المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الإسراء مكية إلَّا قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [73] الآيات الثمان فمدنيٌّ. -[آيها:] - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني - جـ ١

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

- ‌[الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن]

- ‌مطلب تنوع الوقف

- ‌مطلب مراتب الوقف

- ‌تنبيهات

- ‌[اتباع رسم المصحف]

- ‌[ذكر إنما]

- ‌[ذكر عمّا]

- ‌[ذكر ماذا]

- ‌[ذكر أينما]

- ‌[ذكر كل ما]

- ‌[ذكر فإن لم]

- ‌[ذكر إمَّا]

- ‌[ذكر إلَّا]

- ‌[ذكر كيلا، لكيلا]

- ‌[ذكر نعمة]

- ‌[ذكر امرأة مقرونة بزوجها]

- ‌[كراهة التأكل بالقرآن]

- ‌[تعلُّق الكلم بعضه ببعض]

- ‌[الوقف الاضطراري]

- ‌[المُتَعَسَّفُ الموقوف عليه]

- ‌[المراعة في الوقف]

- ‌[ذكر الذين، الذي]

- ‌[أصل بلى]

- ‌[ذكر بلى، نعم، كلّا]

- ‌[تسبيع السبعة]

- ‌[عدّ الآي، ومن قام به]

- ‌[عدد كلماته، حروفه، نقطه]

- ‌[الخلاف في فواتح السور]

- ‌مطلب علوم القرآن ثلاثة

- ‌مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن

- ‌مطلب ثواب القارئ

- ‌مطلب أهل الجنة يقرءون فيها

- ‌مطلب كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال

- ‌مطلب الاستعاذة

- ‌مطلب البسملة

- ‌مطلب وصل أوائل السور بأواخرها

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

الفصل: ‌ ‌سورة الإسراء مكية إلَّا قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [73] الآيات الثمان فمدنيٌّ. -[آيها:]

‌سورة الإسراء

مكية

إلَّا قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [73] الآيات الثمان فمدنيٌّ.

-[آيها:] وهي مائة وإحدى عشرة آية في الكوفي، وعشر في عدّ الباقين، اختلافهم في آية واحدة:{لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)} [107] عدها الكوفي.

- وكلمها: ألف وخمسمائة وثلاثة وثلاثون كلمة.

- وحروفها: ستة آلاف وأربعمائة وستون حرفًا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع ستة مواضع:

1 -

{أُولِي بَأْسٍ شَدِيد} [5].

2 -

{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} [33].

3 -

{إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [59].

4 -

{أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا} [58].

5 -

{وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [82].

6 -

{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [97].

{مِنْ آَيَاتِنَا} [1] كاف.

{الْبَصِيرُ (1)} [1] تام.

{وَكِيلًا (2)} [2] كاف، لمن قرأ (1):«تتخذوا» بالفوقية، وما بعده منصوب بأعني، أو بتقدير النداء، أي: يا ذرية من حملنا؛ لأنَّه يصير في الثلاث منقطعًا عما قبله، وليس بوقف لمن قرأه (2): بالتحتية ونصب «ذريةً» مفعولًا ثانيًا؛ ليتخذوا، وكذا ليس بوقف لمن نصب «ذرية» بقوله:«أن لا تتخذوا» ، أو رفع «ذرية» بدلًا من الضمير في «يتخذوا» على قراءته بالتحتية، وكان وقفه على ذلك «مع نوح» .

{شَكُورًا (3)} [3] تام.

{كَبِيرًا (4)} [4] كاف.

{خِلَالَ الدِّيَارِ} [5] حسن.

{مَفْعُولًا (5)} [5] كاف، ومثله «نفيرًا» .

(1) وهي قراءة نافع -ابن كثير -ابن عامر -عاصم -حمزة -الكسائي -أبو جعفر -يعقوب -خلف؛ وجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب. ووجه من قرأ بتاء الخطاب فعلى الالتفات. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 281)، الإملاء للعكبري (2/ 48)، البحر المحيط (6/ 7)، التيسير (ص: 139)، تفسير الطبري (15/ 15).

(2)

وهي قراءة أبي عمرو وحده. انظر: المصادر السابقة.

ص: 419

{لِأَنْفُسِكُمْ} [7] كاف. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المقابلين حتى يأتي بالثاني، وكذا كان يقول في كل معادلين.

{فَلَهَا} [7] حسن.

{أَوَّلَ مَرَّةٍ} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده موضعه نصب بالنسق على ما قبله.

{تَتْبِيرًا (7)} [7] كاف.

{أَنْ يَرْحَمَكُمْ} [8] أكفى؛ للابتداء بعده بالشرط. وقال الأخفش: تام، والمعنى: إن تبتم وانزجرتم عن المعاصي فعسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم إلى المعصية مرَّة ثالثة عدنا إلى العقوبة (1).

{عُدْنَا} [8] حسن.

{حَصِيرًا (8)} [8] تام.

{هِيَ أَقْوَمُ} [9] كاف؛ لاستئناف ما بعده. ولا وقف من قوله: «ويبشر» إلى «أليمًا» ؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض؛ فلا يوقف على «كبيرًا» ؛ لعطف «وإن» على ما قبلها.

{أَلِيمًا (10)} [10] تام.

{بِالْخَيْرِ} [11] حسن، وحذفوا الواو من أربعة أفعال مرفوعة لغير جازم من قوله:

1 -

{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} [11].

2 -

{وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} [الشورى: 24].

3 -

{يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6].

4 -

{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} [العلق: 18].

اكتفاء بالضمة عن الواو، وقيل: حذفت تنبيهًا على سرعة وقوع الفعل، وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود، قاله في الإتقان.

