الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الْغَدَ مِنْ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَتَشَهَّدَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِِنِّي قُلْتُ أَمْسَ مَقَالَةً وَإِِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ وَإِِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ الْمقَالة الَّتِي قلت فِي كتاب الله وَلَا عَهْدٍ عَهِدَهُ إِِلَيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ فَإِِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَإِِنَّ اللَّهَ قد جعل بَيْنكُم نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ فَاعْتَصِمُوا بِهِ تَهْتَدُوا لِمَا هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ثُمَّ إِِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ وَثَانِي اثْنَيْنِ وَإِِنَّهُ أَوْلَى النَّاسِ بِأُمُورِكُمْ فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِك فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة وَكَانَ بيعَة الْعَامَّة على الْمِنْبَر.
2176-
أَنبأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدثنَا ابْن الْمُبَارك أَنبأَنَا معمر وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ.. فَذكر نَحوه.
2177-
أَنبأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيم أَنبأَنَا الْمقري حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كنت عد أَبِي بَكْرٍ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَتَمَثَّلْتُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا
…
يُوشِكُ أَن يكون مَدْفُونا
فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ لَا تَقُولِي هَكَذَا وَلَكِنْ قُولِي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} ثُمَّ قَالَ فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ فَقَالَ كفنوني فِي ثوبي هاذين وَاشْتَرُوا إِلَيْهِمَا ثَوْبًا جَدِيدًا فَإِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ وَإِنَّمَا هِيَ لِلْمِهْنَةِ.
2178-
أخبرنَا أَبُو عرُوبَة حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ أَيُّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ قَالَ إِِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَمُوتَ فِيهِ فَمَاتَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ عشيته وَدفن لَيْلًا.
2-
بَاب فضل عمر بن الْخطاب رضي الله عنه
2179-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ معرف حَدثنَا زيد
ابْن الْحُبَابِ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أعز الدّين بِأحب هذَيْن الرجلَيْن إِلَيْك أبي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ أَوْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ" فَكَانَ أحبهما إِلَيْهِ عمر بن الْخطاب رضي الله عنه.
2180-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنَصَيبِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْفَرْوِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمَاجِشُونِ حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِِسْلامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخطاب خَاصَّة".
2181-
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِِسْحَاقَ يَقُولُ حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمْ تَعْلَمْ قُرَيْش بِإِسْلَامِهِ فَقَالَ أَي أهل مَكَّة أفشى لِلْحَدِيثِ فَقَالُوا جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَأَنا أَتْبَعُ أَثَرَهُ أَعْقِلُ مَا أَرَى وَأَسْمَعُ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا جَمِيلُ إِِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً حَتَّى قَامَ عَامِدًا إِِلَى الْمَسْجِدِ فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُرَيْشٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ فَقَالَ عُمَرُ كَذَبَ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ وَآمَنْتُ بِاللَّهِ وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ فَثَاوَرُوهُ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى رَكَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ حَتَّى فَتَرَ عُمَرُ وَجَلَسَ فَقَالَ افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ فَوَاللَّهِ لَوْ كُنَّا ثلثمِائة رجل لقد تَرَكْتُمُوهَا أَو تركناها لكم فَبينا هم كَذَلِك قيام إِِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةُ حَرِيرٍ وَقَمِيصٌ موشى فَقَالَ مَا لكم فَقَالُوا إِن ابْن الْخطاب قد صَبأ فَقَالَ فَمَهْ امْرُؤٌ اخْتَارَ دِينًا لِنَفْسِهِ أَفَتَظُنُّونَ أَنَّ بَنِي عَدِيٍّ تُسْلِمُ إِِلَيْكُمْ صَاحِبَهُمْ قَالَ فَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا انْكَشَفَ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ يَا أَبَة مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَدَّ عَنْكَ الْقَوْمَ يَوْمَئِذٍ قَالَ يَا بني ذَاك الْعَاصِ بن وَائِل1.
2182-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا أَسْلَمَ عمر أَتَى جِبْرِيل صلوَات الله عَلَيْهِ وَسلم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّد لقد
1 وَالِد عَمْرو بن الْعَاصِ فاتح مصر وَغَيرهَا.
استبشر أهل السَّمَاء بِإِسْلَام عمر رضي الله عنه
2183-
أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدثنَا عبد الرَّزَّاق أَنبأَنَا الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ثَوْبًا أَبيض فَقَالَ: "أجديد ثَوْبك أم غسيل" قَالَ بَلْ جَدِيدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا" قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَزَادَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد ويرزقك الله قُرَّة الْعين فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
2184-
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَنبأَنَا سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ على لِسَان عمر وَقَلبه".
2185-
أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَهِيمُ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَري أَنبأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُول بِهِ" قَالَ ابْنُ عُمَرَ مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِِلا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْو مِمَّا قَالَ عمر رضي الله عنه.
2186-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِِنِّي لأَحْسَبُ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنْكَ يَا عمر".
2187-
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الصَّباح أَنبأَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عُمَرَ بن الْخطاب من أهل الْجنَّة".
2188-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ قَالُوا لشاب من قُرَيْش فَظَنَنْت أَنِّي أَنا قلت وَمن هُوَ قَالُوا عمر بن الْخطاب رضي الله عنه".
2189-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالُوا لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لِي فَقلت من هُوَ قَالُوا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَا أَبَا حَفْصٍ لَوْلا مَا أَعْلَمُ مِنْ غَيْرَتِكَ لَدَخَلْتُهُ" فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَيْهِ فَإِنِّي لن أغار عَلَيْك.
2190-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ يَصْنَعُ الأَرْحَاءَ وَكَانَ الْمُغِيرَةِ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَة دَرَاهِمَ فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ وَأَحْسِنْ إِِلَى مَوْلاكَ فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَالَ وَسِعَ النَّاس كلهم عدله غَيْرِي فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ فَاصْطَنَعَ خَنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ وَسَمَّهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ كَيفَ ترى هَذَا فَقَالَ أرى إِِنَّكَ لَا تَضْرِبُ بِهَذَا أَحَدًا إِِلا قَتَلْتَهُ قَالَ وَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ فَجَاءَهُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ وَكَانَ عُمَرُ إِِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يَقُولُ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَقَالَ كَمَا كَانَ يَقُول فَلَمَّا كبر عمر وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ وَوَجَأَهُ فِي خاصرته وَسقط عُمَرُ وَطَعَنَ بِخَنْجَرِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ وَحُمِلَ عُمَرُ فَذُهِبَ بِهِ إِِلَى مَنْزِلِهِ وَصَاحَ النَّاسُ حَتَّى كَادَتْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَنَادَى النَّاسَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلاةَ الصَّلاةَ قَالَ فَفَزِعُوا إِِلَى الصَّلاةِ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ تَوَجَّهُوا إِِلَى عُمَرَ فَدَعَا عُمَرُ بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جُرْحِهِ فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ1 فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَنَبِيذٌ هُوَ أَمْ دَمٌ فَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَقَالُوا لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمنِينَ فَقَالَ إِِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ يَقُولُونَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتَ وَكُنْتَ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ وَيَجِيء أَقوام آخَرُونَ فيثنون عَلَيْهِ فَقَالَ
1 النَّبِيذ منقوع التَّمْر أَو غَيره مِمَّا يكون مِنْهُ شراب حُلْو وَيُسمى نَبِيذ وَإِن لم يسكر.