الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأمراء وشيخ الشيوخ وقتل أستاذ الدار محيي الدين وأولاده الثلاثة وذلك في سنة ست وخمسين وستمائة بظاهر سور كلف دار رحمة الله تعالى عليه وعليهم أجمعين وأموات المسلمين.
145-
المدرسة الجاموسيه
هي غربي العقيبة بدمشق لم أعرف واقفةا اخبر الصدر ابن القاضي علاء الدين علي بن مفلح رحمهم الله تعالى أن والده أخذ من ابن ناظر الصاحبة ورقه فيها أن والده ناظر الصاحبة قرر صدر الدين1 يعني جده رحمه الله تعالى وحكى النظام في وظيفة العمالة والقيامه الوقف على السادة الحنابلة قال شيخنا الجمال بن المبرد رحمه الله تعالى وقد تواترت الأخبار بذلك والوقف على المدرسة المذكورة وثلث الحانوت بالعقيبة الكبرى والبستان المعروف بالطبرزيه وجنينة الرصاص ومحاكرة الجنينة بمصاطب الطرق ومحاكرة البستان بقرية جسرين ومحاكرة تمرين الأمير وابن الرملي جوار المدرسة والمحاكرة جوارها بإسم ابن نور الدين والبستان فوق حمام الورد بيد أولاد نظام الدين انتهى.
1 شذرات الذهب 7: 170.
146-
المدرسة الحنبلية الشريفية
بالشين المعجمة عند القباقبيه العتيقة قال الذهبي رحمه الله تعالى في العبر في سنة ست وثلاثين وخمسمائة وشرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الحنبلي عبد الواحد بن محمد الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة بالشام بعد والده ورئيسهم وهو واقف المدرسة الحنبلية بدمشق توفي رحمه الله تعالى في صفر وكان ذا حرمة وحشمة وقبول وجلاله ببلده وقال رحمه الله تعالى في مختصر تاريخ الإسلام في سنة ست وثلاثين المذكورة وشيخ الحنابلة بدمشق واقف الحنبليه شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج رحمهم الله تعالى انتهى. ولا تغتر بقول ابن شداد حيث قال
مدرسة سيف الاسلام اخي صلاح الدين يوسف بن ايوب بالقرب من مدرسة الرواحية داخل باب الفراديس انتهى واما والد شرف الاسلام فقال الذهبي في العبر في سنة ست وثمانين واربعمائة والشيخ ابو الفرج الشيرازي عبد الواحد ابن محمد بن علي الواعظ الفقيه القدوة سمع بدمشق من ابي الحسن علي السمسار وابي عثمان الصابوني وتفقه ببغداد زمانا على ابي يعلي ونشر بالشام مذهب الامام احمد رضي الله عنه وتخرج به الاصحاب وكان اماما عارفا بالمذهب والفقه والاصول صاحب حال وعبادة وتأله وكان تتش صاحب الشام يعظمه لأنه كاشفه مرة توفي رحمه الله تعالى في ذي الحجة وفي ذريته مدرسون وعلماء انتهى وقال ابن مفلح في طبقاته عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي ثم الدمشقي الفقيه الواعظ المفسر شرف الاسلام ابن الشيخ الاسلام توفي والده رحمه الله تعالى وهو صغير فإشتغل بنفسه وتفقه وبرع وناظر وافتى واشتغل عليه جماعة كثيرون وكان فقيها بارعا وواعظا فصيحا وصدرا معظما ذا حرمة وحشمة وسؤدد ورياسة ووجاهة وجلالة وهيئة قال يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي سمعته بدمشق ينشد على الكرسي في جامعها وقد طالب وقته
سيدي علل الفؤاد العليلا
…
واحيني قبل ان تراني قتيلا
إن تكن عازما على قبض روحي
…
فترفق بها قليلا قليلا
