الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة النحل
مكية
إلَّا قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} [126] إلى آخرها فمدني، أنزلت حين قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (1).
-[آيها:] وهي مائة وثماني وعشرون آية إجماعًا.
- وكلمها: ألف وثمانمائة وإحدى وأربعون كلمة.
- وحروفها: سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا منها بإجماع تسعة مواضع:
1 -
{وَمَا يُعْلِنُونَ} [23] الثاني، والأول رأس آية بلا خلاف.
2 -
{وَمَا يَشْعُرُونَ} [21].
3 -
{لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ} [31].
4 -
{الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [32].
5 -
{مَا يَكْرَهُونَ} [62].
6 -
{أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ} [72].
7 -
{هَلْ يَسْتَوُونَ} [75].
8 -
{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [96].
9 -
{مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [117].
{فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [1] تام، لمن قرأ (2):«تشركون» بالفوقية، ومن قرأ (3): بالتحتية كان أتم. قال أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه العرب (4): تقول أتاك الأمر وهو متوقع بعد، ومنه أتى
(1) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومُثِّلَ به: لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلًا منهم، فأنزل الله عز وجل:(وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ)، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل نصبر يا رب. انظر: أسباب النزول للواحدي (ص: 102).-الموسوعة الشاملة.
(2)
انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 277)، البحر المحيط (5/ 472)، التيسير (ص: 121)، تفسير الطبري (14/ 53)، الحجة لابن زنجلة (ص: 385)، الغيث للصفاقسي (ص: 269)، الكشاف (2/ 400)، الكشف للقيسي (1/ 515)، المعاني للفراء (2/ 94)، النشر (2/ 282).
(3)
انظر: المصادر السابقة.
(4)
نفطويه (244 - 323 هـ = 858 - 935 م) إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكي، أبو عبد الله، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة: إمام في النحو، وكان فقيهًا، رأسًا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف، ولد بواسط (بين البصرة والكوفة)، ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلا يعنى بإصلاح نفسه، وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب (سيبويه) في النحو فلقبوه (نفطويه)، ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر، سمى له ابن النديم وياقوت عدة كتب، منها: كتاب التاريخ، وغريب القرآن، وكتاب الوزراء، وأمثال القرآن، ولا نعلم عن أحدها خبرًا. انظر: الأعلام للزركلي (1/ 61).
أمر الله، أي: أتى أمر وعده فلا تستعجلوه وقوعًا.
{يُشْرِكُونَ (1)} [1] تام.
{مِنْ عِبَادِهِ} [2] جائز، على أنَّ ما بعده بدل من مقدر محذوف، أي يقال لهم: أن أنذروا قومكم، قاله نافع، وليس بوقف إن أبدل «أن أنذروا» من قوله:«بالروح» ، أو جعلت تفسيرية بمعنى: أي.
{فَاتَّقُونِ (2)} [2] تام.
{بِالْحَقِّ} [3] حسن.
{يُشْرِكُونَ (3)} [3] كاف، ومثله:«مبين» ، وكذا «والأنعام خلقها». وقيل: الوقف على «لكم» ؛ فعلى الأول «الأنعام» منصوبة بـ «خلقها» على الاشتغال، وعلى الثاني منصوبة بفعل مقدر معطوف على «الإنسان» .
{دِفْءٌ وَمَنَافِعُ} [5] كاف عند أبي عمرو، ومثله:«ومنها تأكلون» على استئناف ما بعده، وكذا «تسرحون» .
{إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [7] كاف.
{رَحِيمٌ (7)} [7] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، أي: وخلق الخيل لتركبوها وزينة، وهو تام. قال التتائي: قال مالك: أحسن ما سمعت في الخيل والبغال والحمير أنَّها لا تؤكل؛ لأنَّ الله تعالى قال فيها: {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: 8]، وقال في الأنعام:{لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79)} [غافر: 79]؛ فذكر الخيل والبغال والحمير للزينة، وذكر الأنعام للركوب والأكل.
{مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)} [8] تام عند أبي حاتم، ويعقوب.
{قَصْدُ السَّبِيلِ} [9] جائز.
{وَمِنْهَا جَائِرٌ} [9] حسن؛ فـ «قصد السبيل» : طريق الجنة، و «منها جائر»: طريق النار. قال قتادة: «قصد السبيل» : حلاله وحرامه وطاعته، و «منها جائر»: سبيل الشيطان. وقال ابن المبارك، وسهل بن عبد الله:«قصد السبيل» : السنة، و «منها جائر»: أهل الأهواء والبدع. وقرئ شاذًّا (1): «ومنكم جائر» ، وهي مخالفة للسواد.
{أَجْمَعِينَ (9)} [9] تام.
{مَاءً} [10] جائز، على أنَّ «لكم» مستأنف، و «شراب» مبتدأ، وإن جعل في موضع الصفة متعلقًا
(1) وهي قراءة عبد الله بن مسعود وعيسى. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 477)، الكشاف (2/ 403).
بمحذوف صفة لـ «ماء» ، و «شراب» مرفوع به، فلا وقف.
{فِيهِ تُسِيمُونَ (10)} [10] كاف، على قراءة من قرأ:«ننبت» بالنون، وهي أعلى من قراءته بالتحتية، وبها قرأ عاصم (1). وقيل: كاف أيضًا على قراءته بالنون، أو بالتحتية (2).
{وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [11] كاف، ومثله «يتفكرون» .
{وَالنَّهَارَ} [12] حسن، لمن رفع ما بعده بالابتداء، أو الخبر. وليس بوقف لمن نصبه (3)، وعليه فوقفه على «بأمره» ، وعلى قراءة حفص (4):«والنجومُ مسخراتٌ» برفعهما فوقفه على «والقمر» .
{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)} [12] كاف، إن نصب ما بعده بالإغراء، أي: اتقوا ما ذرأ لكم.
{مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} [13] حسن.
{يَذَّكَّرُونَ (13)} [13] كاف.
{تَلْبَسُونَهَا} [14] حسن.
{مَوَاخِرَ فِيهِ} [14] جائز؛ لأنَّه في مقام تعداد النعم.
{تَشْكُرُونَ (14)} [14] كاف.
{وَسُبُلًا} [15] ليس بوقف؛ لحرف الترجي، وهو في التعلق كـ (لام كي).
{تَهْتَدُونَ (15)} [15] جائز؛ لكونه رأس آية.
