المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ - معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌[المدخل] ما قالوا عن الإمام الحافظ ابن كثير

- ‌مقدمة [المؤلف]

- ‌كتاب دلائل النبوة

- ‌[باب دلائل النبوة المعنوية]

- ‌[إنزال القرآن عليه]

- ‌فصل [أخلاقه]

- ‌فصل [سيرته]

- ‌باب دلائل النبوة الحسيّة

- ‌[فصل المعجزات السماوية]

- ‌[انشقاق القمر]

- ‌رِوَايَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌رِوَايَةُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

- ‌رِوَايَةُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

- ‌رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ

- ‌رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود

- ‌[معجزة رد الشمس بعد مغيبها]

- ‌فصل «إيراد هذا الحديث من طرق متفرقة»

- ‌[حديث أسماء بنت عميس]

- ‌[حديث أبي هريرة]

- ‌[حديث أبي سعيد الخدري]

- ‌[حديث على بن أبى طالب]

- ‌[تصحيح أحمد بن صالح للحديث والرد عليه]

- ‌[اعتراض ابن كثير على تصحيح أحمد بن صالح]

- ‌[من دلائل النبوة] [استسقاؤه عليه السلام رَبَّهُ عز وجل لِأُمَّتِهِ حِينَ تَأَخَّرَ الْمَطَرُ فأجابه]

- ‌[حديث أنس]

- ‌فَصْلٌ وَأَمَّا الْمُعْجِزَاتُ الْأَرْضِيَّةُ

- ‌فَمِنْهَا مَا هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالْجَمَادَاتِ

- ‌[نبع الماء من بين أصابعه]

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌حَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ جَابِرٍ فى ذلك

- ‌انقياد الشجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث آخر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَنَسٍ يُشْبِهُ هَذَا

- ‌بَابُ مَا ظَهَرَ فِي الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ بِقُبَاءٍ مِنْ بَرَكَتِهِ

- ‌باب تكثيره عليه السلام الأطعمة

- ‌تَكْثِيرُهُ اللَّبَنَ فِي مَوَاطِنٍ

- ‌حديث نافع

- ‌حديث سعد مولى أبى بكر

- ‌تكثيره عليه السلام السَّمْنَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ ضِيَافَةِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌طَرِيقٌ آخَرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَىعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طريق أخر عَنْ أَنَسٍ

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَنَسٍ فِي مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ فِي ذَلِكَ

- ‌قِصَّةٌ أُخْرَى فِي تَكْثِيرِ الطَّعَامِ فِي بَيْتِ فاطمة

- ‌قِصَّةٌ أُخْرَى فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌قصة قصعة بيت الصديق

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فِي هَذَا الْمَعْنَى

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي تَكْثِيرِ الطَّعَامِ فِي السَّفَرِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي تَكْثِيرِ الطَّعَامِ فِي السَّفَرِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فِي ذَلِكَ

- ‌قصة جابر ودين أبيه وتكثيره عليه السلام التَّمْرَ

- ‌قِصَّةُ سَلْمَانَ

- ‌ذِكْرُ مِزْوَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَمْرِهِ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي ذَلِكَ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌حَدِيثٌ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سارية في ذلك رواه الحافظ بن عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عمر الوافدى

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثُ الذِّرَاعِ

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَىعَنْ أَبِي رَافِعٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌بَابُ انْقِيَادِ الشَّجَرِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى فِيهَا أَنَّ الْعَامِرِيَّ أَسْلَمَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي ذَلِكَ

- ‌باب حنين الجذع شوقا إلى رسول الله وشغفا من فراق

- ‌الحديث الأول عن أبي ابن كَعْبٍ

- ‌الْحَدِيثُ الثَّانِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌الْحَدِيثُ الثَّالِثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ

- ‌الْحَدِيثُ الرَّابِعُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

- ‌الْحَدِيثُ الْخَامِسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ

- ‌الْحَدِيثُ السَّادِسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ

- ‌الْحَدِيثُ السَّابِعُ عَنْ أَبِي سعيد الخدري

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

- ‌الْحَدِيثُ الثَّامِنُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها

- ‌الْحَدِيثُ التَّاسِعُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌بَابُ تَسْبِيحِ الْحَصَى فِي كَفِّهِ عليه الصلاة والسلام

