المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في النوم والسهر - نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد - جـ ١

[اليازجي، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: فِي الخَلْقِ وَذِكْرِ أَحْوَالِ الفِطْرَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا

- ‌فَصْلٌ في الْخَلْق

- ‌فَصْل فِي قُوَّةِ الْبِنْيَةِ وَضَعْفِهَا

- ‌فَصْلٌ فِي حُسْنِ الْمَنْظَر وَقُبْحِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي السِّمَنِ وَالْهُزَالِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأطَوْار وَالأَسْنَان

- ‌فَصْل فِي الْبَصَرِ

- ‌فَصْل فِي السَّمْعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّوْقِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّمِّ

- ‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

- ‌الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الأَخْلاقِ وَلُؤْمِهَاِ

- ‌فَصْل فِي الْجُودِ وَالْبُخْلِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجُبْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَنَفَةِ وَالاسْتِكَانَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكِبَرِ وَالتَّوَاضُعِ

- ‌فَصْلٌ فِي سُهُولَةِ الْخُلُقِ وَتَوَعُّرِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّفَهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّلاقَةِ وَالْعُبُوسِ

- ‌فَصْلٌ فِي الظَّرْفِ وَالسَّمَاجَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَلادَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكَيسِ وَالْحُمْقِ وَذِكْر الْجُنُون وَالْخَرَف

- ‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

- ‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجُوعِ وَالشِّبَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَطَش وَالرِّيّ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

- ‌فَصْلٌ في الاعْتِلالِ وَالصِّحَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَوَارِضِ الطَّبِيعِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحُمِّيَّات

- ‌فَصْلٌ فِي الْبُثُورِ وَالآثَارِ وَالآفَاتِ الْجِلْدِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُرُوحِ وَالأَخْرِجَة وَالأَوْرَامِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَلْعِ وَالْكَسْرِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا

- ‌فَصْلٌ فِي الاحْتِضَارِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ

- ‌الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

- ‌فَصْلٌ في السُّرُورِ وَالْحُزْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَوْفِ وَالأَمْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحَيَاءِ وَالْوَقَاحَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الرِّقَّةِ وَالْقَسْوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُوَاصَلَةِ وَالْقَطِيعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُدَاهَنَةِ وَالْخِدَاعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَالْخُلُوِّ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِفَّةِ وَالدَّعَارَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّوْقِ وَالسُّلْوَانِ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّشَاطِ وَالسَّأَمِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمَلِ وَمَصَايِرُهُ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّمَعِ وَالْقَنَاعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحَسَد

- ‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّنَدُّمِ

- ‌الفصل الخامس: في الأصول والأنساب والطبقات وما يتصل بها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الْمَحْتِدِ وَلُؤْمِه

- ‌فَصْلٌ في النَّسَبِ وَالاِنْتِسَابِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقَرَابَةِ وَالرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ فِي أَشْرَافِ النَّاسِ وسَفِلَتِهِمْ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْخُمُولِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا

- ‌فَصْلٌ فِي التَّعْظِيمِ وَالاحْتِقَارِ

- ‌فَصْلٌ في الْفَخْرِ وَالْمُفَاخَرَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَقَدُّمِ الرَّجُلِ عَلَى أَقْرَانِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الأَكْفَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّفَرُّدِ وَانْقِطَاعِ النَّظِيرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّبَهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُدْوَةِ وَالاحْتِذَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ طَبَقَاتٍ شَتَّى مِنْ النَّاسِ

الفصل: ‌فصل في النوم والسهر

‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

يُقَالُ: نَامَ الرَّجُل، وَرَقَدَ، وَهَجَعَ، وَهَجَدَ، وَتَهَجَّدَ، وَهُوَ النَّوْمُ، وَالنِّيَام، وَالرُّقَادُ، وَالرُّقُودُ، وَالْهُجُوعُ، وَالْهُجُودُ.

