المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في تفصيل هيئات الأكل وضروبه - نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد - جـ ١

[اليازجي، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: فِي الخَلْقِ وَذِكْرِ أَحْوَالِ الفِطْرَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا

- ‌فَصْلٌ في الْخَلْق

- ‌فَصْل فِي قُوَّةِ الْبِنْيَةِ وَضَعْفِهَا

- ‌فَصْلٌ فِي حُسْنِ الْمَنْظَر وَقُبْحِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي السِّمَنِ وَالْهُزَالِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأطَوْار وَالأَسْنَان

- ‌فَصْل فِي الْبَصَرِ

- ‌فَصْل فِي السَّمْعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّوْقِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّمِّ

- ‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

- ‌الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الأَخْلاقِ وَلُؤْمِهَاِ

- ‌فَصْل فِي الْجُودِ وَالْبُخْلِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجُبْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَنَفَةِ وَالاسْتِكَانَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكِبَرِ وَالتَّوَاضُعِ

- ‌فَصْلٌ فِي سُهُولَةِ الْخُلُقِ وَتَوَعُّرِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّفَهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّلاقَةِ وَالْعُبُوسِ

- ‌فَصْلٌ فِي الظَّرْفِ وَالسَّمَاجَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَلادَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكَيسِ وَالْحُمْقِ وَذِكْر الْجُنُون وَالْخَرَف

- ‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

- ‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجُوعِ وَالشِّبَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَطَش وَالرِّيّ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

- ‌فَصْلٌ في الاعْتِلالِ وَالصِّحَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَوَارِضِ الطَّبِيعِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحُمِّيَّات

- ‌فَصْلٌ فِي الْبُثُورِ وَالآثَارِ وَالآفَاتِ الْجِلْدِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُرُوحِ وَالأَخْرِجَة وَالأَوْرَامِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَلْعِ وَالْكَسْرِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا

- ‌فَصْلٌ فِي الاحْتِضَارِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ

- ‌الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

- ‌فَصْلٌ في السُّرُورِ وَالْحُزْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَوْفِ وَالأَمْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحَيَاءِ وَالْوَقَاحَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الرِّقَّةِ وَالْقَسْوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُوَاصَلَةِ وَالْقَطِيعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُدَاهَنَةِ وَالْخِدَاعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَالْخُلُوِّ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِفَّةِ وَالدَّعَارَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّوْقِ وَالسُّلْوَانِ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّشَاطِ وَالسَّأَمِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمَلِ وَمَصَايِرُهُ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّمَعِ وَالْقَنَاعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحَسَد

- ‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّنَدُّمِ

- ‌الفصل الخامس: في الأصول والأنساب والطبقات وما يتصل بها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الْمَحْتِدِ وَلُؤْمِه

- ‌فَصْلٌ في النَّسَبِ وَالاِنْتِسَابِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقَرَابَةِ وَالرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ فِي أَشْرَافِ النَّاسِ وسَفِلَتِهِمْ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْخُمُولِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا

- ‌فَصْلٌ فِي التَّعْظِيمِ وَالاحْتِقَارِ

- ‌فَصْلٌ في الْفَخْرِ وَالْمُفَاخَرَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَقَدُّمِ الرَّجُلِ عَلَى أَقْرَانِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الأَكْفَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّفَرُّدِ وَانْقِطَاعِ النَّظِيرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّبَهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُدْوَةِ وَالاحْتِذَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ طَبَقَاتٍ شَتَّى مِنْ النَّاسِ

الفصل: ‌فصل في تفصيل هيئات الأكل وضروبه

‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنْ تَفْصِيل أَحْوَال الآكِلِ

يُقَالُ: لَقِمْتُ الطَّعَام بِالْكَسْرِ، وَالْتَقَمْتُهُ، وَإِذَا أَخَذْتُهُ بِفِيكَ، وَتَلَقَّمْتُهُ إِذَا لَقِمْتَهُ فِي مُهْلَة.

وَهِيَ اللُّقْمَةُ بِالضَّمِّ لِلْمِقْدَارِ الَّذِي يُوضَعُ فِي الْفَمِ، وَكَذَلِكَ الْمُضْغَة، وَالأَكْلَة، وَهَذِهِ مُضْغَة طَيِّبَة، وَلُقْمَة كَرِيمَة، وَذُقْت مِنْ هَذَا الطَّعَامِ لُوَاسَة بِالضَّمِّ وَهِيَ أَقَلُّ مِنْ اللُّقْمَةِ.

