المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جبران خليل جبران - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ٩

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌جبران خليل جبران

‌جبران خليل جبران

كاتب لبنانى، وفنان وشاعر، ولد يوم 6 يناير (السمير مجلد 3، ج 2، ص 52؛ Young، ج 7، ص 14) أو 4 ديسمبر (نُعَيمَة، ص 15) سنة 1883 في بشَريّ. والتفصيلات التي رويت عن طَفولته مبتدعة في كثير من الأحيان أو خيالية (نعيمة، ص 14 - 96، Young ب 7، ص 16 - 18، وفي مواضع مختلفة"). ويتفق كتاب التراجم على أن عام 1895 هو الذي هاجر فيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أمه كاملة رحمة (المتوفاة يوم 28 يونية سنة 1903) وشيقتيه ماريانا وسلطانة (المتوفاة يوم 4 أبريل سنة 1902) وأخيه لأمه بطرس (المتوفى يوم 12 مارس سنة 1903). واستقرت الأسرة في تشيناتون Chinatown هي ناحية فقيرة من نواحى بوسطن (نعيمة، ص 29 - 30)، حيث التحق جبران بالمدرسة الابتدائية (السمير، الموضع المذكور). وعاد إلى بيروت يوم 13 أغسطس سنة 1898 (كرم: رسالة جامعية، ص 33). وكانت معرفته باللغة العربية وقتذاك أولية. وما من شك في أن السنوات الثلاث التي قضاها في الدراسة بكلية "لاساجس" College de la Sagesse (بيروت) قد سدت هذه الثغرة إلى حد ما. وفي عام 1902 غادر لبنان وسافر إلى باريس، وقام بزيارة قصيرة لنيويورك، وكان في بوسطن في يناير سنة 1903، وهو عام حدثت فيه كوارث لم ينج منها إلا ماريانا (السمير، في الموضع المذكور! نعيمة، ج 1، ص 50، 60؛ Young، ج 7، ص 185). وفي عام 1904 أقام معرضا لرسومه ولكنه لم يصادف نجاحا (Young، في الموضع المذكور؟ خير الله، ص 17 - 18)، وراسل الجريدة العربية "المجاهد"، التي كان يحررها في نيويورك أ. الغُرَيب. وترجع علاقته شبه الإنسانية بمارى هاسكل إلى هذه الفترة.

أما فيما يختص بإقامته في باريس (14 يولية سنة 1908 - 22 أكتوبر سنة 1910) فقد ثبت أخيرًا أنه لا صحة لما قيل من أنه كان يحضر بانتظام الدراسات التي كانت تلقى بمدرسة الفنون الجميلة، أو أنه تتلمذ

ص: 2646

على رودان (حُوَيِّك، ص 208 - 209) وعاد إلى بوسطن بعد انعقاد المؤتمر السياسي العربي في باريس، وألف جمعية تدعى الحلقة الذهبية (مصادر لم تنشر بعد؛ مسعود ص 240)؛ ثم طاب له المقام في نيويورك (خريف عام 1912) واشترك مع ن. عريضة في تحرير "الفنون"(سنة 1913)، وهي إحدى الدوريات العربية التي حلت محلها "السائح". ثم شرع يشق لنفسه طريقا في الآداب الأمريكية، وبدأ العمل في دورية تسمى "الفنون السبعة Seven Ars" (Wolf: المقدمة، ص 15) وأقام في الوقت نفسه ثلاثة معارض (1914 - 17) ونشر قصيدته الفلسفية العربية "المواكب"(مرآة الغرب، سنة 1918)، وأول مصنف له بالإنكليزية هو "المجنون" The Madman (سبتمبر سنة 1918) وجمعت مقالاته التي كتبها بالعربية في هذه الفترة في كتابى "العواصف"(سنة 1920) و"البدائع والطرائف"، (سنة 1923).

وأهم حدث جدير بالذكر في عام 1920 هو تأسيس الجمعية الأدبية المسماة "الرابطة القلمية" برئاسته، وكان لها تأثير حاسم في الأدب العربي المعاصر. وأصبحت مقالات جبران بالعربية منذ ذاك أقل عددًا. ومن جهة أخرى ازدادت حصيلة رسومه، وكتب باللغة الإنكليزية "البشير - The Forerun ner"(سنة 1920) و "النبي The Prophet"(سنة 1923) و "رمال وزبد" Sands and Foams" (سنة 126) و"يسوع ابن الإنسان Jeasus، Son of Man" (سنة 1928)، وأرباب الأرض The Earth Gods"(سنة 1931) ثم ظهر كتابان نشرا بعد وفاته هما "الجوّال The Wanderer(سنة 1932) حديقة النبي The Garden of The Prophet(سنة 1933). وتنم رسائل له كتبها في العقد الأخير عن حنين شديد لوطنه، وتلهف لاحد له على "الكلمة المجنحة" التي لم يستطع أن يعبر عنها. ومات في نيويورك يوم 10 أبريل سنة 1931 (نعيمة ص 7؛ ج 7، ص 147) ونقل جثمانه إلى بيروت يوم 21 أغسطس سنة 1931، ودفن في مار- سركيس (بشَرَى).

