المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

154- ‌ ‌المدرسة المنجائية وهي زاوية بالجامع الأموي تعرف بابن منجا قاله ابن - الدارس في تاريخ المدارس - جـ ٢

[النعيمي]

فهرس الكتاب

- ‌المدارس المالكية

- ‌الزاوية المالكية

- ‌ المدرسه الشرابيشيه

- ‌ المدرسه الصمصأميه

- ‌ المدرسه الصلاحيه

- ‌فصل مدارس الحنابله

- ‌المدرسة الجوزية

- ‌ المدرسة الجاموسيه

- ‌ المدرسة الحنبلية الشريفية

- ‌ المدرسة الصاحبيه

- ‌ المدرسة الصدرية

- ‌ المدرسة الضيائية المحمدية

- ‌ المدرسة الضيائية المحاسنية

- ‌ المدرسة العمرية الشيخية

- ‌ المدرسة العالمة

- ‌ المدرسة المسمارية

- ‌المدرسة المنجائية

- ‌فصل مدارس الطب

- ‌المدر سة الدخوارية

- ‌ المدرسة الدنيسرية

- ‌ المدرسة اللبودية النجمية

- ‌فصل الخوانق

- ‌الخانقاه الأسدية

- ‌ الخانقاه الاسكافية

- ‌ الخانقاه الأندلسية المشهورة

- ‌ الخانقاه الباسطية

- ‌ الخانقاه الحسامية

- ‌ الخانقاه الخاتونية

- ‌ الخانقاه الدويرية

- ‌ الخانقاه الروزنهارية

- ‌ الخانقاه السميساطية

- ‌ الخانقاه الشومانية

- ‌ الخانقاه الشهابية

- ‌ الخانقاه الشبلية

- ‌ الخانقاه الشنباشية

- ‌ الخانقاه الشريفية

- ‌ الخانقاه المعروفة بخانقاه الطاحون

- ‌ الخانقاه الطواويسية

- ‌ الخانقاه العزية

- ‌ خانقاه القصر

- ‌ الخانقاه القصاعية

- ‌ الخانقاه الكججانية

- ‌ الخانقاه المجاهدية

- ‌ الخانقاه النجيبية

- ‌ الخانقاه النحاسية

- ‌ الخانقاه النجمية

- ‌ الخانقاه الناصرية

- ‌ الخانقاه الناصريه

- ‌ الخانقاه النهرية

- ‌ الخانقاه اليونسيه

- ‌ خانقاه مجهولة

- ‌فصل الرباطات

- ‌الرباط البياني

- ‌ الرباط التكريتي

- ‌ رباط صفية

- ‌رباط زهرة ورباطات أخرى

- ‌فصل الزوايا

- ‌فصل الترب

- ‌فصل في ذكر المساجد بدمشق داخلها:

- ‌الذيل في ذكر الجوامع من ملحقات سيدي الوالد الماجد

الفصل: 154- ‌ ‌المدرسة المنجائية وهي زاوية بالجامع الأموي تعرف بابن منجا قاله ابن

154-

‌المدرسة المنجائية

وهي زاوية بالجامع الأموي تعرف بابن منجا قاله ابن شداد ثم قال: أول من ذكر الدرس بها زين الدين بن منجا ثم من بعده شمس الدين عبد الوهاب وهو مستمر بها إلى حين وضعنا هذا الكتاب انتهى. قال في العبر في سنة خمس وتسعين وستمائة: وابن المنجا العلامة زين الدين أبو البركات المنجا بن عثمان ابن أسعد بن المنجا التنوخي الدمشقي الحنبلي أحد من إنتهت إليه رياسة المذهب وأصوله مع التبحر في العربية والنظر والبحث وكثرة الصلاة والصيام والوقار والجلالة روى عن ابن المقير حضورا ومات في شعبان عن أربع وستين سنة انتهى. وقال ابن مفلح في طبقاته: منجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي الفقيه الأصولي المفسر النحوي زين الدين أبو البركات بن عز الدين بن القاضي وجيه الدين المذكور حضر على أبي الحسن بن المقير وجعفر الهمذاني وغيرهما وتفقه على أصحاب جده وأصحاب الشيخ موفق الدين وقرأ الأصول على كمال الدين التفليسي والنحو على ابن مالك وبرع في ذلك كله وأفتى وصنف وناظر وأنتهت إليه الرياسة لمذهبه بالشام وله تصانيف منها "شرح المقنع" وجلس في الجامع للاشتغال والفتوى نحو ثلاثين سنة متبرعا وكان حسن الأخلاق معروفا بالذكاء وصحة الفهم وسئل الشيخ جمال الدين ابن مالك عن شرح الالفية فقال: شرحها لكم ابن المنجا درس بعدة مدارس وأخذ عليه الفقه الشيخ تقي الدين بن تيمية وتقي الدين الزريراني1 وحدث فسمع منه ابن العطار والمزي والبرزالي توفي رحمه الله تعالى يوم الخميس رابع شعبان سنة خمس وتسعين وستمائة بدمشق انتهى.

