المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في اللمس - نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد - جـ ١

[اليازجي، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: فِي الخَلْقِ وَذِكْرِ أَحْوَالِ الفِطْرَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا

- ‌فَصْلٌ في الْخَلْق

- ‌فَصْل فِي قُوَّةِ الْبِنْيَةِ وَضَعْفِهَا

- ‌فَصْلٌ فِي حُسْنِ الْمَنْظَر وَقُبْحِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي السِّمَنِ وَالْهُزَالِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأطَوْار وَالأَسْنَان

- ‌فَصْل فِي الْبَصَرِ

- ‌فَصْل فِي السَّمْعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّوْقِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّمِّ

- ‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

- ‌الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الأَخْلاقِ وَلُؤْمِهَاِ

- ‌فَصْل فِي الْجُودِ وَالْبُخْلِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجُبْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَنَفَةِ وَالاسْتِكَانَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكِبَرِ وَالتَّوَاضُعِ

- ‌فَصْلٌ فِي سُهُولَةِ الْخُلُقِ وَتَوَعُّرِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّفَهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّلاقَةِ وَالْعُبُوسِ

- ‌فَصْلٌ فِي الظَّرْفِ وَالسَّمَاجَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَلادَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكَيسِ وَالْحُمْقِ وَذِكْر الْجُنُون وَالْخَرَف

- ‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

- ‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجُوعِ وَالشِّبَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَطَش وَالرِّيّ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

- ‌فَصْلٌ في الاعْتِلالِ وَالصِّحَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَوَارِضِ الطَّبِيعِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحُمِّيَّات

- ‌فَصْلٌ فِي الْبُثُورِ وَالآثَارِ وَالآفَاتِ الْجِلْدِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُرُوحِ وَالأَخْرِجَة وَالأَوْرَامِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَلْعِ وَالْكَسْرِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا

- ‌فَصْلٌ فِي الاحْتِضَارِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ

- ‌الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

- ‌فَصْلٌ في السُّرُورِ وَالْحُزْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَوْفِ وَالأَمْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحَيَاءِ وَالْوَقَاحَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الرِّقَّةِ وَالْقَسْوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُوَاصَلَةِ وَالْقَطِيعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُدَاهَنَةِ وَالْخِدَاعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَالْخُلُوِّ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِفَّةِ وَالدَّعَارَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّوْقِ وَالسُّلْوَانِ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّشَاطِ وَالسَّأَمِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمَلِ وَمَصَايِرُهُ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّمَعِ وَالْقَنَاعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحَسَد

- ‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّنَدُّمِ

- ‌الفصل الخامس: في الأصول والأنساب والطبقات وما يتصل بها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الْمَحْتِدِ وَلُؤْمِه

- ‌فَصْلٌ في النَّسَبِ وَالاِنْتِسَابِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقَرَابَةِ وَالرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ فِي أَشْرَافِ النَّاسِ وسَفِلَتِهِمْ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْخُمُولِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا

- ‌فَصْلٌ فِي التَّعْظِيمِ وَالاحْتِقَارِ

- ‌فَصْلٌ في الْفَخْرِ وَالْمُفَاخَرَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَقَدُّمِ الرَّجُلِ عَلَى أَقْرَانِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الأَكْفَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّفَرُّدِ وَانْقِطَاعِ النَّظِيرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّبَهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُدْوَةِ وَالاحْتِذَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ طَبَقَاتٍ شَتَّى مِنْ النَّاسِ

الفصل: ‌فصل في اللمس

وَبِهِ زُكَامٌ وَقَدْ انفغم الزُّكَام، وافْتَغَمَ، أَيْ اِنْفَرَجَ، وَخُشِمَ عَلَى الْمَجْهُولِ أَيْضاً إِذَا عَرَضَتْ لَهُ سُدَّةٌ فِي أَنْفِهِ مِنْ دَاءٍ اِعْتَرَاهُ، وَهُوَ مَخْشُومٌ وَبِهِ خُشَامٌ بِالضَّمِّ أَيْضَاً.

وَخَشِمَ خَشَماً إِذَا سَقَطَتْ خَيَاشِيمه وَانْسَدَّ مُتَنَفَّسُه فَهُوَ أَخْشَمُ وَهُوَ الَّذِي لا يَكَادُ يَشُمُّ شَيْئاً وَلا يَجِدُ رِيح طِيب وَلا نَتْن.

وَإِنَّ فِي أَنْفِهِ لَسُدَّة، وَسُدَاداً بِالضَّمِّ فِيهِمَا، وَهُوَ دَاءٌ يَسُدُّ الأَنْفَ يَأْخُذُ بِالْكَظمِ وَيَمْنَعُ نَسِيم الرِّيحِ، وَيُقَالُ مِسْك كَدِيّ، وَكَدٍ، أَيْ لا رَائِحَةَ لَهُ.

‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

تَقُولُ لَمَسْت الشَّيْءَ، وَمَسِسْته، وَمِسْتُهُ بِسِينٍ وَاحِدَةٍ مَعَ فَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا، وَلامَسْته، وَجَسَسْته، واجْتَسَسْتُه، وَأَفْضَيْت إِلَيْهِ بِيَدِي، وَبَاشَرْته بِيَدِي.

وَشَيْءٌ لَيِّنُ الْمَلْمَسِ، وَلَيِّن الْمَسّ، وَالْمَمَسّ، وَالْمَمَسَّة، وَالْمَجَسّ، وَالْمَجَسَّة، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي تَقَعُ عَلَيْهِ يَدُكَ إِذَا لَمَسْتَهُ.

وَقَدْ وَجَدْت مَسَّ الشَّيْءِ، وَمَمَسّه، وَمَلْمَسَهُ، وَمَجَسَّتَهُ، وَوَجَدْت حَجْمَهُ، وَحَيْدَهُ، وَهُوَ مَلْمَسُهُ، النَّاتِئ تَحْتَ يَدِك.

وَتَقُولُ

ص: 47

لَيْسَ لِمِرْفَقِهِ حَجْم أَي نُتُوء وَذَلِكَ إِذَا غَطَّاهُ اللَّحْم فَلا يُوجَدُ لَهُ مَسٌّ مِنْ وَرَاءِ الْجِلْدِ.

وَيُقَالُ جَسّ الطَّبِيبُ الْعَلِيلَ، وَجَسّ الْعِرْق، إِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ لِيَخْتَبِرَ نَبْضَهُ، وَذَلِكَ الْمَوْضِع مِنْهُ مَجَسَّة.

وَجَسَّ الرَّجُلُ الْكَبْش، وَغَبَطَهُ، وَغَمَزَه، وَضَبَثَه، إِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَأَلْيَتِهِ لِيَعْرِف سِمَنَهُ مِنْ هُزَالِهِ، وَفِي الْمَثَلِ أَفْوَاههَا مجاسُّها وَالضَّمِير لِلإِبِلِ أَي إِذَا رَأَيْتهَا تُجِيدُ الأَكْل عَلِمَتْ أَنَّهَا سَمِينَة فَأَغْنَاك ذَلِكَ عَنْ جَسِّهَا.

وَيُقَالُ تَلَمَّسَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ إِذَا تَطَلَّبَهُ بِاللَّمْسِ، وَعَيَّثَ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ إِذَا طَلَبَهُ بِالْيَدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُبْصِرَهُ، يُقَالُ عَيَّثَ الأَعْمَى وَعَيَّثَ الَّذِي فِي الظُّلْمَةِ إِذَا جَسَّ مَا حَوْلَهُ يَطْلُبُ شَيْئاً، وَعَيَّثَ الرَّجُل فِي الظُّلْمَةِ إِذَا جَسَّ مَا حَوْلَهُ يَطْلُبُ شَيْئاً، وَعَيَّثَ الرَّجُل فِي الْكِنَانَةِ إِذَا أَدَارَ يَدَهُ فِيهَا يَطْلُبُ السَّهْمَ.

وَتَقُولُ شَيْء لَيِّن، وَلَيْن بِالتَّخْفِيفِ، لَدْن، نَاعِم، رَخْص، طَفْل، بَضّ، هَشٌّ، خَرِع، رِخْو.

وَإِنَّهُ هَشّ الْمَكْسِر، لَدْن الْمَعْطِف، رِخْو الْمَجَسَّة، لَيِّن الْمَسّ، بَضّ الْمَلْمَس.

وَفِيهِ لِين، وَلَيَان، وَلُدُونَة، وَنُعُومَة، وَرُخُوصَة، وَطَفَالَة، وَبَضَاضَة، وَهَشَاشَة، وَخَرَع، وَرَخَاوَة.

وَهُوَ أَلْيَنُ مِنْ الْعِهْنِ، وَأَلْيَن مِنْ الشَّمْعِ، وَأَلْيَن مِنْ الشَّحْمِ، وَأَلْيَن مَنْ خَمْل النَّعَام، وَمِنْ زِفّ الرِّئَال، وَمِنْ

ص: 48

زَغَب الْفَرْخ، وَكَأَنَّهُ الْعِهْنُ الْمَنْفُوشُ، وَالْعُطب الْمَنْدُوف.

وَهَذِهِ كِسْرَة لَدْنَة، وَهَشَّة، وَثَوْبٌ لَيِّنٌ، وَعُودٌ وَنَبْتٌ خَرِعٌ، وَخَوَّار، وَكَذَلِكَ أَرْضِ خَوَّارَة وَهِيَ اللَّيِّنَةُ السَّهْلَةُ، وَأَرَاضٍ خُور بِالضَّمِّ، وَغُصْنٌ رَطْبٌ، وَرَطِيبُ، وَأَمْلَدُ، ورَؤُود.

وَبَنَان رَخْصَة، وَنَاعِم، وَطَفْل.

وَوِسَاد وَطِيء، وَوَثِير، وَدَمِث، وَبِهِ وَطَاءَة، وَطَأَة مِثال دَعَة، وَوَثَارَة، وَدَمَاثَة.

وَوَطَّأْته أَنَا، وَوَثَرَتْه ُ، وَدَمَّثَتْهُ، وَفِي الْمَثَلِ دَمِّث لِجَنْبِك قَبْلَ النَّوْمِ مَضْطَجَعاً، وَفُلانٌ يَتَّكِئُ عَلَى خَوْر الْحَشَايَا وَهِيَ الْفُرْشَةُ اللَّيِّنَةُ.

وَهَذَا عَجِين رَخْف أَي رِخْوٍ كَثِير الْمَاءِ، وَقَدْ رَخُفَ رَخَافَة، وَأَرْخَفَهُ هُوَ، وَأَمْرَخَهُ، إِذَا أَكْثَرَ مَاءه فَاسْتَرْخَى، وَتَقُولُ دَعَكْت الثَّوْبَ إِذَا أَلَنْت خُشْنَتَهُ، وَمَحَجْت الْحَبْل إِذَا دَلَّكْتُهُ لِيَلِينَ.

