المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من اسمه محمد - معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي

[ابن الأبار]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد رب يسر برحمتك

- ‌حَرْفُ الأَلِفِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ

- ‌مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ

- ‌مَنِ اسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ

- ‌في الأَفْرَادِ

- ‌حَرْفُ الْجِيمِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ جَعْفَرٌ

- ‌في الأَفْرَادِ

- ‌حَرْفُ الْحَاءِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ حَسَنٌ

- ‌مَنِ اسْمُهُ حُسَيْنٌ

- ‌حرف الخاء

- ‌مَنِ اسْمُهُ خَلَفٌ

- ‌في الأفراد

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حَرْفُ الطَّاءِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ طَاهِرٌ

- ‌في الأَفْرَادِ

- ‌حَرْفُ الظَّاءِ

- ‌ حَرْفِ اللامِ

- ‌حَرْفُ الْمِيمِ

- ‌مَنِ اسْمُه مُحَمَّدٌ

- ‌مَنِ اسْمُهُ مُوسَى

- ‌مَنِ اسْمُهُ مَرْوَانُ

- ‌من اسمه منصور

- ‌الأَفْرَادُ

- ‌حَرْفُ النُّونِ

- ‌مَنْ اسْمهُ نَصْرٌ

- ‌في الأَفْرَادِ

- ‌حَرْفُ الْعَيْنِ

- ‌مَنْ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْحَقِّ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْجَلِيلِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الصَّمَدِ

- ‌الْأَفْرَادُ

- ‌مَنْ اسْمُهُ عُمَر

- ‌مَنِ اسْمُه عَلِيّ

- ‌مَنِ اسْمُهُ عِيسَى

- ‌مَنِ اسْمُهُ عَتِيقٌ

- ‌الأَفْرَادُ فِي حَرْفِ الْعَيْنِ

- ‌من الْكُنَى فِي هَذَا الْبَابِ

- ‌حَرْفُ الْفَاءِ

- ‌حَرْفُ الْقَافِ

- ‌ممن عُرِفَ بِكُنْيَتِهِ

- ‌حَرْفُ السِّينِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ

- ‌مَنِ اسْمُهُ سَعِيدٌ

- ‌الأَفْرَادُ

- ‌حَرْفِ الْيَاءِ

- ‌مَنِ اسْمُهُ يَحْيَى

- ‌مَنِ اسْمُهُ يُوسُفُ

- ‌الأَفْرَادُ

الفصل: ‌من اسمه محمد

عنه القراآت وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِيهَا وَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيرًا وَلازَمَهُ ببلنسية ودانية من سنة إحدى وثمانين وأربعماية إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ سمع من أبي علي مع شيخنا أَبِي دَاوُدَ وَبِمَنْزِلِهِ رِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ قَرَأْتُ أَكْثَرَ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِي دَاوُدَ وَهُوَ تولى تَقْيِيدَ السَّمَاعِ رحمه الله

‌حَرْفُ الْمِيمِ

‌مَنِ اسْمُه مُحَمَّدٌ

مُحَمَّدُ بْنُ حَيْدَرَةَ بْنِ مُفَوُّزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُفَوِّزٍ الْمُعَافِرِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ وَسَكَنَ قُرْطُبَةَ أَحَدُ الْحُفَّاظِ بل خاتمتم بِالأَنْدَلُسِ لِلْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ وَالْمُبْرِزِينَ فِي صِنَاعَتِهِ مَعْرِفَةً بمعانيه وحفظاً لاسماً رِجَالِهِ مَعَ الضَّبْطِ وَالتَّحَرُّزِ وَالإِتْقَانِ وَحُسْنِ الْخَطِّ وَالتَّحَرِّي فِي النَّقْلِ يَجْمَعُ إِلَى ذَلِكَ التَّفَنُّنَ في الآداب واللغة والعربية وَالشِّعْرِ وَلَهُ رَدٌّ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حزم قد رويته قرأة عَلَى بَعْضِ شُيُوخِنَا وَكَلامٌ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ خَالِدًا احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَاعْتَدَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكِلاهُمَا أَفَادَ بِهِ وَقَعَدَ بَعْدَ شَيْخِهِ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ للإِسْمَاعِ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ وَانْتَفَعُوا بِهِ وَبَلَغَهُ أَنَّ الْقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بن حمدين قرى عَلَيْهِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عثمن وصحفه القارى عن الجعد أبي عثمن فَلَمْ يَرِدْ عَلَيْهِ فَقَالَ وَأَنْشَدَنَا ذَلِكَ أَبُو الربيع سليمان ابن مُوسَى غَيْرَ مَرَّةٍ بِحَاضِرَةِ بَلَنْسِيَةَ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي الْخَطِيبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيْدٍ فِي دَارِهِ بِبَلَنْسِيَةَ وَكَتَبَهُ لِي أَبُو خَالِدٍ الرِّفَاعِيُّ بِخَطِّهِ قالا أنشدنا الأستاذ الزاهد أبو القاسم ابن الأَبْرَشِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَيْدَرَةَ بن مفوز لنفسه

ص: 94

يا من تعنى بأمر أن يعاينه خل العنا وأعط القوس باريها تروى الأحديث عن كل مسائحه وَإِنَّمَا لِمَعَانِيهَا مَعَانِيهَا وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الرَّبِيعِ السَّبَبَ فِي هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ أَنْبَأنِي بِذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَقِيٍّ عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ مَسَرَّةَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُفَوِّزٍ من قيله وقد بلغه أنه قرى عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدِينَ الْقَاضِي فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى آخِرِهَا مَعَ الْبَيْتَيْنِ إِلا أَنَّ أَوَّلَهُمَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ آخِرُهُمَا فِي رِوَايَةِ أَبِي الرَّبِيعِ وَفِيهَا يا من تعنى عنا ليس يحسنه وسايرهما سوا وَمِنْ شُيُوخِ أَبِي بَكْرٍ بِشَرْقِ الأَنْدَلُسِ عَمُّهُ أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ مُفَوِّزٍ وَأَبُو عَلِيٍّ الصدفي كتب عنه من فوايده كَثِيرًا وَرَوَى بِقُرْطُبَةَ عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ سِرَاجٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ وَاخْتَصَّ بِأَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ وَأَجَازَ لَهُ فِي صِغَرِهِ أَبُو عُمَرَ بْنُ الْحَذَّاءِ وَأَبُو الْوَلِيدِ الْبَاجِيُّ وتردد في التحديث عن ابن الحذّا تَحَرِّيًا وَتَوَقَّفَ عَنْ ذَلِكَ تَوَرُّعًا مِنْ أَجْلِ الصِّغَرِ حَتَّى أَمَرَهُ بِذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ وَحَضَّهُ عَلَيْهِ فَانْقَادَ لَهُ وَأَخَذَ بِرَأْيِهِ فَعَلَتْ رِوَايَتُهُ وَاتَّصَلَتْ بِهَذَا الشَّأْنِ عِنَايَتُهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِقُرْطُبَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ 505 وَدُفِنَ بِالرِّبَضِ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا كَتَبَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ حَدِيثَ الحسن بن عرفة وجزا فيه ماية حَدِيثٍ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَاتِّصَالُ الأَسَانِيدِ بِهِ مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا طَرِيقُ أَخِيهِ طَاهِرِ بْنِ حَيْدَرَةَ حَدَّثْتُ عَنْ أَبِيهِ مفوز بن طاهر وأبي محمد بن سفين عَنْهُ وَطَرِيقُ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ مَسَرَّةَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَقِيٍّ وَغَيْرُهُ عَنْهُ وَطَرِيقُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ المقري ويكنا أَيْضًا أَبَا الْحَسَنِ وَثَلاثِتُهُمْ مِنْ رُوَاةِ أَبِي علي فلم يترجح عِنْدِي التَّخْرِيجَ لَهُ

ص: 95

مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حُنَيْنٍ التَّمِيمِيُّ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَزِيلُ سَبْتَةَ انْتَقَلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَيْهَا مِنْ مَدِينَةِ فَاسَ وَأَصْلُهُ مِنْ تَاهَرْتَ فَنَشَأَ بِهَا وَيُعْرَفُ بِابْنِ الدَّقَّاقِ أَخَذَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجُسَيْلِيِّ وَغَيْرِهِ بِسَبْتَةَ وَرَحَل إِلَى الأَنْدَلُسِ ثَلاثَ رَحْلٍ إِحْدَاهَا فِي شَبِيبَتِهِ إِلَى إِشْبِيلِيَةَ فَأَخَذَ بِهَا الأَدَبَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْقَصِيرَةِ وَالثَّانِيَةُ إِلَى الْمَرِيَّةِ سَنَةَ 480 فَأَخَذَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُرَابِطِ وأجاز له أبو العباس العذري الدلاي وَالثَّالِثَةُ سَنَةَ 88 إِلَى قُرْطُبَةَ فَسَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ فَرَّاجٍ وَأَبَا مَرْوَانَ بْنَ سِرَاجٍ وَأَبَا الْحَسَنِ الْعَبْسِيَّ وَأَبَا عَلِيٍّ الْجَيَّانِيَّ وَأَقَامَ بِهَا نَحْوًا مِنْ عَامَيْنِ وَسَمِعَ أَيْضًا مِنَ ابْنِ سَعْدُونٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ الْبَاجِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَفِي اجْتِيَازِ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ بِسَبْتَةَ عِنْدَ صَدْرِهِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَإِسْمَاعِهِ بِهَا جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ حِينَئِذٍ أَوْ فِي كَرَّتِهِ إِلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ سَمِعَ منه ابن عيسى هذا وولى قضا فاس وقضا سَبْتَةَ وَحَدَّثَ وَأَخَذَ عَنْهُ وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ 505 أَكْثَرُ خَبَرِهِ عَنِ الْقَاضِي عِيَاضٍ وهو أحد رواته الجلة محمد بن محمد أَبِي السُّرُورِ الرَّوْحِيُّ مِنْ أَهْلِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي صَدْرِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ سَنَةَ 488 وَلأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي السُّرُورِ الرَّوْحِيِّ تَارِيخٌ فِي الدَّوْلَةِ الْعُبَيْدِيَّةِ وَلا أَدْرِي مَا هُوَ مِنْ هَذَا

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَكَمٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِالْقُرْقُوبِيِّ وَيُقَالُ فِيهِ ابْنُ قُرْقُوبٍ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ مسند البزار والموتلف وَالْمُخْتَلِفَ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَعَوَالِيَ ابْنِ خَيْرُونَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وأخذ

ص: 96

عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ أَيْضًا وَعَلَيْهِ اعْتَمَدَ فِي رِوَايَتِهِ وَرَحَلَ إِلَى الْمَشْرِقِ وَهُنَالِكَ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ كِتَابَ تَقْيِيدِ الْمُهْمَلِ وَتَمْيِيزِ الْمُشْكِلِ وحَدَّثَ بِهِ عَنْهُ عَنِ الْغَسَّانِيِّ مُؤَلَّفَهُ وَكَانَ ضَعِيفَ الْخَطِّ وَعَلَى ذَلِكَ كَتَبَ كَثِيرًا وَمِمَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ كِتَابُ الصَّحَابَةِ لأَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ وَتُوُفِيَّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ 512 حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَوْطِ اللَّهِ الْقَاضِي فِي آخرين عن أبي الطاهر بركات بتن إِبْرَاهِيمَ الْخُشُوعِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التُّجِيبِيُّ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّيبَاجِيِّ قَالا أَنْبَأنَا أبو عبد الله محمد ابن محمد بن علي الباهلي قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 495 وَأَنَا أَسْمَعُ وَيُحَدِّثُ أَبُو سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بَشْكُوَالَ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ بُونُهْ وَغَيْرِهِمَا وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عبد الرحيم الخررجي كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ نا أَبُو الفضل بن خيرون لفظاً قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كيسان النحوي نا موسى بن هرون نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْكَرَابِيسِيُّ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جمعة فتهب ريح الشمال فتحفي فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالا فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالا فَيَقُولُونَ وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ قَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالا قَالَ ابْنُ خَيْرُونَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

ص: 97

حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَهُوَ حَدِيثٌ عَزِيزٌ وَبِهِ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ وَكَتَبَ إِلَى أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ الرَّازِيَّ أَنْبَأَهُ قَالَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحَوْفِيُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ نا زَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ الأَهْوَازِيُّ نا عمران بن عيينة عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ حَدَّثَنَا أَبُو عمر أحمد بن هرون الْحَافِظُ الشَّهِيدُ فِي آخَرِينَ قَالُوا أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُثْمَانِيُّ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ حَكَمٍ الْبَاهِلِيُّ قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بِالْمَرِيَّةِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ 505 عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْعُذْرِيِّ وَأَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْهَرَوِيِّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ نَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ نا أَبُو دُجَانَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعَافِرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَعْنِي ابْنَ إبراهيم المصري يقول من عمل في البر عملاً يستحيي مِنْهُ فِي الْعَلانِيَةَ فَلَيْسَ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ لا تُمْكِنِ الْحِكْمَةَ مِعَدَةً مَلأَى طَعَامًا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَهْلِ دَانِيَةَ أَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَنَّاطِ رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلَقِيَ بِحمَّةِ بِجَانَةَ أَبَا عَلِيٍّ الْجَيَّانِيَّ فَسَمِعَ مِنْهُ التَّقَصِّيَ لأَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرِهِ وَكَانَ فَقِيهًا مُشَاوِرًا مَعْرُوفًا بِالْفَضْلِ وَالزُّهْدِ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن أحمد ابن عيسى وحدثت عن ابن عياد وابن سفين عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ هَذَا وَتُوُفِّيَ ابْنُ الْحَنَّاطِ بِدَانِيَةَ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الآخِرَةِ سنة 514 قرأت

ص: 98

ذَلِكَ فِي رُخَامَةٍ بِإِزَاءِ قَبْرِهِ وَقَالَ ابْنُ عَيَّادٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ 13 فَغَلِطَ فِي ذَلِكَ

مُحَمَّدُ بن أحمد بن نصر النفري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِالرَّنْدِيِّ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ مُسْنَدَ الْبَزَّارَ بِالْمَرِيَّةِ فِي آخِرِ سَنَةَ 505 وَلَهُ فِيهِ فَوَاتٌ وَقَدْ نَاوَبَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَحَدَ عَشَرَ فِي قراة بَعْضِهِ مِنْ آخِرِهِ قَرَأْتُ ذَلِكَ فِي أَصْلِ أَبِي عَلِيٍّ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو الْخَضِرِ بْنِ عبد الرحمن وهو أحد السامعين جميعه بقراة الْمَذْكُورِينَ إِلا مَجْلِسًا وَاحِدًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فَاتَهُ مِنَ الدِّيوَانِ كُلِّهِ غَيْرَ أَنَّهُ وَابْنَ أَبِي أَحَدَ عَشَرَ يَقُولانِ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ نصر النفري فينسبانه إلى حده وتارة يصفه الخضر منهما بالمقري وَلَهُ أَيْضًا رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ وَأَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ قَرَأَ عَلَيْهِمْ ثَلاثَتُهُمُ الْمُوَطَّأَ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَحَدَّثَ بِهِ عَنْهُمْ وَعَنْ أَبِي الْمُطَرِّفِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ وَكَنَّاهُ أَبَا الْقَاسِمِ سَهْوًا أَجَازَاهُ لَهُ وَعَنْ أَبِي الأَصْبَغِ عِيسَى بْنِ خَيْرَةَ مَوْلَى ابْنِ بردٍ وَيُرْوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي بَحْرٍ الأَسَدِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِنَايَةِ بِالرِّوَايَةِ مَعَ الاتِّصَافِ بِإِقْرَاءِ الْقُرْآنِ وَرُبَّمَا خَانَهُ الضَّبْطُ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّاهِبِ الْمَذْحِجِيُّ وَغَيْرُهُ وَسَمَّاهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْبَاذِشِ فِي مَشْيَخَتِهِ وَقَالَ كتبت عنه حديثاً واحداً وسمعت بقراته الْمُوَطِّأَ عَلَى ابْنِ عَتَّابٍ وَكَانَ هُوَ يُحَدُّث بِهِ عَنِ ابْنِ الطَّلاعِ تُوُفِّيَ بِأَغْمَاتَ سَنَةَ 514 مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الْخَوْلانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ

ص: 99

بِالْبَلِغِييِّ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ وَأَصْلُهُ مِنْ شَرْقِ الأَنْدَلُسِ لَهُ رِحْلَةٌ حَجَّ فِيهَا وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الْفَرَجِ الإِسْفَرَاينِيِّ وَأَبِي حَامِدٍ الطُّوسِيِّ وَطَبَقَتِهِمَا ذَكَرَ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَالِمٍ شَيْخُنَا أَنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ 515 مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزِيٍّ المقري الضَّرِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَازَمَ أَبَا عَلِيٍّ بمرسية مدة طويلة وسمع منه قبل الخمسماية مسند البزار وتاريخ ابن أبي خيثمة والموتلف وَالْمُخْتَلِفَ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَلِعَبْدِ الْغَنِيِّ وَمُشْتَبِهَ النِّسْبَةِ لَهُ وَرِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَلَهُ في بعضها فوات وكان يقرى الْقُرْآنَ وَلا أَعْلَمُهُ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِالْمَوْرُورِيِّ مِنْ أَهْلِ سَرَقُسْطَةَ وَسَكَنَ قُرْطُبَةَ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ الْبَاجِيِّ وأبي محمد بْنِ فُورْتِشَ وَالْعُذْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ قَالَهُ ابْنُ بَشْكُوَالَ وَقَالَ عِيَاضٌ الْقَاضِي فِي بِرْنَامَجِهِ سَمِعَ مِنَ الْجَيَّانِيِّ والصدفي وذكر أن الجياني كتب عنه شيا وَكَانَ الصَّدَفِيُّ قَدِ اسْتَجَازَ لَهُ وَلأَخِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ أَعْيَانَ رِجَالِهِ بِالْمَشْرِقِ وَلِجَمَاعَةٍ مَعَهُمَا وَتُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِقُرْطُبَةَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ 518 وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الرِّبَضِ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي بَابِ أَحْمَدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوسَى بْنِ عِيَاضٍ الْمَخْزُومِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 100

الْمَعْرُوفُ بِالْمَنْتِيشِيِّ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ سَمِعَ مِنْ أبي علي بمرسية مسند البزار بقراته وبقراة أبي بكر بن فتحون إلا سبعة أجازا مِنْ أَوَّلِهِ وَسَمِعَ بِهَا أَيْضًا حَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ وَأَمَالِيَ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ وَالاسْتِدْرَاكَاتِ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ 503 ثُمَّ بالمرية وبقراته سَمِعَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ وَرْدٍ أَدَبَ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ وَرِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ 506 وَلَعَلَّهُ فِي أَوَّلِهَا إِذْ كَانَ أَبُو عَلِيٍّ قَدْ فَرَّ إِلَى الْمَرِيَّةِ لَمَّا قُلِّدَ قضا مُرْسِيَّةَ وَأُكِّدَ عَلَيْهِ فِي قَبُولِهِ وَلَمْ يُوسَعْ عُذْرًا فَقَبِلَ وَانْقَادَ عَلَى تَكَرُّهٍ فِي هَذِهِ السنة إلى أن استخفى آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ بَعْدَهَا فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ وكان ابن عياض مقرياً جليلاً أخذ عن أبي داود المويّدي وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَخِي الرَّوَشِ وَابْنِ شَفِيعٍ وَمَنْصُورٍ الأَحْدَبِ وَشُرَيْحٍ وَغَيْرِهِمْ وَلَقِيَ الْقَاضِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ خَلِيفَةَ بِمَالِقَةَ فِي سَنَةِ 500 وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِمُرْسِيَّةَ وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأْتُ بِخَطِّهِ لَمَّا وَصَلْتُ إِلَى ذِكْرِ الرِّسَالَةِ يَعْنِي الْوَاعِيَةَ لأبي عمرو اثني على أبي عمرو فقلت له إني قرأت على أصحبه وذكرت أبا داوود سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخْرَجَ الرِّسَالَةَ وَقَالَ نَاوِلْنِي إِيَّاهَا أُحَدِّثُ بِهَا عَنْكَ عَنْهُمَا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 519 حَدَّثَنِي أَصْحَابُ أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِكْنَاسِيِّ عَنِ ابْنِ عِيَاضٍ هَذَا وَيَرْوِي الْمِكْنَاسِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَيَأْتِي ذِكْرُهُ

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْأنْصَارِيُّ أَبُو مَرْوَانَ السَّرَقُسْطِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ مَرْونجولشَ صَحِبَ أَبَا عَلِيٍّ طَوِيلا وقرأ عَلَيْهِ كَثِيرًا وَسَمِعَ وَمِنْ ذَلِكَ صَحِيحَ مُسْلِمٍ وَيُرْوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ

ص: 101

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّرَّافِ السَّرَقُسْطِيِّ قَرَأَ عَلَيْهِ بِهَا صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُوحٍ يَرْفَعُ بِذِكْرِهِ وَيُشِيدُ بِفَضْلِهِ وَيَحْكِي ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ مِنْ مَشْيَخَةِ سَرَقُسْطَةَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 519 وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مَا أَخْبَرَهُ به قراة عَلَيْهِ بِمُرْسِيَّةَ فِي سَنَةِ 508 عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ عبد المحسن بن محمد المالقي قراة عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ قَالَ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيُّ نَا أَبُو الْحَسَنِ علي بن عمر الحافظ نا اسحق بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ قَالا نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ نَا عمر بن إبراهيم بن خالد بن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو الْحَسَنِ وَنَا الْقَاضِي الحسين بن إسماعيل وإسماعيل بن العباس الوارق وآخرين قَالُوا نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ نَا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَقَالَ رحمك الله يا با بَكْرٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ هَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ أسنده الدارقطني في الموتلف وَالْمُخْتَلِفِ مِنْ تَآلِيفِهِ وَسَمِعْتُ جَمِيعَهُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ رحمه الله بِمَنزِلِهِ مِنْ بَلَنْسِيَةَ جَبَرَهَا اللَّهُ فِي سَنَةِ 609 قَالَ سَمِعْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بن

ص: 102

يُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَيَرْوِيهِ أَيْضًا عَنِ الْبَاجِيِّ وَالْعُذْرِيِّ وَجَمِيعًا عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ الدارقطني محمد بن أحمد بن عمار بمن محمد التجيبي أبو بكر اللاردي المقري ويكنا أَيْضًا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدِمَ بَلَنْسِيَةَ لأَوَّلِ اسْتِرْجَاعِهَا مِنْ أَيْدِي الرُّومِ أَحَانَهُمُ اللَّهُ فِي مُنْتَصَفِ رَجَبٍ سَنَةَ 495 وَلَقِيَ فِي شَوَّالٍ مِنْهَا أبا داود المقري فَأَخَذَ عَنْهُ الْقِرَاءَاتِ ثُمَّ عَادَ إِلَى بَلَدِهِ لا ردة وَأَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَأَخَذَ عَنْهُ ثُمَّ قَصَدَ مُرْسِيَّةَ قبل الخمسماية وتصدر بجامعها للإقراء وسمع حينيذ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَدِيثَ وَذَكَرَ أَنَّهُ أَجَازَ لَهُ فِي حِينِ سَمَاعِهِ وَانْتَقَلَ فِي آخِرِ سَنَةِ 503 إِلَى أُورِيُولَةَ وَخَطَبَ بِجَامِعِهَا وَتَمَادَى إِقْرَاؤُهُ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 519 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ فِي كِتَابِهِ مِنْ تِلْمِسَانَ وَكَانَ قَدْ نَزَلَهَا قَالَ نَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُعْطٍ التجيبي وهو عم أبيه نا الأستاذ المقري أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن عمار التجيبي قال قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّرَقُسْطِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْجَلِيلِ أَبِي الدُّلَفِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَنَا الشَّرِيفُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزينبي الهاشمي قال قرى على أبي بكر محمد بن عمر ابن الْوَرَّاقِ وَأَنَا أَسْمَعُ نَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ نَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ نَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ الملاءي عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ عَنْ نُعْمَانَ بْنِ قَرَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَفَتَرَوْنَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ لا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ

ص: 103

المتلوثين الخطايين هذا الحديث من فوايد أبي دُلَفَ الْمَذْكُورِ فِي جُزْءٍ مِنْ أُصُولِ أَبِي علي صار التيّ وَفِي آخِرِهِ وَكَتَبَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ وَخَطَّ بِيَدِهِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ 487 تَذْكِرَةً مِنْهُ لِلشَّيْخِ الْجَلِيلِ السَّيِّدِ أَبِي عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَيْرَهْ الصَّدَفِيِّ بَلَّغَهُ اللَّهُ آمَالَهُ وَخَتَمَ بِالسَّعَادَةِ أَعْمَالَهُ وأنجح مساعيه وأوجده مَا يَبْغِيهِ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وهذا خاتمة الجز المروي من حديث الحسن ابن عَرَفَةَ وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّ أَبِي عَلِيٍّ وَيُسَاوِي فِي إِسْنَادِهِ أَبَا دُلَفَ هَذَا لِرِوَايَتِهِ إيَّاهُ عَنِ ابْنِ فَهْدٍ عَنِ ابْنِ مَخْلَدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلامِ وَذَكَرَ الْإِسْنَادَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَعْنِي ابْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الصَّوَابِ وَتَقَدَّمَتْ رِوَايَتُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَعْنِي ابن العاصي وَهُوَ وَهْمٌ لَمْ يَتَنَبَّهْ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ وَلَا أَحَدٌ مِنْ رُوَاتِهِ الْجِلَّةِ عَنْهُ وَحَكَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَنَّهُ يُقَالُ فِي النُّعْمَانِ بْنِ قَرَّادٍ عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ.

مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَتْحُونٍ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ مِنْ أَهْلِ أُورِيُولَةَ رَوَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفٍ صاحب الوثايق وَعَنْ جَدِّهِ سُلَيْمَانَ أَجَازَ لَهُ وَأَبِي الْحَسَنِ طَاهِرِ بْنِ مُفَوَّزٍ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَخِي الرَّوَشِ وَلازَمَ أَبَا عَلِيٍّ وَأَخَذَ جُمْلَةَ مَا عِنْدَهُ وَصَحِبَ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَيْدَرَةَ وَاسْتَفَادَ مِنْهُ وَحَدَّثَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ تَآلْيفِهِ عَنْهُ وَأَبَا مُحَمَّدٍ الرُّشَاطِيَّ وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ وَضَّاحٍ وَأَبَا الْوَلِيدِ بْنَ الدَّبَّاغِ وَقَدْ أخذ بعض هولا عَنْهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَتَّابٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَبَّادُ بْنُ سَرْحَانَ وَمِنْ أَهْلِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَغَيْرِهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمشرفِ الأَنْمَاطِيُّ وَأَبُو

ص: 104

بَكْرٍ الطُّرْطُوشِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ شِبْلٍ من أصحب أبي بكر الخطيب وسواهم وكتب بخطه فوايد كثيرة وله الاسْتِدْرَاكِ عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الصَّحَابَةِ كِتَابٌ حَافِلٌ وَفِي الأَوْهَامِ الْوَاقِعَةِ لأَبِي عُمَرَ تَأْلِيفٌ آخَرُ وَلَهُ أَيْضًا فِي الأَوْهَامِ الْوَاقِعَةِ فِي مُعْجَمِ ابْنِ قَانِعٍ تَأْلِيفٌ ثَالِثٌ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَيْدَرَةَ مِنْ مَفَاخِرِ شَرْقِ الأَنْدَلُسِ نَعَمْ وَعَرَبِهَا وَقَدْ حَمَلَ عَنِ ابْنِ فَتْحُونٍ هَذَا كِتَابَهُ فِي الاستدراك وسماه التذبيل بين مناولة وسماع أبو جَعْفَرِ بْنِ نُمِيلَ وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّفَّارِ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدُوسَ الْخَوْلانِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَأَجَازَهُ لابْنِهِ أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدٍ ولأبي الفضل ابن عِيَاضٍ وَأَبِي الْوَلِيدِ بْنِ الدَّبَّاغِ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بَشْكُوَالَ وَأَمْثَالِهِمْ وَصَارَ إِلَى هَذَا الْكِتَابِ وفيه تناوله منه في الشعر الأُوَلِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ 519 وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالَ توفي في سَنَةَ عِشْرِينَ وَقِيلَ لِي فِي سَنَةِ تِسْعَ عشرة فغن صَحَّ هَذَا فَتَكُونَ وَفَاتُهُ فِي مَا بَقِيَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهَا أَوْ بَعْدَهُ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أبو الخطاب أحمد بن محمد في ما نَاوَلَنِيهِ قَالَ نَا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ محمد ابن خَلَفِ بْنِ فَتْحُونٍ كَتَبَ إِلَيْنَا بِإِجَازَةٍ مَا جَمَعَهُ وَرَوَاهُ وَعُنِيَ بِهِ قَالَ حَدَّثَنِي الْفَقِيهُ الأَجَلُّ الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ قراة مِنِّي عَلَيْهِ قَالَ نَا الشَّيْخُ الْمُعَدَّلُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ أَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِيُّ أَنَا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بن مهدي الدارقطني قال نا أبو اسحق نَهْشَلُ بْنُ دَارِمٍ التَّمِيمِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البزار قَالا نَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ح وَنَا علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الوهاب قالا نا حفص

ص: 105

ابن عَمْرٍو نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأنْصَارِيُّ أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ وَقَالَ ابْنُ شَبَّةَ لَيْسَ له غيره فجا أَبَوَاهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالا إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ تَصَدَّقَ بِمَالِهِ وَكَانَ لَنَا وَلَهُ كَفَافًا وَلَيْسَ لَنَا وَلَهُ وَقَالَ ابْنُ شَبَّةَ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا وَلَهُ مَالٌ غَيْرُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَبِلَ مِنْكَ صَدَقَتَكَ وَقَالَ حَفْصٌ قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ وَرَدَّهُ عَلَى أَبَوَيْكَ فَوَرِثَهُ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ أَبَوَيْهِ وَقَالَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ أن عبد الله جا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صدقتني الَّتِي كُنْتُ دَفَعْتُهَا إِلَى أَبَوَيَّ قَدْ مَاتَا أفحلال هي لي قال نعم فكلها هنياً مرياً هَذَا الْحَدِيثُ نَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّ ابْنِ فَتْحُونٍ فِي تَآلِيفِهِ وَنُسْخَتُهُ الَّتِي نَاوَلَنِيهَا شَيْخُنَا أَبُو الْخَطَّابِ رحمه الله فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 610 وَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَنِ ابْنِ الدَّبَّاغِ وَابْنِ بَشْكُوَالَ عَنِ المولف وَاسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ وَالِدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الَّذِي أرى الندا مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَغْفَلَهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ البر وهو مُصَنَّفِ الدَّارَقُطْنِيِّ فِي السُّنَنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي اسْمِ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ مِنْ هَذَا الْمَجْمُوعِ وَهُوَ لِي رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ قَرَأْتُ عَلَيْهِ يَسِيرًا مِنْهُ ثُمَّ شَرَعْتُ فِي إِتْمَامِهِ فَبَلَغْتُ إِلَى حَيْثُ سَمِعْتُ مِنْهُ بقراة صَاحِبِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوبيل وَذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثِ الإِعَادَةِ

فِي الْجَمَاعَةِ مِنْ كِتَابِ الصَّلاةِ إِلَى آخِرِ السفر الأول ويخطى فِي الطُّرَّةِ أنا تبثر مِنْ هُنَا وَذَلِكَ فِي سَنَةِ 608 وَمَا فَاتَنِي مِنْ هَذَا الْمُصَنَّفِ فهو

ص: 106

إِجَازَةٌ وَقَدْ صَارَ إِلَى الأَصْلِ الَّذِي تَقَيَّدَ فِيهِ ذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحَدَّثَنِي بِهِ أَبُو الخطاب عن ابن سعادة قرأة عليه لبعضه وسماعاً لسايره عَنْ أَبِي عَلِيٍّ سَمَاعًا ثُمَّ قَرَأْتُ جَمِيعَهُ بِجَامِعِ بِجَايَةَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ السَّرَّاجِ المعمر عن أبي بَشْكُوَالَ مُنَاوَلَةً عَنْ أَبِي عَلِيٍّ إِجَازَةً وَعَنْهُ أَيْضًا وَعَنْ خَالِهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ وَنَاوَلَنِيهِ مَنْ حَدَّثَنِي بِهِ عَنِ ابْنِ حُبَيْشٍ وَابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمَا كُلِّهِمْ عَنِ ابْنِ الْعَرَبِيِّ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد بن معوية الأنصاري أبو القاسم المعروف بالدروقي لأن أصله منها ودروقة من الثغر الأعلى ومن عَمَلِ سَرَقُسْطَةَ سَمِعَ هُوَ وَأَبُوهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ رِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَسَمِعَ أَبُو الْقَاسِمِ أَكْثَرَ مُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأَ وَسَمِعَ أَبُوهُ وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ لِلْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ 520 وَثَكِلَهُ أَبُوهُ وَعَاشَ بَعْدَهُ إِلَى سَنَةِ 24 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَصَةَ اللَّخْمِيُّ النَّحْوِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ وَأَصْلُهُ مِنْ شريُونَ عَمَلِهَا وَسَكَنَ دَانِيَةَ وَالْمَرِيَّةَ وعلم بهما العربية وكان عالماً بها مُقَدَّمًا فِيهَا سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمُوَطَّأَ وَصَحِيحَ مُسْلِمٍ وَجَامِعَ التِّرْمِذِيِّ وَكَتَبَهُ عَنْهُ بِخَطِّهِ وَعِنْدِي السِّفْرُ الأَخِيرُ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ مَا سَمِعَهُ أَوْ أُجِيزَ لَهُ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ 502 قَرَأْتُ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِي عَلِيٍّ وَلَهُ رواية عن أبي بكر بن العربي و " كثيراً ما " كان

ص: 107

يُخَطِّطُهُ بِالصَّاحِبِ وَهُوَ أَحَدُ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَتُوُفِّيَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ وَحَدَّثَنَا مِنْ شُيُوخِنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُوحٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَلِيلِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ وَلَّمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَصَةَ بِرِسَالَتِهِ التي رد فيها على أبي محمد ابن السَّيِّدِ الْبَطْلَيُوسِيِّ وَلا أَدْرِي أَلَهُ مِنْهُ إِجَازَةٌ أَمْ لا وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقٍ الْحَافِظُ وَحَضَرَ أقراه بالمرية بكتاب سبيويه وَهُنَالِكَ تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَقَرَأْتُ بِخَطِّهِ أَنَّهُ نَقَلَ مِنْ خَطِّ أبي قَالَ سَأَلْتُ الشَّيْخَ الْأَجَلَّ الْعَدْلَ أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ رضي الله عنه عَنْ هَذِهِ الْحِكَايَةِ وَكُنْتُ قَدْ رَأَيْتُهَا عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَسَمِعْتَ أَبَا عَلِيٍّ الْعَطَّارَ يَذْكُرُ كَذَا فَقَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْعَطَّارَ يَقُولُ كَتَبَ لِي أَبُو طاهر المخلص أجزاً بخطه فرأيت فيها إذا جا ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا كَثِيرًا كَثِيرًا كَثِيرًا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهُ لِمَ تَكْتُبُ هَكَذَا فَقَالَ كُنْتُ في حداثتي أكتب الحديث وكنت إذا جا ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا أُصَلِّي عَلَيْهِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ وَأَرَاهُ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَدَارَ وَجْهَهُ عَنِّي ثُمَّ دُرْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ فَأَدَارَ وَجْهَهُ عَنِّي فَاسْتَقْبَلْتُهُ ثَالِثَةً فَأَدَارَ وَجْهَهُ عَنِّي فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لِمَ تُدِيرُ وَجْهَكَ عَنِّي فَقَالَ لِي لأَنَّكَ إِذَا ذَكَرْتَنِي فِي كِتَابِكَ لا تُصَلِّي عَلَيَّ فَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ إِذَا كَتَبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا كَثِيرًا كَثِيرًا كَثِيرًا قَالَ الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ سَأَلْتُهُ عَنْهَا وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْجَامِعِ عِنْدَ بَابِ الْعَامَّةِ ثَانِي

ص: 108

ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ 486 وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ حَدَّثَنِي بِهَا جماعة من شيوخنا عن أصحب أَبِي عَلِيٍّ عَنْهُ وَقَرَأْتُهَا عَلَى الشَّهِيدِ أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ سَالِمٍ وَالشَّاهِدِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ الدَّلالِ قَالا قَرَأْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ حَكَمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النميري قال سمعت أبا جعفر أحمد ابن علي بن أحمد المقري هُوَ ابْنُ الْبَاذِشِ وَأَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ هُوَ الرُّشَاطِيُّ يَقُولانِ سَمِعْنَا أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّهِيدَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ الْعَدْلَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْعَطَّارَ يقول لي آخِرِهَا وَهَذَا الْمَسَاقُ أَكْمَلُ مِمَّا أَتَى بِهِ النُّمَيْرِيُّ قَالَ ابْنُ خَلَصَةَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ يَعْنِي أَبَا عَلِيٍّ عَنْ أَعْلَى حَدِيثٍ فِي كِتَابِ التِّرْمِذِيِّ فَقَالَ مَا حَدَّثَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عُمَرَ بْنِ شَاكِرٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ أَوْ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم وقرأت بخطه أيضاً

الاهي لَكَ الْحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ عَلَى نِعَمٍ ما كنت منك لها أَهْلا مَتَى زِدْتَ تَقْصِيرًا تُزِدْنِي تَفَضُّلا كَأَنِّي بِالتَّقْصِيرِ أَسْتَوْجِبُ الْفَضْلا كَذَا بِخَطِّ ابْنِ خَلَصَةَ مَتَى زِدْتُ وَهُمَا عِنْدِي بِخَطِّ أَبِي عَلِيٍّ وقال ازددت وقد أنشدنيهما الْحَافِظُ أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الْكَلاعِيُّ قال أنشدني الشيخ صالح أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَكَمٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأنْصَارِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ قَالَ أَنْشَدَهُ الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو عبد الله محمد ابن أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ رضي الله عنه قَالَ أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ جَمَالُ الْإسْلَامِ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عبد

ص: 109

اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْكِرْمَانِيُّ وَرَدَ عَلَيْنَا قَدِيمًا قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو زُهَيْرٍ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ الأَدِيبُ السِّجِسْتَانِيُّ وَذَكَرَ الْبَيْتَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الصَّفَّارِ مِنْ أَهْلِ أُورِيُولَةَ وَصَاحِبُ الْأَحْبَاسِ بها سمع من أبي علي كتاب الشمايل لِلتِّرْمِذِيِّ بِمُرْسِيَّةَ قَدِيمًا مَعَ الْقَاضِي أَبِي أُمَيَّةَ ابن عِصَامٍ وَهُوَ وَالِدُ أَبِي عَمْرٍو زِيَادِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّفَّارِ وَكَانَ ذَا عِنَايَةٍ وَرِوَايَةٍ يَغْلُبُ عَلَيْهِ الْأَدَبُ وَقَدْ خَرَجَ عَنْهُ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الدَّبَّاغِ فِي مَشْيَخَتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ هِرَقْلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعُتَقِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ قَرَأَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ مُسْنَدَ الْبَزَّارِ وَجَدُّ أَبِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ الْعُتَقِيُّ مَذْكُورٌ فِي تَارِيخِ ابْنِ بَشْكُوَالَ وَقَدِ اسْتَدْرَكْتُ فِي التَّكْمِلَةِ مِنْ تَآلِيفِي عَلَى أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ الْفَرَضِيِّ هِرَقْلَ بن عبد الرحمن ابن أَبِي الْغُصْنِ صَبَّاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ من بيت أبي بكر هذا واحدة الرُّوَاةِ عَنِ النَّسَائِيِّ رحمهم الله مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ شنتمرِيَّةِ الشَّرْقِ وَسَكَنَ مُرْسِيَّةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي سَنَةِ 504 كتاب شمايل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَتْ لَهُ قَبْلُ رِحْلَةٌ حَجَّ فِيهَا وَأَبُوهُ أَبُو الْخَيَّارِ مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ مِنْ شُيُوخِ أَبِي عَلِيٍّ سَمِعَ مِنْهُ الشهاب للقضاعي وكان يرويه عنه سَمْعِهِ بِمِصْرَ مِنْهُ

ص: 110

مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُوسَى بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَاسْمُهُ خَصِيبُ بْنُ مُوسَى الْخَوْلانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي اجْتِيَازِهِ بِهَا غَازِيًا إِلَى كتندةَ وَمَعَهُ سَمِعَ أَبُوهُ أَبُو عِمْرانَ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ 514 وَجُلُّ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ وَهَذَا الْبَيْتُ عَرِيقٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْعِلْمِ وَأَبُو تَلِيدٍ فَمَنْ بَعْدَهُ رُوَاةٌ كُلُّهُمْ وَمَكِينٌ مِنَ الدِّينِ وَالْفَضْلِ الْمُبِينِ مَكَانُهُمْ وَمَحَلُّهُمْ وَثَلاثَةٌ مِنْهُمْ ذَكَرَهُمْ فِي الصِّلَةِ ابْنُ بَشْكُوَالَ وَالْبَاقُونَ فِي التَّكْمِلَةِ مَذْكُورُونَ

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِلابِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زُغَيْبَةَ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ سَمِعَ بِهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الْمُرَابِطِ وَأَبَا الْعَبَّاسِ الْعُذْرِيَّ وَبِقُرْطُبَةَ أَبَا الْحَسَنِ الْعَبْسِيَّ وَأَبَا عَلِيٍّ الغساني أكثر عَنْهُمْ وَلَهُ أَيْضًا سَمَاعٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَازِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْجَبَّارِ ابن أَبِي قُحَافَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ نِعْمَةَ وَعَبْدِ الْبَاقِي بْنِ بُرَّالٍ وَغَيْرِهِمْ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو محمد حجاج بن الماموني وأبو الحسين بن البياز وَأَبُو الإِصْبَغِ عِيسَى بْنُ خَيْرَةَ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدُونٍ الْقَرَوِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ وَأَسْنَدَ عَنْهُ فِي بَرْنَامَجِهِ بِالإِجَازَةِ كِتَابُ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ الْجَامِعِ ثُمَّ قَالَ بِعَقِبِ ذَلِكَ وكذلك أجاز لي ساير ما روى بالمشرق وغيره من ساير الْعُلُومِ وَتُوُفِّيَ ابْنُ زُغَيْبَةَ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ 528 وَكَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا وَحَكَى أَبُو بَكْرِ بن تقطة عن بعض أصحبه أَنَّهُ وَلِيَ الْأَحْكَامَ بِبَلَدِهِ وَمِنْ طَرِيقِهِ عَلَتْ رِوَايَةُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الزَّاهِدِ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ صَحِيحَ مُسْلِمٍ عَنِ العذري وامتد مهله بعد أترابه وأصحبه

ص: 111

فَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَازْدَحَمُوا وَكَانَ أَهْلا لِذَلِكَ عَلَيْهِ وَفِي السَّامِعِينَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بِالْمَرِيَّةِ وَالْمُكْثِرِينَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْكِلابِيُّ وَهُوَ ابْنُ أخيه ولم أذكره لخفا خبره وعفا أَثَرِهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَقِيٍّ عَنْ أَبِي خَالِدِ بْنِ رِفَاعَةَ أَنْبَأنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْكِلابِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ فِي مَا أَجَازَ لَهُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ التَّمِيمِيِّ الْبَلْخِيِّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالعَيَّارِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أحمد المخلدي نا أبو العباس محمد ابن اسحق السَّرَّاجُ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ نَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم والذي نعني بيده ليوشكن أن يزل فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيُفِيضُ الْمَالَ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ وَبِهِ إِلَى الْعَيَّارِ قَالَ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ نَا قُتَيْبَةُ نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا بِهِ مُخَالِفًا بين طرفيه هذان الحديثان من ماية حَدِيثٍ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ يَرْوِيهَا أَبُو عُثْمَانَ الْعَيَّارُ عَنْ شُيُوخِهِ عَنِ السَّرَّاجِ عَنْهُ وَمِنْ شَرْطِهَا الصِّحَّةُ وَالْعُلُوُّ أَتَيْتُ هَاهُنَا بِأَوَّلِها وآخرجها عشرون منها متفق عليها آخرها الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ قُتَيْبَةَ وَسَبْعَةٌ أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ وَثَلاثَةٌ وَسَبْعُونَ أَخْرَجَهَا

ص: 112

مُسْلِمٌ وَنَقَلْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ خَطِّ أَبِي عَلِيٍّ وَقَدْ قَرَأْتُ جَمِيعَهَا عَلَى أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ عَنِ ابْنِ سَعَادَةَ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الصَّدَفِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَعْرُوفُ بِالرّنْجَانِيِّ مِنْ أَهْلِ إِشْبِيلِيَةَ وَكَانَ بِهَا رَأْسَ الشُّورَى مَعَ السَّمْتِ وَالسَّكِينَةِ وَحَمَلَتْهُ الْمُنَافَرَةُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ عَلَى التَّوَجُّهِ إِلَى مُرَّاكُشَ لِلسَّعْيِ عَلَيْهِ وَالْمُطَالَبَةِ لَهُ عِنْدَ ولايته القضا فَتُوُفِّيَ هُنَالِكَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لِتِسْعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 529 ثُمَّ سِيقَ إِلَى إِشْبِيلِيَةَ فَدُفِنَ بِهَا رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَهُ لِي أَبُو الرَّبِيعِ الْحَافِظُ وَأَرَاهُ كَتَبَ إِلَيْهِ ووقفت على اسما شيوخه في إجازته أبي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ وَلَيْسَ فِيهِمْ مَذْكُورًا وَهُمْ كَمَا رَتَّبَهُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ فَرَجٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ وَالشَّعْبِيُّ وَكَنَّاهُ أَبَا زَيْدٍ غَلَطًا وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَتَّابٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَازِمٍ وَالْعَبْسِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَمِنْ شُيُوخِهِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو الْقَاسِمِ أَصْبَغُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ فَلَعَلَّهُ أَغْفَلَ كَذَلِكَ أَبَا عَلِيِّ بْنَ سُكَّرَةَ فِيهِمْ وَكَانَ يُثْنِي عَلَى الْغَسَّانِيِّ مِنْهُمْ وَيَرْفَعُ بِذِكْرِهِ حُدِّثْتُ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْكَتَّامِيَّ الْحِمْصِيَّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الرَّنْجَانِيَّ الصَّدَفِيَّ الْفَقِيهَ بِحِمْصَ الأَنْدَلُسِ يَقُولُ لَمْ أرَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَيَّانِيِّ لِلْحَدِيثِ وَلا أتقن منه

ص: 113

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّجِيبِيُّ قَاضِي الْجَمَاعَةِ الشَّهِيدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَاجِّ لَهُ عَنْ مَشْيَخَةِ بَلَدِهِ رِوَايَةٌ مُتَّسِعَةٌ وَعَنْ غَيْرِهِمْ وَلَقِيَ بِمُرْسِيَّةَ فِي اجْتِيَازِهِ عَلَيْهَا غَازِيًا أَبَا عَلِيٍّ وَسَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ لِهِبَةِ اللَّهِ هُوَ وَابْنُهُ أَبُو القاسم محمد بن محمد بقراة أبي مروان ابن مَسَرَّةَ فِي سَنَةِ 512 وَأَجَازَ لَهُمَا وَنَاوَلَهُ جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ وَالسُّنَنَ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ أَخَذَ عن أبي علي الغساني قراة عَلَيْهِ تَأْلِيفَهُ الْمُتَرْجَمَ بِتَقْيِيدِ الْمُهْمَلِ وَتَمْيِيزِ الْمُشْكِلِ ولم يزد بعد ذلك فيه شيا فروايته أكمل الروايات وكان من جلة الفقها وكبار العلما مَعْدُودًا فِي الْمُحَدِّثِينَ وَالأُدَبَاءِ مَعَ حُسْنِ الْخَطِّ وَجَوْدَةِ الضَّبْطِ وَدَارَتِ الْفَتْوَى فِي وَقْتِهِ عَلَيْهِ ونوظر في المدونة وغيرها لديه وتقلد القضا مَرَّتَيْنِ إِلَى أَنْ قُتِلَ ظُلْمًا بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِقُرْطُبَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ سَاجِدٌ لأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ 529 وَدُفِنَ عَشِيَّ يَوْمِ السَّبْتِ بِمَقْبَرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ أَبُو القاسم وشهده جمع عظيم من لناس واتبعوه ثنا حَسَنًا هَذَا قَوْلُ ابْنُ بَشْكُوَالَ وَابْنُ خَيْرٍ وَحَضَرَا ذَلِكَ وَزَادَ ابْنُ خَيْرٍ أَنَّهُ حُمِلَ إِلَى دَارِهِ فِي نَعْشٍ وَتُوُفِّيَ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ وَقَالَ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عِيَاضٍ فِي بَرْنَامَجِهِ وَوَصَفَهُ بِحُسْنِ الضَّبْطِ وَجَوْدَةِ الْكُتُبِ وَكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَاعَةِ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صَلاةِ الْجُمُعَةِ طُعِنَ بِحَدِيدَةٍ وَقَتَلَتِ الْعَامَّةُ قَاتِلَهُ وَحَكَى أَبُو عُمَرَ بْنُ عَيَّادٍ فِي مَقْتَلِهِ عَنِ الَّذِينَ كَانُوا إِذْ ذَاكَ بِقُرْطُبَةَ مِنْ مُتَفَقِّهِي بَلَنْسِيَةَ أَنَّ إِمَامًا بِبَعْضِ مَسَاجِدِهَا تُوُفِّيَ وترك ابناً لايصلح أَنْ يَخْلُفَ أَبَاهُ وَكَنَّاهُ أَبَا عَامِرٍ وَوَصَفَهُ بِشُقْرَةٍ وَبَرَشٍ فَقَدِمَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ثَانِيًا وَأَمَرَ وَلَدَ الأَوَّلِ بِالانْتِقَالِ عَنْ دَارِ الْمَسْجِدِ لِيَسْكُنَهَا هَذَا الْمُقَدَّمُ عَلَى الْعَادَةِ فَتَأَكَّأَ وتعسف

ص: 114

ثُمَّ جَعَلَ بَعْدَ إِكْرَاهِهِ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا يَتَرَدَّدُ عَلَى الْقَاضِي مُعَاتِبًا فَيَحْلُمُ عَنْهُ وَرُبَّمَا تَوَعَّدَهُ فَيَعْجَبُ مِنْهُ وَلا يَثْرِبُ عَلَيْهِ إِلَى أَنِ اهْتَبَلَ غَرَّتَهُ فِي تَنَفُّلِهِ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ لِصَلاةِ الْعَصْرِ كَذَا فِي هَذَا الْخَبَرِ وَالأَوَّلُ أَوْلَى بِالتَّعْوِيلِ عَلَيْهِ فَضَرَبَهُ بِسِكِّينٍ أَنْفَذَتْ مَقَاتِلَهُ وَقِيلَ قَطَّعَتْ حِشْوَتَهُ فَشُغِلَ لِنَفْسِهِ عَنْ إِتْمَامِ الصلاة وانفض النَّاسُ يَمُوجُونَ بِالْجَامِعِ وَالْقَاتِلُ فِيهِمْ يَرُومُ التَّسَلُّلَ ثُمَّ تَبَادَرُوا أَقْرَبَ الأَبْوَابِ فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُجْتَازٍ مِنْ أَهْلِ جَيَّانَ مُتَقِلِّدٍ سَيْفًا تَوَهَّمُوا لِمَكَانِ السِّلاحِ أَنَّهُ الَّذِي أَصَابَهُ فَمَا أَمْهَلُوهُ أَنْ قَتَلُوهُ وَلا عِلْمَ لَهُ بِالْقِصَّةِ فَهَلَكَ خَطَأً وَذَهَبَ هَدْرًا ثُمَّ عَثَرُوا عَلَى مُتَوَلِّي ذَلِكَ فَعَجَّلُوا قَتْلَهُ وَأَلْحَقُوهُ بِالَّذِي قَبْلَهُ وَاحْتُمِلَ الْقَاضِي إِلَى مَنْزِلِهِ وَبِهِ رَمَقٌ فَسَأَلَ عَنْ ضَارِبِهِ وَغَرَضُهُ اسْتِحْيَاؤُهُ فَقِيلَ قُتِلَ فَمَا زَالَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ إِلَى أَنْ قَضَى نَحْبَهُ رحمه الله حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ وَأَبِي خَالِدِ بْنِ رِفَاعَةَ وَغَيْرِهِمَا أَنَّ الْقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الْحَاجِّ الشَّهِيدَ أَنْبَأَهُمْ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ قَالَ أَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الأَزْهَرِ قَالا نا عبد الرزاق أنا ابن جريح أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم العشا ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى قَوْمِهِ فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلاةَ هِيَ لَهُ نَافِلَةٌ وَلَهُمْ فَرِيضَةٌ وَبِهِ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ إِجَازَةً أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الدلاي أنا أبو عمر بن عفيف أنا العايذي نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ العبدي البصري نا العباس بن الفرح الرِّيَاشِيُّ نا الأَصْمَعِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا شُعْبَةُ

