المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المصادر: (1) الإدريسي، الأصل، ص 177، الترجمة بعنوان Description de L'Afrique - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ٩

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: المصادر: (1) الإدريسي، الأصل، ص 177، الترجمة بعنوان Description de L'Afrique

المصادر:

(1)

الإدريسي، الأصل، ص 177، الترجمة بعنوان Description de L'Afrique et de l'Espagne. ص 213.

(2)

أبو الفدا، الأصل ص 68 والترجمة بعنوان Geographie d'Aboulfeda. ص 85.

(3)

مراصد الاطلاع ج 5، ص 33 وما بعدها.

(4)

ابن خلدون، ترجمة ده سلان، ج 4، الفهرس.

(5)

دائرة المعارف، ج 6، ص 383 - 386.

(6)

Zur Spanish-: Seybold arabischen Geographie die Provinz Cadiz، هال سنة 1906 م مادة قادس.

(7)

Spanien and Portugal: Baedker ' وبه خرائط.

(8)

History of the Muh.: Cayangos Dyn. in Spain ج 3، ص 355 "ثم انتزع محمد بعد ذلك جبل طارق من بنى مرين، وكان يلقب بالغنى بالله" وانظر في الفهرس مادة جبل طارق - Jebal Tank " استرده محمد الرابع" وقد أخطأ جايانجوس هنا في فهم ما جاء في المقرى، ج 1، ص 395. ذلك أن المقصود في هذا المقام هو غزو محمد الخامس الجزيرة الخضراء عام 1369.

[تسيبولد C.F. Seybold]

‌جحا

ويقال جحى: لقب رجل جعله الخيال الشعبي بطلا لبضع مئات من الملح والحكايات والنوادر. وأقدم إشارة أدبية لهذا الاسم ترجع إلى النصف الأول من القرن الثالث الهجرى (التاسع الميلادي) وقد وردت في الجاحظ الذي يسلك جحا في عداد غيره ممن اشتهروا بحماقاتهم ("رسالة في الحَكَمين"، طبعة بلا Pellat في مجلة المشرق، سنة 1958، ص 431) ونسبت إليه مكايد عقيمة ونزعة عجيبة إلى ارتكاب الأخطاء والوقوع في المحذور. ويروى الجاحظ أيضًا (كتاب البغال، طبعة بلا، القاهرة سنة 1935، سنة 36)

ص: 2667

قصة مستقاة من أبي الحسن (المدائنى؟ ) يدلى فيها جحا بردّ ذكى مفحم غير متوقع على حِمْصى (يعد أهل حمص بلداء الفهم بخاصة؛ انظر IOOI Cantes: R. Basset، ج 1، ص 427 - 428، 451 - 452). وسرعان ما أصبح جحا- بكلمة عارضة قيلت في أيام الجاحظ- الشخصيةَ الرئيسية التي تدور حولها طائفة من القصص بنيت منها مجموعة شتى مجهولة المصنف عرفت باسم "كتاب نوادر جحا" الذي ذكره كتاب الفهرست "كتب عام 377 هـ = 987 - 988 م) في القرن التالي (ج 1، ص طبعة القاهرة، ص 435) وقد استقى كتاب متأخرون من كتاب نوادر جحا، نخص بالذكر منهم الآبى المتوفى سنة 422 هـ (1030 م) في "نثر الدرر" (مخطوط دار الكتب)، والميدانى المتوفى سنة 815 هـ (1124 م). والميدانى إذ يسجل القول المأثور "أحمق من جحا" يستشهد بثلاث نوادر ويضيف أن جحا من بنى فزارة وأنه يكنى بابى الغصن. وقد ذكر هذا أيضًا في غير ذلك من الكتب وهي "نثر الدرر"، و "صحيح" الجوهرى المتوفى حوالي سنة 400 هـ (1009 م)، و "أخبار الحمقى والمغفلين" (دمشق [1926]) لابن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ 1200 م)، و"عيون التواريخ" (مخطوط باريس، رقم 1588، 160) لابن شاكر الكتبى المتوفى سنة 764 هـ (1363 م)، وحياة الحيوان"(انظر مادة "داجن" فيه) للدميرى المتوفى سنة 808 هـ (1405 م)، و"القاموس"(مادة د ج ن، ج ح و، غ ص ن)، و"لسان العرب"(مادة غ ص ن)، و "مُضْحك العبوس"(مخطوط مجهول المؤلف في دار الكتب، رقم 102 وأدب). أما عن اسمه فقد اختلف باختلاف المصادر، فقد قيل: نوح، ودُجَين ي والدجين) بن ثابت ي وابن الحارث)، ثم أخيرًا عبد الله. وما من كتاب من هذه الكتب قد شك في وجوده، فنثر الدرر يقول إنه نيف على المائة، وتوفى في الكوفة في خلافة أبي جعفر المنصور (136 - 158 هـ = 754 - 775 م)، ويشير إلى نص مفقود الآن