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي ذَلِكَ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حديث آخر

- ‌بَابُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْحَيَوَانَاتِ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ

- ‌قِصَّةُ الْبَعِيرِ النَّادِّ وَسُجُودِهِ لَهُ وَشَكْوَاهُ إِلَيْهِ

- ‌رِوَايَةُ جَابِرُ فِي ذَلِكَ

- ‌رواية ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌رِوَايَةُ أبي هريرة

- ‌رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي ذَلِكَ

- ‌رِوَايَةُ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ

- ‌رِوَايَةُ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، أَوْ هِيَ قِصَّةٌ أُخْرَى

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ

- ‌[قصة الصبي الذي كان يصرع]

- ‌[دعاؤه لجمل جابر فسبق إبل القوم]

- ‌ركوبه فرس طلحة فأصبح سابقا بعد أن كان بطيئا

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ غَرِيبٌ فِي قِصَّةِ الْبَعِيرِ

- ‌حَدِيثٌ فِي سُجُودِ الْغَنَمِ لَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌قصة الذئب وشهادته بالرسالة

- ‌[حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ]

- ‌طريق أخرى عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

- ‌حديث أبي هرير فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثُ أَنَسٍ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي ذَلِكَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَبِي هريرة في الذئب

- ‌قِصَّةُ الْوَحْشِ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ وَكَانَ يَحْتَرِمُهُ عليه السلام وَيُوَقِّرُهُ وَيُجِلُّهُ

- ‌قِصَّةُ الْأَسَدِ

- ‌حَدِيثُ الْغَزَالَةِ

- ‌حَدِيثُ الضَّبِّ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ النَّكَارَةِ وَالْغَرَابَةِ

- ‌حَدِيثُ الْحِمَارِ

- ‌حديث الحمرة وهو طَائِرٌ مَشْهُورٌ

- ‌حَدِيثٌ آخَرَ فِي ذَلِكَ وَفِيهِ غَرَابَةٌ

- ‌حديث آخر [قصة الرجلين اللذين أضاءت لهما العصا الطريق]

- ‌‌‌‌‌حديث آخر [الضوء الذي أضاء للحسن والحسين رضي الله عنهما]

- ‌‌‌حديث آخر [

- ‌حديث آخر [

- ‌حَدِيثُ آخَرٌ فِيهِ كَرَامَةٌ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ

- ‌[عودة الحياة للموتى]

- ‌حَدِيثٌ فِيهِ كَرَامَةٌ لِوَلِيٍّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

- ‌حديث أخرى [لتأييد هذه القصة]

- ‌قِصَّةٌ أُخْرَى مَعَ قِصَّةِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ

- ‌‌‌قصة أخرى

- ‌قصة أخرى

- ‌[باب في كلام الأموات وعجائبهم]

- ‌قِصَّةُ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ وَكَلَامُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ

- ‌[قصة كلام الربيع بن حراش بعد موته]

- ‌حديث غريب جدا [قصة الصبي الذي تكلم في المهد]

- ‌[من معجزات الشفاء]

- ‌قِصَّةُ الصَّبِيِّ الَّذِي كَانَ يُصْرَعُ فَدَعَا لَهُ عليه السلام فَبَرَأَ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي ذَلِكَ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخر في ذلك [رد بصر الأعمى بدعاء علمه إياه]

- ‌حَدِيثٌ آخر [نفث في عينى أعمى فأبصر ومسح بيده على جرحى فبرءوا]

- ‌حديث آخر [قصة جمل جابر بن عبد الله]

- ‌حديث آخر [ركوبه فرس أبي طلحة وكان بطيئا فأصبح سريعا]

- ‌‌‌حديث آخر [ضربه فرس جعيل بمخفقته فأصبح من أسرع الخيول]

- ‌حديث آخر [

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حديث آخر [دعاؤه لابن عباس واستجابة دعوته]

- ‌حديث آخر [استجابة دعوته لأنس بن مالك بالبركة وطول العمر]

- ‌حديث آخر [دعاؤه للزوجين أن يؤلف الله بينهما فأجيب دعاؤه]

