المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌106. الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. ت:1389ه - التوسط والاقتصاد - جـ ١

[علوي السقاف]

فهرس الكتاب

- ‌خطاب مكتب المفتي العام

- ‌مقدمة

- ‌1. التَّابعيُّ الجليل نافع مولى ابن عمر رضي الله عنه. ت:117ه

- ‌2. الإمام سفيان بن عيينة. ت:198ه

- ‌3. الإمام محمّد بن إدريس الشافعيّ. ت: 204ه

- ‌4. الإمام عبد الله بن الزّبير الحميديّ. ت:219ه

- ‌5. الإمام إسحاق بن راهويه المروزيّ. ت:238ه

- ‌6. الإمام أبو ثور إبراهيم بن خالد. ت:240ه

- ‌7. إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل. ت:241ه

- ‌8. فقيه المغرب محمد بن سحنون المالكي. ت:265ه

- ‌9. إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. ت:310ه

- ‌10. الشيخ أبو الحسن عليُّ بن إسماعيل الأشعريّ. ت:324ه

- ‌11. شيخ الحنابلة الحسن بن علي البربهاري. ت:329ه

- ‌12. أبو بكر أحمد بن عليٍّ الجصَّاص (الحنفيّ) . ت:370ه

- ‌13- الإمام أبو القاسم هبةُ الله بن الحسن اللالكائيّ. ت: 418ه

- ‌14. محمد بن الوليد السمرقنديّ (الحنفيّ) : كان حيَّاً سنة450ه

- ‌16. الحافظ يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المالكي) . ت:463ه

- ‌17. إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجوَينيّ (الشافعيّ) ت:478ه

- ‌18. عليُّ بن محمَّد البزدَويّ (الحنفيّ) . ت:482ه

- ‌19. عمادُ الدِّين عليُّ بن محمَّد الكِيا الهرَّاسي (الشافعيّ) . ت:504ه

- ‌20. القاضي أبو بكرٍ بن العربيّ (المالكيّ) . ت:543ه

- ‌21. القاضي عياض بن موسى (المالكيّ) . ت:544ه

- ‌22. فخر الدِّين محمَّد بن عمر الرَّازيّ. ت:544ه

- ‌23. علاء الدِّين مسعود بن أحمد الكاسانيّ (الحنفيّ) . ت:587ه

- ‌24. فخر الدِّين حسن بن منصور الفرغان (الحنفيّ) . ت:592ه

- ‌25. أبو الفرج عبد الرحمن بن عليٍّ ابن الجوزيّ. ت:597ه

- ‌26. جلال الدِّين عبد الله بن نجم بن شاس (المالكيّ) . ت:616ه

- ‌27. برهان الدِّين محمود بن أحمد بن مازه (الحنفيّ) . ت:616ه

- ‌28. عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسيّ (الحنبليّ) . ت:620ه

- ‌29. عثمان بن أبي بكرٍ المعروف بابن الحاجب (المالكيّ) . ت:646ه

- ‌30. أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي. ت:671ه

- ‌31. محيي الدين يحيى بن شرف النوويّ (الشافعيّ) . ت:676ه

- ‌32. شهاب الدِّين أحمد بن إدريسٍ القرافيّ (المالكيّ) . ت:684ه

- ‌شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيميَّة. ت: 728ه

- ‌34. علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري (الحنفي) . ت:730ه