{وَعَلَامَاتٍ} [16] تام عند الأخفش. قال الكلبي: أراد بالعلامات: الطرق بالنهار، والنجوم بالليل. وقال السدي: و «بالنجم هم يهتدون» يعني: الثريا، وبنات نعش، والجدي، والفرقدان بها يهتدون إلى القبلة، والطرق في البر والبحر. قال قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: زينة للسماء، ومعالم للطرق، ورجومًا للشياطين، فمن قال غير هذا فقد تكلف ما لا علم له به (5).
(1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 277)، البحر المحيط (5/ 478)، التيسير (ص: 137)، النشر (2/ 302).
(2)
وجه من قرأ بالنون؛ أي: بنون العظمة. ووجه من قرأ: بالياء؛ أي: بياء الغيبة. انظر: المصادر السابقة.
(3)
قرأ ابن عامر: {وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} [12] بالرفع فيهن، وافقه حفص في {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} فقط؛ وجه قراءة ابن عامر بالرفع في الكلمات الأربع على الابتداء، و «مسخراتٌ» خبر الابتداء، وقرأ الباقون: بالنصب فيهن عطفا على ما قبله، وهو قوله:{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} ، وأما وجه الرفع في قوله:{وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} لحفص فقط؛ فإنه عطف {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} على معمول {سَخَّرَ} ثم استأنف: {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} على الابتداء والخبر وكلها وجوه جائزة جيدة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 479)، الكشف للقيسي (2/ 35)، السبعة (ص: 370)، التيسير (ص: 137)، النشر (2/ 302).
(4)
انظر: المصادر السابقة.
(5)
انظر: تفسير الطبري (17/ 185)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{يَهْتَدُونَ (16)} [16] تام.
{كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [17] حسن؛ للاستفهام بعده، وجيء بـ «من» في الثاني؛ لاعتقاد الكفار أنَّ لها تأثير، فعوملت معاملة أولي العلم، كقوله:
بكيتُ على سربِ القَطَا إِذ مَرَرْن بي
…
فقلتُ ومِثْلي بالبكاءِ جديرُ
أَسِربُ القَطا هلْ مَنْ يعيرُ جَناحه
…
لعلِّي إلى مَنْ قَدْ هويتُ أطيرُ (1)
فأوقع على السرب (مَن) لما عاملها معاملة العقلاء.
{تَذَكَّرُونَ (17)} [17] كاف، ومثله «لا تحصوها» .
{رَحِيمٌ (18)} [18] تام.
{وَمَا تُعْلِنُونَ (19)} [19] كاف؛ على قراءة عاصم [هو وما بعده](2) بالتحتية، وحسن لمن قرأ:«تعلنون» بالفوقية، وما بعده بالتحتية (3).
{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا} [20] جائز.
(1) هما من الطويل، وقائلهما الأحنف بن قيس، من أبيات له يقول في مطلعها:
أَظُنُّ وَما جَرَّبتُ مِثلَكِ أَنَّما
…
قُلوبُ نِساءِ العالَمينَ صُخورُ
وكذا رويت عن مجنون ليلى، من قصيدة يقول فيها:
فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَةٍ
…
أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعيرُ
وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها
…
فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسيرُ
مَجنون لَيلى (? - 68 هـ/? - 687 م) قيس بن الملوح بن مزاحم العامري، شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد، لم يكن مجنونًا وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيُرى حينًا في الشام وحينًا في نجد وحينًا في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله. والعَبّاسِ بنِ الأَحنَف (? - 192 هـ/? - 807 م) العبّاس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل، شاعر غَزِل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة، خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلًا وتشبيبًا، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.-الموسوعة الشعرية
(2)
ويقصد بـ (هو) أي: لفظ: «تعلنون» المذكور في المتن أعلي، وأما قوله:(وما بعده) فهو خطأ لأن اللفظة المشار إليها جاءت قبل ذلك؛ أي: قبل «تعلنون» ، وهي:«تسرون» ، فإنه يقصد بذلك الإشارة إلي القراءة في قوله تعالى:{مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} ، أن عاصم قرأهما بالياء وذلك في غير المتواتر. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (5/ 482)، الحجة لابن خالويه (ص: 210)، السبعة (ص: 371)، تفسير الرازي (20/ 15).
(3)
وهي قراءة شاذة أيضًا، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها.
{وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)} [20] كاف، إذا رفعت «أموات» على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم أموات. وليس بوقف إن جعل «أموات» خبرًا ثانيًا لقوله: «وهم يخلقون» ، وكذا إن جعل «يخلقون» ، و «أموات» خبرين. وليس «يخلقون» بوقف أيضًا إن جعل «والذين» مبتدأ، أو «أموات» خبرًا، والتقدير: والذين هذه صفتهم أموات غير أحياء؛ لأنَّها أصنام، ولذلك وصفها بالموت وما يشعرون. وليس بوقف؛ لأنَّ «أيان» ظرف منصوب بـ «يشعرون» ، وقيل: منصوب بما بعده، لا بما قبله؛ لأنه استفهام، وقيل:«أيان» ظرف لقوله: «إلهكم إله واحد» يعني: أنَّ الإله واحد يوم القيامة، ولم يدَّع أحد الإلهية في ذلك اليوم بخلاف الدنيا؛ فإنَّه قد وجد فيها من ادعى ذلك، وعلى هذا فقد تم الكلام على «يشعرون» إلَّا أنَّ هذا القول مخرج لـ «أيان» عن موضوعها، وهي إما شرط، وإما استفهام إلى محض الظرفية.
{أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} [21] تام، ومثله «إله واحد» .
{مُنْكِرَةٌ} [22] جائز.
{مُسْتَكْبِرُونَ (22)} [22] كاف، ووقف الخليل وسيبويه على «لا»؛ وذلك أنَّ «لا» عندهما ردٌّ لمن أنكر البعث. وقال أهل الكوفة:«جرم» مع «لا» كلمة واحدة معناها: لا بدَّ، وحينئذ لا يوقف على «لا» .
{وَمَا يُعْلِنُونَ} [23] كاف، ومثله «المستكبرين» .
{مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} [24] ليس بوقف؛ لأنَّ «قالوا» جواب «ماذا» ، فلا يفصل بينهما بالوقف. و «ما» و «ذا» كلمة واحدة استفهام مفعول بـ «أنزل» ، ويجوز أن تكون «ما» وحدها كلمة مبتدأ، و «ذا» بمعنى: الذي خبر «ما» ، وعائدها في «أنزل» محذوف، أي: أيُّ شيء أنزل ربكم؟ فقيل: أنزل أساطير الأولين.
{الْأَوَّلِينَ (24)} [24] حسن، إن جعلت اللام في «ليحملوا» لام الأمر الجازمة للمضارع. وليس بوقف إن جعلت لام العاقبة والصيرورة، وهي التي يكون ما بعدها نقيضًا لما قبلها، أي: لأنَّ عاقبة قولهم ذلك؛ لأنهم لم يقولوا أساطير الأولين ليحملوا؛ فهو كقوله: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: 8]، و «كاملة» حال.
{يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [25] جائز بتقدير: ويحملون من أوزار الذين يضلونهم.
{بِغَيْرِ عِلْمٍ} [25] كاف.
{مَا يَزِرُونَ (25)} [25] تام.
{مِنْ فَوْقِهِمْ (} [26] جائز، ومثله:«لا يشعرون» ، و «يخزيهم» ، و «تشاقون فيهم» كلها وقوف جائزة.
{الْكَافِرِينَ (27)} [27] تام، إن جعل «الذين» مبتدأ خبره «فألقوا السلم» ، وزيدت الفاء في
الخبر، أو جعل خبر مبتدأ محذوف، وكاف إن نصب على الذم، وليس بوقف إن جرَّ صفة لـ «الكافرين» ، أو أبدل مما قبله، أو جعل بيانًا له.
{ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [28] جائز، إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل خبر «الذين» ، أو عطف على «الذين تتوفاهم» .
{مِنْ سُوءٍ} [28] تام عند الأخفش؛ لانقضاء كلام الكفار. فـ «من سوء» مفعول «نعمل» زيدت فيه «من» ، أي: ما كنا نعمل سوءًا، فرد الله أو الملائكة عليهم بـ «بلى» ، أي: كنتم تعملون السوء. وقيل: الوقف على «بلى» ، والأول أوجه.
{بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)} [28] كاف، وقيل: وصله أولى؛ لمكان الفاء بعده.
{خَالِدِينَ فِيهَا} [29] كاف عند أبي حاتم، وعند غيره جائز.
{الْمُتَكَبِّرِينَ (29)} [29] تام.
{أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} [30] كاف؛ لأنَّ «قالوا» مستأنف.
{خَيْرًا} [30] تام، أي: قالوا أنزل خيرًا؛ فـ «خيرًا» مفعول «أنزل» ، فإن قلت: لِمَ رفع «أساطير» ، ونصب «خيرًا»؟ قلت: فصلًا بين جواب المقر وجواب الجاحد، يعني: أنَّ المتقين لما سئلوا أطبقوا الجواب على السؤال بينًا مكشوفًا مفعولًا؛ للإنزال، فقالوا:«خيرًا» ، وهؤلاء عدلوا بالجواب عن السؤال، فقالوا:«أساطير الأولين» . وليس هو من الإنزال في شيء، وليس «خيرًا» بوقف إن جعل ما بعده جملة مندرجة تحت القول مفسرة لقوله:«خيرًا» ، وذلك أنَّ الخير هو الوحي الذي أنزل الله فيه أنَّ من أحسن في الدنيا بالطاعة فله حسنة في الدنيا، وحسنة في الآخرة، وكذا إن جعل بدلًا من قوله:«خيرًا» (1).
{حَسَنَةٌ} [30] كاف، ومثله «خير» .
{الْمُتَّقِينَ (30)} [30] تام، إن رفع «جنات» خبر مبتدأ محذوف، أي: لهم جنات، أو جعل مبتدأ، و «يدخلونها» في موضع الخبر. وجائز إن رفعت «جنات» نعتًا، أو بدلًا مما قبلها؛ لكونه رأس آية. وقول السخاوي، وغيره: وإن رفعت «جنات» بـ «نعم» لم يوقف على «المتقين» مخالف لما اشترطوه في فاعل «نعم» من أنه لا يكون إلَّا معرفًا بـ (أل)، نحو: نعم الرجل زيد، أو مضافًا لما فيه (أل)، نحو: فنعم عقبى الدار، ولنعم دار المتقين كما هنا، أي: غالبًا. ومن غير الغالب قوله في الحديث: «نعم عبد الله خالد ابن الوليد» (2)، ويجوز كونها فيه.
(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 196)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(2)
ولفظه: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فَيَقُولُ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَأَقُولُ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: نِعْمَ عَبْدُ اللهِ هَذَا. وَيَقُولُ مَنْ هَذَا؟ فَأَقُولُ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: بِئْسَ عَبْدُ اللهِ هَذَا، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ هَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ. أخرجه الترمذي برقم: (3846)، قال: حدَّثنا قُتَيبة، قال: حدَّثنا الليث، عن هشام ابن سعد، عن زيد بن أسلم، فذكره، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم:(6776).
{الْأَنْهَارُ} [31] حسن.
{مَا يَشَاءُونَ} [31] جائز.
{الْمُتَّقِينَ (31)} [31] تام، إن رفع «الذين» بالابتداء، والخبر «يقول» .
{طَيِّبِينَ} [32] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، و «طيبين» حال من مفعول «تتوفاهم» .
{سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ «ادخلوا» مفعول «يقولون» ، أي: تقول خزنة الجنة: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون.
{تَعْمَلُونَ (32)} [32] تام.
{أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} [33] كاف، ومثله «من قبلهم» ، و «يظلمون» ، و «ما عملوا» كلها وقوف كافية.
{يَسْتَهْزِئُونَ (34)} [34] تام.
{وَلَا آَبَاؤُنَا} [35] كاف، ومثله «من شيء» ، و «من قبلهم» كلها كافية.
{الْمُبِينُ (35)} [35] تام.
{الطَّاغُوتَ} [36] كاف، ومثله «الضلالة» .
{الْمُكَذِّبِينَ (36)} [36] تام.
{مَنْ يُضِلُّ} [37] كاف، ومثله «من ناصرين» .
{جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [38] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب القسم، كأنَّه قال: قد حلفوا لا يبعث الله من يموت.
{مَنْ يَمُوتُ} [38] كاف؛ لأنَّه انقضاء كلام الكفار، ثم يبتدئ «بلى» يبعث الله الرَّسول؛ ليبين لهم الذي يختلفون فيه، ولحديث:«كل نبي عبدي ولم يك ينبغي له أن يكذبني» (1). وقال نافع: من يموت بلى؛ لأنَّ «بلى» ردٌّ لكلامهم، وتكذيب لقولهم، وما بعدها منصوب بفعل مضمر، أي: وعدكم الله وعدًا.
{لَا يَعْلَمُونَ (38)} [38] جائز.
(1) لم أستدل عليه.
{الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [39] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.
{كَاذِبِينَ (39)} [39] تام.
{كُنْ} [40] حسن، لمن قرأ (1):«فيكونُ» بالرفع، وليس بوقف لمن نصب «فيكونَ» (2).
{فَيَكُونُ (40)} [40] تام، على القراءتين (3).