ص: 115

تَذَكُّرُ لَيْلَى وُدَّهَا وَصَفَاءَهَا وَأَحْبِبُ بِهَا لوْ أَسْتَطِيعُ لِقَاءَهَا

طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ طَعْنَةَ ثاير لَهَا نَفْذٌ لَوْلا الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا

سَدَّدْتُ بِهَا كفى فانهزت فتقها يرى قايم مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا

قَالَ ثُمَّ قَالَ شُعْبَةُ لَيْسَ بِهَذِهِ طَعْنَةٌ بَلْ نَقْبٌ فِي جَنْبِهِ دَرَبًا قَالَ الأَصْمَعِيُّ ثُمَّ سِرْتُ إِلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ فَقَالَ لِي مِنْ أَيْنَ بِكَ فَقُلْتُ مِنْ عِنْدِ شُعْبَةَ فَقَالَ عملت هاذا قلت أنشدنا تذكر ليلى ودها وصفاها إلى أن بلغت فوله سَدَّدْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَزْتُ فَتْقَهَا فَقَالَ لِي أَبُو عَمْرٍو يَا عَبْدَ الْمَلِكِ صَحَّفَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي مَوْضِعَيْنِ قَالَ سَدَّدْتُ بها كفى وإنما شَدَّدْتُ ثُمَّ قَالَ فَأَنْهَزْتُ فَتْقَهَا وَإِنَّمَا هُوَ فَأَنْهَرْتُ يُرِيدُ فَوَسَّعْتُ يَا عَبْدَ الْمَلِكِ أَتَرَاهُ مَا سَمِعَ قَوْلَ اللَّهِ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جنات ونهر أَيْ فِي جَنَّاتٍ وَسَعَةٍ

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُنَخَّلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُشْرِفٍ النفري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي اجْتِيَازِهِ إِلَى غَزْوَةِ كتندةَ الَّتِي فُقِدَ فِيهَا وَكَانَ قَدْ أَخَذَ بقرطبة قراة نافع عن أبي القاسم ابن النَّخَّاسِ الْخَطِيبِ فِي سَنَةِ 510 وَقَرَأَ التَّيْسِيرَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونٍ الْوَشْقِيِّ الضَّرِيرِ وَلَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَخَّلٍ مِمَّنْ سَمِعَ أَيْضًا أَبَا عَلِيٍّ وَقَدْ حَدَّثَ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الدَّبَّاغِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَخَّلٍ وَأَرَاهُ غَيْرَ هَذَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْقَاسِمِ الصَّدَفِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ تطيلة

ص: 116

وَسَكَنَ بَاخِرَةَ مَدِينَةِ فَاسَ لَقِيَ بِمُرْسِيَّةَ أَبَا علي فسمع منه والتزم مجلسه للحديث ومسايل الرأي وكان فقيهاً عارفاً بالوثايق أَدِيبًا شَاعِرًا اسْتَكْتَبَهُ أَبُو مُوسَى بْنُ الْمَلْجُومِ في قضايه بِمِكْنَاسَةَ وَاسْتَخْلَفَهُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 529 وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أبي علي ما قرى عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْمَعُ بِجَامِعِ مُرْسِيَّةَ فِي يَوْمِ الأحد العاشر من شهر المحرم علم 514 قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي الأَجَلِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ هُوَ الْخِلَعِيُّ أَخْبَرَكُمْ أَبُو العباس أحمد بن محمد الحاج الإِشْبِيلِيُّ وَقَدْ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ عَنِ الْخِلَعِيِّ عَنْ أَبِي العباس هذا نا أبو الفضل محمد ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحرث سنة 353 نا أبو الفضل عباس ابن الفضل بن يونس الاسماطي بِمَكَّةَ نا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ نا قَيْسٌ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن قتل النسا وَالصِّبْيَانِ وَقَالَ هُمَا لِمَنْ غُلِبَ وَحَدَّثَنِي أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ عُصْفُورٍ فِي آخَرِينَ عَنْ أَبِي القاسم عبد الرحيم ابن عِيسَى بْنِ الْمَلْجُومِ قَالَ قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عبد الله محمد بن عيسى ابن الْقَاسِمِ الصَّدَفِيِّ التُّطِيلِيِّ الْكَاتِبِ لِنَفْسِهِ فِي وَصْفِ دواة أبنوس وزنجية حبلى نواري أَجِنَّةً لَهُمْ مِنْ مُجَاجِ الْمِسْكِ فِي جَوْفِهَا دُرُّ إِذَا أَرْضَعَتْهُمْ دَرَّ فِي رِسْلِهَا لَهُمْ عَلَى صَفْحَةِ الْقَافُورِ مِنْ مُسْكَةٍ دَرُّ كَأَنَّ ضناهم من هوى قد غذوا بِهِ فَأَلْوَانُهُمْ مِنْ غَيْرِ مَا سَقَمٍ صُفْرُ محمد بن عبد الرحمن بن عايذ الطرطوشي ومن بيت أبي زكريا العايذي أَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ كِتَابَ آدَابِ النُّفُوسِ لأَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ وَقَرَأْتُ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِي علي وأبوه على أحد أصحب الباجي

ص: 117

والعذري وبقراته سَمِعَ الصَّدَفِيُّ بِحَضْرَةِ بَلَنْسِيَةَ صَحِيحَ مُسْلِمٍ عَلَى الْعُذْرِيِّ فِي سَنَةِ 474 وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ بَشْكُوَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَقِيٍّ الْغَافِقِيُّ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا الْمُرْسِيُّ وَالِدُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَزِيلُ إِشْبِيلِيَّةَ حَدَّثَ بِالْمُوَطَّأِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ وَغَيْرِهِمْ وَذَلِكَ بِتَارِيخِ سَنَةِ 529 وفي أهل وادي الحجارة إسماعيل ابن عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَقِيٍّ وَهُوَ تَوَافُقٌ غَرِيبٌ فِي الآبَاءِ حَدَّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْكَبِيرِ عَنْ أَبِيهِ بِجَمِيعِ رِوَايَتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيدٍ الأُمَوِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ وَقَرِيبُ شيخنا القاضي أبي بكر سمع أبا عَلِيٍّ وَصَحِبَ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَتَفَقَّهَ بِهِ وَلَقِيَ بِقُرْطُبَةَ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ عَتَّابٍ وَغَيْرَهُ وَنَاظَرَ عِنْدَ أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ الْعَوَّادِ وَأَصْهَرَ إِلَيْهِ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ عِصَامٍ وشاوره وكان فقيهاً حافظ وولى قضا غَرْنَاطَةَ فَتُحِدِّثَ بِنَزَاهَتِهِ وَجُمُودِ يَدِهِ وَلَهُ يَقُولُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْخِصَالِ فِي صَدْرِ رِسَالَتِهِ كَتَبَهَا إِلَيْهِ شَافِعًا لَدَيْهِ

حَظُّ الْكَرِيمِ وَإِنْ تَطَاوَلَ عُمْرُهُ ذِكْرٌ يَفُوزُ بِهِ مِنَ الأَيَّامِ

يَبْقَى مَعَ التَّقْوَى وَيَخْلُدُ بَعْدَهُ وحياته حلم من الأحلام

ولين تَجَانَفْتَ الْعُلَى عَنْ مَعْشرٍ فَلَشُدَّ مَا جَنَحَتْ إِلَى ابْنِ هِشَامِ

أَلْقَى إِلَيْهِ الْعِلْمَ مِنْ أَفْلاذِهِ مَا صَانَهُ عِنْ عِلْمِ كُلِّ إِمَامِ

وَتُوُفِّيَ صَدْرَ رَمَضَانَ سَنَةَ 530 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 118

عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَلِيدٍ الْقَاضِي التَّدْمِيرِيُّ فِي كِتَابِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْهَا قَالَ حدَّثَنِي قَرِيبِي أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيدٍ وَفِي وَلِيدٍ هَذَا يَجْتَمِعَانِ نا القاضي أبو علي الصدفي قراة عَلَيْهِ نا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قراة مِنْهُ عَلَيَّ فِي جَامِعِ الْخَلِيفَةِ بِبَغْدَادَ قَالَ قرى عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله القطان نا يحيى ابن أَبِي طَالِبٍ نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ العايرة لا إِلَى هَذِهِ وَلا إِلَى هَذِهِ قَالَ أَبُو الْفَضْلِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ وَعَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فَكَانَ شَيْخُنَا سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو يَحْيَى مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ لازَمَ أَبَا عَلِيٍّ وَسَمِعَ مِنْهُ الْكَثِيرَ قَبْلَ الخمسماية وبعدها ومن ذلك التاريخ ابن أبي حيثمة ومسند البزار والموتلف وَالْمُخْتَلِفُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَحَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ وَكَانَ ذَا عِنَايَةٍ بِالرِّوَايَةِ حَسَنَ الْخَطِّ مُتَحَرِّيًّا فِي التَّقْيِيدِ قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَيَّادٍ سَمِعْتُ الْفَقِيهَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْغَنِيِّ هُوَ ابْنُ مَكِّيٍّ الشَّاطِبِيُّ يَقُولُ كُنَّا بِمُرْسِيَّةَ نَسْمَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ فَقَرَأَ يَوْمًا أَبُو يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ الْمُرْسِيُّ بِهَا كِتَابَ الْوُحْدَانِ لِمُسْلِمٍ عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فَمَرَّ بِاسْمٍ مُشْكِلٍ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ ثُمَّ مَرَّ بِاسْمٍ آخَرَ مُشْكِلٍ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ فأخذ الكتاب من يد القارىء فَغَلَقَهُ وَقَالَ لَنَا لا يَحِلُّ أَنْ أَرْوِيَهُ

ص: 119

حَتَّى أَنْظُرَ حَقِيقَةَ هَذِهِ الأَسْمَاءِ الْمُشْكِلَةِ وَنَحْنُ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَقْطَارِ الْبِلادِ قَدْ رَحَلْنَا إِلَيْهِ وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَصَةَ فِي آخِرِ نُسْخَتِهِ مِنْ جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ أَبْيَاتًا أَنْشَدَهُ إِيَّاهَا أَبُو عَلِيٍّ لِلْقَاضِي عَبْدِ الوهاب ولغيره وقيدها عنه ثم قال ومما أَنْشَدَنِيهِ مُتَّصِلا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ بِحَضْرَةِ الْوَزِيرِ أَبِي يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ مَحْفَظَتُهُ بِأَجْمَعِهِ مِنْ ذَلِكَ لِلْفَقِيهِ أَبِي الْحُسَيْنِ عَاصِمٍ يَعْنِي ابْنَ الحسن العاصي مِمَّا قَالَهُ فِي صِبَاهُ

حَلَفْتُ وَيَشْهَدُ دَمْعِي بما اكابد من هجرك الزايد

وَهِيَ ثَلاثَةُ أَبْيَاتٍ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا قَالَ وَأَنْشَدَنِي لَهُ

وَشَادِنُ دِينِهِ التَّشَيُّعُ بِالْكَرْخِ يُضَاهِي الغصون بالميل

واطني ثم صد عن ملل فَلَيْتَهُ عِنْدَ ذَاكَ لَم يَضِلِّ

تَصِيحُ الْحَاظَّةُ إِذَا قَتَّلَتْ سَجْرُهَا الْعَاشِقِينَ يَا لَعَلِيِّ قَالَ وَأَنْشَدَنِي لَهُ

بِأَبِي مَنْ لَثَمْتُهُ آخِرَ اللَّيْلِ فَفَاحَ الْعَبِيرُ مِنْ رِيحِ فِيهِ

فَلِهَذَا أَزْدَادُ شَوْقًا إِلَيْهِ كُلَّمَا لامَنِي الْعَواذِلُ فِيهِ

وَلَهُ

جَعَلْتُ وِصَالِي حَرَامًا عَلَيْكَ فَقُلْ لِي صُدُودَكَ من حلله

لين دَامَ هَجْرُكَ لِي وَالْبِعَادُ حَمَلْتُ سَرِيعًا إِلَى حَرْمَلَةْ

قَالَ وَكَانَ خَادِمُ الْمَارِسْتَانِ يُسَمَّى حَرْمَلَةَ وَالأَبْيَاتُ الَّتِي أَوَّلُهَا وَشَادِنُ دِينِهِ التَّشَيُّعُ أَنْشَدَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الْمُعْجَمِ وَمِنْ طَرِيقِهِ تَتَّصِلُ لنا بإسناد الإنشاد إلى قايلها وَهِيَ عِنْدَنَا عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ شَيْخِنَا عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ حَكَمٍ عَنْ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عَنِ الْعَاصِمِيِّ إِلا

ص: 120

أَنَّهُ قَالَ فِي الْبَيْتِ الثَّانِي فَلَيْتَهُ قَبْلَ ذَاكَ وَيُرْوَى عَنْ أَبِي يَحْيَى هَذَا وَأَخِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ أَبُو الْحَكَمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ غَلنده؟؟ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعُذْرِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ فُورْتَشَ مِنْ أَهْلِ سَرَقُسْطَةَ وَبَيْتُهُ عَرِيقُ النَّبَاهَةِ صَحِبَ أبا علي في سماعها مِنْ عَمِّهِ الْقَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَرَوَى عَنْهُ وَكَانَ قَدِ اسْتَجَازَ لَهُ فِي رِحْلَتِهِ وَلِجَمَاعَةٍ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ سَرَقُسْطَةَ وَبِلادِهَا أَعْلامَ شُيُوخِهِ كَأَبِي الفوارس الزينبي وأبي الفضل ابن خيرون وطبقتهما حدث عنه بغرناطة وغيرها طايفة مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النُّمَيْرِيُّ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ حَكَمٍ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ مُحَمَّدُ بن عبد الملك بن أحمد الطاءى أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَكَتَبَ عَنْهُ عَوَالِي ابْنِ خَيْرُونَ وله رواية عن أبي الحسن ابن مغيث وأبي اسحق بن ثبات صِهْرِ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ سَمِعَ مِنْهُ بِقُرْطُبَةَ فِي سَنَةِ 530 وَكَانَ بَارِعَ الْخَطِّ أَنِيقَ الْوِرَاقَةِ ذَا عِنَايَةٍ بِالرِّوَايَةِ

مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عبد الله بن محمد الْعُقَيْليِّ أَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْقبَّانِ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ وَفِي بَيْتٍ نَبِيهٍ بِهَا رَوَى بِبَلَدِهِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْوَقْشِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ خُلَيْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْبَطَلْيُوسِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَرَوَى أَيْضًا بِقُرْطُبَةَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ الأَسَدِيِّ وَأَبِي

ص: 121

الْوَلِيدِ بْنِ طَرِيفٍ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ وَعَامَّةُ عُلَمَاءِ الأَنْدَلُسِ فِي وَقْتِهِ وَكَانَ مَعْنِيًّا بِالرِّوَايَةِ حَسَنَ الْخَطِّ جَيِّدَ الضَّبْطِ وَتُوُفِّيَ بِبَلَنْسِيَةَ بَعْدَ سَنَةِ 530 وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى السَّبْعِينَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ غَلْبُونَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَلْبُونَ الأنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْعُقَيْلِيُّ فِي مَا أَجَازَ لِي بِلَفْظِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ إِجَازَةً فِي صَفَرٍ سَنَةَ 514 قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ الْخِلَعِيِّ الشَّافِعِيِّ فِي مَنْزِلِهِ بِقَرَافَةِ مِصْرَ فِي غُرَّةِ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ 481 حِينَ طُلُوعِي إِلَى الْحِجَازِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر البزار وَقَدْ حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ وَاجِبٍ وَغَيْرُهُ أذنا عن أبي الْعَرَبِيِّ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْمُجَلِّي الْمِصْرِيُّ وَسِوَاهُ عَنِ ابْنِ غُرَيْرٍ السَّعْدِيِّ كِلاهُمَا عَنِ الْخِلَعِيِّ وَأَنْبَأنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ عن أبي محمد البزار قَالَ أَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ نا سعدان بن نصر نا سفين بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ سَمِعَ أسامة بن شريك يقول شهدت الأعراب يسلون النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هَلْ عَلَيْنَا مِنْ جُنَاحٍ فِي كَذَا فَقَالَ عِبَادَ اللَّهِ وضع الله الحرج إلا أمر واقترض من عرض أخيه شيا فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ قَالَ خُلُقٌ حَسَنٌ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ سُبَاعِيَّاتِ أَبِي عَلِيٍّ وَهُوَ مِمَّا أَلْزَمَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا وَقَدْ رويته مسموعاً بإسناد نزل عَمَّا تَقَدَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ وَصَاحِبُ الأحكام

ص: 122

بِهَا سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ وَكَانَتْ لَهُ رِحْلَةٌ إلى قرطبة لقي فيها مشائخها وتظلع مِنَ الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْخِصَالِ فِي بَعْضِ رسايله وبقرأته رِيَاضَةُ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ في سنة 507 سمع أبو علي بن عريب الطرطوشي وأبو محمد عبد الخليل ابن بيبش الجنجالي وأبو عمرو عثمان بن علي السالمي وأبو عَلِيٍّ حَسَنَ بْنَ سَهْلٍ الْخُشَنِيَّ السَّبْتِيَّ وَغَيْرَهُمْ وَسَمِعَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 511 مَغَازِيَ الْوَاقِدِيِّ لَهُ فِيهَا فَوَاتٌ وَلا أَعْلَمُهُ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الأنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي أَحَدَ عَشَرَ وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي إِحْدَى عَشْرَةَ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ وَيُعْرَفُ أَيْضًا بِالْحَوْضِيِّ لِسُكْنَاهُ الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِالْحوْضِ مِنْهَا وَكَانَ كَثِيرَ الْعِنَايَةِ بِالْحَدِيثِ مُتَمَسِّكًا بِظَاهِرِهِ حَتَّى شُهِرَ بِالظَّاهِرِيِّ جَمَعَ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ وعلم بالقرآن وَدَأَبَ عَلَى إِسْمَاعِ الْحَدِيثِ وَلَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بِالْمَرِيَّةِ أَخَذَ عَنْهُ جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ والشمايل لَهُ وَمُسْنَدَ الْبَزَّارِ وَأَدَبَ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَبِهَا سَمِعَ أَيْضًا مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الغساني وأبي اسحق بْنِ أَسْوَدَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ بُرَّالَ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَأَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ مولى المعتصم ابن صُمَادِحٍ وَأَبِي عُمَرَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْيُمنَالشِ الزَّاهِدِ وَتَحَقَّقَ بِهِ وَكَتَبَ بِخَطِّهِ عَلَى ضَعْفِهِ عِلْمًا كَثِيرًا وَتُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 532 حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَيْسِيُّ فِي آخَرِينَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله الحجري وكتب إلى الرواية أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الْغَافِقِيِّ عَنْهُ وَكَانَ بِهِ مُخْتَصًّا قَالَ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ

ص: 123

الظاهري الحوضي بقراتي عَلَيْهِ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ بِجَامِعِ المرية قراة أَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن إسماعيل قراة عليه بجامع سرقسطة وأنا أسمع أنا أبو عمر المقري هُوَ الطَّلَمَنْكِيُّ أَنَا الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ نا عبيد الله بن موسى عن اسرايل عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أن يكابده ويخل بالمال أن ينفقه وجين عن العدوان مجاهدة فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ وَبِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ الْبَزَّارُ نا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رحمه الله فَجَعَلَ رجل يثني عليه فجعل العداد يَحْثُو فِي وَجْهِهِ يَعْنِي التُّرَابَ وَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوهم التُّرَابَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْمِقْدَادِ

مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ محمد القيسي أبو عبد الله بن الْمُحْتَسِبِ مِنْ أَهْلِ جَيَّانَ سَمِعَ الْمُوَطَّأَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَأَخَذَ بِقُرْطُبَةَ عَنْ أبي الوليد العتبي وأبي الحسن بن سراج ابن عَتَّابٍ وَعَلِمَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالآدَابِ وَوَقَفْتُ عَلَى السَّمَاعِ مِنْهُ وَالأَخْذِ عَنْهُ فِي سَنَةِ 532 مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ يَحْيَى الْقَيْسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِالْبُونِيِّ وَسَكَنَ بَلَنْسِيَةَ وَغَيْرَهَا وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بِمُرْسِيَّةَ وَلَهُ رِوَايَةٌ عن أبي داود المقري وَابْنِ أَخِي الرَّوشِ وَرَوَى بِقُرْطُبَةَ عَنِ ابْنِ فرج

ص: 124

وَالْجَيَّانِيِّ وَابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَبِإِشْبِيلِيَّةَ عَنِ الْخَوْلانِيِّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأَ وَكَانَتْ لَهُ عِنَايَةٌ بالعلم ومعرفة باسما الرِّجَالِ وَأَزْمَانِهِمْ وَمَبَالِغُ أَعَمْارِهِمْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عبد الله النميري وغيره من الحلة وَسَمَّاهُ ابْنُ بَشْكُوَالَ فِي مَشْيَخَتِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْمَرِيَّةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ 536 حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْخَزْرَجِيُّ فِي كِتَابِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مَعَهُ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن سليمان بن مروان إجازة قال قرى على أبي علي الحسين ابن مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيِّ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِمُرْسِيَّةَ سَنَةَ 495 وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمَحَامِلِيُّ نا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَدْ أَنْبَأنِي ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عن جَدِّهِ عَنْ يُونُسَ الْقَاضِي أَنَّ الدَّارَقْطُنِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ نا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حدَّثَنِي أَبِي نا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا حدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الإيِمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَمَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ فِي نُسْخَةٍ كَبِيرَةٍ عِنْدَنَا بِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ أَبُو ذَرٍّ سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ هَذَا الإِسْنَادِ فَقَالَ لا يَصِحُّ وَإِنَّمَا فَسَادُهُ مِنْ طَرِيقِ مَنْ يَرْوِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَبِهِ إِلَى الدَّارَقُطْنِيِّ نا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بن محمد العيشي قال نا سهم ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ عَزَّانِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى ابْنٍ لِي مَاتَ فَقَالَ إِنَّ أَبَاكَ كان أصلك وإن ابنك كان فرعكك وإن إمرءاً ذَهَبَ أَصْلُهُ وَفَرْعُهُ لَحَرِّيٌّ أَنْ يَقِلَّ بَقَاؤُهُ وَيَرْوِي أَبُو عَلِيٍّ أَيْضًا هَذَا الْخَبَرَ عَنْ أبي

ص: 125

الْفَضْلِ بْنِ خَيْرُونَ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا عبد الله بن روح المدايني نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ قَالَ شَهِدْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ وَعَزَّاهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى ابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ فَكَانَ فِي مَا عَزَّاهُ أَنْ قَالَ أن أباك وذكره سوا إِلا أَنَّهُ قَالَ وَإِنَّ مَنْ ذَهَبَ

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أحمد بن محمد بن عمر ابن أَسْوَدَ الْغَسَّانِيُّ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ المرية وفي أنبه بيتوتاتها سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبَا عَلِيٍّ الْغَسَّانِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ عمر بن أحمد بن الفصيح وأبا عبد الله بن الفراء وَأَبَا بَكْرٍ عَبْدَ الْبَاقِي بْنِ بُرَّالَ وَتَفَقَّهَ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عطاف وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ وَقَدْ حَدَّثَ فِي بَرْنَامَجِهِ عَنْهُ مِنْ رِوَايَتِهِ بِجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَمُعْجَمِ ابْنِ قَانِعٍ وَتَارِيخِ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ وَحِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ لأَبِي نُعَيْمٍ وَرِيَاضَةِ الْمُتَعَلِّمِينَ لَهُ وَأَدَبِ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ ثُمَّ سَمِعَ فِي رِحْلَتِهِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ مُشْرِفٍ الأَنَمْاطِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ شَفِيعٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ الْحَنَّاطِ وَسِوَاهُمَا وَإِكْثَارُهُ بِالأَنْدَلُسِ إِنَّمَا هو عن أبيه أبي اسحق وَأَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَنِ الطَّرْطُوشِيِّ وَابْنِ الحضرمي وولى قضا شَرْقِ الأَنْدَلُسِ لِلْمُلَثَّمِينَ دَهْرًا طَوِيلا ثُمَّ صُرِفَ عَنْهُ مَنْكُوبًا وَاحْتُمِلَ إِلَى مَرَاكِشَ مُغَرِّبًا وَكَانَ وُرُودُهُ مُرْسِيَّةَ قَاضِيًا مِنَ الْمَرِيَّةِ يَوْمَ الْخَمِيسِ ثامن شعبن سَنَةَ 521 وَصُرِفَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَتُوُفِّيَ بِمَرَاكِشَ فِي نَكْبَتِهِ

ص: 126

سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ فِي رَجَبٍ مِنْهَا وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْفُقَهَاءِ الْمُشَاوَرَيْنِ وَلَهُ تَآلِيفُ فِي تفسير القرآن واعتنا بِالْحَدِيثِ وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ مِنْ أَبِيهِ فِي سَنَةِ 493 سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ وَأَجَازَ لَهُ وَلابْنِ بَشْكُوَالَ وَصَالِحٍ الأَوْسِيِّ وَغَيْرِهِمْ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي كِتَابِهِ مِنْ مُرْسِيَّةَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَسْوَدَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بن سكرة قال نا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِسَرَقُسْطَةَ أَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بن محمد المقري إِذْنًا نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ وَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سفين عن قاسم نا ابن أبي حيثمة نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ مَوْلَى بَنِي أسد بن عبد العزي عن عطا بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ لَكُمْ ثَلاثًا أن يثبت قايلكم وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ وَيُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ وَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودَاءَ مُحَدَاءَ رُحَمَاءَ وَلَوْ أَنَّ رَجُلا صَفَنَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَصَلَّى وَصَامَ ثُمَّ " لَقِيَ " اللَّهَ مُبْغِضًا لآلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ النَّارَ

