الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري، وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ، والنحو عَن نَاصِر الدّين البارنباري، وَفقه الْحَنَابِلَة عَن الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ، وَالْأُصُول عَن القاياتي، والشرف السُّبْكِيّ. وأشتهر بالفضيلة وَالدّين وَالصَّلَاح. وَله تصانيف مِنْهَا:" إتقان الرائض فِي الْفَرَائِض " و " شرح قَوَاعِد ابْن هِشَام " و " شرح الْبردَة ". جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة. وَمن نظمه:
يَا أَيهَا القَاضِي الإِمَام الْعَالم
…
كفيت من يخْشَى وَمن يسالم
ونلت من رب الْعباد حفظا
…
وَمن عباده الْكِرَام لحظا
مَا قَوْلكُم بِامْرَأَة تَشْكُو العنا
…
تَقول بعلي مَاتَ حَقًا مُعْلنا
وَإِن حملي مِنْهُ باعترافه
…
قد قَارب الْوَضع مَعَ انْصِرَافه
فَإِن يكن انثى فَنصف المَال لي
…
أَو ذكرا فثمنه لي منجلي
فَإِن وضعت الْحمل مني مَيتا
…
وقيت كل مَا يروع الْفَتى
فَالْمَال لي عَلامَة الْحُكَّام
…
فَتلك قصتي وَذَا كَلَامي
جِئْنَا بهَا بَغْدَاد نرجو حلهَا
…
إِذا ببطش الدَّهْر حل أَهلهَا
فَمن رَآهُ صَاح إِنِّي أمرا
…
مَعَ العدا وَمَعَ أُمُور أُخْرَى
كرى الْبيُوت وأذى الْأزْوَاج
…
وميل أَوْلَاد مَعَ البلجاج
فأفتنا كَيفَ يكون المخلص
…
فَمَا وجدنَا غَيْركُمْ من يفحص
الْجَواب: هَذِه امْرَأَة شرت عبدا فأعتقته وَتَزَوَّجت بِهِ ثمَّ توفّي عَنْهَا حَامِلا مِنْهُ وَلَا وَارِث لَهُ غَيرهَا وَغير حملهَا.
22 -
الكوراني، شهَاب الدّين أَحْمد بن إِسْمَاعِيل
أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين الكوراني الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنَفِيّ. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة ودأب فِي فنون الْعلم حَتَّى فاق فِي
المعقولات والأصلين والمنطق وَغير ذَلِك وَمهر فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان وبرع فِي الْفِقْه. واشتهر بالفضيلة. وَألف " شرح جمع الْجَوَامِع، وَغَيره. وَدخل الْقَاهِرَة. ورحل إِلَى الرّوم، فصادف من ملكهَا مُرَاد بن عُثْمَان حظوة. ثمَّ مَاتَ الشَّيْخ شمس الدّين الفناري فَسَأَلَهُ ابْن عُثْمَان أَن يتحنف وَيَأْخُذ وظائفه فَفعل. وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي المملكة الرومية، وَألف للسُّلْطَان مُحَمَّد بن مُرَاد بن عُثْمَان قصيدة فِي علم الْعرُوض سِتّمائَة بَيت سَمَّاهَا " الشافية فِي علم الْعرُوض والقافية " مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة. وَله قصيدة يمدح بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
لقد جاد شعري فِي ثناك فصاحة
…
وَكَيف وَقد جَادَتْ بِهِ السن الصخر
لَئِن كَانَ كَعْب قد أصَاب بمدحه
…
يَمَانِية تزهو على التبر فِي الْقدر
فَفِي أملي يَا أَجود النَّاس بالعطا
…
وَيَا عصمَة العاصين فِي ربعَة الْحَشْر
شفاعتك الْعُظْمَى تعم جرائمي
…
إِذا جِئْت صفر الْكَفّ مُحْتَمل الْوزر
وَله ملغزا فِي لقب القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بن خَلِيل نَاظر الجيوش: أتيت بلغزي باسم من فاق رُتْبَة
…
على كَوْكَب الجوزاء وَالشَّمْس والبدر
تفطن لَهُ من غير فكر فَإِنَّهُ
…
هُوَ الْغرَّة الغراء فِي جبهة الدَّهْر
وَلَا تحصرن يَوْمًا جميل صِفَاته
…
فحاصرها مَا عَاشَ لم ينج من حصر
فشطر أُسَمِّهِ أَن فَاتَ شخصا فَلم يجد
…
سَبِيلا إِلَى نيل المفاخر فِي الْعُمر
وَفِي شطره الثَّانِي أجتهد ذَا تَأمل
…
فَمن فَاتَهُ يَوْمًا يواصل بالْكفْر
وَفِي آخر الشطرين حرف مكررٌ
…
وَذَلِكَ حَيَوَان توطن فِي الْبَحْر
وَجُمْلَته وصف لنفسٍ كَرِيمَة
…
بهَا قَامَ أصل الْمجد والعز وَالْفَخْر