المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في الشراب والسكر - نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد - جـ ١

[اليازجي، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: فِي الخَلْقِ وَذِكْرِ أَحْوَالِ الفِطْرَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا

- ‌فَصْلٌ في الْخَلْق

- ‌فَصْل فِي قُوَّةِ الْبِنْيَةِ وَضَعْفِهَا

- ‌فَصْلٌ فِي حُسْنِ الْمَنْظَر وَقُبْحِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي السِّمَنِ وَالْهُزَالِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأطَوْار وَالأَسْنَان

- ‌فَصْل فِي الْبَصَرِ

- ‌فَصْل فِي السَّمْعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّوْقِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّمِّ

- ‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

- ‌الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الأَخْلاقِ وَلُؤْمِهَاِ

- ‌فَصْل فِي الْجُودِ وَالْبُخْلِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجُبْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَنَفَةِ وَالاسْتِكَانَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكِبَرِ وَالتَّوَاضُعِ

- ‌فَصْلٌ فِي سُهُولَةِ الْخُلُقِ وَتَوَعُّرِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّفَهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّلاقَةِ وَالْعُبُوسِ

- ‌فَصْلٌ فِي الظَّرْفِ وَالسَّمَاجَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَلادَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكَيسِ وَالْحُمْقِ وَذِكْر الْجُنُون وَالْخَرَف

- ‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

- ‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجُوعِ وَالشِّبَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَطَش وَالرِّيّ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

- ‌فَصْلٌ في الاعْتِلالِ وَالصِّحَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَوَارِضِ الطَّبِيعِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحُمِّيَّات

- ‌فَصْلٌ فِي الْبُثُورِ وَالآثَارِ وَالآفَاتِ الْجِلْدِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُرُوحِ وَالأَخْرِجَة وَالأَوْرَامِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَلْعِ وَالْكَسْرِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا

- ‌فَصْلٌ فِي الاحْتِضَارِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ

- ‌الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

- ‌فَصْلٌ في السُّرُورِ وَالْحُزْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَوْفِ وَالأَمْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحَيَاءِ وَالْوَقَاحَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الرِّقَّةِ وَالْقَسْوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُوَاصَلَةِ وَالْقَطِيعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُدَاهَنَةِ وَالْخِدَاعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَالْخُلُوِّ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِفَّةِ وَالدَّعَارَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّوْقِ وَالسُّلْوَانِ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّشَاطِ وَالسَّأَمِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمَلِ وَمَصَايِرُهُ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّمَعِ وَالْقَنَاعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحَسَد

- ‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّنَدُّمِ

- ‌الفصل الخامس: في الأصول والأنساب والطبقات وما يتصل بها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الْمَحْتِدِ وَلُؤْمِه

- ‌فَصْلٌ في النَّسَبِ وَالاِنْتِسَابِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقَرَابَةِ وَالرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ فِي أَشْرَافِ النَّاسِ وسَفِلَتِهِمْ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْخُمُولِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا

- ‌فَصْلٌ فِي التَّعْظِيمِ وَالاحْتِقَارِ

- ‌فَصْلٌ في الْفَخْرِ وَالْمُفَاخَرَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَقَدُّمِ الرَّجُلِ عَلَى أَقْرَانِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الأَكْفَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّفَرُّدِ وَانْقِطَاعِ النَّظِيرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّبَهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُدْوَةِ وَالاحْتِذَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ طَبَقَاتٍ شَتَّى مِنْ النَّاسِ

الفصل: ‌فصل في الشراب والسكر

الْغَصَص فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَق فِي الْمَاءِ وَالرِّيقِ، وَأَخَذَتْهُ شَرْقَةٌ كَانَتْ فِيهَا رُوحُهُ وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنْ الشَّرَقِ.

وَجَئِزَ بِالْمَاءِ إِذَا غَصَّ بِهِ فِي صَدْرِهِ، وَبِالرَّجُلِ جَأْز بِالإِسْكَانِ، وَهُوَ جَئِز مِثَال كَتِف.