وله تصانيف كثيرة منها المنتخب في الفقه مجلدان والمفرادات والبرهان في اصول الدين حدث عن ابيه ببغداد ودمشق وسمع منه ابو بكر ابن كامل وبني مدرسة بدمشق يقال لها الحنبلية وجرى له امور في بنائها توفي رحمه الله تعالى في ليلة الاحد سابع عشر صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة ودفن عند والده بمقابر الشهداء بباب الصغير انتهى
واما والده فقال فيه ايضا عبد الواحد بن محمد بن علي بن احمد الشيرازي
المقدسي الدمشقي الفقيه الزاهد ابو الفرج الانصاري السعدي شيخ الشام في وقته واختلف النسابون في نسبته والاشهر انه من ولد سعد بن عبادة تفقه على القاضي ابي يعلى ثم قدم الشام فسكن بيت المقدس ونشر مذهب الامام احمد رضي الله تعالى عنه فيما حوله ثم اقام بدمشق فنشر مذهب الامام احمد رضي الله تعالى عنه ايضا وتخرج به جماعة من الاصحاب وسمع بها من ابي الحسن علي بن السمسار وابي عثمان الصابوني واشتهر اسمه وحصل له القبول التام وكان اماما عارفا بالمذهب والاصول شديدا في السنة زاهدا عابدا متألها ذا احوال وكرامات وكان تتش صاحب الشام يعظمه ويقال انه اجتمع مع الخضر مرتين وكان يتكلم في عدة اوقات على الخاطر كما كان يتكلم ابن القرمي الزاهد وكان الشيخ ابو الفرج يدعو على بعض السلاطين المخالفين ويقول كم ارميه ولا تقع الرمية به فلما كان في الليلة التي هلك فيها قال لبعض اصحابه قد رميت فلانا وقد هلك فحسب فرأي هلاكه في تلك الليلة التي اشار اليها وله عدة تصانيف في الاصول والفقه توفي رحمه الله تعالى يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وثمانبن واربعمائة بدمشق ودفن بمقبرة باب الصغير وقبره مشهور يزار انتهى وهو الذي دفن الى جانبه الشيخ زيد الدين بن رجب رحمهما الله تعالى ثم قال ابن مفلح فيها عبد الملك بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الانصاري الشيرازي الدمشقي قال بهاء الدين بن شرف الاسلام تفقه ودرس وافتى وناظر وذكر ابو المعالي حمزة بن القلانسي وكان اماما فاضلا مناظرا مفتيا على مذهب ابي حنيفه واحمد بن حنبل رضي الله عنه وكان يعرف اللسان الفارسي مع العربي وهو حسن الحديث في الهزل والجد توفي يوم الاثنين سابع عشر شهر رجب سنة خمس واربعين وخمسمائة وكان له يوما مشهود ودفن جوار والده في مقابر الشهداء بالباب الصغير انتهى وقال فيها علي بن ابراهيم بن نجا ابن غنائم الانصاري الدمشقي الفقيه ابو الحسن علي سبط شيخ ابي
الفرج الشيرازي سمع درس خاله شيخ الاسلام وشرفه وتفقه عليه واكب على الوعظ واشتغل به وقال ناصح الدين حفظني خالي مجلس وعظ وعمري عشر سنين ثم نصب كرسيا في داره واحظر لي جماعة وقال تكلم فتكلمت فبكى وقال اول مجلس جلسته في بغداد في جامع المنصور ثم حكى مجلسه مبسوطا ثم قال ابن شداد اول من ذكر بها الدرس والد الناصح الحنبلي ثم من بعده ولده ناصح الدين ثم من بعده ولده سيف الدين ثم اخذها منه ابن عمر تاج الدين المعروف بقتال السباع الى ان توفي واخذها بعده زين الدين بن المنجا وهو مستمر بها الى الآن انتهى ووالد الناصح هو نجم الدين ابن عبد الوهاب ابن عبد الواحد بن محمد علي الشيرازي الاصل الدمشقي الانصاري الشيخ نجم الدين أبو العلاء بن شرف الاسلام ابن الشيخ ابي الفرج شيخ الحنابلة بالشام في وقته ولد سنة ثمان وتسعين وله اجازة من ابي الحسن علي ابن الزاغونى وغيره واشتغل وافتى ودرس وهو ابن نيف وعشرين وعاش هنيئا مرهقا لم يل ولاية من جهة