وَتَقُولُ: مَضَغْتُ اللُّقْمَةَ إِذَا طَحَنْتَهَا بَيْنَ أَضْرَاسِك، وَلُسْتُهَا لَوْساً إِذَا قَلَبْتَهَا بِلِسَانِك، وَلُكْتُهَا لَوْكاً إِذَا قَلَّبْتَهَا وَمَضَغْتَهَا، وَعَلَكْتُهَا إِذَا لُكْتُهَا لَوْكاً شَدِيداً، وَلَجْلَجْتُهَا إِذَا أَدَرْتَهَا فِي فِيكَ مِنْ غَيْرِ مَضْغ وَلا إِسَاغَة.

وَفُلانٌ يَهْمِشُ الطَّعَام، وَيَهْمِسُهُ أَيْضَاً بِالْمُهْمَلَةِ، إِذَا مَضَغَهُ وَفُوه مُنْضَمّ، وَهُوَ الْهَمْسُ وَالْهَمِيسُ، وَالْهَمْسُ أَيْضَاً أَكْل الْعَجُوز الدَّرْدَاء.

وَهَذَا طَعَام لَيِّن الْمَضَاغ، وَشَدِيد الْمَضَاغ، وَهُوَ مَا يُمْضَغُ مِنْهُ، وَتَمْرَة ذَات مَمْضَغَة أَيْ صُلْبَة مَتِينَةٌ تَمْضَغُ كَثِيراً، وَلُقْمَة عَلِكَة، وَعَالِكَة، أَيْ مَتِينَة الْمَمْضَغَة.

وَتَقُولُ: قَطَمَ الشَّيْء إِذَا

ص: 129

تَنَاوَلَهُ بِأَطْرَافِ أَسْنَانِهِ فَذَاقَهُ، وَلَمَجَهُ، وَمَطَعه، إِذَا أَكَلَهُ بِأَدْنَى فَمِهِ، وَقَضِمَهُ بِالْكَسْرِ إِذَا كَسَرَهُ بِأَطْرَافِ أَسْنَانِهِ وَأَكَلَهُ، خَاصّ بِالشَّيْءِ الْيَابِسِ.

وَكَثَمَ الْقِثَّاء وَالْجَزَر وَنَحْوَهُ إِذَا أَدْخَلَهُ فِي فِيهِ فَكَسَرَهُ، وَخَضَمه إِذَا أَكَلَهُ بِجَمِيعِ فَمِهِ أَوْ بِأَقْصَى الأَضْرَاسِ، وَمِثْله كَشَأَهُ وَهُوَ أَنْ يَأْكُلَهُ خَضْماً كَمَا يُؤْكَلُ الْقِثَّاءُ وَنَحْوه، وَكَشَمَهُ، وَكَشَأَهُ أَيْضَاً، إِذَا أَكَلَهُ أَكْلا عَنِيفاً.

وَيُقَالُ: مَشَعَ الْقِثَّاء وَنَحْوَهُ إِذَا أَكَلَهُ فَسُمِعَ لَهُ جَرَس عِنْدَ الْمَضْغِ، وَكَزَمَ الْفُسْتُقَة وَنَحْوها إِذَا كَسَرَهَا بِمُقَدَمِ فِيهِ وَاسْتَخْرَجَ مَا فِيهَا لِيَأْكُلَهُ، وَنَقَفَ الرُّمَّانَة إِذَا قَشَّرَهَا لِيَسْتَخْرِج مَا فِيهَا، وَمَغَدَ الصَّمْغَة وَنَحْوَهَا إِذَا تَنَاوَلَهَا بِفِيهِ فَمَصَّ جَوْفهَا.

وَمَكَّ الْعَظْم، وَامْتَكَّهُ، وَتَمَكَّكَهُ، إِذَا اِمْتَصَّ مَا فِيهِ مِنْ الْمُخِّ.

وَامْتَخَّهُ، وَتَمَخَّخَهُ، إِذَا أَخْرَجَ مُخّه اِمْتِصَاصاً أَوْ غَيْره، وَهِيَ مُكَاكَةُ الْعَظْم، ومُكَاكُهُ، وَمُخَاخَتُهُ، وَمَشَّ الْعَظْم، وَامْتَشَّهُ، وَتَمَشَّشَهُ، إِذَا مَصَّهُ مَمْضُوغاً، وَالْمُشَاشُ بِالضَّمِّ رُءُوس الْعِظَام اللَّيِّنَة الَّتِي يُمْكِنُ مَضْغُهَا.