ص: 2668

ورد في الجاحظ استشهد إلى ذلك بقصيدة لعمر بن أبي ربيعة المتوفى عام 93 هـ (712 م) جاءت فيها إشارة إلى جحا (ولكن هذه القصيدة لم تظهر في ديوان هذا الشاعر) أما ابن الجوزي الذي يدافع عن وجود جحا فيقرر أنه إنما كان مغفلا وأن جيرانه الذين كان يتندر بهم هم الذين نسبوا إليه الحكايات التي نعرفها. وهو يذكر من معاصريه مكى بن إبراهيم (سنة 116 - 214 أو 215 هـ = 634 - 830 أو 831 م؛ انظر تهذيب التهذيب، هذه المادة، وقد أخذ هذه الفقرة من ابن الجوزي صاحب كتاب نزهة الأدباء، ولكن الترجمة التي وردت في كتاب Fourberies [انظر المصادر] ص 4 - 5 يجب تصويبها) كما يذكر بعض النوادر التي تصله حقا بشخصيات بعينها من أعلام النصف الأول من القرن الثاني الهجرى (الثامن الميلادي) وخاصة أبى مسلم والمهدى.

ويذكر كتاب السير محدثا ضعيف الشهرة هو أبو الغصن دُجين بن ثابت اليربوعى البصري كانت أمه مولاة لأم أنس بن مالك؛ ويقال إن هذا التابعى الذي روى الأحاديث عن أنس، وأسلم (مولى عمر) وهشام بن عروة، ونقلها إلى ابن المبارك، ووقيع، بل الأصمعى، كان يعرف بجحا، ومن ثم كان يخلط أحيانا بالمترجم له. ويرفض ابن حجر العسقلانى المتوفى سنة 852 هـ (1449 م) القول بأن الاثنين هما رجل واحد (لسان الميزان، مادة دجين)، ولكن فقرة أقدم وأوضح في الكتبى (كتابه المذكور) تلمح إلى حل لهذه المشكلة، فهي تقول في هذا الصدد إن دجين الملقب بجحا توفي سنة 160 هـ (777 م) ولكنها تضيف أن ابن حبان يذكر أنه قد خلط بين رجلين، أحدهما دجين المحدث (البصري)، والآخر نوح (أي جحا الذي استقر في الكوفة) لأن الرجلين توفيا سنة 160 هـ. وهذا التوافق، على أقل تقدير، عجيب، وليس من المستحيل أن يكون محدث البصرة قد وقع فريسة لكيد أهل الكوفة، وما لم تتوفر لنا زيادة في المعرفة بهذا الموضوع فإنه ما من داع إلى الشك في الوجود التاريخي لجحا الذي ربما يكون قد سمى إلى ذلك أبا لغصن نوحا

ص: 2669

الفزارى. ويعد بعض الكتاب من الشيعة جحا شيعيا ويجعلونه محدثا هو وأبو نواس وبُهلول. والواقع أن الاستراباذى في كتابه "منهاج المقال"(طهران سنة 1888، ص 258) يذكر "مسند أبي نواس وجحا وبهلول. . وما رووا من الحديث" الذي كان في حوزة أبي فارس شجاع الأرَّجانى المتوفى سنة 320 هـ (932 م؛ انظر. J - M. Breue histoire de la Litt. ar.: Ahd El Jalil باريس سنة 1943، ص 169).