وَيُقَالُ: الرُّقَادُ النَّوْم الطَّوِيل نَقَلَهُ الثَّعَالِبِيّ، وَهُوَ ضِدُّ التَّهْوِيمِ.

وَالْهُجُوعُ وَالْهُجُودُ النَّوْم بِاللَّيْلِ خَاصَّة، وَالْهُجُودُ أَيْضَاً وَالتَّهَجُّدُ السَّهَر وَهُوَ مِنْ الأَضْدَادِ.

وَأَتَيْته حِينَ هَدَأَتْ الْعَيْنُ، وَهَدَأَتْ الرِّجْل، وَهَمَدَتْ الأَصْوَاتُ، وَسَكَنَتْ الْحَرَكَاتُ، وَسَكَنَتْ الْجَوَارِح، وَحِينَ ضُرِبَ عَلَى الآذَانِ، وَضُرِبَ عَلَى الأَصْمِخَة، أَيْ حِينِ نَامَ النَّاسُ.

وَهَذَا لَيْل نَائِم، وَقَدْ نَامَ لَيْلُ الْقَوْمِ أَيْ نَامُوا فِيهِ وَهُوَ مِنْ الإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ.

وَتَقُولُ: نَعَسَ الرَّجُلِ بِالْفَتْحِ، وَوَسِنَ، وَكَرِيَ، وَقَدْ أَخَذَهُ النُّعَاسُ، وَخَالَطَهُ الْوَسَن، وَطَافَ بِهِ الْكَرَى، وَتَمَضْمَضَ الْكَرَى

ص: 115

فِي عَيْنَيْهِ، وَتَمَضْمَضَتْ عَيْنه بِالنُّعَاسِ، وَسَهِرَ حَتَّى ثَنَى النُّعَاسُ رَأْسَهُ، وَحَتَّى أَصْغَىالنُّعَاسُ الرُّءُوسَ، وَمَالَتْ الأَعْنَاقُ مِنْ الْكَرَى وَدَبَّتْ السِّنَة فِي الْجُفُونِ.

وَرَأَيْته وَقَدْ عَلَتْهُ وَسْنَة، وَعَرَتْهُ نَعْسَة وَبَدَتْ فِي أَجْفَانِهِ فَتْرَة الْكَرَى، وَرَأَيْت بِعَيْنِهِ كَسْرَةً مِنْ السَّهَرِ أَيْ اِنْكِسَاراً وَغَلَبَةُ نُعَاس، وَقَدْ رَانَ عَلَيْهِ النُّعَاس، ورَانَ بِهِ سُكْر الْكَرَى، وَرَانَ الْكَرَى فِي عَيْنَيْهِ، إِذَا غَلَبَهُ النُّعَاسُ، وَأَخَذَتْهُ ثَقْلَة وَهِيَ النَّعْسَة الْغَالِبَة، وَإِنَّهُ لَرَائِبٌ، وَرَائِب النَّفْس مِنْ النُّعَاسِ، إِذَا خَثَرَتْ نَفْسه مِنْ مُخَالَطَتِهِ، وَقَدْ هَاضَهُ الْكَرَى، وَبِهِ هَيْضَة الْكَرَى أَيْ تَكْسِيره وَتَفْتِيره.

وَتَقُولُ: نَاد الرَّجُلَ نَوْداً، وَنُوَاداً بِالضَّمِّ، وَنَوَدَاناً، إِذَا تَمَايَلَ مِنْ النُّعَاسِ، وَقَدْ خَفَقَ بِرَأْسِهِ إِذَا حَرَّكَهُ وَهُوَ ناعِسٌ، وَهَوَّمَ وَتَهَوَّمَ مِثْله.

وَقَدْ رَنَّقَ النَّوْمُ فِي عَيْنَيْهِ تَرْنِيقاً إِذَا خَالَطَهُمَا، وَوَقَذَهُ النَّوْم، وَأَقْصِدُهُ، إِذَا غَلَبَهُ وَصَرَعَهُ.

