الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - التكرير:
لغة: إعادة الشيء مرة بعد أخرى.
واصطلاحًا: ارتعاد رأس اللسان - اهتزازها - عند النطق بالحرف.
17 - التفشي:
لغة: الانتشار والانبثاث، وقيل: معناه لغة: الاتساع، يقال: تفشت القرحة، إذا اتسعت.
واصطلاحًا: انتشار الريح في الفم عند النطق بالشين، حتى يتصل بمخرج الظاء المشالة (1).
18 - الاستطالة:
لغة: الامتداد.
واصطلاحًا: امتداد الصوت من أول إحدى حافتي اللسان إلى آخرها.
فائدة:
الفرق بين الاستطالة والمد
- مع أن في كل منهما امتداد -: أن الاستطالة امتدادُ الحرف في مخرجه المحقَّق، مع انحصاره فيه، وأما المدّ فهو امتداد الصوت عند النطق بحروفه دون انحصار في المخرج، إذ ليس له مخرج محقَّق حتى ينحصر فيه، بل مخرجه مقدّر، فلا ينقطع المد إلا بانقطاع الهواء.
هذا وقد أوصل الإمام مكي بن أبي طالب في كتابه "الرعاية"(2) صفات الحروف إلى أربع وأربعين صفة، وعدّ منها الثماني عشرة صفة السابقة وأضاف:
(1) الظاء المشالة هي المعجمة، وسميت مشالة تفريقًا بينها وبين الضاد المعجمة؛ لأن الظاء تكتب بوضع ألف عند ملتقى طرفيها هكذا (ظ) بخلاف الضاد، والشَّوْل في اللغة: الرَّفع، ويقال: شالت الناقة ذنبها، إذا رفعته. فكتابة الألف عند طرف الظاء هو بمثابة الشوْل.
(2)
ص: 115 - 144.
1 -
صفة الجرس:
وتوصف بها الهمزة، فيقال: الهمزة حرف جرس، وصفت بذلك لأن الصوت يعلو عند النطق بها، ولذلك استثقلت في الكلام فجاز فيها: التحقيق، والتخفيف، بالبدل، والحذف، والتسهيل، إلى غير ذلك.
والجرس في اللغة: الصوت، وجميع الحروف وإن كن يصوت بها عند النطق، ولكن للهمزة مزية على غيرها في ذلك.
2 -
صفة الهتف:
وتوصف بها الهمزة أيضًا فيقال: الهمزة حرفٌ مهتوف، وصفت بذلك لخروجها من الصدر فتحتاج إلى ظهور صوتٍ قوي شديد، والهتف: الصوت، يقال: هتف به، إذا صوت.
وهو في المعنى بمنزلة تسميتهم الهمزة جرسيًا؛ لأن الجرس: الصوت الشديد، والهتف: الصوت الشديد، فوصفت الهمزة بذلك لشدة الصوت بها وقوته، وذكر بعض العلماء في موضع "المهتوف": المهتوت، بتاءين. قال: لأن الهمزة إذا وقف عليها لانت، وصارت إما واوًا، وإما ياءً، وإما ألفًا.
3 -
صفة الإمالة:
وتوصف بها الحروف الثلاثة: الألف، والراء، وهاء التأنيث، وسميت حروف الإمالة لأن الإمالة في كلام العرب لا تكون إلا فيها، لكن الألف وهاء التأنيث لا يمكن إمالتهما إلا بإمالة الحرف الذي قبلهما، وهاء التأنيث لا تمال إلا في الوقف، والراء تمال وصلاً ووقفًا، ومثلها الألف إذا وقعت قبل محرَّك.
4 -
صفة المزج والخلط:
وتوصف بها بعض الحروف الفرعية مثل: الهمزة المُسَهَّلة، والصاد
التي مُزج صوتها بصوت الزاي، والألف الممالة، إلى آخر ما ذكرنا في مبحث الحروف.