وَيُقَالُ: جَرِضَ بِرِيقِهِ إِذَا غَصَّ بِهِ لا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الرِّيقِ، وَالرَّجُلِ جَرِضٌ، وَذَلِكَ الرِّيق جَرَضٌ بِفَتْحَتَيْنِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ، وَالاسْم الْجَرِيض عَلَى فَعِيلٍ وَمِنْهُ الْمَثَلُ " حَالَ الْجَرِيض دُونَ الْقَرِيضِ ".

‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

يُقَالُ: فُلان يُعَاقِرُ الْخَمْرَ، وَيُعَاقِرُ الدَّنّ، وَيُعَاقِرُ الْكَأْس، إِذَا كَانَ مُوَاظِباً عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ، وَهُوَ مُدْمِنٌ لِلْخَمْرِ، وَمُدْمِنٌ لِلشُّرْبِ، مُولَع بِالشَّرَابِ، مَنْهُوم بِالْخَمْرِ، مُنْهَمِك فِي الْخَمْرِ.

وَإِنَّهُ لَمُسْتَهْتَر بِالشَّرَابِ إِذَا كَانَ شَدِيد الْوَلُوع بِهِ لا يُبَالِي مَا قِيلَ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَمُتَخَلِّع فِي الشَّرَابِ إِذَا اِنْهَمَكَ فِيهِ وَلازَمَهُ لَيْلا وَنَهَاراً، وَإِنَّهُ لِيُسَافِه الشَّرَاب إِذَا شَرِبَهُ جُزَافاً مِنْ غَيْرِ تَقْدِير، وَإِنَّهُ لَغَرِقٌ فِي

ص: 142

الْخَمْرِ إِذَا تَنَاهَى فِي شُرْبِهَا وَالإِكْثَارِ مِنْهُ، وَقَدْ ظَلَّ يَتَغَفَّقُ الشَّرَاب إِذَا شَرِبَهُ يَوْمَهُ أَجْمَعُ.

وَإِنَّهُ لَرَجُل شَرُوب، وَشِرِّيب، وَخِمِّير، وَسِكِّير، وَقَدْ أَفْرَطَ فِي الشُّرْبِ، وَأَسْرَفَ، وَأَسْهَبَ، وَأَمْعَنَ، وَمَا زَالَ مُوَاظِباً عَلَيْهِ، وَمُثَابِراً عَلَيْهِ، وَمُلِحاً عَلَيْهِ، وَمُلِظاً بِهِ.

وَإِنَّهُ لَيَقْضِي أَوْقَاتَهُ بَيْنَ الْكُؤُوسِ، وَالأَكْوَابِ، وَالأَقْدَاح، وَالْجَامَات، وَالأَبَارِيق، وَالْبَوَاطِي، وَالدِّنَان، وَالنَّوَاجِيد، والرَّواقيد، وَالْعَمار، وَالنَّقْل.

وَمَا زَالَ مُقَاعِداً لِلدِّنَانِ، وَمُجَاثِياً لِلدِّنَانِ، ومفَاغماً لِلْكُؤُوسِ، وَقَدْ بَاتَ يَرْتَشِفُ الرَّاح، وَيَتَرَشَّفُهَا، وَيَتَمَزَّزُهَا، أَيْ يَتَمَصَّصُهَا، وَبَاتَ يَرْشُفُ ثَغْر الْكَأْس، وَيَرُفُّ ثَغْر الْكَأْس، وَيَرْشُفُ رُضَاب الْكَأْس، وَيَرْشُفُ حَبَب الْكَأْس، وَيَرْتَضِعُ أَفَاوِيق الْكَأْس، وَبَاتَ يَتَفَوَّقُ شَرَابَهُ، وَيَتَحَسَّاهُ، ويَتَمزّرُه،

ص: 143

أَيْ يَشْرَبُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْء.

