الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَصْل فِي السَّمْعِ
تَقُولُ: سَمِعْت الرَّجُلَ يَقُولُ كَذَا، واسْتَمَعْته، وَسَمِعْت كَلامَهُ، وَسَمِعْت صَوْتَهُ، وَآنَسْتُ صَوْتَهُ، وَوَجَدْت حِسَّهُ، وَسَمِعْتُ لَهُ رِكْزاً، وَسَمِعْت لَهُ حِسّاً، وَحَسِيساً، وَمَا سَمِعْت لَهُ حِسّاً وَلا جَرْساً وَقَدْ سَمِعْت كَذَا، وَقَرَع سَمْعِي، وَمَرّ بِسَمْعِي، وَوَرَدَ عَلَى سَمْعِي، وَوَقَعَ فِي سَمَاعِي، وَبَلَغَ مَسَامِعِي، وَذَلِكَ سَمْع أُذُنِي، وَسَمَاع أُذُنِي.
وَهَذَا كَلام مَا اِسْتَكَّ فِي مَسَامِعِي مِثْله، وَمَا سَكَّ سَمْعِي مِثْله، وَمَا اِسْتَأْذَنَ عَلَى سَمْعِي مِثْله.
وَتَقُولُ سَمْعُ أُذُنِي فُلاناً يَقُولُ كَذَا، وَسَمْعَة أُذُنِي، كَمَا تَقُولُ رَأْيُ عَيْنِي، وَقَالَ ذَلِكَ سَمْعَ أُذُنِي، وَسَمَاعَ أُذُنِي، وَسَمْعاً قَالَهُ، أَيْ قَالَهُ مُسْمِعاً وَهُوَ مِنْ وَضْع الْمَصْدَر الْمُجَرَّد مَوْضِع الْمَزِيد وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ.
وَتَقُولُ: سَمِعْت لَهُ، وَإِلَيْهِ، وأصغيت لَهُ، وَأَصَخْت لَهُ، وَأَرْعَيْته سَمْعِي، وَرَاعَيْته سَمْعِي، وَأَقْبَلْت عَلَيْهِ بِسَمْعِي، وَرَفَعْت لَهُ حِجَاب سَمْعِي، وَأَلْقَيْت إِلَيْهِ السَّمْع.
وَتَقُولُ لِمَنْ تُحَدِّثُهُ: سَمْعَك إِلَيَّ، وَسَمَاعَك إِلَيَّ، وَسَمَاعِ كَحَذَارِ، أَيْ اِسْمَعْ.
وَتَقُولُ: تَسَمَّعَ فُلان
إِلَى حَدِيثِ الْقَوْمِ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَرِق السَّمْعَ، إِذَا كَانَ يَتَسَمَّعُ مُخْتَفِياً، وَقَدْ أَرْهَفَ أُذُنَهُ لاسْتِرَاقِ السَّمْعِ.
وَهُمْ بِمَسْمَعٍ مِنْهُ أَيْ بِحَيْثُ يَسْمَعُ كَلامَهُمْ، وَفُلان بِمَرْأىً مِنِّي وَمَسْمَعٍ، وَهُوَ مِنِّي مَرْأىً وَمَسْمَع، وَمَرْأَى وَمَسْمَعاً، وَالنَّصْب فِي هَذَا الأَخِيرِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ كَمَا تَقُولُ هُوَ مِنِّي مَزْجَرَ الْكَلْب.
وَيُقَالُ تَوَجَّسْت الشَّيْءَ، وتَوَجَّسْت الصَّوْت، إِذَا تَسَمَّعْتَ إِلَيْهِ وَأَنْتَ خَائِف، وَتَوَجَّسْت بِالشَّيْءِ إِذَا أَحْسَسْت بِهِ فَتَسَمَّعْت لَهُ، وَالتَّوَجُّس التَّسَمُّع إِلَى الصَّوْتِ الْخَفِيِّ وَقَدْ أَوْجَسَتْ أُذُنِي كَذَا وَتَوَجَّسْت إِذَا سَمِعْت حِسّاً.
وَتَقُولُ رَجُل حَدِيد السَّمْع، وَحَادَّ السَّمْعِ، وَإِنَّهُ لَرَجُلٌ نَدْسٌ وَهُوَ السَّرِيعُ الاسْتِمَاع لِلصَّوْنِ الْخَفِيِّ.
وَهُوَ أَسْمَعُ مِنْ فَرَس، وَأَسْمَعُ مِنْ خُلْد، وَأَسْمَعُ مْنْ سِمْع وَهُوَ وَلَد الذِّئْبَ مِنْ الضَّبْعِ.
وَتَقُولُ ثَقُلَ سَمْعُهُ إِذَا ضَعُفَ حِسّ أُذُنِهِ، وَفِي سَمْعِهِ وَأُذُنِهِ ثِقَل.
وإِنَّهُ لَحَثِر الأُذُن إِذَا كَانَ لا يَسْمَعُ سَمْعاً جَيِّداً.
فَإِنْ زَاد عَلَى ذَلِكَ قُلْت فِي أُذُنِهِ وَقْر، وَقَدْ وَقِرَتْ أُذُنه بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرهَا وَوُقِرَتْ عَلَى الْمَجْهُولِ وَهِيَ مَوْقُورَة، فَإِنْ زَاد أَيْضاً قُلْت طَرِش وَهُوَ أَهْوَنُ الصَّمَم، فَإِنْ زَاد أَيْضاً قُلْت طَرْش وَهُوَ أَهْوَنُ الصَّمَم.
فَإِنْ ذَهَبَ سَمْعُهُ كُلّه قُلْت صَمَّ الرَّجُل، وَسَكّ، وَصَمَّت أُذُنه، وَاسْتَكّ