{حَسَنَةً} [41] كاف، وقال يحيى بن سلام: الحسنة هي المدينة المشرَّفة، «ولأجر الآخرة أكبر» يعني: الجنة، نزلت في صهيب، وبلال، وخباب، وعمار بن ياسر عذبهم المشركون بمكة، وأخرجوهم من ديارهم، ولحق منهم طائفة الحبشة، ثم بوَّأهم الله دار الهجرة، وجعلهم أنصارًا «لنبوِّئنهم في الدنيا حسنة» أنزلهم المدينة، وأطعمهم الغنيمة؛ فهذا هو الثواب في الدنيا (4).
{أَكْبَرُ} [41] جائز. وجواب «لو» محذوف، أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الدنيا على الآخرة، ولو وصله لصار قوله:«ولأجر الآخرة» معلقًا بشرط أن «لو كانوا يعلمون» ، وهو محال، قاله السجاوندي.
{لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [41] تام، إن جعل «الذين» بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين. وكاف، إن نصب بتقدير: أعني. وجائز، إن رفع بدلًا من «الذين» قبله، وكذا لو نصب بدلًا من الضمير في «لنبوِّئنَّهم» .
{يَتَوَكَّلُونَ (42)} [42] تام.
{إِلَيْهِمْ} [43] جائز، ومثله:«لا تعلمون» ، إن جعل «بالبينات والزبر» متعلقًا بمحذوف صفة لـ «رجالًا» ؛ لأنَّ «إلَّا» لا يستثنى بها شيئان دون عطف، أو بدلية. وما ظن غير ذلك معمولًا لما قبل «إلَّا» قدر له عامل، أو أنه متعلق بمحذوف جوابًا لسؤال مقدر يدل عليه ما قبله، كأنَّه قيل: بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر؛ فـ «البينات» متعلق بـ «أرسلنا» داخلًا تحت حكم الاستثناء مع «رجالًا» ، أي: وما أرسلنا إلَّا رجالًا بالبينات؛ فقد استثني بـ «إلَّا» شيئان: أحدهما «رجالًا» ، والآخر «بالبينات» . وليس بوقف إن علق بـ «نوحي» ؛ لأنَّ ما بعد «إلَّا» لا يتعلق بما قبلها، وكذا إن علق بقوله:«لا تعلمون» على أن الشرط في معنى: التبكيت والإلزام، كقول الأجير: إن كنت عملت لك فأعطني حقي.
{وَالزُّبُرِ} [44] كاف.
(1) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وخلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 278)، الإعراب للنحاس (2/ 201)، الإملاء للعكبري (2/ 45)، النشر (2/ 220).
(2)
وهما ابن عامر والكسائي. انظر: المصادر السابقة.
(3)
أي: قراءتي الرفع والنصب في: «فيكون» ، المشار إليهما سابقًا.
(4)
انظر: تفسير القرطبي (10/ 107).
{مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [44] صالح.
{يَتَفَكَّرُونَ (44)} [44] تام؛ للابتداء بالاستفهام بعده. ولا وقف من قوله: «أفأمن الذين» إلى «رحيم» ؛ فلا يوقف على قوله: «بهم الأرض» ، وتجاوزه أولى، وكذا «لا يشعرون» ، ومثله «بمعجزين» ، وكذا «على تخوف» ؛ للعطف على «كل» بـ «أو» .
{رَحِيمٌ (47)} [47] تام.
{مِنْ شَيْءٍ} [48] جائز، ومثله:«والشمائل» .
{سُجَّدًا لِلَّهِ} [48] حسن.
{دَاخِرُونَ (48)} [48] تام.
{مِنْ دَابَّةٍ} [49] جائز.
{وَالْمَلَائِكَةُ} [49] أرقى مما قبله، أي: وتسجد له الملائكة طوعًا.
{لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)} [49] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{مِنْ فَوْقِهِمْ} [50] جائز.
{مَا يُؤْمَرُونَ ((50)} [50] تام، ومثله «إلهين اثنين» ؛ للابتداء بـ «إنَّما» .
{إِلَهٌ وَاحِدٌ} [51] جائز، وكره بعضهم الابتداء بما بعده؛ لأنَّ الرهبة لا تكون إلَّا من الله تعالى، فإذا ابتدأ بـ «فإياي» فكأنَّه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ، وإن كان معلومًا أنَّ الحكاية من الله تعالى، كما تقدم في أول البقرة.
{فَارْهَبُونِ (51)} [51] كاف.
{وَالْأَرْضِ} [52] جائز.
{وَاصِبًا} [52] حسن؛ للابتداء بالاستفهام. «واصبًا» أي: دائمًا.
{تَتَّقُونَ (52)} [52] تام.
{فَمِنَ اللَّهِ} [53] حسن.
{تَجْأَرُونَ (53)} [53] كاف، و «ثم» ؛ لترتيب الأخبار مع شدة اتصال المعنى.
{يُشْرِكُونَ (54)} [54] كاف، إن جعلت (اللام) لام الأمر بمعنى: التهديد. وليس بوقف إن جُعلت للتعليل، أي: إنَّما كان غرضهم بشركهم كفران النعمة، وكذا إن جعلت للصيرورة والمآل، أي: صار أمرهم ليكفروا وهم لم يقصدوا بأفعالهم تلك أن يكفروا، بل آل أمرهم ذلك إلى الكفر بما أنعم عليهم (1).
(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 225)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{بِمَا آَتَيْنَاهُمْ} [55] حسن.
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)} [55] كاف، ومثله «مما رزقناكم» ، وكذا «تفترون» .
{سُبْحَانَهُ} [57] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على «لله البنات» ، أي: ويجعلون لهم ما يشتهون، ويصير «ولهم ما يشتهون» مفعول «ويجعلون»؛ فلا يوقف على «سبحانه». قال الفراء: فجعله منصوبًا عطفًا على «البنات» يؤدي إلى تعدي فعل الضمير المتصل وهو واو «ويجعلون» إلى ضميره المتصل، وهو (هم) في «لهم». قال أبو إسحاق: وما قاله الفراء خطأ؛ لأنَّه لا يجوز تعدِّي فعل الضمير المتصل، ولا فعل الظاهر إلى ضميرهما المتصل إلَّا في باب ظن وأخواتها من أفعال القلوب، وفي فقد وعدم؛ فلا يجوز زيد ضربه، ولا ضربه زيد، أي: ضرب نفسه، ولا ضربتك، ولا ضربتني، بل يؤتى بدل الضمير المنصوب بالنفس، فتقول: ضربت نفسك، وضربت نفسي، ويجوز زيد ظنه قائمًا، وظنه زيد قائمًا، وزيد فقده وعدمه، وفقده وعدمه زيد، ولا يجوز تعدي فعل الضمير المتصل إلى ظاهره في باب من الأبواب؛ فلا يجوز زيد ضربه، أي: ضرب نفسه. وفي قوله: إلى ضميرهما المتصل قيدان: أحدهما: كونه ضميرًا؛ فلو كان ظاهرًا كالنفس لم يمنع نحو: زيد ضرب نفسه، وضرب نفسه زيد. والثاني: كونه متصلًا؛ فلو كان منفصلًا جاز نحو: زيد ما ضرب إلَّا إياه، وما ضرب زيد إلَّا إياه. وعلل هذه المسألة وأدلتها مذكورة في غير هذا الموضوع (1)، انظرها في: شرح التسهيل، قاله السمين مع زيادة للإيضاح.