السلطان وما زال محترما معظما ممتعا قويا ونقل من خط والده ناصح الدين كان الشيخ الموفق واخوه ابو عمر اذا اشكل عليهما شئ سألا والدي قال وخرج له ابو الخير سلامه بن ابراهيم بن الحداد مشيخه قال ولما مرض رحمه الله قال لا تحزن علي انا ما توليت القضاء ولا شحنكية ولا حبست ولا ضربت ولا دخلت بين الناس ولا ظلمت احدا فان كان لي ذنوب فبيني وبين الله تعالى عز وجل ولي ستون سنة افتي الناس والله ماحابيت في دين الله تعالى توفي في شهر ربيع الآخر ودفن بسفح قاسيون وشيعه خلائق هذا ما ذكره الاسدي في تاريخه ولم يذكر انه درس بها فليحرر كلام ابن شداد رحمه الله تعالى
وقال ابن مفلح في طبقاته في النون نجم الدين بن عبد الوهاب بن عبد
الوحد بن محمد بن علي الشيرازي ثم الدمشقي الانصاري الشيخ نجم الدين بن شرف الاسلام ابن الشيخ ابي الفرج شيخ الحنابلة في وقته سمع وافتى ودرس وهو ابن نيف وعشرين سنة الى ان مات رحمه الله تعالى وعاش هنيا مترفها لم يل ولايه من جهة سلطان وما زال محترما معظما ممتعا قويا وقال رحمه الله تعالى رايت الحق عز وجل في منامي فقال يا نجم اما علمتك وكنت جاهلا قلت بلى يا رب قال افما اغنيتك وكنت فقيرا قلت بلى يا رب قال اما امت سواك واحييتك وجعل يعدد النعم ثم قال اعطيتك ما اعطيت موسى بن عمران وهذا المنام قبل موته بسنه انتهى وكان الشيخ موفق الدين واخوه ابو عمر اذا اشكل عليهما شيء سألا والدي وخرج له ابو الخير سلامه بن ابراهيم الحداد مشيخه وذكر المنذري ان له اجازة من ابي الحسن علي بن الزغواني وغيره توفي رحمه الله تعالى في ثاني عشر شهر ربيع الاول سنة ست وثمانين وخمسمائة ودفن بسفح قاسيون وكان له عدة اخوه منهم بهاء الدين عبد الملك وقد مرت ترجمته قريبا ومنهم سديد الدين عبد الكافي قال ناصح الدين كان فقيها ماهرا وعظة في سياسة وكان يذكر الدرس في الحلقة مستندا الى خزانة ابيه وكان شجاعا مات بعد الثمانين وخمسمائة ودفن تحت مغاره الدم ومنهم الشيخ شمس الدين عبد الحق قال الناصح كان فقيها فاضلا عاقلا عفيفا حسن العشره كثير الصدقة سافر في طلب العلم وقرا الهداية ورحل الى بلاد العجم وراى آمد وخراسان ثم عاد الى دمشق ومات في جمادى الآخرة سنة احدى واربعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون ومنهم الشيخ شرف الدين محمد كان فقيها فرضيا يعرف القراآت ويعبر المنامات ويتجر ودفن رحمه الله تعالى بباب الصغير ومنهم الشيخ عز الدين عبد الهادي كان فقيها واعظا فاضلا شجاعا حسن الصوت بالقرآن شديدا في السنة شديد القوى حكي عنه انه بارز فارسا من الفرنج فضربه بدبوس فقطع ظهره وظهر الفرس فوقعا جميعا ويقال انه رفع الحجر الذي على بئر جامع دمشق فمشى به خطوات ثم رده الى مكانه وبنى مدرسه بمصر ومات رحمه الله قبل تمامها انتهى كلام
ابن مفلح ولم يذكر ايضا انه درس بها فتعين التحرير