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ

ص: 127

الدَّانِّيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ برنجالَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ كَثِيرًا وَلازَمَهُ طَوِيلا وَتَكَرَّرَ عليه في سني سبع وثمان وتسع وخمسماية فَمِمَّا قَرَأَ جَامِعُ التِّرْمِذِيِّ وَسَمِعَهُ أَيْضًا وَكِتَابُ السنن للدارقطني والشمايل لِلتِّرْمِذِيِّ وَرِيَاضَةُ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَدَبُ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ وَمِمَّا سَمِعَ صَحِيحُ مُسْلِمٍ وَمُسْنَدُ الْبَزَّارِ وَتَارِيخُ ابن أبي حيثمة وَالْعِلَلُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَغَرِيبُ الْحَدِيثِ لأَبِي عُبَيْدٍ إِلا أحاديث التابعين وحديث يزيد بن هرون وَالْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ وَالْحَسَنِ الزَّعْفَرَانِيِّ وَسَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى إِلا كِتَابَ الصلاة منه وأكثر صحيح البخاري وقرأ سايره إِلا كِتَابَ الطَّلاقِ مِنْهُ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَأَجَازَ لَهُ وَلأَبِي بَكْرٍ هَذَا رِوَايَةً عَنْ أَبِي المقري وَابْنِ شَفِيعٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَبِهِ تَفَقَّهَ وَعَلَيْهِ نَاظَرَ فِي الْمُدَوَّنَةِ وَلَقِيَ بِقُرْطُبَةَ أَبَا الْقَاسِمِ أَصْبَغَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ المناصف فناظرعليه فِي الْمُدَوَّنَةِ أَيْضًا وَأَخَذَهَا عَنْهُ أَيْضًا وَأَبَا مُحَمَّدِ بْنَ عَتَّابٍ وَأَبَا الْوَلِيدِ بْنَ رُشْدٍ وَلَقِيَ بِإِشْبِيلِيَّةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيَّ وَأَجَازَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ فَرَجٍ وَابْنُ شبرَينَ وَالْغَسَّانِيُّ وَابْنُ الْبَيَّازِ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ حَمْدَيْنِ وَأَبُو بَحْرٍ الأَسَدِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ وَسِبْطُ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ اللَّخْمِيُّ وَقَدْ لَقِيَ بَعْضَ هَؤُلاءِ وَاسْتَجَازَ له بعض أصحبه أَبَا حَامِدٍ الطُّوسِيَّ وَلَهُ رِحْلَةُ حَجٍّ فِيهَا وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ منصور بن الخضرمي وَأَبِي بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيِّ وَابْنِ الْمشرفِ وَغَيْرِهِمْ وَلأَبِيهِ أَبِي عَلِيٍّ رِحْلَةٌ أَيْضًا أَخَذَ فِيهَا عَنْ نصر ابن إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ وَغَيْرِهِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ رجالات الأندلس علماً وفهماً ومشوور بِبَلْدَةٍ وَأَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَأَسْمَعَ الْحَدِيثَ مَعَ التَّقَدُّمِ في الحديث فِي الْحِفْظِ وَالتَّفَنُّنِ فِي الْمَعْرِفَةِ إِلَى نَبَاهَةٍ في مصره ووجاهة عند إسراء عصره مرض

ص: 128

بِحَاضِرَةِ بَلَنْسِيَةَ فِي بَعْضِ قُدُمَاتِهِ عَلَى أَمِيرِهَا يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ غَانِيَةَ فَاسْتَأْذَنَهُ وَقَدْ وَافَاهُ عَابِدًا فِي الْمَسِيرِ إِلَى دَانِيَةِ بَلَدِهِ لِيُمَرَّضَ هُنَالِكَ فَقَالَ ابْنُ غَانِيَةَ بَلْ نُرْسِلُ إليك بخادم تمرضك وتموتك فَتَمَثَّلَ عِنْدَ ذَلِكَ

وَلِي قَوْمٌ إِذَا سَمِعُوا بِذِكْرِي بَكَى شُبَّانُهُمْ وَبَكَى الْغَوَانِي

فَأَذِنَ لَهُ عندها وأصحبه مَنْ رَافَقَهُ وَرُفِقَ بِهِ إِلَيْهَا وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ 536 وَقَالَ ابْنُ عَيَّادٍ سَنَةَ 35 وَعَنْهُ أَكْثَرُ خَبَرِهِ وَكَانَ قَدْ لَقِيَهُ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعَ رِوَايَتِهِ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَزْرَجِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفٍ كَتَبَ إِلَيْهِ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ سُكَّرَةَ سَمَاعًا وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الْحَافِظِ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَطَّارِ أَخْبَرَكُمُ القاضي أبو الفضل عياض بن موسى فأقربه قَالَ نا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ وأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخَيْنِ الْعَدْلَيْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدٍ أبي محمد ابن عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيَّيْنِ بِوَاسِطٍ حَدَّثَكُمَا جَدُّكُمَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ نا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن السقطي نا يزيد بن هرون أَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَفِتْنَةِ الرِّجَالِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ خرجها البخاري عن مسدح عَنْ مُعْتَمِرٍ وَخَرَّجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ وَعَنْ أَبِي كَامِلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ مُعْتَمِرٍ وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَنَسٍ وَهُوَ مِنْ سُبَاعِيَّاتِ أَبِي عَلِيٍّ رحمه الله

ص: 129

مُحَمَّدُ بْنُ أَصْبَغَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَصْبَغَ الأزْدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ النَّاصِفِ قَاضِي الْجَمَاعَةِ بِقُرْطُبَةَ وَصَاحِبُ صَلاةِ الْفَرِيضَةِ بِجَامِعِهَا الأَعْظَمِ وَخَاتِمَةُ الأَعْيَانِ النُّبَهَاءِ بِحَضْرَتِهَا روى عن أبيه وأخذ القراات عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مُدِيرٍ وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ فَرَجٍ وَالْجَيَّانِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَجَالَسَ أَبَا عَلِيِّ بْنَ سُكَّرَةَ وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 536 حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ وَالْحَافِظُ أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَلْبِيُّ فِي آخَرِينَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَصْبَغَ نا أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بن جابر بن ياسين قراة مِنِّي عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِهِ بِبَغْدَادَ فِي الْكَرْخِ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمُ الشَّرِيفُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعْتَصِمِيُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَمُرَةَ الْبَغَوِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ نا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القرأة بالحمد لله رب العالمين وَحَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ وَاجِبٍ فِي آخَرِينَ مِنْهُمُ الْقُضَاةُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَقِيٍّ وَأَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ حَوْطِ اللَّهِ وَأَبُو عَامِرِ بن نذير وأبو الحسن ابن قَطْرَالَ وَأَبُو عِيسَى بْنُ أَبِي السَّدَّادِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الطَّنْجِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ قَالُوا نا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مَضَّاءٍ نا الْقَاضِي أبو عبد الله ابن أَصْبَغَ نا الْقَاضِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ سُكَّرَةَ وَيَرْوِي أَبُو الْخَطَّابِ مِنْهُمْ عَنِ الْقُضَاةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدَةَ وَأَبِي الْحَسَنِ الزُّهْرِيِّ وأبي مروان ابن قُزْمَانَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَاشِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 130

وَغَيْرِهِمْ كُلُّهُمْ عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ قَالَ نا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ فورْتشَ نا أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عون الله نا قاسم ابن أَصْبَغَ نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ نا سُلَيْمَانُ بن أبي شيخ حدثني عبد الله ابن صَالِحٍ قَالَ كَانَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ علي قضا الْكُوفَةِ فَخَرَجَ يَتَلَقَّى الْخَيْزُرَانَ فَبَلَغَ قَرْيَةً يُقَالُ لَهَا شَاهِي وَأَبْطَأَتِ الْخَيْزُرَانُ فَأَقَامَ ثَلاثًا يَنْتَظِرُهَا وبيمن خُبْزُهُ فَجَعَلَ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ وَيَأْكُلُهُ فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ

فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حَقًّا بِأَنْ قَدْ أَكْرَهُوكَ عَلَى الْقَضَاءِ

فمالك مُوضَعًا فِي كُلِّ يَوْمٍ تَلَقَّى مَنْ يَحُجُّ مِنَ النِّسَاءِ

مُقِيمًا فِي قُرَى شَاهِي ثَلاثًا بال زَادٍ سِوَى كَسْرٍ وَمَاءِ

قَالَ سُلَيْمَانُ فَعَزَلَهُ يَعْنِي شَرِيكًا مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ فَقَالَ مُوسَى بن عيسى لشريك يابا عَبْدِ اللَّهِ عَزَلُوكَ عَنِ الْقَضَاءِ مَا رَأَيْتُ قَاضِيًا عُزِلَ قَالَ هُمُ الْمُلُوكُ يَعْزِلُونَ وَيَخْلَعُونَ يُعَرِّضُ بِأَنَّ أَبَاهُ خُلِعَ مُحَمَّدُ بْنُ مُغَاوِرِ بِنِ حَكَمِ بْنِ مُغَاوِرٍ السُّلَمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ الْمُشَاوِرُ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ وَأَصْلُ سَلَفِهِ مِنْ غَرْبِ الأَنْدَلُسِ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَحَدَّثَ عَنْهُ بِرِيَاضَةِ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عُمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُفَوَّزٍ وَأَبِي عَامِرِ بْنِ حَبِيبٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الرّكلِيِّ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ جحد وَتَفَقَّهَ بِهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ 536 حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي محمد بن سفين نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُغَاوِرٍ نا أبو علي بن سكرة قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِشَاطِبَةَ مَقْدَمَهُ عَلَيْنَا غَازِيًا إلى كتندة أنا أبو القاسم

ص: 131

ابن فَهْدٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ قرى على أبي علي إسماعيل ابن مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ قَالَ نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ نَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزْنِيُّ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنا أول شفيع يوم القيمة وأنا أكثر الأنبيا تبعاً يوم القيمة أن من الأنبيا لمن يأتي يوم القيمة مَا مَعَهُ مُصَدِّقٌ غَيْرَ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثُ من سباعيات أبي علي وجز الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْمَخْرَجَ مِنْهُ سَمِعْتُهُ عَنْ أبي الخطاب ابن وَاجِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعَادَةَ قراة عن أبي علي الصدفي قراة وسماعاً وَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أبي بكر عبد الرحمن ابن محمد بن مغاور قراة عَنْ أَبِي عَلِيٍّ سَمِعَهُ عَلَيْهِ مَعَ أَبِيهِ وَحَدَّثْتُ بِهِ عَنِ السِّلَفِيِّ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بَيَانٍ عَنِ ابْنِ مَخْلَدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحسين بن كميل ابن عبد العزيز بن هرون اللَّخْمِيُّ الإِشْبِيلِيُّ وَنَزَلَ قُرْطُبَةَ أَبُو بَكْرٍ الْكَاتِبُ الْجَلِيلُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمرْخِيِّ أَحَدُ رِجَالِ الْكَمَالِ بِالأَنْدَلُسِ عِلْمًا وَأَدَبًا وَشَرَفًا وَمَنْصِبًا أَخَذَ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْعُتْبِيِّ وَأَبِي عُبَيْدٍ الْبَكْرِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْنُ فَرَجٍ وَلَزِمَ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ سِرَاجٍ وَأَبَا عَلِيٍّ الْغَسَّانِيَّ وَمِنْ حُسْنِ ما ندر له عنده أنه قرى عليه في كتاب الدلايل لِقَاسِمِ بْنِ ثَابِتٍ السَّرَقُسْطِيِّ

يَتْلُو نَعَامًا وَارِدًا وَمَا دَرَى أَيْنَ وَقَعْ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا تَصْحِيفٌ وَإِنَّمَا هُوَ

يَتْلُو نَعَامًا وَارِدًا وَصَادِرًا أَيْنَ وَقَعْ

وَهُوَ شِعْرٌ حَسَنٌ فِيهِ

ص: 132

حَتَّى إِذَا مَا الْحُوتُ فِي حَوْضٍ مِنَ الدَّلْوِ كَرَعْ

وَوَازَنَ الْكَفَّ الَّتِي فِيهَا خِضَابٌ قَدْ نَصَعْ

قَالَ الدَّلِيلُ عَرِّسُوا فَلَيْسَ فِي صُبْحٍ طَمَعْ

فَسُرَّ بِهِ أَبُو عَلِيٍّ وَقَالَ يَكْفِينَا هَذَا فِي يَوْمِنَا حَكَى ذَلِكَ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ خَيْرَةَ الْفَقِيهُ وَحَدَّثْتُ بِهِ عَنْهُ قُلْتُ وَالشِّعْرُ لِلْحِصْنِيِّ أَنْشَدَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِ الأَنْوَاءِ لَهُ وَذَكَرَهُ أَيْضًا غَيْرُهُ وَقَبْلَ الْبَيْتِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ التَّصْحِيفُ

أمَامَهَا رامٍ إذا أغرق ذا فوق نزع

ومن هذا الشعر

وانتثرت عوره تَنَاثَرَ الْعِقْدُ انْقَطَعْ

وَقِيلَ لَهُ الْحِصْنِيُّ لأَنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ حِصْنَ مَسْلَمَةَ جَدِّهِ بِدِيَارِ مِصْرَ فَنُسِبَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَيُكَنَّى أَبَا الأَصْبَغِ وَكَانَ شَاعِرًا مُحْسِنًا مَدَحَ الْمَأْمُونَ وهجا عبد الله ابن طَاهِرٍ وَعَارَضَهُ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ يُنَاقِضُ أَبَا الأَصْبَغِ هَذَا وَصَفَهُ وَنَسَبَهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْمَرْزُبَانِيُّ فِي كتاب معجم الشعرا مِنْ تَأْلِيفِهِ وَمِنْهُ نَقَلْتُ ذَلِكَ وَلأَبِي بَكْرٍ أَيْضًا رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ لَقِيَهُ بِمُرْسِيَّةَ وَأَخَذَ عَنْهُ وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ اخْتِصَاصَهُ بِأَمِيرِ قُرْطُبَةَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ دَاوُدَ اللمتونِيِّ هُوَ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْخِصَالِ إِلَى أَنْ رَامَ الْقِيَامَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ تَاشفِينَ وَدَفَعَ إمرته وتلكا

ص: 133

عَنْ بَيْعَتِهِ لأَوَّلِ وِلايَتِهِ سُلْطَانَ أَبِيهِ وَمَالأهُ الملا من أهل قرطبة مشيختها وفقهايها وَذَلِكَ سَنَةَ 500 ثُمَّ نُكِبَ وَقُبِضَ عَلَيْهِ وَفَسَدَ تدبيره فهرب أبو بكر حينيذ إِلَى شَرْق الأَنْدَلُسِ وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ كَثِيرًا وَحَلَّ مِنْهُ مَحَلا لَطِيفًا وَلَمْ يُفَارِقْهُ إلى أن رضى علي بن يُوسُفَ عَنِ ابْنِ الْحَاجِّ وَأَخِيهِ وَقَوْمِهِ وَمَنَّ عَلَيْهِ وَصَفَحَ عَنْهُ وَوَلاهُ مَدِينَةَ فَاسَ وَمَا إِلَيْهَا مِنْ أَعْمَالِ الْمَغْرِبِ فَلَحِقَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ وَصَحِبَهُ هُنَالِكَ وَبِسَرَقُسْطَةَ إِذْ وَلِيَهَا مَعَ بَلَنْسِيَةَ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى اسْتُشْهِدَ بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِالْبورْتِ وَتَفْسِيرُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ الْبَابُ سَنَةَ 508 وَحَكَى عَنْهُ قَالَ تَعَشَّيْتُ لَيْلَةً عِنْدَ أَحَدِ بَنِي طَاهِرٍ أَوْ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ فَخَشِيتُ التُّخَمَةَ يُرِيدُ لِكَثْرَةِ الطَّعَامِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي أَصُومُ غدا ثم نهضت إلى القراة يَعْنِي عَلَى أَبِي عَلِيٍّ وَقُلْتُ لِلشَّيْخِ تَعَشَّيْنَا اللَّيْلَةَ عِنْدَ فُلانٍ فَامْتَلأَ بَطْنِي وَأَخْشَى التُّخَمَةَ وسأصوم غدا فتعمر وجهه وقال هلا لا أكل غدا شيا حَتَّى يَخِفَّ بَطْنِي تَمُنُّ عَلَى اللَّهِ بِمُدَاوَاةِ تُخَمَتِكَ قَدْ كَانَ بَعْضُ مَنْ صَحِبْتَ بِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ مِنَ الأَشْيَاخِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ لَهُ فِي دَارِهِ أَحْوَاضٌ مِنْ بغلٍ فَكَانَتْ أهله لعدم الماء بمكة إذا رضعت له وضوه توخت وضعه على الحوض رجا أن يسيل ما وضو به في الحوض فيأخذ هو الما وَيَتَوَضَّأُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَكَانَ يَقُولُ أَكْرَهُ أن أخلط مع وضوي عملاً آخر وتأخر ليلة في عشايه واضطر أبو علي لسواله عن أبطايه وكان قد فرغ له ما بين العشاين زِيَادَةً إِلَى أَوْقَاتِهِ مِنَ النَّهَارِ فَقَالَ كُنْتُ صايماً وأفطرت ولأجل ذلك تأخرت فتعمر وَجْهُهُ وَقَالَ اقْرَأْ ثُمَّ قَالَ لَهُ بَعْدَ أَيَّامٍ فِي نَفْسِي شَيْءٌ إِنْ قُلْتُهُ كُنْتُ جَافِيًا وَإِنْ سَكَتُّ عَنْهُ كُنْتُ غَاشًّا وَأَهْوَنُ الأشيا عِنْدِي أَنْ أَكُونَ جَافِيًا لا غَاشًّا أَخْبَرْتَنِي

ص: 134

منذ ليال أنك تأخرت لعشايك مِنْ أَجْلِ صَوْمِكَ وَأَنَا مُنُذْ أَيَّامٍ قَدْ نرتبُ عَلَى صَوْمٍ وَإِنَّمَا وَرَّى الشَّيْخُ بِذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَكْثَرَ الدَّهْرِ فَمُذْ صِرْتُ تقرأ بين العشاين لا أُفْطِرُ إِلا بَعْدَ انْصِرَافِي مِنَ الْعَتَمَةِ من أجل قرأتك وَأَنْتَ لَم تَتْرُكْ إِفْطَارَكَ لَيْلَةً وَاحِدَةً يَعْنِي لِحَظِّ نَفْسِكَ وَقَدْ قُلْتُهَا لَكَ وَاسْتَرَحْتُ وَأَرَادَ رحمه الله بِذَلِكَ تَرْغِيبَهُ فِي الْعِلْمِ وَحَضَّهُ عَلَيْهِ وَبِمَا قَبْلَ هَذَا نَدَبَهُ إِلَى الأَدَبِ وَتَقَيَّدَهُ بِهِ وَمِنْ رُوَاةِ أَبِي بَكْرٍ أَبُو الْحَكَمِ ابْنُهُ وَأَبُو الْوَلِيدِ بْنُ خَيْرَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَيْرٍ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ مَضَّاءٍ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُمْ وَحُدِّثْتُ عن هولا المذكورن عَنْهُ وَكَانَ بِآخِرَةٍ مِنْ عُمْرِهِ قَدْ جَلَسَ للناس في اقرأ الْكُتُبِ الأَدَبِيَّةِ فَانْتَفَعَ بِهِ لِمَعْرِفَتِهِ بِفُنُونِ الأَدَبِ وَالنَّسَبِ وَاتِّسَاعِهِ فِي اللُّغَةِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ وَتُوُفِّيَ مِنْ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ وَفِي رُبُعِهَا الأَوَّلِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ 536 وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ أَبُو الْحَكَمِ وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مشهودة وحضرها الرييس أَبُو مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرُ بْنُ عُمَرَ اللمتونِيُّ وَمَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ 468

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحسين بن محمد لقرشي أبو المعالي المعروف بابن الصايغ قَاضِي دِمَشْقَ وَهُوَ خَالُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ سَمِعَ بِدِمَشْقَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَدِيدِ وَأَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ وَتَفَقَّهَ بِهِ وَأَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بْنُ بشر الاسفرائني وَغَيْرُهُمْ وَسَمِعَ بِمِصْرَ أَبَا الْحَسَنِ الْخِلَعِيَّ وَأَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الَفْارِسِيَّ وَبِتِنِّيسَ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الرَّوَّاسِ وَأَبَا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ زيد

ص: 135

وَبِعَكَّا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الرافقي واستنابه أبوه أبو الفضل يحيى ابن علي في القضا لَمَّا تَوَجَّهَ إِلَى الْحَجِّ سَنَةَ 510 وَنَابَ عَنْهُ إِلَى أَنْ رَجِعَ وَكَانَ يَخْلُفُهُ فِي حُضُورِهِ ثم استبد بالقضا عِنْدَ كِبَرِ أَبِيهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ هُوَ لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ بَعْدَ أَذَانِ الْفَجْرِ وَدُفِنَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ بَعْدَ صَلاةِ الظُّهْرِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ 537 عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ 467 رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي دُخُولِهِ دِمَشْقَ وَعِنْدَهُ شُيُوخُهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ سبط أبي الفوارس بن الجيربي وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالأَنْدرَشِيِّ وَغَيْرُهُمَا عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ قَالَ أَنَا خَالِي الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى القرشي أنا أبو علي الحسين ابن محمد بقراتي عَلَيْهِ سَنَةَ 487 بِدِمَشْقَ قَالَ الأَندرشِيُّ وَحَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ أَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ محمد قراة عَلَيْهِ بِوَاسِطٍ نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن علي بن الحسن ابن خزفة الصيدلاني أملا سَنَةَ 407 نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَوْذَبٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي العوام نا يزيد بن هرون نا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تستحي فأصنع ما شيت أَوْرَدَ ابْنُ عَسَاكِرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي اسْمِ أَبِي عَلِيٍّ مِنْ تَارِيخِهِ وَحَدَّثَ عَنْ خَالِهِ فِي بَابِ مُحَمَّدٍ بِمَا نَصَّهُ أَخْبَرَنَا خَالِي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي بقراتي عَلَيْهِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ

ص: 136

الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ هُوَ الْخِلَعِيُّ أنا أبو محمد عبد الرحمن ابن عمر بن النحاس البزار نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد بن الأعرابي قراة عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَأَنَا أَسْمَعُ نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ أَبُو عُثْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ نا سفين بْنُ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عَلِيٍّ عَنِ الْخِلَعِيِّ وَمِنْ سُبَاعِيَّاتِهِ وَهُوَ أَطْوَلُ مِنْ هَذَا وَسَيَأْتِي بِكَمَالِهِ فِي هَذَا الْبَابِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيِّدِ بْنِ غَالِبِ بْنِ حَفْصِ بْنِ نَهْدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمَذْحِجِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ مَالِقَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو علي ومن شيوخه ببلده أبوه وَأَبُو الْمُطَرِّفِ الشَّعْبِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ وَبِقُرْطُبَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ فَرَجٍ وَأَبُو بَكْرٍ الْمُصْحَفِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ وَأَبُو مروان بن سراج وأبو علي الغساني ويرهم وَرَأَى أَبَا الْوَلِيدِ الْبَاجِيَّ بِالْمَرِيَّةِ وَلَمْ يَأْخُذْ نه شيا وَذَلِكَ قَبْلَ رِحْلَتِهِ إِلَى قُرْطُبَةَ وَبَعْدَ رِحْلَتِهِ إِلَى إِشْبِيلِيَّةَ وَأَخَذَهُ بِهَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَيْحٍ وَلَمَّا قَرَأَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ وَسَمِعَ دَفَعَ إِلَيْهِ يَوْمًا جُمْلَةً من المال جزا عَلَى ذَلِكَ فَأَخَذَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ لا أخذ على هذا شيا أَبَدًا وَلَوْ أَخَذْتُ مِنْ أَحَدٍ لأَخَذْتُ مِنْكَ وَكَانَ ابْنُ مَعْمَرٍ زَاهِدًا فَاضِلا أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ كَثِيرًا وَتُوُفِّيَ لِلنِّصْفِ الثَّانِي مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ 537 حَدَّثَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَيْرَةَ وَالأُسْتَاذُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وَيُعْرَفُ بِالْجُعَيْدِيِّ فِي آخَرِينَ عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ نا

ص: 137

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ نا أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ فُورْتشَ أَنَا أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي حيثمة وَحَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ فِي كِتَابِهِ عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ قَالَ وَفِي مَا أَجَازَ فِيهِ يَعْنِي أَبَا الْمَعَالِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ السَّلامِ نَزِيلَ وَاسِطٍ تَارِيخَ ابْنِ أبي حيثمة عن أبي خَزَفَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَاللَّفْظُ لِقَاسِمِ بْنِ أَصْبَغَ قَالَ نا أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا نا عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مَيْسَرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ نَجْمٍ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا ترى قلت الثريا قال أما إنه يملل هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ مِنْهُمُ اثْنَانِ فِي فِتْنَةٍ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ اثْنَا عَشَرَ مِنْهُمُ اثْنَانِ فِي فِتْنَةٍ وَبِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ نا يحيى بن معين نا سفين بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَمَا فَتَحَ اللَّهُ بِأَوَّلِنَا فَأَرْجُو أَنْ يَخْتِمَهُ بِنَا قال سفين حدث ابن جريح أَبَا جَعْفَرٍ يَعْنِي بِحَدِيثِ أَبِي مَعْبَدٍ فَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَهَذَا التَّارِيخُ قَرَأْتُ يَسِيرًا مِنْهُ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ وَنَاوَلَنِي غَيْرُهُ جَمِيعُهُ عَنِ ابْنِ بَشْكُوَالَ عَنِ ابن عتاب عن أبوي عمر ابن عبد البر وابن الحذا وَأَنْبَأَنِي بِهِ ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الوارث بن سفين عَنْ قَاسِمِ بْنِ أَصْبَغَ فَكَأَنِّي أَخَذْتُهُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مِنْ طَرِيقِهِ عَنِ ابْنِ فُورتَشَ

ص: 138

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِشْرِ الأنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِالْميورقِيِّ وَسَكَنَ غَرْنَاطَةَ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ النُّمَيْرِيُّ يَقُولُ فِيهِ الأَزْدِيُّ رَفْعًا فِي نِسْبَتِهِ الأَنْصَارِيَّةِ عَلَى جِهَةِ التَّدْلِيسِ وَالتَّوْرِيَةِ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَأَجَازَ لَهُ وَرَحَلَ حَاجًّا فَسَمِعَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيِّ وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي الْفَتْحِ الْبَيْضَاوِيِّ وَأَبِي نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيِّ وَعَادَ إِلَى الأَنْدَلُسِ فَحَدَّثَ بِغَيْرِ بَلَدٍ مِنْهَا بَتَجَوُّلِهِ وَأَخَذَ عَنْهُ النَّاسُ وَامْتُحِنَ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ مَعَ أَبِي الْحَكَمِ ابن بُرْجَانَ وَأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الْعَرِيفِ وَتَخَلَّصَ دُونَهُمَا فَقَصَدَ الْمَشْرِقَ ثَانِيَةً وَأَقَامَ بِمَدِينَةِ بِجَايَةَ بُرْهَةً فِي هَرَبِهِ مِنَ الْمَغْرِبِ وَحَدَّثَ بِهَا فِي سَنَةِ 537 وَيُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِشْبِيلِيُّ بِتَفْسِيرِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ طَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُرِّيِّ الْقَاضِي عَنِ ابْنِ بِشْرٍ هَذَا عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ عَنِ الْعُذْرِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَمُّوَيْهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُزَيْمٍ عَنْهُ وَفِي هَذَا الإِسْنَادِ طُولٌ وَنُزُولٌ وَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ فِي الإِجَازَةِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْعُذْرِيِّ فَكَانَ عَبْدُ الْحَقِّ يَرْوِيهِ عَنِّي وَأَنَا أَرْوِي عَنْ وَاحِدٍ عَنْهُ وَأَعْلَى مِنْ هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْمَحَاسِنِ بْنِ بُنْدَارٍ قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي الْوَقْتِ عَبْدِ الأول بن عيسى ابن شُعَيْبٍ السِّجْزِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ

ص: 139

الدَّاوُدِيِّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ بِمِثْلِهِ فَكَأَنِّي مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْحَقِّ أَخَذْتُهُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَاسْتُشْهِدَ قَبْلَ مَوْلِدِي بِأَزْيَدَ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيُّ أَبُو الطَّاهِرِ السَّرَقُسْطِيُّ وَيُقَالُ فِيهِ الاشتركوبي وَاشتركوَى حِصْنٌ مِنْ أَعْمَالِ تُطِيلَةَ مِنْهُ أَوَّلِيَّتُهُ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ وَأَكْثَرَ عَنْهُ وَأَجَازَ لَهُ ومما وقفت عليه من مسموعاته الموتلف وَالْمُخْتَلَفُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَلِعَبْدِ الْغَنِيِّ مَعَ مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ لَهُ وَرِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَأَدَبَ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ وَحَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ وَأَمَالِي ابْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ وَعَوَالِي ابْنِ خَيْرُونَ وَرُبَّمَا تَكَرَّرَ سَمَاعُهُ فِي بَعْضِهَا لِطُولِ مُلازَمَتِهِ إِيَّاهُ وَفَرْطِ عِنَايَتِهِ بِتَحْصِيلِ مَا رَوَاهُ وَكَانَ رَحَّالَةً فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَخَذَ بِبَلَنْسِيَةَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ ابن السَّيِّدِ وَبِشَاطِبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الرّكلِيِّ وَبِقُرْطُبَةَ عَنِ ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وأبي القاسم ابن صَوَابٍ وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي عَلَيَّ بِمُرْسِيَّةَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَطِيَّةَ وأبو الحسن بن الباذنش مِنْ غَرْنَاطَةَ وَابْنُ أُخْتِ غَانِمٍ مِنْ مَالِقَةَ وَابْنُ الأَخْضَرِ وَابْنُ الْعَرَبِيِّ مِنْ إِشْبِيلِيَّةَ وَقَدْ لقي بعضهم

ص: 140

وَتَحَقَّقَ بِاللُّغَاتِ وَالآدَابِ وَأَلَّفَ الْمُسَلْسَلَ وَأَنْشَأَ الْمُقَامَاتِ اللُّزُومِيَّةَ وَأَقْرَأَ وَحَدَّثَ وَآخِرُ الرُّوَاةِ عَنْهُ مَوْتًا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ يَحْيَى الْخَطِيبُ بِجَامِعِ قُرْطُبَةَ الأَعْظَمِ وَعَنْهُ رَوَى لَنَا هَذِهِ الْمُقَامَاتِ الْحَاكِمُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأنْصَارِيُّ الْقُرْطُبِيُّ صاحبنا عن منشيها قراة وَسَمَاعًا وَمِنْ شِعْرِهِ فِيهَا

هَيْهَاتَ مِنْ ذَنْبِ المسي تَأَسُّفٌ وَلَهُ عَلَى هَوْلِ الذُّنُوبِ تَعَسُّفُ

قَالُوا طَلِيقٌ فِي الْبَسِيطَةِ سَارِحٌ أَنَّى وَفِي قَيْدِ الْغِوَايَةِ يَرْسُفُ

يَا مُذْنِبًا لَمْ يَدْرِ مَا جَمْرُ الْغَضَا شَوْكُ الْقَتَادِ إِلَى عَذَابِكَ كُرْسُفُ

عَاوِدْ أَسَاكَ لَعَلَّ تَوْبَةَ رَاجِعٍ فَلَقَدْ يُفِيدُ تندم وتاسف

لله خزن ضَمَّ يَعْقُوبَ الْهُدَى حَتَّى دَعَاهُ عَلَى الضَّمَانَةِ يُوسُفُ

وَتُوُفِّيَ بِقُرْطُبَةَ مِنْ زَمَانَةٍ طَاوَلَتْهُ نَحْوًا مِنْ ثَلاثَةِ أَعْوَامٍ إِلَى أَنْ قَضَتْ عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ 538 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بن غلبون المقري فِي آخَرِينَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ نا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ التَّمِيمِيُّ قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ بِمُرْسِيَّةَ في سنة 508 ثم قرى ثَانِيَةً وَأَنَا حَاضِرٌ سَنَةَ تِسْعٍ بَعْدَهَا قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحَوْفِيِّ نا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ نا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الغفار الحراني نا أبو مصعب أحمد ابن أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير عن عايشة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال وجبت مجبة اللَّهِ عَلَى مَنْ أُغْضِبَ فَحَلِمَ

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ وَضَّاحٍ الْقَيْسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ من أهل مرسية وسكن المرية وطوور بِهَا وَكَانَ فَقِيهًا حَافِظًا

ص: 141

سَمِعَ بِمُرْسِيَّةَ أَبَا عَلِيٍّ وَاخْتَصَّ بِهِ وَلا أعلم لَهُ رِوَايَةً بِالأَنْدَلُسِ عَنْ غَيْرِهِ وَرَحَلَ ثُمَّ قَفَلَ فِي حَيَاتِهِ وَقَدْ لَقِيَ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْمشرفِ وَأَبَا بَكْرٍ يَحْيَى بْنَ شِبْلٍ وَهُمَا مِنْ شُيُوخِ أَبِي عَلِيٍّ وَسَمِعَ مِنَ الرَّازِيِّ وَالسِّلَفِيِّ وَكَتَبَ عَنْهُ الْمَجَالِسَ السَّلَمَاسِيَّةَ مِنْ أملايه والفاصل للدامهرمزي وَغَيْرِ ذَلِكَ وَأَخَذَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ الْمَخْزُومِيِّ الْمُتَكَلِّمِ تَأْلِيفَهُ الْمُتَرْجَمُ بالمهاد في شرح الاشاد لأبي المعالي وجلب إلى المغرب فوايد حُمِلَتْ عَنْهُ مَقْدِمَهُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَيُحَدِّثُ عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فَتْحُونٍ وَتُوُفِيَّ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الدَّبَّاغِ وَكَانَ صِهْرُهُ فَلابْنِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِجَازَةٌ مِنْ جَدِّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ هَذَا وَلَهُ مَجْمُوعٌ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ وَفِقْهِهِ وَقَفْتُ عَلَيْهِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 539 قَالَهُ ابْنُ بَشْكُوَالَ فِي تَارِيخِهِ وَقَالَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مَضَّاءٍ فِي بَرْنَامَجِهِ تُوُفِّيَ بِالْمَرِيَّةِ عَشِيَّ يَوْمِ السَّبْتِ الثَّانِي مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَة 540 ودُفنَ عَصْرَ يَوْمِ الأَحَدِ بِمَقْبَرَهِ بَابَ بِجَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْحَارِثِيُّ نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَضَّاحٍ قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ سُكَّرَةَ الْحَافِظِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ 503 نا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ إسماعيل قراة عَلَيْهِ بِسَرَقُسْطَةَ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلَمَنْكِيُّ إِجَازَةً فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُفَرِّجٍ وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْبَرِّ أَنْبَأَهُ عن أبي اسحق بْنِ شَاكِرٍ عَنِ ابْنِ مُفَرِّجٍ أَنَا الصَّمُوتُ نا أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ نا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ كَانَ مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ جَالِسًا عِنْدَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ وَعِنْدَهُ عمارة بن عقبة

ص: 142

ابن أَبِي مُعَيْطٍ فَأَرَادَ الضَّحَّاكُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ تَسْتَعْمِلُ رَجُلا مِنْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ فَقَالَ مَسْرُوقٌ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَكَانَ عِنْدَنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيثِ غَيْرَ كَذُوبٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أُتِيَ بِأَبِيكَ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ قَالَ فَمَنْ لِلصِّبْيَةِ بَعْدِي قَالَ النَّارُ قَالَ فَحَسْبُكَ بِمَا أَمَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْكَلاعِيُّ فِي آخَرِينَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ وَضَّاحٍ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ 504 أَنَا أَبُو الحسين أحمد بن عبد القادر قراة عَلَيْهِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ نا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ نا مُحَمَّدُ بْنُ غالب نا القعنبي قال نا شعبة ابن الْحَجَّاجِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَم تستحي فأصنع ما شيت قَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ رِبْعِيٍّ أَيْضًا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِاخْتِلافٍ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ قالنا الْخَطِيبُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بقراتي عَلَيْهِ نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الفقيه هو ابن نافع بِالْمَرِيَّةِ نا أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ نا أَبُو عمر بن عبد البر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ نا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ نا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ فذكره إسناده ومتناً ثم قال شيخنا أبو الربيع سيل أبو داود أعند القعنبي عن شعب غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ لا وَفِي مَا أَجَازَ لِي الْخَطِيبُ أَبُو الْقَاسِمِ وَآخَرُونَ عَنْ كِتَابِ أَبِي طَاهِرٍ الأَصْبَهَانِيِّ إِلَيْهِمْ وَأَنا أَبُو عمر أحمد بن هرون الْحَافِظُ أَنَا أَبُو طَاهِرٍ

ص: 143

أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قُلْتُ وَقَدْ أَجَازَ لِي أَبُو عُمَرَ هَذَا فِي جَمَاعَةٍ كَبِيرَةٍ عَنِ السلفي وقرى عَلَى الْقَاضِي الْخَطِيبِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ وَاجِبٍ وَأَنَا أَسْمَعُ أَنْبَأنَا السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرَدَانِيُّ فِي مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ بِبَغْدَادَ أَنَا الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري نا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ نا أَبُو العباس أحمد بن محمد بن الصباح البزارقال لم يرو القعنبي عن شعب غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ يَعْنِي إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فأصنع ما شيت وَلَهُ شَرْحٌ حدَّثَنِي بَعْضُ الْقُضَاةِ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ الْقَعْنَبيِّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ كَانَ أَبِي يَشْرَبُ النَّبِيذَ وَيَصْحَبُ الأَحْدَاثَ فَدَعَاهُمْ يَوْمًا وَقَعَدَ عَلَى الْبَابِ يَنْتَظِرُهُمْ فَمَرَّ شُعْبَةُ عَلَى حِمَارِهِ وَالنَّاسُ خَلْفَهُ يُهْرَعُونَ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقِيلَ شُعْبَةُ فَقَالَ وَأَيْشِ شُعْبَةُ قَالُوا مُحَدِّثٌ فَقَامَ إِلَيْهِ عليه إِزَارٌ أَحْمَرُ فَقَالَ لَهُ حِدِّثْنِي فَقَالَ لَهُ ما أنت من أصحب الحديث

فأحدثك فأشهد سِكِّينَهُ وَقَالَ لَهُ حَدِّثْنِي أَوْ أَجْرَحُكَ فَقَالَ لَهُ نا مَنْصُورٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مسعود قال قال رسل اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ تستحي فأصنع ما شيت فرسي سِكِّينَهُ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَامَ إِلَى جَمِيعِ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الشَّرَابِ فَهَرَاقَهُ وَقَالَ لأمه الساعة أصحابي يجيون فأدخليهم وقدسي الطعام إليهم فَإِذَا أَكَلُوا فَخَبِّرِيهُمْ بِمَا عَمِلْتُ بِالشَّرَابِ حَتَّى ينصوفوا فَمَضَى مِنْ وَقْتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَزِمَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَأْكَثَر عَنْهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَقَدْ مَاتَ شُعْبَةُ فَمَا سَمِعَ مِنْ شُعْبَةَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْخِصَالِ وَاسْمُهُ مَسْعُودُ بْنُ طَيِّبِ بْنِ فَرَجِ بن خلصة

ص: 144

الْغَافِقِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ذُو الْوَزَارَتَيْنِ وَقِيلَ أن خلصة هو المكني أبي الْخِصَالِ وَجَدْتُ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ وَغَيْرِهِ وَالأَوَّلُ قَوْلُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ حُبَيْشٍ سَكَنَ قُرْطُبَةَ وَأَوَّلِيَّتُهُ مِنْ قَرْيَةِ بِشَقُورَةَ تُسَمَّى فُرْغُلِيطَ وَبِهَا نَشَأَ وَمِنْهَا تَرَدَّدَ فِي طلب العلم والأدب وعلى أبي الحسن ابن مالك اليعمري القاضي بابذة كَانَ يَنْزِلُ فِي اجْتِيَازِهِ وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ يسيراً وخرج معه يوماً وهو فى السِّنِّ إِلَى حَدِيقَةٍ لَهُ مَعْرُوشَةٍ فَقَطَفَ لَهُمْ مِنْ أَعْلاهَا عُنْقُودَ عِنَبٍ أَسْوَدَ بِعَصًى أَهْبَطَ فِيهَا عَلَى تَرَفُّقٍ فَقَالَ الْقَاضِي مُحَرِّكًا لَهُ ومختبراً بديهته انظر إليه في العصا أجز يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ مُجِيبًا لِفَوْرِهِ كَرَأْسِ زِنْجِيٍّ عَصَا فَلَحَظَ بَعْدَهَا بِعَيْنٍ أُخْرَى وَحَكَمَ لَهُ بِمَا نَالَ مِنْ مَزِيَّةٍ كُبْرَى وَشُيُوخُهُ الَّذِينَ سَمِعَ مِنْهُمْ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ سِرَاجٍ وَأَبُو محمد ابن عَتَّابٍ وَأَبُو بَحْرٍ الأَسَدِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدَّوْسِ وَأَبُو تَمِيمٍ الْعِزُّ بْنُ بَقَنَّةَ وَأَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَطِيَّةَ وَأَبُو الْحَسَنِ بن الباذنش وَأَخَذَ هُوَ أَيْضًا عَنْهُ فَتَدَبَّحَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَابِقٍ الصَّقَلِّيُّ وَقَدْ ذَكَرْتُ ابْنَ مَالِكٍ وَلَقِيَ بِالْمَرِيَّةِ أَبَا عَلِيٍّ الصَّدَفِيَّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيحَ مُسْلِمٍ وَجَامِعَ التِّرْمِذِيِّ وَسَمِعَ مُصَنَّفَ أَبِي دَاوُدَ وَأَكْثَرَ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَكِتَابَ عَبْدِ الْغَنِيِّ وَهُوَ مُشْتَبِهُ النِّسْبَةِ عِنْدِي مِنْهُ أَصْلُ أَبِي عَلِيٍّ وَسَمَاعُهُ فِي أَوَّلِهِ ثَابِتٌ بِخَطِّ أَبِي الحسن ابن اللوان وقراءته في سنة 506 وأجاز له ساير مَا يَحْمِلُهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عِمْرَانَ بْنُ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ وَابْنُ أُخْتِ غانم وأبو عبد الله المازري مع جماعة من المشرقين وَغَيْرِهِمْ وَعَنِيَ بِالْحَدِيثِ فَأَتْقَنَهُ وَأَمَّا الْبَلاغَةُ فَإِلَيْهِ اتنهت وَعَلَيْهِ قُصِرَتْ وَبِمَوْتِهِ فُقِدَتْ وَصَفَهُ بِهَذَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَيْشٍ وَقَالَ فِيهِ ابْنُ بَشْكُوَالَ مَفْخَرَةُ وَقْتِهِ وَجَمَالُ جَمَاعَتِهِ قَالَ وَكَانَ مُتَفَنِّنًا فِي الْعُلُومِ مُسْتَبْحِرًا فِي الآدَابِ وَاللُّغَاتِ عَالِمًا بالأخبار

ص: 145

وَمَعَانِي الْحَدِيثِ وَالآثَارِ وَالسِّيَرِ وَالأَشْعَارِ أَحَدَ رِجَالِ الْكَمَالِ وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا الرَّبِيعِ بْنَ مُوسَى يقول سمعت أبا الحسين عبد الرحمن ابن أَبِي عَامِرٍ الأَشْعَرِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ الْفَقِيهَ أَبَا مَرْوَانَ بْنَ مَسَرَّةَ يَقُولُ لَمْ يَنْطَلِقِ اسْمُ كَاتِبٍ بِالأَنْدَلُسِ عَلَى رَجُلٍ مِثْلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخِصَالِ وَحَكَى لَنَا شَيْخُنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ السَّرَّاجِ أَنَّ خَالَهُ أَبَا بَكْرِ بْنَ خَيْرٍ وَأَبَا الْقَاسِمِ بْنَ بَشْكُوَالَ وَأَبَا الْقَاسِمِ بْنَ غَالِبٍ الْمَعْرُوفَ بِالشَّرَّاطِ قَصَدُوا ذَاتَ يَوْمٍ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخِصَالِ وَقَدْ وَعَدُوا أَحَدَ تَلامِيذِهِمْ أَنْ يقرأ هناك عليهم قصيدته البابية الَّتِي وَسَمَهَا بِمِعْرَاجِ الْمَنَاقِبِ وَمِنْهَاجِ الْجَسَبِ الثَّاقِبِ قَالَ وَكُنْتُ فِي مَنْ صَحِبَهُمْ لأَخْذِهَا عَنْهُمْ فسمعتهم يترحمون عليه ويقولون عند انتهايهم إِلَيْهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الإسْلامِ وَمَعَ كماله فلم يحظ من أمراً عَصْرِهِ بِآمَالِهِ وَهِيَ عَادَةُ الأَيَّامِ الْعَادِيَّةِ فِي أَمْثَالِهِ تُوَارِي لِمَا بَهَرَ وَخَفِيَ أَضْعَافُ مَا ظَهَرَ وَصَارَ أَخُوهُ أَبُو مَرْوَانَ بِالْكِتَابَةِ عَنْهُمْ أَشْهَرَ وَالَّذِي قَعَدَ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَهُوَ قيام ابن الحاج أمير قرطبة على ابن تاشفن وثورته التي نكب عنها ونجا ولا كن كيف منها وكان هو حينيذ أوثق حاشيته وأسبابه وألصق وزرايه بِهِ وَكُتَّابِهِ مَعَ أَنَّ اخْتِصَاصَهُ لَم يَكُنْ إِلا بِابْنِهِ أَبِي يَحْيَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى لَوَسَمَهُ بِذِي الْوَزَارَتَيْنِ فجرت عليه تحصيصاً بعنايته وَمُكَافَأَةً لِكِفَايَتِهِ فَكَمْ جَلَّى مِنْ تِلْكَ الْخُطُوبِ الحلايل وأبلى باليراع والرسايل مكان ذوات العمود والحمايل وَلَمَّا اسْتَقَلَّ ابْنُ الْحَاجِّ وَوَلِيَ مَا وَلِيَ مِنْ أَعْمَالِ الْمَغْرِبِ حَسْبَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُ ذَلِكَ عَادَ ابْنُ أَبِي الْخِصَالِ لِصُحْبَتِهِ هُنَالِكَ هُوَ وأبو بكر بن عبد العزيز وطايفة انْضَوَتْ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَى الْحِصْنِ

ص: 146

الْحَصِينِ وَالْحِرْزِ الْحَرِيزِ ذَلِكَ لِشُفُوفِ هَذَا الأَمِيرِ عَلَى أَتْرَابِهِ وَخُفُوفِ ذَاتِهِ الرَّاجِحَةِ فِي حُقُوقِ أصحبه ثُمَّ إنَّهُمُ انْتَقَلُوا بِانْتِقَالِهِ إِلَى سَرَقُسْطَةَ أُمِّ الثغر الشرقي حين حلها ذاباً عن أرجايها ومجاهداً لاعدايها حلول البر التقي وإذ حمت شهادته قَافِلا مِنْ غَزَاتِهِ فِي التَّارِيخِ الْمَرْسُومِ كَسَدَ ما نفق في أيامه من بضايع الْعُلُومِ وَنَاصِعِ الْمَنْثُورِ وَالْمَنْظُومِ فَلَزِمَ أَبُو عَبْدِ الله داره خايفاً مِنْ تِلْكَ الأَحْقَادِ الْقَدِيمَةِ وَرَاضِيًا بِالإِيَابِ إِلَيْهَا مِنَ الْغَنِيمَةِ وَفِي أَكْثَرِ عُمْرِهِ ارْتَدَّ عَلَى العقب مأموله وَامْتَدَّ بِطُولِ مُدَّةِ ابْنِ تَاشفِينَ خُمُولُهُ وَإِنْ كَانَ لا يُسَمَّى خَامِلا مَنْ شَهِدَ لِلْحِلْمِ حاملاً وعهد بالعلم عاملاً وحسبك بماله من التواليف الدينية إلى أن حتمت منته بِالْفِتْنَةِ الْحَمدِينِيَّةِ فَاسْتُشْهِدَ رحمه الله وَدُفِنَ يَوْمَ الأَحَدِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ 540 وَكَانَ دَفْنُهُ ضُحًى بِمَقْبَرَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ ابن حبيش وقرأته بخطه استشهد في الحادثة الكاينة بِقُرْطُبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَقِيلَ

سَنَةَ 463 وَالظَّاهِرُ في مقتله أنه اقتحمت ليه دَارَهُ إِذْ دَخَلَتِ الْمَصَامِدَةُ قُرْطُبَةَ عَنْوَةً فِي الْحَرْبِ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ ابْنِ حَمدينَ وَابْنِ غَانِيَةَ أَوَّلَ انْقِرَاضِ سُلْطَانِ الْمُلَثَّمِينَ بِالأَنْدَلُسِ وَكَانَ شَيْخُنَا الأَدِيبُ الْحَافِلُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرِيقٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِبَابِ داره فمر به الْمَصَامِدَةِ وَقَدِ ارْتَكَبُوا مِنَ الْجُرْمِ وَاسْتَحَلُّوا مِنَ الْمُنْكَرِ مَا حَمَلَهُ عَلَى زَجْرِهِمْ وَالإِغْلاظِ لَهُمْ ثِقَةً بِمَكَانَتِهِ وَعَمَلا بِمُقْتَضَى دِيَانَتِهِ فَاجْتَرَأَ أَحَدُهُمْ عَلَيْهِ وَاسْتَدَارَ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ مَشْغُولٌ بِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا لَبَّثَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ ذبحه فخر لِفِيهِ وَفُجِعَ الإسْلامُ فِيهِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ وَأَطْرَفَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الصَّفَّارِ الضَّرِيرُ شَيْخُنَا مِنْ قَتْلِ قَاتِلِهِ بِقِصَّةٍ عَجِيبَةٍ وَكَانَ

ص: 147

رحمه الله صاحب غرايب مفيدة وفوايد غريبة فحكى أن مفيت نَفْسُهُ الطَّاهِرَةُ وَسَمَّاهُ تِيَفوتَ مَا زَالَ بِذَلِكَ يُكْثِرُ الافْتِخَارَ وَيُظْهِرُ لِمَنْ يُحْزِنُهُ أَمْرُهُ الاسْتِبْشَارَ حَتَّى عُرِفَ بِقَاتِلِ ابْنِ أَبِي الْخِصَالِ سِمَةٌ عُدَّتْ عَلَيْهِ وَهَدَّتْ حِينُهُ إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ لال غانية على فقد غنايه أسف زايد هو عجدهم شاهد وحمدهم شاير هذا الآتم قَدْ أَرْكَنَهُ الْبَحْرُ إِلَيْهِمْ سَيْلَ الْفِتْنَةِ وَاعْتَقَدَ أنه بميورقة جان للمنحة وناج من المنحة فربما جفوه إذا راوه ومقنوه مَتَى لَحِظُوهُ وَاتَّفَقَ أَنْ عَايَنَهُ مِنْهُمْ يَوْمًا اسحق ابن محمد وتيفوت البايس قد ذهب فناوه وأكذب بنفوذ قضا الله فيه فناوه فَدَعَا بِهِ وَاسْتَدْعَى مِنْهُ وَصَفَّ عَادَتَهُ فَمَا فرغ من ذلك حتى التفت اسحق إلى جلسايه وقد غضب واستشاط وذوي الله الاسر تسأل عَنْهُ وَالانْبِسَاطَ وَقَالَ يَنْبَغِي لِمَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْخِصَالِ أَنْ يُقْتَلَ وَيُحَقَّ لِمَنْ لَمْ يُرْعَ حَقُّهُ أَنْ يُعَاجَلَ وَلا يُمْهَلَ ثُمَّ أَمَرَ فَأَجْهَزَ عَلَيْهِ وَجَرَّ بِرِجْلِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ هَذَا أَوْ مَعْنَاهُ مَا أُسْمِعْنَاهُ وَأَنَّهَا لآيَةٌ فِي الأَخْذِ بِثَأْرِهِ وَعِنَايَةٌ مِنْ عَالِمِ أعلانه أسراره علم بها أنه تقبل أعماله وحم جَلالَهُ وَحَمَّالَهُ فَقَدْ كَانَ ابْنُ الصَّفَّارِ أَيْضًا يُسْمِعُنَا وَلاءً أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْعَصْرِ فَضْلا عَنِ الْمِصْرِ أَجْمَلُ مِنْهُ سِرًّا وَأَكْمَلُ رواء ويضيف الثاير ابْنَ حَمدينَ وَالْفَتْحَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَيْهِ رحمت الله عليها وَعَلَيْهِ حَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ النَّحْوِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأنْصَارِيُّ فِي آخَرِينَ قَالُوا نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ نا أَبُو عبد الله محمد ابن أَبِي الْخِصَالِ الْغَافِقِيُّ فِي كِتَابِهِ قَالَ نا أبو علي حسين بن محمد الصدفي قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَفٍ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ وَكَتَبَ إِلَى الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي

ص: 148

جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَلِيدٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ نا أَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ حُنَيْفٍ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَهْ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ وَقَرَأْتُ عَلَى القاضي أبي بكر محمد بن أحمد ابن عَبْدِ الْبَاقِي أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قُلْتُ وَقَدْ أَنْبَأَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُقَيَّرِ عَنْ أَبِي الْمَعَالِي الاسفرايني عَنِ الْخَطِيبِ قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ اللؤلوي قَالا نا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ نا مُحَمَّدُ بن كثير أنا سفين عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بين الآدان وَالإِقَامَةِ