{مَا يَشْتَهُونَ (57)} [57] كاف.
{مُسْوَدًّا} [58] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من تتمته.
{كَظِيمٌ (58)} [58] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{مَا بُشِّرَ بِهِ} [59] جائز.
{فِي التُّرَابِ} [59] حسن؛ للابتداء بأداة التنبيه، وذكر الضمير في «به» ، و «يمسكه» حملًا على لفظ «ما» ، وإن كان أريد به الأنثى.
{مَا يَحْكُمُونَ (59)} [59] تام.
{مَثَلُ السَّوْءِ} [60] حسن، قال الكواشي: السَّوء بالفتح: الرداءة والفساد. وبالضم: الضر والمكروه. وقيل: بالفتح الصفة، وبالضم المضرة والمكروه، ولا تضم السين من قوله:{مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: 28]، ولا من {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: 12]؛ لأنَّه ضد قولك: رجل صدق، وليس للسوء هنا معنى من عذاب أو بلاء فيضم، راجعه في: سورة براءة إن شئت.
(1) انظر: المصدر السابق (17/ 227).
{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [60] كاف.
{الْحَكِيمُ (60)} [60] تام. ولا وقف إلى قوله: «مسمى» ؛ فلا يوقف على «بظلمهم» ؛ لأنَّ جواب «لو» لم يأت، ولا على «من دابة» ؛ للاستدراك بعده.
{إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [61] صالح.
{وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)} [61] تام.
{مَا يَكْرَهُونَ} [62] كاف، ومثله «الحسنى» .
{النَّارَ} [62] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.
{مُفْرَطُونَ (62)} [62] تام.
{أَعْمَالَهُمْ} [63] جائز، ومثله «فهو وليهم اليوم» .
{عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)} [63] تام.
{اخْتَلَفُوا فِيهِ} [64] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده نصب على أنَّهما مفعول من أجله عطف على «ليبين» ، والناصب لهما «أنزلنا» .
{يُؤْمِنُونَ (64)} [64] تام.
{مَاءً} [65] ليس بوقف؛ لمكان الفاء.
{بَعْدَ مَوْتِهَا} [65] حسن.
{يَسْمَعُونَ (65)} [65] تام.
{لَعِبْرَةً} [66] جائز، لمن قرأ (1):«نسقيكم» بالنون استئنافًا؛ لأنَّه لا يجوز أن تكون الجملة خبر مبتدأ محذوف، أي: هي، أي: العبرة نسقيكم.
ويجوز أن تكون مفسرة للعبرة، كأنَّه قيل: كيف العبرة؟ فقيل: نسقيكم من بين فرث ودم لبنًا خالصًا؛ لأنَّه إذا استقر علف الدابة في كرشها طبخته -فكان أسفله فرثًا، وأوسطه لبنًا، وأعلاه دمًا، سبحانه من عظيم! ما أعظم قدرته! (2)
{لِلشَّارِبِينَ (66)} [66] تام إن جعل ما بعده مستأنفًا متعلقًا بـ «تتخذون» ، وجائز إن جعل معطوفًا
(1) قرأ نافع وابن عامر وشعبة ويعقوب: «نَسقيكم» ، بالنون مفتوحة، وقرأ أبو جعفر:«تَسقيكم» بالتاء بدل النون مفتوحة أيضًا، وقرأ الباقون:«نُسقيكم» بالنون مضمومة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 279)، الإعراب للنحاس (2/ 216)، البحر المحيط (5/ 508)، التيسير (ص: 138)، تفسير الطبري (14/ 88)، تفسير القرطبي (10/ 123)، الحجة لابن خالويه (ص: 212)، الحجة لابن زنجلة (ص: 391)، السبعة (ص: 374)، الغيث للصفاقسي (ص: 271)، الكشاف (2/ 416)، الكشف للقيسي (2/ 38)، المعاني للفراء (2/ 108)، تفسير الرازي (20/ 64)، النشر (2/ 304).
(2)
انظر: تفسير الطبري (17/ 237)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
على «مما في بطونه» ، أي: ونسقيكم مما في بطونه، ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب، والوقف على هذا على قوله:«والأعناب» .
{وَرِزْقًا حَسَنًا} [67] كاف.
{يَعْقِلُونَ (67)} [67] تام.
{بُيُوتًا} [68] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.
{يَعْرِشُونَ (68)} [68] كاف، ومثله «ذللًا» .
{مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} [69] حسن، يخرج من أفواه النحل؛ وذلك أنَّ العسل ينزل من السماء، فينبت في أماكن، فيأتي النحل فيشربه، ثم يأتي الخلايا التي تصنع له، والكوى التي تكون في الحيطان، فيلقيه في الشمع المهيأ للعسل في الخلايا كما يتوهمه بعض الناس؛ أنَّ العسل من فضلات الغذاء، وأنَّه قد استحال في المعدة عسلًا. ونزل من السماء عشرة أشياء مع العسل، قاله الكواشي.
قال ابن حجر: فعلى أنَّه يخرج من فم النحل فهو مستثنى من القيء، وعلى أنَّه من دبرها فهو مستثنى من الروث، وقيل: من ثقبتين تحت جناحها فلا استثناء إلَّا بالنظر إلى أنَّه كاللين، وهو من غير المأكول نجس. اهـ، قال السمين: نقلوا في العسل التذكير والتأنيث، وجاء القرآن على التذكير في قوله:«من عسل مصفى» ، وكنى بالعسيلة عن الجماع؛ لمشابهتهما.
قال عليه الصلاة والسلام: «لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» (1)، «ومختلف ألوانه» حسن، إن جعل الضمير في «فيه» للقرآن، أي: في القرآن من بيان الحلال والحرام والعلوم شفاء للناس، وليس بوقف إن أعيد على العسل المذكور (2).
{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [69] كاف.
{يَتَفَكَّرُونَ (69)} [69] تام.
{يَتَوَفَّاكُمْ} [70] حسن.
