الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول وندع العمل؟
فقال: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 1 (الليل:5-10)
فبين صلى الله عليه وسلم أن السعادة والشقاوة وإن كانت مقدرة مفروغا منها.
فإن الله قدرها بأسبابها، وهو أن الله ييسر أهل السعادة لليسرى، بما فعلوه من الأسباب الثلاثة: وهي قوله: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} وأنه ييسر أهل الشقاوة للعسرى، بما فعلوه من الأسباب الثلاثة وهي:{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
1 البخاري (1362) ، (4946)(4949) ومسلم (2647)(6) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
مشيئته تعالى لا تنافي ما جعله من الأسباب الدنيوية والأخروية
ومشيئته تعالى لا تنافي ما جعله من الأسباب الدنيوية والأخروية.
فقد أخبر في عدة آيات: أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
وفي آيات أخر أخبر بالأسباب التي تنال بها هداية الله، ويستحق بها العبد أن يبقى على ضلاله.
* كقوله: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} [المائدة: 16] .
* وكقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] .
* وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً} [لأنفال:29]
* وقوله: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]
* وقوله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]
* وقوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} [البقرة: 10]
* وقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110]
* وقوله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف:36]
وهذه الآيات فيها من أسرار القدر في هداية من يهديه وإضلال من يضله ما شهد لله بكمال الحكمة والحمد.
وكذلك أخبر في عدة آيات أنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وفي آيات أخر أخبر عن الأسباب التي تنال بها مغفرة الله مثل قوله: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طه:82]
والأسباب التي يستحق بها العذاب مثل قوله: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [طه:48]
وكذلك أخبر في آيات كثيرة: أنه يرزق لمن يشاء، ويوسع الرزق على