وَعَرَقَ الْعَظْمَ، وَاعْتَرَقَهُ، وَتَعَرَّقَهُ، إِذَا أَخَذَ اللَّحْم عَنْهُ نَهْشاً بِأَسْنَانِهِ، وَخَرَطَ الْعُنْقُود، وَاخْتَرَطَهُ، إِذَا وَضَعَهُ فِي فِيهِ وَأَخْرَجَ عُمْشُوشَهُ عَارِياً.

ص: 130

وَيُقَالُ: سَفِفْت السَّوِيق وَنَحْوَهُ، وَقَمِحْتُهُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، واسْتَفَفْتُهُ، وَاقْتَمَحْتُهُ، إِذَا أَخَذْتَهُ غَيْر مَلْتُوت، وَهُوَ السَّفُوفُ بِالْفَتْحِ، والقَمِيحَة، وَهَذِهِ سُفَّة مِنْ سَوِيقٍ، وَقُمْحَة بِالضَّمِّ فِيهِمَا، وَهِيَ الْقَدْرُ الَّذِي يَمْلأُ الْفَمَ مِنْهُ.

وَلَعِقْتُ الْعَسَلَ وَنَحْوَهُ إِذَا أَخَذْتَهُ بِإِصْبَعِك أَوْ بِالْمِلْعَقَةِ، وَعَمِلْتُ لَهُ الدَّوَاء لَعُوقاً بِالْفَتْحِ أَيْضَاً وَهُوَ اِسْمٌ لِمَا يُلْعَقُ، وَيُقَالُ لِمَا تَأْخُذُهُ الإِصْبَع أَوْ الْمِلْعَقَة لُعْقَة بِالضَّمِّ.

وَلَطَعْتُ الشَّيْء، وَلَحِسْتُهُ، إِذَا أَخَذْتَهُ بِلِسَانِك، وَفُلانٌ يَأْكُلُ وَيَلْعَقُ أَصَابِعَهُ، وَيَلْطَعُهَا، أَيْ يَمُصُّهَا وَيَلْحَسُ مَا عَلَيْهَا، وَإِنَّهُ لَرَجُلٌ لَطَّاعٌ إِذَا كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

وَرَأَيْته يَتَلَمَّظ بِالطَّعَامِ، ويَتَلَمَّج، إِذَا أَخَذَ بِلِسَانِهِ مَا يَبْقَى فِي الْفَمِ بَعْدَ الأَكْلِ أَوْ أَخْرَجَ لِسَانه فَمَسَحَ بِهِ شَفَتَيْهِ.

وَتَقُولُ: بَلِعَ الطَّعَام، وَسَرِطَهُ، وَزَرِدَهُ بِالْكَسْرِ فِيهِنَّ، وَابْتَلَعَهُ، وَاسْتَرَطَهُ، وَازْدَرَدَهُ، وَازْدَرَمَهُ، إِذَا أَحْدَرَهُ فِي حَلْقِهِ، وَلَهِمَهُ، وَالْتَهَمَهُ، إِذَا اِبْتَلَعَهُ بِمَرَّة، وَقَدْ دَبَلَ اللُّقْمَة، وَدَبَّلَهَا تَدْبِيلا، إِذَا جَمَعَهَا بِأَصَابِعِهِ وَكَبَّرَهَا، وَهِيَ الدُّبَلُ، وَالنُّبَرُ بِضَمٍّ فَفَتْح لِلُّقَم الضِّخَام.

وَتَقُولُ: سَاغَ الطَّعَام فِي حَلْقِهِ إِذَا اِنْحَدَرَ، وَانْسَرَطَ فِي حَلْقِهِ إِذَا سَارَ فِيهِ سَيْراً سَهْلاً.

وَهَذَا طَعَام زَرِد بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ أَي لَيِّن الانْحِدَار،

ص: 131

وَإِنَّهُ لَطَعَام سَهْل الْمُزْدَرَد، وَطَعَامٌ سَائِغٌ، وَسَيِّغ، هَنِيء، مَرِيء، نَاجِع، صَالِح، حَمِيد الْعَاقِبَةِ، مَحْمُود الْمَغَبَّة.

