المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في الجراحات - نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد - جـ ١

[اليازجي، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: فِي الخَلْقِ وَذِكْرِ أَحْوَالِ الفِطْرَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا

- ‌فَصْلٌ في الْخَلْق

- ‌فَصْل فِي قُوَّةِ الْبِنْيَةِ وَضَعْفِهَا

- ‌فَصْلٌ فِي حُسْنِ الْمَنْظَر وَقُبْحِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي السِّمَنِ وَالْهُزَالِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأطَوْار وَالأَسْنَان

- ‌فَصْل فِي الْبَصَرِ

- ‌فَصْل فِي السَّمْعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّوْقِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّمِّ

- ‌فَصْل فِي اللَّمْسِ

- ‌الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الأَخْلاقِ وَلُؤْمِهَاِ

- ‌فَصْل فِي الْجُودِ وَالْبُخْلِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجُبْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَنَفَةِ وَالاسْتِكَانَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكِبَرِ وَالتَّوَاضُعِ

- ‌فَصْلٌ فِي سُهُولَةِ الْخُلُقِ وَتَوَعُّرِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِلْمِ وَالسَّفَهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّلاقَةِ وَالْعُبُوسِ

- ‌فَصْلٌ فِي الظَّرْفِ وَالسَّمَاجَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَلادَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْكَيسِ وَالْحُمْقِ وَذِكْر الْجُنُون وَالْخَرَف

- ‌الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

- ‌فَصْلٌ في النَّوْمِ وَالسَّهَرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجُوعِ وَالشِّبَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَفْصِيل هَيْئَات الأَكْل وَضُرُوبه

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَطَش وَالرِّيّ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّرَابِ وَالسُّكْرِ

- ‌فَصْلٌ في الاعْتِلالِ وَالصِّحَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعَوَارِضِ الطَّبِيعِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحُمِّيَّات

- ‌فَصْلٌ فِي الْبُثُورِ وَالآثَارِ وَالآفَاتِ الْجِلْدِيَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُرُوحِ وَالأَخْرِجَة وَالأَوْرَامِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَلْعِ وَالْكَسْرِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا

- ‌فَصْلٌ فِي الاحْتِضَارِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ

- ‌الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

- ‌فَصْلٌ في السُّرُورِ وَالْحُزْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الضَّحِكِ وَالْبُكَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي الصَّبْرِ وَالْجَزَعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْخَوْفِ وَالأَمْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحَيَاءِ وَالْوَقَاحَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الرِّقَّةِ وَالْقَسْوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُوَاصَلَةِ وَالْقَطِيعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْمُدَاهَنَةِ وَالْخِدَاعِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَالْخُلُوِّ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِفَّةِ وَالدَّعَارَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّوْقِ وَالسُّلْوَانِ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّشَاطِ وَالسَّأَمِ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمَلِ وَمَصَايِرُهُ

- ‌فَصْلٌ فِي الطَّمَعِ وَالْقَنَاعَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي الحَسَد

- ‌فَصْلٌ فِي الْغَضَبِ وَإِطْفَائِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّنَدُّمِ

- ‌الفصل الخامس: في الأصول والأنساب والطبقات وما يتصل بها

- ‌فَصْلٌ في كَرَمِ الْمَحْتِدِ وَلُؤْمِه

- ‌فَصْلٌ في النَّسَبِ وَالاِنْتِسَابِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقَرَابَةِ وَالرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ فِي أَشْرَافِ النَّاسِ وسَفِلَتِهِمْ

- ‌فَصْلٌ فِي النَّبَاهَةِ وَالْخُمُولِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْعِزَّةِ وَالذِّلَّةِ

- ‌فَصْلٌ فِي السُّمُوِّ إِلَى الْمَعَالِي وَالْقُعُودِ عَنْهَا

- ‌فَصْلٌ فِي التَّعْظِيمِ وَالاحْتِقَارِ

- ‌فَصْلٌ في الْفَخْرِ وَالْمُفَاخَرَةِ

- ‌فَصْلٌ فِي تَقَدُّمِ الرَّجُلِ عَلَى أَقْرَانِهِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الأَكْفَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي التَّفَرُّدِ وَانْقِطَاعِ النَّظِيرِ