واما والده ناصح الدين فقال الذهبي رحمه الله تعالى في تاريخه العبر في سنة اربع وثلاثين وستمائة والناصح بن الحنبلي ابو الفرج عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن الشيخ ابي الفرج الشيرازي الانصاري الحنبلي الواعظ المفتي ولد بدمشق سنة اربع وخمسين وبرز في الوعظ ورحل وسمع من شهدة وطبقتها وسمع بأصبهان من ابي موسى المديني وغيره وله خطب ومقامات وله تاريخ الوعاظ انتهت اليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين في ثالث المحرم انتهى وقال شيخنا ابن مفلح في طبقات الحنابلة عبد الرحمن ابن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الانصاري الشيرازي الفقيه الواعظ ناصح الدين ابو الفرج سمع من والده والقاضي ابي الفضل محمد بن الشهرزوري وعلي بن نجا وغيرهم رحمهم الله تعالى شرع في الاشتغال ورحل الى البلاد سمع ببغداد واصبهان والموصل من جماعة ودخل بلادا كثيرة واجتمع بفضلائها واشتغل ببغداد علي ابي الفتح ابن المني واشتغل بالوعظ وبرع فيه وحضر فتح بيت المقدس مع السلطان صلاح الدين ودرس بعدة مدارس منها الحنبلية مدرسة جده ودرس بالمسماريه دولا مع اسعد بن المنجا ثم اشتغل بها بنو المنجا بحكم ان نظرها لهم ثم بنت لهم الصاحبة وهي ربيعة خاتون مدرسة بالجبل تسمى الصاحبة فدرس بها فكان يوما مشهورا وحضرت الواقفه من وراء الستر وانتهت اليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين وكان يساميه في حياته وبينهما مراسلات حدث بدمشق وبغداد وغيرهما وكان له مصنفات وهو من بيت الحديث والفقه سمع منه النابلسي خالد وابن المنجا الحافظ توفي يوم السبت ثالث المحرم سنة اربع وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بيومه في تربتهم بسفح قاسيون انتهى قال الاسدي في تاريخه في سنة تسع عشرة وستمائه عبد الكريم ابن الفقيه نجم الدين بن نجم بن شرف الاسلام عبد الوهاب ابن الشيخ ابي
الفرج الانصاري السعدي العبادي الشيرازي الاصل الدمشقي الفقيه شهاب الدين ابو الفصائل ابن الحنبلي ولد سنة تسع وخمسين ورحل الى بغداد وسمع من نصر الله القزاز وغيره وبدمشق من ابي المعالي ابن صابر وحدث ودرس بمدرستهم روى عنه الشهاب القوصي وعمر ابن الحاجب وقال فقيه عالم عنده اقدام وشهامة الا انه كان يرى بالشر وكثرة الوقيعة في الناس قال ابو شامة رحمه الله تعالى هو اخو البهاء والناصح وهو اصغرهم وكان ابرعهم في الفقه والمناظرة والدعاوى والبينات لكنه كان متعصبا على شيخنا ابي الحسن على السخاوي وجرت بينهما امور توفي رحمه الله تعالى في شهر ربيع الاول انتهى
وقال ابن مفلخ في طبقاته عبد الكريم بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الفقيه ابو الفضل سمع ببغداد من نصر الله القزاز واجاز له الحافظ ابو موسى المديني وتفقه وبرع وافتى وناظر ودرس بمدرسة جده وقال ابن الساعي في تاريخه رحمه الله تعالى كان فقيها فاضلا خيرا عارفا بالمذهب والخلاف واجاز للمنذري توفر رحمه الله تعالى في سابع شهر ربيع الاول سنة تسع عشرة وستمائة ودفن من الغد بسفح قاسيون انتهى
وقال الذهبي رحمه اللع تعالى في سنة سبع وستين وستمائة والتاج مظفر بن عبد الكريم بن نجم الحنبلي الدمشقي مدرس مدرسة جدهم شرف الاسلام روى عن الخشوتمي وحنبل ومات فجأة في صفر وله ثمان وسبعون سنة وكان مفتيا عارفا بالمذهب حسن المعرفه انتهى وقال الذهبي ايضا رحمه الله تعالى في مختصره في سنة اثنتين وسبعين وستمائة ويحيى بن الناصح عبد الرحمن بن نجم ابن الحنبلي الانصاري سيف الدين سمع حضورا من الخشوعي وبه ختم حديثه وسمع من حنبل وجماعة توفي رحمه الله تعالى في سابع عشر شعبان انتهى وقال ابن مفلح في طبقاته يحيى بن عبد الرحمن بن نجم الحنبلي الشيخ