ص: 2647

ولا يمكن تقبل ما قام به نعيمة من تصنيف لآثاره دون قيد ولا شرط. والسمة الغالبة التي تكشف عنها آثاره، هي رومانسية تعكس "سوءة عصر" مماثل للسوءة التي عرفتها أوربا في القرن التاسع عشر. وهناك السلسلة نفسها من الموضوعات: ثورة في الأوضاع الاجتماعية والدينية والأدبية، وجيشان غنائى، والطبيعة والحب والموت، ممزوجة بذكريات وبوطنه، وقلق على المستقبل، حيث تنتهي سوداوية غيبته بصفاء صوفى، ويُسْلمِ تنوع المخلوقات إلى وحدة الكون (إرم ذات العماد). والحق أن قصتيه "عرائس المروج"(سنة 1906) و "الأرواح المتمردة"(سنة 1908) الروايته "الأجنحة المتكسرة"(سنة 1912) لا تفى كل الوفاء بشرائط الرواية المتعارف عليها، فهي ليست إلا تهيئة لثورة أو لعرض غنائى خالص. وانتزعته الهجرة من أصوله واحتضنته الحضارة الغربية فتجنب النظام الصارم الذي انتهجه التقليديون وأنكر براعاتهم اللغوية الباهرة وصنعتهم البالية. ومن ثم استوحى النسخة العربية للكتاب المقدس. وانمحت في كتاباته كل صعوبات الشكل، واستحالت ضربًا من الموسيقى الباطنية تفيض بصور ورؤى شبه أسطورية. والمفردات التي يستخدمها جبران محدودة جدًّا وتتبدى أشيع الكلمات كأنما هي جديدة يغنيها تعدد ما تنطوى عليه من قدرات على التعبير. ومهما يكن شيء فإن هذا النثر الجديد الشعرى المتحرر إلى حد ما لم يعجز مع ذلك عن أن يثير النقد من الدوائر المحافظة.

وأعماله بالإنجليزية امتداد لمقالاته العربية، ويمكن أن نجد فيها الخرافة ذات المغزى الأخلاقى والأمثال وأسلوب الكتاب المقدس واللمحة الشرقية الخالصة. وليس من شك في أن شخصية يسوع، وهي موضوع مؤلفاته الأولى، تحققت على أكمل صورة في مصنفاته "يسوع المسيح"؛ وأرباب الأرض هي التعبير الكامل عن النظرة الصوفية، ورائعته "النبي" هي البؤرة التي تتركز وتتجمع فيها عناصر متناثرة في أعمال الأولى. والفكرة فيها منتزعة من المنطق، وفيها تتحول إلى

ص: 2648

مشاعر وجو اجتماعى. ورمز المصطفى هو مظهر الإنسان الأسمى في طريقه إلى الأقدس، لكى يجد الحقيقة كاملة في شخص يسوع.

ولابد أن نرفض القول الذي لا أساس له بأن هذا المصنف كتبت مسودته بالعربية ثلاث مرات قبل أن يصل إلى صورته النهائية باللغة الإنجليزية (المشرق عدد 37؛ Young، ص 53 - 58، 185).

وقد تأثر، في أعماله الأدبية والفنية على السواء، تأثرًا كبيرًا بنيتشه وبليك والكتاب المقدس وردان والرومانسية الغربية، في وقت واحد مع ذكريات عن الصوفية الشرقية.

ونرى لزاما علينا، بالإضافة إلى هذا، أن ننوه بالارتباط الوثيق بين نثره الشعرى ورسومه الرمزية، فالشاعر يثير خياله الفنان، وهذا الأخير بدوره يستمد من الشاعر دينامية خياله.

والترجمة التي قام بها أنطونيوس بشير لمؤلفاته بالإنجليزية إما مطولة مملة أو مقتضبة مخلة، ولهذا لا يعترف به المحافظون مؤلفا لأى رائعة باللغة العربية. كما أن المؤرخين للأدب الإنجليزى الأمريكى ومؤرخى الفن لا يعدونه شخصية هامة. ومع ذلك يظل أمامنا. أن نسلم بأنه مؤلف كبير يمثل الأدب العربي الجديد، وأنه يعكس صورة أمة تتعذب، وأنه مصدر للإلهام في الشعر العربي المعاصر.

المصادر:

(1)

Brockelmann، ج 3، ص 457 - 471.

(2)

Elements de Bio- N .A. Daghir bibliographie ج 2، بيروت سنة 1956.

(3)

جبران: المجموعة الكاملة، 3 مجلدات، بيروت سنة 1949.

(4)

مؤلفات بالإنجليزية نشرها Heinemann ، Knopi .

(5)

رسائل سنة 1951.

(6)

ح. حاوى: خليل جبران، رسالة دكتوراه، كمبردج سنة 1959.

(7)

ى. حُوَيِّك: ذكرياتى، بيروت سنة 1958.

ص: 2649