المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في الغضب وإطفائه - نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد - جـ ١

[اليازجي، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: فِي الخَلْقِ وَذِكْرِ أَحْوَالِ الفِطْرَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا

- ‌فَصْلٌ في الْخَلْق

- ‌فَصْل فِي قُوَّةِ الْبِنْيَةِ وَضَعْفِهَا

- ‌فَصْلٌ فِي حُسْنِ الْمَنْظَر وَقُبْحِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي السِّمَنِ وَالْهُزَالِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأطَوْار وَالأَسْنَان

- ‌فَصْل فِي الْبَصَرِ

- ‌فَصْل فِي السَّمْعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّوْقِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّمِّ

- ‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

- ‌الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الأَخْلاقِ وَلُؤْمِهَاِ

- ‌فَصْل فِي الْجُودِ وَالْبُخْلِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجُبْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَنَفَةِ وَالاسْتِكَانَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكِبَرِ وَالتَّوَاضُعِ

- ‌فَصْلٌ فِي سُهُولَةِ الْخُلُقِ وَتَوَعُّرِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّفَهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّلاقَةِ وَالْعُبُوسِ

- ‌فَصْلٌ فِي الظَّرْفِ وَالسَّمَاجَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَلادَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكَيسِ وَالْحُمْقِ وَذِكْر الْجُنُون وَالْخَرَف

- ‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

- ‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجُوعِ وَالشِّبَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَطَش وَالرِّيّ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

- ‌فَصْلٌ في الاعْتِلالِ وَالصِّحَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَوَارِضِ الطَّبِيعِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحُمِّيَّات

- ‌فَصْلٌ فِي الْبُثُورِ وَالآثَارِ وَالآفَاتِ الْجِلْدِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُرُوحِ وَالأَخْرِجَة وَالأَوْرَامِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَلْعِ وَالْكَسْرِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا

- ‌فَصْلٌ فِي الاحْتِضَارِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ

- ‌الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

- ‌فَصْلٌ في السُّرُورِ وَالْحُزْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَوْفِ وَالأَمْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحَيَاءِ وَالْوَقَاحَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الرِّقَّةِ وَالْقَسْوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُوَاصَلَةِ وَالْقَطِيعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُدَاهَنَةِ وَالْخِدَاعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَالْخُلُوِّ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِفَّةِ وَالدَّعَارَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّوْقِ وَالسُّلْوَانِ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّشَاطِ وَالسَّأَمِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمَلِ وَمَصَايِرُهُ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّمَعِ وَالْقَنَاعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحَسَد

- ‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّنَدُّمِ

- ‌الفصل الخامس: في الأصول والأنساب والطبقات وما يتصل بها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الْمَحْتِدِ وَلُؤْمِه

- ‌فَصْلٌ في النَّسَبِ وَالاِنْتِسَابِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقَرَابَةِ وَالرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ فِي أَشْرَافِ النَّاسِ وسَفِلَتِهِمْ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْخُمُولِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا

- ‌فَصْلٌ فِي التَّعْظِيمِ وَالاحْتِقَارِ

- ‌فَصْلٌ في الْفَخْرِ وَالْمُفَاخَرَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَقَدُّمِ الرَّجُلِ عَلَى أَقْرَانِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الأَكْفَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّفَرُّدِ وَانْقِطَاعِ النَّظِيرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّبَهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُدْوَةِ وَالاحْتِذَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ طَبَقَاتٍ شَتَّى مِنْ النَّاسِ