- ‌35. عبيد الله بن مسعود المحبوبي البخاريّ (الحنفيّ) . ت:747ه

- ‌36. زين الدين عمر بن مظفر الوردي (الشافعي) . ت:749ه

- ‌37. الحافظ محمد بن أبي بكر ابن قيِّم الجوزيَّة. ت:751ه

- ‌38. تقيّ الدِّين عليُّ بن عبد الكافي السبكيّ (الشافعيّ) . ت:756ه

- ‌محمَّد بن مفلح المقدسيّ (الحنبليّ) .ت:763ه

- ‌39. الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير. ت:774ه

- ‌40. الشيخ خليل بن إسحاق (المالكيّ) . ت:776ه

- ‌41. محمَّد بن عبد الرحمن العثمانيّ (الشافعيّ) . ت: بعد 780ه

- ‌42. عالم بن العلاء الأندربتي الدهلويّ (الحنفيّ) . ت:786ه

- ‌43. سعد الدِّين مسعود بن عمر التفتازانيّ (الشافعيّ) . ت:792ه

- ‌44. بدر الدين بن محمَّد بهادر الزَّركشيّ (الشافعيّ) . ت:794ه

- ‌45. الحافظ عبد الرَّحمن بن أحمد ابن رجب (الحنبليّ) . ت:795ه

- ‌46. برهان الدِّين إبراهيم بن فرحون اليعمري (المالكيّ) . ت:799ه

- ‌47. محمَّد بن شهاب البزَّاز (الحنفيّ) . ت:827ه

- ‌48. العلَاّمة محمّد بن المرتضى ابن الوزير الصنعانيّ. ت:840ه

- ‌49. علاء الدِّين عليُّ بن خليل الطرابلسيّ (الحنفيّ) . ت:844ه

- ‌50. الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني. ت:852ه

- ‌51. كمال الدين ابن عبد الواحد ابن الهمام (الحنفيّ) . ت:861ه

- ‌52. جلال الدِّين محمَّد بن أحمد المحليّ (الشافعيّ) . ت:864ه

- ‌53. محمَّد بن أحمد بن عماد الأقفهسي (الشافعيّ) . ت:867ه

- ‌54. محمّد بن محمّد بن محمّد (ابن أمير الحاج) (الحنفيّ) . ت: 879ه

- ‌55. محمَّد بن أحمد المنهاجيّ الأسيوطيّ (الشافعيّ) . ت:880ه

- ‌56. عليُّ بن سليمان المرداويّ (الحنبليّ) . ت:885ه

- ‌57. محمد بن فراموز (مُنلَاّ خِسرو) (الحنفي) . ت:885ه

- ‌58. أبو عبد الله محمّد بن قاسم الرصَّاع (المالكيّ) . ت:894ه

- ‌59. محمَّد بن قاسم الغزِّي (الشافعيّ) . ت:918ه

- ‌60. زكريَّا بن محمَّد الأنصاريّ (الشافعيّ) . ت:926ه

- ‌61. محمَّد بن عبد الرَّحمن المغربيّ (المالكيّ) . ت:954ه

- ‌62. شهاب الدِّين أحمد البرلُّسي (عميرة) (الشافعيّ) . ت:957ه

- ‌63. زين الدِّين بن إبراهيم الشهير بابن نجيم (الحنفيّ) . ت:970ه

- ‌64. محمَّد بن أحمد الفتوحي (ابن النجار) (الحنبليّ) . ت:972ه

- ‌65. أحمد بن محمَّد بن حجر الهيتميّ (الشافعيّ) . ت:973ه

- ‌66. محمَّد بن أحمد الخطيب الشربينيّ (الشافعيّ) . ت:977ه

- ‌67. زين الدِّين بن عبد العزيز المليباري (الشافعيّ) . ت:987ه

- ‌68. محمَّد عبد الرؤوف المناويّ (الشافعيّ) . ت:1031ه

- ‌69. مَرْعيّ بن يوسفٍ الكرميّ المقدسيّ (الحنبليّ) . ت:1033ه

- ‌70. منصور بن يونس البَهْوَتيّ (الحنبليّ) . ت:1051ه

- ‌71. أحمدُ بن أحمدَ شهاب الدِّين القليوبيّ (الشافعيّ) . ت:1070ه

- ‌72. عبد الرَّحمن بن شيخي زاده داماد (الحنفيّ) . ت:1078ه

- ‌73. أبو البقاء أيوب بن موسى الكفويّ (الحنفيّ) . 1095ه

- ‌74. أحمد بن محمَّد الحسينيّ الحمَويّ (الحنفيّ) . ت:1098ه

- ‌75. العلَاّمة صالح بن مَهْديّ المقبليّ. ت:1108ه

- ‌76. مجموعةٌ من علماء الهند الأحناف

- ‌77. العلَاّمة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصَّنعانيّ. ت:1182ه