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌فصل في دعائه على قوم فاستجيب فيهم

- ‌حَدِيثٌ آخر

- ‌‌‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ

- ‌بَابُ الْمَسَائِلِ الَّتِي سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأجاب عنها بما يطابق الحق الموافق لها في الكتب الموروثة عن الأنبياء

- ‌حديث آخر في معناه [إجابته يهوديا جاء يسأله عن مسائل]

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌قصة المباهلة

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ يَتَضَمَّنُ اعْتِرَافَ الْيَهُودِ بِأَنَّهُ رَسُولُ الله ويتضمن تحاكمهم وَلَكِنْ بِقَصْدٍ مِنْهُمْ مَذْمُومٍ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌تبشير الكتب السابقة به

- ‌جوابه صلى الله عليه وسلم لمن ساءل عما سأل قبل أن يسأله عن شئ مِنْهُ

- ‌بَابُ مَا أَخْبَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَائِنَاتِ الْمُسْتَقْبَلَةِ فِي حَيَّاتِهِ وَبَعْدَهُ

- ‌إخباره بما وقع على حقيقته

- ‌فَصْلٌ فِي الْإِخْبَارِ بِغُيُوبِ مَاضِيَةٍ وَمُسْتَقْبَلَةٍ

- ‌فَصْلٌ فِي تَرْتِيبِ الْإِخْبَارِ بِالْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبِلَةِ بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَمِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ فِي بَابِ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةِ

- ‌‌‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم عن الفتن الواقعة في آخر أيام عثمان وخلافة علي رضي الله عنهما

- ‌إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَكَمَيْنِ اللذين بعثا فى زمن علي

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم عن الخوارج وقتالهم

- ‌إِخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِمَقْتَلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ

- ‌إِخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ وَسِيَادَةِ وَلَدِهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي تركه الأمر من بعده وإعطائه لمعاوية

- ‌إِخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ غَزَاةِ الْبَحْرِ إلى قبرص

- ‌بَابُ مَا قِيلَ فِي قِتَالِ الرُّومِ

- ‌الْإِخْبَارُ عَنْ غَزْوَةِ الْهِنْدِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْإِخْبَارِ عَنْ قِتَالِ التُّرْكِ كَمَا سنبينه إن شاء الله

- ‌خبر آخر عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ

- ‌الإخبار عن بيت مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بِسَرِفَ

- ‌مَا رُوِيَ فى إخباره عَنْ مَقْتَلِ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَأَصْحَابِهِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌خَبَرُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم لما وقع من الفتن من بنى هاشم بعد موته

- ‌الْإِخْبَارُ بِمَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ يَزِيدَ أَيْضًا

- ‌معجزة أخرى [إخباره عما يناله ابن عباس في حياته من العلم والبلاء]

- ‌فصل في إخباره عن الكذابين الذين يظهرون

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ فِي ذِكْرِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ بِالْمَدْحِ، وَذِكْرُ غَيْلَانَ بِالذَّمِّ

- ‌الْإِشَارَةُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَعِلْمِهِ بِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَحِفْظِهِ

- ‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِانْخِرَامِ قَرْنِهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مِائَةٍ سَنَةٍ مِنْ لَيْلَةِ إخباره

- ‌حديث آخر [إخباره عن غلام يعيش مائة سنة فعاش]

- ‌الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَلِيدِ بِمَا فِيهِ لَهُ مِنِ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ وَإِنْ صَحَّ فَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ يزيد لا الوليد بن عبد الملك

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ [إخباره عن حكم بني أبي العاص]

- ‌ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ جُمْلَةً مِنْ جملة

- ‌الْإِخْبَارِ عَنْ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَكَانَ ظُهُورُهُمْ من خرسان فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ

- ‌الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ

- ‌الْإِخْبَارِ عَنْ أُمُورٍ وَقَعَتْ فِي دَوْلَةِ بَنِي العباس

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى مَالِكِ بْنِ أنس الإمام

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ

- ‌حديث آخر [إخباره عن خير الناس بعد المائتين]

- ‌حديث آخر [إخباره عن طبقات الناس]

