الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاعتراض عن الله فيما يشاء هو الذي أضل عقول الخلق وعلى رأسهم المجوس ومن تابعهم
36-
وقولك: لم شاء الإله؟ هو الذي
…
أزل1 عقول الخلق في قعر حفرة
37-
فإن المجوس القائلين بخالق
…
لنفع، ورب مبدع للمضرة
38-
سؤالهم عن علة الشر2، أوقعت
…
أوائلهم في شبهة الثنوية
الشرح
يعني: أن هذا السؤال الذي مضمونه الإعراض على الله ومضمونه أيضا الدخول فيما ليس للعقل سبيل إليه لم يزل يضل عقول الخلق ويلقيهم في الهلاك.
وهو الذي أوقع المجوس القائلين: إن الخالق اثنان خالق الخير هو الله، وخالق الشرور هو الشيطان. فأشركوا بالربوبية بعد شركهم في الإلهية فكانوا يعبدون النار، ويستحلون المحارم.
فزاد شركهم على المشركين:
- من جهة استحلال المحارم.
- ومن جهة اعتقادهم: أن إبليس خالق الشر.
1 في الأصل: "أضل" وما أثبته من (س) والفتاوى والعقود.
2 في الأصل و (س) والفتاوى: "السر" بالسين وما أثبته من العقود.
فجعلوا رب العالمين اثنين؛ ولهذا يقال لهم: الثنوية1.
والذي أوقعهم في هذا الشر العظيم الذي لم يصل إليه المشركون هذا السؤال؛ فقالوا: كيف يخلق الله الشر؟!
فعلينا أن ننزه الله عن خلق الشر، فأتوا بهذه الطامة الكبرى، والمقالة الشنعاء.
يقول الشيخ رحمه الله: "فهؤلاء المشككون الذين يقولون: كيف يقدر الله علينا الكفر والمعاصي، ويعذبنا على ذلك؟ قد تابعوا في اعتراضهم، كل كفار عنيد من (المجوس الثنوية) .؛ وكذلك من هم أعظم منهم شرا وجرما ملاحدة الفلاسفة"
1 راجع الكلام على التنويه الذين يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان في: أصول الدين للبغدادي (53، 54) الملل والنحل للشهرستاني (2/72-91) واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص (86-89) والتدمرية لابن تيمية (178) .