الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
الروم والإشمام
وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الحَرَكَةْ
…
إِلَاّ إِذَا رُمْتَ فَبَعْضُ حَرَكَهْ
إِلَاّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمْ
…
إِشَارَةً بِالضَّمِّ فِي رَفْعٍ وَضَمْ
قوله: (وحاذر الوقف بكل الحركة) أي: واحذر إذا وقفت على حرف متحرك وصلاً، أن تحركه وقفًا، فكما أنه لا يبدأ بساكن، فإنه لا يوقف على متحرك.
قوله: (إلا إذا رمت) أي: إلا إذا كنت تقف بالروم، فإن لك أن تأتي ببعض الحركة لا بالحركة كلها كما في حالة الوصل.
وقوله: (إلا بفتح أو بنصب) أي: إلا إذا كان الحرف الذي ستقف عليه مفتوحًا أو منصوبًا في حالة الوصل؛ فليس لك فيه الروم.
قوله: (وأشم إشارة بالضم في رفع وضم) أي: ولك أن تحدث الإشمام - وهو إشارة بالشفتين بالضم - وذلك في حالة إذا كان الحرف الذي ستقف عليه مرفوًع أو مضمومًا في حالة الوصل.
توضيح:
اعلم أن الوقف على أواخر الكلم يكون بثلاثة أوجه بشروط معينة: السكون والروم والإشمام.
أما السكون، فهو الأصل في الوقف على آخر الكلمات، إذ أنه لا يوقف على متحرك كما أنه لا يبدأ بساكن.
وأما الروم فهو أن تأتي ببعض حركة الحرف المتحرك في حالة الوقف عليه. والروم يكون في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور، ولا يكون في المنصوب ولا المفتوح.
أما الإشمام فهو أن تضم شفتيك بُعَيْد النطق بالحرف الساكن، والإشمام (1) لا يكون إلا في المرفوع أو المضمون، وهو يُرَى بالعين، ولا يُسمع.
(1) والإشمام مشتق من الشمّ، كأنك أشممت الحرف رائحة الحركة. (الدقائق المحكمة، ص: 61).
واعلم أن الروم لا يكون إلا في آخر الكلمة، أما الإشمام فيكون في آخرها، ويكون في الوسط في كلمة (تأمنَّا) بيوسف.
واعلم أن الكلمة الساكنة سكونًا أصليًا في حالة الوصل مثل: كلمة (يلد) أو (يولد) في قوله تعالى: {لم يلد ولم يولد} ، فلا يوقف عليها إلا بالسكون.
فائدة:
قال العلامة الموصلي (1): "إن الروم باعتباره صوتًا ضعيفًا، يمكن تحققه مع ضم الشفتين وكسرهما، فلهذا جاز دخوله على المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور، بخلاف الإشمام، فلا يجوز دخوله على المجرور والمكسور لأنه عبارة عن ضم الشفتين، ولا يتأتى ضم الشفتين مع كسرهما". اهـ.
فائدة الوقف بالروم والإشمام:
قال العلامة ابن الجزري (2): "فائدة الإشارة في الوقف بالروم والإشمام: هي بيان الحركة التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه، ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها.
وهذا التعليل يقتضي استحسان الوقف بالإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته، أما إذا لم يكن بحضرته أحدٌ يسمع تلاوته فلا يتأكد الوقف إذ ذاك بالروم والإشمام؛ لأنه غير محتاج أن يبين لنفسه، وعند حضور الغير يتأكد ذلك ليحصل البيان للسامع، فإن كان السامع عالمًا بذلك علم بصحة عمل القارئ، وإن كان غير عالم كان في ذلك تنبيه له ليعلم حكم ذلك الحرف الموقوف عليه كيف هو في الوصل، وإن كان
(1) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 236 (بتصرف).
(2)
النشر (2/ 125)، وانظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص:236.