الفصل: ‌فصل في الغضب وإطفائه

يُرِيدُ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنْ يَفُوتَهُ، وَهُمَا يَتَنَاهَزَانَ إِمَارَةَ بَلَدِ كَذَا أَيْ يَتَبَادَرَانِ إِلَى طَلَبِهَا. وَبَيْنَ الْقَوْمِ مُحَاسَدَةٌ، وَمُنَافَسَةٌ، وَمُشَاحَّةٌ، وَقَدْ فَشَا بَيْنَهُمْ دَاءُ الْحَسَدِ، وَسَرَى بَيْنَهُمْ دَاءُ الضَّرَائِرِ، وَدَبَّتْ بَيْنَهُمْ آكِلَةُ الأَكْبَادِ، وِانْتَشَرَ بَيْنَهُمْ دَاءُ الأَثَرَةِ. وَتَقُولُ هُمْ ضلع عَلَى فُلان بِالْحَسَدِ، وَقَدْ كَشَفُوا لَهُ وُجُوهَ الْمُنَافَسَةِ، وَأَبْرَزُوا لَهُ

صَفْحَةَ الْمُبَارَاةِ، وَإِنَّهُمْ لَيَنْصِبُونَ لَهُ الْحَبَائِلَ، وَيَتَرَبَّصُونَ بِهِ الدَّوَائِرَ، وَقَدْ وَقَفُوا لَهُ بِالْمِرْصَادِ، وَقَعَدُوا لَهُ كُلَّ مرْصَد.

وَيُقَالُ الحَاسِدُ مُغْتَاظٌ عَلَى مَنْ لا ذَنْبَ لَهُ. وَكَبَتَ اللهُ حَاسِدَكَ، وَاللَّهُمَّ اكْفِنَا شَمَاتَةَ الحُسَّادِ.

‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

يُقَالُ: قَدْ غَاظَنِي هَذَا الأَمْر، وَأَسْخَطَنِي، وَأَغْضَبَنِي، وَأَحْفَظَنِي، وأَحْنَقَنِي، وأَمْعَضَنِي، وأَرْمَضَنِي، وَأَثَارَ حَنَقِي، وَأَضْرَمَ غَيْظِي، وَاسْتَوْقَدَ غَضَبِي، وَاسْتَوْرَى غَضَبِي، وَاقْتَدَحَ غَضَبِي، وَأَوْغَرَ

ص: 264

صَدْرِي.

وَجَاءَ فُلان وَقَدْ غَضِبَ، وَتَغْضَّبَ، وَاحْتَفَظَ، وَاغْتَاظَ، وَتَغَيَّظَ، وَتَنَمَّرَ، وَتَرَغَّمَ، وَتَسَخَّطَ.

وَرَأَيْته مُغْضَباً، مَغِيظاً، مُحْنَقاً، يَغْلِي مِنْ الْغَيْظِ، وَيَفُورُ مِنْ الْغَضَبِ، وَيَجِيشُ مِنْ الْحَنَقِ، وَيَتَوَقَّدُ، وَيَتَلَظَّى، وَيَتَوَهَّجُ، وَيَتَأَجَّجُ، وَيَتَأَجَّمُ، وَيَتَحَرَّقُ، وَيَتَلَعَّج، وَيَتَلَهَّبُ، وَيَتَسَعَّرُ، وَيَتَضَرَّمُ، وَيَتَحَدَّمُ، وَيَتَحَطَّمُ، وَيَتَوَغَّرُ.

وَقَدْ شَرِيَ الرَّجُل، وَاسْتَشْرَى، وَامْتَعَضَ، وَاسْتَشَاطَ، وَامْتَلأَ غَيْظاً، وَاسْتُطِيرَ غَضَباً، وَثَارَتْ بِهِ الْحِفْظَةُ، وَالْحَفِيظَة، وَالْحَمِيَّة، وَهَاجَ هَائِجُهُ، وَفَارَ فَائِرُهُ، وَثَارَ ثَائِرُهُ، وَطَارَ طَائِرُهُ، وَنَبَضَ نَابِضُهُ، وَغَلَى جَوْفُهُ، وَوَغِرَ صَدْرُهُ، وَنَغِرَ، وَتَنَغَّرَ، وَإِنَّهُ لَنَغِرُ الصَّدْرُ، وَهُوَ وَاغِر الصَّدْر عَلَى فُلان، وَفِي صَدْرِهِ عَلَيْهِ وَغْر، وَوَقْر.