{عَجُولًا (11)} [11] تام.

{آَيَتَيْنِ} [12] حسن.

{مُبْصِرَةً} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ بعده لام العلة.

{وَالْحِسَابَ} [12] كاف، وانتصب «كل شيء» بفعل مضمر دل عليه ما بعده، كأنَّه قال: وفصلنا كل شيء فصلناه، كقول الشاعر:

أصْبَحْتُ لَا أحملُ السلاحَ ولَا

أمْلِكُ رَأْسَ البعيرِ إنْ نَفَرَا

(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 388)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 420

والذِّئْبَ أخشاه إنْ مررتُ بهِ

وحدي وأخشى الرِّياحَ والمَطَرَا (1)

كأنَّه قال: وأخشى الذئب أخشاه؛ فهو من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، أو نصب على مذهب الكوفيين بالفعل الذي بعده، وكذا «كل شيء فصلناه تفصيلًا» . والوقف على «تفصيلًا» كالذي قبله؛ لأنَّ «كل» الثانية منصوبة بفعل مقدر أيضًا.

{فِي عُنُقِهِ} [13] حسن، لمن قرأ:«ويخرج» بالتحتية، أي: يخرج الطائر كتابًا، وهي قراءة أبي جعفر (2)، وكذا على قراءة:«ونخرج» بالنون مضارع أخرج، وبها قرأ أبو عمرو (3)، وقرأ ابن عامر:«يُلقَّاه» بضم الياء التحتية وتشديد القاف مضارع: لقي، بالتشديد، والباقون (4): بالفتح والسكون، والتخفيف مضارع: لقي.

{مَنْشُورًا (13)} [13] كاف.

{كِتَابَكَ} [14] جائز.

{حَسِيبًا (14)} [14] تام؛ للابتداء بعدُ بالشرط.

{لِنَفْسِهِ} [15] جائز، والأولى وصله؛ لعطف جملتي الشرط.

{عَلَيْهَا} [15] حسن.

{وِزْرَ أُخْرَى} [15] كاف؛ للابتداء بالنفي.

{رَسُولًا (15)} [15] تام.

{مُتْرَفِيهَا} [16] جائز، لمن قرأ:«آمَرْنَا» بالمد والتخفيف، وهي قراءة الحسن، وقتادة، ويعقوب (5)؛ بمعنى: كثرنا. وكذا من قرأ: «أمّرنا» بالقصر والتشديد بمعنى: سلطنا من الإمارة، وهي

(1) هما من المنسرح، وقائلهما الربيع بن ضبع الفزاري، من قصيدة يقول في مطلعها:

أَقفر مِن أَهلِه الجريب إِلَى الز

زُجين إِلا الظباء والبَقرا

الربيع بن ضبع الفزاري (? - 7 ق. هـ/? - 615 م) الربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي ابن فزارة، كان من الخطباء الجاهليين، ومن فرسان فزارة المعدودين وشعرائهم، شهد يوم الهباءة وهو ابن مائة عام، وقاتل في حرب داحس والغبراء، قيل أنه أدرك الإسلام وقد كبر وخرف، وقيل أنه أسلم، وقيل منعه قومه أن يسلم.-الموسوعة الشعرية

(2)

انظر هذه القراءة في: المعاني للفراء (2/ 118)، البحر المحيط (6/ 15).

(3)

انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 278)، النشر (2/ 206).

(4)

انظر هذه القراءة في: النشر (2/ 43).

(5)

وهي قراءة متواترة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 282)، الإعراب للنحاس (6/ 20)، الإملاء للعكبري (/)، تفسير الطبري (15/ 42)، تفسير القرطبي (10/ 233)، السبعة (ص: 379)، الكشاف (2/ 442)، النشر (2/ 306).

ص: 421

قراءة أبي عثمان النهدي، وأبي العالية، ومجاهد، وهي شاذة (1)، وليس بوقف لمن قرأ:«أمَرْنَا» بالقصر والتخفيف، أي: أمرناهم بالطاعة فخالفوا، وهي قراءة العامة (2). قال أبو العالية: وأنا أختارها؛ لأنَّ المعاني الثلاثة: الأمر، والإمارة، والكثرة مجتمعة فيها.

{تَدْمِيرًا (16)} [16] كاف، ومثله:«من بعد نوح» .

{بَصِيرًا (17)} [17] تام.

{لِمَنْ نُرِيدُ} [18] كاف، ومثله «جهنم»؛ لأنَّ قوله:«يصلاها» يصلح مستأنفًا، أي: هو يصلاها، ويصلح حالًا من الضمير في «له» ، أي: جعلنا جهنم له حال كونه صاليًا، قاله السجاوندي.

{مَدْحُورًا (18)} [18] كاف.

{وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد.

{مَشْكُورًا (19)} [19] حسن.

{كُلًّا نُمِدُّ} [20] جائز عند يعقوب؛ على أن ما بعده مبتدأ، و «من عطاء ربك» الخبر، وليس بوقف إن جعل «هؤلاء وهؤلاء» بدلين من «كلًّا» بدل كل من كل على جهة التفصيل؛ فـ «من عطاء ربك» موصول بما قبله، والمعنى: يرزق المؤمن والكافر من عطاء ربك.

{مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} [20] كاف.

{مَحْظُورًا (20)} [20] تام.

{عَلَى بَعْضٍ} [21] حسن.

{تَفْضِيلًا (21)} [21] تام، ومثله «مخذولًا» .

{إِلَّا إِيَّاهُ} [23] كاف؛ لأنَّ قوله: «وبالوالدين إحسانًا» معه إضمار فعل تقديره: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا، أو أوصيكم بالوالدين إحسانًا، وحذف هذا الفعل؛ لأنَّ المصدر يدل عليه، وليس بوقف إن جعل «وبالوالدين إحسانًا» معطوفًا على الأول، وداخلًا فيما دخل فيه.

