الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8)
La Vie et l'oeuvre de: A.Karam bran Khalil Gibran، رسالة جامعية، السوربون سنة 1958.
(9)
الكاتب نفسه، في Cenacle Lib- anais مارس سنة 1956.
(10)
J.Lecerf في Stud. isl. ج 1، ج 2، سنة 1953 - 1954.
(11)
هـ مسعود: جبران حيا وميتًا، ساو باولو سنة 1932.
(12)
ميخائيل نعيمة: جبران خليل جبران، بيروت سنة 1934.
(13)
This man from Leba-: B.Young non . . نيويورك سنة 1954.
آدم [أ. ح. كر م A.G.Karam]
جبرائيل
أو جبريل: أشهر الملائكة عند المسلمين. وهو أحد الملائكة الأربعة الكبار المقربين إلى الله وواحد من رسله. وهو موكل بإبلاغ أوامر الله إلى الأنبياء والكشف لهم عن آياته تعالى. ولجبريل شأن هام في القرآن. وقد ذكر النبي {صلى الله عليه وسلم} القصة التي تقول بأن هذا الرسول السماوى يتحدث إلى الأنبياء واعتقد أنه تلقى رسالته ووحيه منه (1). وقد ورد اسم جبريل ثلاث مرات في القرآن، ولكن آيات أخرى مشهورة أشارت إلى ذات نعتتها أو رمزت إليها بـ"الروح" و "المكين" أو أومأت إليها في عرض الحديث. وقد أجمع المفسرون على أن هذه الذات هي جبريل ويؤيد ذلك تمام التأييد مقارنة الآيات بعضها ببعض.
(1) ليس من التحقيق العلمي التعبير عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، ولئن كان كاتب المادة لا يؤمن بنبوته، كما هو البديهى، فقد كان جديرا به أن يعرف أن مئنات الملايين تؤمن بصدقه، فلا يكتب ما يصادرهم في عقائدهم، رعاية لأدب القول، وهو يعلم أن الملائكة ووجودهم وأخبارهم من الغيب الذي وراء المادة، وأنه لا يمكن اقامة الدليل المادى على وجودهم، وإنما يمكن اقامة الدليل العقلى القاطع على وجود الله أولًا، ثم على صحة نبوة الأنبياء، وأنه أرسلهم لهداية البشر، وأنهم أخبروا عن الملائكة، فمن آمن بهم وجب أن يصدق خبرهم في كل ما تحدثوا به عن الغيب. وقد أمكن ذلك في مواضعه من علم الكلام، وأمكن اقامة الدليل على صدق الأنبياء المعروفين، وعلى صدق خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، بما أتوا به من المعجزات، وبما أنزل عليهم من الهدى والبينات، ولن يضيرهم، ولن يضير أديانهم انكار المنكرين، ولا يتسع مقام التعليق تفصيل هذه الأدلة.
ولنبدأ بسورة البقرة، الآية 97 {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَينَ يَدَيهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} . فهذه الآية تبين شأن جبريل في تبليغ القرآن وهي آية من السور المتأخرة على التحقيق. ولكن هذه الآية إنما رددت آية أخرى لا شك في قدمها نعتت الملك المبلغ الوحى بـ"الروح القدس". (سورة النحل، الآية 102 "قل نزله روح القدس من ربك الحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين". ونعت هذا الروح في سورة أخرى من أقدم السور بـ"الرسول" مشفوعًا بصفات من التبجيل والتعظيم (سورة التكوير، الآيات 19 - 21){إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} .
ومن المحتمل أن النبي {صلى الله عليه وسلم} لم يسم لأول وهلة الروح الذي نزل عليه لأن الآيات الثلاث التي ورد فيها اسم جبريل نزلت متأخرة. وفي سورة العلق التي تتصل في أغلب الظن بأول ما نزل من الوحى وما غشى محمد، عندما تلقى الرسالة لم يعين الملك بالاسم أو باللقب بل ذكر الخبر موجز، مقتضبا لايتعلق بشخص، فقد جاء فيها {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
…
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}. وتذكر الرواية أن الوحى نزل أول ما نزل بجبل حراء بالقرب من مكة، حيث قفل النبي {صلى الله عليه وسلم} راجعًا والصوت يسترسل قائلا "يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل".
والمتفق عليه فيما يظهر أن النبي {صلى الله عليه وسلم} سمع الروح دون أن يراه. وفي سورة النجم (الآيات 5 - 16) آيات قوية التعبير صادقة يتضح منها أن النبي {صلى الله عليه وسلم} لم ير الوحى إلا في مناسبتين، وهذه الآيات هي {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} . ودقة هذه التفاصيل لا تترك مجالا للشك في
صدق الرؤيا ثم تقول الرواية إن جبريل أتاه بالبراق بعد هذه الرؤيا.
والظاهر أن النبي {صلى الله عليه وسلم} عرف جبريل من خبر البشارة الواردة في الإنجيل، ولكنه لم يكن في مقدوره أن يعرف الإنجيل من غير وساطة، ولعله سمع ذلك الخبر من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان أو من أحد الحنفية وقد وصلهم هذا الخبر مشوها (1). وفي رأى النبي {صلى الله عليه وسلم} أن الله بعث بروحه إلى مريم فتمثل لها بشرًا سويًا (سورة مريم، الآية 17 و 19). ولم يذكر اسم الروح في هذه الآية ولكنه قال لمريم إنه رسول من ربها يهب لها غلاما. ويذكر النبي {صلى الله عليه وسلم} في سورة التحريم أن مريم قد أحصنت فرجها وأن الله قد نفخ فيه من روحه، فقد جاء في الآية 12 من هذه السورة {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} . وتذهب الرواية إلى أن جبريل قد اقترب من مريم ونفخ في حضنها فحملت.
ونمت هذه القصة نموًا كبيرًا بين المسلمين، ويلاحظ ذلك لأول وهلة كل من يطالع كتاب "مختصر العجائب" (ترجمة كارَا ده فو باسم Abrege des Merveilles) أو من المجلد الأول من تاريخ الطبري الخاص بأخبار فارس (ترجمة زوتنبرغ). وقل من الأنبياء من لم يوح إليه هذا الرسول السماوى أو يؤيده: وقد واسى جبريل آدم بعد خروجه من الجنة وأوحى له بالصحائف الواحدة والعشرين كما علمه زراعة الحنطة وعمل الحديد حروف الهجاء وأخذه إلى مكة حيث علمه مناسك الحج. وجبريل أيضًا هو الذي علم نوحًا كيف يبنى الفلك كما أنه حفظ إبراهيم من حر النار (سورة الأنبياء الآية 69). وكانت له مع هذا الجد صلات كثيرة أخرى. وأعان جبريل موسى على سحرة مصر. وظهر عند خروج بنى إسرائيل من مصر على رمكة بيضاء ليحض المصريين على خوض البحر الأحمر لتطبق عليهم
(1) قد بينا مرارا فيما مضى من تعليقات على بعض المواد أن النبي لم يكن يعرف هذه الكتب التي يسمونها "أناجيل" ولم يقرأ شيئًا منها، ولم يأخذ علما عن أحد من الفلاسفة أو غيرهم، ومن ادعى هذا عجز عن إثباته، ولجأ إلى الدعوى ثم تأكيد الدعوى، من غير دليل.