وَقَدْ بَاتَ يَزْفِرُ مِنْ الْغَضَبِ، وَيَنْفِتُ مِنْ الْغَيْظِ، وَيَنْفِطُ، أَيْ يَنْفُخُ أَوْ يَغْلِي مِنْ نَفَتَانِ الْقِدْرِ إِذَا كَانَتْ تَرْمِي بِمِثْلِ السِّهَامِ مِنْ شِدَّةِ الْغَلْيِ، وَقَدْ جَاشَ صَدْرُهُ غَيْظاً، وَجَاشَ مِرْجَل غَضَبه، وَبَنُوا فُلان تَجِيشُ عَلَيْنَا قِدْرهمْ، وَتَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ.

وَتَقُولُ: فُلان يَرْعَفُ أَنْفُه

ص: 265

عَلَيْك غَضَباً، وَيَكْسِرُ عَلَيْك الْفُوق، وَيَكْسِرُ أَرْعَاظ النَّبْل، وَيَحْرُقُ عَلَيْك الأُرَّم، وَقَدْ تَلَفَّفَ لَك عَلَى حَنَق، وَلَبِسَ لَك جِلْدَ النَّمِرِ، وَإِنَّ في قَلْبِهِ عَلَيْك حَزَّازَات.

وَجَاءَ فُلان وَقَدْ حَمِيَ مِنْ ذَلِكَ الأَمْرِ أَنْفاً، وَوَرِمَ أَنْفُهُ، وَنَزَا فِي رَأْسِهِ الْغَضَب، وَثَارَتْ فِي رَأْسِهِ نَزْوَة الْغَضَب، وَنَزَتْ فِي رَأْسِهِ سَوْرَة الْغَضَب، وَاسْتَفَزَّتْهُ طَيْرَة الْغَضَب، وَاسْتَخَفَّتْهُ فَوْرَة الْغَضَب، وَقَالَ ذَلِكَ فِي فَوْرَة غَضَبه، وَإِنِّي لأَحْلُم عَنْ طِيرَاتِهِ.

وَيُقَالُ: غَضِبَ فُلان حَتَّى اِحْتُمِلَ مِنْ الْغَضَبِ، وَأَقَلّ مِنْ الْغَضَبِ، إِذَا اِسْتَخَفَّهُ الْغَضَب وَأَرْعَدَهُ، وَقَدْ أَقَلَّتْهُ الرِّعْدَة، وَاسْتَقَلَّتْهُ.

وَيُقَالُ: اِسْتَقَلَّ غَضَباً إِذَا شَخَصَ مِنْ مَكَانِهِ لِفَرْطِ غَضَبِهِ، وَقَدْ بَاتَ يُرْعَدُ مِنْ الْغَضَبِ، وَبَاتَ يَقُومُ وَيَقْعُدُ، وَرَأَيْته يُعَضِّضُ شَفَتَيْهِ مِنْ الْغَيْظِ، وَرَأَيْته يَنْتَفِضُ مِنْ الْغَضَبِ، وَقَدْ بَاتَ يَرْقُصُ لِغَيْر طَرَب، وَيَعَضُّ أَنَامِلَهُ غَيْظاً، وَيَقْطَعُ أَنَامِله غَيْظاً.

وَقَدْ غَضِبَ حَتَّى كَادَ يَخْرُجُ

ص: 266

مِنْ ثِيَابِهِ، وَيَخْرُجُ مِنْ إِهَابِهِ، وَكَادَ يَتَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ، وَيَتَمَزَّعُ مِنْ الْحَنَقِ، وَيَنْشَقُّ مِنْ الْغَضَبِ، وَقَدْ اِنْفَطَرَتْ مَرَارَته مِنْ الْغَيْظِ، وَتَقَطَّعَتْ نَفْسه غَيْظاً، وَكَادَ يَدْخُلُ بَعْضه فِي بَعْضٍ مِنْ الْغَيْظِ، وَقَدْ كَظَمَهُ الْغَيْظ، وَوَسِعَ مِنْ الْغَيْظِ فَوْقَ مِلْئِهِ.