- ‌فَصْلٌ فِي الشَّبَهِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ

- ‌فَصْلٌ فِي الْقُدْوَةِ وَالاحْتِذَاءِ

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ طَبَقَاتٍ شَتَّى مِنْ النَّاسِ

الفصل: ‌فصل في الجراحات

‌فَصْلٌ فِي الْجِرَاحَاتِ

يُقَالُ: بِفُلان جُرْح، وَجِرَاحَة، وَكَلْم، وقَرْح بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَبِهِ قَرْحَة دَامِيَة، وَقَدْ كَثُرَتْ بِهِ الْجُرُوحُ، وَالْجِرَاحُ، وَالْجِرَاحَاتُ، وَالْكُلُوم، وَالْكِلام، وَالْقُرُوحُ، وَنَزَلَ بِهِ جُرْح أَلِيم، وَجُرْح مُمِضّ، وَجُرْح مُمِيت.

وَقَدْ مَضَّهُ الْجُرْح، وَأَمَضَّهُ، أَيْ أَوْجَعَهُ وَآلَمَهُ، وَضَرَبَ الْجُرْح ضَرْباً وَضَرَبَاناً بِالتَّحْرِيكِ إِذَا اِشْتَدَّ وَجَعُهُ، وَقَدْ أَثْخَنَتْهُ الْجِرَاحَة أَيْ أَوْهَنَتْهُ وَأَثْقَلَتْهُ، وَبِهِ جِرَاحٌ مُثْخِنَةٌ، وَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ أَثْبَتَتْهُ أَيْ مَنَعَتْهُ الْحَرَاك، وَبِهِ جِرَاحَةٌ مُثْبِتَةٌ وَقَدْ ذُكِرَ.

وَيُقَالُ: حُمِلَ فُلانٌ مِنْ الْمَعْرَكَةِ مُرْتَثًّاً أَيْ جَرِيحاً وَبِهِ رَمَق، وَقَدْ اُرْتُثَّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَأَصَابَهُ جُرْحٌ أَشْفَى بِهِ عَلَى الْخَطَرِ، وَهَجَمَ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ، وَقَدْ سَرَى الْجُرْح إِلَى نَفْسِهِ إِذَا حَدَثَ عَنْهُ الْمَوْتُ.

وَتَقُولُ: نَفَثَ الْجُرْح دَماً إِذَا أَظْهَرَ الدَّم، وَشَرِقَ الْجُرْح بِالدَّمِ إِذَا ظَهَرَ فِيهِ وَلَمْ يَسِلْ. وَقَدْ قَصَعَ الْجُرْح بِالدَّمِ إِذَا شَرِقَ بِهِ وَامْتَلأَ، وَرَأَيْته وَجِرَاحُهُ

ص: 176

تَمُجُّ دَماً، وَتَثْعَبُ دَماً، أَيْ يَجْرِي مِنْهَا الدَّمُ، وَقَدْ اِنْثَعَبَ مِنْهُ الدَّم، وَانْفَجَرَ، وَانْبَجَسَ.

وَيُقَالُ: نَعَرَ الْعِرْق بِالدَّمِ، وَنَغَرَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَتَعَرَ، وَتَغَرَ بِالتَّاء المثُنَّاة فِيهِمَا، إِذَا اِنْفَجَرَ دَمُهُ، وَقَدْ اِنْشَخَبَ عِرْقُهُ دَماً أَيْ اِنْفَجَرَ، وَضَرَبَهُ فَشَخَبَتْ أَوْدَاجُهُدَماً.

وَتَقُولُ: نَزَا دَم الْجُرْحِ، وَفَارَ، أَيْ هَاج وَنَبَعَ، وَقَدْ جَاشَ الْجُرْح بِالدَّمِ إِذَا فَارَ بِهِ، وَنَفَحَ الْعِرْق دَماً إِذَا نَزَا مِنْهُ الدَّمُ، وَأَصَابَتْهُ طَعْنَةٌ نَفّاحة أَيْ دَفَّاعَة بِالدَّمِ، وَهَذِهِ نَفْحَة الدَّم، وَجَدِيَّة الدَّم، وَهِيَ أَوَّلُ فَوْرَةٍ تَفُورُ مِنْهُ، يُقَالُ: ضَرَبَهُ فَانْبَعَثَتْ مِنْهُ جَدِيَّة الدَّم، وَقَدْ أَجْدَى الْجُرْح إِجْدَاء.