- ‌حديث آخر [إخباره عن الخليفة الذي يدعو الناس إلى كفر]

- ‌حديث آخر [إخباره عن غزوة القسطنطينية]

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حديث آخر [إخباره عن القوم الذين يخرجون آخر الزمان وفي أيديهم مثل أذناب البقر]

- ‌حديث آخر [إخباره عن اتساع الدنيا على أمته]

- ‌حديث آخر [أخباره عن مجددي الدين]

- ‌باب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم تفوق معجزات الأنبياء السابقين

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ نُوحٌ عليه السلام

- ‌قِصَّةٌ أُخْرَى تُشْبِهُ قِصَّةَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ [قصة اقتحام أبي عبيدة الثقفي دجلة]

- ‌قِصَّةٌ أُخْرَى شَبِيهَةٌ بذلك [قصة اقتحام أبي مسلم الخولاني دجلة]

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ هُودٌ عليه السلام

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ صَالِحٌ عليه السلام

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عليه السلام

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ مُوسَى عليه السلام مِنَ الآيات

- ‌مقارنة بين عصا موسى وتسبيح الحصى فِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌قِصَّةُ أَبِي مُوسَى الْخَوْلَانِيِّ

- ‌باب ما أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا أُعْطِيَ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلَهُ

- ‌قِصَّةُ حَبْسِ الشَّمْسِ

- ‌القول فيما أعطي إدريس عليه السلام

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ دَاوُدُ عليه السلام

- ‌الْقَوْلُ فِيمَا أُوتِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليه السلام

- ‌القول فيما أوتي عيسى بن مَرْيَمَ عليه السلام

- ‌قِصَّةٌ أخرى

- ‌قِصَّةُ الْأَعْمَى الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ بدعاء الرسول

- ‌قصة أخرى [في شفاء رجل من العمى]

- ‌مائدة عيسى وما يناسبها من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تبشير مريم البشريات التي صاحبت مولد النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل: وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ

وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شَرِيكٍ بِهِ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَحَطَ الْمَطَرُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَدَعَا فَمُطِرْنَا فَمَا كِدْنَا أَنْ نَصِلَ إِلَى مَنَازِلِنَا فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، قَالَ: فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا يُمْطَرُونَ وَلَا يُمْطَرُ (أَهْلُ) الْمَدِينَةِ «1» ، تَفَرَّدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ هَذَا الوجه.

[حديث أنس]

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي نَمِرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ، فَدَعَا فَمُطِرْنَا مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ وَهَلَكَتِ المواشى (فادع الله أن يمسكها) فقال: اللهم، على الآكام والظراب والأدوية وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ «2» .

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةَ، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَ الْمَالُ، وجاع العيال، فادع الله أَنْ يَسْقِيَنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وما (رأينا) فى السماء قزعة فو الذى نفسى بيده ما وضعها حتى ثار سحاب أمثال الجبال ثم

(1) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء (1016)(3/ 541) .

(2)

أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء (1033)(3/ 558) .

ص: 49

لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ قَالَ: فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَمِنَ الْغَدِ وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ قال غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، قَالَ: فَمَا جَعَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت حتى صارت المدينة فى مثل الجوبة وسال الوادى قناة شهرا، ولم يَجِيءْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجُودِ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا فِي الْجُمُعَةِ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ أيوب ابن سلميان: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ:

أَتَى (رَجُلٌ) أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةَ فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ، هَلَكَ الْعِيَالُ، هَلَكَ النَّاسُ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ يَدْعُو وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَ قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ حَتَّى كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى، فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله يشق الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ الْأُوَيْسِيُّ- يعنى عَبْدِ اللَّهِ-: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ- هُوَ ابن كثير- عن يحيي ابن سعيد وشديك، سَمِعَا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبِطَيْهِ «1» . هَكَذَا عَلَّقَ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ وَلَمْ يُسْنِدْهُمَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ بِالْكُلِّيَّةِ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قال: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ فقام الناس فصلوا فقالوا: يا رسول الله قحط يالمطر، وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ الْبَهَائِمُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا مَرَّتَيْنِ، وَايْمُ اللَّهِ ما نرى فى

(1) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء (1029، 1030)(3/ 553) .