وَدَعَكْت الأَدِيم، وَمَعَكْتُهُ، وَمَحَجْتُهُ، وَعَرَكْته، وَمَلَقْتُهُ، وَمَرَّنْتُهُ، وَمَلَّدْتُهُ، إِذَا دَلَّكْته وَلَيَّنْته.

وَهَذَا ثَوْب جَرْد إِذَا سَقَطَ زِئْبره وَلانَ وَهُوَ بَيْنُ الْخَلَق وَالْجَدِيد، وَقَدْ جَرِد الثَّوْبُ، وَانْجَرَدَ.

وَصَلَّيْت الْعَصَا عَلَى النَّارِ تَصْلِيَة، وَتَصَلَّيْتهَا، إِذَا لَوَّحْتَهَا عَلَى النَّارِ وَلَيَّنْتَهَا لِتَقُومَهَا.

وَشَيْءٌ صُلْب، وَصَلِيب وَصُلَّب وِزَان

ص: 49

دُمَّل، قَاسٍ، شَدِيد، مَتِين، عَاسٍ، جَاسِئ، وَجَاس ٍ أَيْضَاً بِتَرْك الْهَمْز.

وَفِيهِ صَلابَة وَقَسَاوَة، وَشِدَّة، وَمَتَانَة، وعساوة، وَجُسُوء، وَإِنَّ فِيهِ لَجُسْأَة بِالضَّمِّ.

وَهُوَ أَصْلَبُ مِنْ الْحَدِيدِ، وَأَصْلَب مِنْ الصَّوَّانِ، وأَقْسَى مِنْ صَلْد الصَّفَا، وَمِنْ قِطَع الْجُلْمُود، وَأَقْسَى مِنْ الصُّلَّبِ، وَالصُّلَّبِيّ، وَهُوَ حَجَرُ الْمِسَنِّ، وَأَصْلَب مِنْ خَوَّار الصَّفَا وَهُوَ الَّذِي لَهُ صَوْت مِنْ صَلابَتِهِ.

وَيُقَالُ صَخْر أَصَمّ وَحَافِر أَصَمّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الصَّلابَة، وَصَفَاة صَمَّاء، وَخَيْل صُمّ السَّنَابِك.

وَحَجَرٌ صَلْدٌ وَهُوَ الصُّلْبُ الأَمْلَسُ، وَكَذَلِكَ جَبِين صَلْد، وَحَافِرٌ صَلْدٌ، وصِلْدِم، وَالْمِيمُ زَائِدَة.

وَأَرْضٌ صَلْدَةٌ، وَجَلْدَة، أَيْ صُلْبَة شَدِيدَة، وَأَرْضٌ مَسِيكَةٌ، وَمَسَاك، أَيْ لا تَنْشَفُ الْمَاء لِصَلابَتِهَا.

وَحَافِرٌ وَقَاحٌ بِالْفَتْحِ أَيْ صُلْبِ بَاقٍ عَلَى الْحِجَارَةِ، وَقَدْ اِسْتَوْقَحَ الْحَافِر أَيْ صَلُبَ، وَوَقَّحْتُهُ أَنَا إِذَا صَلَّبْته بِالشَّحْمِ الْمُذَابِ.

وَيُقَالُ وَقَّحَ الْحَوْضَ إِذَا مَدَّرَهُ بِالطِّينِ وَالصَّفَائِحِ حَتَّى يَصْلُبَ فَلا يَنْشَفُ الْمَاءَ.

وَيُقَالُ: لَحْم وَتَمْر تَارِز أَيْ صُلْب، وَعَجِين تَارِز أيْ شَدِيد، وَقَدْ أَتْرَزَتْ عَجِينهَا.

وَسَهْم عَصِل، وَأَعْصَل، إِذَا كَانَ

ص: 50

صُلْباً فِي اعْوِجَاج، وَشَجَرَة وَقَنَاة عَصِلَة، وَعَصْلاء، وَهِيَ الْعَوْجَاءُ لا يُقْدَرُ عَلَى تَقْوِيمِهَا لِصَلابَتِهَا، وَكَذَا قَنَاة كَزَّة وَخَشَبَة كَزَّة وَهِيَ الْيَابِسَةُ الْمُعْوَجَّةُ.

وَيُقَالُ قَوْسٌ كَزَّةٌ أَيْ فِي عُودِهَا يَبَسٌ عَنْ الانْعِطَافِ، وَذَهَبٌ كَزَّاي صُلْب جِدّاً، وَالاسْمِ مِنْ ذَلِكَ كُلّه الكَزَز بِفَتْحَتَيْنِ.

وَحَدِيد ذَكَر، وَذَكِير، وهو أَشَدّ الْحَدِيد وَأَيْبَسَهُ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْفُولاذِ، تَقُولُ ذَكَّرْت الْفَأْس وَالسِّكِّين وَغَيْرهمَا إِذَا وَصَلْت حَدَّهُمَا بِقِطْعَةٍ مِنْ الْحَدِيدِ الذَّكَر، وَسَيْف مُذَكَّر، وَذَكَر، وَهُوَ الَّذِي مَتْنه حَدِيد أَنِيث وَشَفْرَته ذَكَر.

وَتَقُولُ أَمَهْت السَّيْف وَالسِّكِّين إِمَاهَة، وأَمْهَيْتُه أَيْضَاً إِمْهَاء عَلَى الْقَلْبِ إِذَا سَقَيْته الْمَاءَ وَهُوَ مُحْمَى لِيَصْلُب.

وَتَقُولُ جَمَدَ الْمَاء، وَقَامَ، وَتَرِز، وَجَسا، وَقَرَسَ، وَخَشَفَ.

وَهُوَ الْجَمْدُ، وَالْجَمَدُ، وَالْجَلِيد.

وَالْجَلِيدُ أَيْضَاً مَا يَتَكَوَّنُ مِنْ النَّدَى فَيَجْمُدُ، وَكَذَلِكَ الضَّرِيب، وَالصَّقِيع، وَالسَّقِيط.

وَجَمَسَ السَّمْن وَالْوَدَك أَيْ جَمَدَ.

وَعَقَدَ الرُّبُّ وَالْعَسَلُ وَنَحْوَهُمَا، وَانْعَقَدَ، وَتَعَقَّدَ، إِذَا غَلُظ وَاشْتَدَّ، وَأَعْقَدْتُهُ أَنَا، وَعَقَّدْتُهُ تَعْقِيداً، وَهُوَ عَقِيد.

وَقَدْ خَثَرَ الرُّبّ، وَتَخَثَّرَ، وَتَلَزَّجَ،

ص: 51

وَتَلَجَّنَ، إِذَا اِشْتَدَّ وَتَمَطَّطَ.

وَيُقَالُ شَيْءٌ قَصِم، وَقَصِف، إِذَا كَانَ قَاسِياً سَرِيعَ الانْكِسَارِ.

وَشَيْءٌ مَرِنٌ إِذَا كَانَ صُلْباً فِي لِين، وَرُمْح مَرِن، وَفِيهِ مُرُونَة، وَمَرَانَة. وَتَقُولُ شَيْءٌ أَمْلَسُ، نَاعِم، أَخْلَقُ، صَقِيل، وَهُوَ صَقِيل الْمَتْن، مُسْتَوِي الصَّفَح، سَهْلَ الْمَلْمَس.

وَفِيهِ مَلاسَة، وَمُلُوسَة، وَنُعُومَة، وَخَلَق، وَصَقَل بِفَتْحَتَيْنِ عَنْ الْمِصْبَاحِ.

وَقَدْ صَقَلْتُهُ، وَمَلَّسْتُهُ، وَنَعَّمْته، وَخَلَّقْته، وَامْلاسّ هُوَ، وَامَّلَسَ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ.

وَهُوَ أَنْعَمُ الدِّيبَاج، وَأَنْعَم مِنْ خَدِّ الْعَذْرَاءِ، وَأَصْقَل مِنْ الْوَدَعِ، وَأَصْقَلُ مِنْ صَفْحَةِ الْمِرْآةِ.

وَيُقَالُ جَبِينٌ صَلْت وَهُوَ الْمُسْتَوِي الأَمْلَسُ، وَرَجُلٌ صَلْت الْوَجْه وَالْخَدّ أَيْ مَصْقولهما.

وَسَجَدَ فُلان عَلَى خُلَيْقاء جَبْهَته، وَضَرَبْتُهُ عَلَى خُلَيْقاء مَتْنه، وَهُوَ مُسْتَوَاهُمَا وَمَا اِمْلاسّ مِنْهُمَا، وَسُحِبُوا عَلَى خَلْقَاوَات جِبَاههمْ.

وَيُقَالُ صَفَاة خَلْقَاء وَهِيَ الْمَلْسَاءُ الْمُصْمَتَةُ لا وَصْمَ فِيهَا، وَكَذَلِكَ صَخْر أَخْلَقُ.

وَحَجَرٌ وَحَافِرٌ مُدَمْلَجٌ، وَمُدَمْلَق، وَمُدَمْلَك، وَمُخَلَّق، أَي أَمْلَس مُدَوَّر، وَكَذَلِكَ السَّهْم إِذَا كَانَ أَمْلَسَ مُسْتَوِياً، وَعُود سَبْط، وَسَمْح، أَيْ لا عُقْدَةَ

ص: 52

فِيهِ.

وَيُقَالُ: حَجَرٌ صَلْدٌ أَي صُلْبٍ أَمْلَس وَتَقَدَّم قَرِيبًا، وَصَخْرَة مُدَلَّصَة أَي مَلْسَاء، وقد دَلَّصَتْهَا السُّيُول أَيْ دَمْلَكَتْهَا وَأَخَذَتْ مَا نَتَأَ مِنْ نَوَاحِيهَا.

وَدِرْعٌ دِلاصٌ أَيْ مَلْسَاء بَرَّاقَة، وَدِرْع دَرِمَة إِذَا ذَهَبَتْ خُشُونَتُهَا وَانْسَحَقَتْ.

وَدِرْهَمٌ أَمْسَحُ وَهُوَ ضِدُّ الأَحْرَشِ وَذَلِكَ إِذَا زَالَ مَا عَلَيْهِ مِنْ النَّقْشِ، وَقَدْ اِنْسَحَلَتْ الدَّرَاهِم إِذَا امْلاسَّتْ.

وَيُقَالُ: هَذَا ثُوْبٌ مَا لَهُ ظِلٌّ أَيْ زِئْبِر كِنَايَة عَنْ مَلاسَتِهِ.

وَتَقُولُ: صَقَلْت السَّيْفَ، وَجَلَوْته، وَدُسْته، وَحَادَثْته، وَهُوَ سَيْف مَصْقُولٌ، وَصَقِيل، وَسَيْف مُحَادَثٌ، وَمُحَادَثٌ بِالصِّقَالِ.