- ‌78. أحمد العَدَويّ أبو البركات (الدَّردير) (المالكيّ) . ت:1201ه

- ‌79. سليمان بن عمر العُجيليّ (الجمل) (الشافعيّ) . ت:1204ه

- ‌80. الإمام المجدِّد محمَّد بن عبد الوهاب التميميّ. ت:1206ه

- ‌82. سليمان بن محمَّد بن عمر البجيرميّ (الشافعيّ) . ت:1221ه

- ‌83. عبد الله بن حجازي (الشرقاويّ) (الشافعيّ) . ت:1227ه

- ‌84. محمد بن بدر الدين بن بلبان. (الحنبلي) ت:1083ه

- ‌85. الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهَّاب. ت:1233ه

- ‌86. مصطفى بن سعد بن عبدَة الرُّحيبانيّ (الحنبليّ) . ت:1243ه

- ‌87. الإمام عبدُ الله بن محمَّد بن عبد الوهَّاب. ت:1244ه

- ‌88. العلَاّمة محمَّد بن عليٍّ الشَّوكانيّ. ت:1250ه

- ‌89. محمَّد أمين ابن عابدين (الحنفيّ) . ت:1252ه

- ‌90. شهاب الدِّين محمود بن عبد الله الآلوسي. ت:1270ه

- ‌91. إبراهيم بن محمَّد بن أحمد البيجوريّ (الشافعيّ) . ت:1277ه

- ‌92. الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحمن أبابطين. ت:1282ه

- ‌الشيخ عبد الرَّحمن بن حسن بن محمَّد بن عبد الوهّاب. ت:1285ه

- ‌94. محمَّد بن أحمد المعروف بالشيخ عليش (المالكيّ) . ت: 1299ه

- ‌95. الشيخ حمد بن عليٍّ بن عتيق. ت:1301ه

- ‌96. أحد علماء الدعوة النجديَّة:

- ‌97. عثمان بن محمد شطا البكريّ (الشافعيّ) . ت:1302ه

- ‌98. العلَاّمة صدِّيق حسن خان القنوجي. ت:1307ه

- ‌99. الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى السديريّ. ت:1329ه

- ‌100. علامة الشَّام محمَّد جمال الدِّين القاسميّ. ت:1332ه

- ‌101. محمَّد أنور شاه الكشميريّ.ت: 1352ه

- ‌102. إبراهيم بن محمَّد بن ضويان (الحنبليّ) . ت:1353ه

- ‌103. السيد محمَّد رشيد رضا. ت:1354ه

- ‌104. العلَاّمة عبد الرَّحمن بن ناصر بن سعديّ. ت:1376ه

- ‌105. الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي. ت:1377ه

- ‌106. الشيخ محمّد بن إبراهيم آل الشيخ. ت:1389ه

- ‌107. العلَاّمة محمَّد الأمين الشنقيطي. ت:1393ه

- ‌108. اللجنة الدائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء (بالسعودية) :

- ‌109. الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ت 1420 ه

- ‌110. الشيخ محمَّد بن صالح بن عثيمين [[ت 1421 ه

- ‌111. الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحمن الجبرين

- ‌112. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

- ‌114. "الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة

الفصل: ‌106. الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. ت:1389ه

نعرِّف الكفر الأصغر بالعمليّ مطلقاً، بل بالعمليّ المَحْضِ الَّذي لم يستلزم الاعتقادَ ولم يناقض قولَ القلب ولا عملَه)) (1) .

106. الشيخ محمّد بن إبراهيم آل الشيخ. ت:1389ه

ـ

قال في شرحه "لكشف الشبهات":

(( (فإنَّك إذا عرفت أنَّ الإنسان يكفر بكلمةٍ) واحدةٍ (يخرجها من لسانه) دون قلبه)) (2) .

وقال أيضاً:

(( (إذا كان الأوَّلون لم يكفَّروا إلَاّ لأنَّهم جمعوا بين الشِّرك

(1)"أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة "(ص 181-182) مكتبة السوادي للتوزيع، ط1 - 1408هـ.

تعليق: كلامه هنا رحمه الله صريح في التَّفريق بين الكفر العمليّ الذي يخرج من الملَّة والكفر العمليّ الذي لا يخرج من الملَّة فليس كلُّ كفر عمليٍّ يعدُّ كفراً أصغر كما يظن البعض، بل هناك من الكفر العمليّ - أي الوقوع في المكفِّرات القوليَّة والعمليَّة - ما يعدُّ كفراً مخرجاً من الملَّة كما مثَّل الشيخ له بالسُّجود للصَّنم وسبِّ الرَّسول? أمّا الكفر العمليّ الذي لا يخرج من الملّة فهو ما سمّاه الشيخ بالكفر العمليّ المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله، أي أعمال وأقوال غير مكفِّرة وهي ما عرَّفه الشيخ (ص 179) بقوله: هي كلُّ معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله. فتأمَّل! وسيأتي ما يؤيِّد ذلك من جواب اللجنة الدائمة للإفتاء، والشيخ عبد العزيز بن باز وانظر سادساً في المقدّمة.