{إِحْسَانًا} [23] حسن، وقيل: كاف. ولا يوقف على «الكبر» ، ولا على «كلاهما»؛ لأنَّ قوله:«فلا تقل لهما أف» جواب الشرط؛ لأنَّ «إن» هي الشرطية زيدت عليها «ما» توكيدًا لها، فكأنَّه قال: إن بلغ أحدهما، أو كلاهما الكبر -فلا تقل لهما أف. وقرأ حمزة، والكسائي (3):«يَبْلُغَانِّ» ؛ فالألف للتثنية،

(1) وكذا رويت عن ابن عباس والسُدّي وزيد بن علي وأبو العالية وعلي والحسن والباقر ومحمد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 49)، البحر المحيط (6/ 20)، تفسير الطبري (15/ 42)، تفسير القرطبي (10/ 232)، الحجة لابن خالويه (ص: 214)، الكشاف (2/ 442)، المحتسب لابن جني (2/ 15)، المعاني للفراء (2/ 119)، تفسير الرازي (20/ 177).

(2)

أي: الأئمة العشرة سوى يعقوب وحده.

(3)

انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 282)، الإعراب للنحاس (2/ 237)، الإملاء للعكبري (2/ 49)، البحر المحيط (6/ 26)، السبعة (ص: 379)، النشر (2/ 306).

ص: 422

والنون مشددة مكسورة بعد ألف التثنية، فعلى قراءتهما يجوز الوقف على «الكبر» على جهة الشذوذ؛ وذلك أن فاعل «يبلغن» متصل به، وهي الألف. وقرأ غيرهما (1):«يَبْلُغَنَّ» فـ «أحدهما» فاعل «يبلغن» ، و «أو كلاهما» عطف على «أحدهما» .

{أُفٍّ} [23] حسن، ومثله «تنهرهما» .

{قَوْلًا كَرِيمًا (23)} [23] كاف.

{مِنَ الرَّحْمَةِ} [24] جائز.

{صَغِيرًا (24)} [24] تام.

{نُفُوسِكُمْ} [25] جائز.

{صَالِحِينَ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد.

{غَفُورًا (25)} [25] تام.

{وَابْنَ السَّبِيلِ} [26] جائز.

{تَبْذِيرًا (26)} [26] كاف.

{الشَّيَاطِينِ} [27] جائز، وقيل: كاف.

{كَفُورًا (27)} [27] تام.

{تَرْجُوهَا} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد، وهو:«فقل لهم قولًا ميسورًا» ، وهو تام. ولا وقف إلى «محسورًا» ؛ فلا يقف على «عنقك» ، ولا على «كل البسط» ؛ لأنَّ جواب النهي لم يأت بعد.

{مَحْسُورًا (29)} [29] تام.

{وَيَقْدِرُ} [30] كاف.

{بَصِيرًا (30)} [30] تام.

{خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [31] جائز، ومثله «وإياكم» .

{كَبِيرًا (31)} [31] كاف.

{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [32] جائز، وكذا «فاحشةً» .

(1) وجه من قرأ بألف وكسر النون؛ فعلى التثنية وألف التثنية هي الفاعل، وهي ضمير الوالدين، و {أَحْدُهُمَا} بدل منه بدل بعض، و {كِلَاهُمَا} عطف عليه. ووجه من قرأ: بغير ألف وفتح النون مشددة؛ فعلى التوحيد، لأن نون التوكيد تفتح مع غير الألف، و {أَحَدُهُمَا} فاعله، و {كِلَاهُمَا} عطف عليه. انظر: المصادر السابقة.

ص: 423

{سَبِيلًا (32)} [32] كاف.

{إِلَّا بِالْحَقِّ} [33] كاف عند أبي حاتم، وتام عند العباس بن الفضل.

{سُلْطَانًا} [33] جائز، وقيل: كاف على قراءة من قرأ (1): «فلا تسرف» بالتاء الفوقية خطابًا للولي، أي: فلا تسرف أيها الولي، فتقتل من لم يقتل، أو في التمثيل بالقاتل، فعلى هذا التقدير لا يوقف على «سلطانًا» ، بل على «في القتل» ، وهو حسن. ومن قرأ (2): بالتحتية فالوقف عنده على «منصورًا» ، وفسره ابن عباس: فلا يسرف ولي المقتول فيقتص لنفسه من غير أن يذهب إلى ولي الأمر، فيعمل بحمية الجاهلية ويخالف أمر الله (3).

وقال غيره: فلا يسرف ولي المقتول فيقتل غير القاتل، أو يقتل اثنين بواحد، وقرئ (4):«لِوَلِيِّهِ» ، ويروى (5):«لِوَلِيُّهَا» ، أي: ولي النفس. قال أبو جعفر: وهذه قراءة على التفسير، فلا يجوز أن يقرأ بها؛ لمخالفتها المصحف الإمام.

{فِي الْقَتْلِ} [33] كاف، ومثله «منصورًا» .

{أَشُدَّهُ} [34] حسن، ومثله «بالعهد» على تقدير مضاف، أي: فإنَّ ذا العهد كان مسئولًا إن لم يف للمعاهد. وظاهر الآية أنَّ العهد هو المسئول من المعاهد أن يفي به ولا يضيعه (6).

{مَسْئُولًا (34)} [34] كاف، ومثله «المستقيم» .

{تَأْوِيلًا (35)} [35] تام.

{بِهِ عِلْمٌ} [36] كاف.

{مَسْئُولًا (36)} [36] تام.

{مَرَحًا} [37] حسن.