وَيُقَالُ: أَقْبَلَ فُلان يَتَطَايَرُ شِلَّمُه وَشِنَّمُه، أَيْ شَرَارُه مِنْ الْغَضَبِ، وَغَضِبَ حَتَّى أَطَارَ الشِّلَّم، وَجَاءَ وَقَدْ طَارَتْ مِنْهُ شِقَّة فِي الأَرْضِ وَشِقَّة فِي السَّمَاءِ، وَطَارَتْ مِنْهُ شَظِيَّة وَوَقَعَتْ مِنْهُ أُخْرَى.

وَتَقُولُ: سَمِعَ فُلان كَذَا فَثَارَ الدَّمُ فِي وَجْهِهِ، وَتَبَوَّغَ الدَّم فِي رَأْسِهِ، وَتَبَيَّغَ، وَطَغَى، أَيْ هَاجَ، وَرَأَيْته وَقَدْ قَطَّبَ وَجْهَهُ، وَزَوَى مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَجَحَظَتْ عَيْنَاهُ مِنْ الْغَضَبِ، وَاحْمَرَّتْ عَيْنَاهُ غَضَباً، وَجَاءَ وَعَيْنَاهُ كَالْقَبَسِ، وَرَأَيْته غَضْبَان يَتَلَذَّعُ أَيْ يَتَلَفَّتُ يَمِيناً وَشِمَالاً وَيُحَرِّكُ لِسَانَهُ.

وَقَدْ اِنْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، وَانْتَفَخَتْ لَغَادِيدُه، وَقَامَتْ شَعَرَات أَنْفِهِ، وَكَشَرَ عَنْ نَابِهِ، وَأَبْدَى نَاجِذه، وَارْتَعَدَتْ أَطْرَافه، وَرَمَعَ أَنْفُهُ، وَتَرَمَّعَ، أَيْ تَحَرَّكَ طَرَفُ أَنْفِهِ مِنْ الْغَضَبِ، وَارْتَجَفَتْ شَفَتَاهُ، وَاضْطَرَبَتْ

ص: 267

سِبَالُه، وَوَجَفَ عُثْنُونُهُ، وَلَفَّ لِسَانه، وَزَبَد فُوه، وَتَزَبَّدَ، أَيْ خَرَجَ عَلَيْهِ الزَّبَد، وَرَأَيْته وَقَدْ لَفَظَ الزَّبِيبَة عَلَى شِدْقَيْهِ وَهِيَ الزُّبْدَةُ تَظْهَرُ عَلَى صِمَاغَيْ الْغَضْبَان.

وَجَاءَ وَقَدْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَتَرَبَّدَ، وَارْبَدَّ، وَأُسِفّ، وَالْتُمِعَ لَوْنُهُ، وَانْتُسِفَ، وَانْتُشِفَ، وَاحْتُمِلَ، وَرُدِعَ، وَتَمَعَّرَ، وَقَدْ مَعَّرَ وَجْهَهُ إِذَا غَيَّرَهُ غَيْظاً، وَرَأَيْته مَمْعُوراً أَيْ مُقَطِّباً غَضَباً، وَقَدْ سُفِيَ الرَّمَاد فِي وَجْهِهِ، وَذُرَّ عَلَى وَجْهِهِ الرَّمَاد، وَرَأَيْت عَلَى وَجْهِهِ سُفْعَة غَضَبٍ وَهِيَ تَمَعُّرُ لَوْنِهِ إِذَا غَضِبَ.

وَيُقَالُ: فُلانٌ سَرِيعُ الْبَادِرَة، وَحَادُّ الْبَادِرَةِ، وإِنِّي لأَخْشَى عَلَيْك بَادِرَتَهُ وَهِيَ مَا يَبْدُرُ مِنْهُ عِنْدَ غَضَبه، وَلا تُكَلِّمُهُ فِي حُمَيَّا غَضَبه أَيْ فِي حِدَّتِهِ، وَإِنَّ لِغَضَبِهِ سَورَةً أَيْ وَثْبَة، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مَنْ نَوَازِي غَضَبه، وَإِنَّ لِغَضَبِهِ نَازِيَةً لا تُطَاقُ وَهِيَ حِدَّتُهُ وَبَادِرَتهُ.