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الرُّعَيْنِيُّ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ غَرْنَاطَةَ رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي الأَصْبَغِ بْنِ سَهْلٍ وَالْغَسَّانِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سَابِقِ وَرَحَلَ حَاجًّا فَسَمِعَ فِي طَرِيقِهِ الْكِتَابَ الْجَامِعَ فِي الأَحْكَامِ لأَبِي الْقَاسِمِ زَيْدُونِ بْنِ عَلِيٍّ السّبيبِيِّ الْقَيْرَوَانِيِّ مِنَ ابْنِهِ أبي الفضل عبد الوهاب خدثه بِهِ عَنْ أَبِيهِ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو خَالِدِ بْنُ رِفَاعَةَ وَغَيْرُهُ وَتُوُفِّيَ سَنَة 540 مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَطَّابٍ الْقَيْسِيُّ النَّحْوِيُّ أَبُو بَكْرٍ سَمِعَ مِنْ أَبِي علي كتاب الشمايل لِلتِّرْمِذِيِّ وَالرِّيَاضَةَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَأَجَازَ له أبو عبد الله الخولاني في طايفة مِنْهُمُ ابْنُ الدَّبَّاغِ وَأَخَذَ الْعَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْفَرَضِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْبَطَلْيَوْسِيِّ وَرَوَى عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَقْرَأَ ابْنَهُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 149

وَصَحِبَهُ فِي تَوَجُّهِهِ إِلَى غَرْنَاطَةَ لَمَّا تَآمَرَ فَقُتِلَا بِمَقْرَبَةٍ مِنْهَا صَدْرَ سَنَةَ 540 وَيُقَالُ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا احْتُمِلَ إِلَى غَرْنَاطَةَ مُثَبّتًا فَمَاتَ بِهَا رحمه الله وَمِنْ شِعْرِهِ وقرأته بِخَطِّهِ الْمَوْتُ يَطْلُبُنَا وَاللَّهْوُ يَشْغَلُنَا وَالنَّفْسُ فِي كُلِّ حِينٍ أَمْرُهَا خَبَلُ تَبْلَى النُّفُوسُ وَلا تبْقَى وَأَنْ كَبِرَتْ عَلَى الْحَيَاةِ وَلا يَبْقَى لَهَا أَمَلُ وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ الله المكناسي وأبو محمد هرون بْنُ عَاتٍ وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْيَتِيمِ أَجَازَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ سُمَيْدِعٍ أَبُو الْقَاسِمِ مِنْ أَهْلِ بُرْشَانَةَ عَمَلِ الْمَرِيَّةِ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ بِخَطِّ الْخَضِرِ بْنِ الْقَزَّازِ وَيُرْوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ النَّبَاهَةِ وَالْوَجَاهَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 540 ذَكَرَ وَفَاتَهُ ابْنُ حُبَيْشٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَطَّابٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أهل مرسية مِنْ أَبِي عَلِيٍّ سَمَاعٌ كَثِيرٌ ثَابِتٌ فِي أُصُولِهِ بِخَطِّ أَبِي بَكْرِ بْنِ فَتْحُونٍ وَغَيْرِهِ وَلا أَعْلَمُهُ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سَمْحُونٍ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ أَبُو الْحَكَمِ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ ذَكَرَهُ ابْنُ الدَّبَّاغِ فِي تاليفه الموتلف والمختلف وقد سمعه عَلَى أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ عَنْهُ وَحَكَى أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ وَكَانَ يَتَفَقَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَمْزَةَ الْغَسَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ

ص: 150

الْمَرِيَّةِ وَصَاحِبُ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ بِجَامِعِهَا لَهُ سَمَاعٌ عن أَبِي عَلِيٍّ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ بِبَعْضِ مُسَلْسَلاتِهِ وَيُرْوَى أَيْضًا عَنِ ابْنِ الْعَرَبِيِّ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ بَلَديَّة وَفِي السَّامِعِينَ بِالْمَرِيَّةِ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ السُّلَمِيِّ وَلا أَعْرِفُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ العكي أبو عامر المعروف بابن منكوال مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ مَقْدَمُهُ غَازِيًا إِلَى كتندةَ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ أَخِي الرّوشِ وَابْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَالرّكلِيِّ وأبي بكر بن مفوز وعباد ابن سَرْحَانَ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُفَوّزُ بْنُ طاهر بن مفوز وأبو محمد ابن سفين وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 541

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْقَيْسِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمُحَدِّثُ الضَّابِطُ مِنْ أَهْلِ بَاجَةَ وَسَكَنَ إِشْبِيلِيَةَ وَبَنُو طَاهِرٍ المرسيون فيسبون أَيْضًا وَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَانْتَقَلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ عَنْهُمُ اخْتَصَّ بِأَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ وَسَمِعَ مِنْهُ عَامَّةَ مَا عِنْدَهُ وَلازَمَهُ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ فَكَانَ يُعْرَفُ بِتِلْمِيذِ الْغَسَّانِيِّ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ العبسي سمع عليه موطأ ابن بكير بقراة أَبِي بَكْرِ بْنِ مُفَوّزٍ وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي غَالِبٍ الْقَيْرَوَانِيِّ سَمِعَ عليه فوايد ابْنِ صَخْرٍ عَنْهُ وَكَانَ أَصْلُ ابْنِ صَخْرٍ عِنْدَ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ وَسمَاع ابْنِ سَعْدُونٍ الْقَرَوِيِّ وَابْنِ أَبِي غَالِبٍ هَذَا فِيهِ ثَابِتٌ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ مِنْ مَرْسِيَةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ 496 أَفَادَنِي ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ 542 حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ حَسَنٍ الْكَلْبِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ أَنَا أبو بكر

ص: 151

ابن طَاهِرٍ أَنَّ أَبَا عَلِيِّ بْنَ سُكَّرَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ أَنَا الْقَاضِي الْجَلِيلُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحسين بن علي بن الحسن الشافعي قراة مِنِّي عَلَيْهِ أَنَا الشَّيْخُ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونٍ الْمَوْصِليُّ أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوى قراة عليه وأنا أسمع أبو الحسن علي بن الجعد أنا سفين الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ عَنْ أَبِي حذيفة عن عايشة رضي الله عنها قالت حكمت إِنْسَانًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ما يسرتي أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَإِنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قال الدارقطني قَالَ لَنَا ابْنُ مَنِيعٍ أُخْبِرْتُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَحَدِهِمَا أَوْ كِلَيْهِمَا قَالَ اسْمُ أَبِي حُذَيْفَةَ سَلَمَةُ بْنُ صهيبة وكان من أصحب عبد الله ابن مَسْعُودٍ قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبي حذيفة الأرحبني تَفَرَّدَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ عَنْهُ ولا نعلم حدث به غير سفين الثوري وهو عندنا بعلو به إلى الدارقطني قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأشعث أملا مِنْ لَفْظِهِ نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَالِمٍ الْأَزْدِيُّ وَيُعْرَفُ بِالسُّلَمِيِّ نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ نا جَعْفَرٌ وهو ابن الحرث أبو الأسهب النَّخَعِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قشير الجعفي عن أبي بكر بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لا عَذَابَ عَلَيْهَا عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القيمة أُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ فَكَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ تَفَرَّدَ بِهِ عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ يَرْوِهِ عنه بهذا الإسناد فغير أَبِي الأَشْهَبِ وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ جعفر بن الحرث وَهُوَ أَبُو الأَشْهَبِ عَنْ

ص: 152

عروة بن عبد الله عن أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى ولَمْ يَذْكُرْ أبا بكر قاله الدارقطني وانباني ابن أبي حمزة عَنْ أَبِيهِ عن جَدِّهِ عَنْ يُونُسَ الْقَاضِي عَنْهُ كَتَبَ إِلَيْهِ.

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّاصِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَوْسَطِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عبد الرحمن الداخل بن معوية بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيُعْرَفُ بِالأَحْمَرِ رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْبَكْرِيِّ قَاضِي الْجَمَاعَةِ بِقُرْطُبَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُحْتَسِبِ النَّحْوِيِّ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ النَّخَّاسِ وَابْنِ فَرَجٍ وَعِيسَى بْنِ حِيرَةَ مَوْلَى ابْنِ بُرْدٍ وَأَبِي بَكْرٍ حازم بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي مَرْوَانَ بْنِ سِرَاجٍ وَابْنِهِ أَبِي الْحُسَيْنِ وَأَبِي عُبَيْدٍ الْبَكْرِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ العبسي ومالك العتبي طايفة جَلِيلَةٍ سِوَى مَنْ ذُكِرَ مِنْهُمْ أَبُو دَاوُدَ المقري وَالْمُغَامِيُّ وَالْغَسَّانِيُّ وَالْخَوْلَانِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ وَالْبَطَلْيَوْسِيُّ وأبو محمد بن أبي جعفر والمازوي اسْتَوْفَى تَسْمِيَتَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْفَخَّارِ الْحَافِظُ فِي بَرْنَامَجِهِ وَسَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ وَقَالَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ 465 وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالَ وَغَلَطَ في نسبه بزيادة فيه ولا تصح توفي بمدينة قبرة وقد كفى بَصَرُهُ سَنَةَ 542 وَوَصَفَهُ بِالْحِفْظِ لِلْفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ مالك وأصحبه والتقنن في المعارف وكان أَنَّهُ نُوظِرَ عَلَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ فِي آخَرِينَ قَالُوا نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلَفٍ الْأَنْصَارِيُّ نا الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّاصِرِيُّ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الصَّدَفِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَا الشريف أبو

ص: 153

الفوارس طراد بن محمد الزينبي أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أَنَا محمد بن يحيى بن عمر الطاءي نا على بن حرب الطاي نا سفين ابن عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَارَنَا فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ وَشَيْبٍ له من ما بير فِي الدَّارِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرُ نَاحِيَةً فَقَالَ اعْطِ أَبَا بَكْرٍ فَنَاوَلَ الأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وَأنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ بِقَرَافَةِ مِصْرَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عمر البزار قراة عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ أَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الإعرابي قراة عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَأَنَا أَسْمَعُ نا سَعْدَانُ بْنُ نصر بن منصور أبو عثمان المخرمي البزار نا أبو محمد سفين بن عيننة الْهِلالِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين مات وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً فَكَرَّ أُمَّهَاتِي يُحْثِثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَارَنَا فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ داجن فشيب له من ما بير فِي الدَّارِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرُ نَاحِيَةً فَقَالَ عُمَرُ اعْطِ أَبَا بَكْرٍ فَنَاوَلَ الأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَسَاكِرَ مُقْتَضَبًا وَأَتَيْتُ بِهِ هَاهُنَا مُسْتَوْعَبًا وَقَدْ وَقَعَ التَّنْبِيهُ عَلَى تَخْرِيجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَمُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٍو الناقد وزهير ابن حرب محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ سفين بْنِ عُيَيْنَةَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ عَبْدَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ كُلُّهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَفِي اللَّفْظِ بَيْنَهُمُ اخْتِلافٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ وَهُوَ

ص: 154

مِنْ سُبَاعِيَّاتِ أَبِي عَلِيٍّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ لاشْتِرَاكِهِمَا فِي الرِّوَايَةِ عَنِ الزَّيْنَبِيِّ وَالْخِلَعِيِّ وَقَدْ سَمِعَهُ ابْنُ الْفَخَّارِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ وَاجِبٍ عَنْهُ إِجَازَةً.

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُغِيرَةَ السَّكْسَكِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ وَقَالَ فِيهِ ابْنُ الدَّبَّاغِ مُحَمَّدُ بن أحمد وهو هم لَهُ سَمَاعٌ بِبَلْدَةٍ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَقَدْ حدث عنه بالشمايل للتِّرْمِذِيِّ فِي سَنَةِ 542 وَقَفْتُ عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَسْعُودٍ أَبُو الْحَسَنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْوَزّانِ صَاحِبُ الصَّلاةِ بِجَامِعِ قُرْطُبَةَ الأَعْظَمِ رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ وَغَيْرِهِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَكَانَ مَعْنِيًّا بِتَقْيِيدِ الآثَارِ حَسَنَ الْخَطِّ وَالْوِرَاقَةِ طَوِيلَ الصَّلاةِ كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ أَبَا الْوَلِيدِ بْنَ رُشْدٍ عِنْدَ إِزْمَاعِهِ الْحَرَكَةِ إِلَى مَرَاكِشَ لِيُبَيِّنَ بِهَا عِنْدَ ابْنِ تَاشفينَ أَمْرَ الأَنْدَلُسِ وَعَيْثَ الرُّومِ فِي بِلادِهَا وَمَا جَرَّ عليها معاهدوهم فكان السبب في تغريبهم وأجلايهم قَالَ وَهُوَ أَخَفُّ مَا يُؤْخَذُونَ بِهِ وَذَلِكَ غَدَاةَ يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ 520 عَقِبَ تَدْوِيخِ الطَّاغِيَةِ ابْنِ رُذمير شَرْقَهَا وَغَرْبَهَا بِاسْتِدْعَاءِ الْمُعَاهِدِينَ الْمَذْكُورِينَ إِيَّاهُ وَحَمْلِهِ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا أَتَاهُ أَنْ يُجِيزَ لَهُ جَمِيعَ مَا يَحْمِلُهُ بِأَيِّ وَجْهٍ حُمِلَ ذَلِكَ وَمَا أَلَّفَهُ أَوْ وَضَعَهُ أَوْ أَجَابَ فِيهِ فِي الْقَدِيمِ وَالْحَدِيثِ وَلِجَمِيعِ أَصْحَابِهِ أَهْلِ الْمَجْلِسِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ طُلَّابِ الْعِلْمِ وَلِكُلِّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْمِلَ عَنْهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ ضَمَّتْهُ وَإِيَّاهُ حَيَاةٌ فِي ذَلِكَ

ص: 155

العام فتبسم وأستغرب هذا السؤال ثنم قَالَ لَهُ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ طَلْقَ الْوَجْهِ ظَاهِرَ التَّبَسُّمِ نَعَمْ أَنَا قَدْ أَجَزْتُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَلِجَمِيعِ مَنْ سَأَلْتُ مِمَّنْ أَحَبَّ الْحَمْلَ عَنِّي مِنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ حَيْثُ كَانُوا نَفَعَنَا اللَّهُ بِذَلِكَ وَجَعَلَهُ لِوَجْهِهِ قَالَ أَبُو الْحَسَن وكان الذي دل أبي عَلَى ذَلِكَ وَحَدَانِي إِلَيْهِ أَنِّي أَلْفَيْتُ بِخَطِّ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ رحمه الله قَدْ أَجَزْتُ لأَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ أَنْ يَرْوِيَ عَنِّي مَا أَحَبَّ مِنْ كِتَابِ التَّارِيخِ الَّذِي سَمِعَهُ مِنِّي أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بن أصبغ ومحمد ابن علي الأعلى كما سمعته مِنِّي وَأَذِنْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ وَلِمَنْ أَحَبَّ من أصحبه فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ تَكُونَ الإِجَازَةُ لأَحَدٍ بَعْدَ هَذَا فَأَنَا أَجَزْتُ لَهُ ذَلِكَ بِكِتَابِي هَذَا وَكَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ بِيَدِهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ 276 وَمَا حَدَّثَنَا بِهِ الْقَاضِي أَبُو علي بن سكرة إجازة وحدثنا هـ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ " ثِقَاتِ " أَصْحَابِهِ قَالَ لي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الطَّلاءِ الشِّلْبِيُّ مِنْهُمْ وَجَدْتُ فِي آخِرِ فَهْرَسَةِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ خَيْرُونَ الْبَغْدَادِيِّ أَصْلَ شَيْخِنَا أَبِي عَلِيٍّ بِخَطِّ أَبِي الْفَضْلِ سَمِعَ مِنِّي جَمِيعَ هَذَا الْكِتَابِ الشَّيْخُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ بقراة الشيخ ابن عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيِّ وَقَدْ أَجَزْتُ لهم جميع ذلك مع ساير مَا سَمِعْتُهُ مِنْ جَمِيعِ الشُّيُوخِ وَمَا أُجِيزَ لِي مِنْ جَمِيعِ الْعُلُومِ عَلَى اخْتِلافِهَا وَقَدْ أَجَزْتُ لِجَمِيعِ بَنِي هُودٍ وَلِمَنْ أَحَبَّ الرِّوَايَةَ عَنِّي مِنْ غَيْرِهِمْ مِنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أهل السنة ممن وموجد في هذه السنة وللمقري أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ كذلك أن يقولوا كيف شاؤوا مَنْ أَخْبَرَنَا إِجَازَةً أَوْ أَجَازَ لَنَا وَكَتَبَ أحمد ابن الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ 486

ص: 156

وتوفي ابن الوزان في جمادى الآخرى سَنَةَ 543 وَحَدَّثْتُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الضَّرِيرِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله ابن الْغَاسِلِ عَنْهُ بِمَا رَوَاهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن أمية ابن مُطَرِّفِ بْنِ خُمَيْسٍ الْجُمَحِيُّ أَبُو عَامِرٍ مِنْ أهل قسطانية عَمَلِ دَانِيَةَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ يَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رضي الله عنه سمع من أبي علي كثيرا وبقراته سَمِعَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ النّعْمَةِ بَعْضَ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَيَّامَ إِقَامَتِهِ بِمُرْسِيَّةَ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى قُرْطُبَةَ وَتَنَاوَلَ جَمِيعَ الدِّيوَانِ وَلأَبِي عَامِرٍ سَمَاعٌ أَيْضًا مِنْ أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ أَيُّوبَ وَأَبِي عَامِرِ بْنِ حبيب وتفقه عند أبي جعفر ابن جَحْدَرٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْجَنَّانِ وَطَبَقَتِهِمَا وَكَتَبَ للقضاة بشاطبة وبلنسبة حدث عنه أبو محمد بن سفين وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 543.

مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْخُشَنِيُّ النَّحْوِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي رُكَبٍ مِنْ أَهْلِ جَيَّانَ أخذ القرارات عَنِ ابْنِ النَّخَّاسِ وَابْنِ شَفِيعٍ وَغَيْرِهِمَا وَالْعَرَبِيَّةَ وَالآدَابَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْعَافِيَةِ وَابْنِ الأَخْضَرِ وَابْنِ الأَبْرَشِ وَيَرْوِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الأَعْلامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَاسْتَوْطَنَ غَرْنَاطَةَ وَوَلِيَ صَلاةَ الْفَرِيضَةِ وَالْخُطْبَةَ بِجَامِعِهَا وَكَانَ إِمَامًا فِي صِنَاعَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَتُوُفِّيَ سَنَة 544 حَدَّثَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ نا أَبُو ذَرٍّ مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْخُشَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصدفي أنا الحافظ أبو بكر محمد

ص: 157

ابن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي أَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُلَحِيُّ إِجَازَةً أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَويُّ وَأَنْبَأَنِي ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعُذْرِيِّ أنا أَبُو أُسَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَويُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قال وفى الحديث ما أكرم شاب سيحا لِسِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ أَيْ سَبَّبَ اللَّهُ لَهُ وَقَدَّرَ حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَالِكٍ الرَّازِيُّ وَأَبُو حَفْصٍ فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ الْبَصْرِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالا نا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْقَزَّازُ نا يزيد بن بياز الْمُعَلِّمُ عَنْ أَبِي الدَّحَّالِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيُّ فِي كِتَابِهِ نا أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَرِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ سُكَّرَةَ نا أبو العباس العذري وانباني ابن أبي حمزة عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعُذْرِيِّ نا أَبُو عُمَرَ بن عفيف نا العايذي نا أَبُو عَدِيٍّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ نا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ " سَأَلَ " سُلَيْمَانُ بن علي أبا عمرو بن العلا عَنْ شَيْءٍ فَصَدَقَهُ فَلَمْ يُعْجِبْهُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:

أَبِقْتُ مِنَ الذُّلِّ عِنْدَ الْمُلُوكِ وَإِنْ أكرموني وأن قربو

إِذَا مَا صَدَقْتُهُمْ خِفْتُهُمْ وَيَرْضَوْنَ عَنِّي إِذَا أَكْذِبُ

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَاصِي الْفَهْمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الأَدِيبُ النَّحْوِيُّ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ وَأَصْلُهُ مِنْ قُرْطُبَةَ انْتَقَلَ أَبُوهُ إِلَيْهَا سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ مُسْنَدَ البزار وغير

ص: 158

ذَلِكَ وَيَرْوِي عَنِ الْعُتْبِيِّ وَابْنِ أَبِي الدَّوْسِ وابن برال وَأَبِي تَمِيمِ بْنِ بِقُنَّةَ وَأَبِي بَكْرٍ الْفَرَضِيِّ وأجاز له حازم بْنُ مُحَمَّدٍ وَكَانَ عَالِمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالآدَابِ أَخَذَ عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ رِزْقٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَيْشٍ وَغَيْرُهُمَا وَتُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ 544.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ أَبُو عامر المعروف بابن جنان بكسر الحاء المهملة ونون بَعْدَهَا مُخَفَّفَةٌ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي غَزَاتِهِ إِلَى كتندةَ وَكَانَ قَدْ أَجَازَ لَهُ رِوَايَتَهُ وَلابْنِهِ عَبْدِ الله أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي غُرَّةِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ 509 وَلَهُ أَيْضًا سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ جَحْدَرٍ وَأَبِي عَامِرِ بْنِ حَبِيبٍ وَأَبِي الْحَسَنِ طَارِقِ بْنِ مُوسَى بْنِ يَعِيشَ لَقِيَهُ بِبَلَنْسِيَةِ وَأَخَذَ عَنْهُ بَرْنَامَجَهُ وَقَالَ فِي اسْمِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حِنَانٍ وَبَيْتُهُ مَعْرُوفَةٌ بِبَلْدَةٍ وَلا أَعْلَمُهُ حَدَّثَ.

مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادَةِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَلالِ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ وَلابْنِهِ الْقَاضِي أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَيْضًا سَمَاعٌ مِنْهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ يُحَدِّثُ عَنْهُمَا أَبُو مُحَمَّدِ بن سفين وَتُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا فِي مَا قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَيْشُونٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ 546.

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمد بن سعيد أبو عبد الله المقري الْمَعْرُوفُ بِابْنِ غُلامِ الْفرسِ مِنْ أَهْلِ دَانِيَةَ وَآخِرُ الْمُقَرَّبِينَ الْمُحَدِّثِينَ بِشَرْقِ الأَنْدَلُسِ

ص: 159

وَلَهُ رِحْلَةُ حَجَّ فِيهَا سَمِعَ مِنْ أَبِي المستنير في القراات لابن سوار وغريب ابن عزيز والوطأ وَالصَّحِيحَيْنِ وَجَامِعَ التِّرْمِذِيِّ وَكَتَبَهُ عَنْهُ فِي سَفَرٍ صار إلى شيخنا أبي عبد الله بن نُوحٍ وَكَانَ بِهِ شَدِيدَ الضَّنَانَةِ لِحُسْنِ خَطِّهِ وجودة ضبطه وسمع " أيضا " منه الشمايل للتِّرْمِذِيِّ ثُمَّ سَمِعَهَا بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي شُجَاعٍ الْبِسْطَامِيِّ فَوَازَاهُ فِي إِسْنَادِهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو علي جميع رواياته ومن يشوخه أَبُو دَاوَد وَابْنُ الدّوشِ وَابْنُ البيَّازِ وَابْنُ شفيع وابن أبلي جَعْفَرٍ وَابْنُ فَتْحُونٍ وَالْبَطَلْيَوْسِيُّ وَابْنُ عَتَّابٍ وَابْنُ رُشْدٍ وَابْنُ الْحَاجِّ وَالْعُتْبِيُّ فِي آخَرِينَ أَخَذَ عنهم وكتب إليه ابن العربي والمازوي وابن أخت غانم وأبو عبد الله البلغبي وَغَيْرُهُمْ وَقَدْ لَقِيَ بَعْضَ هَؤُلَاءِ وَتُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 547 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن عبد العزيز ابن سعادة المعمّر قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَلَنْسِيَةَ قَدِمَهَا عَلَيْنَا نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سعيد قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِدَانِيَةَ نا أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابن عَلِيٍّ الْوَخْشِيُّ وَغَيْرُهُ قَالُوا أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ ابْنُ سَعِيدٍ وَقَرَأْتُ بِأَبْطَحِ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي شُجَاعٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِسْطَامِيِّ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلِيلِيُّ الزِّيَادِيُّ أَنَا الْخُزَاعِيُّ نَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ نَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ نا وَكِيعٌ نا سفين عن أبي إسحق عن البرا بْنِ عَازِبٍ قَالَ مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَمْ يَكُنْ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ.

مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بن صاعد الغساني أبو الحسين من أهل شلب ويعرف

ص: 160

بالليلي لأَنَّ أَصْلَهُ مِنْهَا يَرْوِي عَنِ ابْنِ شبرين وَابْنِ النَّخَّاسِ وَابْنِ عَتَّابٍ وَابْنِ رُشْدٍ وَغَيْرِهِمْ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَرَحَلَ حَاجًّا فَلَقِيَ رزين ابن مُعَاويَةَ وَأَبَا الْحَجَّاجِ بْنَ نَادِرٍ وَالسِّلَفِيَّ وَبِالْمَهْدِيَّةِ أبا عبد الله المازوي فحمل عنهم وولى قضا شِلْبَ وَتُوُفِّيَ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 547 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمٍ الْأَنْصَارِيِّ الْمُعَمَّرِ عَنْ خَالِهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ نا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ صَاعِدٍ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الصَّدَفِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ وَفِي أَصْلِهِ كَانَتْ قِرَاءَتِي قَالَ نا صَاحِبُ الأَحْكَامِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن إسماعيل بن فورتش قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جَامِعِ سَرَقُسْطَةَ نا أبو عمر أحمد بن محمد المقري الطَّلَمَنْكِيُّ إِجَازَةً أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُفَرِّجٍ وَأَنْبَأَنِي أبو بكر ابن أَبِي جَمْرَةَ الْقَاضِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْبَرِّ أَنْبَأَهُ عَنْ أَبِي إسحق بْنِ شَاكِرٍ عَنِ ابْنِ مُفَرِّجٍ نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الدُّقِّيُّ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ نا مُحَمَّدُ بن المثنى نا بشر ابن عن مر مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ تَابَعَ مَالِكًا عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَبُو أُوَيْسٍ وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ شَبِيهًا بِسَمَاعِ مَالِكٍ فَاتَّفَقَا عَلَى إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ حَكَى الْبَزَّارُ ذَلِكَ قَالَ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ ولَمْ يَقُلْ عَنْ أبي بكر رضي الله عنه حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ غَلْبُونٍ فِي آخَرِينَ عَنِ ابْنِ خَيْرٍ عَنِ ابْنِ صَاعِدٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ ابْنُ غَلْبُونٍ وَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ الأَنْبَارِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو

ص: 161

الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السمال أنشدنا إسحق بن إبراهيم بن سنين هو الختلي

يالايم الدهر على ما قصى لا تَلُمِ الدَّهْرَ عَلَى غَدْرِهِ

كَمْ كَافِرٌ بالله أمواله تزداد أضعافا على فقره

ومومن ليس له درهم تزداد إيمانا على فقر

لا خَيْرَ فِي مَنْ لَمْ يَكُنْ عَاقِلًا يَبْسِطُ رِجْلَيْهِ عَلَى قَدْرِهِ

مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بن محمد بن معيث بن محمد ابن القاضي يونس ابن عبد الله بن محمد بن معيث بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَبُو الْوَلِيدِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الصَّفَّارِ مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَةَ وَيُقَالُ إِن ولاهم بني أُمَيَّةَ كَتَبَ أَبُو عَلِيٍّ إِلَيْهِ وإلى أخيه معيث مع أبيها يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَيُحَدِّثُ عَنْهُمْ جَمِيعًا الْقَاضِي أبو محمد عبد الله بن مغيث يبن يُونُسَ وَقَدْ أَجَازَ لَفْظًا لِشَيْخِنَا أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ حَوْطِ اللَّهِ وَلأَبِي الْوَلِيدِ هَذَا رِوَايَةٌ عن أبيه وابن فرج والعبسي والغساني وحازم وَغَيْرِهِمْ وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ 547.