وَيُقَالُ: الْجَدِيَّة مِنْ الدَّمِ مَا سَالَ عَلَى الْجَسَدِ، فَإِنْ كَانَ عَلَى الأَرْضِ فَهُوَ بَصِيرَة، وَقَدْ تَتَبَّعَ فُلان بَصِيرَة الدَّم وَهِيَ الطَّرِيقَةُ مِنْهُ تُتَّبَع لِيُقْتَفَى أَثَرُهَا، وَجَاءَ فُلان وَجُرْحُهُ يَتَرَشَّشُ دَماً، وَهَذَا رَشَّاش دَمِهِ بِالْفَتْحِ وَهُوَ مَا تَرَشَّشَ مِنْهُ.

وَقَدْ تَخَضَّبَ بِدَمِهِ، وَتَضَرَّجَ بِدَمِهِ، وَتَخَلَّقَ بِدَمِهِ، إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ، وَرَأَيْته وَعَلَيْهِ نَضْخ الدَّم، وَلَطْخ الدَّم، وَرَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ دَمٌ نَاقِعٌ، وَدَمٌ عَبِيطٌ، أَيْ طَرِيء، وَدَمٌ جَسَد، وَجَسِيد، وَجَاسِد، أَيْ جَامِد قَدِيم.

وَتَقُولُ: رَقَأَ الدَّم وَالْجُرْح

ص: 177

إِذَا اِنْقَطَعَ سَيَلانُهُ وَجَفَّ، وَأَرْقَأْتُهُ أَنَا، وَقَدْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ الرَّقُوء بِفَتْح أَوَّله وَهُوَ مَا يُقْطَعُ بِهِ الدَّم، وَحَسَمْت الْعِرْق إِذَا قَطَعْته وَكَوَيْته بِالنَّارِ كَيْ لا يَسِيلَ دَمُهُ.

وَيُقَالُ: بِفُلانٍ نَاعُور وَهُوَ عِرْقٌ لا يَرْقَأُ دَمُهُ، وَبِهِ غَاذٌّ أَيْ جُرْح لا يَرْقَأُ، وَقَدْ غَذّ الْجُرْح، وَأَغَذَّ، إِذَا سَالَ مَا فِيهِ مِنْ الدَّمِ وَلَمْ يَنْقَطِعْ، وَكَذَلِكَ ضَرا الْجُرْح وَالْعِرْق وَهُوَ ضَارٍ، وَضَرِيّ، وَبِهِ قَرْحَة ذَات ضَرْوٍ وَبِهِ عِرْقٌ لا يَزَالُ يَضْرُو، وَقَدْ عَنَدَ الْعِرْق، وَأَعْنَد، إِذَا سَالَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْقَأُ، وَعِرْق عَاند.

وَيُقَالُ: نُزِفَ الْجَرِيح، ونُزِيَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا، إِذَا أَفْرَطَ سَيْل دَمِهِ وَلَمْ يَنْقَطِعْ، يُقَالُ أَصَابَهُ جُرْحٌ فنُزِي مِنْهُ فَمَاتَ، وَقَدْ نَزَفَهُ الدَّمُ نَزْفاً إِذَا خَرَجَ مِنْهُ بِكَثْرَةٍ حَتَّى يُضْعِفَهُ، وَرَجُل نَزِيف، وَمَنْزُوف.

وَتَرَكَتْهُ سَاهِفاً إِذَا نُزِفَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ نَفَر الْجُرْح، وَشَخَصَ، وَانْتَبَرَ، وَاشْتَافَ، واشتَشاف، وَاسْتَغَارَ، إِذَا وَرِمَ، وَهَذِهِ نَبْرَة الْجُرْح أَيْ وَرَمُهُ.