{طُولًا (37)} [37] كاف.

{سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ} [38] حسن، على قراءة من قرأ (7):«سيئَةً» بالتأنيث والنصب، وجعله خبر

(1) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 283)، الإملاء للعكبري (2/ 52)، السبعة (ص: 380)، المعاني للفراء (2/ 132)، تفسير الرازي (20/ 203)، النشر (2/ 307).

(2)

وجه من قرأ بالتاء؛ أي: بتاء الخطاب على الالتفات والمخاطب هو الولي. ووجه من قرأ: بياء الغيبة؛ فحملا على الإنسان، أو الولي. انظر: المصادر السابقة.

(3)

انظر: تفسير الطبري (17/ 439)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(4)

وهي قراءة الأئمة العشرة.

(5)

وهي قراءة شاذة، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها.

(6)

انظر: تفسير الطبري (17/ 444)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(7)

انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 283)، الإملاء للعكبري (2/ 50)، البحر المحيط (6/ 38)، التيسير (ص: 140)، المعاني للفراء (2/ 124)، النشر (2/ 307).

ص: 424

كان، وينصب «مكروهًا» بفعل مقدر تقديره: وكان مكروهًا، ففصل بينهما؛ لئلا يتوهم أنَّه نعت لما قبله، وليس بوقف إن جعل «مكروهًا» خبرًا ثانيًا، وأما من قرأ:«سيئُهُ» بالرفع والتذكير؛ على أنَّه اسم كان، و «مكروهًا» الخبر -فالوقف عليه كاف، وبها قرأ ابن عامر (1)، وعليها فلا يوقف على «سيئه» ؛ لئلَّا يبتدأ بمنصوب لا دليل في الكلام على إعرابه ولا على معناه؛ فلا فائدة فيه، وأضاف السيئ إلى هاء المذكور إشارة إلى جميع ما تقدم، وفيه السيئ والحسن، ولم يقل مكروهة؛ لأنَّ السيئة تؤوَّل بتأويل السيئ، ويؤيد هذه القراءة قراءة عبد الله (2):«كل ذلك كان سيئاته مكروهًا» بالجمع مضافًا للضمير (3)، راجع السمين.

{مِنَ الْحِكْمَةِ} [39] حسن.

{إِلَهًا آَخَرَ} [39] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب النهي لم يأت.

{مَدْحُورًا (39)} [39] تام.

{إِنَاثًا} [40] جائز.

{عَظِيمًا (40)} [40] تام.

{لِيَذَّكَّرُوا} [41] جائز؛ للابتداء بالنفي.

{نُفُورًا (41)} [41] كاف.

{كَمَا يَقُولُونَ} [42] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذًا لابتغوا» جواب «لو» .

{سَبِيلًا (42)} [42] حسن، ومثله «كبيرًا» على استئناف ما بعده.

{وَمَنْ فِيهِنَّ} [44] كاف. قال الحسن: وإن من شيء فيه روح. وقال ابن عباس: وإن من شيء حيٍّ. وروى موسى بن عبيد عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟! قال: يا بنيَّ آمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده؛ فإنَّها صلاة الخلق وتسبيحهم وبها يرزقون. قال: وإن من شيء إلَّا يسبح بحمده» (4). وقال المقداد: إنَّ التراب يسبح ما لم

(1) وجه من قرأ بضم الهمزة والهاء؛ فعلى الإضافة والتذكير، اسم «كان» ، و {مَكْرُوهًا} خبرها. وقرأ الباقون: بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين؛ على التوحيد، خبر «كان» وأُنِّث حملًا على معنى:«كل» ، واسم «كان» ضمير الإشارة. انظر: المصادر السابقة.

(2)

وكذا رويت عن أُبيّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 38)، تفسير القرطبي (10/ 262).

(3)

انظر: تفسير الطبري (17/ 449)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(4)

ولفظه: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ نُوحٌ ابْنَهُ، إِنَّ نُوحًا قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، آمُرَكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ، آمُرُكَ يَا بُنَيَّ، أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَإِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ لَوْ جُعِلَتَا فِي كِفَّةٍ وَزَنَتْهُمُا، وَلَوْ جُعِلَتَا فِي حَلْقَةٍ فَصَمَتْهَا، وَآمُرُكَ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِه، فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْخَلْقِ، وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ يَا بُنَيَّ، أَنْ تُشْرِكَ بِاللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَنْهَاكَ يَا بُنَيَّ، عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّ أَحَدًا لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْكِبْرُ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا الدَّابَّةُ يَرْكَبُهَا، أَوِ النَّعْلَانِ يَلْبَسُهُمَا، أَوِ الثِّيَابُ يَلْبَسُهَا، أَوِ الطَّعَامُ يَجْمَعُ عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يَسْفَهَ الْحَقَّ، ويَغْمِصَ الْمُؤْمِنَ، وَسَأُنَبِّئُكَ بِخِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ بِمُتَكَبِّرٍ: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلْيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مَعَ عِيَالِهِ، وَلُبْسِ الصُّوفِ» . أخرجه عبد بن حميد (ص: 348، رقم: 1151)، وابن عساكر (62/ 282)، وحديث ابن عمرو: أخرجه ابن عساكر (62/ 283).