(2)

"شرح كشف الشبهات"(ص41) جمع محمّد بن قاسم. ط1 - 1419هـ.

ص: 125

وتكذيب الرَّسول ? والقرآن) يعني تكذيبَه (وإنكارِ البعث، وغيرِ ذلك، فما معنى الباب الَّذي ذكر العلماء في كلِّ مذهبٍ؟) المذاهب الأربعة وغيرها (باب حكم المرتدِّ) وعرَّفوه بتعاريف (وهو المسلم الَّذي يكفر بعد إسلامه) فهذا المذكورُ في هذا الباب إجماعٌ منهم أنَّه يخرج من المِلَّة ولو معه الشَّهادتان، لأجل اعتقادٍ واحد أو عملٍ واحد أو قولٍ واحد، يكفي بإجماع أهل العلم لا يختلفون فيه، وأنَّه ليس المرتدُّ الَّذي يخرج عن الإسلام بالمرَّة (1) ، بل هو قسمٌ والقسم الآخرُ هو ما تقدَّم (ثم ذكروا أنواعاً كثيرة) ومثَّلوا له أمثلةً (كل نوعٍ منها يكفِّر، ويحلُّ دمَ الرَّجل وماله) وقالوا: من قال كذا أو اعتقد كذا فهو كافر، وأَنَّه لا ينفعه جميع ما عمِل به (حتى إِنَّهم ذكروا أشياءَ يسيرةً عند من فعلها، مثل كلمةٍ يذكرها بلسانه دون قلبه، أو كلمةٍ يذكرها على وجه المزح واللَّعِب) حتى إِنَّ بعض أهل المذاهب يكفِّرون من صغَّر اسم المسجد أو المصحف (2) ،

وما ذكروه وعرفوه هو في الجملة: يوجد أشياء يكون بها الإنسان مرتدَّاً ولو نطق بالشَّهادتين وصلَّى، بل ولو أضاف إلى ذلك ترك المحرَّمات وأتى بمكفِّر هدم جميع ما معه من الإسلام، فإِنَّ وجود المكفِّرات التي يصير بها الرَّجل مرتدَّاً

(1) أي لا ينطق بالشَّهادتين ويصرِّح أنَّه خرج عن الإسلام وأنَّه لا يؤمن بالله ولا رسوله

الخ بل يكفي أن يصدر منه قولٌ أو فعل مكفِّر كي يُحكم عليه بالرِّدّة.

(2)

أي قال: مسيجد أو مصيحف احتقاراً أو استهزاءً..

ص: 126

كثيرةٌ لا تُحْصَر)) (1) .

وقال أيضاً: (( (وأمَّا غير هذا، فقد كفر بعد إيمانه، سواءً فعله خوفاً، أو مداراةً، أو مشحَّةً بوطنه، أو أهله، أو عشيرته، أو ماله، أو فعله على وجه المزْحِ، أو لغير ذلك من الأغراض إلَاّ المُكْرَه. والآية تدلُّ على هذا) أنَّ التَّوحيد لابدَّ أنْ يكون بالقلب واللِّسان والعمل (من جهتين: الأولى قوله: {إلَاّ من أُكْرِهَ} فلم يستثن الله إلا المكره. ومعلومٌ أنَّ الإنسان لا يُكْرَه) لا يُتصَّور في حقِّه الإكراه إلَاّ بهذين الأمرين (إلَاّ على العمل أو الكلام. وأمَّا عقيدةُ القلب فلا يُكْرَه أحدٌ عليها) فإذا فعل أو صدَرَ منه الكفرُ فإِنَّه كافر بعد إيمانِه (والثانية) تقدَّم قول المصنِّف أنَّها تدلُّ على ما قرَّره من جهتين وتقدَّمت الجهة الأولى وهذه الثانية (قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا} الباء للسَّبب، يعني: ذلك بسبب محبتهم {الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ} يعني الجنَّة (فصرَّح أنَّ هذا الكفر والعذاب) المحكومَ به عليهم في هذه الآية والمترتِّب على ما صدَر منهم (لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل، أو البُغض للدِّين، أو محبَّة الكفر، وإِنَّما سببه) أي صدور الكفر منه، أنَّه تكلَّم بالكفر لسببٍ وهو أنَّ له في التكلُّم بالكفر شيئاً واحداً، وهو (أَنَّ له في ذلك حظَّاً من حظوظ الدُّنيا) يحصُل له فيرتكب هذا المحظورَ لأجل أنَّه لا يحصل له مطلوبَه إلَاّ - والعياذ بالله - بإيثار الحياةِ الدُّنيا (فآثره على الدِّين) على الآخرة.