وسميت هذه الحروف بذلك لما فيها من مزج وخلط أحد حرفين أصليين بالآخر حتى تولّد منهما حرف فرعي، ويقال لها: الحروف المشربة والمخالطة - بكسر اللام وفتحها - لما فيها من إشراب حرف صوت آخر، ومخالطة كل من الحرفين للآخر.
5 -
صفة التفخيم:
وتوصف بها حروف الإطباق، وحروف الاستعلاء، وأيضًا (الراء، واللام، والألف) في بعض أحوالهن.
6 -
صفة الغنة:
ومعناها في اللغة: صوت يخرج من الخيشوم.
وفي الاصطلاح: صوت مستقرّ في جوهر النون - ومثلها التنوين - والميم، فيقال: النون حرف أغن، والميم حرف أغن؛ لأن في كل منهما غنة تخرج من الخيشوم عند النطق بهما، فهي زيادة فيهما كالإطباق الزائد في حروفه، والصفير الزائد في حروفه، فالغنة من علامات قوة الحرف، وهي صفة لازمة للنون والميم، سواءُ كانتا متحركتين أم ساكنتين، وسواء كانتا عند سكونهما مظهرتين أم مدغمتين أم مخفاتين، وسواء كانتا مخففتين أم مشددتين.
فهي صفة لازمة لهما في جميع أحوالهما لا تنفك عنهما، غير أنها تكون فيهما حال تشديدهما أقوى منها في حال إدغامهما، وفي حال إدغامهما أقوى منها في حال إخفائهما، وفي حال إخفائهما أقوى منها في حال سكونهما مظهرتين، وفي حال سكونهما مظهرتين أقوى منها في حال تحركهما.
7 -
صفة الخفاء:
ومعناها في اللغة: الاستتار.
وفي الاصطلاح: استتار صوت الحرف
عند النطق به، ويوصف بهذه الصفة الحروف الأربعة: الألف، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والهاء، فيقال لهذه الحروف الأربعة:"الحروف الخفية".
قال الإمام مكي (1): "وإنما سميت خفية؛ لأنها تخفي في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها، والألف أخفى هذه الحروف؛ لأن اللسان لا علاج له فيها عند النطق بها، وليس لها مخرج محقق تنسب إليه، ولا تتحرك أبدًا ولا تتغير حركة ما قبلها". انتهى.
وقال غيره (2): إن حروف المد أخفى الحروف لاتساع مخرجها، وأخفاهن وأوسعن مخرجًا: الألف، ثم الياء، ثم الواو، ونظرًا لخفاء هذه الحروف يصح أن يزاد في مدها عن حركتين خوفًا من سقوطها عند الإسراع بها لخفائها، وصعوبة الهمز بعدها، فإنه إذا تقدم الحرف السهل على الحرف الصعب في الكلمة فإن النفس تتجه إلى العناية بالصعب، والاهتمام بتحقيقه وبيانه، فيترتب على ذلك الغفلة عن الحرف السهل فيخرج هزيلاً وربما ينعدم في اللفظ بالكلية، فمن أجل ذلك وجبت العناية ببيان الحروف السهلة إذا جاورت حروفًا صعبة.
وأما خفاء الهاء، فلاجتماع صفات الضعف فيها، قال الإمام مكي (3):"الخفاءُ من علامات ضعف الحروف، ولما كان الهاء حرفًا خفيًا وجب أن يتحفظ ببيانها حيث وقعت. قال العلامة المرعشي (4): "معنى: بيانها: تقوية صوتها بتقوية ضغط مخرجها، فلو لم يتحفظ على تقوية ضغط مخرجها لمال الطبع إلى توسيع مخرجها لعسر تضييقه لبعده عن الفم، فيكاد ينعدم في التلفظ". انتهى.
(1) الرعاية، ص:157.
(2)
هو أبو شامة في (إبراز المعاني) ص: 113.
(3)
الرعاية، ص:118.
(4)
جهد المقل، ص:39.