وَقَدْ قَرَتَ فِيهِ الدَّم إِذَا يَبِسَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ أَوْ مَاتَ فِي الْجُرْحِ، وَهُوَ دَمٌ قَارِتٌ إِذَا يَبِسَ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، وَبَغَى الْجُرْح، وَنَغِلَ بِالْكَسْرِ، إِذَا فَسَدَ، وَبِهِ بَغْيٌ، وَنَغَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَقَدْ تَرَامَى الْجُرْح إِلَى

ص: 178

الْفَسَادِ أَيْ أَفْضَى إِلَيْهِ.

وَصَارَ فِيهِ قَيْح، وَمِدَّة بِالْكَسْرِ، وَوَعْي، وَغَثِيثَة، وَغَذِيذَة، وَجَايِئَة، وَهِيَ مَا يَجْتَمِعُ فِيهِ مِنْ الْمَادَّةِ الْبَيْضَاءِ الْخَاثِرَةِ لا يُخَالِطُهَا دَم، وَقَدْ قَاحَ الْجُرْح، وَأَقَاحَ، وَقَيَّحَ، وَتَقَيَّحَ، وَأَمَدَّ، وَأَغَثَّ، وَأَغَذَّ.

وَسَالَ مِنْهُ الصَّدِيدُ وَهُوَ مَاءٌ الْجُرْح الرَّقِيقُ الْمُخْتَلِط بِالدَّمِ، وَقَدْ أَصَدَّ الْجُرْح إِذَا سَالَ مِنْهُ الصَّدِيدُ، وَيُقَالُ: وَعَتْ الْمِدَّة فِي الْجُرْحِ، وَقَرَتْ تَقْرِي إِذَا اِجْتَمَعَتْ، وَغَثَّ الْجُرْح، وَغَذَّ، ووَعَى أَيْضَاً إِذَا سَالَتْ غَثِيثَتُهُ، وَارْفَضَّ إِذَا اِنْفَجَرَ فَسَالَ قَيْحُهُ، وَيُقَالُ: سَالَ الْجرْح إِذَا غَثَّ، وَبِهِ جُرْح سَائِل، وَجِرَاح دَائِمَة السَّيَلان.

وَتَقُولُ: أَسَا الطَّبِيبُ الْجُرْح أَسْواً إِذَا عَالَجَهُ، وَجَاءَ فُلانٌ يَطْلُبُ لِجُرْحِهِ أَسُواً بِفَتْحِ أَوَّله وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ، وَإِسَاء بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، أَيْ دَوَاء.

وَقَدْ سَبَرَ الطَّبِيبُ الْجُرْح، وَاسْتَبَرَهُ، وَسَبَرَ غَوْرَهُ، وَحَجَّهُ حَجاً، وَحَارَفَهُ، إِذَا قَاسَهُ لِيَعْرِف غَوْرَهُ، وَهُوَ الْمِسْبَارُ، والمِسبَر، وَالسِّبَارُ، وَالْمِحْجَاجُ، وَالْمِحْرَافُ، وَالْمِحْرَفُ، وَالْمِيلُ، وَالْمُلْمُولُ، لِمَا تُقَاسِ بِهِ الْجِرَاحَات، وَيُسَمِّيه الأَطِبَّاءُ الْمِجَسّ أَيْضَاً، وَالْمِرْوَد، وَقَدْ جَسَّ الْجُرْحَ بِمِجَسِّهِ إِذَا اِخْتَبَرَ

ص: 179

غَوْرَهُ.

وَيُقَالُ: بَجَسَ الْجُرْح، وَبَجَّهُ، وَبَطَّهُ، وَبَضَعَهُ، وبَزَغَه، وَشَرَطَهُ إِذَا شَقَّهُ، وَهِيَ الْمِبَطَّةُ، وَالْمِبْضَعُ، وَالْمِبْزَغُ، وَالْمِشْرَطُ، والمِشرَاط، لِلشَّفْرَةِ الَّتِي يَشُقُّ بِهَا وَذُكِرَ كُلّ ذَلِكَ قَرِيباً.