وَيُقَالُ سَيْفٌ قَشِيبٌ أَيْ حَدِيث الْعَهْدِ بِالْجِلاءِ.

وَنَحَتُّ الْخَشَبَة، وَسَوَّيْتهَا، إِذَا قَشَرْتهَا وَأَزَلْت مَا فِيهَا مَنْ أَوَدٍ، وَقَدْ أَنْعَمْتُ نَحْتَهَا، وَكَذَلِكَ نَحَتُّ السَّهْم، وَبَرَيْتُهُ، وَهُوَ سَهْمٌ نَحِيت، وَبَرِيّ.

وَيُقَالُ نَجَفْتُ السَّهْمَ أَيْضَاً إِذْ بَرَيْته وَعَرَّضْته، وَكَذَلِكَ كُلّ مَا عُرِّضَ.

وَلَمَسْتُ الإِكَاف إِذَا أَمْرَرْت عَلَيْهِ يَدَك فَسَوَّيْته أَوْ نَحَتَّ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ اِرْتِفَاعٍ وَأَوَد، وَإِكَاف مَلْمُوس، وَمَلْمُوس الأَحْنَاء.

وَزَلَّمْتُ الرَّحَى إِذَا أَدَرْتُهَا وَأَخَذْتُ مِنْ حُرُوفِهَا، وَكَذَلِكَ السَّهْم

ص: 53

وَالْعَصَا إِذَا أَزَلْت مَا فِيهِمَا مَنْ حَيْد وَنُتُوء.

وَشَرْجَعْتُ الْخَشَبَة إِذَا نَحَتُّهَا فَأَزَلْت مَا فِيهَا مِنْ الْحُرُوفِ، وَخَشَبَة مُشَرْجَعَة إِذَا كَانَتْ مُطَوَّلَة لا حُرُوفَ لِنَوَاحِيهَا.

وَسَفَنْت الْقِدْح وَالسَّوْط وَالصَّحْفَة وَغَيْر ذَلِكَ إِذَا حَكَكْتهَا بِالسَّفَنِ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ قِطْعَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ جِلْد ضَبّ أَوْ جِلْد سَمَكَة يُسْحَجُ بِهَا الشَّيْء حَتَّى تَذْهَبَ عَنْهُ آثَار الْبَرْي وَالنَّحْت، وَسَفَّنْتُهُ تَسْفِيناً مُبَالَغَة، وَدَرَّمْت أَظْفَارِي إِذَا سَوَّيْتَهَا بَعْدَ الْقَصِّ.

وَحَطَّ الْحَذَّاء الأَدِيمَ إِذَا صَقَلَهُ وَنَقَشَهُ بِالْمِحَطِّ وَالْمِحَطَّةِ وَهِيَ حَدِيدَةٌ أَوْ خَشَبَةٌ مَعْطُوفَةٌ الطَّرَف يُصْقَلُ بِهَا الْجِلْد.

وَتَقُولُ: جَرِدَ الثَّوْبُ، وَانْجَرَدَ، إِذَا زَالَ زِئْبِره، وَهُوَ ثَوْب جَرْد وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَجَرَّدْت الْجِلْد، وَسَحَفْتهُ، وَكَشَطْتهُ، إِذَا نَزَعْتَ شَعْرَهُ.

وَيُقَالُ: رَجُل أَمْعَط، وَأَمْلَط، إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى بَدَنِهِ شَعْر.

وَهُوَ أَجْرَدُ الْخَدّ، أَمْرَط الْحَاجِب، أَثَطُّ الْعَارِض وَهُوَ الْكَوْسَجُ.

وَهُوَ أَنْزَعُ الرَّأْسِ إِذَا اِنْحَسَرَ الشَّعْر عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَته، فَإِذَا زَادَ قَلِيلاً فَهُوَ أَجْلَحُ، ثُمَّ أَصْلَع، ثُمَّ أَجْلَى، ثُمَّ أَجْلَهُ، وَذَلِكَ إِذَا زَالَ الشَّعْر عَنْ أَكْثَر رَأْسه.

وَيُقَالُ أَدْمَجَتْ الْمَاشِطَة ضَفَائِر الْمَرْأَةِ إِذَا أَدْرَجَتْهَا وَمَلَّسَتْهَا، وَكُلّ شَيْءٍ أُدْرِجَ فِي مَلاسَةٍ فَهُوَ مُدْمَج.

وَمَرَّدَ الْبِنَاء، وَمَلَّطَهُ، وَسَيَّعَهُ،

ص: 54

إِذَا طَيَّنَهُ، وَمَلَّسَهُ، وَكَذَلِكَ مَلَّطَ الْحَوْض، وَسَيَّعَه، وَسَفَّطه.

وَهُوَ الْمَالَقُ، وَالْمَالَجُ، وَالْمِمْلَقُ، وَالْمِسْيَعَةُ، لِلْخَشَبَةِ الْمَلْسَاءِ يُطَيَّنُ بِهَا.

وَسَلَف الأَرْض إِذَا سَوَّاهَا بِالْمِسْلَفَةِ وَهِيَ الْحَجَرُ تُسَوَّى بِهِ الأَرْض، قَالَ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ قَالَ أَبُو عُبَيْد وَأَحْسَبُهُ حَجَراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ بِهِ عَلَى الأَرْضِ لِتَسْتَوِيَ.

وَتَقُولُ شَيْءٌ خَشِن، وَأَخْشَن، وَأَحْرَش، وَفِيهِ خُشُونَة، وَخَشَانَة، وَخُشْنَة، وَحُرْشَة.

وَهُوَ أَخْشَنُ مِنْ مِسْح، وَأَخْشَنُ مِنْ لِيفَة، وَأَخْشَنُ مِنْ الْمِبْرَدِ، وَأَخْشَنُ مِنْ ظَهْر الضَّبّ، وَأَخْشَنُ مِنْ السَّفَنِ وَهُوَ جِلْد الضَّبّ وَنَحْوه وَذُكِرَ قَرِيباً، وَحَيَّةٌ حَرْشَاءُ خَشِنَة الْجِلْد، وَدِينَارٌ وَدِرْهَمٌ أَحْرَشُ إِذَا كَانَ جَدِيداً عَلَيْهِ خُشُونَةَ النَّقْشِ.

وَمُلاءة خَشْنَاء إِذَا كَانَتْ خَشِنَة الْمَسّ لِجِدَّتِهَا أَوْ لِخُشُونَة نَسْجهَا، وَهَذِهِ حُلَّة شَوْكَاء عَلَيْهَا خُشُونَة الْجِدَّة.

وَكَذَا دِرْع قَضَّاء إِذَا كَانَتْ جَدِيدَة لَمْ تَنْسَحِقْ بَعْد، وَفِيهَا قَضَضٌ بِفَتْحَتَيْنِ.

وَيُقَالُ: أَعْطِنِي مَشُوشاً أَمْسَحُ بِهِ يَدِي وَهُوَ الْمِنْدِيلُ الْخَشِنُ تُمْسَحُ بِهِ الأَيْدِي، وَالْمَشُّ الْمَسْح بِالشَّيْءِ الْخَشِنِ لِلتَّنْظِيفِ، وَكَذَلِكَ الْمَحْج وَهُوَ أَشَدُّ مِنْ الْمَشِّ، تَقُولُ مَحَجْتُ الطِّين وَالْوَسَخ وَنَحْوَهُ إِذَا مَسَحْتَهُ حَتَّى يَنَالَ الْمَسْح مَا تَحْتَهُ لِشِدَّة مَسْحك

ص: 55

إِيَّاهُ.

وَتَقُولُ: نَحَتَ النَّجَّارُ الْخَشَبَةَ وَتَرَكَ فِيهَا مَنْقَفاً وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُنْعِمْ نَحْتهَا فَتَرَكَ فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَى النَّحْتِ.

وَخَشَبَ السَّهْمَ وَنَحْوَهُ إِذَا بَرَاهُ الْبَرْي الأَوَّل قَبْلَ أَنْ يُسَوَّى، وَكَذَلِكَ السَّيْف إِذَا بَدَأَ طَبْعه وَذَلِكَ إِذَا بَرَدَهُ وَلَمْ يَصْقُلْهُ، وَسَهْم وَسَيْف خَشِيب لَمْ يُسَوَّ وَلَمْ يُصْقَلْ، وَإِنَّ فِيهِ لأَمْتاً وَهُوَ الانْخِفَاضُ وَالارْتِفَاعُ وَالاخْتِلافُ فِي الشَّيْءِ.

وَيُقَالُ: عُودٌ ذُو عُقَد، وَأُبَن، وَعُجَر، وَحُيُود، وَحُرُود، وَهِيَ مَا نَتَأَ عَنْ مُسْتَوَاهُ، وَكَذَلِكَ قَرْن ذُو حُيُود، وَحِيَد، وَهِيَ مَا فِيهِ مِنْ نُتُوء، وَالْحُيُودُ أَيْضَاً حُرُوف قَرْن الْوَعِلِ.

وَيُقَالُ: حَبْلٌ مُحَرَّدٌ إِذَا ضُفِّرَ فَصَارَتْ لَهُ حُرُوف لاعْوِجَاجِهِ وَذَلِكَ أَنْ تَشْتَدَّ إِغَارَتُهُ حَتَّى يَتَعَقَّدَ وَيَتَرَاكَبَ، وَجَاءَ بِحَبْلٍ فِيهِ حُرُود، وَقَدَّ فُلان السَّيْر فَحَرَّدَهُ، وَحَيَّدَهُ، إِذَا جَعَلَ فِيهِ حُيُوداً.

وَيُقَالُ مَكَانٌ حَزْن أَي غَلِيظ خَشِن، وَفِيهِ حُزُونَة.

وَمَكَانٌ وَطَرِيقٌ وَعْرٌ كَذَلِكَ، وَإِنَّهُ لَشَدِيد الْوُعُورَةِ وَقَدْ تَوَعَّرَ الْمَكَان، وَإِنَّهُ لَمَكَان شَئِزٌ، وشَئِيس، وَمَكَان شَرْس، وَأَرْض شَرْسَاء.

وَوَقَعُوا فِي حْرَّةٍ مُضَرَّسَةٍ، وَمَضْرُوسَة، أَيْ فِيهَا كَأَضْرَاسِ الْكِلابِ مِنْ الْحِجَارَةِ، وَالْحَرَّة مِنْ الأَرْضِ مَا كَانَتْ ذَات حِجَارَةٍ نَخِرَةٍ سُودٍ وَالْجَمْع الْحِرَار، وَتُسَمَّى الأَرْضُ مَا كَانَتْ ذَات حِجَارَةٍ نَخِرَةٍ سُودٍ وَالْجَمْعُ الْحِرَارُ.