ص: 50

السماء قزعة من سحاب، فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن المنبر فصلى فلما انصرف لم تَزَلْ تُمْطِرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ صَاحُوا إِلَيْهِ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُهَا عَنَّا، قَالَ:

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا، فتكشطت «1» المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تُمْطِرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً، فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الْإِكْلِيلِ «2» ، وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟ فَقَالَ: قِيلَ لَهُ يَوْمَ جُمُعَةٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَحَطَ الْمَطَرُ. وَأَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَهَلَكَ الْمَالُ، قَالَ:

فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إبطيه فاستسقى، ولقد رفع يديه فَاسْتَسْقَى وَلَقَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً فَمَا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ حَتَّى إِنَّ الشاب قريب الدار لَيَهُمُّهُ الرُّجُوعُ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الَّتِي تَلِيهَا قَالُوا:

يَا رَسُولَ اللَّهِ تهدمت البيوت واحتبست الرُّكْبَانُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سُرْعَةِ مَلَالَةِ ابْنِ آدَمَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، قَالَ: فَتَكَشَّطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ «3» .

وَهَذَا إِسْنَادٌ ثُلَاثِيٌّ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجُوهُ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَهُ: ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ ابن مالك وعن يونس بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فبينا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْكُرَاعُ، هَلَكَتِ الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يده ودعا. قال أنس: وإن السماء

(1) تكشطت: ارتفع الغيم عنها وانكشفت.

(2)

البخاري في كتاب الاستسقاء (1021)(3/ 547) .

(3)

أحمد في مسنده (3/ 104، 188) .

ص: 51

لمثل الزجاجة، فهاجت الذيح أنشأت سحابا، ثم اجتمع، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حتى أتينا منازلنا فلم يزل تمطر إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتِ البيوت فادع الله يَحْبِسَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، فَنَظَرْتُ إلى السحاب يَتَصَدَّعُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ، فَهَذِهِ طُرُقٌ متواترة عن أنس بن مالك لأنها تُفِيدُ الْقَطْعَ عِنْدَ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ إِلَى أَبِي معمر سعيد بن أبى خيثم الْهِلَالِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ أَتَيْنَاكَ، وَمَا لَنَا بَعِيرٌ يبسط ولا صبى يصطبح وَأَنْشَدَ:

أَتَيْنَاكَ وَالْعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُهَا «1»

وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنِ الطِّفْلِ

وَأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الْفَتَى لا ستكانة

من الجوع ضعفا قائما وهو لا يخلى

وَلَا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا

سِوَى الْحَنْظَلِ الْعَامِيِّ وَالْعِلْهِزِ «2» الْفَسْلِ «3»

وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا إِلَيْكَ فِرَارُنَا

وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَى الرُّسْلِ

قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مُرِيعًا سَرِيعًا غَدَقًا طِبَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ تَمْلَأُ بِهِ الضرع، وتنبت به الزرع، ويحيى بِهِ الْأَرْضَ (بَعْدَ مَوْتِهَا) وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ. قَالَ: فو الله ما رد يده إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها، وجاء أهل البطانة يصيحون:

يَا رَسُولَ اللَّهِ الْغَرَقَ الْغَرَقَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، فَانْجَابَ السَّحَابُ عَنِ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَحْدَقَ بِهَا كالإكليل فضحك رسول

(1) لبانها: صدرها.

(2)

العلهز: نبات.

(3)

الفسل: الرديء.

ص: 52

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ: لِلَّهِ دَرُّ أَبِي طَالِبٍ لو كان حيا قرت عَيْنَاهُ مَنْ يُنْشِدُ قَوْلَهُ؟ فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجه

هثمال الْيَتَامَى عِصْمَةً لِلْأَرَامِلِ

يَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ

فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ

كذبتم وبيت الله يبزى «1» محمد

وَلَمَّا نُقَاتِلْ دُونَهُ وَنُنَاضِلِ

وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ

وَنَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلَائِلِ

قَالَ: وَقَامَ رجل من بنى كِنَانَةَ فَقَالَ:

