص: 130

4209 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا حميدٌ، عن موسى بن أنس بن مالكٍ، عن أنسٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالمدِينَةِ رِجَالًا مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ، وَلا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ إِلا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ"، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟! قال:"حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ".

* * *

= قلتُ: وسليمان هذا مشاه أحمد، وتكلم في حفظه جماعة، واعتمد ذلك الحافظ فقال في "التقريب":"سيئ الحفظ يتشيع".

ومدار هذا الطرق جميعًا: على مسلم بن كيسان الأعور؛ وقد مضى قول البخارى عنه: "ذاهب الحديث" وقال الفلاس: "منكر الحديث جدًّا" وقال النسائي: (ليس بثقة) ومثله قال الجوزجانى؛ وقال النسائي في موضع آخر: "متروك" ومثله قال على بن الحسين بن الجنيد والدارقطنى وغيرهما؛ وضعفه أحمد مرة، ومرة قال:"لا يكتب حديثه".

* والحاصل: أنه شيخ تالف؛ فالإسناد ساقط، وقد سكت عنه الحاكم والذهبى، وعزاه ابن رجب في "فتح البارى"[3/ 50]، إلى الترمذى وحده، ثم قال:"وإسناده ضعيف" أما قول الترمذى: (وقد روى هذا عن مسلم عن حبة عن علي نحو هذا).

فهو يشير إلى الاختلاف في سنده على مسلم الأعور، ولعله المضطرب فيه، وروايته عن حبة - وهو ابن جوين - قد مضى الكلام عليها عند المؤلف [برقم 446]، من (مسند عليّ). وفى الباب شواهد لا يصح منها شئ بهذا اللفظ. والله المستعان.

• تنبيه: وقع في طبعة حسين الأسد بالمتن: (

وصلى عليه يوم الثلاثاء) كذا (عليه) والصواب: (عليّ) يعنى ابن أبى طالب؛ وقد وقع لفظه على الصواب في الطبعة العلمية [3/ 428]، وهكذا رواه ابن عساكر من طريق المؤلف في "تاريخه"[42/ 29].

4209 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3839]، فانظر ثمة ..

ص: 131