وَيُقَالُ: جَاءَ فُلان نَاشِراً سَبَلَتَهُ إِذَا جَاءَ يَتَوَعَّدُ، وَقَدْ نَفَشَ عِفْرِيتَهُ، وَعِقْد نَاصِيَته، وَأَقْبَلَ وَهُوَ يَتَشَزَّر

ص: 268

لِفُلان، وَيَتَشَذَّرُ، وَأَقْبَلَ يَتَهَدَّمُ عَلَيَّ بِالْكَلامِ، وَيَتَهَوَّرُ، وَيَتَزَغَّمُ، وَأَقْبَلَ يَبْرُقُ وَيَرْعُدُ، كُلّ ذَلِكَ بِمَعْنَى التَّهْدِيدِ.

وَيُقَالُ: ذَهَبَ فُلان وَهُوَ يَتَزَغَّمُ أَيْ ذَهَبَ مُتَغَضِّباً وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ لا يُفْهَمُ، وَقَامُوا وَلَهُمْ تَغَذْمُر، وَغَذْمَرَة، وَزَمْجَرَة، وَبَرْبَرَة، وَهِيَ الْغَضَبُ وَسُوءُ اللَّفْظِ وَالتَّخْلِيطُ فِي الْكَلامِ، وَقَدْ غَذْمَرَ الرَّجُل كَلامَهُ إِذَا أخفاه فَاخِراً وَمَوْعِداً وَأَتْبَعَ بَعْضه بَعْضاً.

وَتَقُولُ: غَاضَبَهُ، وَغَايَظَهُ، وَرَاغَمَهُ، وَهُمَا يَتَشَارَيَان أَيْ يَتَغَاضَبَان، وَخَرَجَ فُلان مُغَاضِباً، وَمُرَاغِماً، وَقَدْ رَاغَمَ قَوْمه إِذَا نَبَذَهُمْ وَخَرَجَ عَنْهُمْ وَعَادَاهُمْ، وَتَقُولُ: غَضِبَ فُلان عَلَى أَثَارَةٍ بِالْفَتْحِ أَيْ عَلَى غَضَبٍ سَابِقٍ.

وَتَقُولُ: غَضِبَ فُلان عَلَى أَثَارَةٍ بِالْفَتْحِ أَيْ عَلَى غَضَبٍ سَابِقٍ، وَغَضِبَ مِنْ غَيْرِ صَيْحٍ وَلا نَفْر أَيْ مِنْ غَيْرِ شَيْء، وَهَذَا غَضَبٌ مُطِرٌّ أَيْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَفِيمَا لا يُوجِبُ غَضَباً.

وَيُقَالُ: رَجُلٌ زَمِعٌ وَهُوَ الَّذِي إِذَا غَضِبَ سَبَقَهُ بَوْله أَوْ دَمْعُهُ. وَهُوَ الْعَتْب إِذَا أنْكَرْت عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ فِعْلِهِ، ثُمَّ الْمَوْجِدَة وَهِيَ أَشَدُّ، ثُمَّ السُّخْط وَهُوَ خِلافُ الرِّضَى، ثُمَّ الْغَضَب، ثُمَّ الْحَنَق.

وَالْغَيْظُ الْغَضَب الْكَامِن فِي الصَّدْرِ يُقَالُ: كَظَمَ الرَّجُل غَيْظَه، وَعَلَى غَيْظِهِ، إِذَا حَبَسَهُ وَأَمْسَكَ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ مِنْهُ، وَقَدْ صَبَرَ فُلان عَلَى تَجَرُّع الْغَيْظ، وَالْحِقْدُ الْغَيْظ الثَّابِت تُتَرَبَّصُ

ص: 269

بِهِ فُرَص الانْتِقَامِ.

