المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثامن والعشرون: معرفة آداب طالب الحديث - الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح - جـ ١

[برهان الدين الأبناسي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌النوع الأول: من أنواع علوم الحديث معرفة الصيحيح من الحديث

- ‌النوع الثاني: معرفة الحسن من الحديث

- ‌النوع الثالث: معرفة الضعيف من الحديث

- ‌النوع الرابع: معرفة المسند

- ‌النوع الخامس: معرفة المتصل

- ‌النوع السادس: معرفة المرفوع

- ‌النوع السابع: معرفة الموقوف

- ‌النوع الثامن: معرفة المقطوع

- ‌النوع التاسع: معرفة المرسل

- ‌النوع العاشر: معرفة المنقطع

- ‌النوع الحادي عشر: معرفة المعضل

- ‌النوع الثاني عشر: معرفة التدليس وحكم المدلس

- ‌النوع الثالث عشر: معرفة الشاذ

- ‌النوع الخامس عشر: معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد

- ‌النوع السادس عشر: معرفة زيادات الثقات وحكمها

- ‌النوع السابع عشر: معرفة الأفراد

- ‌النوع الثامن عشر: معرفة الحديث المعلل

- ‌النوع التاسع عشر: معرفة المضطرب من الحديث

- ‌النوع العشرون: معرفة المدرج في الحديث

- ‌النوع الحادي والعشرون: معرفة الموضوع وهو المختلق المصنوع

- ‌النوع الثاني والعشرون: معرفة المقلوب

- ‌النوع الثالث والعشرون: معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد1 وما يتعلق بذلك من قدح وجرح وتوثيق وتعديل

- ‌النوع الرابع والعشرون: معرفة كيفية سماع الحديث وتحمله وصفة ضبطه

- ‌النوع الخامس والعشرون: في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده

- ‌النوع السابع والعشرون: معرفة آداب المحدث

- ‌النوع الثامن والعشرون: معرفة آداب طالب الحديث

الفصل: ‌النوع الثامن والعشرون: معرفة آداب طالب الحديث

‌النوع الثامن والعشرون: معرفة آداب طالب الحديث

.

و1قد اندرج طرف منه في ضمن ما تقدم.

فأول ما عليه تحقيق الإخلاص والحذر من أن يتخذه وصلة إلى شيء من الأغراض الدنيوية.

روينا عن حماد بن سلمة أنه قال: من طلب الحديث لغير الله مكر به.

وروينا عن سفيان الثوري قال: ما أعلم عملا هو أفضل من طلب الحديث لمن أراد الله به.

وروينا نحوه عن ابن المبارك ومن أقرب الوجوه في إصلاح النية فيه ما روينا عن أبي عمرو إسماعيل بن نجيد أنه سأل أبا جعفر2 أحمد بن حمدان وكانا عبدين صالحين فقال له بأي نية أكتب الحديث فقال ألستم ترون3 أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة قال: نعم قال: فرسول الله صلي الله عليه وسلم رأس الصالحين.

وليسأل الله تبارك وتعالى التيسير والتأييد والتوفيق والتسديد وليأخذ نفسه بالأخلاق الزكية والآداب الرضية

فقد روينا عن أبي عاصم النبيل قال: من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدين فيجب أن يكون خير الناس.

وفي السن الذي يستحب فيه4 الابتداء بسماع الحديث وبكتبه اختلاف.

1 من ش وع، وليس في خط.

2 من ش وع، وفي خط:"حوض".

3 هكذا في خط وع، وفي ش:"تروون أنه".

4 من خط وع، وفي ش:"التي يستحب فيها".

ص: 400

سبق بيانه1 في أول النوع الرابع والعشرين.

وإذا أخذ فيه فليشمر عن ساق جهده واجتهاده ويبدأ بالسماع من أسند شيوخ مصره2 ومن الأولى فالأولى من حيث العلم او الشهرة او الشرف او غير ذلك.

وإذا فرغ من سماع العوالي والمهمات التي ببلده فليرحل إلى غيره روينا عن يحيى بن معين أنه قال: أربعة لا تؤنس منهم رشدا حارس الدرب ومنادي القاضي وابن المحدث ورجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث.

وروينا عن أحمد بن حنبل أنه قيل له أيرحل الرجل في طلب العلو فقال بلى والله شديدا لقد كان علقمة والأسود يبلغهما الحديث عن عمر رضي الل هـ عنه فلا يقنعهما حتى يخرجا إلى عمر فيسمعانه منه.

وعن إبراهيم بن أدهم قال: إن الله تعالى يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث.

ولا يحملنه الحرص والشره على التساهل في السماع والتحمل والإخلال بما يشترط عليه في ذلك على ما تقدم شرحه.

وليستعمل ما يسمعه من الأحاديث الواردة بالصلاة والتسبيح وغيرهما من الأعمال الصالحة فذلك زكاة الحديث على ما روينا عن العبد الصالح بشر الحافي وروينا عنه أيضا أنه قال: يا أصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث.

وروينا عن عمرو بن قيس الملائي قال: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله.

وروينا عن وكيع قال: إذا أردت أن تحفظ الحديث فاعمل به.

وليعظم شيخه ومن يسمع منه فذلك من إجلال الحديث والعلم ولا يثقل عليه ولا يطول بحيث يضجره فإنه يخشى على فاعل ذلك ان يحرم الانتفاع.

1 من ش وع، وليس في خط.

2 من ش وع، وفي خط:"عصره" بالعين.

ص: 401

وقد روينا عن الزهري أنه قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.

ومن ظفر من الطلبة بسماع شيخ فكتمه1 غيره لينفرد به عنهم كان جديرا بألا ينتفع به وذلك من اللؤم الذي يقع فيه جهلة الطلبة الوضعاء.