ص: 425

يبتل، فإذا ابتل ترك التسبيح، وإنَّ الجواهر تسبح ما لم ترفع من مواضعها، فإذا رفعت تركت التسبيح، وإنَّ الورق يسبح ما دام على الشجر، فإذا سقط ترك التسبيح، وإنَّ الماء ما دام جاريًا يسبح، فإذا ركد ترك التسبيح، وإنَّ الثوب يسبح ما دام نظيفًا، فإذا اتسخ ترك التسبيح، وإنَّ الوحوش إذا صاحت سبحت، فإذا سكتت تركت التسبيح، وإنَّ الطير تسبح ما دامت تصيح، فإذا سكتت تركت التسبيح، وإنَّ الثوب الخلق لينادي في أول النهار اللهم اغفر لمن أفناني اهـ، النكزاوي. والجمهور على أنَّ التسبيح بلسان المقال والعقل لا يحيله إذا لم نأخذ الحياة من تصويتها، بل من إخبار الصحابة بذلك؛ إذ خلق الصوت في محل لا يستلزم خلق الحياة والعقل، وتسبيح الجمادات كالطعام والحصى معناه: أنَّ الله تعالى خلق فيه اللفظ الدال على التنزيه حقيقة؛ إذ لو كان بلسان الحال لم يقل: «ولكن» . وقيل: بلسان الحال باعتبار دلالته على الصانع، وأنَّه منزه عن النقائص. وإضافة التسبيح إليه مجاز؛ لأنَّ اللفظ إنَّما يضاف حقيقة لمن قام به (1).

{إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [44] ليس بوقف؛ لتعلق ما بعده به استدراكًا.

{تَسْبِيحَهُمْ} [44] كاف.

{غَفُورًا (44)} [44] تام.

{مَسْتُورًا (45)} [45] كاف.

{وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا} [46] حسن، وقيل: كاف؛ للابتداء بالشرط.

{نُفُورًا (46)} [46] تام، ومثله «مسحورًا» .

{فَضَلُّوا} [48] جائز.

{سَبِيلًا (48)} [48] كاف، ومثله «جديدًا» على استئناف ما بعده، وجائز إن علق ما بعده بما قبله.

{أَوْ حَدِيدًا (50)} [50] ليس بوقف؛ لأنَّ «أو خلقًا» منصوب بالعطف على ما قبله.

{فِي صُدُورِكُمْ} [51] جائز. قال عبد الله بن عمر: الموت. وقيل: الجبال (2).

(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 454)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(2)

انظر: المصدر السابق (17/ 463).

ص: 426

{مَنْ يُعِيدُنَا} [51] حسن، ومثله «أول مرة» ، وقيل: كاف؛ لاختلاف الجملتين؛ لأنَّ السين للاستئناف، وقد دخلته الفاء.

{مَتَى هُوَ} [51] كاف، ومثله «قريبًا» إن نصب «يوم» بمقدر، أي: يعيدكم يوم يدعوكم، وجائز إن جعل ظرفًا لـ «قريبًا» .

{بِحَمْدِهِ} [52] حسن.

{إِلَّا قَلِيلًا (52)} [52] تام.

{هِيَ أَحْسَنُ} [53] حسن، ومثله «ينزغ بينهم» .

{مُبِينًا (53)} [53] تام.

{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [54] كاف، ومثله «يعذبكم» .

{وَكِيلًا (54)} [54] تام.

{وَالْأَرْضِ} [55] حسن، ومثله «على بعض» .

{زَبُورًا (55)} [55] تام.

{وَلَا تَحْوِيلًا (56)} [56] كاف، ومثله «عذابًا» .

{مَحْذُورًا (57)} [57] تام؛ للابتداء بالشرط.

{شَدِيدًا} [58] كاف.

{مَسْطُورًا (58)} [58] تام. قال مقاتل: أما الصالحة فتهلك بالموت، وأما الطالحة فبالعذاب. وقال ابن مسعود: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها، كان ذلك في اللوح المحفوظ مكتوبًا (1). أي: لأن المعصية إذا أخفيت لا تتعدى فاعلها، فإذا ظهرت للعامة والخاصة كانت سببًا للهلاك بالفقر، والوباء، والطاعون (2).

{الْأَوَّلُونَ} [59] حسن، وقيل: كاف؛ لأنَّ الواو للاستئناف.

{فَظَلَمُوا بِهَا} [59] جائز.

{تَخْوِيفًا (59)} [59] تام.

{أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [60] حسن، ومثله «للناس» ، وكذا «في القرآن» ، وهي شجرة الزقوم التي قال الله فيها:{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)} [الصافات: 64] أي: خلقت من النار. وقيل: هي أبو جهل. وقيل: هي التي تفرع منها ناس في الإسلام وهم ظالمون قد أحدثوا فيه ما لا يجوز فيه. وسئل

(1) انظر: تفسير البغوي (5/ 101)، بتحقيق محمد النمر وآخرون –دار طيبة.

(2)

انظر: تفسير الطبري (17/ 475)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 427

الإمام أحمد عن شخص منهم: هل تلعنه؟ فقال: هل رأيتني ألعن أحدًا (1).

{وَنُخَوِّفُهُمْ} [60] جائز، أي: ونخوفهم بشجرة الزقوم، فما يزيدهم التخويف إلَّا طغيانًا كبيرًا.

{كَبِيرًا (60)} [60] تام.

{لِآَدَمَ} [61] جائز، ومثله:«إلَّا إبليس» .

{طِينًا (61)} [61] كاف؛ لاتحاد فاعل فعل قبله وفعل بعده بلا حرف عطف، قاله السجاوندي.

{كَرَّمْتَ عَلَيَّ} [62] جائز؛ للابتداء بلام القسم.

{الْقِيَامَةِ} [62] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده قد قام مقام جواب القسم والجزاء.

{إِلَّا قَلِيلًا (62)} [62] كاف.

{مَوْفُورًا (63)} [63] جائز، أُكِّد الفعل بمصدره؛ لرفع توهم المجاز فيه، ومثله «بصوتك» .