وَقَدْ هَنُؤَ الطَّعَامُ بِالضَّمِّ إِذَا سَاغَ وَلَذَّ، وَمَرُؤَ بِتَثْلِيث الرَّاء إِذَا خَفَّ عَلَى الْمَعِدَةِ وَانْحَدَرَ عَنْهَا طَيِّباً، وَهَنَأَنِي الطَّعَام، وَهَنَأَ لِي، وَأَمْرَأَنِي إِمْرَاء، وهَنِئْتُهُ أَنَا بِالْكَسْرِ، وَتَهَنَّأْتُهُ، وَتَهَنَّأْتُ بِهِ، وَاسْتَهْنَأْتُهُ، وَاسْتَمْرَأْتُهُ.

وَتَقُولُ: أَكَلْتُ الشَّيْءَ هَنِيئاً مَرِيئاً أَيْ سَائِغاً حَمِيد الْمَغَبَّة، وَقَدْ هَنَأَنِي وَمَرَأَنِي بِغَيْرِ أَلْفٍ فِي الثَّانِي لِلْمُزَاوَجَةِ، فَإِذَا لَمْ تَذْكُرْ هَنَأَنِي قُلْتَ أَمْرَأَنِي لا غَيْر.

وَتَقُولُ: غَصَّ بِالطَّعَامِ غَصَصاً بِفَتْحَتَيْنِ إِذَا وَقَفَ فِي حَلْقِهِ لا يَكَادُ يُسِيغُهُ، وَهُوَ غَاصّ بِاللُّقْمَةِ، وَغَصَّانُ.

وَشَجِيَ بِالْعَظْمِ وَنَحْوه إِذَا اِعْتَرَضَ فِي حَلْقِهِ، وَكَدِيَ بِالْعَظْمِ مِثْله وَهَذَا لِلْكَلْبِ خَاصَّة.

وَقَدْ أَغَصَّهُ الشَّيْء، وَأَشْجَاهُ، وَفِي حَلْقِهِ غُصَّة بِالضَّمِّ، وَشَجِيَ بِفَتْحَتَيْنِ تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ.

وَيُقَالُ: اِعْتَصَرَ مِنْ غُصَّتِهِ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ عَلَيْهَا قَلِيلاً قَلِيلاً، وَقَدْ سَاغَتْ الْغُصَّة، وَجَازَتْ، وَحَارَتْ، إِذَا اِنْحَدَرَتْ، وَأَسَاغَهَا هُوَ، وَأَجَازَهَا، وَأَحَارَهَا، وَيُقَالُ لِمَا تُسَاغُ بِهِ الْغُصَّة سِوَاغ بِالْكَسْرِ، وَالْمَاء سِوَاغ الْغُصَص.

ص: 132

وَتَقُولُ: تَخِمَ الرَّجُل مِنْ الطَّعَامِ، وَعَنْ الطَّعَامِ، وَاتَّخَمَ بِالتَّشْدِيدِ، إِذَا ثَقُلَ عَلَى مَعِدَتِهِ فَلَمْ يَسْتَمْرِئْهُ، وَاجْتَوَاهُ مِثْله، وَقَدْ أَتْخَمَهُ الطَّعَامُ، وَأَصَابَتْهُ مِنْهُ تُخَمَةٌ بِضَمٍّ فَفَتْحٍ، وَبَرَدَةٍ، وَوَبَلَةٍ بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، وَهَذَا طَعَامٌ مَتْخَمَة أَيْ يُتَّخَمُ عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَطَعَام وَخِيَم، وَقَدْ وَخُمَ بِالضَّمِّ وَخَامَة، وَتَوَخَّمْتُهُ أَنَا، وَاسْتَوْخَمْتُهُ، إِذَا لَمْ تَسْتَمْرِئْهُ وَلَمْ تَحْمَدْ مَغَبَّته.

وَهَذَا طَعَام ثَقِيل، غَلِيظ، شَاقّ، بَطِيء الْهَضْمِ، عَسِر الْهَضْمِ، وَقَدْ شَقَّ الطَّعَام عَلَى مَعِدَتِهِ، وَثَقُلَ عَلَى مَعِدَتِهِ، وَنَالَتْهُ مِنْهُ ثَقْلَة بِالْفَتْح، وَثَقَلَة بِالتَّحْرِيكِ، وَيُقَالُ: طَعَامٌ مِرْيَاح أَيْ نَفَّاخ تَكْثُرُ عَنْهُ الرِّيَاحُ فِي الْبَطْنِ.

وَتَقُولُ: بَشِمَ مِنْ الطَّعَامِ إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ فَنَالَتْهُ عَنْهُ تُخْمَة وَكَرْب، وَقَدْ أَبْشَمَهُ الطَّعَام.

وَعَرِبَتْ مَعِدَته إِذَا فَسَدَتْ مِمَّا يُحْمَلُ عَلَيْهَا، وَأَصْبَحَ عَرِباً، وَعَرِب الْمَعِدَة.