(1) المصدر السابق (ص102) .

ص: 127

فالإِنسان الَّذي يُلجِئُه من يُلجِئُه إلى أَنْ يصدُرَ منه الكفرَ له حالاتٍ:

أحدها: أَنْ يمتنِعَ ويصبرَ عليها، فهذه أفضل الحالات.

الثانية: أنْ ينطِق بلسانِه مع اعتقاد جَنانه الإيمانَ، فهذا جائزٌ.

الثالثة: أنْ يُكره فيجيبُ ولا يطمئنُّ قلبَه بالإيمان، فهذا غير معذورٍ وكافرٌ.

الرابعة: أنْ يُطلَب منه ولا يُلجأ، فيجيب ما وصل إلى حدِّ الإكراهِ ولكن يوافق بلسانِه وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان فهذا كافرٌ.

الخامسة: أنْ يُذكَر له ولا يصل إلى حدِّ الإكراه، فيوافق بقلبه ولسانه، فهذا كافرٌ)) (1) .

وحكم الشيخ برِدَّة من تلفَّظ بكلمةِ الكفر وقال " أنا مسيحيٌّ " رغم أنَّه قالها عِناداً وغضباً ولم يعتقدْها. ففي فتاوى ورسائل الشيخ:

(3906)

- ((رِدَّة من قال: هو مسيحيٌّ

من محمَّد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السموِّ الملكي أمير الرياض المحترم

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فنرفق لسموِّكم بهذا ما وردَنا من فضيلة الشَّيخ محمد بن مهيزع المشفوع بشهادات بعض نوَّاب وجماعة مسجد العسيلة وتزكية الشُّهود المذكورين بشأنِ قضيَّةِ عبد الله بن سليمان

ونشعِر سموَّكم أنَّنا لمَّا رأينا أنَّ المسألة عظيمةٌ لا يُستهان بها أمرنا بإحضار عبد الله بن

المذكور مع الَّذين شهِدوا عليه فحضروا إلينا جميعاً، وأدَّوا الشهادة أمامنا بحضوره. حاصله: أنَّهم نصحوه عن التَّخلف عن صلاة الجماعة، وأنَّه عاند ولم ينتصَّح، وكانت إجابته: أنا حرٌّ أصلِّي في بيتي، أو في المسجد، أو لا أصلِّي، وبعدْ، أنا أهوى النَّار لنفسي فما تطلبون منِّي؟ فقالوا له: نحن ما نهوى لك النار، وأنت مسلم. فقال: وإذا قلت: إنَّني مسيحيّ. فقالوا له: لست بمسيحيٍّ إنْ شاء الله. فقال: أنا مسيحيّ. وبسؤال عبد الله عن ما شهدوا به عليه أجابَ بأنَّه ساكنٌ في محلَّة البويبية ومن جماعة مسجد البويبية وليس من جماعة مسجد العسيلة، وأنَّ هؤلاء الأشخاص متغرِّضين لي، وقد جاءني رجل منهم سابقاً، وأخيراً جاءوني تلك الليلة فاعتذرْتُ منهم بأنَّني رجلٌ موظَّفٌ ربَّما أكون في الخفارة أو في تحقيقات جنائية، وفعلاً كنت تلك اللَّيلة في تحقيقات ما رجعت منها إلى بيتي إلَاّ السَّاعة تسعة تقريباً فرقدت، وبعد صلاة الفجر جاءوا إلى بيتي وأخذوا يدقُّون الباب وينفضونه بقوَّة ممَّا أفزع زوجتي وتركت ولدها وجاءتْني فَزِعَة، فانتبهْتُ وخرجتُ إليهم، فما كان منهم إلَاّ أنْ تكلَّموا علي وقالوا لي: يا حمار ما تصلِّي.