وَتَقُولُ: نَادَمْت الرَّجُل إِذَا جَالَسْتهُ عَلَى الشَّرَابِ، وَشَارَبْته إِذَا شَرِبْت مَعَهُ، وَهُوَ نَدِيمِي، ونَدْمَانِي، وَشَرِيبِي، وَبَيْنَ الرَّجُلَيْنِ رِضَاع الْكَأْس إِذَا كَانَتْ بَيْنَهُمَا مُنَادَمَة.

وَقَدْ عَاطَيْته الْكَأْس، وَنَازَعْته الْكَأْس، وَنَاقَلْته الْكَأْس، وَتَعَاطَيْنَاهَا، وَتَنَازَعْنَاهَا، وَتَنَاقَلْنَاهَا.

وَمَلأْت لَهُ الْكَأْس وَأَتْرَعْتهَا، وَادَّهَقْتهَا، وَأَصْفَقْتهَا، وَأَصْفَحْتهَا، وَمَلأْت لَهُ الْكَأْس إِلَى أصْبَارها أَيْ إِلَى أَعَالِيهَا، وَهَذِهِ كَأْسٌ مَلأَى، وَكَأْس دِهَاق، وَسَقَيْته كَأْساً رَوِيَّة أَيْ مَلأَى، وَقَدْ اِشْتَفَّ مَا فِي الْكَأْسِ إِذَا شَرِبَهُ كُلَّهُ، وَشَرِبَ حَتَّى قَرَعَ جَبْهَته بِالإِنَاءِ إِذَا اِشْتَفَّ مَا فِيهِ.

وَتَقُولُ: شَرِبْت كَأْس فُلان، وَشَرِبْت نَخْبَهُ بِالْفَتْحِ، وَنُخْبَته بِالضَّمِّ، وَشَرِبْت عَلَى ذِكْرِهِ، وَعَلَى سَلامَتِهِ، وَعَلَى صِحَّتِهِ، وَأَشْرَبُ هَذِهِ الْكَأْسَ سُرُوراً بِك، وَسُرُوراً بِعَافِيَتِك.

وَيُقَالُ: شَهِدْت نِقَال بَنِي فُلانٍ أَيْ مَجْلِس شَرَابِهِمْ، وَدَخَلت عَلَيْهِمْ وَقَدْ اِنْتَظَمَ بِهِمْ مَجْلِس الرَّاح، وَأُدِيرَتْ بَيْنَهُمْ الْكُؤُوس، وَسُعِيَ عَلَيْهِمْ بِالأَقْدَاحِ، وَطِيفَ عَلَيْهِمْ بِالرَّاحِ.

وَهَذِهِ حَلْقَة الشَّرْب بِفَتْحٍ فَسُكُون وَهم الْقَوْمُ يَشْرَبُونَ، وَقَدْ اِصْطَبَحُوا شَرَابهمْ إِذَا شَرِبُوهُ صَبَاحاً، واغْتَبَقُوه

ص: 144

إِذَا شَرِبُوهُ مَسَاء، وَهُوَ الصَّبُوحُ، وَالْغَبُوق، لِمَا يُشْرَبُ فِي هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ.

وَيُقَالُ: وَغَل الرَّجُلُ عَلَى الْقَوْمِ، وَأَتَاهُمْ وَاغِلاً، إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ فِي شَرَابِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَدْعُوَهُ أَوْ يُنْفِقَ مَعَهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا، وَهُوَ مِثْل الْوَارِش فِي الطَّعَامِ.

وَقَدْ تَنَاهَدَ الْقَوْم، وَتَخَارَجُوا، إِذَا أَخْرَجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَفَقَتَهُ عَلَى قَدْرِ نَفَقَةِ صَاحِبِهِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ، وَبَيْنَ الْقَوْمِ مُنَاهَدَة، وَمُخَارَجَة، وَمَا يُخْرِجُهُ الْوَاحِد مِنْ ذَلِكَ نِهْد بِالْكَسْرِ يُقَالُ: هَاتِ نِهْدَك.