{وَعِدْهُمْ} [64] حسن؛ لتناهي المعطوفات، وللعدول من الخطاب إلى الغيبة؛ إذ لو جرى على سنن الكلام الأول لقال: وما تعدهم بالتاء الفوقية.

{إِلَّا غُرُورًا (64)} [64] تام.

{سُلْطَانٌ} [65] كاف.

{وَكِيلًا (65)} [65] تام.

{مِنْ فَضْلِهِ} [66] كاف.

{رَحِيمًا (66)} [66] تام.

{إِلَّا إِيَّاهُ} [67] حسن، ومثله:«أعرضتم» .

{كَفُورًا (67)} [67] كاف، وكذا «وكيلًا» على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على حرف الاستفهام؛ وجاز لكونه رأس آية.

{بِمَا كَفَرْتُمْ} [69] جائز.

{تَبِيعًا (69)} [69] تام.

{فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [70] جائز.

{تَفْضِيلًا (70)} [70] تام. قال ابن عباس: (كل شيء يأكل بفيه إلَّا ابن آدم فإنه يأكل بيديه)(2). وقال الضحاك: كرمه بالنطق والتمييز، «وفضلناهم على كثير» المراد: جميع من خلقنا غير طائفة من الملائكة والعرب قد تضع الأكثر والكثير في موضع الجميع، والكل كما قال:«يلقون السمع وأكثرهم كاذبون» ، والمراد به: جميع الشياطين. وقال زيد بن أسلم في قوله: «ولقد كرمنا بني آدم» ، قالت الملائكة:

(1) انظر: المصدر السابق (17/ 479).

(2)

انظر: تفسير الرازي (10/ 92).-الموسوعة الشاملة

ص: 428

ربنا إنَّك أعطيت بني آدم ما يأكلون فيها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطنا في الآخرة، فقال: وعزتي وجلالي، لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن فكان (1).

{بِإِمَامِهِمْ} [71] كاف، أي: بنبيهم. وقيل: بكتابهم الذي أنزل عليهم. وقيل: كل يدعي بإمام زمانهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم. وقيل: بأعمالهم. قال السمين: قال الزمخشري: ومن بدع التفاسير أنَّ الإمام جمع (أم)، وأنَّ الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم، وأن الحكمة فيه رعاية حق عيسى ابن مريم، وإظهار شرف الحسن والحسين، ولئلَّا تفتضح أولاد الزنا (2). اهـ

{فَتِيلًا (71)} [71] كاف، ومثله:«سبيلًا» ، وكذا «علينا غيره» ، و «خليلًا» ، و «قليلًا» كلها وقوف كافية.

{نَصِيرًا (75)} [75] تام؛ لأنَّ «إن» بمعنى: ما، أي: ما كادوا يستفزونك إلَّا ليخرجوك منها.

{مِنْهَا} [76] كاف.

{إِلَّا قَلِيلًا (76)} [76] كاف، إن نصبت «سنة» بفعل مقدر، أي: سن الله ذلك سنة من قد أرسلنا قبلك، أو يعذبون كسُنّة من قد أرسلنا قبلك، فلما أسقطت الكاف عمل الفعل، وجائز إن نصبتها بما قبلها؛ لكونها رأس آية (3).

{مِنْ رُسُلِنَا} [77] حسن.

{تَحْوِيلًا (77)} [77] تام.

{إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [78] حسن، إن نصب ما بعده على الإغراء، أي: الزموا قرآن الفجر، أو وعليك قرآن الفجر، كذا قدره الأخفش، وتبعه أبو البقاء، والأصول تأبى هذا؛ لأنَّ أسماء الأفعال لا تعمل مضمرة، والأجود الوقف على «وقرآن الفجر» ؛ لأنَّه معطوف على الصلاة، أي: أقم الصلاة. و «قرآن الفجر» ، أي: صلاة الفجر (4).

{مَشْهُودًا (78)} [78] كاف، على استئناف ما بعده، وقطعه عما قبله.

{نَافِلَةً لَكَ} [79] حسن، كذا قيل، والأولى وصله؛ لأنَّ قوله:«عسى» وعد واجب على قوله: «فتهجد» ، و «عسى» كلمة ترجٍ؛ للإجابة فتوصل بالدعاء.

{مَحْمُودًا (79)} [79] كاف.

{مُخْرَجَ صِدْقٍ} [80] حسن. «مدخل» ، و «مخرج» بضم الميم فيهما هنا باتفاق القراء، لكن إن

(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 501)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(2)

انظر: تفسير الكشاف (3/ 467).-الموسوعة الشاملة

(3)

انظر: تفسير الطبري (17/ 510)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(4)

انظر: المصدر السابق (17/ 512).

ص: 429

أردت المصدر فتحت ميم «مخرج» ، و «مدخل» ، وإن أردت المكان ضممتهما.

{نَصِيرًا (80)} [80] تام.

{الْبَاطِلُ} [81] كاف.

{زَهُوقًا (81)} [81] تام.

{لِلْمُؤْمِنِينَ} [82] حسن.

{خَسَارًا (82)} [82] تام.

{وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [83] جائز عند بعضهم، والأولى وصله؛ لعطف جملة الظرف على الجملة قبلها.

{يَئُوسًا (83)} [83] كاف.

{عَلَى شَاكِلَتِهِ} [84] حسن، أي: على نيته. وقيل: على دينه. وقيل: على طريقته.

{سَبِيلًا (84)} [84] تام.

{عَنِ الرُّوحِ} [85] جائز؛ للفصل بين السؤال والجواب، وكذا يقال في نظير ذلك.

{مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [85] حسن. قيل: لم يبين الله تعالى عن أي شيء سألوه من أمر الروح، فلم يجبهم؛ إذ كان في كتبهم: إن أجابكم عن الروح فليس بنبي. والروح: بعض الإنسان، ومنزلتها فيه الأعضاء التي لا يعيش إلَّا بها، فلم يعرف النَّبي صلى الله عليه وسلم عماذا سألوه من أمر الروح عن: قدمها أو حدوثها، أو جوهر أو عرض، أو هي الإنسان الحي أو غيره أو بعضه. وقيل: أراد بالروح القرآن، فنزلت الآية. قال ابن عباس: أرسلت قريش إلى اليهود يسألونهم في شأن محمَّد، هل هو نبي، أم لا؟ فقالوا: نجده في التوراة كما وصفتموه، وهذا زمانه، ولكن اسألوه عن ثلاث، فإن أخبركم بخصلتين ولم يخبركم بالثالثة، فاعلموا أنَّه نبي فاتبعوه وسلوه عن أصحاب الكهف، وذكروا لهم قصتهم، واسألوه عن ذي القرنين؛ فإنَّه كان ملكًا، وكان من أمره كذا وكذا، واسألوه عن الروح، فإن أخبركم عن الثلاث فلا ندري ما هو، فسألته قريش عنها، فقال:«ارجعوا غدًا أخبركم» ، ولم يقل: إن شاء الله تعالى، ففتر عنه الوحي ثلاثة أيام، وقيل: خمسة عشر يومًا، ففرحت قريش، ووجد النَّبي صلى الله عليه وسلم في نفسه فنزل عليه:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ} [الكهف: 23] الآية، وهذا تأديب من الله تعالى لنبيه حين سئل، ووعدهم أن يجيبهم غدًا، ولم يستثن (1).

{إِلَّا قَلِيلًا (76)} [76] تام.

{أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [86] جائز.

{وَكِيلًا (86)} [86] جائز؛ لكونه رأس آية، ولجواز الوقف مدخل لـ «قوم» ، أي: ولكن رحمة

(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 541)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 430

من ربك غير مذهوب بالقرآن امتنانًا من الله ببقائه محفوظًا (1).

{مِنْ رَبِّكَ} [87] كاف.

{كَبِيرًا (87)} [87] تام.

{لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [88] ليس بوقف؛ لأنَّ ما قبله قد قام مقام جواب «لو» ، فكأنه قال: لو كان بعضهم لبعض ظهيرًا لا يأتون بمثله. و «لا يأتون» جواب القسم المحذوف، وقيل: جواب الشرط، واعتذروا عن رفعه بأن الشرط ماضٍ؛ فهو كقوله:

وَإِن أَتاهُ خَليلٌ يَومَ مسغبةٍ

يَقولُ لا غائِبٌ مالي وَلا حَرِمُ (2)

فأجاب الشرط مع تقدم اللام الموطئة في «لئن» الداخلة على الشرط، وهو دليل للفراء ومن تبعه، وعلى كلا التقديرين ليس بوقف؛ لفصله بين الشرط وجوابه.

{ظَهِيرًا (88)} [88] تام.

{مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [89] جائز.

{كُفُورًا (89)} [89] كاف.

{يَنْبُوعًا (90)} [90] جائز، ومثله «تفجيرًا» ، و «قبيلًا» ؛ لأنَّ كلًّا منهما رأس آية، وجميع الأفعال معطوفة على ما عملت فيه «حتى» ، فكأنه قال: حتى تفجر لنا، أو تكون لك، أو ترقى في السماء (3).

{فِي السَّمَاءِ} [93] جائز؛ للابتداء بالنفي بعد طول القصة.

{نَقْرَؤُهُ} [93] تام؛ لتناهي المعطوفات، ولمن قرأ (4):«قل سبحان ربي» بالأمر، وكاف لمن قرأ (5):«قال سبحان ربي» ؛ لأنَّ ما بعده خبر عن الرَّسول، فهو متصل بذلك.

{بَشَرًا رَسُولًا (93)} [93] تام في الموضعين.

{الْهُدَى} [94] ليس بوقف؛ لأنَّ فاعل «منع» لم يأت بعد، وهو «أن قالوا» ، و «أن يؤمنوا»

(1) انظر: المصدر السابق (17/ 545).

(2)

هو من البسيط، وقائله زهير بن أبي سلمى، من قصيدة يقول في مطلعها:

قِف بِالدِيارِ الَّتي لَم يَعفُها القِدَمُ

بَلى وَغَيَّرَها الأَرواحُ وَالدِيَمُ

سبق وأن ترجمنا له.-الموسوعة الشعرية

(3)

انظر: تفسير الطبري (17/ 548)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(4)

وهي قراءة نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف. انظر هذه في: إتحاف الفضلاء (ص: 286)، البحر المحيط (6/ 80)، التيسير (ص: 141)، الغيث للصفاقسي (ص: 275)، النشر (2/ 309).

(5)

وجه من قرأ بألف، أي: بصيغة الماضي إخبارًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ووجه من قرأ: {قُلْ} بصيغة الأمر، من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. انظر: المصادر السابقة.

ص: 431

مفعول ثانٍ لـ «منع» ، والتقدير: وما منع الناس من الإيمان وقت مجيء الهدى إياهم إلَّا قولهم: أبعث الله بشرًا رسولًا.

{بَشَرًا رَسُولًا (94)} [94]، و {مَلَكًا رَسُولًا (95)} [95] في الموضعين -تام.

{مُطْمَئِنِّينَ} [95] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب «لو» .

{وَبَيْنَكُمْ} [96] كاف.

{بَصِيرًا (96)} [96] تام.

{الْمُهْتَدِ} [97] كاف؛ للابتداء بالشرط. وقرأ نافع، وأبو عمرو بإثبات الياء وصلًا وحذفها وقفًا هنا، وفي الكهف، وحذفها الباقون في الحالتين (1).