تنبيه: وجدت بخط الشيخ تقي الدين الأسدي في تعداد مدارس الحنابله

1 شذرات الذهب 6: 89.

ص: 94

للحنافية والحنابلة حلقة الأوزاعي وللحنابلة حلقة السفينية وحلقة المحراب انتهى. والمحراب المشار إليه قال ابن كثير في سنة أربع عشر وستمائة في ترجمة العلامة عماد الدين المقدسي الحنبلي أخي الحافظ عبد الغني: وكان يؤم بمحراب الحنابلة مع الشيخ الموفق وإنما كانوا يصلون بغير محراب ثم وضع المحراب في سنة سبع عشرة وستمائة وكان يؤم الناس لقضاء الفوائت وهو أول من فعل ذلك وقال في سنة سبع عشرة: وفي هذه السنة نصب محراب الحنابلة بالرواق الثالث الغربي من جامع دمشق بعد ممانعة من بعض الناس لهم ولكن ساعدهم بعض الأمراء في نصبه لهم وهو الأمير ركن الدين المعظمي وصلى فيه الشيخ الموفق بن قدامة قلت: ثم رفع في حدود سنة ثلاثين وسبعمائة وعوضوا عنه بالمحراب الغربي عند باب الزيادة كما عوض الحنفية عن محرابهم الذي كان في الجانب الغربي من الجامع بالمحراب المجدد لهم شرقي باب الزيادة حين جدد الحائط الذي هو فيه في الأيام التنكزية على يد ناظر الجامع تقي الدين بن مراجل أثابه الله تعالى انتهى. وقال الأسدي في سنة أربع وتسعين وخمسمائة: سلامة بن إبراهيم بن سلامة المحدث تقي الدين أبو الخير الدمشقي الحداد والد أبي العباس أحمد سمع أبا المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال وعبد الخالق بن أسد الحنفي وعبد الله بن عبد الواحد العثماني وأبا المعالي بن صابر وجماعة ونسخ الكثير بخطه وكان فقيرا صالحا فاضلا ام بحلقة الحنابلة بدمشق مدة روى عنه الحافظ الضياء وابن خليل والشهاب القوصي وابن عبد الدائم وآخرون توفي رحمه الله تعالى في شهر ربيع الآخر في اوان سن الشيخوخة ودفن بسفح قاسيون قال الحافظ زين الدين بن رجب وابن نقطه الحافظ يعتمد على خطه وينقل عنه في استدراكه انتهى. وقال الصفدي سلامة بن إبراهيم بن سلامة محدث أبو الخير الدمشقي الحداد والد أبي العباس أحمد سمع أبا المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال وعبد الخالق بن أسد الحنفي وعبد الله بن عبد الواحد الكتاني أبا المعالي بن صابر وجماعة ونسخ الكثير بخطه وكان ثقة صالحا فاضلا أم بحلقة الحنابلة بدمشق مدة وكان يلقب تقي الدين روى عنه

