الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متوفرة، وأمره أن يذهب إلى أرض كذا وكذا؛ لأن فيها قومًا صالحين ليعبد الله معهم، فأمره بالبعد عن سبب المعصية، والاقتراب من سبب الطاعة.
(3)
العزم على عدم العودة؛ أن تنوي نية حقيقية صادقة ألا تعود إلى الذنب؛ لأن في الرجوع إلى الذنب هلاكك؛ لأنه قد يكون في رجوعك إليه سقوطك من عين الله .. إنك إذا رجعت إلى الذنب قد تموت عليه فتلقى الله عاصيًا، فانهض إلى طاعة ربك وأتبع السيئات الحسنات، ولا تلتفت بقلبك إلى الذنب، واحذر أن تقع فيه؛ بل اعزم على عدم العودة إليه أبدًا.
الوصية السادسة: هدنة مع طول الغياب خارج المنزل وكثرة الارتباطات والمواعيد واللقاءات:
ابدأ في التقليل من الخروج وكثرة الارتباطات والمواعيد واللقاءات .. تفرغ في رمضان لعبادة ربك، لمعالجة نفسك والعمل على تهذيبها، أنت في فترة عناية مركزة للقلب، لماذا تكثر الخروج من البيت؟، تشتري كذا وتزور فلانًا وتكلم فلانًا، يمكنك أن تشتري حاجيات رمضان قبل دخوله حتى لا تنشغل بغير العبادة، يمكنك أن تشتري ملابس العيد قبل دخول رمضان وتتركها حتى العيد، الأشياء الأخرى التي تريدها في العيد اشترها من الآن.
سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجاة فقال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك"(1) ..
الوصية السابعة: هدنة مع كثرة النفقات والتبذير:
شُرع الصيام للتقلل من الطعام والشراب؛ ولكن للأسف الشديد! تجد الناس ينفقدن في الطعام والشراب في رمضان ما لا ينفقون في غيره!! والتبذير
(1) أخرجه الترمذي (2406)، وصححه الألباني (2741) في "صحيح الترغيب والترهيب".
ليس من أخلاق المؤمنين، بل هو من صفات الشياطين، قال تعالى:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26 - 27]، وقد أمرنا ربنا بالاعتدال في الإنفاق وحرم التبذير فقال:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]، ويمكن أن تتفق مع الأسرة على أمور:
(1)
الاتفاق على صدقة:
والصدقة برهان على صدق المرء في إيمانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"(1)، فاتفق على أن تتصدق كل يوم ولو بشيء قليل؛ فإن الله يضاعفه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يقبل الصدقة من أحدكم فيربيها له كما يربي أحدكم مهره حتى تكون اللقمة مثل الجبل"(2)، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها لما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما بقي من الشاة؟ "، قالت: كتفها، قال صلى الله عليه وسلم:"بقيت كلها إلا كتفها"(3)، تصدق أنت مرة، وأعط زوجتك هي الأخرى، وأعط ولدك يتصدق؛ لكي يتعود على العطاء والبذل، والله يضاعف لمن يشاء.
(2)
إفطار الصائمين:
اجتهد أن تُفَطِّر صائمًا أو صائمين أو ثلاثة أو عشرة كل يوم قدر استطاعتك؛ فإن لك مثل أجره كل يوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من فطَّر صائمًا فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء"(4)، أبرم مع الله عقد
(1) أخرجه مسلم (223).
(2)
أخرجه مسلم (1014).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 50)، وصححه الألباني (2544) في "السلسلة الصحيحة".
(4)
أخرجه أحمد (4/ 114)، وصححه الألباني (6415) في "صحيح الجامع".