والسيوطى المتوفى سنة 911 هـ (1505 م) الذي كانت بين يديه بلا ريب مصادر ليست في متناولنا رأى في جحا (انظر القاموس) تابعيًا سليم الطوية، وصرح بان معظم النوادر التي كان هو بطلها ليس لها سند. ويثبت هذا أن هذه الشخصية كانت معروفة في مصر حق المعرفة، ولكن السيوطي لا يلقى أي ضوء مطلقًا على المشكلة التي تبرز أمامنا اليوم، وقوامها أنه حدث في تاريخ غير محدد حوالي نهاية القرون الوسطى أن ظهر بين الأتراك شخصية رمزية أخرى باسم نصر الدين خوجه قد أخذت من بعض الوجوه، وفي تركية على الأقل، محل جحا. والحق إن أول نسخة عربية لمجموعة نوادر جحا المطبوعة على الحجر في بولاق سنة 1880 تقريبا قد حملت العنوان غير المتوقع "نوادر الخوجه نصر الدين الملقب بجحا الرومى"، وعمد المصريون مرة أخرى إلى جعل نصر الدين وجحا شخصا واحدًا.

وعدد باسيه (Fourberies: R. Basset انظر المصادر) أن هذا الخلط نشا من أن "كتاب نوادر جحا" الأولى قد ترجم إلى التركية في القرن التاسع الهجرى (الخامس عشر الميلادي) أو العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادي) وأن هذه النسخة التركية التي اقتبست وتوسع فيها قد ترجمت بدورها إلى اللغة العربية في القرن الحادي عشر الهجرى (السابع عشر الميلادي)، وإذا كان هذا القول يتفق مع الحقيقة، فإن القول الأول لا يسلم بما جاء فيه كل التسليم، ولدينا كل الأسباب التي تدعونا إلى الاتفاق مع كريستنسن (Christensen. انظر المصادر) على أن

ص: 2670

"حماقات" نصر الدين كانت مجموعة مستقلة ضمت إليها حكايات جحا التي انتقلت بالرواية الشفوية. على أننا يجب أن نلاحظ هنا أن دخول شخصية جحا عند الأتراك ربما يكون قد حدث عن طريق بلاد الفرس حيث اكتشف كريستنسن (Tuhi in Parsian Litersian vented to E.G. Brownr .. كمبردج سنة 1922 ص 129 - 136) بعض شواهد قديمة عن جحا (جحى أو جوحى) وخاصة في مثنوى جلال الدين الرومى وفي "بهارستان" لجامى المتوفى سنة 898 هـ (1492 م).

وهذا النهج الذي دعا إليه كريستنسن، وهو القائم على البحث عن حكايات حول جحا في الكتابات السابقة على التاريخ المزعوم لظهور نصر الدين، قد طبَّقه حديثًا عبد الستار أحمد فراج في كتابه "أخبار جحا"(القاهرة من غير تاريخ [سنة 1954]) مستقلا عن غيره ونجح في هذا التطبيق. فقد أفاد عبد الستار من مادة نصر الدين في هذه الدائرة (الطبعة الأولى، بقلم بجراكترفج) وبدأ بحثه بنظرية رينيه باستيه دون أن يشير إلى كتب هذا المستشرق البارز، وحاول إلى حد أن يستعيد المصنف الأصلي "كتاب نوادر جحا" بتحليل مستكشف للآثار الأدبية القديمة بالعربية" وقد استطاع بهذه الطريقة أن يكتشف حوالي 166 نادرة ثلثاها (107) ظهرت في طبعة مجموعة "نوادر جحا". أما المائتان وإحدى وأربعون نادرة الأخرى لهذه الطبعة (لم يستبعدها لتوه لأن إقحامها حديثًا أمر واضح) فقد أحصى منها 217 نادرة لم يجد عليها أي شاهد قديم، و 17 ظهر فيها تيمورلنك (القرن الثامن الهجرى- الرابع عشر الميلادي) ثم أحصى آخر الأمر 7 منها احتوت على ألفاظ تركية. ومن هذه الأرقام التي لا يمكن أن تكون نهائية بحال، يمكن أن نخرج بنتيجتين موقوتتين: الأولى أن نسبة النوادر التي حققت في تاريخ متقدم كبيرة بعض الشيء (40 %)؛ والثانية أن الإضافات التي لا شك في أصلها التركى قليلة بعض الشيء أيضًا (% 6) وقد أثبتنا هاتين النسبتين هنا لا لشيء إلا ما توحيان به من دلائل