ص: 95

الحافظ الضياء وابن خليل والشهاب القوصي وابن عبد الدائم وآخرون وتوفي رحمه الله تعالى سنة أربع وتسعين وخمسمائة انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة ثمان وسبعين وستمائة: وفيها توفي أبو العباس أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم الدمشقي الحداد الحنبلي ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة وكان أبوه إماما بحلقه الحنابلة فمات وهوصغير سمع سنة ستمائة من الكندي وأجاز له خليل البرزالي وابن كليب والبوصيري وخلق وعمر وروى الكثير توفي رحمه الله تعالى يوم عاشوراء وكان خياطا ودلالا ثم قرر بالرباط الناصري وأضر بآخره وكان يحفظ القرآن انتهى. وقال شيخنا ابن مفلح في طبقاته: محمد بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الواحد الشيخ الإمام شمس الدين بن الشيخ شهاب الدين المقدسي الأصلي ثم الدمشقي كان إماما بمحراب الحنابلة بجامع دمشق وحضر على ابن البخاري المسند والغيلانيات وسمع من جده لأمه تقي الدين الواسطي وابن عساكر وغيرهما وحدث وسمع منه الحسيني وابن رجب وذكراه في معجميهما توفي رحمه الله تعالى يوم السبت سابع عشر شعبان سنة تسع وخمسين وسبعمائة بسفح قاسيون ودفن به وهو أخو الشيخ الإمام العالم القاضي تقي الدين عبد الله المتوفي سنة أربع وأربعين وقد أهمله ابن رجب في الطبقات انتهى. وقال فيها أيضا: الحسن بن أحمد بن الحسن ابن عبد الله بن عبد الغني الشيخ الإمام بدر الدين المقدسي سمع من قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة وغيره وتفقه وبرع وأفتى وأم بمحراب الحنابلة بدمشق توفي رحمه الله تعالى بالصالحية ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة انتهى.

"فوائد" الأولى: قال الأسدي في تاريخه في سنة تسع عشرة وثمانمائة: في شهر ربيع الأول منها رابع عشرية وضع الكرسي بجامع بني أميه ليجلس عليه شاب حنبلي يقال له عبد الرحمن ممن أخذ عن الشيخ علاء الدين ابن اللحام وسكن بعد الفتنة في الصالحية وأظهر الزهد والتقشف وله شعر وصار داعية إلى اعتقاد ظاهر أحاديث الصفات وصار له اتباع بالصالحية ثم انتقل فصار يقرأ مواعيد بجامع يلبغا ثم أراد الانتقال إلى الجامع الأموي فقام أصحابنا الشافعية

ص: 96

كثر الله تعالى منهم عليه فحصل في ذلك كلام كثير وكان قاضي القضاة لينا في ذلك بسؤال الأمير محمد بن منجك في ذلك وهو ممن يميل إلى هذه الطائفة وآخر الأمر منع وكفى بالله الناس شره انتهى. والشيخ علاء الدين المشار إليه قال ابن مفلح في طبقاته: علي بن عباس الشيخ الإمام العلامة الأصولي علاء الدين الشهير بابن اللحام وشيخ الحنابلة في وقته اشتغل على الشيخ زين الدين ابن رجب وبلغني أنه أذن له في الإفتاء وأخذ الأصول عن الشيخ شهاب الدين الزهري ودرس وناظر واجتمع عليه الطلبة وأنتفعوا به وصنف في الفقه والأصول وناب في الحكم عن قاضي القضاة علاء الدين بن المنجا رفيقا لعمي الشيخ برهان الدين ثم ترك النيابة وتوجه إلى مصر وعين له وظيفة القضاء بها فلم يبرم ذلك واستقر يدرس بالمنصوريه إلى أن توفي في عيد الفطر سنة ثلاث وثمانمائة انتهى.

الثانية: قد قدمنا في المدرسة الجوزية أول حنبلي حكم بدمشق وأول حنبلي حكم بمصر شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن منصور الحراني الفقيه الأصولي المناظر باشر نيابة القضاء عن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز1 ثم لما ولي الشيخ شمس الدين بن العماد قضاء الحنابلة بها استنابه مدة ثم رجع وترك ذلك إلى دمشق فدرس الفقه في حلقة له بالجامع ويكتب بخطه على الفتوى وابتلى بالفالج قبل موته مدة أربعة أشهر وبطل شقه الأيسر وثقل لسانه توفي ليلة الجمعة بين العشاءين لست خلون من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وستمائة وصلي عليه بالأموي ودفن بباب الصغير انتهى. ورأيت في ترجمة موسى بن فياض بن عبد العزيز بن فياض الفندقي النابلسي أنه أجاز لجماعة منهم الشيخ شهاب الدين ابن حجي وأنه ولي قضاء حلب المحروسة في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة قال ابن حبيب: وباشر حاكما رابعا وكان مبادرا إلى الخير طارحا للتكلف جزيل الديانة والتعفف واستمر حريصا على المصلحة ومجدا في طلبها ولم نسمع أن قاضيا حنبليا قبله ولي بها

1 شذرات الذهب 5: 319.