وَتَقُولُ: فُلان يَشْرَبُ الْخَمْرَ صِرْفاً بِالْكَسْرِ، وَمَصْرُوفَة، أَيْ خَالِصَة بِغَيْرِ مَزْج، وَهَذِهِ خَمْرٌ بَحْتٌ، وَخَمْرٌ صَرْدٌ، وَخَمْرٌ صُرَاحٌ، وصُرَاحيَّة بِالضَّمِّ فِيهِمَا، إِذَا لَمْ تُشَبْ بِمِزَاج، وَكَذَلِكَ كَأْس صُرَاح، وَإِنَّهُ ليُبَاحِت الْخَمْر، وَيُبَاحِت الْكَأْس، أَيْ يَشْرَبُهَا بِغَيْرِ مَزْج.

وَقَدْ مَزَجَهَا فُلان، وَشَابَهَا، وقَطَبها، وَشَعْشَعَهَا، وَرَقْرَقَهَا، وصَفَّقها، وَشَجَّهَا، وَقَطَّعَهَا، إِذَا مَزَجَهَا بِالْمَاءِ، وَقَدْ تَقَطَّعَ فِيهَا الْمَاء أَيْ تَفَرَّقَ وَامْتَزَجَ.

وَهُوَ الْمِزَاجُ، وَالشِّيَابُ، وَالْقِطَابُ بِالْكَسْرِ فِيهِنَّ، لِمَا تُمْزَجُ بِهِ، وَهَذَا شَرَاب كَثِير الْقِطَاب، وَقَدْ قَتَلت الْخَمْر بِالْمِزَاجِ، وَكَسَرت حُمَّيَاها بِالْمِزَاجِ،

ص: 145

وَكَسَرْت سُورَتهَا بِالْمَاءِ، وَهَذَا شَرَابٌ مَزْج مِنْ الْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ أَيْ مَمْزُوج، وَرَاحٌ مَزِيج، وَقَطِيب.

وَإِنَّ لِهَذِهِ الخمر نَوازِي، وجَنَادِع، وَقَدْ طَفَا عَلَيْهَا الْحَباب، وَالْحَبَب، والحِبَب أَيْضَاً بِكَسْرٍ فَفَتْح، كُلّ ذَلِكَ الْفَقَاقِيع عِنْدَ الْمَزْجِ.

وَيُقَالُ: عَرَّقَ الشَّرَاب وَالْكَأْس، وَأَعْرَقَهُ، إِذَا جَعَلَ فِيهِ عِرْقاً مِنْ الْمَاءِ وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنْهُ.

وَهِيَ الْخَمْرُ، وَالرَّاحُ، وَالسُّلافُ، وَالشَّمُول، وَالْمُدَام، وَالرَّحِيقُ، وَالْعُقَارُ، وَالْقَهْوَةُ، وَالْحُمَيَّا، وَالصَّهْبَاء، وَالْكُمَيْتُ.

وَهِيَ اِبْنَة الْحَان، وَابْنَة الْكَرْمِ، وَابْنَة الْعِنَبِ، وَابْنَة الْعُنْقُودِ، وَدَمُ الْعُنْقُود، وَحَلَبُ الْعَصِير.

وَهِيَ ذَوْب التِّبْر، وَذَوْب النُّضَار، وَذَوْب الْيَاقُوت، وَإِكْسِير السُّرُورِ، وَتِرْيَاق الْهُمُومِ.

وَهَذِهِ خَمْر عَتِيقَة، وَعَاتِق، وَمُعَتَّقَة، وَقَدْ عَتَقت الْخَمْر عِتْقاً بِالْكَسْرِ، وعَتَّقْتُها أَنَا تَعْتِيقاً، وَهَذَا شَرَاب أَلَذّ مِنْ مُعَتَّقَة الدَّيْر، وَمِنْ الْبَابِلِيِّ الْمُعَتَّقِ، وَمِنْ الْخَمْرِ الصَّرِيفِيَّة، وَالْخَمْر الداريّة، وَالْخَمْر الجُرجانيّة، وَالْخَمْر البَيسانيّة، وَالْخَمْر الْبَيْرُوتِيَّة.