وَتُسَمَّى

ص: 56

تِلْكَ الْحِجَارَة نَسْفاً وَنَسَفاً بِالْفَتْحِ وَبِالتَّحْرِيكِ وَاحِدَتهَا نَسْفَة بِالْوَجْهَيْنِ، وَقَدْ دَلَّكَ قَدَمَهُ بِالنَّسْفَةِ وَالنَّسِيفَةِ أَيْضَاً وِزَان سَفِينَة وَهِيَ الْحَجَرُ مِنْهَا يُحَكُّ بِهِ الْوَسَخ عَنْ الأَقْدَامِ.

وَهَذَا بِنَاء مُضَرَّس إِذَا لَمْ يَسْتَوِ فَصَارَ كَالأَضْرَاسِ، وَقَدْ تَضَرَّسَ الْبِنَاء، وَتَضَارَسَ.

وَالتَّضْرِيسُ أَيْضَاً كُلّ تَحْزِيزٍ وَنَبْر يَكُونُ فِي يَاقُوتَةٍ أَوْ لُؤْلُؤَةٍ أَوْ خَشَبَةٍ يَكُونُ كَالضِّرْسِ، وَعُود فِيهِ تَضَارِيس.

وَتَقُولُ بَثِرَ وَجْهُهُ، وَتَبَثَّرَ، وَوَجْه بَثِرٌ وَبِهِ بَثْرٌ وَهُوَ خُرَّاجٌ صَغِيرٌ يَخْرُجُ بِالْجِلْدِ.

وَحَثِرَتْ عَيْنه وَبِهَا حَثَرٌ وَهُوَ حَبٌّ أَحْمَر يَخْرُجُ بِالأَجْفَانِ، وَيُقَالُ حَثِرَ الْعَسَل وَنَحْوه إِذَا تَحَبَّبَ وَهُوَ حاثِر، وَحَثِر، وَشَرِثَتْ يَده إِذَا غَلُظ ظَهْرُهَا مِنْ الْبَرْدِ وَتَشَقَّقَ.

وَشَثُنَتْ كَفّه، وشَثُلَتْ، إِذَا خَشُنَتْ وَغَلُظَتْ، وَرَجُل شَثْن الْكَفّ، وَشَثْن الأَصَابِع، وَشَثْلُها.

وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَشْعَرُ إِذَا كَانَ عَلَى جَمِيعِ بَدَنِهِ شَعْر، وَهُوَ خِلافُ الأَمْلَطِ، وَرَقَبَةٌ زَغْبَاءُ إِذَا كَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الأُذُنِ وَالرِّيشِ شَعْر الأُذُنِ خَاصَّة.

وَالزَّغَبُ أَيْضَاً مَا يَكُونُ عَلَى صِغَارِ الْقِثَّاءِ يُشْبِهُ زَغَب الْوَبَر، وقِثَّاءة زَغْبَاء، وَالسَّفَى شَوْك السُّنْبُل وَنَحْوه وَقَدْ أَسْفَى الزَّرْعُ إِذَا خَشُنَ أَطْرَاف

ص: 57

سُنْبُلِهِ.

وَيُقَالُ: شَجَرَة شَائِكَة، وَشَاكَة، أَي ذَات شَوْك، وَشَوَّكْتُ الْحَائِط أَيْ جَعَلْتُ عَلَيْهِ الشَّوْك.

وَيُقَالُ شَوَّك الْفَرْخُ، وَحَمَّمَ، إِذَا خَرَجَتْ رُءُوس رِيشه.

وَشَوَّكَ شَارِب الْغُلامِ إِذَا خَشُنَ مَسُّهُ، وَحَمَّم الْغُلام إِذَا بَدَتْ لِحْيَته.

وَشَوَّكَ الرَّأْس بَعْدَ الْحَلْقِ، وَحَمَّمَ أَيْضَاً إِذَا نَبَتَ شِعْره.

وَيُقَالُ تَشَعَّثَ رَأْس الْمِسْوَاكِ وَالْقَلَمُ وَالْوَتَدُ، وَانْتَكَثَ، إِذَا تَفَرَّقَتْ أَجْزَاؤُهُ وَتَنَفَّش طَرَفه وَتَقُولُ: شَيْءٌ حَارّ، وَحَارّ الْمَجَسَّة، وَسُخْن، وَسَخِين، وَحَامٍ، وَفِيهِ حَرَارَة، وَسُخُونَة، وَسُخْنَة، وَحَمْي، وَحُمِيّ.

وَهُوَ أَحَرُّ مِنْ الْجَمْرِ، وَأَحَرُّ مِنْ الْوَطِيسِ، وَأَحَرّ مِنْ الأَثَافِيّ، وَأَحَرّ مِنْ الرَّمْضَاءِ، وَأَحَرّ مِنْ دَمْع الصَّبّ، وَمِنْ قَلْب الْعَاشِق وَمِنْ فُؤَاد الثَّاكِل، وَأَحَرّ مِنْ نَارِ الْمُتَنَبِّئِ، وَقَدْ وَجَدْت حَرَارَةَ الشَّيْءِ، وَمَسَّنِي لَفْحُهُ، وَشَعَرْت مِنْهُ بِوَهْج، وَوَهَج، وَوَهَجَان، وَهُوَ حَرَارَةُ الشَّيْءِ تَجِدُهَا مِنْ بَعِيد.

وَتَقُولُ: لَفَحَتْهُ النَّارُ، وَلَذَعَتْهُ، وَلَعَجَتْهُ، وَمَحَشَتْهُ، وَكَوَتْهُ، وَأَحْرَقَتْهُ، إِذَا أَصَابَتْ جِلْدَهُ، وَرَأَيْت

ص: 58

بِجِلْدِهِ لَعْج النَّار وَهُوَ أَثَرُهَا فِيهِ.

وَدَنَا مِنْ النَّارِ فَمَحَشَتْ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ، وَبِالْيَدِ وَالثَّوْبِ مَحْش، وَحَرَق، وَقَدْ اِمْتَحَشَ الثَّوْب إِذَا تَشَيَّطَ مِنْ أَحَدِ جَوَانِبه.

وَيُقَالُ: سَلِعَ جِلْدُه بِالنَّار، وتَسَلَّعَ أي تَشَقَّقَ، وبِجِلْدِهِ سَلَع بِفَتْحَتَيْنِ، وسَفَعَتْهُ النَّارُ وَالشَّمْسُ، ولَوَّحَتْهُ إِذَا لَفَحَتْهُ لَفْحاً يَسِيراً فَغَيَّرَتْ لَوْنَ بَشَرَتِهِ، ورَأَيْتُ عَلَيْهِ سَفْعاً مِن النَّارِ وَهُوَ الأَثَرُ مِنْ تَغْيِير لَوْنه، وَيُقَالُ سَفَعْتُ جِلْدَهُ بِمِيسَمٍ أَيْ كَوَيْته فَبَقِيَ أَثَرُ الْكَيِّ، وَالْمِيسَم الْحَدِيد يُحْمَى وَيُكْوَى بِهِ، وَكَذَلِكَ الْمِكْوَاة، وَقَدْ وَسَمْتُ الدَّابَّة وَغَيْره إِذَا أَعْلَمْتَهُ بِالنَّارِ، وَهُوَ الْوَسْمُ، وَالسِّمَةِ، وَالْوِسَامِ.

وَصَقَعْتُ الرَّجُل بِكَيٍّ أَيْ وَسَمْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ أَوْ وَجْهِهِ، وَتَقُولُ صَلِيَ النَّارَ وَبِالنَّارِ إِذَا قَاسَى حَرّهَا، وَقَدْ اِصْطَلَى بِهَا، وَتَصَلاهَا، وَأَصْلَيْتُهُ نَاراً حَامِيَةً.

وَهِيَ النَّارُ، واللَّظَى، وَالسَّعِيرُ، وَالْوَقَد وَالصِّلاء، وَالصَّلَى.

وَقَدْ اِضْطَرَمَتْ النَّارُ، وَذَكَت ْ، وَشَبَّتْ، وَالْتَهَبَت ْ، وَاشْتَعَلَتْ، وَاتَّقَدَتْ، وَاسْتَعَرَتْ، وَاحْتَدَمَتْ، وَالْتَظَتْ، وَتَأَجَّجَتْ، وَتَأَجَّمَتْ، وَتَوَهَّجَتْ، وَتَلَذَّعَتْ، وَتَحَرَّقَتْ.

وَهِيَ نَارٌ ذَات وَهَج، وَوَهِيج، وَأَجِيج، وَأَجِيم، وَشُبُوب، وَضِرَام، وَلَظًى، وَلَهِيب، وَلَهَب، وَزَفِير، وَحَرِيق، أَي اِضْطِرَام وَتَلَهُّب، وَإِنَّهَا لَشَدِيدَة الْحَرِّ، وَالْحَرَارَة، وَاللَّفْح، وَالسُّعَار، وَالأُوَار.

ص: 59

وَهَذَا لَهَب النَّارِ، وَلَهِيبهَا، وَلِسَانهَا، وَشُعْلَتهَا، وَشُوَاظهَا.

وَيُقَالُ أَجَّتْ النَّار، وَائْتَجَّتْ، وَتَأَجَّجَتْ، وَزَفَرَتْ، إِذَا سُمِعَ صَوْت اِلْتِهَابِهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ لَهَا أَجِيجاً، وَزَفِيراً، وَحَفِيفاً، وَحَسِيساً، وَحَدَمَة، وَكَلْحَبَة، وَسَمِعْتُ لَهَا مَعْمَعَة وَهِيَ صَوْت الْحَرِيق فِي الْقَصَبِ.

وَتَقُولُ شَبَبْتُ النَّار، وَأَوْقَدْتُهَا، وَأَثْقَبْتُهَا، وَأَضْرَمْتُهَا، وَأَشْعَلْتُهَا، وَسَعَرّتُهَا، وَأَجَّجْتُهَا، وَأَلْعَجْتُهَا، وَأَذْكَيْتهَا.

وَيُقَالُ لِمَا تُثْقَبُ بِهِ النَّار مِنْ دِقَاق الْعِيدَان وَكُسَار الْحَطَب ثِقَاب، وَشِبَاب، وَشِيَاع، وَضِرَام، وَوَقَص، وَقَدْ شَيَّعْتُ النَّار إِذَا أَلْقَيْت عَلَيْهَا مَا تُذَكِّيهَا بِهِ، وَوَقَّصْت عَلَيْهَا إِذَا كَسَّرْت عَلَيْهَا الْعِيدَانَ، وَيُقَالُ شَيَّعْت النَّار فِي الْحَطَبِ إِذَا أضْرَمْتُهَا فِيهِ.

وَالثِّقَابُ أَيْضَاً مَا اِقْتَدَحْتَ عَلَيْهِ مِنْ خِرْقَةٍ أَوْ عُطْبَة، وَكَذَلِكَ الْحُرَاق، وَالْحُرَاقَة بِالضَّمِّ فِيهِمَا، وَالرِّيَة بِالتَّخْفِيفِ، وَقَدْ قَدَحْت بِالزَّنْدِ وَهُوَ الْعُودُ تُقْدَحُ بِهِ النَّار، وَقَدَحْت بِالْمِظَرَّةِ وَهِيَ الْحَجَرُ يُقْتَدَحُ بِهِ.

