الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِضَبْعَيْهِ، أذا نَعَشتَه مِنْ خُمُولِهِ، وَقَدْ أَطْلَقْت عَنْهُ رِبْقَة الْخُمُول، ونَضَوْت عَنْهُ دِثَار الْخُمُول، وَأَذَعْتُ ذِكْرَهُ، وَنَوَّهْتُ بِاسْمِهِ.
وَيُقَالُ مَا زَالَ فُلان يُذَرِّي فُلاناً، وَيُذَرِّي مِنْهُ، أَيْ يَرْفَعُ قَدْرَهُ وَيُنَوِّهُ بِذِكْرِهِ، وَقَدْ أَشَادَ ذِكْره، وَأَشَادَ بِذِكْرِهِ، أَيْ أَذَاعَ ذِكْره وَرَفَعَهُ، وَتَقُولُ هَذَا الأَمْر مَنْبَهَة لَك أَيْ تَشْرُفُ بِهِ وَتَشْتَهِرُ.
فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ
يُقَالُ: فُلانٌ عَزِيز الْجَانِب، مَنِيع الْحَوْزَة، مَنِيع السَّاحَة، حَصِين النَّاحِيَةِ، وَإِنَّهُ لَفِي مَنَعَة مِنْ قَوْمِهِ، وَفِي حِمىً لا يُقْرَبُ، وَفِي حِرْزٍ حَرِيزٍ، وَفِي حِرْزٍ لا يُوصَلُ إِلَيْهِ، وَلا يَنَالُهُ طَالِب، وَلا يَطْمَعُ فِيهِ طَامِع.
وَإِنَّ لَهُ عِزَّةً غَلْبَاءَ، وَعِزَّة قَعْسَاء، وَهُوَ فِي عِزٍّ بَاذِخٍ، وَقَدْ تَقَمَّصَ لِبَاس الْعِزِّ، وَأَقَامَ تَحْتَ ظِلال العِزّ، وَتَحْتَ رِوَاق الْعِزّ، وَأَدْرَكَ عِزَّةً لا تُقْهَرُ، وَعِزَّةً لا تُضَام، وَبَلَغَ عِزّاً لا يَقْرَعُ الدَّهْر مَرْوَتَه، وَلا يَفْصِمُ عُرْوَتَهُ، وَلا يَنْقُضُ مِرَّتَهُ.
وَيُقَالُ فُلانٌ لا تَلِينُ قَنَاتُهُ لِغَامِز، وَلا تُعْصَبُ سَلَمَاتُهُ وَلا تُقْرَعُ صَفَاتُهُ، وَلا يُنَالُ نَبَطُه وَلا يُتَهَضَّمُ جَانِبه، وَلا يُسْتَبَاحُ ذِمَاره، وَلا يُقْرَبُ حَرِيمه، وَلا يُوطَأُ حِمَاهُ.
وَيُقَالُ مِثْلِي لا يَدِرُّ بِالْعِصَابِ أَيْ لا يُعْطِي بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَفُلان حَيَّة الْوَادِي إِذَا كَانَ شَدِيد الشَّكِيمَة حَامِياً لِحَوْزَتِهِ، وَإِنَّهُ لَفِي عِيص أَشِبأَيْ فِي عِزٍّ وَمَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَهُوَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ أَيْ إِلَى عِزٍّ وَمَنَعَةٍ أَوْ إِلَى عَدَدٍ كَثِير، وَهُوَ أَحْمَى أَنْفاً مِنْ فُلان، وَأَمْنَعُ ذِمَاراً، وَهُوَ أَعَزُّ مِنْ جَبْهَةِ الأَسَدِ، وَأَمْنَعُ مِنْ لِبْدَة الأَسَد.