الامام سيف الدين بن الناصح سمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وغيرهم بدمشق والموصل وبغداد وهو آخر من حدث بالسماع من الخشوعي وحدث بمصر ودمشق سمع منه العلامة تاج الدين الفزاري واخوه شرف الدين والحافظ الدمياطي وابن العطار وجماعه توفي رحمه الله تعالى في سابع عشر شوال سنة اثنتين وسبعين وستمائة انتهى
وسياتي ذكر ولده يوسف في المدرسه الصاحبيه وقال السيد الحسيني رحمه الله تعالى في ذيل العبر في سنة خمس وتسعين فيمن توفي فيها من الاعيان الشيخ زين الدين بن المنجا الشيخ الامام العالم العلامه مفتي المسلمين الصدر الكامل زين الدين ابو البركات بن المنجا ابن الصدر عز الدين ابي عمرو عثمان بن اسعد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي شيخ الحنابلة وعالمهم ولد سنة احدى وثلاثين وستمائة وسمع الحديث وتفقه وبرع في فنون من العلم كثيرة من الاصول والفروع والعربيه والتفسير وغير ذلك وانتهت اليه رئاسة المذهب وصنف في الاصول وشرح المقنع وله تعاليق في التفسير وكان قد جمع له بين حسن السمت والديانة والعلم والوجاهة وصحة الذهن والتعليق والمناظرة وكثرة الصدقه ولم يزل يواظب على الجامع للاشتغال متبرعا حتى توفي يوم الخميس رابع شعبان وتوفيت معه زوجته ام محمد بنت صدر الدين الخجندي واسمها ست البهاء وصلي عليهما جملة بعد الجمعه بجامع دمشق وحملا جميعا الى سفح قاسيون شمالي الجامع المظفري تحت الروضه فدفنا في تربة واحدة رحمهما الله وهو والد قاضي القضاة علاء الدين علي وكان شيخ المسماريه ثم وليها بعده شرف الدين ولده وعلاء الدين علي وكان شيخ الحنبلية فدرس بها بعده الشيخ تقي الدين بن تيميه رحمهما الله تعالى كما ذكرنا في الحوادث انتهى وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في سنة خمس وتسعين وسبعمائة وفي يوم الاربعاء سابع عشر شعبان درس الشيخ الامام العلامه شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيميه الحراني رحمه الله تعالى بالمدرسة الحنبليه عوضا عن الشيخ زين الدين ابن المنجا توفي الى
رحمة الله تعالى وعفوه ونزل ابن تيميه عن حلقة العماد ابن المنجا لشمس الدين ابن الفخر البعلبكي رحمهم الله تعالى انتهى وقد مرت ترجمة الشيخ تقي الدين هذا في دار الحديث السكريه ثم قال ابن كثير في سنة سبع عشرة وسبعمائة في شوال وفيه درس الشيخ شرف الدين ابن تيميه رحمه الله تعالى بالحنبليه عن اذن اخيه له في ذلك بعد وفاة اخيهما لامهما بدر الدين قاسم بن محمد بن خالد ثم سافر الشيخ شرف الدين الى الحج فحضر الشيخ تقي الدين الدرس بنفسه وحضر عنده خلق كثير من الاعيان وغيرهم حتى عاد اخوه وبعد عوده ايضا انتهى وقال في سنة ست وعشرين وسبعمائة وفي يوم الاربعاء عاشر ذي القعدة درس بالحنبليه القاضي برهان الدين ابراهيم بن احمد بن هلال الزرعي الحنبلي عوضا عن شيخ الاسلام ابن تيميه فحضر عنده القاضي الشافعي جلال الدين القزويني وجماعة من الفقهاء وشق ذلك على كثير من اصحاب الشيخ تقي الدين انتهى
وقال الحافظ شمس الدين الحسيني رحمة الله تعالى في ذيل العبر في سنة ست واربعي وسبعمائة وفي منتصف جمادى الاولى مات شيخنا الرئيس الامام عز الدين محمد بن احمد بن المنجا التنوخي الحنبلي محتسب دمشق وناظر الجامع حضر زينب بنت مكي وكان رجلا خيرا دمث الاخلاق ذا اشارة وبزة حسنة وسيما جيدا مجتهدا في لف العمامة ودرس بعده بالحنبليه عز الدين حمزه ابن شيخ السلاميه وولي الحسبة عماد الدين ابن الشيرازي انتهى