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ يَنقٍ أَبُو عَامِرٍ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَرَحَلَ إِلَى قُرْطُبَةَ فَأَخَذَ بِهَا عن أبي الحسين ابن سراج وطبقته ولازم أبا العلا بن زهر بإشبيلية وأخذ عنه علمه وَبَرَعَ فِي الطِّبِّ وَالأَدَبِ وَتُوُفِّيَ بِسَنَةِ 547 وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَخِيهِ فِي بَابِ إِبْرَاهِيمَ وَيَرْوِي عنهما أبو محمد بن سفين وَكَتَبَ إِلَى أَبُو عُمَرَ بْنُ

ص: 162

عات أن أبا عمرو ينقٍ أَنْشَدَهُ لأَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ مِنْ كَلِمَةٍ

دَعْنِي أصاد زَمَانِي فِي تَقَلُّبِهِ فَهَلْ سَمِعْتُ بِظِلٍّ غَيْرِ مُنْتَقِلِ

وَلا يَغُرَنَّكَ إِطْرَاقِي لِحَادِثَةٍ فَاللَّيْثُ مَكْمَنُهُ فِي الْغَيْلِ لِلْغَيْلِ " 1 "

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُف بْنِ عُمَيْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ من أهل أوريولة سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَتَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدِ بن أبي جعفر وأخذ القراات عَنْ جَمَاعَةٍ وَلَهُ رِوَايَةٌ بِقُرْطُبَةَ عَنِ ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ مُغِيثٍ وَابْنِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِمْ حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِكْنَاسِيِّ عَنْهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن بِمُرْسِيَّةَ قَالَ وَتُوُفِّيَ بِأوريولَةَ سَنَةَ 549 وَفِي السَّامِعِينَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بِشَاطِبَةَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَيْرَةَ لا أَعْرِفُهُ وَمِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عُمَيْرَةَ يروى عن أبي بحر حدث عنه سشيخنا أَبُو الْخَطَّابِ الْكَلْبِيُّ وَكَانَ بِجَزِيرَةِ شُقْرٍ بَنُو عُمَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّونَ بَيْتُ شَيْخِنَا الْقَاضِي الْكَاتِبِ أَبِي الْمُطَرِّفِ أَبْقَاهُ اللَّهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سُرنْباق مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ وَإِلَى سَلَفِهِ يَنْتَسِبُ الْمَسْجِدُ الَّذِي بِرَبَضِ ابْنِ عَطُّوشٍ

ص: 163

مِنْ دَاخِلِهَا وَيُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ الْغُرْفَةِ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ وَكَانَتْ لَهُ عِنَايَةٌ وَرِوَايَةٌ أَخَذَ بِبَلَدِهِ عَنْ خَلِيصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَبِشَاطِبَةَ عَنْ أَبِي عَامِرِ بْنِ حَبِيبٍ وَبِقُرْطُبَةَ عَنِ ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ مُغِيثٍ وَبِإِشْبِيلِيَةَ عَنِ ابْنِ الأَخْضَرِ وَغَيْرِهِمْ وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أبي علي في ما قرى عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْمَعُ بِمُرْسِيَّةَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ 510 وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ وَاجِبٍ الْقَيْسِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سعادة سماعا عليه عن أبي علي قراة عَلَيْهِ قَالَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ فَهْدٍ العلاف أنا أبو الحسن ابن مخلد البزار قال قرى عَلَى إِسْمَاعِيل الصَّفَّارِ نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ نا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ الْحَنْظَلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ علي قال نادي ملك بن السما يَوْمَ بَدْرٍ يُقَالُ لَهُ رِضْوَانٌ لا سَيْفَ إِلا ذُو الْفَقَارِ وَلا فَتَى إِلا عَلِيٌّ رضي الله عنه وَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ مِنَ السِّيَرِ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ نَادَى مُنَادٍ يَوْمَ أُحُدٍ وَذَكَرَ الْكَلامَ إِلَى آخِرِهِ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أبيه أن أبا عمر ابن عَبْدِ الْبَرِّ أَنْبَأَهُ عَنِ ابْنِ الْفَرَضِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُفَرِّجٍ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ نا أَبُو أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ نَا حَيَّانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ لَمَّا قَتَلَ على أصحب الأَلْوِيَةِ أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَاعَةً مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ فَقَالَ لِعَلِيٍّ احْمِلْ عَلَيْهِمْ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ وَفَرَّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَقَتَلَ هِشَامَ بْنَ أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيَّ ثُمَّ أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَمَاعَةً أَوْ جَمْعًا مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ فَقَالَ لِعَلِيٍّ احْمِلْ عَلَيْهِمْ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ وَفَرَّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَقَتَلَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيَّ ثُمَّ أَبْصَرَ جَمَاعَةً أَوْ جَمْعًا مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ فَقَالَ لِعَلِيٍّ احْمِلْ عَلَيْهِمْ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ

ص: 164

وَفَرَّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَقَتَلَ شَيْبَةَ بْنَ مَالِكٍ أَحَدَ بني عامر ابن لُؤَيٍّ فَأَتَى جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال أن هذه المواسة فقال أنه معنى وأنا منه جبريل أنا مِنْكُمْ وَسُمِعَ صَوْتٌ يُنَادِي لا سَيْفَ إِلا ذُو الْفَقَارِ وَلا فَتًى إِلَّا عَلِيٌّ وَهَذَا اللَّفْظُ اتَّفَقَ أَنْ وَقَع مَوْزُونًا فَقَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُبَيْرٍ الزَّاهِدُ مضمنا له وأنشناه أبو عمرو عثمان بن أبي معوية التَّمِيمِيُّ التُّونُسِيُّ عَنْهُ وَسَبَقَ إِلَيْهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

حسْبُ الْوَصِيِّ كَرَامَةً مَا نَالَهَا إِلا الْوَصِيُّ

صَوْتٌ مِنَ اللَّهِ اعْتَلَى فِي مَشْهَدٍ فِيهِ النَّبِيُّ

لا سَيْفَ إِلا ذُو الْفَقَارِ وَلا فَتًى إِلا عَلِيُّ

وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ اللُّغَوِيُّ كَانَ سِلاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَا الْفَقَارِ وَكَانَ سَيْفًا أَصَابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ زَادَ غَيْرُهُ وكان لبنيه ومنيه أبي الحجاج ثم عدد ساير أَسْيَافِهِ وَكَانَتْ ثَمَانِيَةً أَحَدَهَا وَرِثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَأَعْطَاهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ سَيْفًا يُقَالُ لَهُ العَضْبُ وأصاب من سلاح بني قينقاع سيفا قلعيا وكان له البتار واللحيف والمخدم وَالرَّسُوبُ وَذُو الْفَقَارِ يُرْوَى بِفَتْحِ الْفَاءِ جَمْعُ فَقَارَةٍ وَبِكَسْرِهَا جَمْعُ فَقْرَةٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِفَقَرَاتٍ كانت في وسطه وكان محلى قايمة مِنْ فِضَّةٍ وَنَعْلُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَفِي مَا بَيْنَ ذَلِكَ حَلَقٌ مِنْ فِضَّةٍ حَدَّثَنَا أَبُو الخطاب ابن وَاجِبٍ نا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَشْكُوَالَ نا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَتَّابٍ نا أَبُو عَبْدِ الله بن عابد أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِيُّ وَمِنْ خَطِّه نَقَلْتُهُ نا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ نا أَبُو عروبة الحراني نا عثمن بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ

ص: 165

عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سيف محلى قليمته مِنْ فِضَّةٍ وَنَعْلُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَفِيهِ حَلَقٌ مِنْ فِضَّةٍ وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْفَقَارِ وَذَكَرَ ساير الْخَبَرِ وَفِيهِ وَكَانَتْ لَهُ فَرَسٌ تُسَمَّى السَّدَادَ لَمْ يَذْكُرْهَا ابْنُ فَارِسٍ وَلا غَيْرُهُ مُحَمَّدُ بْنُ فَتْحُونِ بْنِ غَلْبُونِ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَةَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي علي واتصال به وهو قرابة لسيخنا أَبِي مُحَمَّدٍ غَلْبُونِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَكَانَ ذَا عِنَايَةٍ وَرِوَايَةٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَبْدَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المعروف بابن موجوال المقري الضَّابِطُ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ رَوَى بِهَا قَدِيمًا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ هُذَيْلٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ السَّيِّدِ الْبَطَلْيَوْسِيِّ وَلَهُ وَلأَخِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَقَدْ كَتَبَ عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ بَرْنَامَجَهُ وَقَفْتُ عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ قَبْلَ فَقْدِهِ بِأَيَّامٍ وَانْتَقَلَ هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى إِشْبِيلِيَةَ فَسَكَنَاهَا وَأَخَذَ بِهَا عَنْهُمَا وَالشُّهْرَةُ بِالدِّرَايَةِ وَالرِّوَايَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْهُمَا.

مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ غَانِمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يزيد بن كلثوم الطاي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْمَرِيَّةِ سَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي عَلِيٍّ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَكَتَبَهُ بِخَطِّهِ وَوَقَفْتُ عَلَى نُسْخَتِهِ مِنْهُ فِي سِفْرَيْنِ

ص: 166

والموتلف والمختلف للدار قطني وَرِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الضَّبْطِ وَالإِتْقَانِ وَابْنُهُ أَبُو يَحْيَى غَانِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ لَهُ أَيْضًا رِوَايَةٌ سَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ النِّفَرِيِّ الْمُرْسِيِّ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وجامع الترمذي في سنة 535 ولا اعلمها حَدَّثَا.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَةَ أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ الْحَافِظُ مِنْ أَهْل قُرْطُبَةَ رَوَى بِهَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ رَضِيٍّ وَالْعُتْبِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مُنْتَانَ وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ سِرَاجٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَيْنِ وَابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ طَرِيفٍ وَابْنِ رُشْدٍ وَتَفَقَّهَ بِهِ وَبِابْنِ الْحَاجِّ الشَّهِيدِ وَسَمِعَ مِنْهُ أَيْضًا وَمِنَ ابْنِ مُغِيثٍ وَابْنِ الْعَرَبِيِّ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بَقِيٍّ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمْ وَسَمِعَ الْمُدَوَّنَةَ مَرَّةً وَبَعْضَ أُخْرَى مِنْ لَفْظِ الشَّرِيفِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّاصِرِيِّ وَسَمِعَهَا أَيْضًا مِنْ لَفْظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخِيَارِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ فِي آخَرِينَ مِنْهُمُ ابْنُ فَنْدَلَةَ وَشُرَيْحٌ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ جَهْوَرٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ سِبْطُ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ النفري المرسي وأبو عبد الله المازوي وَكَانَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ لِلرَّأْيِ مَعَ الْمُشَارَكَةِ في الأدب والتقنن فِي الْمَعَارِفِ وَرَحَلَ حَاجًّا فِي سَنَةِ 542 وَاجْتَازَ بِشَرْقِ الأَنْدَلُسِ إِذْ ذَاكَ فَأَخَذَ عَنْهُ بِبَلَنْسِيَةَ وَدَانِيَةَ ثُمَّ قَدِمَ بِجَايَةَ فِي مَرْكَبٍ للرُّومِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَلَمَّا قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ كَتَبَ عَنْهُ السِّلَفِيُّ بَعْضَ مَا عِنْدَهُ رَوَى لَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ السِّلَفِيِّ قَالَ أَنْشَدَنِي الفقيه أبو الوليد محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَيْرَةَ الْقُرْطُبِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الإسكندرية قال أنشدني أبو العلا زُهْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُهْرٍ الإِيَادِيُّ لنفسه

ص: 167

يَا رَاشِقِي بِسَهَامٍ مَا لَهَا غَرَضُ إِلا الفؤاد وما منه لها عوض

وممرضي بحفون كلها غَنَجُ صَحَّتْ وَفِي طَبْعِهَا التَّمْرِيضُ وَالْمَرَضُ

جَدَلِي وَلَوْ بِحِيَالٍ مِنْكَ يَطْرُقُنِي فَقَدْ يَسُدُّ مَسَدَّ الجوهر العرض

وبعد إذا الْفَرِيضَةِ صَدَرَ عَنْ مَكَّةَ يُرِيدُ بِلادَ الْيَمَنِ فَتُوُفِّيَ بِزَبِيدٍ سَنَةَ 551 وَقَدْ قَارَبَ السِّتِّينَ حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي نا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ خَيْرَةَ الْفَقِيهُ مُكَاتَبَةً وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ وَأَبِي بَكْرٍ أُسَامَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْهُ أَنَّ أَبَا عَلِيِّ بْنَ سُكَّرَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيِّ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ الْخَصِيبُ نا عَبْدُوسُ بْنُ بِشْرٍ نا عمران بن عيننة عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ لن تنقضي حتى يكون فيكم اثني عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا فَسَأَلْتُ أَبِي فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عن أبي معوية عن داود عن نصر ابن عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَزْهَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ كِلاهُمَا عَنِ العسبي عن جابر ابن سَمُرَةَ فَكَانَ الْعَاصِمِيُّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ وَبِهِ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ فورتش أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ أَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ وَأَنْبَأَنِي ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا عُمَرَ النَّمَرِيَّ أَنْبَأَهُ عَنْ عبد الوارث بن سفين عَنْ قَاسِمٍ نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ نا أَبِي نَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه شَاوَرَنِي عُمَرُ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ فاجتمع رأينا

ص: 168

عَلَى أَنْ يَعْتِقَهُنَّ فَقَضَى بِهِ عُمَرُ حَيَاتَهُ ثُمَّ وُلِّيَ عُثْمَانُ فَقَضَى بِهِ حَيَاتَهُ ثُمَّ وليت فوليت أَنَا فَرَأَيْتُ أَنْ أَرِقَهُنَّ قَالَ عُبَيْدَةُ رَأْيُ عَدْلَيْنِ فِي جَمَاعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِ في عدلة فُرْقَةٍ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لابْنِ زُهَيْرٍ لا ذِكْرَ فِيهَا لِعُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ رَأْيَكَ وَرَأْيَ عُمَرَ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ وَحْدِكَ فِي الْفُرْقَةِ.

مُحَمَّدُ بْنُ صَاف بْنِ خَلَفِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ أوريولَةَ رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلَهُ أَيْضًا رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ صَافٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وأبي بكر بن العربي وغيرهم وولى قضا بَلَدِهِ بَعْدَ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ فَتْحُونٍ وَتُوُفِّيَ في ذي القعدة سَنَةَ 552 حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ صَافٍ عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ قَالَ أنشدني أبو محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ لِنَفْسِهِ

مَا اسْمٌ لَهُ يَخْضَعُ كُلُّ الإِنْسِ

مِنْ عُرْبِهِمْ وروسهم وَالْفُرْسِ

أَحْرُفُهُ أَرْبَعَةٌ فِي الطِّرْسِ

يُزَادُ فِيهَا خامس فتمسى

ثَلاثَةً مَكْتُوبَةً بِالنَّفْسِ

الاسْمُ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى أَحْرُفُهُ أَرْبَعَةٌ فَإِذَا زِدْتَ إِلَيْهِ لامَ الْملكِ صَارَتْ خَمْسَةً وَتُكْتَبُ ثَلاثَةً فِي الْخَطِّ.

مُحَمَّدُ بن سليمان بن سليمان بن خلف النفري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ بَرَكَةَ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بِمُرْسِيَّةَ فِي سَنَةِ 508 ثُمَّ بِبَلَدِهِ فِي غَزَاتِهِ إِلَى كتندةَ وَتَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَيَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بن ثابت وابن حجدر وَأَبِي عَامِرِ بْنِ

ص: 169

حَبِيبٍ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ غَزْلُونٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْجَنَّانِ وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ الْفِقْهِ اسْتَظْهَرَ المقدمات لابْنِ رُشْدٍ وَشُووِرَ فِي الأَحْكَامِ مَعَ النُّفُوذِ فِي عَقْدِ الشُّرُوطِ وَاقْتَصَرَ فِي عِيشَتِهِ عَلَى بلغة كانت بيده وراثة عن أبيه وربما وَزَهَادَةً فِي الدُّنْيَا وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَقِيلَ سَنَةَ 553 حَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ النَّحْوِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعَادَةَ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سليمان النفري أجازة وقد سمعت عليه بقراتي أَبِي مَعَ عَمِّي يَعْنِي شَيْخَنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُعَمَّرَ وَحَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عِيسَى مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ التَّدْمِيرِيُّ فِي آخَرِينَ عَنْ صَاحِبِ الأَحْكَامِ أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ أَيُّوبَ الْفِهْرِيِّ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المكناسي قال قرأ علينا أبلو عبد الله بن بركة قال قرى عَلَيْنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ فِي مَنزِلِهِ بِمُرْسِيَّةَ سَنَةَ 508 أَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قراة مني عليه لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم بن غيلان البزاز نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الشافعي إملاء نا أبو إسحق إبراهيم الشافعي بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ الْحِمْصِيُّ نا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبِّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ أتي مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ إِلا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبَّاسٍ

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعِيشَ اللَّخْمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بِمُرْسِيَّةَ صَحِيحَ البخاري وتاريخ ابن

ص: 170

أبي خييثه وَأَدَبَ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ وَالرِّيَاضَةَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرُونَ الْقُضَاعِيِّ مُوَطَّأَ مَالِكٍ وَأَحَادِيثَ خِرَاشٍ وَرَحَلَ حَاجًّا سَنَةَ 506 فَتَرَدَّدَ بِالْمَشْرِقِ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً ولقي بمكة رزين بن معوية وَلَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ بَعْدَ أن حج مرتين مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ وَالسِّلَفِيِّ وَأَبِي الْحَجَّاجِ الْقُضَاعِيِّ لَقِيَهُ هُنَالِكَ وَقَدْ رَوَى عَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ وَتُوُفِّيَ بِشَاطِبَةَ إِمَامًا فِي الْفَرِيضَةِ بقصبتها سنة 556 فقلت هَذَا كُلَّهُ مِنْ خَطِّ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ قَالَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ سَنَةَ 482 حَدَّثَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَعِيدٍ الْبُنَانِيُّ نا صِهْرِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعِيشَ اللَّخْمِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ بِإِفَادَةِ صَاحِبِنَا أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابن يعيش اجازة قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ نا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ فورْتشَ نا أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ نا ابْنُ عَوْنِ اللَّهِ نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ البر انباه عن عبد الوارث بن سفين عَنْ قَاسِمٍ نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ نا أَبِي نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ السَّحَرِ رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ أَجَشَّ الصَّوْتِ فَأُلْقِيَتْ عَلَيَّ مَحَبَّتُهُ فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ بِالشَّامِ مَيِّتًا ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مسعود

ص: 171

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَافِيَةِ اللَّخْمِيُّ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْطَلِيُّ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَتَفَقَّهَ بِهِ وَكَانَ صَدْرًا فِي الشُّورَى مُدَرِّسًا لِلْمَذْهَبِ ذَا نَبَاهَةٍ وَنَزَاهَةٍ أَرَادَهُ أَهْلُ بَلَدِهِ فِي الشَّهَادَةِ عَلَى القاضي أبي العباس بن الحلال بها تمالؤوا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي اعْتِقَالِ الأَمِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ فَأَصَرَّ عَلَى الامْتِنَاعِ وَقَعَدَ عَنِ الانْبِعَاثِ معهم لطالبته الَّتِي أَفْضَتْ إِلَى هَلَكَتِهِ حَتَّى غَاظَ ابْنَ سعد توفقه وانفراده دون أصحبة بِذَلِكَ وَرُبَّمَا أَغْرَى بِهِ فَعَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ بَوَادِرِهِ وَقَرَّ لَهُ فِي قَلْبِهِ مَا صَارَ بِهِ يوَقِّرُهُ وَيُكَبِّرُهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي إِمَارَتِهِ أَوَّلَ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ 558 حَدَّثَنَا الْحَافِظُ أبو الربيع سليمان ابن موسى الكلعي بقراتي عَلَيْهِ وَسَمِعْتُهُ مِنْ لَفْظِهِ بَعْدُ بِحَاضِرَةِ بَلَنْسِيَةَ قَالَ نا الْفَقِيهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن عبد الله بن سفين التجيبي بقراتي عَلَيْهِ عَلَى بَابِ مَنزِلِهِ بِشَاطِبَةَ فِي شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ 586 وَأَجَازَ لِي مَعَ ذَلِكَ لَفْظًا جَمِيعَ مَا رَوَاهُ وَمَا صَدَرَ عَنْهُ مِنْ نَظْمٍ وَنَثْرٍ قَالَ نا الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ إِذْنًا قَالَ قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ فِي الْمَسْجِدِ الجامع بمرسية يوم الأحد العشر مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ عَامَ 514 وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ الْخِلَعِيِّ الشَّافِعِيِّ بِقَرَافَةِ مِصْرَ حِينَ طُلُوعِي إِلَى الْحِجَازِ قَالَ نا أبو محمد بن النحاس أملا من لفظه أَبُو الطَّيِّبِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْمَكِيُّ نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى نا أَبُو صَخْرَةَ نا يُوسُفُ بْنُ أَبِي ذَرَّةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمِّرُ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللَّهُ عنه ثلاثة

ص: 172

أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلاءِ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ فَإِذَا بلغ الستين رزقه الله الأناية مايجب فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وتجاوز عن سياته فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَرَجِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقَيْسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ تُرَيْسٍ وَيُعْرَفُ أَيْضًا بِالْمِكْنَاسِيِّ مِنْ أَهْلِ شَاطِبَةَ لَقِيَ أَبَا عَلِيٍّ بِمُرْسِيَّةَ فَسَمِعَ منه الوطأ وَصَحِيحَ الْبُخَارِيِّ وَبَعْضًا مِنْ جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَالسُّنَنِ وَكَثِيرًا مِنَ التَّارِيخِ وَأَجَازَ لَهُ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ لِهَبَةِ اللَّهِ وَنَاوَلَهُ فَهْرَسَتَهُ عَلَى سَبِيلِ الإِجَازَةِ هكذا نقل عنه أبو الحجاج ابن أَيُّوبَ فِي بَرْنَامَجِهِ وَلَعَلَّهُ أَرَادَ تَارِيخَ ابْنِ أبي خيثمة وسنن الدارقطني وَقَدْ سَمِعَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ كَأَبِي بَكْرِ بْنِ فَتْحُونٍ وَأَبِي الْوَلِيدِ بْنِ الدَّبَّاغِ وَأَبِي بكر ببن أَسَدٍ وَأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبِي عَامِرِ بْنِ حَبِيبٍ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْجَنَّانِ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَوْلانِيِّ وَغَيْرَهُمْ وَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْعَرَبِيِّ فَنَاوَلَهُ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَابْنُ عَتَّابٍ وَابْنُ رُشْدٍ وَابْنُ شَفِيعٍ وَابْنُ وَرْدٍ في آخرين وتصدر ببلدة لأقرأ الْقُرْآنِ فَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ وَكَانَ ضَابِطًا حَسَنَ الْخَطِّ أَنِيقَ الْوِرَاقَةِ وَكَتَبَ عِلْمًا كَثِيرًا وَتُوُفِّيَ في جمادى الآخرى سنة 561 وحدثت أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ أَيُّوبَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّادٍ عَنْهُ بِجَمِيعِ مَا رَوَاهُ رحمه الله.