وَتَقُولُ: فُلان يَشْرَبُ النَّبِيذَ وَهُوَ مَا أُنْقِعَ مِنْ الْعِنَبِ أَوْ غَيْره حَتَّى يَشْتَدَّ، وَإِنَّهُ ليَشْرَب الْجِعَةَ بِالْكَسْرِ وَتَخْفِيف

ص: 146

الْعَيْن وَهِيَ نَبِيذُ الشَّعِيرِ، وَيَشْرَبُ الْمِزْر بِالْكَسْرِ أَيْضَاً وَهُوَ نَبِيذُ الذُّرَةِ، وَيَشْرَبُ الْفَضِيخ وَهُوَ نَبِيذُ التَّمْرِ، وَيَشْرَبُ الْبِتْع بِالْكَسْرِ مَعَ سُكُونِ التَّاءِ وَفَتْحِهَا وَهُوَ نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَيَشْرَبُ السَّكَر بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ شَرَابٌ مُرٌّ يُتَّخَذُ مِنْ التَّمْرِ والكَشُوث وَالآسِ.

وَتَقُولُ: طَبَخَ الشَّرَابَ إِذَا أَغْلاهُ حَتَّى يَتَعَقَّدَ، وَهُوَ الْمُنَصَّفُ إِذَا طُبِخَ حَتَّى يَذْهَبَ نِصْفُهُ، وَالْمُثَلَّثُ إِذَا طُبِخَ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثَاه، فَإِنْ كَانَ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ فَهُوَ الطِّلاءُ بِالْكَسْرِ.

وَتَقُولُ: قَدْ اِخْتَمَرَ الشَّرَابُ، وَأَدْرَكَ، وَبَلَغَ أَِنَاهُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، إِذَا جَادَ وَصَلَحَ لِلشُّرْبِ، وَقَدْ غَلَى الشَّرَاب، وَفَارَ، وَجَاشَ، وَأَزْبَدَ، وَهَدَرَ هَدِيراً وتَهْداراً، إِذَا اِرْتَفَعَ وَطَفَا عَلَيْهِ الزَّبَدُ، وَكَذَلِكَ الإِنَاء، وَشَرَاب هَدَّار، وَإِنَاء وَبَاطِيَة هَدُور، وَشَرِبَ فَوْرَة الْعُقَار وَهِيَ طُفَاوتها وَمَا فَارَ مِنْهَا.

وَيُقَالُ: تَجَرَّدَ الْعَصِير، وَرَكَدَ، إِذَا سَكَنَ مِنْ غَلَيَانِهِ، وَصَرَّحَتْ الْخَمْرُ إِذَا اِنْجَلَى زَبَدَهَا فَخَلَصَتْ، وَقَدْ تَصَرَّحَ الزَّبَد عَنْهَا أَيْ اِنْجَلَى.

ورَوَّقْت الشَّرَاب، وَصَفَّيْته، إِذَا خَلَّصْته مِنْ كَدَر فِيهِ، وَهُوَ الرَّاوُوقُ، وَالْمِصْفَاةُ، لِمَا يُصَفَّى بِهِ الشَّرَابُ، وَقَدْ صَفَّيْته بِالْفِدَامِ وَهُوَ مَا يُوضَعُ فِي فَمِ الإِبْرِيقِ مِنْ لِيفٍ وَنَحْوِهِ،

ص: 147

وصَفَقْته، وصَفَّقْته، إِذَا حَوَّلَتْهُ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى آخَرَ لِيَصْفُوَ.

وَالرَّاوُوقُ أَيْضَاً النَّاجُود الَّذِي يُرَوَّقُ فِيهِ الشَّرَاب أَيْ يُتْرَكُ حَتَّى يَصْفُوَ، وَقَدْ صَفَا الشَّرَابُ، وَرَاقَ، وَأَخَذْتُ صَفْوَهُ بِالْفَتْحِ، وصَُِفْوَتَه بِالتَّثْلِيثِ، وَهِيَ مَا صَفَا مِنْهُ.