وَحَجَّ الْعَظْم إِذَا قَطَعَهُ مِنْ الْجُرْحِ وَاسْتَخْرَجَهُ، وَنَقَشَ الْعَظْم، وَانْتَقَشَهُ، إِذَا اِسْتَخْرَجَ كِسَرَه وَمَا تَشَظَّى مِنْهُ، وَقَدْ تَنَاوَلَهُ بِمِنْقَاشِهِ وَهُوَ مَا تُمْسَكُ بِهِ الشَّظِيَّة وَالشَّوْكَة وَنَحْوهَا لِتُسْتَخْرَج.

وَتَقُولُ: مَثَّ الْجُرْح، وَمَشَّهُ، إِذَا نَفَى غَثِيثَتَهُ بِمِنْدِيلٍ وَنَحْوِهِ، وَاسْتَغَثَّهُ إِذَا أَخْرَجَ مِنْهُ الْغَثِيثَة وَدَاوَاهُ، وَجَعَلَ فِيهِ الفُتُل بِضَمَّتَيْنِ وَهِيَ مَا يُفْتَلُ مِنْ سَحِيل الْكَتَّان وَنَحْوه يُطْلَى بِالدُّهْنِ وَيُدَسُّ فِي الْجُرْحِ، الْوَاحِد فَتِيل، وَقَدْ دَسَم الْجُرْح إِذَا جَعَلَ فِيهِ الفُتُل وَمَا يُجْعَلُ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ دِسَام بِالْكَسْرِ، وَسِبَار أَيْضَاً.

وَضَمَدَهُ، وَضَمَّدَهُ، إِذَا شَدَّهُ بِالضِّمَادِ، وَالضِّمَادَةِ، وَهِيَ الْعِصَابَةُ، وَقَدْ عَصَبَهُ بِالْعِصَابَةِ، وَالْعِصَابِ، وَهِيَ مَا يُشَدُّ بِهِ الْجُرْح.

وَيُقَالُ: ضَمَده أَيْضَاً إِذَا جُعِلَ عَلَيْهِ الدَّوَاء وَإِنْ لَمْ يَشُدّهُ، وَذَلِكَ الدَّوَاء ضِمَاد أَيْضَاً بِالْكَسْرِ يُقَالُ الضِّمَاد مَقْراةلِلْمِدَّةِ أَيْ يَجْذِبُهَا وَيَجْمَعُهَا،

ص: 180

وَهِيَ الأَضْمِدَةُ، والأطلِية، وَالْمَرَاهِم، لِمَا يُطْلَى بِهِ الْجُرْح مِنْ الأَدْهَان وَنَحْوهَا.

وَقَدْ نَثَّ الْجُرْحَ إِذَا طَلاهُ بِالدُّهْنِ، وَهُوَ النِّثَاثُ بِالْكَسْرِ، وَدَهَنَهُ بِالْمِنَثَّةِ وَهِيَ الصُّوفَةُ وَنَحْوُهَا يُدْهَنُ بِهَا.

وَأَسَفَّ الْجُرْحَ الدَّوَاء إِذَا حَشَاهُ بِهِ، وَصَمَّهُ إِذَا سَدَّهُ وَضَمَّدَهُ بِالدَّوَاءِ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ السَّبَائِخ وَهِيَ مَا يُعَرَّضُ مِنْ الْقُطْنِ لِيُوضَع عَلَيْهِ الدَّوَاء، وَاحِدَتهَا سَبِيخَة.

وَوَضَعَ عَلَيْهِ الرَّفَائِد وَهِيَ خِرَقٌ تُثْنَى وَتُوضَعُ عَلَى الْجُرْحِ تَحْتَ الْعِصَابِ وَاحِدَتُهَا رِفَادَة بِالْكَسْرِ، وَقَدْ رَفَدَهُ بِهَا، وَعَصَبَهُ بِالْخِرَقِ، وَالْخَبَائِب، وَالْخُبَب بِالضَّمِّ، وَهِيَ الْخِرَقُ الطَّوِيلَة مِثْل الْعِصَابَةِ، وَقَدْ اِخْتَبَّ مِنْ الثَّوْبِ خَبِيبَة، وَخُبَّة، أَيْ قَطَعَهَا وَأَخْرَجَهَا. وَيُقَالُ: أَوَى الْجُرْح أُوِيّاً مِثَال عُتِيّ، وَتَأَوَّى، إِذَا تَقَارَبَ لِلْبُرْءِ.

