الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمثلة أخرى للرد على المحتجين بأقدار الله على المعاصي
ثم قال:
70-
ويكفيك نقضا: ما بجسم ابن آدم
…
صبي، ومجنون، وكل بهيمة:
71-
من الألم المقضي من1 غير حيلة
…
وفيما يشاء الله أكمل حكمة
72-
إذا كان في هذا له حكمة، فما
…
يظن بخلق الفعل، ثم العقوبة؟
73-
فكيف2، ومن هذا عذاب مولد
…
عن الفعل، فعل العبد عند الطبيعة؟
74-
كآكل سم، أوجب الموت أكله
…
وكل بتقدير لرب المشيئة3
75-
فكفرك يا هذا؛ كسم أكلته
…
وتعذيب نار. مثل جرعة غصة
76-
ألست ترى في هذه الدار من جنى
…
يعاقب. إما بالقضا. أو بشرعة؟
1 في الفتاوى والعقود: "في".
2 في الفتاوى والعقود: "وكيف".
3 في الفتاوى والعقود: البرية"".
77-
ولا عذر للجاني بتقدير خالق
…
كذلك في الأخرى بلا مثنوية
الشرح:
يعني: أنه يكفيك نقضا لقولك، وإبطالا له: أن الله تعالى يقضي بحكمته الآلام على غير المكلفين، من الصبيان والمجانين والبهائم.
وهذه الآلام من لوازم الطبيعة: فلا تنفك الطبائع إلا أن تكون على هذه الصفة، تكون صحيحة ومريضة، ومرتاحة ومتألمة، بحسب ما يعرض للطبيعة من استقامة وانحراف.
فإذا كانت أسباب الآلام، إذا وجدت، تولدت عنها الآلام، وترتبت عليها الأسقام، كمن أكل سما ترتب عليه الهلاك، أو ألقى نفسه في نار أو مهلكة، لابد أن يترتب عليه مقتضاه وأثره.
فإذا كنت لا تعذر من أكل سما أو ألقى نفسه في التهلكة، وتنسب هلاكه إلى عمله، فالكفر والمعاصي كذلك، بل أبلغ، لأن آكل السم والملقي نفسه بالهلكة، ربما يعرض بعض العوارض المانعة من الهلاك. بخلاف الكفر وتوابعه، فإن آثاره مترتبة عليه قطعا، إلا إذا رفعها العبد بتوبة نصوح.
ومما يؤيد هذا: أنك تشاهد في هذه الدار عقوبات الباغين والظالمين والمعتدين، عقوبات يشاهدها كل أحد:
العقوبات القدرية
* إما عقوبات قدرية: يوقعها الله بالمجرمين، كما أهلك الأمم السابقة بالعقوبات المتنوعة؛ وكما يشاهده من سبر أحوال الخلق، وتتبع ما جرياتهم وكيف كانت عواقب الباغين والمجرمين أشنع العواقب.
العقوبات الشرعية
* وإما عقوبات شرعية: يقتل القاتل، ويقطع السارق ويقام الحد بالرجم أو الجلد على الزنى ويجلد الشارب للخمر ويعذر في كثير من المعاصي.
فهل تقول أيها المعتذر على العاصين بالقدر: إن جميع هؤلاء قد ظلمهم الله حيث أوقع بهم هذه العقوبات، وحيث أحل بهم المثلات؟
فإن قلت ذلك: فقد بلغت من عداوة الله وعداوة رسله، ومحاربة الله مبلغا ما بلغه أحد.
وإن رجعت إلى الحق وقلت: إن هذه العقوبات القدرية والشرعية هي عدل الله بين عباده، وهي حكمنه التي وضعها الله موضعها وجعلها في محلها اللاحق بها؛ وليس لهؤلاء الجناة المعاقبين عذر بل أصابهم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير.
فالرجوع إلى الحق أحق. وبذلك وغيره؛ يتضح بطلان الاعتذار بالقدر عن المجرمين.