وَوَرَى الزَّنْد يَرِي إِذَا خَرَجَتْ نَارُهُ وَهُوَ خِلافُ خَوَى وَصَلَدَ، وَكَذَلِكَ ثَقَبَ الزَّنْد، وَنَتَقَ، وأَوْرَيْتُهُ أَنَا، وَوَرَّيْتُهُ، واسْتَوْرَيْتُهُ.

وَيُقَالُ أَيْضَاً وَرَتْ النَّار مِنْ الزَّنْدِ إِذَا خَرَجَتْ، وأَوْرَيْتُهَا أَنَا، وَوَرَّيْتُهَا، وَأَثْقَبْتُهَا أَيْ اِسْتَخْرَجْتُهَا.

ص: 60

وَهُوَ الْحَطَبُ، وَالْوَقُودُ، وَالصِّلاء، وَالصَّلَى، لِكُلِّ مَا يُسْتَوْقَدُ بِهِ، وَالضِّرَامُ مَا لا جَمْرَ لَهُ مِنْ الْحَطَبِ وَهُوَ خِلافُ الْجَزْلِ.

وَالْحَصَبُ، وَالْحَضَب أَيْضَاً بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ، مَا يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ مِنْ حَطَبٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ حَصَبْتُ النَّارَ، وَحَضَبْتُهَا إِذَا أَلْقَيْته فِيهَا.

وَتَقُولُ رَفَعْتُ النَّار، وَأَرَّثْتُهَا، وَهَيَّجْتُهَا، وَحَضَبْتُهَا، أَيْضَاً بِالْمُعْجَمِ، إِذَا خَبَتْ فَأَلْقَيْتَ عَلَيْهَا الْحَطَبَ لِتَقِد، وحَايَيْتُها إِذَا أَحْيَيْتهَا بِالنَّفْخِ.

وَحَضَأْتُهَا إِذَا فَتَحْتهَا لِتَلْتَهِب، وَهُوَ الْمِحْضَأُ، وَالْمِحْضَبُ وَالْمِسْعَر، وَالْمِحَشُّ، وَالْمِحَشَّةُ، لِمَا تُحَرَّك بِهِ النَّار إِذَا خَبَتْ.

وَتَقُولُ: هَذَا مَارِج مِنْ نَارٍ وَهُوَ النَّارُ الَّتِي اِنْقَطَعَ دُخَانهَا، وَالْجَمْرَةُ، وَالْجَذْوَةُ، وَالذَّكْوَة، وَالْبَصْوَة، وَالضَّرَمَة، الْقِطْعَة الْمُشْتَعِلَة مِنْ النَّارِ.

وَالضَّرَمَةُ أَيْضَاً السَّعَفَة أَوْ الشِّيحَة فِي طَرَفِهَا نَار.

وَالشُّعْلَةُ شِبْه الْجَذْوَةِ وَهِيَ قِطْعَةُ الْخَشَبِ تُشْعَلُ فِيهَا النَّار، وَكَذَلِكَ الْقَبَس، وَالشِّهَاب.

وَقِيلَ الشُّعْلَة مَا كَانَ فِي فَتِيلَةٍ أَوْ سِرَاج وَالْقَبَس النَّار الَّتِي تَأْخُذُهَا فِي طَرَف عُود.

وَقَدْ قَبَسْتُ مِنْهُ نَاراً، وَاقْتَبَسْتُهَا، أَي طَلَبْتُهَا فَأَقْبَسَنِي مِنْ نَارِهِ، وَقَبَسَنِي، أَي أَعْطَاني قَبَساً، ويال لِمَا تُقْبَسُ بِهِ النَّار مِنْ عُودٍ وَنَحْوَهُ مِقْبَس، وَمِقْبَاس، وَالشَّرَرُ،

ص: 61

وَالشَّرَارُ، مَا تَطَايَرَ مِنْ النَّارِ، وَالسَّقْطُ الشَّرَر مِنْ الزَّنْدِ عِنْدَ الاقْتِدَاحِ، والحِسْكِل مَا تَطَايَرَ مِنْ الْحَدِيدِ المُحْمَى عِنْدَ الطَّبْعِ.

وَتَقُولُ: هَذَا مَاء حَمِيم أَي حَارّ، وَقَدْ أَحْمَمْتُ الْمَاء، وَحَمَمْتُهُ، أَيْ أَسْخَنْتُهُ، وَيُسْتَعْمَلُ الْحَمِيم اِسْماً بِمَعْنَى الْمَاء الْحَارّ، وَكَذَلِكَ الْحَمِيمَة، وَهَذَا حَمِيم آنٍ أَي قَدْ بَلَغَ النِّهَايَةَ فِي الْحَرَارَةِ.

وَالْحَمَّة بِالْفَتْحِ الْعَيْن الْحَارَّة يُسْتَشْفَى بِهَا، وَالنَّطُولُ الْمَاء الْحَارّ يُطْبَخ فِيهِ الدَّوَاء وَيُصَبّ عَلَى الْعُضْوِ، وَقَدْ نَطَلَ رَأْسه بِالنَّطُولِ إِذَا صَبَّهُ عَلَيْهِ قَلِيلاً قَلِيلا.

وَالْكِمَادَةُ خِرْقَة دَسِمَة تُسَخَّنُ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ، وَقَدْ كَمَّدَ الْعُضْوَ تَكْمِيداً إِذَا فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ وَالاسْم الْكِمَاد.

وَالسَّمُومُ بِالْفَتْحِ الرِّيح الْحَارَّة، وَكَذَلِكَ الْحَرُور، وَالْجَمْع السَّمَائِم وَالْحَرَائِر، وَأَكْثَر مَا تَكُونُ السَّمُوم بِالنَّهَارِ وَالْحَرُورِ بِاللَّيْلِ.

وَيُقَالُ: أَرْض رَمِضَة، وَرَمِضَة الْحِجَارَة، إِذَا حَمِيَتْ مِنْ شِدَّةِ وَقْع الشَّمْس.

وَالرَّمْضَاءُ الرَّمْلَةُ الْحَارَّة، وَقَدْ رَمِضَ الرَّجُل إِذَا احْتَرَقَ قَدَمَاهُ مِنْ الرَّمْضَاءِ.

وَالرَّضْفُ الْحِجَارَة الْمُحْمَاة بِالشَّمْسِ أَوْ النَّارِ وَاحِدَتُهَا رَضْفَة، وَالْمِلَّةُ الرَّمَاد الْحَارّ.

وَإِنَّ فِي هَذَا الرَّمَادِ لَمُهْلا بِالضَّمِّ وَهُوَ بَقِيَّةُ الْجَمْرِ فِي الرَّمَادِ تُبِينُهُ إِذَا حَرَّكْتَهُ، وَيُقَالُ: طَبَنَ النَّار إِذَا دَفَنَهَا

ص: 62

لِئَلا تُطْفَأ، وَكَبَتِ النَّارُ كَبْواً إِذَا عَلاهَا الرَّمَاد، وَهِيَ نَارٌ كَابِيَةٌ، وَكَبَيْتُهَا تَكْبِيَة إِذَا غَطَّيْتُهَا بِالرَّمَادِ.

وَتَقُولُ: شَيْءٌ بَارِد، خَصِر، صَرِد، وَإِنَّهُ لَشَدِيد الْبَرْدِ، وَالْبُرُودَةِ، وَالْخَصَر، وَالصَّرَد بِفَتْحَتَيْنِ وَبِالإِسْكَانِ.

وَهُوَ أَبْرَدُ مِنْ الثَّلْجِ، وَمِنْ الصَّقِيعِ وَأَبْرَد مِنْ عَضْرَسٍ وَهُوَ الْبَرَدُ أَوْ الْجَلِيدُ، وَأَبْرَد مِنْ حَرْجَف، وَمِنْ صَرْصَر، وَهِيَ الرِّيحُ الْبَارِدَةُ، وَأَبْرَد مِنْ جِرْبِيَاءَ وَهِيَ النَّكْبَاءُ بَيْنَ الشَّمَالِ وَالدَّبُورِ وَهَذَا مَاء بَرْد مِنْ الْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ، وَبَارِد، وَبَرُود، وَخَصِر، وَشَبِم.

وَرِيحٌ صِرّ، وَصَرْصَر، وَمِصْرَاد، أَيْ شَدِيدَةُ الْبَرْدِ، وَيَوْم وَلَيْل قَرّ، وَقَارّ، وَقَارِس، وَصَرِد، وَخَصِر، وَيَوْم ذو قُرّ، وذو قِرّة، وَقَدْ قَرَّ يَوْمنَا.

فَإِنْ اشْتَدَّ بَرْده قِيلَ اِزْمَهَرَّ الْيَوْم وَهُوَ ذُو زَمْهَرِير، وَجِئْته فِي غَدَاة شَبِمَة، وَذَات شَبَم، وَفِي غَدَاةٍ سَبْرَة، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَبَرَات الشِّتَاء وَهِيَ الْغَدَوَاتُ الْبَارِدَةُ.

وَتَقُولُ بَرَدْت الْمَاءَ، وَبَرَّدْتُهُ تَبْرِيداً، وَقَدْ جَعَلْتُهُ فِي الْبَرَّادَةِ وَهِيَ الإِنَاءُ يُبَرَّدُ فِيهِ الْمَاءُ.

وَثَلَجْتُ الْمَاء إِذَا جَعَلْتَ فِيهِ الثَّلْج لِيَبْرُد، وَهُوَ مَاءٌ مَثْلُوجٌ، وَسَقَيْته فَأَبْرَدَتْ لَهُ أَيْ سَقَيْته بَارِداً، وَقَدْ اِبْتَرَدَ الرَّجُل بِالْمَاءِ الْبَارِدِ إِذَا شَرِبَهُ لِيُبَرَّد

ص: 63

بِهِ كَبِدُهُ.

وَيُقَالُ: اِبْتَرَدَ بِالْمَاءِ أَيْضَاً، وَتَبَرَّدَ بِهِ، وَاقْتَرَّ بِهِ إِذَا اِغْتَسَلَ بِهِ، وَذَلِكَ الْمَاء بَرُود، وَقَرُور بِفَتْح أَوَّلِهِمَا، وَقَدْ تَبَرَّد الرَّجُل فِي الْمَاءِ، وَاسْتَنْقَعَ فِيهِ، إِذَا مَكَثَ فِيهِ لِيَتَبَرَّد، وَلَبِسَ الْكَتَّان مَبْرَدَة لِلْبَدَنِ.

