الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلق الله للعبد مشيئة يتمكن بها من كل ما يريد
ولهذا قرر الشيخ هذا المقام بقوله:
111-
وحكمته العليا اقتضت ما اقتضت
…
فروق1 بعلم ثم أيد ورحمة
112-
يسوق أولي التعذيب بالسبب الذي
…
يقدره نحو العذاب بعزة
113-
ويهدي أولي التنعيم نحو نعيمهم
…
بأعمال صدق، في رجاء وخشية
114-
وأمر إله الخلق بين2 ما به
…
يسوق أولي التنعيم نحو السعادة
115-
فمن كان من أهل السعادة أثرت
…
أوامره فيه بتيسير صنعة
116-
ومن كان من أهل الشقاوة لم يبل3
…
بأمر ولا نهي بتيسير 4 شقوة
117-
ولا مخرج للعبد عما به قضي
…
ولكنه مختار حسن وسوأة
1 في الفتاوى والعقود: "الفروق".
2 في العقود: "تبين".
3 في الفتاوى والعقود: "لم ينل".
4 في العقود: "بتقدير".
118-
فليس بمجبور عديم إرادة1
…
ولكنه شاء بخلق الإرادة2
الشرح:
يعني: أن حكمة الرب العليا اقتضت افتراق العباد: بالعلم والجهل والعمل والكسل. والنعيم وضده.
وذلك: بحسب عملهم بالأسباب النافعة أو الأسباب الضارة.
فإن الله دعا إلى دار السلام، وبين طريقها، وأعمال البر الموصلة إليها التي مرجعها إلى ثلاثة أمور:
1-
تصديق خبر الله ورسوله.
2-
وامتثال أمر الله ورسوله، واجتناب نهيهما.
3-
وأمر العباد بسلوكها.
وأخبر بما لهم عنده من الكرامة.
*فمن كان من أهل السعادة: يسره لعمل أهل السعادة، وحبب إليه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، فسار يحسن طريقه إلى سعادته الأبدية.
ومن كان من أهل الشقاوة: لم يبال بأمر الله ولا نهيه، بل كذب
1 في المطبوعة: "بردة" وفي الفتاوى والعقود: "بالإرادة" وما أثبته من (س) .
2 سقط من العقود الشطر الأول من هذا البيت، وكذا سقط الشطر الثاني من البيت الذي قبله.
وتولى، فاستحق العذاب بجرمه وذنوبه.
بين الله له الهدى، وأمره بسلوكه فأدبر وتولى، فولاه الله ما تولى لنفسه، ووكله إليها. ومن وكل إلى نفسه الأمارة بكل سوء، الظالمة الجاهلة: فقد هلك، وذلك بما كسبت يداه، ليس بمجبور على ذلك ولا مكروه ولا مقسور، بل هو مختار مسرف كفور.