الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم ما بين السورتين:
في حالة وصل أول سورة - غير براءة - بآخر السورة التي قبلها فإن لنا ثلاثة أوجه:
الأول: قطع الجميع؛ أي الوقف على آخر السورة، ثم الوقف على البسملة، وهذا هو أولى الوجوه.
الثاني: وصل الجميع؛ أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة التالية.
الثالث: الوقف على آخر السورة، ثم البدء بالبسملة مع وصلها بأول السورة.
أما في حالة وصل أول براءة بآخر الأنفال فلنا ثلاثة أوجه:
الأول: الوقف بتنفس على آخر الأنفال ثم البدء بـ (براءة).
الثاني: السكت بدون تنفس على آخر الأنفال ثم البدء بـ (براءة).
الثالث: وصل آخر الأنفال بأول براءة.
تنبيه: لا يجوز وصل البسملة بآخر سورة ثم الوقف عليها، ولكن إذا وصل القارئ البسملة بآخر سورة فلابد له من وصلها بأول السورة التالية.
أحوال حروف المد من حيث الإثبات والحذف
وقفًا (1)
(الألف):
تثبت الألف وقفًا إذا ثبتت رسمًا، سواء كانت تثبت في حالة الوصل مثل:{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَم} [الأعراف: 23]، أو كانت محذوفة وصلاً نتيجة لوجود ساكن بعدها مثل:{وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّه} [النمل: 15]، و {كِلْتَا الْجَنَّتَيْن} [الكهف: 33]
(1) انظر: كتاب "أحكام تلاوة القرآن الكريم" ص: 289 (بتصرف)
أو كانت محذوفة وصلاً بالرواية على الرغم من أن ما بعدها متحركًا، وذلك في عشرة ألفاظ:
الأول: (الظنونا) في قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10].
الثاني: (الرسولا) في قوله تعالى: {وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} [الأحزاب: 66].
الثالث: (السبيلا) في قوله تعالى: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} [الأحزاب: 67].
الرابع: (أنا) كيف جاءت.
الخامس: (لكنَّا) في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [الكهف: 38].
السادس: (قواريرا) الأولى في قوله تعالى: {كَانَتْ قَوَارِيرَا} [الإنسان: 15].
السابع: (وليكونًا) في قوله تعالى: {وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].
الثامن: (لنسفعًا) في قوله تعالى: {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15].
التاسع: إذا كانت الألف بدلاً من التنوين في اسم منصوب مثل: (عليمًا - حكيمًا).
العاشر: (إذًا) في مثل قوله تعالى: {فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} [النساء: 53].
ويستثنى من هذه القاعدة لفظان:
أولاً: لفظ (ثمودْا) في أربعة مواضع:
الأول: في قوله تعالى: {أَلا إِنَّ ثَمُوداْ كَفَرُوا رَبَّهُم} [هود: 68].
الثاني: في قوله تعالى: {وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} [الفرقان: 38].
الثالث: في قوله تعالى: {وَعَاداً وَثَمُوداْ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ} [العنكبوت: 38].
الرابع: في قوله تعالى: {وَثَمُوداْ فَمَا أَبْقَى} [النجم: 51].
فالألف في هذه المواضع الأربعة تحذف وصلاً ووقفًا، وإن كانت تثبت رسمًا.
ثانيًا: لفظ (سلاسلاْ) في قوله تعالى: {سَلاسِلا وَأَغْلالاً وَسَعِيراً} [الإنسان: 4]، فهذه الألف تثبت رسمًا، ولكن لحفص فيها وقفًا الوجهان: الإثبات والحذف، وله فيها وصلاً الحذف قولاً واحدًا.
أما إذا كانت الألف محذوفة رسمًا، فإنها تُحذف وصلاً ووقفًا، مثل:{أَيُّهَ الثَّقَلانِ} [الرحمن: 31]، ومثل:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} [إبراهيم: 24].
(الواو):
تثبت الواو وقفًا إذا ثبتت رسمًا مثل: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} [الأعراف:128]، ومثل:{كَاشِفُو الْعَذَاب} [الدخان: 15].
وتحذف وقفًا إذا حذفت رسمًا مثل: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرّ} [الإسراء: 11].
(الياء):
تثبت الياء وقفًا إذا ثبتت رسمًا مثل: {فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [الأعراف: 178]، ومثل:{وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276].
وتحذف الياء وقفًا إذا حذفت رسمًامثل: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} [الإسراء: 26)]، ومثل:{يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16].
واستثنى من ذلك كلمة (آتاني) في قوله تعالى: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْر} [النمل: 36]. فلحفص فيها وقفًا وجهان: الإثبات والحذف، أما وصلاً، فليس له فيها إلا إثباتها مفتوحة، والله أعلى وأعلم.
وختامًا:
أحمد الله عز وجل على ما أنعم به عليَّ وتفضل به من عون وتوفيق، وأدعوه سبحانه أن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعله خالصًا لوجهه عز وجل، وأن ينفع به كاتبه ومتعلمه وكل من أعان على تعلمه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلي ويسلم على نبينا محمد، وأن يجزيه عنا خير ما جزى به نبيًا عن أمته.