الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكر بن سعد الدّين الديري، الْحَنَفِيّ، قَاضِي الْقُضَاة، برهَان الدّين، ابْن قَاضِي الْقُضَاة، شمس الدّين، ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة. وَسمع على وَالِده، والشرف ابْن الكويك. وَأَجَازَ لَهُ وتفقه، وبرع، وتفننن. وَولي نظر الأسطبل ثمَّ كِتَابَة السِّرّ، ثمَّ مشيخة الموءيدية، ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة.
13 -
النَّاجِي، برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود، الدِّمَشْقِي، الشَّيْخ برهَان الدّين، الْمَعْرُوف بالناجي، لكَونه تمذهب شافعياً بعد ان كَانَ حنبلياً، مُحدث دمشق الْآن. ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة. وَأخذ الْفَنّ عَن الْحَافِظ بن نَاصِر الدّين وَغَيره. وَله تصانيف حَدِيثِيَّةٌ مَعَ الدّين وَالْخَيْر. كتب إِلَيّ بعض أَصْحَابِي من دمشق مطالعة يذكر فِيهَا، إِن النَّاجِي هَذَا اعْترض عَليّ فِي شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا إفتائي إِن وَالِدي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْجنَّة، وتصنيفي فِي ذَلِك الْكتاب الَّذِي ألفته سنة سبع وَثَمَانِينَ، وسميته " التَّعْظِيم والْمنَّة فِي أَن وَالِدي الْمُصْطَفى فِي الْجنَّة " وَقَالَ إِن الحَدِيث الْوَارِد فِي أحيائهما ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي " الموضوعات ". قَالَ كَاتب المطالعة: وجدت التصنيف الْمَذْكُور، وَذَهَبت إِلَيْهِ لنَنْظُر جَوَابه فِيهِ، فَلَقِيت بعض طلبته فِي الطَّرِيق فَذكرت لَهُ مَا أَنا قَاصد إِلَيْهِ. فَقَالَ لي: دَعْنِي أَنا ُأكَلِّمهُ فَإِن عِنْده حِدة. قَالَ: فَذَهَبت مَعَه إِلَيْهِ. فَقَالَ: اعترضتم على فلَان بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ نعم. فَقَالَ " أَن شيخكم الْحَافِظ ابْن نَاصِر
الدّين قد ذهب إِلَى مثل ذَلِك، وَمَشى على أَن الحَدِيث غير مَوْضُوع، وَإِنَّمَا هُوَ ضَعِيف فَقَط، وَذكر لَهُ الأبيات الثَّلَاثَة الَّتِي ذكرهَا ابْن نَاصِر الدّين فِي كِتَابه الْمُسَمّى " مورد الصادي فِي مولد الْهَادِي ". قَالَ كَاتب المطالعة: فَسلم حِينَئِذٍ لما سمع كَلَام شَيْخه وَالثَّانِي أَنه رأى فِي " ألفيتي " الَّتِي " فِي الحَدِيث ": مُحَمَّد بن أتش الصَّنْعَانِيّ " بِالتَّاءِ والشين بِلَا تواني ". فَقَالَ: هَذِه رِوَايَة ضَعِيفَة فِي بعض نسخ البُخَارِيّ، وَالصَّحِيح أَنه مُحَمَّد بن أنس بالنُّون وَالسِّين. قَالَ كَاتب المطالعة: فَقلت لذَلِك الطَّالِب: الْحق مَا ذكره فلَان، يُرِيدنِي قَالَ: وَقد ذكر ذَلِك ابْن الْجَوْزِيّ فِي " التَّنْقِيح ". ثمَّ قَالَ: أَنا اذْهَبْ إِلَيْهِ وأذكر لَهُ ذَلِك. فَذَهَبت مَعَه. فَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدي اعترضتم على فلَان بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: نعم. قَالَ فَإِن ابْن الْجَوْزِيّ قد ذكر هَذَا بِعَيْنِه فِي " التَّنْقِيح " وَأرَاهُ لَهُ. فَقَالَ النَّاجِي: يَنْبَغِي أَن نصلح نسختنا من البُخَارِيّ. انْتهى.
قلت: وَهَذَا مِنْهُ دَلِيل على عدم حفظه وتحقيقه، فَإِن مُحَمَّد بن أنس الَّذِي فِي البُخَارِيّ الصَّحِيح فِيهِ أَنه بالنُّون وَالسِّين كَمَا ذكر أَو لَا فِي أعتراضه، وَلَيْسَ هُوَ الصَّنْعَانِيّ الَّذِي ذكرته فِي الألفية، بل هُوَ رجل آخر غَيره. وَلَو تَأمل نفس الألفية عرف ذَلِك مِنْهَا. فَإِنِّي ذكرت فِيهَا مَا يتَعَلَّق بِصَحِيح البُخَارِيّ وَحده وَمَا يتَعَلَّق بِغَيْرِهِ. فَإِذا لم يهتد لذَلِك، فَكَانَ يَهْتَدِي إِلَيْهِ فِي قولي الصَّنْعَانِيّ. فَإِن مُحَمَّد بن إتش الصَّنْعَانِيّ لَا رِوَايَة لَهُ فِي البُخَارِيّ، وَهُوَ بِالتَّاءِ والشين بِإِجْمَاع أهل الحَدِيث، لَا خلاف بَينهم فِي ذَلِك. وَلِهَذَا أَشرت إِلَى عدم الْخلاف فِيهِ بِقَوْلِي:" بِلَا تواني ". وَأما الَّذِي فِي البُخَارِيّ فَهُوَ مُحَمَّد بن أنس الْكُوفِي. وَفِيه الْخلاف. فبعضهم قَالَ: هُوَ بِالتَّاءِ والشين كالصنعاني، وَالْجُمْهُور قَالُوا هُوَ بالنُّون وَالسِّين كالجادة، وَهُوَ الصَّحِيح. وَقد بَين ذَلِك حَافظ الْعَصْر أَبُو الْفضل ابْن حجر فِي كِتَابه " المشتبه " وَفِي " مُقَدّمَة شرح البُخَارِيّ ". انْتهى. مَاتَ النَّاجِي فِي رَمَضَان سنة تِسْعمائَة.