الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُكَّرَةَ الصَّدَفِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الربيع سليمان بن موسى الكالعي الْحَافِظِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُكَاتَبَةً قَالَ وَقَرَأْتُ عَلَى الْخَطِيبِ أَبِي الْقَاسِمِ هُوَ ابْنُ حُبَيْشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ سَمَاعًا قالا أنا المبارك بن عبد الجبار قراة عليه أنا أبو منصور البندار وأبو الحسن التككي قالا أنا أبو بكر ابن حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ نا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ نا أبو عاصم النبيل عن يزيد ابن أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من قال على ملك أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
مَنِ اسْمُهُ مُوسَى
مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُوسَى بْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَاسْمُهُ خَصِيبُ بْنُ مُوسَى الْخَوْلانِيُّ أَبُو عِمْرَانَ أَحَدُ الْجِلَّةِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَأُسْمِعْتُهُ مِنْهُ ثَابِتَةً فِي تَصَانِيفِهِ وَغَيْرِهَا وَأَكْثَرُهَا بِخَطِّ طَاهِرِ بْنِ مُفَوِّزٍ وَإِلَيْهِ كَانَتِ الرِّحْلَةُ فِيهَا وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْمُطَرِّفِ وَابْنِ عَمِّهِ وَغَيْرِهِمْ وَبَيْتُهُ قَدِيمُ النَّبَاهَةِ وَكَانَ مفتي بلدة مع التوسيع فِي الأَدَبِ حَدَّثَ عَنْهُ جِلَّةٌ مِنْهُمُ الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عِيَاضٍ وَسَأَلَهُ أَوَّلَ مَا لقيه عن حاله فقال مَعَ الدَّهْرِ كَمَا قُلْتُ قَدِيمًا
حَالِي مَعَ الدهر في تصرفه كطاير ضَمَّ رِجْلَهُ شَرَكٌ
فَهَجَّهُ فِي خَلاصِ مُهْجَتِهِ يَرُومُ تَخْلِيصَهَا فَيَشْتَبِكُ
وَامْتُحِنَ بِآخِرَةَ مِنْ عُمْرِهِ فَشَخَصَ إِلَى مَرَاكِشَ وَفِي طَرِيقِهِ إِلَيْهَا وَعِنْدَ
صدره سمع منه الناس واستجازوه وَلَمَّا احْتُبِسَ هُنَالِكَ كَتَبَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله مالك يبن وُهَيْبٍ وَكَانَ قَدِ انْقَبَضَ عَنْهُ قَالَ أَبُو الفضل عِيَاضٍ وَأَنْشَدَنِيهَا لِنَفْسِهِ
اللَّيَالِي تَسُوءُ ثُمَّ تَسُرُّ وَصُرُوفُ الزَّمَانِ مَا تَسْتَقِرُّ
بَيْنَمَا الْمُرُّ فِي حَلاوَةِ عَيْشٍ إِذْ أَتَاهُ عَلَى الْحَلاوَةِ مُرُّ
فَالْكَرِيمُ الْمُصَابُ يُقْرَعُ فِيهِ لِكَرِيمٍ وَيَنْفَعُ الْحُرَّ حر
لو قال في البيت الثاني إذ تَلا حُلْوَ ذَلِكَ الْعَيْشِ مُرٌّ لَكَانَ فِي النَّظْمِ أَزْيَنَ وَأَحْسَنَ وَعَلَى أَثَرِ لِحَاقِهِ بِبَلَدِهِ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 517 وَوَجَدْتُ اسْمَهُ مُقَيَّدًا وَاسْمَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فِي السَّامِعِينَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَفِي أَصْلِهِ بِخَطِّهِ مِنْ عَوَالِي ابْنِ خَيْرُونَ وَذَلِكَ عِنْدَ اجْتِيَازِهِ بِشَاطِبَةَ غَازِيًا إِلَى كتندةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
مُوسَى بْنُ سَعَادَةَ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ نَصْرٍ مَوْلَى النَّاصِرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو عِمْرَانَ مِنْ أهل بلنسية وخرج منها عند ما تَمَلَّكَهَا الرُّومُ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ إِلَى دَانِيَةَ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مُرْسِيَّةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ عَامَّةَ رِوَايَتِهِ وَلازَمَ مَجْلِسَهُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَكَانَ صهره والقايم بمونة والمتولي لأشغاله دونه سعة يسار وكرم أصهاره يتفرع بِذَلِكَ للامْتَاعِ بِمَا رَوَاهُ وَتَفَرَّدَ هُوَ بِحُسْنِ الأُحْدُوثَةِ فِي مَا كَفَاهُ وَقَرَأْتُ فِي رِسَالَةِ أَبِي عَليٍّ لأَبِي مُحَمَّدٍ الرَّكْلِيِّ مَقْدِمَهُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَإِنْ تَفَضَّلْتَ بِمُجَاوَبَتِي فَإِلَى دَانِيَةَ يُدْفَعُ إِلَى بَنِي سَعَادَةَ وَهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ بلنسية جبرها الله تصاهرت