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة قطب الدين موسى بن احمد بن الحسين ابن شيخ السلاميه ناظر الجيوش الشاميه كانت له ثروة واموال كثيره وله فضل وافضال وكرم واحسان إلى اهل الخير وكان مقصدا في المهمات توفي رحمه الله تعالى في يوم الثلاثاء ثاني ذي الحجة وقد جاوز السبعين ودفن بتربتة تجاه الناصريه بقاسيون وهو والد الشيخ الامام العلامه عز
الدين حمزة مدرس الحنبلية انتهى قال الصفدي رحمه الله تعالى حمزة بن موسى الشيخ الامام العالم الفقيه الحنبلي عرف نسبة الى الفتح بن خاقان وزير المتوكل عز الدين ابن القاضي قطب الدين ابن شيخ السلاميه يأتي والده وذكره ان شاء الله تعالى في حرف الميم مكانه سالته عن مولده فقال سنة ست عشرة وسبعمائة توفي والده وهو في الجيش يباشر مشارفه الجيوش بدمشق ثم ان الامير سيف الدين دنكز اخذ منه مبلغ مائة الف درهم فيما اظن من غير ذنب ولا جناية لكن نقم على والده من غير انزعاج ولا اكراه ثم ترك الخدم واقبل على العلم وزهد في المناصب واعرض عنها اعراضا كليا واكب على الاشتغال والمطالعة الى ان برع في المذهب والخلاف وصار علامة في المنقول ومعرفة مذاهب الناس وتولى تدريس الحنبلية التي عند الرواحية داخل باب الفراديس وشرح مراتب الاجماع لابن حزم في عشرة اسفار واستدرك عليه قيودا اهملها وحسبك بمن يستدرك على الحافظ ابن حزم وشرح احكام الشيخ مجد الدين بن تيميه رحمهما الله تعالى في مجلدات كثيرة انتهى
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى في الطبقات حمزة بن موسى بن احمد بن الحسين بن بدران الشيخ الامام العلامة عز الدين ابو يعلي المعروف بابن شيخ السلامية سمع من الحجار وتفقه على جماعة ودرس بالحنبلية وبمدرسة السلطان حسن بالقاهرة وافتى وصنف تصانيف عدة منها على اجماع ابن حزم استدراكات جيده وشرح على احكام المجد بن تيميه قطعة صالحة وكان له اطلاع جيد ونقل على مذاهب العلماء المعتبرين واعتنى جيدا بنصوص الامام احمد رضي الله عنه وعلى فتاوى الشيخ تقي الدين بن تيميه وله فيه اعتقاد صحيح وقبول لما يقوله وينصره ويوالي عليه ويعادي فيه قال شيخنا الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة رحمه الله تعالى ووقف درسا بتربتة بالصالحية وكتبا وعين لذلك الشيخ زين الدين بن رجب رحمه الله تعالى توفي ليلة الاحد
حادي عشرين ذي الحجة سنة تسع وسبعمائة ودفن عند والده وجده عند جامع الافرم بتربته رحمه الله تعالى انتهى وقال ايضا فيها عبد الرحمن بن احمد ابن رجب بن الحسين بن محمد بن مسعود الشيخ العلامة الحافظ الزاهد شيخ الحنابلة زين الدين ابو الفرج ابن الشيخ الامام المقري المحدث شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي قدم مع والده وهو صغير واجاز له ايضا الامام النواوي رحمه الله تعالى وسمع بنفسه بمكة المشرفة على الفخر عثمان بن يوسف واشتغل بسماع الحديث بإعتناء والده وسمع من ابن الخباز وابن العطار بدمشق وعن الميدومي بمصر ومن جماعة من اصحاب ابن البخاري رحمهم الله تعالى وله تصانيف شتى مفيدة منها شرح الترمذي وشرح اربعين