وَإِنَّ فِي مَعِدَتِهِ لَذَرَباً وَهُوَ دَاءٌ يَعْرِضُ لَهَا فَلا تَهْضِمُ الطَّعَامَ وَيَفْسُدُ فِيهَا وَلا تُمْسِكُهُ، وَقَدْ ذَرِبَتْ مَعِدَته، وَهُوَ ذَرِب الْمَعِدَة.

وَيُقَالُ: نَعِج الرَّجُل إِذَا اِتَّخَمَ عَنْ أَكْلِ الضَّأْنِ خَاصَّة، وَقَفِصَ، وَقَبِصَ، إِذَا أَكَلَ حُلْواً عَلَى الرِّيقِ وَشَرِبَ عَلَيْهِ مَاءً فَوَجَدَ لِذَلِكَ حَرَارَةً فِي حَلْقَه وَحُمُوضَةً فِي مَعِدَتِهِ.

وَفِي جَوْفِهِ حَزَّاز مِثَال كَتَّان وَهُوَ الطَّعَامُ يَحْمُضُ فِي الْمَعِدَةِ، وَأَصَابَتْهُ حَزَّة بِالْفَتْحِ وَهِيَ حُرْقَةٌ فِي فَمِ الْمَعِدَةِ مِنْ حُمُوضَةِ

ص: 133

الطَّعَامِ، وَيُقَالُ: سَرَفَتْ الْمَرْأَة وَلَدهَا إِذَا أَفْسَدَتْهُ بِكَثْرَة اللَّبَن.

وَتَقُولُ: غَمِتَ الرَّجُلَ إِذَا ثَقُلَ الطَّعَامُ عَلَى مَعِدَتِهِ فَصَيَّرَهُ كَالسَّكْرَانِ، وَغَمَتَهُ الطَّعَام بِالْفَتْحِ إِذَا صَيَّرَهُ كَذَلِكَ.

وَبَاتَ ثَقِيلَ النَّفْسِ، وَخَبِيثَ النَّفْسِ، وَخَاثِر النَّفْس، وَلَقِس النَّفْس، ورَائِب النَّفْس، وَمُخْتَلِط النَّفْسِ، أَيْ غَيْر طَيِّب وَلا نَشِيط.

وَقَدْ ثَقُلَتْ نَفْسه، وَخَبُثَتْ، وَخَثَرَتْ، وَلَقِسَتْ، وَمَقِسَتْ، وَقَلَصَتْ، وَغَثَتْ، وَغَنِثَتْ، وَرَابَتْ، وَرَانَتْ، وَاخْتَلَطَتْ، وَتَقُولُ: ثارث نَفْسه لِلْقَيْءِ، وَجَاشَتْ، وَجَشَأَتْ، وَنَهَضَتْ، وَارْتَفَعَتْ.

وَقَدْ قَاءَ مَا فِي جَوْفِهِ، وَهَاعَهُ، وَقَذَفَهُ، وَأَطْلَعَهُ، وَهُوَ الْقَيْءُ تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ، وَالْهُوَاعَة بِالضَّمِّ، والطُّلَعَاء بِضَمٍّ فَفَتْح، وَأَخَذَهُ قُيَاء بِالضَّمِّ إِذَا جَعَلَ يُكْثِرُ الْقَيْء.

وَقَدْ ذَرَعَهُ الْقَيْء إِذَا سَبَقَهُ وَغَلَبَهُ، فَإِذَا تَكَلَّفَهُ قِيلَ تَقَيَّأَ الرَّجُلُ، وَاسْتَقَاء، وَتَهَوَّع.

وَقَدْ نَهَزَ الرَّجُل إِذَا مَدَّ بِعُنُقِهِ وَنَاءَ بِصَدْرِهِ لِيَتَهَوَّع، وَقَيَّأَهُ الدَّوَاء، وَهَوَّعَهُ، وَذَلِكَ الدَّوَاء قَيُوء بِالْفَتْحِ عَلَى فَعُول.

وَيُقَالُ: قَلَسَ الرَّجُل إِذَا خَرَجَ الطَّعَامُ مِنْ حَلْقِهِ إِلَى فِيهِ بِقَدْر مَلْء الْفَمِ أَوْ دُونَهُ، وَهُوَ قَلْسٌ مَا لَمْ يَتَكَرَّرْ فَإِذَا تَكَرَّرَ وَغَلَبَ فَهُوَ قَيْءٌ.

ص: 134