وَهَذَا شَرَاب لا كَدَرَ فِيهِ، وَلا عَكَرَ، وَهُوَ مَا اِنْتَشَرَ فِيهِ مِنْ خاثِرِه، وَشَرَاب كَدِر، وَعَكِر، فَإِنْ رَسَبَ فِي أَسْفَلِهِ فَهُوَ دُرْدِيّ مِثَال كُرْسِيّ، وَثُفْل بِالضَّمِّ، وَثَافِل، وَهُوَ السَّعِيط لِدُرْدِيّ الْخَمْر خَاصَّةَ، وَهَذَا شَرَاب ذَهَبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَتْ خُثَارتُه بِالضَّمِّ أَيْ عُكارتُه وَوَسَخُهُ، كَذَا فِي الأَسَاسِ، فَإِنْ سَقَطَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ الْهَوَاءِ مِنْ ذُبَابَةٍ أَوْ تِبْنة وَنَحْوهَا فَطَفَا عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ قَذَى بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدَتُهُ قَذَاة، وَقَدْ قَذِيَ الشَّرَاب بِالْكَسْرِ.

وَتَقُولُ: عَطَّبْت الشَّرَاب إِذَا عَالَجْته لِيَطِيبَ، وَهَذَا شَرَاب سَلِس أَيْ لَيِّن الانْحِدَار سَهْل سَائِغ، وَقَدْ سَلَّسْت الشَّرَاب إِذَا صَيَّرْتَهُ سَلِساً وَهَذِهِ مِنْ اِشْتِقَاقَات الْمُوَلَّدِينَ.

وَهَذَا شَرَاب مَطْيَبَة لِلنَّفْسِ أَيْ تَطِيبُ بِهِ نَفْس شَارِبِهِ، وَشَرَاب طَيِّب الْمَنْزَعَة أَيْ طَيِّب مَقْطَع الشُّرْب، وَشَرَاب طَيِّب الْخُلْفَة أَيْ طَيِّب آخر الطَّعْم، وَإِنَّهُ لَشَرَاب خِتَامُهُ مِسْك، وَخِتَامُهُ عَنْبَر،

ص: 148

أَيْ يُخْتَمُ مَقْطَعُهُ بِرِيحِهِمَا.

وَتَقُولُ سَكِرَ الرَّجُلُ، وَثَمِلَ، وَنَشِيَ، وَانْتَشَى، وَنُزِفَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُوَ سَكْرَان، وَثَمِل، وَنَشْوَان، وَمَنْزُوف، وَنَزِيف، وَقَدْ أَخَذَ مِنْهُ الشَّرَابَ، وَنَالَ مِنْهُ الشَّرَاب، وَأَخَذَتْ الْخَمْرُ مَأْخَذَهَا فِيهِ، وَدَبَّتْ فِيهِ الْكَأْس، وَتَمَشَّتْ فِيهِ حُمَيَّا الْكَأْس، وَتَمَشَّتْ الْخَمْر فِي مَفَاصِلِهِ، وَخَالَطَتْ الْخَمْر لَحْمَهُ وَدَمَهُ، وَدَبَّتْ الْخَمْر فِي عِظَامِهِ.

وَتَقُولُ: فَتَرَ الرَّجُلُ مِنْ الشُّرْبِ، وَخَدِرَ، وَتَخَدَّرَ، إِذَا ضَعُفَ وَاسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ، وَبِهِ فُتَارٌ بِالضَّمِّ وَهُوَ اِبْتِدَاء النَّشْوَة، وَقَدْ فَتَّرة الشَّرَاب، وَخَدَّرَهُ، وَيُقَالُ: خَتَّرَهُ الشَّرَاب بِالتَّاء الْمُثَنَّاةِ إِذَا أَفْسَدَ نَفْسَهُ وَتَرَكَهُ مُسْتَرْخِياً، وَهَوَّدَهُ الشَّرَاب إِذَا فَتَّرَهُ فَأَنَامَهُ، وَقَدْ صَرَعَتْهُ الْخَمْرُ إِذَا طَرَحَتْهُ مِنْ السُّكْرِ، وَبَاتَ فُلان صَرِيع الْكَأْس.