وَتَقُولُ أَخَذَتْنِي عَيْنِي، وَمَلَكَتْنِي عَيْنِي، وَغَلَبَتْنِي عَيْنِي، وَسَرَقَتْنِي عَيْنِي، إِذَا غَلَبَك النَّوْمُ فَأَغْفَيْت.

وَيُقَالُ: تَهَالَكَ الرَّجُلُ عَلَى الْفِرَاشِ إِذَا تَسَاقَطَ عَلَيْهِ مِنْ غَلَبَةِ النُّعَاسِ، وَقَدْ أَخَذَ مَضْجَعَه، وَأَخَذَ مَرْقَده، وَأَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، وَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ، وَاسْتَلْقَى، وَأَلْقَى عَلَيْهِ أَرْوَاقَهُ وَهِيَ جَسَدُهُ وَأَطْرَافُهُ.

ص: 116

وَأَلْقَى رَأْسَهُ عَلَى وِسَادِهِ، وَوِسَادَتِهِ، وَمِخَدَّتِهِ، وَمِصْدَغَتِهِ، وَبَاتَ فُلان مُتَوَسِّداً ذِرَاعَهُ، وَفُلان يَنَامُ عَلَى حَرِّ الْوَسَائِدِ.

وَهَذَا مِهَاد وَطِيء، وَوَطَاءٍ وَثِير، وَوِثَار دَمِث، وَفُلانٍ يَسْتَوْطِئُ الأَمْهِدَة، وَيَفْتَرِشُ خُور الْحَشَايَا، وَهُوَ السَّرِيرُ لِمَا يُرْفَعُ عَلَيْهِ الْفِرَاش.

وَالْحَبْسُ، وَالْمِحْبَس، وَالْمِقْرَمَة، وَالنَّمَط، لِمَا يُبْسَطُ فَوْقَ الْفِرَاشِ لِلنَّوْمِ عَلَيْهِ، وَقَدْ حَبَسْتُ الْفِرَاشَ، وَحَبَّسْتُهُ تَحْبِيساً، إِذَا طَرَحْتَ عَلَيْهِ مِحْبَساً.

وَالنِّيمُ بِالْكَسْرِ، وَالْمَنَامَة، الْقَطِيفَة يَتَدَثَّرُبِهَا النَّائِم، وَالْكِلَّةُ بِالْكَسْرِ السِّتْر الرَّقِيق يُخَاطُ كَالْبَيْتِ يُتَوَقَّى بِهِ مِنْ الْبَعُوضِ.

وَتَقُولُ: هَوَّم الرَّجُل أَيْضَاً، وَتَهَوَّمَ، إِذَا نَامَ نَوْماً خَفِيفاً، وَمَا نِمْت غَيْر تَهْوِيمَة، وَغَيْرِ تَهْوِيم، وَمَا ذُقْت النَّوْمَ إِلا غِرَاراً، وَإِلا مَضْمَضَة، وَمَا نِمْت إِلا إِغْفَاءة، وَفُلان مَا يَنَامُ إِلا هُجُوعاً، وَإِلا تَهْجَاعاً، كُلّ ذَلِكَ النَّوْمِ الْقَلِيل.

وَغَفَّقَ الرَّجُل تَغْفِيقاً إِذَا نَامَ وَهُوَ يَسْمَعُ حَدِيثَ الْقَوْمِ، وَهُوَ نَوْمٌ فِي أَرَق، وَالسُّبَات بِالضَّمِّ النَّوْم الْخَفِيف الْمُتَقَطِّع كَنَوْمِ الْمَرِيضِ وَالشَّيْخ الْمُسِنّ، وَقِيلَ: السُّبَات وَالتَّهْوِيم اِبْتِدَاء النَّوْم إِذَا أَخَذَ فِي الرَّأْسِ.

فَإِذَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ وَسَكَنَتْ الْحَوَاسّ

ص: 117

فَهُوَ الإِغْفَاءُ وَقَدْ أَغْفَى الرَّجُلُ، فَإِذَا طَالَ نَوْمُهُ وَاسْتَحْكَمَ فَهُوَ الرُّقَادُ وَتَقَدَّمَ قَرِيباً، وَقَدْ نَامَ الرَّجُلُ مِلْء عَيْنَيْهِ، وَمِلْء جُفُونه.

فَإِذَا ثَقُلَ نَوْمُهُ حَتَّى لا يَنْتَبِهَ بِالصَّوْتِ قِيلَ اِسْتُثْقِلَ الرَّجُل عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَهُوَ مُسْتَثْقِل، وَقَدْ أَثْقَلَهُ النَّوْمُ، وَوَجَدْتُهُ فِي ثَقْلَة النَّوْم بِالْفَتْحِ، فَإِنْ زَاد أَيْضَاً قِيلَ سَبَّخَ تَسْبِيخاً وَهُوَ أَشَدُّ النَّوْمِ وَأَثْقَلُهُ.

وَإِنَّهُ لَيَغِطّ فِي مَنَامِهِ، وَيَخِطّ، أَيْ يَنْخَرُ، وَتَرَكْته وَلَهُ غَطِيط، وَخَطِيط، وَنَبَّهْتُهُ فَمَا اِرْتَمَزَ، وَمَا تَرَمَّزَ، أَيْ مَا تَحَرَّكَ.

وَإِنَّهُ لَرَجُل نَؤُوم، وَنُوَمَة، أَيْ كَثِيرِ النَّوْمِ، وَهُوَ أَنْوَمُ مِنْ فَهْد، وَيُقَالُ لِلْكَثِيرِ النَّوْمِ يَا نَوْمَانُ وَهُوَ خَاصٌّ بِالنِّدَاءِ.

وَأَخَذَ الرَّجُلَ نُوَامٌ بِالضَّمِّ إِذَا جَعَلَ النَّوْمُ يَعْتَرِيه كَثِيراً، وَهَذَا طَعَام مَنْوَمَة بِالْفَتْحِ أَيْ يَدْعُو إِلَى النَّوْمِ.

وَيُقَالُ: أَصْبَحَ فُلان كَرْيَان الْغَدَاة أَيْ نَاعِساً، وَأَصْبَحَ رَائِباً إِذَا قَامَ مِنْ النَّوْمِ خَاثِرَ الْبَدَن وَالنَّفْس، وَأَصْبَحَ مُهَبَّجاً مُرَهَّلا إِذَا اِنْتَفَخَتْ مَحَاجِره مِنْ كَثْرَةِ النَّوْمِ.

وَتَقُولُ فُلان يَنَامُ الصُّبْحَة بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَهِيَ نَوْمَة الْغَدَاة، وَقَدْ تَصَبَّحْتُ الْيَوْمَ إِذَا نِمْتَ الصُّبْحَة، وَهَذَا أَمْر أَلَذّ مِنْ إِغْفَاءة الْفَجَر.

وَفُلانٌ تُعْجِبُهُ نَوْمَة الضُّحَى، وَإِنَّهُ لَيَنَامُ نَوْمَة الْخُرْقوَهِيَ نَوْمَة الضُّحَى وَاِمْرَأَة نَؤُوم الضُّحَى، وَرَقُود

ص: 118

الضُّحَى، وَمِيسَانَة الضُّحَى، أَيْ تَنَامُ إِلَى اِرْتِفَاع الضُّحَى مِنْ نِعْمَتِهَا وَفُلانٌ يَنَامُ القَيْلُولَة، وَالْقَائِلَة، وَهِيَ نَوْمَةُ نِصْف النَّهَارِ، وَقَدْ قَالَ الرَّجُل يَقِيلُ، وَتَقِيلُ، وَإِنَّهُ لَيَنَامُ نَوْمَة الْحُمْق وَهِيَ النَّوْمُ بَعْدَ الْعَصْرِ.