(1) المصدر السابق (ص 133 -134) .

ص: 129

فأجبتهم بأنِّي أصلِّي والصَّلاة لله، ولست بمسيحيٍّ أترك الصَّلاة، بل أنا مسلمٌ أصلِّي لله ولا أصلِّي خوفاً من أحدٍ، وأنَّ كلَّ ما نسبوه إليَّ خلاف هذا فلا صحَّة له. وبعد سماع كلامهم تقرَّر توقيف المذكور لَبينما يحضر من يزكِّي الشهودَ، فحضر من زكَّاهم وثبتت عدالتهم فأحضرناه وبينَّا له أنَّ ما شهد به الشُّهود قد ثبت عليه ثبوتاً شرعياً، وأَنَّه قد أُدين بتلك الكلماتِ (1)

الوَخيمةِ الَّتي صدرت منه، وأنَّ هذا يُعتبر رِدَّةً صريحةً تخرِجه من الإسلام وتهدِر دمه إنْ لم يتُبْ منها ويظهر التَّوبة والنَّدم والاستغفار والعزم على أَنْ لا يعودَ إلى ما قاله أبداً، لأَنَّه والعياذ بالله قد خلع رِبقةَ الإسلام من عنقه بقولِه: أنا مسيحيٌّ. وارتدَّ بذلك من الإسلام إلى دين النَّصرانيَّة، مع مجاهرته بردِّ الحقِّ، واحتقارِ من قام به، واستخفافه بأمرِ الصَّلاة الَّتي هي عمود الإسلام، ومع ما في قوله: إنَّه يهوى النَّار من عدم إيمانه بالجزاء أو الاستخفاف به، وكلُّ هذه جرائمُ متكررةٌ، وقد وعظْناه واستَتَبْناه فتابَ إلى الله واستغفر وأظهر التَّوبة والنَّدم على ما بدَرَ منه، فبلَّغناه بأنَّ عليه أنْ يشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله، وأنْ يتبَّرأ من كلِّ دينٍ يخالف دينَ الإسلام، ففعل ذلك، وأخبرنَاه بأنَّ عليه أنْ يغتسل غسلَ الإسلام، وأوصيناه بالمحافظة على شرائع الإسلام ومن ضمْنِها صلاة الجماعة. فاستعدَّ لذلك كلِّه، فعليه سقط عنه القتل بالتَّوبة، ولكن نظراً لأَنَّه تجرَّأ

(1) انظر كيف أدانه الشيخ وحكم برِدَّته بتلك الكلمات ولم ينظر إلى اعتقاده..كما سيأتي بأصرح من ذلك في الرِّسالة التي بعدها.

ص: 130

على أمرٍ عظيمٍ وهو بين ظهرانيّ المسلمين فإنَّ عليه التعزير البليغ بالضَّرب والحبس بما يراه وليُّ الأمر ليكون زجراً له وردْعاً لأمثاله، ويحضر التَّعزير مندوبٌ من هيئة الأمر بالمعروف. والله يحفظكم)) (1) .

وجاء في رسالةٍ أخرى:

(3907)

- ((طلب الانضمام إلى الدين المسيحي وقال إنه يتسلى بذلك)) :

من محمَّد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السموِّ الملكي أمير منطقة الرِّياض

سلَّمه الله

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبالإشارة إلى المعاملة المرفوعة إلينا من المحكمة الكبرى بالرِّياض برقم 4259/1 وتاريخ 20/8/1385 بخصوص قضية السَّجين عليّ.. الَّذي طلب برسالته الموجَّهة إلى صوت الإنجيل الانضمام إلى الدِّين المسيحيِّ.

فقد جرى منَّا الاطلاع عليها وعلى التَّحقيق المجرى معه من قِبَل الاستخبارات العامّة

ونفيد سموَّكم أنَّما صدر منه يعتبر رِدَّةً والعياذ بالله، ولكن قال في جوابه المرفق بالمعاملة بأنَّه يتسلَّى بما كتب ويقطع فراغه بهذا وأمثالِه وهو باقٍ على دينه الإسلام وعلى اعتقاده

(1)"فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم"(12/191-193) .مطبعة الحكومة بمكة المكرمة ط1.

ص: 131