{شَيْئًا} [70] كاف.
(1) ولفظه: «جَاءَتِ امْرَأةُ رِفَاعَةَ الَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ. فَطَلَّقَنِى فَبَتَّ طَلاقِى، فَتَزَوَّجْتُ عَبْد الرَّحْمانِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإنَّ مَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. فَقال: أتُرِيدِينَ أنْ تَرْجِعِى إلَى رِفَاعَةَ؟ لا. حَتَّى تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ. قَالَتْ: وَأبُو بَكْرٍ عِنْدَهُ. وَخَالِدٌ بِالْبَابِ يَنْتَظِرُ أنْ يُؤْذَنَ لَهُ. فَنَادَى: يَا أبَا بَكْرٍ، ألا تَسْمَعُ هَذِهِ مَا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري (2/ 147، و3/ 460، و4/ 74 و132)، ومسلم (4/ 154 - 155)، والنسائي (2/ 80)، والترمذي (1/ 208 - 209)، والدارمي (2/ 161 - 162)، وابن أبي شيبة (7/ 40/1) وعنه ابن ماجه (1932)، وابن الجارود (683)، والبيهقي (7/ 373، و374) والطيالسي (1437، و1473)، وأحمد (6/ 34 و37 - 38 و226 و229)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 176/2).
(2)
انظر: تفسير الطبري (17/ 248)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{قَدِيرٌ (70)} [70] تام.
{فِي الرِّزْقِ} [71] كاف؛ للابتداء بعد بالنفي، ولاختلاف الجملتين.
{فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [71] كاف، المالك والمملوك الكل مرزوقون. قال بعضهم في الرزق:
ولا تقولنَّ لي فضلٌ على أحدٍ
…
الفضلُ للهِ ما للنَّاسِ أفضالُ (1)
{يَجْحَدُونَ (71)} [71] كاف، وقيل: تام.
{أَزْوَاجًا} [72] جائز، ومثله «حفدة» .
{مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [72] كاف؛ للابتداء بالاستفهام.
{يَكْفُرُونَ (72)} [72] كاف، ومثله «لا يستطيعون» ، وكذا «الأمثال» .
{وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)} [74] تام. ولا وقف من قوله: «ضرب الله» إلى قوله: «وجهرًا» ، فلا يوقف على «لا يقدر» ، ولا على «حسنًا» ؛ للعطف في كلٍّ.
{سِرًّا وَجَهْرًا} [75] جائز.
{هَلْ يَسْتَوُونَ} [75] حسن؛ لأنَّه من تمام القول.
{لَا يَعْلَمُونَ (75)} [75] كاف.
{رَجُلَيْنِ} [76] جائز. «أحدهما أبكم» ، وهو: أبو جهل. و «الذي يأمر بالعدل» عمار بن ياسر العنسي بالنون نسبة إلى (عنس)، و (عنس) حيٌّ من مذحج، وكان حليفًا لبني مخزوم رهط أبي جهل، وكان أبو جهل يعذبه على الإسلام، ويعذب أمه سمية، وكانت مولاة لأبي جهل، فقال لها يومًا: إنَّما آمنت بمحمد؛ لأنَّك تحبيه لجماله، ثم طعنها بحربة في قلبها فماتت، فهي أوَّل شهيد في الإسلام (2)، وقيل:(الكلُّ) الصنم عبدوه، وهو لا يقدر على شيء، فهو كلٌّ على مولاه يحمله إذا ظعن، ويحوله من مكان إلى آخر، فقال الله: هل يستوي هذا الصنم (الكلُّ)، ومن يأمر بالعدل فهو استفهام، ومعناه: التوبيخ، فكأنَّه قال: لا تسووا بين الصنم وبين الخالق جل جلاله، وفي الكلام حذف المقابل؛ لقوله:«أحدهما أبكم» ، كأنَّه قيل: والآخر ناطق فيما له، وهو خفيف على مولاه أينما يوجهه يأت بخير، وحذفت الياء من يأت بخير تخفيفًا، كما حذفت في قوله:«يوم يأت لا تكلم نفس» ، أو حذفت على توهم الجازم، قرأ طلحة وعلقمة (3):«أينما يُوَجَّهْ» بهاء واحدة ساكنة للجزم، والفعل مبني للمفعول،
(1) لم أستدل عليه.
(2)
انظر: تفسير القرطبي (10/ 149).
(3)
وكذا رويت عن ابن مسعود وابن وثاب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 46)، البحر المحيط (5/ 520)، الكشاف (2/ 421)، المحتسب لابن جني (2/ 11).
وقرئ (1): «أينما تَوَجَّهَ» فعلًا ماضيًا، فاعله ضمير «الأبكم» (2)، انظر: السمين.
{عَلَى مَوْلَاهُ} [76] جائز؛ لأنَّ الجملة بعدُ صفة «أحدهما» .
{أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ} [76] حسن.
{هَلْ يَسْتَوِي هُوَ} [76] ليس بوقف؛ لأنَّ «ومن» معطوف على الضمير المستكن في «يستوي» ، وهو توكيد له.
{بِالْعَدْلِ} [76] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا.
{مُسْتَقِيمٍ (76)} [76] تام.
{وَالْأَرْضِ} [77] حسن؛ للابتداء بعدُ بالنفي.
{أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [77] كاف.
{قَدِيرٌ (77)} [77] تام.
{شَيْئًا} [78] جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله.
{تَشْكُرُونَ (78)} [78] تام.
{فِي جَوِّ السَّمَاءِ} [79] كاف؛ للابتداء بالنفي.
{إِلَّا اللَّهُ} [79] أكفى منه.
{يُؤْمِنُونَ (79)} [79] تام.
{سَكَنًا} [80] جائز.
{إِقَامَتِكُمْ} [80] حسن، على استئناف ما بعده.
{إِلَى حِينٍ (80)} [80] كاف.
{ظِلَالًا} [81] جائز، ومثله «أكنانًا» .
{الْحَرَّ} [81] ليس بوقف؛ لأنَّه لم يعد الفعل بعده، كما أعاده في الذي قبله، وإنَّما أراد: تقيكم الحر والبرد، فاجتزأ بذكر «الحر» ؛ لأنَّ ما يقي من الحر يقي من البرد.
{بَأْسَكُمْ} [81] جائز.
{عَلَيْكُمْ} [81] ليس بوقف؛ لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كـ (لام كي).
{تُسْلِمُونَ (81)} [81] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «المبين» .
{يُنْكِرُونَهَا} [83] جائز. قال السُدّي: نعمة الله يعني: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ينكرونها. وقيل: هو
(1) وذكرت في الإملاء للعكبري (2/ 46) غير معزوة لأحد، ولم أجدها في أيّ مصدرٍ آخر.