ص: 2671

ذلك أن المجموعة المطبوعة التي اتخذت أساسا للإحصاء أبعد كل البعد من أن تضم بين دفتيها جميع النوادر الشائعة الملتصقة بجحا، ذلك أن هذه النوادر تنتسب في معظمها إلى الأدب الشعبي العالمى. زد على ذلك أن فراجا لم يدرس جميع الكتب، وبطبيعة الحال تلك الكتب الأكثر مما درس حداثة، وهي تضم نوادر أخرى عن جحا، سواء ظهر فيها اسم جحا أو لم يظهر، ونذكر من هذه الكتب بخاصة: ابن حجة المتوفى عام 837 هـ (1434 م): "ثمرات الأوراق" بولاق سنة 1300 هـ والإبشيهى المتوفى بعد عام 805 هـ (1446 م): "المُستطرف"، القاهرة من غير تاريخ؛ والقليوبى:"النوادر"، القاهرة سنة 1302 هـ (انظر Dio Geschichter und: - Kaliubi's Naw R. Rescher Anekdoten aus adir، شتوتكارت سنة 1920)؛ والبلوى: كتاب ألف باء، القاهرة سنة 1287 هـ و "نزهة الأدباء" وهو مخطوط بالمكتبة الأهلية بباريس رقم 6008، 6710.

وأضاحيك جحا معروفة خارج العالم الإسلامي، وهي تنسب على الساحل الشرقي لإفريقيا إلى أبي نواس ولكن هذه الشخصية شائعة في النوبة (جَوْهَه) وفي مالطة (جَهَن) وفي صقلية وإيطاليا (كيوفا Giufa أو كيوكّا Giuccn)، بل إن ثمة دلائل أكثر على شيوعها في شمالي إفريقية حيث دخلت بلاشك في عصر متقدم في الزمن (يعرف الحُصْرى المتوفى 413 هـ الموافق 1022 م أن رجلا من أعيان القرن الثالث الهجرى الموافق القرن التاسع الميلادي اشتهر ببراعة النكتة ويدعى أبا العَبَر كان يحمل خاتما نقش عليه "توفى جحا في يوم أربعاء وقد كتب يوسف بن الوكيل الميلوى في القرن الحادي عشر الهجرى الموافق السابع عشر الميلادي كتاب "إرشاد من نحا إلى نوادر جحا"، (انظر - Ar. Mss in the tale: L. Nemoy Uni .uersity Lib، نيوهافن سنة 1956، رقم 1203). ومن المحقق أن بعض آثار النسخة العربية الأوّلية بقيت بالعربية أو البربرية، وهي النسخة التي توسع فيها بلاشك بالاعتماد على عناصر من الأدب الشعبي استقيت من مصادر أخرى. وقد نجح موليراس) - A. Moulie eras انظر المصادر) في جمع 60 نادرة