لَكَ الْحَمْدُ وَالْحَمْدُ مِمَّنْ شَكَرْ

سُقِينَا بِوَجْهِ النَّبِيِّ الْمَطَرْ

دَعَا اللَّهَ خَالِقَهُ دَعْوَةً

إِلَيْهِ وَأَشْخَصَ مِنْهُ الْبَصَرْ

فَلَمْ يَكُ إِلَّا كَلَفِّ الرِّدَاءِ

وَأَسْرَعَ حَتَّى رَأَيْنَا الدِّرَرْ «2»

رقاق العوالى عمّ البقاع

أغاث به الله عينا مُضَرْ

وَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمُّهُ

أَبُو طَالِبٍ أبيض ذو غرر

به الله يسقى بصوب الغمام

وهذا العيان كذاك الخبر

فمن يشكر الله يلقى الْمَزِيدَ

وَمِنْ يَكْفُرِ اللَّهَ يَلْقَى الْغِيَرْ

قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ يَكُ شَاعِرٌ يُحْسِنُ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَهَذَا السِّيَاقُ فِيهِ غَرَابَةٌ وَلَا يُشْبِهُ مَا قَدَّمْنَا مِنَ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ عَنْ أَنَسٍ فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا مَحْفُوظًا فَهُوَ قِصَّةٌ أُخْرَى غير ما تقدم والله أعلم.

(1) يبزي: يترك دون نصرة.

(2)

الدرر: المطر المتساقط، والدر: الحلب.

ص: 53

وَقَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ: أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الحارث الأصبهانى، ثنا أبو محمد ابن حبان، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، ثَنَا عَبْدُ الجبار، ثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حاطب الجمحي عن أبى وجرة يزيد بن عبيد السلمى قَالَ: لَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَتَاهُ وَفْدُ بنى فزارة فيهم بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن الحصين، وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسٍ- وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ- ابْنُ أَخِي عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ، فَنَزَلُوا فِي دَارِ رَمَلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَدِمُوا عَلَى إِبِلٍ ضِعَافٍ عِجَافٍ وَهُمْ مُسْنِتُونَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ، فَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ بلادهم قالوا: يا رسول بالله، أسنتت بلادنا، وأجدبت أحياؤنا، وَعَرِيَتْ عِيَالُنَا، وَهَلَكَتْ مَوَاشِينَا، فَادْعُ رَبَّكَ أَنْ يُغِيثَنَا، وَتَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ وَيَشْفَعُ رَبُّكَ إِلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سبحان الله، ويلك هذا ما شَفَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَمَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ رَبُّنَا إِلَيْهِ؟ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَسِعَ كرسيه السموات وَالْأَرْضَ وَهُوَ يَئِطُّ مِنْ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ كَمَا يئط الرجل الْجَدِيدُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِ اللَّهَ يَضْحَكُ مِنْ شَفَقَتِكُمْ وَأَزْلِكُمْ وَقُرْبِ غِيَاثِكُمْ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ:

وَيَضْحَكُ رَبُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَنْ نَعْدَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ وَرَفَعَ يَدَيْهِ- وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ من الدعاء إلا فى الاستسقاء- ورفع يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، وَكَانَ مِمَّا حفظ من دعائه: الله اسْقِ بَلَدَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا طَبَقًا وَاسِعًا عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ. اللَّهُمَّ سقيا رحمة ولا سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ وَلَا مَحْقٍ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَانْصُرْنَا عَلَى الْأَعْدَاءِ، فَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمَرَابِدِ «1» ، فقال رسول الله: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ التَّمْرُ فِي الْمَرَابِدِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللهم

(1) المرابد: جمع مربد وهو ما يبسط فيه التمر ويجفف.