(2)
انظر: تفسير الطبري (17/ 262)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
قول الشخص: لولا فلان لكان كذا، ولولا فلان لما كان كذا. وفي الحديث:«إياكم ولو فإنَّها تفتح عمل الشيطان» (1).
{الْكَافِرُونَ (83)} [83] تام، ومثله «يستعتبون» ، وكذا «ينظرون» ، ولا وقف من قوله:«وإذا رأى» إلى قوله: «من دونك» .
{مِنْ دُونِكَ} [86] جائز.
{إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} [86] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده خطاب العابدين للمعبودين، واجهوا من كانوا يعبدونهم بأنهم كاذبون.
{لَكَاذِبُونَ (86)} [86] كاف.
{السَّلَمَ} [87] جائز.
{يَفْتَرُونَ (87)} [87] تام، ومثله «يفسدون» إن نصب «إذ» باذكر مقدرًا، فيكون من عطف الجمل مفعولًا به.
{مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [89] حسن، وقال نافع: تام.
{عَلَى هَؤُلَاءِ} [89] حسن.
{تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [89] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله.
{لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [89] تام، ورسموا «وإيتاءي» بزيادة ياء بعد الألف كما ترى.
{ذِي الْقُرْبَى} [90] كاف.
{وَالْبَغْيِ} [90] أكفى، وقيل: صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وحالًا.
{تَذَكَّرُونَ (90)} [90] تام.
{إِذَا عَاهَدْتُمْ} [91] حسن، ومثله «بعد توكيدها» .
{كَفِيلًا} [91] كاف، ومثله «تفعلون» .
{أَنْكَاثًا} [92] حسن؛ لأنَّ الاستفهام بعده مقدر، أي: أتتخذون، وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده «أم» ، وليس في الآية ذكر «أم» ، وأجاز الأخفش حذفه إذا كان في الكلام دلالة عليه،
(1) ومن ألفاظه: «المؤمن القوى، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان» . أخرجه أحمد (2/ 366، رقم: 8777)، ومسلم (4/ 2052، رقم: 2664)، وابن ماجه (2/ 1395، رقم: 4168)، وأخرجه أيضًا: الحميدي (2/ 474، رقم: 1114)، والنسائي فى الكبرى (6/ 159، رقم: 10457)، وأبو يعلى (11/ 124، رقم: 6251)، وابن حبان (13/ 28، رقم: 5721)، والحكيم (1/ 404)، والديلمي (4/ 187، رقم: 580)، والبيهقي (10/ 89، رقم: 19960).
وإن لم يكن بعده «أم» ، وجعل منه:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} [الشعراء: 22].
{دَخَلًا بَيْنَكُمْ} [92] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن» موضعها نصب بما قبلها.
{هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} [92] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّما» ، ومثله «يبلوكم الله به» ، وقال نافع: تام.
{تَخْتَلِفُونَ (92)} [92] تام.
{أُمَّةً وَاحِدَةً} [93] ليس بوقف؛ للاستدراك بعده.
{وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [93] كاف.
{تَعْمَلُونَ (93)} [93] تام، على استئناف النهي بعده عن اتخاذ الإيمان على العموم سواء كانت في مبايعة، أو قطع حقوق ماليه أم لا، «دخلًا بينكم» ليس بوقف أيضًا؛ لأنَّ {فَتَزِلَّ} [94] منصوب على جواب النهي، فلا يفصل منه.
{بَعْدَ ثُبُوتِهَا} [94] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.
{عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (} [94] جائز.
{عَظِيمٌ (94)} [94] تام.
{ثَمَنًا قَلِيلًا} [95] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّما» .
{تَعْلَمُونَ (95)} [95] كاف، ومثله «ينفد» ، وكذا «باق» على قراءة من قرأ (1):«ولنجزينه» بالنون؛ لعدوله عن المفرد إلى الجمع لفظًا، مع أنَّهما ضميرًا:«من» ، ومن قرأه بالتحتية فوصله أحسن (2).
{يَعْمَلُونَ (96)} [96] تام.
{وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [97] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد، ومثله في عدم الوقف «طيبة» ؛ لعطف ما بعده على جواب الشرط.
{يَعْمَلُونَ (97)} [97] تام؛ للابتداء بالشرط.
{الرَّجِيمِ (98)} [98] كاف، على استئناف ما بعده.
{عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا} [99] جائز.
{يَتَوَكَّلُونَ (99)} [99] كاف.
(1) وهي قراءة ابن كثير وابن ذكوان بخلفه ووعاصم وأبو جعفر. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 280)، البحر المحيط (5/ 533)، التيسير (ص: 138)، النشر (2/ 305).
(2)
وهي قراءة نافع -أبو عمرو -خُلف ابن ذكوان -الكسائي -حمزة -يعقوب -خلف؛ وجه من قرأ بالنون؛ أي: بنون العظمة مراعاة لما قبله. ووجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب مناسبة لقوله: {وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ} . انظر: المصادر السابقة.
{مُشْرِكُونَ (100)} [100] تام.
{مَكَانَ آَيَةٍ} [101] ليس بوقف؛ لأن «قالوا» جواب «إذا» ، فلا يفصل بين الشرط وجوابه، وقوله:«والله أعلم بما ينزل» جملة اعتراضية بين الشرط وجوابه.
{مُفْتَرٍ} [101] كاف.
{لَا يَعْلَمُونَ (101)} [101] تام.
{لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا} [102] حسن، إن جعل موضع «وهدى» رفعًا على الاستئناف، وليس بوقف إن جعل موضعه نصبًا.
{لِلْمُسْلِمِينَ (102)} [102] تام.
{إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [103] تام، وجملة «لسان الذي» مستأنفة. وقيل: حال من فاعل «يقولون» ، أي: يقولون ذلك والحالة هذه، أي: علمهم بأعجمية هذا البشر، وآياته عربية هذا القرآن -كانت تمنعهم من تلك المقالة، قاله أبو حيان. قال ابن عباس: كان في مكة غلام أعجمي لبعض قريش يقال له: بلعام، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه الإسلام، ويوقفه عليه، فقال المشركون: إنَّما يعلمه بلعام النصراني، فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية. وقيل: غير ذلك (1).
{أَعْجَمِيٌّ} [103] جائز.
{مُبِينٌ (103)} [103] تام.
{لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ} [104] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت بعد، وهو «لا يهديهم الله» .
وقوله: {لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ} [104] قيل: كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده في موضع الحال.
{أَلِيمٌ (104)} [104] تام.