ص: 97

انتهى. قال ابن مفلح: ثم أعرض عن وظيفة القضاء واستمر ولده شهاب الدين أحمد فيها ثم أقبل على العبادة إلى أن توفي في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بحلب المحروسة ودفن رحمه الله تعالى بها انتهى.

الثالثة: قد قدمنا فيها قيم الجوزية وأما قيم الضيائية فقال ابن مفلح في طبقاته: أحمد بن محمد بن عمر بن حسين الشيخ الصالح السيد الأيلي الشيرازي الأصلي ثم الدمشقي المعروف زغنش قيم الضيائية سمع من ابن البخاري وحدث قال الشيخ شهاب الدين بن حجي: وهو من الأخبار الصالحين وكان بيته في الضيائية موضع الباب الذي فتحه قاضي القضاة شرف الدين ابن قاضي الجبل وانتقل منه وترك الوظيفة ولم يزل كذلك حتى رأى من أولاده وأولاد أولاده مائة وهو جد صاحبنا المحدث شهاب الدين أحمد بن محمد ابن المهندس1 توفي يوم الأحد ثامن المحرم سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ودفن بتربة الموفق بالروضة عن نيف وتسعين سنة انتهى.

الرابعة: قد قدمنا فيها تراجم بني مفلح ولم نذكر ترجمة أكمل الدين وهو محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح بن مفرج الشيخ الإمام العالم المفتي الأصولي أكمل الدين أبو عبد الله محمد اشتغل بعد الفتنة ولازم والده ومهر على يديه وكان له فهم صحيح وذهن مستقيم سمع من والده والشيخ تاج الدين ابن بردس2 أفتى ودرس في حياة والده وبعد وفاته وناب في الحكم لشيخنا قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله وعين لقضاء الشام ولم ينبرم ذلك وكان له سلطة على الأتراك ووعظ ووقع له مناظرات مع جماعات من العلماء الأكابر وظهر النقل معه وكان يستحضر مسائل وفروعا من فنون شتى ويتدبر ما يقول ولكنه لم يواظب الاشتغال على ما هو المعهود وحصل له في سنة ثلاث وأربعين داء ألفالج وقاسي منه أهوالا ثم من الله تعالى عليه بالعافية ولكنه لم يتخلص من بالكلية توفي ليلة السبت سادس عشر شوال سنة ست وخمسين

1 شذرات الذهب 7: 41.

2 شذرات الذهب 7: 194.

ص: 98

وثمانمائة. وصلي عليه بالجامع المظفري وكانت جنازته حافلة حضرها النائب والقضاة والأعيان وغيرهم ودفن بالروضة على والده إلى جانب جده صاحب الفروع رحمهم الله تعالى قلت: تزوج بابنة زين الدين عمر بن ناصر الدين المزي واسمها مغل فاتت منه بالقاضي برهان الدين المار ذكره وكان له أختان اخريتان احداهما عائشة وهي أم محيي الدين الرجيحي انتهى.

الخامسة: وقف التزويج يعطي منه كل من تزوج من فقراء الحنابلة وهو بيد القاضي علاء الدين المرداوي ووقف الأعراض يعطي منه كل من أعرض كتابا على مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو بيد ابن عبادة ووقف المرادوة من أولاد العجوز وفقراء الجماعلين من الحنابلة وهو قرية كتيبة من بلاد حوران فرقت زمانا ثم تغلب عليها بنو عبد الملك ثم حكم بانتزاعها منهم القاضي محب الدين وإن النظر فيها الخطباء الجامع المظفري وفرقت سنة ثمان وسبعين وثمانمائة انتهى.

ص: 99