الامام النواوي وشرع في شرح البخاري سماه فتح الباري في شرح البخاري ونقل فيه كثيرا من كلام المتقدمين وله اللطايف في الوعظ واهوال القبور والقواعد الفقهيه تدل على معرفة تامه بالمذهب وله ذيل على طبقات الحنابلة وغير ذلك ودرس بالحلقات الثلاث والمدرسة الحنبلية وكان لا يعرف شيئا من امور الناس ولايتردد الى احد من ذوي الولايات وكان يسكن المدرسة السكريه بالقصاعين توفي رحمه الله تعالى ليلة الاثنين رابع شهر رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائه بأرض الحميريه ببستان كان استأجره وصلي عليه من الغد ودفن بباب الصغير الى جانب قبر الشيخ ابي الفرج الشيرازي انتهى يعني بصفة الشهداء شرقي قبر معاوية رضي الله عنه بينه وبينه مقدار عشرة اذرع ووصفه جماعة من اشاعرة الشافعيه بالعبد الصالح رحمه الله تعالى ثم درس بها قاضي القضاة شمس الدين النابلسي وقد مرت ترجمته في المدرسة الجوزيه انتهى
وقال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة رحمه الله تعالى في شوال سنة خمس عشرة وثمانمائة في ذيله تقي الدين عبد الله ابن قاضي القضاة شمس الدين ابن التقي الحنبلي درس بالحنبلية وافتى ثم ولي بعد الفتنة قضاء نابلس مدة طويلة ومعلوم القضاء هناك ضعيف جدا وكان يطلب من النواب وغيرهم لا سيما ممن يعرف والده ولما كان في هذه السنة جاء الى دمشق واقام بها وكان
غالب اقامته بجامع دنكر وقيل انه كان ينتظر ان يحصل منه له شئ فمات بدمشق في خامسه او سادسه وكان عاريا من العلم جدا ولسانه ثقيل جدا لا يكاد يفهم كلامه وقيل انه كان عفيفا في القضاء ولم مات وجد له شئ من الدنيا ولم يظهر فقيرا على ما كان يظن به وقد غلب عليه الشيب انتهى وقال في ذي القعدة سنة اربع وعششرين وثمانمائة وممن توفي في هذا الشهر جلال الدين محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين ابي عبد الله محمد ابن الفقيه تقي الدين عبد الله بن شمس الدين المعروف والده بابن التقي الحنبلي توفي والده في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وهذا صغير فكتب بإسمه واسم اخيه الكبير تدريس الحنبلية وغيره ثم اخرج عنهما تدريس الحنبليه واشتغل هذا يسيرا وناب عن اخيه في قضاء طرابلس مدة وكان عنده سذاجه وانجماع عن الناس توفي رحمه الله تعالى يوم الاثنين سادسه بقرية المنصورة وقف الحنابلة خرج ابو القاسم فمات هناك شبه الفجأة ودفن هناك انتهى ثم ولي تدريسها ونظرها قاضي القضاة برهان بن مفلح وقد مرت ترجمته في المدرسة الجوزية فوائد
الاولى قال الاسدي رحمه الله تعالى في ترجمة الحافظ عبد القادر الرهاوي في سنة اثنتي عشرة وستمائة وكتب بخطه الكثير من الكتب والاجزاء واقام بدمشق بمدرسة ابن الحنبلي مدة حتى نسخ تاريخ ابن عساكر انتهى وبسط ترجمته وفيها فوائد كثيرة
الثانيه سراج الدين ابو حفص عمر بن علي بن موسى ابن خليل البغدادي الازجي الفقيه المحدث رحل الى دمشق فقرا صحيح البخاري على الحجار بالحنبلية وحضر قراءته الشيخ تقي الدين بن تيميه وخلق كثير توفي مطعونا في طريق الحج قبل دخوله الى الميقات ودفن بتلك المنزله ومعه نحو خمسين نفسا سنة تسع واربعين وسبعمائة لخصته من طبقات الحنابلة لابن مفلح رحمه الله تعالى
الثالثه الوقف عليها البستان والحصة في الحولة والارض في جهة حلبون