ص: 54

اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا فَيَسُدَّ ثَعْلَبَ «1» مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ، قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا فِي السَّمَاءِ مِنْ قَزَعَةٍ وَلَا سَحَابٍ وَمَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَسَلْعٍ مِنْ بِنَاءٍ وَلَا دَارٍ، فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَاءِ سَلْعٍ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرُسِ، فلما توسطت السماء انتشرت وهو ينطزون ثم أمطرت، فو الله ما رأوا الشمس ستا. وَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بازاره لئلا يخرج التمر منه، فقال رجل: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فصعد النبى ص الْمِنْبَرَ فَدَعَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا اللهم عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، فَانْجَابَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْمَدِينَةِ كَانْجِيَابِ الثَّوْبِ، وَهَذَا السِّيَاقُ يُشْبِهُ سِيَاقَ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيِّ عَنْ أَنَسٍ، وَلِبَعْضِهِ شَاهِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَفِي حديث أبى رزين العقيلى شاهد لبعضه وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، أَنَا أَبُو أحمد محمد ابن مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حاتم، ثنا محمد بن حماد الظهرانى، أنا سهل بن عبد الرحمن المعروف بالسدى بْنِ عَبْدَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله ابن أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:

اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ جمعة وقال: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، فَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمَرَابِدِ، وَمَا فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ نَرَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، فَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمَرَابِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ، فَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ وَمَطَرَتْ وَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى (القوم) أبا لُبَابَةَ يَقُولُونَ لَهُ: يَا أَبَا لُبَابَةَ إِنَّ السَّمَاءَ وَاللَّهِ لَنْ تُقْلِعَ حَتَّى تَقُومَ عُرْيَانًا فَتَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِكَ بِإِزَارِكَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ فَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ، وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَلَمْ يَرْوِهِ أَحْمَدُ وَلَا أَهْلُ الْكُتُبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ وقع مثل هذا الاستسقاء فى

(1) الثعلب: مخرج الماء من الحوض

ص: 55

غَزْوَةِ تَبُوكَ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ عتبة ابن أَبِي عُتْبَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قِيلَ لِعُمَرَ بن الخطاب: حدثنا عن شأن ساعة السعرة، فَقَالَ عُمَرُ: خَرَجْنَا إِلَى تَبُوكَ فِي قَيْظٍ شَدِيدٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَأَصَابَنَا فِيهِ عَطَشٌ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ رِقَابَنَا سَتَنْقَطِعُ، حَتَّى إِنْ كَانَ أحدنا ليذهب فيلتمس الرجل فلا يجده حَتَّى يَظُنَّ أَنَّ رَقَبَتَهُ سَتَنْقَطِعُ حَتَّى إِنَّ الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشر به ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ عَلَى كَبِدِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَوَّدَكَ فِي الدُّعَاءِ خَيْرًا، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقَالَ: أو تحب ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ نَحْوَ السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأطلت ثم سكبت فملأوا مَا مَعَهُمْ ثُمَّ ذَهَبْنَا نَنْظُرُ فَلَمْ نَجِدْهَا جَاوَزَتِ الْعَسْكَرَ، وَهَذَا إِسْنَادٌ جِيدٌ قَوِيٌّ وَلَمْ يُخْرِجُوهُ، وَقَدْ قال الواقدى كَانَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَعِيرٍ وَمَثَلُهَا مِنَ الْخَيْلِ، وَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ الْمُقَاتِلَةِ، قَالَ:

وَنَزَلَ مِنَ المطرماء أَغْدَقَ الْأَرْضَ حَتَّى صَارَتِ الْغُدْرَانُ تَسْكُبُ بَعْضُهَا فى بعض وذلك فى حمأة الْقَيْظِ أَيْ شِدَّةِ الْحَرِّ الْبَلِيغِ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ وسلامه عليه، وكم له عليه السلام مِنْ مِثْلِ هَذَا فِي غَيْرِ مَا حَدِيثٍ صَحِيحٍ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ لَمَّا دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ حِينَ اسْتَعْصَتْ أَنْ يُسَلِّطَ اللَّهُ عَلَيْهَا سَبْعًا كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ وَالْكِلَابَ وَالْعِلْهِزَ، ثُمَّ أَتَى أَبُو سُفْيَانَ يَشْفَعُ عِنْدَهُ فِي أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَهُمْ، فَدَعَا لَهُمْ فَرُفِعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَقَدْ قَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أنس ابن مالك أن عمر بن الخطاب كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إنا كنا نتوسل إليك بنينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك نعم نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ فَيُسْقَوْنَ «1» ، تَفَرَّدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.

(1) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء (1010)(3/ 524) .

ص: 56