الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قدرة الله الكاملة وإرادته الشاملة
وخلقه ومشيئته
وقد قرر الشيخ هذا المقام، فقال مقررا، مكررا للمعاني بعبارات مختلفة، لأن المقام مهم جدا:
15-
فما شاء مولانا الإله، فإنه
…
يكون وما لا لا يكون بحيلة
16-
وقدرته لا نقص فيها، وحكمه
…
يعم. فلا تخصيص في ذي القضية
17-
أريد بذا أن الحوادث كلها
…
بقدرته كانت، ومحض المشيئة
18-
ومالكنا في كل ما قد أراده
…
له الحمد حمدا يعتلي كل مدحة
19-
فإن له في الخلق رحمته سرت
…
ومن حكم فوق العقول الحكيمة
20-
أمورا يحار العقل فيها إذا رأى
…
من الحكم العليا وكل عجيبة
الشرح:
يعني: أنه ما شاء الله كان، لا مانع من كونه ووجوده إذا شاءه الله.
وما لم يشأ لم يكن، فلا يدرك بحيلة، ولو اجتمع عليه جميع الخلق.
* وفي حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم: قال: "
…
واعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك "1.
فقدرة الباري تعالى كاملة لا نقص فيها.
حدثت جميع الحوادث، ووجدت الموجودات بها وبمشيئته.
وله في ذلك الخلق والإيجاد كمال الحكمة، وسعة الرحمة؛ التي تحار العقول في كثرتها، وسعتها وعظمتها.
وهو المحمود تعالى على ذلك كله.
1 حديث صحيح: وهو جزء من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس؛ رواه أحمد (1/293) والترمذي (2516) بإسناد حسن لا بأس به، وراجع طرقه في التعليق على نور الاقتباس بتحقيقنا.
قال الحافظ ابن رجب: "تضمن هذا الحديث وصايا عظيمة، وقواعد كلية من أهم أمور الدين وأجلها؛ حتى قال الإمام أبو الفرج في كتابه صيد الخاطر: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، ثم قال: فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث، وقلة الفهم لمعناه"اهـ