وَيُقَالُ هَمَّمَتْ الْمَرْأَة فِي رَأْسِ الصَّبِيِّ إِذَا نَوَّمَتْهُ بِصَوْتٍ تُرَقِّقُهُ لَهُ، وَرَبَّتَتْهُ تَرْبِيتاً، وَأَهْدَأَتْهُ، إِذَا ضَرَبَتْ بِيَدِهَا عَلَى جَنْبِهِ قَلِيلا قَلِيلا لِيَنَامَ، وَهَدْهَدَتْهُ فِي مَهْدِهِ إِذَا حَرَّكَتْهُ لِيَنَامَ.

وَيُقَالُ فِي خِلافِ ذَلِكَ: سَهِرَ الرَّجُل، وَسَهِدَ، وَهَجَدَ، وتَهَجَّدَ.

وَهُوَ السَّهَرُ، وَالسَّهَدُ بِفَتْحَتَيْنِ، وَالسَّهَرُ، وَالسَّهَدُ، وَالسُّهَارُ، وَالسُّهَادُ بِالضَّمِّ.

وَبَاتَ فُلان سَاهِراً، وَسَهْرَانَ، وَهُمْ فِي لَيْلٍ سَاهِرٍ كَمَا يُقَالُ فِي لَيْلٍ نَائِمٍ، وَرَجُل سُهَرَة بِضَمٍّ فَفَتْح أَي كَثِير السَّهَر.

وَقَدْ أَحْيَا لَيْلَه سَهَراً إِذَا لَمْ يَنَمْ فِيهِ، وَغَلَبَ فِي تَرْكِ النَّوْمِ لِلْعِبَادَةِ، وَكَذَلِكَ الْهُجُود والتَّهَجُّد وَهُوَ قِيَامُ اللَّيْلِ لِلصَّلاةِ، وَأَكْثَر مَا يُسْتَعْمَلُ الْهُجُود فِي النَّوْمِ وَالتَّهَجُّدِ فِي السَّهَرِ.

وَتَقُولُ: اِكْتَلأَتْ عَيْنِي إِذَا لَمْ تَنَمْ مُرَاقَبَةً لأَمْرٍ تَحْذَرُهُ، وَأَكْلأْتُهَا أَنَا أَسْهَرْتُهَا، وَرَجُلٌ كَلُوء الْعَيْن، وَحَافِظُ الْعَيْنِ، وَشَقِذُ الْعَيْن، وَشَدِيدُ الْعَيْنِ، إِذَا كَانَ قَوِيّاً عَلَى السَّهَرِ لا يَغْلِبُهُ النَّوْمُ، وَإِنَّهُ لَكَلُوء اللَّيْل إِذَا كَانَ لا يَنَامُ فِيهِ.

وَأَرِقَ

ص: 119

الرَّجُل أَرَقاً، وَائْتَرَقَ، إِذَا ذَهَبَ نَوْمُهُ، وَهُوَ أَرِقٌ، وَآرِق، وَقَدْ آرَقَهُ الْهَمّ وَالْوَجَع، وَأَرَّقَهُ، وَأَسْهَرَهُ، وَأَسْهَدَهُ، وَسَهَّدَهُ.

وَبَاتَ فُلان يُسَامِرُ النَّجْم، وَيَكْلأُ النَّجْم، وَيَرْصُدُ النَّجْم، وَيَرْقُبُ الْكَوَاكِبَ، وَيَرْعَى الْفَرْقَدَيْنِ، وَيُقَلِّبُ طَرَفَهُ فِي النُّجُومِ.