وَتَقُولُ فِي الاسْتِرْضَاءِ: أَعَتَبْت الرَّجُل مِنْ عَتَبِهِ، وَاسْتَعْتَبْتهُ، وَلَمْ آلُهُ إِعْتَاباً، وَعُتْبَى، وَفِي الْمَثَلِ " مَا مُسِيء مَنْ أَعْتَبَ ".

وَقَدْ تَرَضَّيْته، وَاسْتَرْضَيْته، وَتَسَنَّيْته، وَسَرَّيْت عَنْهُ، وَسَرَّيْت مِنْ غَضَبِهِ، وَبَرَّدْت غَيْظَه، وَسَكَّنْت غَضَبَهُ، وَفَثَأْت غَضَبه، وَسَلَلْت حِقْده، وَسَلَلْت سَخِيمَته، وَاسْتَلَلْت مَا فِي نَفْسِهِ، وأذْهَبْت حَنَقه، وَأَزَلْت اِمْتِعَاضَهُ، وتَأَلَّفْته مِنْ نَفْرَتِهِ، وَلاطَفْتهُ، وَلايَنْته، وَلِنْت لَهُ حَتَّى لَانَ، وَرَضِيَ بَعْدَ سُخْطِهِ، وَذَهَبَتْ شِرَّتُه، وَسَكَنَتْ سُورَته، وَقَرَّتْ فُورَته، وَسَكَنَ غَيْظه، وَانْفَثَأَ غَضَبه، وَقَّرَ هَائِجُهُ، وَخَبَا ضِرَامُ غَيْظِهِ، وَانْكَسَرَتْ حِدَّة غَضَبِهِ، وَهَمَدَتْ وَقْدَة غَضَبِهِ، وَقَصَرَ عَنْهُ الْغَضَب، وَتَسَايَرَ الْغَضَب عَنْ وَجْهِهِ، وَهَدَأَتْ ضُلُوعه، وَلانَتْ عَرِيكَتُهُ، وَثَابَ إِلَيْهِ حُلْمه، وَرَاجَعَهُ حِلْمُهُ، وَرَجَعَتْ أَنَّاته، وَفَاءَ مِنْ غَضَبِهِ، وَتَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ، وَتَخَرَّمَ زَنْدُهُ، وَفُلان سَرِيع الْغَضَبِ سَرِيع الْفَيْئَة.

ص: 270

وَتَقُولُ فِي الرَّغْمِ: كَفَفْت مِنْ غَرْبِهِ، وَفَلَلْت غَرْب سُخْطه، وَرَدَدْت عِرَام غَضَبه، وَكَسَرْت سَوْرَة غَضَبه، وَرَدَدْت جِمَاحَهُ، وَكَفَفْت عَادِيَته، وقَمَعْت شِرَّة غَيْظه، وَقَدَعْت فَائِر غَضَبِهِ، وَرَغَمَتْ أَنْفَهُ، وَرَغَمَتْ مَعْطَِسَهُ، وَرَغَمَتْ مَرَاعِفَهُ، وَفَقَأْت نَاظِرَيْهِ، وَأَرَيْته عَبْرَ عَيْنَيْهِ، وَرَدَدْت إِلَيْهِ مِنْ سَامِي طَرْفِهِ، وَتَرَكْته يَعْلِك لِجَامَهُ، وَرَدَدْتهُ بِغَيْظِهِ، وأغْصَصْتُه بِرِيقه، وَأَشْرَقْتهُ بِرِيقِهِ، وَأَحْرَقْتهُ بِغَيْظِهِ، وَلَمْ أَشْفِ لَهُ صَدْراً.

وَيُقَالُ لِلْمُغْضِبِ: لأَمُدَّنَّ غَضْنَكَ، ولأَفُشَّنَّك فَشَّ الْوَطْب.

وَيُقَالُ: فُلان كَالْمُهَدِّرِ فِي الْعُنَّةِ وَهُوَ الَّذِي يَتَهَدَّدُ وَيَتَوَعَّدُ وَلا يَكُونُ عِنْدَهُ شَيْءٌ.

ص: 271