ص: 2672

في بلاد القبائل، ويمكن أن تجد بعضها في عدة دراسات للهجات البربرية (Maerchen der Berbern uon: H Stumme mazraty ليبسك سنة 1900، ص 39 - 40 Zenatia du Mzab: R.Basset باريس سنة 1892، ص 102 - 109؛ الكاتب نفسه: Manuel Kabyle. باريس سنة 1887، ص 37؛ الكاتب نفسه .. . Taxtes، الجزائر سنة 1887، ص 38؛ Gours de longue: S. Ben Sedira: kabyle الجزائر سنة 1887. في مواضع مختلفة؟ : ninL herhere de Bet'tins S. Biarnay الجزائر سنة 1911 ص 130؛ E: Dial berbere du chenous 1 Laoust باريس سنة 1912، ص 185، 190). وكانت شخصية جحا البربرى موضوع تحليل مفصل بعض التفصيل قام به باسيه Eassai sur la: R. Basset litterature Berberes (des . الجزائر سنة 1920 ص 170) وما بعدها) وهو يصدق في معظمه على جحا العربي؛ وأغلب الكتيبات المكتوبة باللهجات العربية تنقل بعض النوادر (انظر بصفة خاصة: Ia We Araha: F. Mornand، باريس سنة 1856، ص 115 - 124 Spahis et 3 Turgos T. Pharaon. باريس سنة 1864 - ص 174 - 210 Mohammed: Enseigne-: Abderrahman .. .ment de I' arahe Parle. الجزائر، الطبعة الثانية سنة 1913. ص 1 - 28؛ Reeunil de hen Yahia themes et: Allanua versions، مستغانم سنة 1890. ص 1 - 66، وفي مواضع اخرى: L.Machuel؟ Methode pour l'etude de 1'arabe park. الجزائر، الطبعة الخامسة، سنة 1900، ص 210 وما بعدها؟ الإشارات الواردة في Arabe dialectal algerien et: H. Peres sahairien، bibiographie، الجز ائر، سنة 1958، ص 111). أما بخصوص مراكش فإن فيها سلسلة من النوادر وردت في C hres tom a tie) G. S.Colin Maracain. باريس، الطبعة الثانية سنة 1955، ص 15 في Recueil de Textes en Arabe Marocain، باريس، سنة 1937 ص 15 - 26). ويزعم المراكشيون أن جحا الحقيقي (زحا) اصله من فاس، وفيها طريق يحمل اسمه) Textes arabes de Ra-: L. Bruno bat، باريس سنة 1931، ص 118) وفي مقابل زحا الفاسى هذا، الشرير

ص: 2673

الفكه، توجد بعض الشخصيات الثانوية تعرف أيضًا بزحا، ولكنها تجسد الريفى المغفل، ويفرق المراكشيون تفريقا فاصلا بين زحاهم الوطنى المتعدد الأشكال وبين جحا المصري الذي خلط بينه وبين نصر الدين في المجموعة المطبوعة.

وقد ظهرت شخصية جحا بطل قصة عدس A. Ades وجوسيبوفيسى - Josipovici de Goha le Sim . Le Livre) A ple، باريس في تاريخ غير معلوم:(حوالي سنة 1916) في السينما قريبا (سنة 1959) في فيلم من نسختين عربية وفرنسية، وهي تقوم على الرواية المذكورة انفا المسماة "جحا" Goha) ولو أن الممثلين التونسيين ينطقون الاسم زحا).

وفي هذه الرواية قلما نستطيع أن نستكشف من جديد شخصية جحا الشعبية، وقد قال السيوطي عنه (فيما رواه شرح القاموس):"فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسال الله أن ينفعه ببركاته (بوصفه تابعَيا) " وكان جحا قليل الحظ من البراعة وسرعة الخاطر، ساذجا، أخرق في بعض الأحيان، ولكنه كان أحيانا فائق البراعة، وقد تبدى من بعد بوجوه شتى كثيرة: فيندر أن يركَبُه الخرق تماما وإنما هو في الأكثر من الأحيان يتظاهر بالغباء وهو ينطوى على المكر الفائق. يتظاهر أحيانا بالسذاجة ليلعب بعقول زملائه أو يمكر بهم ويعيش على حسابهم، ذلك أن الطفيلية كانت هي حياته. وكان غباؤه المصطنع تمليه المصلحة وقلما كانت أغراضه شريفة. وكان جحا إلى ذلك خصب القريحة في تدبير الأمور، مقتدرلم بفضل مهارته في بلوغ الصواب وتخليص نفسه من أشد الىَ زق، فهو يذكرنا بيانورج (1) Panurge أكثر مما يذكرنا بكريبوى (2) Gribo. كما تذكرنا "شيطنته" بأولنشييكل Eulenspiegel (3) .

ومن العجيب حقا أن الأدب الشعبي قد استبقى اسم جحا من بين عدد كبير جدًّا من الشخصيات التي كانت منذ عصر متقدم مضرب المثل بين العرب

(1) يانورج من الشخصيات الرئيسية في أثر راجليه المشهور المعروف باسم Pantagriell.

(2)

كريبوى: اسم علم مشهور من المغلفين.

(3)

أولنشييكل: بطل قصة شعبية ألمانية.

ص: 2674