وَقَدْ هَجَرَ النَّوْمَ، وَجَفَا الرُّقَادَ، وَاكْتَحَلَ السُّهَادَ، وَبَاتَ لا يَطْعَمُ النَّوْم، وَلا يَذُوقُ الْكَرَى، وَلا يَطْمَئِنُّ جَنْبه إِلَى مَضْجَع، وَقَدْ نَبَا بِهِ فِرَاشُهُ، وَقَلِقَ وَسَادُهُ، وَأَقَضَّ عَلَيْهِ مَضْجَعُهُ، وَنَبَا جَنْبُهُ عَنْ الْفِرَاشِ، وَتَجَافَى جَنْبُهُ عَنْ الْمَضْجَعِ، وَبَاتَ فُلان يُدَامِرُ اللَّيْل كُلّه أَيْ يُكَابِدُهُ سَهَراً، وَقَدْ مَذِلَ عَلَى فِرَاشِهِ إِذَا لَمْ يَتَقَارّ عَلَيْهِ.

وَإِنَّهُ لَرَجُلٌ قَرِع أَيْ لا يَنَامُ، وَقَدْ بَاتَ يَتَقَرَّعُ عَلَى فِرَاشِهِ أَيْ يَتَقَلَّبُ لا يَأْخُذُهُ نَوْم، وَبَاتَ لَيْله يَتَمَلْمَلُ قَلَقاً، وَيَتَقَلَّبُ أَرَقاً.

وَيَقُولُ مَنْ طَالَ سَهَرُهُ أَصْبِحْ لَيْلُ أَيْ أَصْبِحْ يَا لَيْلُ وَهُوَ تَمَنٍّ.

وَتَقُولُ: مَا اِكْتَحَلْتُ بِنَوْم، وَمَا اِكْتَحَلْتُ بِغُمْضٍ، وَمَا اِكْتَحَلْتُ غِمَاضاً، وَلَمْ تَنَلْ عَيْنِي غُمْضاً، وَمَا

ص: 120

أَغْمَضْتُ الْبَارِحَةَ، وَمَا اِغْتَمَضَتْ عَيْنَايَ، وَمَا خَدَعَتْ فِي عَيْنِي نَعْسَة، وَمَا تَمَضْمَضَتْ مُقْلَتِي بِكَرًى، وَمَا مَضْمَضْتُ عَيْنِي بِنَوْم.

وَإِنَّ فُلاناً لَطَوِيل اللَّيْلِ، وَقَدْ بَاتَ بِلَيْلٍ بَطِيء الْكَوَاكِب، وَبَاتَ بِلَيْلَةِ النَّابِغَةِ، وَبِلَيْلَة الْمَلْسُوع، وَبَاتَ بِلَيْل أَنْقد.

وَفُلان لا يَنَامُ حَتَّى يَنَامَ ظَالِع الْكِلاب وَتَقُولُ: أَيْقَظْتُ الرَّجُلَ مِنْ مَنَامِهِ، وَنَبَّهْتُهُ، وَبَعَثْتُهُ، وَأَهْبَبْتُهُ.

وَهُوَ يَقِظٌ، وَاسْتَيْقَظَ، وَتَنَبَّهَ، وَانْتَبَهَ، وَانْبَعَثَ، وَهَبَّ، وَهُوَ يَقِظٌ، وَيَقْظَانُ، وَمِنْ قَوْمٍ أَيْقَاظٍ، وَإِنَّهُ لَرَجُلٌ سَرِيع النُّبْهِ بِالضَّمِّ أَيْ الانْتِبَاهُ.

وَيُقَالُ: لِلنَّائِمِ أَصْبِحْ أَيْ اسْتَيْقِظْ، وَتَقُولُ أَصْبِحْ نَوْمَانُ وَهُوَ الْكَثِيرُ النَّوْم وَقَدْ ذُكِرَ.

وَيُقَالُ: رَجُلٌ بَعْث بِالْفَتْحِ، وَبَعِثٌ وِزَانَ كَتِف، أَيْ لا تَزَالُ هُمُومُهُ تُؤَرِّقُهُ وَتَبْعَثُهُ مِنْ نَوْمِهِ.

ص: 121