وَهُوَ الْبَرْدُ، وَالْقُرُّ، وَالصِّرُّ، وَالْقِرَّةُ، وَقَدْ بَرَدَ الرَّجُلُ، وَقُرَّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُوَ مَقْرُور، وَيُقَال الْقُرّ بَرْد الشِّتَاءِ خَاصَّةً، وَالصِّرّ شِدَّة الْبَرْدِ، وَكَذَلِكَ الْقَرْس، وَالْخَشْف، وَقَدْ قَرَسَ الْبَرْد، وَخَشَفَ، إِذَا اشْتَدَّ، وَبَرْدٌ قَارِسٌ، وَقَرِيس، وَخَاشِف.

وَقَرَسَ الرَّجُل أَيْضَاً إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْبَرْد، وَقَدْ أَقْرَسَهُ الْبَرْد، وَقَرَّسه تَقْرِيساً، وَصَرِدَ إِذَا وَجَدَ الْبَرْدَ سَرِيعاً، وَهُوَ صَرِدٌ مِنْ قَوْمٍ صَرْدَى، وَإِنَّهُ لَرَجُل مِصْرَاد إِذَا كَانَ لا يَصْبِرُ عَلَى الْبَرْدِ، وَفِي الْمَثَلِ هُوَ أَصْرَد مِنْ عَيْنِ الْحِرْبَاءِ لأَنَّهُ أَبَدًا يَسْتَقْبِلُ الشَّمْس، وَرُبَّمَا اِسْتَعْمَلَ الْمِصْرَاد بِمَعْنَى الْقَوِيّ عَلَى الْبَرْدِ وَهُوَ مِنْ الأَضْدَادِ.

وَتَقُولُ: اِقْشَعَرَّ الرَّجُلُ مِنْ الْبَرْدِ، وَقَفَّ قُفُوفاً، وَقَفْقَفَ، وَتَقَفْقَفَ، وَتَقَرْقَفَ، وَقُرْقِفَ، وَأُرْقِفَ عَلَى الْمَجْهُولِ فِيهِمَا، إِذَا أَخَذَتْهُ رِعْدَة الْبَرْد، وَبَاتَ يُرْعِدُ مِنْ الْبَرْدِ، وَيَرْتَعِدُ، وَيَرْتَعِشُ، وَيَرْتَجِفُ، وَيَنْتَفِضُ.

وَقَدْ قَفْقَفه الْبَرْد، وَقَرْقَفَهُ، وَأَخَذَتْهُ قُشَعْرِيرَةٌ مِنْ الْبَرْدِ، وَرِعْدَة وَرِعْشَة، ورَقَفَة بِفَتْحَتَيْنِ، وَقَفْقَفَةٌ، وَقَرْقَفَةٌ، وَأَخَذَهُ

ص: 64

شَفِيف الْبَرْد وَهُوَ لَذْعُهُ.

وَتَقُولُ: قَفَّ جِلْده، وَاقْشَعَرَّ، وَقَفِصَ، وَشَنِجَ، وَتَشَنَّجَ، إِذَا تَقَبَّضَ مِنْ الْبَرْدِ، وَقَدْ قَفَصه الْبَرْد قَفْصًا، وَشَنَّجَهُ تَشْنِيجاً.

وَيُقَالُ: اِسْتَقَفَّ الشَّيْخ أَيْ تَقَبَّضَ وَانْضَمَّ وَتَشَنَّجَ، وَبَاتَ فُلان يَكِزُّ مِنْ الْبَرْدِ أَيْ يَتَقَبَّضُ.

وَيُقَالُ: قَفْقَفَتْ أَسْنَانُهُ، وَتَقَفْقَفَتْ، وَتَقَرْقَفَتْ، إِذَا اِصْطَكَّتْ مِنْ الْبَرْدِ، وَسُمِعَتْ لَهُ قَفْقَفَة وَهِيَ اِضْطِرَاب الْحَنَكَيْنِ وَتَقَعْقُع الأَضْرَاس مِنْ الْبَرْدِ، وَقَدْ قَرْقَفَ الرَّجُل، وَتَقَرْقَفَ، إِذَا خَصِرَ حَتَّى تَقَرْقَفَ ثَنَايَاه بَعْضهَا بِبَعْض، وَإِنَّهُ لَيَجِدُ فِي أَسْنَانِهِ شَفِيفاً أَيْ بَرْداً.

وَخَصِرَ الرَّجُل إِذَا آلَمَهُ الْبَرْدُ فِي أَطْرَافِهِ، وَقَدْ خَصِرَتْ يَده وَهِيَ خَصِرَة، وَأَخْصَرَهَا الْقُرّ.

وَيُقَالُ: قَرَسَ الْمَقْرُور إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ عَمَلا بِيَدِهِ مِنْ شِدَّةِ الْخَصَرِ، وَقَرَسَ الْبَرْدُ أَصَابِعه إِذَا أَيْبَسَهَا فَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ.

وَقَدْ قَفِصَتْ أَصَابِعُهُ، وَأَرَزَتْ، وَشَنِجَتْ، وَتَقَفَّعَتْ، إِذَا تَقَبَّضَتْ مِنْ الْبَرْدِ وَيَبِسَتْ، وَهِيَ قَفِصَة، وَآرِزَة، وَشَنِجَة، وَأَصْبَحَ الْجَرَاد قَفَصاً إِذَا أَصَابَهُ الْبَرْدُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَطِيرَ.

وَيُقَالُ: مَاتَ فُلان صَرْداً أَيْ مِنْ الْبَرْدِ، وَقَدْ هَرَأَهُ الْقُرّ، وَأَهْرَأَهُ، إِذَا اِشْتَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَقْتُلُهُ أَوْ قَتَلَهُ.

وَكُزَّ الرَّجُل عَلَى الْمَجْهُولِ إِذَا أَصَابَهُ الْكُزَاز بِالضَّمِّ

ص: 65

وَهُوَ تَشَنُّجٌ يُصِيبُ الإِنْسَانَ مِنْ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ وَرُبَّمَا قَتَلَ.

وَتَقُولُ فِيمَا بَيْنُ ذَلِكَ فَتَرَ الْحَرُّ، وَسَكَنَ، وَانْكَسَرَ، وَبَاخَ بُؤُوخاً، وَخَبَا، وَانْفَثَأ َ، وَقَدْ سَكَنَتْ فَوْرَتُهُ وَانْكَسَرَتْ حِدَّته، وَخَبَا سُعَاره، وَفَتَرَ أُوَاره.

وَالْفُتُورُ يَكُونُ مِنْ حَرٍّ وَيَكُونُ مِنْ بَرْد، تَقُولُ فَتَرَ الْحَمِيم إِذَا اِنْكَسَرَ حَرّه، وَفَتَرَ الْقَرُور إِذَا انْكَسَرَ بَرْده، وَكَذَلِكَ اِنْفَثَأَ، وَفَتَّرْتُه ُ أَنَا وَفَثَّأْتُه ُ، تَقُولُ فَثَأْت الْقِدْرَ إِذَا سَكَّنْتَ غَلَيَانهَا بِمَاءٍ بَارِدٍ، وَفَثَأْتُ الْمَاء الْبَارِد إِذَا سَكَّنْتُ بَرْدَهُ بِالتَّسْخِينِ، وَقَدْ فَثَأَتْ الشَّمْس مِنْ بَرْدِ الْمَاءِ إِذَا كَسَرَتْ مِنْهُ.

وَتَقُولُ: اِصْطَلَى الْمَقْرُور بِالنَّارِ وَتَصَلَّى بِهَا، إِذَا تَسَخَّنَ بِهَا، وَقَدْ صَلَّى يَده بِالنَّارِ، وَضَحِيَ لِلشَّمْسِ، وَاسْتَضْحَى لَهَا، إِذَا بَرَزَ لَهَا يَسْتَدْفِئُ بِحَرِّهَا.

وَقَدْ دَفِئَ مِنْ الْبَرْدِ دَفَأً، وَدَفَاء، وَهُوَ دَفْآن، وَهِيَ دَفْأَى، وَهُمْ دِفَاء، وَتَدَفَّأَ بِالثَّوْبِ وَغَيْره، وَادَّفَأَ عَلَى اِفْتَعَلَ، وَاسْتَدْفَأَ.

وَالدِّفْءُ مَا يُدْفِئك، يُقَالُ مَا عَلَى فُلان دِفْء أَي ثَوْب يُدْفِئُهُ، وَتَقُولُ: اُقْعُدْ فِي دِفْء هَذَا الْحَائِط أَيْ فِي كِنِّه.

وَيُقَالُ: كَهْكَهَ الْمَقْرُور إِذَا تَنَفَّسَ فِي يَدِهِ لِيُسَخِّنهَا، وَشَيْخ كَهْكَم وَهُوَ الَّذِي يُكَهْكِهُ فِي يَدِهِ.

وَتَقُولُ: شَيْءٌ رَطْب، وَرَطِيب، نَدٍ، خَضِل، وَبِهِ رُطُوبَة،

ص: 66

وَنَدَى، وَنَدَاوَة، وَنَدْوَة، وَخَضْل، وَقَدْ رَطُبَ الشَّيْء بِالضَّمِّ، وَنَدِيَ، وَتَرَطَّب َ، وَتَنَدَّى، وَخَضِل، وَاخْضَلَّ، وَرَطَّبْته أَنَا، وَنَدَّيْته، وَأَخْضَلْتُهُ، وَبَلَّلْتُهُ، وَقَدْ اِبْتَلَّ الشَّيْءُ، وَتَبَلَّلَ، وَبِهِ بَلَلٌ، وَبِلَّةٌ بِالْكَسْرِ، وَبُلالَةٌ بِالضَّمِّ.

وَيُقَالُ مَا فِي سِقَائِهِ بِلال بِالْكَسْرِ وَمَا فِي الرَّكِيَّةِ بِلال أَي مَا يَبُلُّ بِهِ.

وَهَبَّتْ عَلَيْنَا رِيح بِلَيْل، وَبِلَيْلَة، وَهِيَ الرِّيحُ الْبَارِدَةُ مَعَ نَدَى، وَإِنَّهَا لَرِيح بَلَّة، أَيْ فِيهَا بَلَل.

وَتَقُولُ نَدِيَتْ لَيْلَتنَا إِذَا كَانَتْ ذَات نَدَى، وَكَذَلِكَ الأَرْض إِذَا وَقَعَ فِيهَا النَّدَى وَهُوَ الْقَطْر يَنْعَقِدُ مِنْ بُخَارِ الْجَوِّ.

وَالسَّدَى النَّدَى بِاللَّيْلِ خَاصَّة، وَقَدْ سَدِيَتْ الأَرْض وَسَدِيَتْ اللَّيْلَةَ إِذَا كَثُرَ سَدَاهَا.

فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ الظِّلُّ وَهُوَ بَيْنَ النَّدَى وَالْمَطَر، وَقَدْ طُلَّتْ الأَرْضَ عَلَى الْمَجْهُولِ، وَطَلَّهَا النَّدَى، وَرَوْض مَطْلُول.