وَخَشَّمَهُ الشَّرَاب تَخْشِيماً إِذَا تَثَوَّرَتْ رِيحُهُ فِي خَيْشُومِهِ فَأَسْكَرَتْهُ، وَتَخَشَّمَ الرَّجُلُ، وَيُقَالُ هُوَ سَكْرَان مُخَشَّم أَيْ شَدِيد السُّكْرِ.

وَرَأَيْته وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الشَّرَاب، وَرَانَ عَلَيْهِ الشَّرَاب، وَعَمِلَتْ فِيهِ الصَّهْبَاء، وَذَهَبَ بِهِ الشَّرَاب كُلّ مَذْهَب، وَأَخَذَ مِنْهُ كُلَّ مَأْخَذ، وَبَلَغَ مِنْهُ كُلّ مَبْلَغ، وَإِنَّهُ لَسَكْرَان طَافِح أَيْ مَلآن مِنْ الشَّرَابِ،

ص: 149

وَقَدْ شَرِبَ حَتَّى طَفَحَ، وَهُوَ سَكْرَان مَا يَبُتُّ أَيْ لا يَقْطَعُ أَمْراً.

وَجَاءَ فُلان وَعَلَيْهِ آثَارُ الشَّرَابِ، وَعَلَيْهِ أَمَارَات السُّكْر، وَقَدْ نَمَّ عَلَيْهِ الشَّرَاب، وَعَبِقَتْ بِهِ أَنْفَاس الْحُمَيَّا، وَلاحَتْ عَلَيْهِ أَرْيَحِيَّة الصَّهْبَاء، وَلَعِبَتْ بعِطفَيه الشَّمُول.

وَقَدْ رَنَّحَتْهُ الْخَمْر إِذَا أَخَذَهُ دُوَار السُّكْرِ، وَمَرَّ يَتَرَنَّحُ مِنْ السُّكْرِ، وَيَمِيدُ، وَيَتَمَايَحُ، وَيَتَمَايَلُ، وَمَرَّ يَتَخَلَّجُ فِي مِشْيَتِهِ أَيْ يَتَمَايَلُ كَأَنَّهُ يَجْتَذِبُ نَفْسَهُ مَرَّةً يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَة، وَرَأَيْته يَتَعَكَّس فِي مِشْيَتِهِ أَيْ يَتَجَانَفُ فِي طَرِيقِهِ فَيَعْدِلُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، وَرَأَيْته يَتَتَابَعُ أَيْ يَرْمِي بِنَفْسِهِ مِنْ السُّكْرِ، وَقَدْ مَشَى مُتَطَرِّحاً إِذَا كَانَ يَتَسَاقَطُ فِي مَشْيِهِ.

وَتَقُولُ: بِفُلان خُمَار مِنْ السُّكْرِ وَهُوَ صُدَاعُ الْخَمْر وَأَذَاهَا، وَالْخِمَار أَيْضَاً بَقِيَّة السُّكْرِ، وَرَجُلٌ مَخْمُورٌ، وَخَمِر، إِذَا كَانَ فِي عَقِبِ خُمَار، وَرَأَيْته وَفِي رَأْسِهِ فَضْلَة خُمَار.

وَيُقَالُ: عَرْبَدَ الرَّجُلُ إِذَا سَاءَ خُلُقُهُ وَآذَى نَدِيمَهُ فِي سُكْرِهِ، وَإِنَّهُ رَجُلٌ مُعَرْبِدٌ، وَعِرْبِيد، وَإِنَّهُ لَسَوَّارٌ، وَسَوَّار الشَّرَاب، إِذَا كَانَ مُعَرْبِداً.

ص: 150