وَيُقَالُ فِي خِلافِ ذَلِكَ فُلان ذَلِيل، عَاجِز، مَهِين، مُسْتَضْعَف، مُسْتَذَلّ، ضَعِيف الْمُنَّة، مَخْضُود الشَّوْكَة، كَلِيل
الظُّفْر، مَقْلُوم الظُّفْر، كَلِيل الْحَدّ، أَجْذَم الْيَدِ، أَجْذَم الْبَنَان، أَحَصّ الْجَنَاح، مَقْصُوص الْجَنَاحِ، مُرَنَّق الْجَنَاح، مَهِيض الْجَنَاح، مَبْذُول الْمَقَادَة، مَبْذُول الْيَد، مُبْتَذَل الْفِنَاء، مُبَاح الذِّمَار.
وَقَدْ ذَلَّ الرَّجُلُ، وَخَشَعَ، وَخَضَعَ، وَاسْتَكَانَ، وَاسْتَقَادَ، وَتَصَاغَرَ، وَتَضَاءَلَ، وَعَفَّرَ خَدَّهُ، وَعَفَّرَ جَنْبَهُ، وَوَضَعَ خَدَّهُ، وَأَضْرَع خَدّه وَأَضْرَع جَنْبَهُ، وَلانَتْ شَوْكَته، وَلانَتْ قَنَاته، وَلانَتْ مَجَسَّته، وَذَلَّتْ قَصَرتُهُ، وَذَلَّتْ نَاصِيَتُهُ، وَأَمْكَنَ مِنْ يَدِهِ.
وَأَعْطَى بِيَدِهِ، وَأَعْطَى الْقِيَاد، وَالْمَقَادَة، وَحَمَلَ الضَّيْم، وَأَعْطَى الضَّيْم عَنْ يَدٍ، وَأَصْبَحَ أَذَلَّ مِنْ النَّقَدِ، وَأَذَلَّ مِنْ وَتِد، وَأَذَلَّ مِنْ بَيْضَة الْبَلَد، وَأَذَلّ مِنْ عَيْر، وَأَذَلّ
مِنْ حِمَارٍ مُقَيَّدٍ، وَأَذَلّ مِنْ أَرْنَب، وَأَذَلّ مِنْ فَقْع الْقَاع، وَمِنْ فَقْعٍ بَقَرْقَر، وَأَذَلّ مِنْ قَيْسِيٍّ بِحِمْص.
وَقَدْ أَذَلَّهُ فُلان، وَخَطَمَهُ بِالذُّلِّ، وَقَادَهُ بِبُرَة الْهَوَان، وَعَفَّرَ وَجْهَهُ، وَأَذَلَّ نَاصِيَتَهُ، وَوَطِئَ خَدَّهُ، وَأَلْقَاهُ فِي مَرَاغَة الذُّلّ، وَمَرَّغَهُ فِي حَمْأَة الذُّلّ، وَرَغَمَ أَنْفَهُ، وَأَرْغَمَهُ، وَخَيَّسَ أَنْفه، وَجَدَعَ أًنْف عِزِّهِ، وطَأْطَأْ مِنْ إِشْرَافِهِ، وَشَدّ مِنْ شَكَائِمِه.
وَقَدْ مَالَ رِوَاق عِزّه، وَمَالَتْ دَعَائِم عِزِّهِ، وَتَهَاوَتْ كَوَاكِب سَعْدِهِ، وَتَقَوَّضَ سُرَادِق مَجْدِهِ، وَتَمَعَّكَ فِي ردَغَة الذُّلّ، وَارْتَطَمَ فِي حَمْأَة الْهَوَان، وَرَأَيْته ذَلِيلا، ضَارِعاً، مُنْكَسِراً، مُتَضَعْضِعاً.
وَرَأَيْت الْقَوْمَ وَقَدْ ذَلَّتْ قَصَرُهم، وَذَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ، وَعَنَتْ وُجُوههمْ، وَخُزِمَتْ أُنُوفُهُمْ، وَاقْتِيدُوا ببُرَة الصَّغَار، وَاقْتِيدُوا بِخَزَائِم أُنُوفِهِمْ، وَضُرِبَتْ