وَأَصْبَحَ الرَّوْض خَضِلاً بِالنَّدَى، وَأَصْبَحَ مُكَلَّلاً بِالْحَبَابِ وَهُوَ الطَّلُّ يُصْبِحُ عَلَى النَّبَاتِ، وَقَدْ سَالَ عَلَيْهِ رُضَاب النَّدَى وَهُوَ مَا تَقَطَّعَ مِنْهُ عَلَى الشَّجَرِ، فَإِنْ كَانَ النَّدَى مَعَ سُكُونِ الرِّيحِ أَوْ مَعَ الْحَرِّ فَهُوَ لَثَقٌ، وَوَمَدٌ، وَهُوَ نَدًى يَجِيءُ فِي صَمِيمِ الْحَرِّ فِي الأَمَاكِنِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْبَحْرِ، وَقَدْ لَثِقَ الْيَوْمُ وَوَمِدَ، إِذَا رَكَدَتْ رِيحه وَكَثُرَ نَدَاهُ، وَيَوْمٌ لَثِقٌ،

ص: 67

وَوَمِدٌ.

وَيُقَالُ: لَثِقَ الطَّائِر إِذَا اِبْتَلَّ رِيشُهُ بِالْمَاءِ، وَبِثَوْب فُلان لَثَق بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الْبَلَلُ مِنْ عَرَقٍ أَوْ مَطَر، وَجَاءَ وَقَدْ أَخْضَلَتْهُ السَّمَاء حَتَّى خَضِلَ أَيْ بَلَّتْهُ بَلا شَدِيداً، وَجَاءَ وَثَوْبه يَرِفُّ مِنْ الْمَطَرِ أَيْ يَقْطُرُ مِنْ الْبَلَلِ، وَكَذَلِكَ الشَّجَر إِذَا كَانَ يَقْطُرُ بِالنَّدَى وَقَدْ رَفَّ رَفِيفاً، وَثَوْب وَشَجَر رَفِيف.

وَتَقُولُ بِكَى الرَّجُلِ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَته، وَأَخْضَلَ ثَوْبه، وَقَدْ اخْضَلَّتْ لِحْيَته مِنْ الْبُكَاءِ، وَخَضِلَ شَعْره تَخْضِيلاً إِذَا بَلَّهُ بِالْمَاءِ أَوْ الدُّهْنِ لِيَذْهَب شَعَثُهُ وَقَدْ رَوَّى رَأْسه بِالدُّهْنِ، وَسَغْسَغَهُ، إِذَا وَضَعَ عَلَيْهِ الدُّهْنَ بِكَفَّيْهِ وَعَصَرَهُ لِيَتَشَرَّب، وَسَغْسَغَ الدُّهْن فِي رَأْسِهِ إِذَا أَدْخَلَهُ تَحْتَ شَعْرِهِ.

وَتَقُولُ: ثَرِيَثْ الأَرْض إِذَا نَدِيَتْ، وَهِيَ أَرْضٌ ثَرِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، وَمَكَانٌ ثَرْيَان وَأَرْضٌ ثَرْيَا.

وَإِنَّهَا لأَرْضٌ غَدِقَةٌ أَيْ فِي غَايَةِ الرَّيِّ وَأَرْض تَمُجُّ الثَّرَى، وَتَقِيءُ النَّدَى وَأَرْض تَمُجُّ الْمَاء مَجّاً، إِذَا كَانَتْ رَيّا مِنْ النَّدَى، وَإِنَّهَا لأَرْضٌ مَجَّاجَة الثَّرَى وَهُوَ التُّرَابُ النَّدِيُّ تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ.

وَهَذِهِ أَرْض ذَاتُ نَزٍّ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَهُوَ مَا تَحَلَّبَ مِنْ الأَرْضِ مِنْ الْمَاءِ، وَقَدْ نَزَّتْ الأَرْض وَهِيَ أَرْض نَزَّازَة، وَسَبْخَة نَزَّازَة، وَنَشَّاشَة وَنَشْنَاشَة،

ص: 68

أَيْ لا يَجِفُّ ثَرَاهَا، وَالسَّبَخَة بِفَتْحَتَيْنِ الأَرْض ذَات النِّزِّ وَالْمِلْحِ وَقَدْ سَبِخَتْ الأَرْضَ سَبَخاً وَهِيَ سَبِخَةٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ.

وَيُقَالُ: غَمِقَتْ الأَرْض إِذَا أَصَابَهَا نَدًى وَثِقَلٌ وَوَخَامَة وَهِيَ أَرْضٌ غَمِقَةٌ أَيْ كَثِيرَة الْمِيَاهِ رَطْبَة الْهَوَاءِ وَهِيَ خِلافُ النَّزِهَةِ.

وَيُقَالُ: غَمِقَ النَّبَات إِذَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الأَنْدَاء حَتَّى أَفْسَدَتْهُ وَوَجَدْتَ لِرِيحِهِ خَمَّة، وَهُوَ نَبَاتٌ غَمِقٌ.

وَتَقُولُ: رَشَحَتْ الْجَرَّةُ وَالْخَابِيَة، وَنَضَحَتْ، إِذَا كَانَتْ رَقِيقَة فَخَرَجَ الْمَاءُ مِنْ الْخَزَفِ، وَكَذَلِكَ الْقِرْبَة إِذَا سَالَ الْمَاءُ مِنْ خُرَزِهَا.

وَقَدْ سَرِبَتْ الْقِرْبَةُ، وَمَرِحَتْ، وَنَطَقَتْ، إِذَا كَانَتْ لا تُمْسِكُ الْمَاء، وَسَرِبَ الْمَاءُ مِنْهَا، وَانْسَرَبَ، وَزَرَبَ، وَنُطَف، أَيْ سَالَ، وَمَاء سَرِب، وَقِرْبَة سَرِبَة، وَمَرِحَة.

وَمَرَّحْت الْقِرْبَة تَمْرِيحاً، وَسَرَّبْتهَا تَسْرِيباً، إِذَا مَلأْتَهَا لِتَنْتَفِخ عُيُون الْخَرَز فَتَسْتَدّ.

وَيُقَالُ: نَثّ الْحَمِيت وَمَثّ، إِذَا رَشَحَ مَا فِيهِ مِنْ السَّمْنِ، وَقَطَرَ الإِنَاء، وَوَدَفَ، إِذَا سَالَ مِنْهُ الْمَاءُ قَطْرَة قَطْرَة، وَوَكَفَتْ الدَّلْو إِذَا قَطَرَتْ بِالْمَاءِ، وَوَكَفَ السَّقْف إِذَا قَطَرَ مِنْهُ الْمَاءُ وَقْتَ الْمَطَرِ.

وَيُقَالُ: رَشَحَ الرَّجُل إِذَا عَرِقَ، وَقَدْ رَشَحَ عَرَقاً، وَتَرَشَّحَ عَرَقاً، إِذَا نَدِيَ بِهِ، وَنَتَحَ الْعَرَق مِنْ جِلْدِهِ، وَتَحَلَّبَ، وانْحَلَبَ، أَيْ رَشَحَ.

وَإِنَّهُ

ص: 69

لَيَنْضَح بِالْعَرَقِ، وَيَتَحَلَّب عَرَقاً، وَيَتَصَبَّب عَرَقاً، وَيَرْفَضّ عَرَقاً، وَيَتَبَضَّع عَرَقاً، وَيَتَفَصَّد عَرَقاً، إِذَا جَرَى عَرَقه وَسَالَ، وَجَاءَ فُلان يَتَفَصَّدُ جَبِينُهُ عَرَقاً، وَقَدْ سَالَتْ مَنَاتِحه وَهِيَ مَخَارِجُ الْعَرَق مِنْ الْجِلْدِ، وَنَتَحَتْ مَعَارِقه، وَمَعَاطِفه، وَأَعْرَاضه، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَعْرَقُ مِنْ الْبَدَنِ، وَهُوَ رَجُل عُرَق، وَعَرَقَة بِضَمٍّ فَفَتْحٍ فِيهِمَا، إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْعَرَقِ.

وَتَقُولُ: غَمَلْتُ الرَّجُل، وَغَمَنْتُهُ، إِذَا أَلْقَيْت عَلَيْهِ الثِّيَابَ لِيَعْرَق، وَيُقَالُ نَثّ الرَّجُل نَثِيثاً، وَمَثّ مَثِيثاً، إِذَا عَرِقَ مِنْ سِمَنِهِ فَرَأَيْت عَلَى سَحْنَتِهِ وَجِلْدِهِ مِثْلَ الدُّهْنِ.

وَيُقَالُ أَيْضَاً: عَرِق الْحَائِط إِذَا نَدِيَ، وَكَذَلِكَ الزُّجَاج إِذَا تَحَبَّبَ عَلَيْهِ الْبُخَار مِنْ الْهَوَاءِ.

وَتَقُولُ: بَضّ الْمَاء مِنْ الصَّخْرِ، وَنَضَّ، إِذَا سَالَ قَلِيلاً قَلِيلا.

وَقَدْ بَضّ الصَّخْر، وَنَضَّ، إِذَا رَشَحَ مَاؤُهُ كَذَلِكَ، وَبِئْر بَضُوض، وَنَضُوض، وَقَدْ بَضَّتْ حَوَالِب الْبِئْر وَهِيَ مَنَابِعُ مَائِهَا.

وَيُقَالُ: رَشَشْت الْمَاءَ، وَنَضَحْتُهُ، وَنَضَخْتُهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ دُونَ النَّضْحِ.

وَقَدْ نَضَحْتُ الْمَكَان، وَنَضَخْتُهُ، وَثَرَّيْتُهُ، إِذَا رَشَشْته بِالْمَاءِ، وَالْبَحْرِ يَنْضِحُ السَّاحِلَ، وَيَنْضَخُهُ، وَمَوْج نَضَّاح، وَنَضَّاخ، وَقَدْ تَنَفَّسَ الْمَوْج إِذَا نَضَحَ الْمَاءَ.

وَشَنَنْتُ الْمَاءَ إِذَا رَشَشْته رَشّاً مُتَفَرِّقاً، تَقُولُ: شَنَنْت الْمَاء عَلَى الشَّرَابِ وَشَنَنْت الْمَاء عَلَى وَجْهِي،

ص: 70

فَإنْ صَبَبْتَهُ صَبّاً مُتَّصِلاً قُلْتَ سَنَنْتُهُ بِالْمُهْمَلَةِ.

وَيُقَالُ: غَمَسْتُ الشَّيْءَ فِي الْمَاءِ، وقَمَسْتُهُ، وَمَقَسْتُهُ، وَمَقَلْتُهُ، وغَطَطْتُهُ، وَغَطَسْتُهُ، وَقَدْ صَبَغْتُ يَدِي فِي الْمَاءِ أَيْ غَمَسْتُهَا، وَكَذَلِكَ اللُّقْمَة إِذَا غَمَسْتُهَا فِي الْخَلِّ أَوْ غَيْره، وَمَا تَغْمِسُ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ صَبْغ وَصَبَّاغ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وَقَدْ اِصْطَبَغْتُ بِكَذَا إِذَا اِتَّخَذْتُهُ صِبَاغاً.