لأن إِلَيْهِمْ لِمَعْنًى لا يُمْكِنُنِي ذِكْرُهُ رُبَّمَا عَلِمْتَهُ مِنْ مُوَصِّلِ كِتَابِي وَذَلِكَ أَنِّي قَدِمْتُ دَانِيَةَ بِأَثَرِ مَا جَرَى عَلَيَّ فِي الْبَحْرِ مِنَ الْغَرَقِ فَبَالَغَ الْقَوْمُ فِي إِكْرَامِي لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ تَقَدَّمَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدِهِمْ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَقَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الأَمْرَ وَإِنَّمَا كَتَبَ أَبُو عَلِيٍّ بِهَذَا لِنَدَمِهِ عَلَى مَقْدَمِهِ وَلَوْ عَرَفَ وَفَاةَ أبويه بالمشرق لما صرف وجهه إلى الغرب معتقدا لفضله ومغتضبا به وبأهله إذ كانوا بجواره فرحين ولا قامته مَعَهُمْ مُقْتَرِحِينَ فَرَغِبَ فِي ذَلِكَ الْجَوَانِ وَزَهِدَ فِي الأَهْلِ وَالدَّارِ ثُمَّ نَسَبَ مَا فِيهِ نسب إِلَى الأَقْدَارِ وَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ بِعَقِبٍ مِنْ بِنْتِ أَبِي عِمْرَانَ هَذَا سِوَى ابْنَةٍ سَمَّاهَا فَاطِمَةَ أَوْصَى بِهَا إِلَيْهِ وَعَوَّلَ فِي تَنْفِيذِ عُهُودِهِ كُلِّهَا عَلَيْهِ فَقَامَ بِهَا بَعْدَ مَمَاتِهِ قيامه بشونة حِيَالَ حَيَاتِهِ وَكَانَ مِنْ كَلامِهِ عِنْدَ وَدَاعِهَا وهي في حولها رَضَاعِهَا سُنُّوا بِهَا سُنَّةَ الاحْتِرَامِ وَلا تُجْمِعُوا لَهَا بَيْنَ الْيُتْمِ وَالْفِطَامِ فَمَا لَبِثَتْ أَنْ وَرِثَتْ زَهَادَةَ أَبِيهَا وَأُعْجِبْتُ لَمَّا أَنْجَبَتْ وِلادَةَ بَنِيهَا حَدَّثَنِي بِهَذَا أَوْ مَعْنَاهُ مِنْ خَبَرِهَا الْخَطِيبُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأزْدِيُّ وَهِيَ جَدَّتُهُ أُمُّ أَبِيهِ وَعِنْدِي بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو الْخَضِرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القيسي وثيقة مورخة بِصَدْرِ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ 522 تَتَضَمَّنُ تَنْفِيذَ أَبِي سمران عَهْدِ أَبِي عَلِيٍّ بِإِعْتَاقِ مَمْلُوكِهِ مُبَشِّرٍ الرُّومِيِّ الأصل وأعطايه مِنْ صَرِيحِ مَتْرُوكِهِ مَالا يَأْتَلِي فِي مِثْلِهِ أُولُوا الْفَضْلِ وَمِنْ صُدُورِ شُهُودِهَا بَعْدَ الْخَضِرِ كاتبها أبو الحسن ابن نَافِعٍ الْجُذَامِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ زُغَيْبَةَ الكلابي وأبو العباس ابن سَعِيدٍ الْيَحْصِبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَارُمِيِّ وَأَبُو مَرْوَانَ بْنُ وَرْدٍ التَّمِيمِيُّ وَأَخُوهُ أَبُو الْقَاسِمِ إِذْ ذَاكَ على قضا إِشْبِيلِيَةَ وَأَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْقَصَبِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي أحد عشر
وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُرَادِيُّ فِي آخرين أشهدهم القاضي بالمرية حينيذ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ عبد الملك هو ابن سمجون بثبوت الإيضا عِنْدَهُ بُمُخَاطَبَةِ الْقَاضِي بِمُرْسِيَّةَ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أبي مرجون ولَمْ أَقِفْ لأَبِي عِمْرَانَ بَعْدَ هَذَا التَّارِيخِ عَلَى خَبَرٍ وَأَحْسَبَهُ تُوُفِّيَ بِعَقِبِهِ رحمه الله وَكَانَتْ لَهُ رِحْلَةٌ حَجَّ فِيهَا وَرِوَايَةٌ عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مُفَوِّزٍ الشَّاطِبِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ شُفَيْعٍ قَرَأَ عَلَيْهِمَا الْمُوَطَّأَ وُكُتُبَ صَحِيحَيِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ بِخَطِّهِ وَتَكَرَّرَ السَّمَاعُ فِيهِمَا عَلَى أَبِي عَلِيٍّ نَحْوَ سِتِّينَ مَرَّةً وَشَارَكَ فِي اللُّغَةِ وَالأَدَبِ وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ بَعْضَ كُتُبِهَا ابْنُ أَخِيهِ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَعَادَةَ وَمِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَمِنْ أَصْلِهِ بِخَطِّهِ نَقَلْتُهُ مَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ 495 قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَقُسْطِيُّ أَنَا أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ أبو بكر بن أبي خيثيمة نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ نا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ وَفُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ يَتَعَاهَدُ النَّاسَ بِنَبِيٍّ بَعْدَ نَبِيٍّ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَاهَدَ النَّاسَ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهَذَا الْخَبَرُ أَنْبَأَنِي بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا عُمَرَ النَّمَرِيَّ أَنْبَأَهُ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سفين عَنْ قَاسِمِ بْنِ أَصْبَغَ فَكَأَنِّي رَوَيْتُهُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ.
مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعَادَةَ أَبُو عِمْرَانَ ابْنُ أَخِي الْمَذْكُورُ آنِفًا سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ كَثِيرًا وَرَحَلَ حَاجًّا فَأَدَّى الْفَرِيضَةَ وَسَمِعَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الطُّرْطُوشِيِّ وغيره.