وَرَئِمَ رَأْماً وَرِئْمَاناً بِالْكَسْرِ إِذَا اِنْضَمَّ فُوه لِلْبُرْءِ، وَأَرْأَمَهُ الطَّبِيب إِرْآماً إِذَا عَالَجَهُ حَتَّى رَئِمَ.

وَتَقُولُ: أَرْأَمْت الْجُرْح بِدَمِهِ إِذَا غَمَزْته حَتَّى أَلْصَقْت جِلْدَتهُ وَيَبِسَ الدَّم عَلَيْهِ، وَقَدْ جَلَبَ الدَّم عَلَيْهِ، وَأَجْلَب، إِذَا يَبِسَ، وَدَمِلَ الْجُرْح دَمَلا بِفَتْحَتَيْنِ، وَانْدَمَلَ، وَالْتَأَمَ، وَالْتَحَمَ، إِذَا اِلْتَزَقَ، وَدَمَلَهُ الدَّوَاء، وَلأَمَهُ،

ص: 181

وَلَحَمَهُ.

وَقَدْ اِنْفَشَّ الْجُرْح، وَنَضَا نُضُوّاً، وَحَمَصَ، وَانْحَمَصَ، وَيُقَالُ أَيْضَاً: خَمَصَ وَانْخَمَصَ بِالْخَاء الْمُعْجَمَةِ إِذَا ذَهَبَ وَرَمُهُ، وحَمَصَه الدَّوَاء.

وَقَبَّ قُبوبا إِذَا يَبِسَ وَذَهَبَ مَاؤُهُ، وَانْقَطَعَتْ أَتِيَّتُهُ، وإتّيتُه بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيد التَّاءِ، وَهِيَ مَادَّتُهُ وَمَا يَأْتِي مِنْهُ.

وَجَلَبَ، وَأَجْلَبَ، إِذَا نَشَأَتْ عَلَيْهِ الجُلُبة بِالضَّمِّ وَهِيَ الْقِشْرَةُ الَّتِي تَعْلُو الْجُرْح عِنْدَ الْبُرْءِ، وَقَدْ عَثَمَ الْجُرْح عَثْماً إِذَا كَنِبَ وَأَجْلَبَ وَلَمْ يَبْرَأْ بَعْد.

وَتَقَشْقَشَ إِذَا تَقَرَّفَ قَرْحُهُ لِلْبُرْءِ، وَأَرَك أُرُوكاً إِذَا سَقَطَتْ جُلْبتُه وَأَنْبَتَ لَحْماً، وَقَدْ ظَهَرَتْ أَرِيكَة الْجُرْح وَهِيَ لَحْمُهُ الصَّحِيحُ الأَحْمَرُ.

وَبَقِيَتْ لِجُرْحِهِ نَدَبَة بِالتَّحْرِيكِ وَهِيَ أَثَرُ الْجُرْحِ بَعْدَ الْبُرْءِ إِذَا لَمْ يَرْتَفِع عَنْ الْجِلْدِ، وَرَأَيْت بِجِلْدِهِ نَدَباً، وَأَنْدَاباً، وَنُدُوباً، وَقَدْ نَدِبَ الْجُرْح بِالْكَسْرِ، وَأَنْدَبَ.

فَإِذَا اِرْتَفَعَ الأَثَر عَنْ الْجِلْدِ وَنَتَأَ فَهُوَ جَدَرَةٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَبِضَمٍّ فَفَتْح وَقَدْ ذُكِرَتْ، وَبِجِلْدِهِ جَدَرٌ وَجُدَرٌ بِالْوَجْهَيْنِ وَيُقَالُ غَفَرَ الْجُرْح، وَغُفِرَ أَيْضَاً عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَعَرِب، وَحَبِر، وَحَبِطَ، وَزَرِفَ، وَانْتَقَضَ، وَتَنَقَّضَ، إِذَا نُكِسَ بَعْدَ الْبُرْءِ.

وَغَبِرَ الْجُرْح إِذَا اِنْدَمَلَ عَلَى فَسَادٍ فَلَمْ يُؤْمَنْ اِنْتِقَاضه،

ص: 182