{بِآَيَاتِ اللَّهِ} [105] جائز.
{الْكَاذِبُونَ (105)} [105] تام؛ لأنَّ «من كفر» في محل رفع، وهو شرط محذوف الجواب؛ لدلالة جواب «من شرح» عليه، والمعنى: من كفر بالله فعليهم غضب إلَّا من أكره، ولكن من شرح بالكفر صدرًا، فعليهم غضب، وإن جعل «من» بدلًا من «الذين لا يؤمنون» ، أو من «الكاذبون» -لم يتم الوقف على «الكاذبون» . ولم يجز الزجاج إلَّا أن تكون بدلًا من «الكاذبون» ، انظر: أبا حيان.
(1) وفي رواية أخرى عن عبيد الله بن مسلم قال: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر اسم أحدهما: يسار، والآخر: خير، وكانا يقرآن كتبًا لهم بلسانهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون يتعلم منهما، فأنزل الله تعالى فأكذبهم:(لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ وَهَذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُّبينٌ). انظر: أسباب النزول للواحدي (ص: 101).-الموسوعة الشاملة.
{مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [106] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا وعطفًا.
{غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ} [106] كاف، على استئناف ما بعده.
{عَظِيمٌ (106)} [106] كاف.
{عَلَى الْآَخِرَةِ} [107] ليس بوقف؛ لعطف «وإن» على «بأنهم» ؛ لأن موضعها نصب بما قبلها.
{الْكَافِرِينَ (107)} [107] تام.
{وَأَبْصَارِهِمْ} [108] جائز.
{الْغَافِلُونَ (108)} [108] تام.
{الْآَخِرَةِ} [109] جائز، إن جعل «أنَّهم» متصل بفعل محذوف تقديره: لا جرم أنهم يحشرون في الآخرة، وإلَّا فليس بوقف.
{الْخَاسِرُونَ (109)} [109] كاف.
{وَصَبَرُوا} [110] حسن، وكذا «لغفور رحيم» ، إن نصب «يوم» بفعل مقدر تقديره: اذكر يوم، فهو مفعول به، وكذا يجوز نصبه بـ «رحيم» ، ولا يلوم من ذلك تقييد رحمته تعالى بالظرف؛ لأنَّه إذا رحم في هذا اليوم فرحمته في غيره أولى وأحرى، قاله السمين. وحينئذ فلا يوقف على «رحيم» .
{مَا عَمِلَتْ} [111] جائز.
{لَا يُظْلَمُونَ (111)} [111] تام. ولا وقف من قوله: «وضرب الله» إلى «يصنعون» ، فلا يوقف على «مطمئنة» ، ولا على «من كل مكان» ، ولا على «بأنعم الله» .
{يَصْنَعُونَ (112)} [112] كاف.
{فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ} [113] جائز.
{ظَالِمُونَ (113)} [113] تام.
{طَيِّبًا} [114] جائز.
{وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} [114] ليس بوقف؛ لأنَّ الشرط الذي بعده جوابه الذي قبله.
{تَعْبُدُونَ (114)} [114] تام.
{لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [115] كاف.
{رَحِيمٌ (115)} [115] تام.
{الْكَذِبَ} [116] الثاني حسن، لا الأول؛ لأنَّ قوله:«هذا حلال وهذا حرام» داخل في حكاية قولهم تفسير للكذب، فلا يفصل بين المفسِّر والمفسَّر بالوقف، ولا يوقف على «حلال» ، ولا على «حرام» ؛ لأنَّ اللام موضعها نصب بما قبلها.
{إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [116] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت، وهو «لا يفلحون»
وهو تام.
{مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [117] حسن، على استئناف ما بعده.
{أَلِيمٌ (117)} [117] كاف.
{مِنْ قَبْلُ} [118] حسن.
{يَظْلِمُونَ (118)} [118] كاف.
{وَأَصْلَحُوا} [119] قال السجاوندي: ليس بوقف لتكرار «إن» مع اتحاد الخبر. وحسنه أبو العلاء الهمداني.
{رَحِيمٌ (119)} [119] تام.
{حَنِيفًا} [120] كاف، وهو حال من «إبراهيم» .
{مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)} [120] كاف، على أنَّ «شاكرًا» حال من الهاء في «اجتباه» ؛ لتعلقه به، كأنَّه قال: اختاره في حال ما يشكر نعمة. ومن جعل «شاكرًا» خبر «كان» -كان وقفه على «لأنعمه» ؛ لتعلقه به. ومن أعرب «شاكرًا» بدلًا من «حنيفًا» -فلا يقف على شيء من «إنَّ إبراهيم» إلى «لأنعمه» ؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع.
{مُسْتَقِيمٍ (121)} [121] كاف.
{وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [122] حسن، قال ابن عباس: هو الثناء الحسن، وروى عنه أنَّها العافية والعمل الصالح في الدنيا.
{لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)} [122] حسن.
{حَنِيفًا} [123] جائز.
{مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)} [123] تام.
{اخْتَلَفُوا فِيهِ} [124] كاف. وقال نافع: تام. قال الكلبي: أمرهم موسى بالجمعة، وقال: تفرغوا لعبادة الله في كل سبعة أيام يومًا واحدًا فاعبدوه يوم الجمعة، ولا تعملوا فيه صنعتكم شيئًا، واجعلوا ستة أيام لصنعتكم فأبوا، وقالوا: لا نريد إلَّا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق ولم يخلق الله فيه شيئًا، وهو يوم السبت، فجعل عليهم وشدد فيه، وجاءهم عيسى بالجمعة فقالوا: لا نريد أن يكون عيد اليهود بعد عيدنا فاتخذوا الأحد، فقال تعالى:«إنَّما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه» ، يعني: في يوم الجمعة؛ تركوا تعظيم يوم الجمعة الذي فرض الله تعظيمه عليهم، واستحلوه واختاره نبينا، فدل ذلك على أنَّه كان في شريعة إبراهيم التي أمر الله نبيه باتباعها، وبين أنَّ السبت لم يكن في شريعة إبراهيم عليه الصلاة والسلام (1).
(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 319)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{يَخْتَلِفُونَ (124)} [124] تام.
{وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [125] كاف؛ للابتداء بالأمر، وكذا «بالتي هي أحسن» .
{عَنْ سَبِيلِهِ} [125] جائز.
{بِالْمُهْتَدِينَ (125)} [125] تام.
{مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [126] كاف.
{لِلصَّابِرِينَ (126)} [126] حسن.
{وَاصْبِرْ} [127] جائز.
{وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [127] حسن.
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [127] كاف.
{مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)} [127] تام.
{مُحْسِنُونَ (128)} [128] تام.