وَنَقَعْتُ الشَّيْءَ فِي الْمَاءِ وَغَيْره، وَأَنْقَعْتُهُ، إِذَا غَمَسْته فِيهِ وَأَقْرَرْتُهُ، وَهُوَ مُنْقَع، وَنَقِيع، وَذَلِكَ الْمَاء نُقَاعَة بِالضَّمِّ.

وَدُفْتُ الشَّيْءَ فِي الْمَاءِ، وَمُثْتُهُ، وَمَرَثْتُهُ، وَمَرَسْتُهُ، وَمَرَدْتُهُ، وَمَرَذْتُهُ، إِذَا أَنْقَعْتَهُ فِيهِ وَعَالَجْتَهُ بِيَدِك حَتَّى يَذُوبَ أَوْ يَلِينَ، وَوَدَنْتَ الْجِلْد إِذَا بَلَلْتَهُ بِالْمَاءِ أَوْ دَفَنْتَهُ فِي الثَّرَى لِيَلِينَ.

وَبَرَدَ الشَّيْخ الْخُبْز صَبّ عَلَيْهِ الْمَاء وَبَلَّه، وَفُلان يَأْكُلُ خُبْزَهُ بَرُوداً، وَمَبْرُوداً. وَتَقُولُ جَفَّ الشَّيْءُ، وَيَبِسَ، إِذَا ذَهَبَتْ رُطُوبَته، وَجَفَّفْته أَنَا تَجْفِيفاً، وَيَبَّسْتُهُ، وَأَيْبَسْتُهُ، وَبِهِ جَفَاف، وَجُفُوف، وَيُبْس، وَيُبُوسَة.

وَتَقُولُ تَجَفْجَف الثَّوْب إِذَا جَفَّ وَفِيهِ بَعْضُ النَّدَاوَةِ، فَإِذَا تَمَّ جَفَافه قِيلَ قَفَّ قُفُوفاً، وَقَدْ نَشِفَ الثَّوْبُ الْمَاءَ وَالْعَرَقَ إِذَا تَشَرَّبَهُ، وَتَنَشَّفَهُ إِذَا تَشَرَّبَهُ فِي مُهْلَةِ، وَكَذَلِكَ الْغَدِير إِذَا تَشَرَّبَ الْمَاءَ، وَهُوَ غَدِيرٌ نَشِفٌ أَيْ يَنْشَفُ الْمَاءَ، وَأَرْض نَشِفَة، وَقَدْ نَشَّ

ص: 71

الْغَدِير وَالْحَوْض إِذَا جَفَّ مَاؤُهُمَا، وَالَدَّنّ يَتَسَفَّطُ الشَّرَاب أَيْ يَتَشَرَّبُهُ.

وَيُقَالُ: نَشِفَ الْمَاء أَيْضَاً إِذَا جَفَّ، وَقَدْ نَضَبَ الْمَاءُ فِي الأَرْضِ، وَنَضَا، وَغَار، وَغَاضَ، إِذَا ذَهَبَ فِيهَا، وَيُقَالُ أَيْضَاً غِيضَ الْمَاءُ عَلَى الْمَجْهُولِ وَغَاضَهُ اللَّهُ، وَهُوَ مَاءٌ مَغِيضٌ، وَمَاءٌ غَائِرٌ، وَغَوْرٌ عَلَى الْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ.

وَيُقَالُ: غَاضَ فُلان الدَّمْعَ، وَغَيَّضَهُ، إِذَا حَبَسَهُ عَنْ الْجَرْيِ، وَقَدْ غَاضَ الدَّمْع إِذَا نَقَصَ وَجَفَّ، وَرَقَأَ الدَّمْعُ إِذَا جَفَّ وَانْقَطَعَ، وَكَذَلِكَ الدَّم وَالْعَرَق.

وَيُقَالُ: نَزِفَتْ عَبْرَته إِذَا نَفِدَتْ، وَأَنْزَفَهَا هُوَ، وَقَبَّ الْجُرْح إِذَا جَفَّ وَانْقَطَعَ سَيَلانه.

وَجَسِدَ الدَّم إِذَا يَبِسَ، وَدَم جَسَد مِنْ الْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ، وَجَاسِد، وَجَسِيد، أَيْ جَامِد قَدِيم وَهُوَ خِلافُ النَّاقِعِ.

وَتَقُولُ: ذَبَلَ فُوه، وَعَصَبَ فُوه، إِذَا جَفَّ وَيَبِسَ رِيقه، وَقَدْ عَصَبَ الرِّيق بِفِيهِ، وَخَدَعَ الرِّيق بِفِيهِ، وَقِيلَ: خَدَع الرِّيق إِذَا خَثَرَ وَأَنْتَنَ يَكُونُ ذَلِكَ فِي وَقْتِ السَّحَرِ.

وَيُقَالُ عَصَب الرِّيق فَاه إِذَا لَصِقَ بِهِ وأَيْبَسَهُ، وَإِنَّهُ لَمَعْصُور اللِّسَان أَي يَابِسه عَطَشاً.

وَتَقُولُ: ذَوَى الْعُود وَالْبَقْل، وَذَبَلَ، إِذَا ذَهَبَتْ نُدُوَّتُهُ، وَأَذْوَاهُ الْحَرّ وَالْعَطَش، وَأَذْبَلَهُ.

وَهَاجَ الْبَقْل وَالزَّرْع إِذَا اصْفَرَّ وَأَخَذَ فِي الْيُبْسِ، وَكَذَلِكَ

ص: 72

الأَرْض إِذَا اصْفَرَّ زَرْعُهَا، وَزَرْع هَائِج، وَهَيْج، وَصَوَّح الزَّرْع، وَتَصَوَّحَ، إِذَا يَبِسَ أَعْلاهُ، وَقَدْ صَوَّحَتْهُ الشَّمْس.

وَقَفَّ النَّبَاتُ، وَقَبَّ، إِذَا جَفَّ وَتَنَاهَى يُبْسُهُ، وَهُوَ جَفِيف النَّبْت، وَقَفِيفه، وَقَبِيبه، ويَبِيسه، وَقَلَعَ فُلان الْحَشِيش مِنْ أَرْضِهِ وَهُوَ الْكَلأُ الْيَابِسُ، وَأَصْبَحَ نَبَات الأَرْضِ هَشِيماً وَهُوَ الْيَابِسُ الْمُتَكَسِّرُ، وَالْهَشِيمُ أَيْضاً الشَّجَر الْيَابِس الْبَالِي وَاحِدَته هَشِيمَة.

وَالْقَفْلُ قَرِيب مِنْهُ وَهُوَ الشَّجَر الْيَابِس، وَكَذَلِكَ الْقَفِيل، الْوَاحِدَة قَفْلَة، وَقَفِيلَة، وَقَدْ قَفَلَتْ الشَّجَرَة قُفُولا.

وَيُقَالُ أَيْضاً: قَفَلَ الْجِلْد إِذَا يَبِسَ وَسِقَاءٌ قَافِلٌ، وَشَيْخٌ قَافِلٌ، وَقَاحِل، وَقَحْل، إِذَا يَبِسَ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ، وَقَدْ قَحَلَ جِلْده قُحولاً وَأَقْحَلَهُ الصَّوْم وَالْكِبَر.

وَتَقُولُ: قَدَّدْتُ اللَّحْمَ إِذَا مَلَّحْتَهُ وَجَفَّفْتَهُ فِي الشَّمْسِ وَهُوَ قَدِيد.

وَوَشَقْتُ اللَّحْم، وَوَشَّقْتُهُ، إِذَا أَغْلَيْتَهُ فِي مَاء مِلْح ثُمَّ رَفَعْتَهُ وَتَرَكْتَهُ حَتَّى يَجِفَّ، وَهُوَ الْوَشِيقُ، وَالْوَشِيقَةُ، وَقَدْ اِتَّشَقَ الرَّجُل إِذَا اِتَّخَذَ وَشَيِقَة.

وَتَقُولُ شَرَرْتُ اللَّحْم وَالأَقِط وَالْمِلْح، وشَرَّرْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ، وَشَرَّيْتُهُ عَلَى الإِبْدَالِ، إِذَا بَسَطْتَهُ، عَلَى خَصَفَة أَوْ غَيْرهَا لِيَجِفّ، وَيُقَالُ لِمَا شَرَرْتَهُ مِنْ ذَلِكَ إِشْرَارَة بِالْكَسْرِ، وَالإِشْرَارَة أَيْضاً اِسْم لِمَا يُبْسُطُ عَلَيْهِ مِنْ شَقَّةٍ أَوْ

ص: 73

خَصَفَةٍ وَنَحْوَهَا.

وَسَطَحْتُ التَّمْر وَالْعِنَب وَغَيْره إِذَا بَسَطْتَهُ عَلَى الْمِسْطَحِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا والمِسْطاح وَهُوَ مَكَانٌ مُسْتَوٍ يُبْسَطُ عَلَيْهِ التَّمْر وَنَحْوه لِيَجِفَّ، وَيُسَمَّى الْجَرِين، وَالْمِرْبَد.

وَقَدْ قَبَّ اللَّحْم وَالتَّمْر وَغَيْره قُبُوباً إِذَا يَبِسَ وَنَشِفَ، وَهُوَ الْقَسْبُ لِلتَّمْرِ الْيَابِس يَتَفَتَّتُ فِي الْفَمِ.

وَالْخَشَفُ لِمَا يَبِسَ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْوِيَ فَصَلُبَ وَفَسَدَ، وَالزَّبِيبُ لِمَا سُطِحَ مِنْ الْعِنَبِ فَذَوَى، وَرُبَّمَا اِسْتُعْمِلَ فِي التِّينِ، وَقَدْ زَبَّبَ فُلان عِنَبه وَتِينه إِذَا سَطَحَهُمَا زَبِيباً، وَفُلانٌ يَتَقَوَّتُ بِالْعَسَمِ وَهُوَ الْخَبْزُ الْيَابِسُ.

وَهَذِهِ أَرْض ذَاتُ قُلاعٍ وَهُوَ الطِّينُ الْيَابِسُ، وَكَذَلِكَ الْمَدَر، الْقِطْعَة مِنْهُمَا قُلاعَة وَمَدَرَةٌ، وَقَدْ أَصْبَحَ الْغَدِير قُلاعاً وَهُوَ الطِّينُ الَّذِي يَنْشَقُّ إِذَا نَضَبَ عَنْهُ الْمَاء.

وَالصَّلْصَالُ الطِّين الَّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ الْفَخَّار إِذَا يَبِسَ، وَهُوَ صَلْصَالٌ مَا لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ فَإِذَا طُبِخَ فَهُوَ فَخَّار وَخَزَف.

ص: 74