ص: 173

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ نمَارَةَ الحجري بفتح الجيم أبو بكر المقري مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ وَهُوَ مِنْ وَلَدِ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ التَّمِيمِيِّ شَاعِرِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَهُ ابْنُ عَيَّادٍ لَقِيَ أَبَا عَلِيٍّ بِالْمَرِيَّةِ حِينَ فر إليها مستعينا مِنْ خُطَّةِ الْقَضَاءِ فِي سَنَةِ 505 فَسَمِعَ بِهَا عليها الصحيحين وجامع الترمذي والشمايل له والمستنير في القراات لابْنِ سِوَارٍ وَالرِّيَاضَةَ لأَبِي نُعَيْمٍ وَأَدَبَ الصُّحْبَةِ لِلسُّلَمِيِّ وَبَعْضَ مُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعَ مَا رَوَاهُ وَلأَبِي بَكْرٍ هَذَا رِوَايَةٌ عَالِيَةٌ في القراات بأخذه إياها عن أبي القاسم بن النَّخَّاسِ بِقُرْطُبَةَ فِي سَنَةِ 502 وَمِنْ شُيُوخِهِ أَبُو الحسن البرجي وأبو عبد الله البلغي وَأَبُو بَحْرٍ الأَسَدِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ سِرْحَانَ وَعَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ الْحَنَّاطِ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الأَنْقَرِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْبَطَلْيَوْسِيُّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ الإِشْبِيلِيُّ وَابْنُ عَتَّابٍ وَشُرَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَطِيَّةَ وَغَيْرُهُمْ وَأَقْرَأَ الْقُرْآنَ بِآخِرَةٍ مِنْ عُمْرِهِ فَانْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ وَهُوَ كَانَ الْغَالِبَ عَلَيْهِ مَعَ المشاركة في حفظ المسايل وَالْوُقُوفِ عَلَى الْخِلافِ وَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ هُذَيْلٍ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيَصِفُهُ بِالانْقِبَاضِ عَنْ خِدْمَةِ السُّلْطَانِ عَلَى كَثْرَةِ مَالِهِ وَسِعَةِ حَالِهِ وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ 563 وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ بن النعمة ودفن بقبرة

ص: 174

بَابِ الْحَنَشِ حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ أَحْمَدُ بْنُ محمد القاضي قراة عَلَيْهِ وَسَمَاعًا غَيْرَ مَرَّةٍ نا أَبُو بَكْرِ بن نمارة قراة عَلَيْهِ نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ سُكَّرَةَ سَمَاعًا عَلَيْهِ بِالْمَرِيَّةِ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بن طاهر أنا أبو بكر محمد ابن عبد الله المقري وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْخُزَاعِيِّ نا الْهَيْثَمُ بن كليب أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ نا أَبُو دَاوُدَ نا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ هَلْ خَضَّبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لم يبلغ ذلك إنما كان شيبا في صدغيه ولاكن أَبُو بَكْرٍ خَضَّبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سعادة قراة وأبو عمر أحمد بن هرون بْنِ عات إِجَازَةً قَالا نا أَبُو بَكْرِ بن نمارة قراة لابْنِ سَعَادَةَ نا أَبُو عَلِيٍّ سَمَاعًا نا أبو بكر بن الخاضية قراة أَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْجَوْهَرِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد بن الحسن بن الحرث الكازوني نا علي بن عبد العزيز الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ السُّلَمِيُّ وأَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن عبدوس الطرايفي نا عثمان بن سعيد الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ وَأَخْبَرَنَا جَدِّي وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْبُسْتِيِّ الْمُزَكِّي قَالا نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم البوسنخي نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ نا مَالِكٌ وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخَلِيلِ نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْبُسْتِيُّ نا أبو مُصْعَبٌ نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عطا بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ قَالَ نا أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ.

ص: 175

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تِلْمِيذُ أَبِي عَلِيٍّ وَرَاوِيَةُ عِلْمِهِ الْخَاصُّ بِهِ مِنْ أَجْلِ أَصْهَارِهِ إِلَى عَمِّهِ مُوسَى بْنِ سَعَادَةَ وَعِنْدَهُ اسْتَقَرَّتْ أُصُولُهُ الْعِتَاقُ وَإِلَيْهِ صَارَتْ أُمَّهَاتُ دَوَاوِينِهِ الصِّحَاحِ أَصْلُهُ مِنْ بَلَنْسِيَةَ ونشأ بمرسية وولى قضاها بَعْدَ انْقِرَاضِ الدَّوْلَةِ اللّمتُونِيَّةِ وَكَانَ قَدْ وَلِيَ بها خطة الشورى ثم نقل إلى قضا شاطبة فاتخذتها وَطَنًا وَكَانَ بِهَذِهِ الْحَوَاضِرِ الثَّلاثِ يُسْمِعُ الْحَدِيثَ وَيُقِيمُ الْخُطَبَ فِي جَوَامِعِهَا مُنَاوِبًا لِغَيْرِهِ فِيهَا ومع سَمَاعِهِ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَحَلَ إِلَى قُرْطُبَةَ فَسَمِعَ مِنَ ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ رُشْدٍ وَابْنِ الْحَاجِّ وَابْنِ الْعَرَبِيِّ لَقِيَهُ هُنَالِكَ وَمِنْ غَيْرِهِمْ وَرَحَلَ حَاجًّا فِي سَنَةِ 520 فَلَقِيَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَبَا الْحَجَّاجِ بْنَ نَادِرٍ وَبِمَكَّةَ أبا الحسن رزين بن معوية وَأَبَا مُحَمَّدِ بْنَ صَدَقَةَ أَحَدَ الرُّوَاةِ عَنْ كَرِيمَةَ الْمَرْوَزِيَّةِ وَكَانَ قَدْ أَجَازَ لَهُ قَبْلَ رِحْلَتِهِ أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ طَرِيفٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ صَوَابٍ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَفِيفٍ وَأَبُو عَفِيفٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الرَّكْلِيُّ وَابْنُ أَبِي تَلِيدٍ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّيِّدِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَيْضًا أبو بكر الطرطوشي وأبو الحسن ابن مُشَرّفٍ وَفِي صَدْرِهِ لَقِيَ بِالْمَهْدِيَّةِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَازِرِيَّ فَسَمِعَ مِنْهُ بَعْضَ كِتَابِهِ الْمُعَلِّمِ وَأَجَازَ لَهُ بَاقِيهِ وَقَفَلَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وعشرين فأقبل على نشر اسْتَفَادَ وَكَانَ مُشَارِكًا فِي التَّفْسِيرِ وَعِلْمِ الْكَلامِ حافظاً للفروع مايلا إِلَى التَّصَوُّفِ حَسَنَ السَّمْتِ جَمِيلَ الشَّارَةِ بَادِيَ الخشوع راتباً على الصّوم والتلاوة محافظ عَلَى الأَسْمَاعِ لِلْحَدِيثِ وَالتَّدْرِيسِ لِلْفِقْهِ وَقَدْ حَدَّثَ بِالْمَرِيَّةِ وَهُنَالِكَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَوْهَبٍ وَأَبُو محمد الرشاطي وغيرها وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ هُذَيْلٍ جَامِعَ الترمذي

ص: 176

وَمِنْ تَأْلِيفِهِ كِتَابُ شَجَرَةِ الْوَهْمِ الْمُتَرَقِيَّةِ إِلَى ذروة الفهم روى عنه جلة شيوخنا وأثنو عليه وتوفي بشاطبة فسلخ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَدُفِنَ أَوَّلَ يَوْمٍ من الحرم وَقِيلَ بَلْ تُوُفِّيَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة ست وستين وخمسمائة حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُوحٍ الْحَافِظُ بقراتي عليه قال قرى علي أبي عبد الله بن سادة الْقَاضِي وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيِّ وَسَمِعْتُ مِرَارًا قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَفٍ سَمَاعًا أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثٍ إِجَازَةً وأنبائي الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أبيه عن جدة عن يونس قال أنا صَاحِبُ الْمَظَالِمِ أَبُو عِيسَى اللَّيْثِيُّ نا أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى حدَّثَنِي أَبِي يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ اسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ ولى تَقْضِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أقضه عنها حدثنا أبو الخطاب ابن واجب القاضي قراة عليه نا ابن سعادة قراة قال قري عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ غَيْرَ مَرَّةٍ وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْبَاجِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ أَنَا أَبُو ذَرٍّ الْهَرَويُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بن حمّوية وغيره قالوا نا محمد ابن يُوسُف نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيُّ نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فصلى بالبطحا الظهر والعصر ركعتين ونصب بين يدين عنزة وتوضأ فجعل الناس يمسحون بوضوة وحدثنا أبو الخطاب أيضاً بقراتي عليه قال علي ابن سعادة وأنا أسمع قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ مِرَارًا

ص: 177

وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ بن عبد الجبار وأبي الفضل ابن الْحَسَنِ قَالا أَنَا أَبُو يَعْلَى بْنُ عَبْدِ أبو الواحد نا أبو علي السنحي نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ نا أَبُو عِيسَى الترمذي نا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ نا ابْنُ أَبِي عمر وسعيد ابن عبد الرحمن قالا نا سفين بن عيينة عن الزهري عن أبي سلة قَالَ اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ اللَّيْثِيُّ فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَالَ اللَّهُ أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرحم وشققت لها من أسمى فن وصلها وصتله وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ خَلَفِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْفَرَسِ مِنْ أَهْلِ غَرْنَاطَةَ وَنَزَلَ جَدُّهُمُ الدَّاخِلُ سَرَقُسْطَةَ وَيَنْتَمِي إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ ابْنِهِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ثُمَّ انْتَقَلَ وَلَدُهُ إِلَى قُرْطُبَةَ وَخَرَجُوا مِنْهَا فِي الْفِتْنَةِ الْبَرْبَرِيَّةِ إِلَى الْبِيرَةِ وَنَزَلُوهَا كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ فِي سَنَةِ 506 عَلَى يَدَيْ عمه أبي محمد عبد العزيز ابن محمد وكان قد صحبه بل مرية وقرأ عليه وسمع منه أكثر نا رواه لأبي عَبْدِ اللَّهِ رِوَايَةٌ وَاسِعَةٌ وَدِرَايَةٌ وَشُيُوخُهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُونَ مِنْ أَعْلامِهِمُ

ص: 178

الَّذِينَ سَمِعَ مِنْهُمْ أَبُوهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحِيمِ وَأَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَطِيَّةَ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَاذِشِ وَابْنُ عَتَّابٍ وَأَبُو بَحْرٍ وَابْنُ طَرِيفٍ وَابْنُ رُشْدٍ وَحَضَرَ الْمُنَاظَرَةَ عِنْدَه أَشْهُرًا وَمَنْصُورُ بْنُ الْخَيْرِ وَابْنُ أُخْتِ غَانِمٍ وأبو الوليد بن بقوق وابن مغيث وابن العربي وكتب إليه طافيه مِنَ الْعِلْيَةِ بِالأَنْدَلُسِ وَآخَرُونَ مِنْ غَيْرِهَا كَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي وَأَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ وَأَبِي الْمُظَفَّرِ الشَّيْبَانِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَشِيرٍ وأبي عبد مشاورين مع المشارقة في علوم القرارات وَالْحَدِيثِ وَالأُصُولِ وَخَرَجَ فِي الْفِتْنَةِ مِنْ بَلَدِهِ فأوطن مرسية ومنها ولى قضا بَلَنْسِيَةَ فِي رَجَبٍ سَنَة 526 فَلَمْ تَطُلْ مُدَّةُ وِلايَتِهِ بِهَا أَقَامَ وَالِيًا إِلَى أَوَّلِ شَوَّالٍ منها وسار مستعفياً عنها لإنتزا أَبِي الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنِ حَامِدٍ فِيهَا عَلَى الأمير محمد ابن سعد إذ ذّال وأفضا تِلْكَ الثَّوْرَةِ إِلَى حِصَارِهَا الشَّدِيدِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ بَعْدَهَا وَقَدْ لَجَأَ إِلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن شلبان حد أصحب ابْنِ حَامِدٍ عَقِبَ مَقْتَلِهِ فَتَوَلَّى ضَبْطَهَا وَعَادَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ إِلَى مُرْسِيَّةَ فَأَقَامَ بِهَا يقري القرآن ويسمع الحديث ويدرس ويفتي لى أن صرف عن الفتيي فِي نَكْبَةِ الْقَاضِي أَبُي الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَلالِ وَكَانَ بِهِ ذَا عِنَايَةٍ ثُمَّ حَسُنَ رَأْيُ الْوَالِي فِيهِ فَقُدِّمَ لِلصَّلاةِ بِالْجَامِعِ مُنَاوِبًا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ حُمَيْدٍ وَأَبَا الْقَاسِمِ بْنَ حُبَيْشٍ يَوْمَ كُلِّ وَاحِدٍ مُنْهُمْ أُسْبُوعًا وَتُوُفِّيَ بِإِشْبِيلِيَةَ فِي وِفَادَتِهِ عَلَيْهَا سَنَةَ 567 وَفِي شَوَّالٍ مِنْهَا وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ النَّحِيلِ هُنَالِكَ ثُمَّ احْتُمِلَ إِلَى غَرْنَاطَةَ فَدُفِنَ بِهَا حَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ إِذْنًا نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنَّ الْقَاضِي أَبَا عَلِيِّ بْنَ سُكَّرَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ فِي آخَرِينَ قَالُوا أنا

ص: 179

أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عون الله نا أبو الحسن محمد ابن نَافِعٍ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى نا أسد بن موسى نا معوية يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي قيس قال بعثت إلى عايشة أسلها عَنْ صِيَامِ رَمَضَانَ إِذَا خَفِيَ الْهِلالُ وَعَنِ الصلاة بعد العصر فدخلت على عايشة فَقُلْتُ إِنَّ فُلانًا يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ بَعَثَنِي إليك أسلك عن الصلاة بعد العصرعن الْوِصَالِ وَعَنِ الصِّيَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَذَكَرَ بَعْضَ الْحَدِيثِ قَالَ قَالَتْ وَكَانَ يَتَحَفَّظُ مِنْ شَعْبَانَ مَا لا يَتَحَفَّظُ مِنْ غَيْرِهِ ثُمَّ يصوم لروية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين ثم صام يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم معوية الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الإِسْنَادِ هُوَ أَبُو عَمْرٍو وأبو عبد الرحمن معوية بن صالح بن عثمان الخضرمي الْحِمْصِيُّ صَارَ إِلَى الأَنْدَلُسِ فَاسْتَقْضَاهُ عَلَيْهَا عَبْدُ الرحمن بن معوية الأُمَوِيُّ الدَّاخِلُ وَقَدْ جَمَعْتُ فِي أَخْبَارِهِ وَمَا اجتمع عندي من روايته كتابا وسمته بالمأخذ الصالح في حديث معوية بْنِ صَالِحٍ رحمه الله.

مُحَمَّدُ بْنُ عَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرِيبٍ الْعَبْسِيُّ أَبُو الْوَلِيدِ مِنْ أَهْلِ سَرْقُسْطَةَ وَسَكَنَ مُرْسِيَّةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عتاب وابن العربي وأجاز له الريس أبو عبد الرحمن محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بْنُ عَطِيَّةَ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَاذِشِ وَغَيْرُهُمْ وَتَصَدَّرَ للأقرأ بِشَاطِبَةِ وَوُلِّيَ بِهَا الصَّلاةَ وَالْخُطْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعَادَةَ الْمُعَمَّرُ نا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ عريب العبسي قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ قرأت على أبي الفصل حَمْدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيِّ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ نَا أَبُو أَحْمَدَ

ص: 180

محمد بن أحمد بن إسحق نا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ نا خالد بن يزيد العمري نا سفين الثوري وشريك وسفين بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لا تُرْضِيَنَّ أَحَدًا بِسَخَطِ اللَّهِ وَلا تَحْمَدَنَّ أَحَدًا عَلَى فَضْلِ اللَّهِ وَلا تَذُمَّنَّ أَحَدًا عَلَى مَا لم يوتك اللَّهُ فَإِنَّ رِزْقَ اللَّهِ لا يَسُوقُهُ إِلَيْكَ حِرصُ حَرِيصٍ وَلا يَرُدُّهُ عَنْكَ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ وَإِنَّ اللَّهَ بِقِسْطِهِ وَعَدْلِهِ جَعَلَ الرَّوَحَ وَالْفَرَجَ في الوضا وَالْيَقِينِ وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ نَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّ أَبِي عَلِيٍّ.

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيلٍ الْقَيْسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ لَبْلَةَ وَسَكَنَ مَرَاكِشَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ بِصَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ وله رواية عن ابن فرج وحازم وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدِينَ وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ سِرَاجٍ وَصَحِبَ مَالِكَ بْنَ وُهَيْبٍ وَلازَمَهُ سِتَّةَ أَعْوَامٍ وَيَرْوِي أَيْضًا عَنِ ابْنِ الْعَرَبِيِّ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الحق التلسماني أَنَّهُ لَقِيَهُ بِمَرَاكِشَ وَأَجَازَ لَهُ فِي سَنَةِ 569 وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ بَعْدَهَا حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْدرشِيُّ فِي كتابه قال انباني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ خَلِيلٍ الْقَيْسِيُّ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الصَّدَفِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ وَقَرَأْتُ عَلَى الْحَافِظِ أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ مُوسَى قَالَ قَرَأْتُ على الخطيب أبي حعفر بن حكم قال قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَأَنَا أَسْمَعُ نا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ قَالَ قَرَأْتُ على ابن مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عِيَاضٍ سُلَيْمَانَ

ص: 181

أَخْبَرَكُم أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَكِّيُّ إِجَازَةً أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن عبد الله بن يزيد المقري قَالَ حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن يزيد نا سفين بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ حَفْصَةَ أَوْ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ فَأَوْلَمَ عَلَيْهَا تَمْرًا وَسَوِيقًا اخْتُلِفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وأَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى وَعَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ كَمَا رواه " ابن " المقري عَنْهُ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عباد المكي وسعيد ابن عبد الرحمن المخزومي عن سفين بن عيينة عن وايل بْنِ دَاوُد عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَرَوَاهُ ابن أبي عمر الحميدي وَحَامِدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ وايل بن داود عن ابنه بكر بن وايل عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَقَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي كان سفين بْنُ عُيَيْنَةَ يُدَلِّسُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَرُبَّمَا لم يذكر فيه عن وايل عَنِ ابْنِهِ وَرُبَّمَا ذَكَرَهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد بن سليمان الفافقي أبو عبد الله من أهل الجزيرة الخضرا المعروف بالقباعي سمع ببلدة أبا العباس يبن رَزْقُونٍ وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْخَالِقِ وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ حَلْفُونٍ الْقَرَوِيَّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صُوفَةَ الْحَجَرِيَّ وَلَقِيَ بِمَالِقَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ وَأَبَا مُحَمَّدِ بْنَ الْوَحِيدِيِّ وَابْنَ أُخْتِ غَانِمٍ فَسَمِعَ مِنْهُمْ وَأَكْثَرَ عَنِ ابْنِ مَعْمَرٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمَا وَكَانَ فَقِيهًا مُشَاوِرًا وَوُلِّيَ الصَّلاةَ وَالْخُطْبَةَ بِبَلَدِهِ وَحَدَّثَ وَأَخَذَ عَنْهُ وَوَقَفْتُ عَلَى إِجَازَتِهِ لأَبِي الْحَسَنِ الْفَهْمِيِّ

ص: 182

الضَّرِيرِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ 571 حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ حَسَنٍ الْكَلْبِيُّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْقَاهِرَةِ قَالَ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُبَاعِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيُّ إِذْنًا قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ الشَّافِعِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْخِلَعِيِّ أَخْبَرَكُمْ أبو محمد بن النخاس قال فقرى على أبي سعيد الأَعْرَابِيِّ بِمَكَّةَ عِنْدَ بَابِ مَنْزِلِهِ وَأَنَا أَسْمَعُ نَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ أبو علي نا زكريا ابن يحيى نا سليمان بن داود خَالِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ عَنْ سهل بن يوسف بن سهل بن ملك عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه ثم قال يا أيها الناس أن أبا بكر لم يسوني قط فاعرفوا ذلك له يا أيها الناس أني راض عن عمر وعثمن وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْرِ بْنِ العوام وسعد بن ملك وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ فَاعْرِفُوا ذلك لهم يا أيها الناس أن الله قد غفر لأهل حدر والمدينة يا أيها النَّاسُ احْفَظُونِي فِي أَخْتَانِي وَأَصْهَارِي وَأَصْحَابِي لا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ بِمَظْلَمَةِ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مما يوهب يا أيها النَّاسُ ارْفَعُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ وَإِذَا مَاتَ الرَّجُلُ فَلا تَقُولُوا فِيهِ إِلا خَيْرًا ثُمَّ نَزَلَ صلى الله عليه وسلم حَكَى أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ الْحَدِيثَ مَوْضُوعٌ وَخَالِدُ بْنُ عَمْرٍو مَتْرُوكٌ وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ وَقَرَأْتُ عَلَى الْحَافِظِ الشَّهِيدِ أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الثِّقَةُ أبو محمد عبد الحق ابن عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ الْقَاضِي أَبَا عَلِيٍّ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحُسَيْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ أنا أَبُو

ص: 183

عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ العطار قراة عَلَيْهِ نا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ نا المنذر بن زياد الطاي نا عمرو بن دينر عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ رَمَضَانَ صَاعًا من ثمر أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَعَدَلَ الْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ حَدِيثٌ صحيح سبعي لأَبِي عَلِيٍّ أَخْرَجَهُ الإِمَامَانِ وَكَأَنَّهُ فِي إِخْرَاجِ الْبُخَارِيِّ لَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَهْضَمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ عَنْ نفع مولى ابن عمر عن ابن سَمِعَهُ مِنَ الْبُخَارِيِّ.

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّجِيبيُّ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَاجِّ مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَةَ قَاضِي الْجَمَاعَةِ بِهَا وَابْنُ قَاضِيهَا الشَّهِيدُ تَفَقَّهَ بأبيه رُشْدٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخِيَارِ وَسَمِعَ مِنْهُمْ وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ طَرِيفٍ وَجَعْفَرِ بْنِ مَكِّيٍّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَصَحِبَ أَبَاهُ فِي السَّمَاعِ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ لِلنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ تَأْلِيفُ هبة الله بقراة أَبِي مَرْوَانَ بْنِ مَسَرَّةَ سَنَةَ 513 قَرَأْتُ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِي الْمَجْدِ وَيُكْنَى أَيْضًا أَبَا طَالِبٍ عقيل بن عطية وأخذ عنه حينيذ بعض جامع الترمذي سماعا بقراة أبي القاسم الحضرمي وناوله جميعه وجزا من عوالي أبي علي بقراة أبي الوليد بن الدباغ ولما ارتفع أبو عن لمتناظرة قَعَدَ هُوَ مَكَانَهُ وَخَلَفَهُ فِي حَلَقَتِهِ وَكَانَ حَافِظًا لِلْفِقْهِ وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْحَدِيثَ وَخَرَجَ في الفتنة من بلدة بعد ولايته

ص: 184

القضا وَتَجَوَّلَ بِبِلادِ الأَنْدَلُسِ وَاسْتَقَرَّ بِمُرْسِيَّةَ مُرْتَسِمًا فِي زِمَامِ الْجُنْدِ عِنْدَ الأَمِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ثُمَّ لَحِقَ بِمَيُورْقَةَ فِي سَنَةِ 567 وَفِيهَا تُوُفِّيَ ابْنُ سَعْدٍ فَحَدَّثَ بِهَا وَبِغَيْرِهَا وَتُوُفِّيَ بِإِشْبِيلِيَةَ فِي وِفَادَتِهِ عَلَيْهَا سَنَةَ 571 وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ أَجَازَ لَهُ وَلأَبِيهِ مَعَ سَمَاعِهِمَا منذ بِمُرْسِيَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ العدل ببلنسية نا أبو طالب عقيل ابن عطية القضاعي بِغَرْنَاطَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِيً فِي كِتَابِهِ مِنْ مُرْسِيَّةَ عَنْ أَبِي محمد بن سفين التُّجِيبِيِّ مُكَاتَبَةً مِنْ شَاطِبَةَ قَالا نا أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ نا الْقَاضِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ سُكَّرَةَ بِمُرْسِيَّةَ وَقَرَأْتُ على القاضي أبي الخطاب بْنِ مُحَمَّدٍ بِجَامِعِ بَلَنْسِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعَادَةَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ سَمَاعًا مِرَارًا أَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شُعْبَةَ أَنَا الْمَحْبُوبِيُّ نا التِّرْمِذِيُّ نا قُتَيْبَةُ نا اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى بن حبان عن لولؤة عَنْ أَبِي صِرْمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ ضَارَّ ضَارَّ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَشْكُوَالَ الْأنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَخُو الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ مُغِيثٍ وَالْبَطْرُوجِيِّ وَابْنِ الْعَرَبِيِّ وَأَجَازَ لَهُ ابْنُ عَتَّابٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرُ بْنُ الحسن الكلبي في الإجازة عنه وعن أَخِيهِ وَجَمَاعَةٍ مَعَهُمَا عَنْ أَبِي بَحْرٍ الأَسَدِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ عَنْ الْعُذْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مسلم ابن الْحَجَّاجِ بِمُسْنَدِهِ الصَّحِيحِ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ مِنْ شُيُوخِنَا وَلَعَلَّهُ

ص: 185

وقف على إجازتهما له فإن صح ما قرأت عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ حَوْطِ اللَّهِ أَنَّ مَوْلِدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ هَذَا عَلَى مَا ذَكَرَهُ لَهُمْ أَخُوهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَامَ 515 فَلا رِوَايَةَ لَهُ الْبَتَةَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ لِتَقَدُّمِ وَفَاتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَامٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَبَا سُلَيْمَانَ غَالَطَ فِي مَا نَقَلَ لأَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ الْمَلْجُومِ وَهُوَ أَضْبَطُ مِنْهُ حَكَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ نَفْسِهِ وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِهِ فِي مَا أَخْبَرَهُ بِهِ أَنَّهُ وُلِدَ عَامَ 509 وَعَلَى هَذَا تَصِحُّ رِوَايَتُهُ بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَإِنْ كَانَ ابْنُ الْمَلْجُومِ لَم يَذْكُرْهَا وَزَادَ أَنَّ لَهُ سَمَاعًا مِنِ ابْنِ عَتَّابٍ قَالَ وَكَانَ عَارِفًا بِالْفِقْهِ وَالْوَثَائِقِ كَاتِبًا لَهَا وَتُوُفِّيَ بِقُرْطُبَةَ عَامَ سَبْعَةٍ وَسَبْعِينَ قَبْلَ أَخِيهِ وَقَالَ ابْنُ حَوْطِ اللَّهِ تُوُفِّيَ عِنْدَ صلاة العشا الآخرة من ليلة الأربعا الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ عَامَ 557 وَدُفِنَ بعد صلاة العصر من يوم الأربعا الْمَذْكُورِ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ كَبِيرُهُ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُ بِجَمِيعِ مَا رَوَاهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بُونُهْ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عِصَامٍ الْعَبْدَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبِيطَارِ مِنْ أَهْلِ مَالِقَةَ أَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ وَلأَخَوَيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الحق مع أبيهم أبي مران وَلِجَمِيعِهِمْ سَمَاعٌ صَحِيحٌ مَعَ أَبِيهِمْ أَيْضًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ غَالِبِ بْنِ عَطِيَّةَ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ الأَسَدِيِّ وَعُمِّرَ أَبُو عبد الله هذا وأمن وَتُوُفِّيَ فِي الْعَشْرِ الأُوَّلِ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ 590 وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ 506 وَفِي تَارِيخِ وَفَاتِهِ عِنْدِي نَظَرٌ وَهُوَ وَأَخُوهُ عَبْدُ الْحَقِّ آخِرُ مَنْ حديث عَنْ أَبِي عَلِيٍّ فِي قَوْلِ الْمَلاحِيِّ أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْغَافِقِيِّ الْحَافِظِ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَبْدَرِيُّ أَنَّ أَبَا عَلِيَّ بن

ص: 186