{مِنْ دُونِهِ} [97] كاف؛ لأنَّ الواو لا تحتمل الحال والعطف، فكانت استئنافًا.

{وَصُمًّا} [97] حسن.

{مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} [97] أحسن منه؛ لأنَّ «كلما» منصوبة بما بعدها، ومعنى «خبت»: سكن لهبها بعد أن أكلت لحومهم وجلودهم، فإذا بُدِّلُوا غيرها عادت كما كانت.

{سَعِيرًا (97)} [97] كاف.

{وَرُفَاتًا} [98] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده بقية القول.

{جَدِيدًا (98)} [98] تام؛ لتمام القول.

{لَا رَيْبَ فِيهِ} [99] حسن؛ لانتهاء الاستفهام.

{إِلَّا كُفُورًا (99)} [99] تام.

{خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [100] كاف.

{قَتُورًا (100)} [100] تام.

{بَيِّنَاتٍ} [101] جائز، ومثله «بني إسرائيل» إن نصب «إذ» باذكر مقدرًا، أي: فاسأل عن قصة بني إسرائيل إذ جاءهم، سلَّى نبيه محمَّدًا بما جرى لموسى مع فرعون وقومه، وليس بوقف إن جعل «إذ» معمولًا لـ «آتينا» ، ويكون قوله:«فاسأل بني إسرائيل» اعتراضًا.

{مَسْحُورًا (101)} [101] كاف.

{بَصَائِرَ} [102] حسن. وقال الدينوري: تام، أي: أنزلها بصائر، فبصائر حال من مقدر بناء على أنَّ ما بعد «إلَّا» لا يكون معمولًا لما قبلها، وقيل: ما قبلها يعمل فيما بعدها وإن لم يكن مستثنى ولا

(1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 286)، التيسير (ص: 142)، الحجة لابن خالويه (ص: 221)، السبعة (ص: 385، 386)، الغيث للصفاقسي (ص: 275)، الكشف للقيسي (2/ 53)، النشر (2/ 309).

ص: 432

مستثنى منه ولا تابعًا له (1).

{لَقَدْ عَلِمْتَ} [102] ليس بوقف على القراءتين في «علمت» ؛ فقد قرأ الجمهور (2): «علمتَ» بفتح التاء على خطاب موسى لفرعون وتبكيته في قوله: إنه مسحور، أي: قد علمت أن ما جئت به ليس سحرًا. وقرأ الكسائي (3): «علمتُ» بضم التاء، بإسناد الفعل لضمير موسى، أي: إني متحقق أن ما جئت به هو منزل من عند الله.

{مَثْبُورًا (102)} [102] كاف. و «جميعًا» ، و «الأرض» ، و «لفيفًا» كلها وقوف كافية. قال السجاوندي: ما قبل «لفيفًا» بيان وعد الآخرة في المآل، وما بعده بيان حقيقة القرآن في الحال بأنَّه حق وما جاء به حق (4).

{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ} [105] حسن؛ للمغايرة بين الحقين؛ فالأول: التوحيد. والثاني: الوعد، والوعيد.

{وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} [105] تام؛ للابتداء بالنفي.

{وَنَذِيرًا (105)} [105] كاف، إن نصبت «قرآنًا» بفعل مقدر، فكأنَّه قال: وفرقنا قرآنًا فرقناه، وليس بوقف إن نصبته عطفًا على ما قبله، ويكون من عطف المفردات، أو نصب بـ «فرقناه» ، أو نصب بـ «أرسلناك» ، أي: وما أرسلناك إلَّا مبشرًا ونذيرًا، وقرآنًا، أي: رحمة لهم.

{عَلَى مُكْثٍ} [106] جائز، أي: تؤدة وتطاول في المدة شيئًا بعد شيء.

{تَنْزِيلًا (106)} [106] تام.

{أَوْ لَا تُؤْمِنُوا} [107] حسن، ومثله «سجدًا» على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على «يخرون» .

{سُبْحَانَ رَبِّنَا} [108] حسن، و «إن» مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة، والمعنى: أن ما وعد به من إرسال محمَّد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن عليه قد فعله وأنجزه؛ فـ «إن» بمعنى: قد.

{لَمَفْعُولًا (108)} [108] كاف.

{يَبْكُونَ} [109] جائز، وهو حال من الضمير في «ويخرون» ، فكأنه قال: ويخرون

(1) انظر: تفسير الطبري (17/ 568)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(2)

انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 86)، تفسير الرازي (21/ 65)، الغيث للصفاقسي (ص: 276)، التيسير (ص: 141)، النشر (2/ 309).

(3)

وجه من قرأ بضم التاء؛ أنه مسند إلى ضمير موسى عليه السلام. ووجه من قرأ: بالفتح على جعل الضمير للمخاطب وهو فرعون. انظر: المصادر السابقة.

(4)

انظر: تفسير الطبري (17/ 568)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 433

للأذقان باكين.

{خُشُوعًا ((109)} [109] تام.

{أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [110] حسن، ثم يبتدئ «أيًّا ما تدعوا» ؛ وذلك أن «أيًّا» منصوبة بـ «تدعوا» على المفعول به، والمضاف إليه محذوف، أي: أيُّ الاسمين، وهما: لفظ الله، والرحمن. و «تدعوا» مجزوم بها، فهي عاملة معمولة.

{تَدْعُوا} [110] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب الشرط.

{الْحُسْنَى} [110] كاف.

{وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [110] جائز.

{سَبِيلًا (110)} [110] تام، على استئناف ما بعده.

{وَلَدًا} [111] حسن، ومثله «الملك» ، وكذا «من الذل» .

{تَكْبِيرًا (111)} [111] تام.

ص: 434