ومن أول فائدة طلب الحديث الإفادة.

روينا عن مالك رضي الله عنه أنه قال: من بركة الحديث إفادة بعضهم بعضا.

وروينا عن إسحاق بن إبراهيم بن2 راهويه أنه قال: لبعض من سمع منه في جماعة انسخ من كتابهم ما قد قرأت فقال إنهم لا يمكنونني قال: إذا والله لا يفلحون قد رأينا أقواما منعوا هذا السماع فوالله ما أفلحوا ولا أنجحوا3 قلت وقد رأينا نحن أقواما منعوا السماع فما أفلحوا ولا أنجحوا ونسأل الله العافية ولا يكن ممن يمنعه الحياء او الكبر عن كثير من الطلب.

وقد روينا عن مجاهد رضي الله عنه أنه قال: لا يتعلم مستحي4 ولا مستكبر وروينا عن عمر بن الخطاب وابنه رضي الله عنهما أنهما قالا من رق وجهه رق علمه.

ولا يأنف من أن يكتب عمن دونه ما يستفيده منه.

روينا عن وكيع بن الجراح رضي الله عنه أنه قال: لا ينبل الرجل من أهل5 الحديث حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله6 وعمن هو دونه

وليس بموفق من ضيع شيئا من وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد اسم الكثرة وصيتها.

1 من ش وع، وفي خط: يكتمه".

2 من ش وع، وليس في خط.

3 من ش ول، وفي خط وع:"نجحوا" بدون الهمزة في أوله.

4 هكذا في خط وع، وفي ش:"لا يتعلم العلم مستحي".

5 كذا في خط، وفي ش وع و"التدريب: أصحاب:.

6 من ش وع و"التدريب"، وليس في خط.

ص: 402

وليس من ذلك قول أبي حاتم الرازي إذا كتبت فقمش1 وإذا حدثت ففتش.

وليكتب وليسمع ما يقع2 إليه من كتاب أو جزء على التمام ولا ينتخب فقد قال: ابن المبارك ما انتخبت على عالم قط إلا ندمت.

وروينا عنه أنه قال: لا ينتخب على عالم إلا بذنب.

وروينا أو بلغنا عن يحيى بن معين أنه قال: سيندم المنتخب في الحديث حين لا تنفعه الندامة.

فإن ضاقت به الحال عن الاستيعاب وأحوج إلى الانتقاء والانتخاب تولى ذلك بنفسه إن كان أهلا مميزا عارفا بما يصلح للانتفاء والاختيار فإن3 كان قاصرا عن ذلك استعان ببعض الحفاظ لينتخب له.

وقد كان جماعة من الحفاظ متصدين للانتقاء على الشيوخ والطلبة تسمع وتكتب بانتخابهم منهم إبراهيم بن أرمة4 الأصبهاني وأبو عبد الله الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل وأبو الحسن الدارقطني وأبو بكر الجعابي في آخرين وكانت العادة جارية برسم الحافظ علامة في أصل الشيخ على ما ينتخبه فكان5 النعيمي أبو الحسن يعلم بصاد ممدودة وأبو محمد الخلال بطاء ممدودة وأبو الفضل الفلكي بصورة همزتين وكلهم يعلم بحبر في الحاشية اليمنى من الورقة.

وعلم الدارقطني في الحاشية اليسرى بخط عريض بالحمرة وكان أبو القاسم الالكائي الحافظ يعلم بخط صغير بالحمرة على أول إسناد الحديث.

ولا حجر في ذلك ولكل الخيار. انتهى.

1 من ش وع ول، وفي خط:"فغمش" بالغين المعجمة.

2 من ش وع، ومثله في "تقريب النووي" وشرحه:"التدريب" وفي خط "نقل".

3 هكذا في خط، وفي ش وع:"وإن"، وفي" التقريب/ وشرحه""فإن قصر..".

4 ضبط خط.

5 من ش وع، وفي خط:"وكان".

ص: 403

قوله فأول ما عليه تحقيق1 الإخلاص أي لما روينا في سنن أبي داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة".

قال الخطيب ينبغي له إذا عزم على سماع الحديث أن يقدم المسألة لله تعالى أن يوفقه فيه ويعينه عليه ثم يبادر إلى السماع ولا يتأخر.

ففي مسلم من حديث أبي هريرة قال2: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز".

وليجد في طلبه فعن يحيى بن أبي كثير قال: لا ينال العلم براحة الجسد3.

وعن الشافعي أنه قال: لا يطلب هذا العلم من يطلبه بالتملك وغنى النفس فيفلح ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش4 وذلة أفلح5.

قال الخطيب ويعمد إلى أسند6 شيوخ عصره وأقدمهم سماعا ويديم7 الاختلاف إليه ويواصل العكوف عليه فيقدم السماع منه8 فإن تكافأت9 أسانيد جماعة في العلو وأراد الاقتصار على بعضهم تخير المشهور منهم بطلب

1 وقع في هذا الموضع من خط: "تحقيق" بدون المثناة من تحت، وسبق علي الصواب.

2 وقع في خط:...."أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه مسلم" وضرب الناسخ علي قوله: "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" فصار الحديث موقوفا

علي أبي هريرة رضي الله عنه والصواب رفعه كما في صحيح مسلم. "2664" وذكره العرقي في "الشرح" والسيوطي في التدريب علي الصواب ولم أثبت:

"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" في "متن الشذا" مع ورودها في "الصحيح" ليقظه الناسخ في هذا الموضع مما يدل علي أن الخليل من قبل الأبناسي رحمه

الله.

3 كذا في خط وفي ل و، وفي "التدريب":"الجسم".

4 من ل و "التدريب" وفي خط: "العين".

5 كذا في خط وفي ل و "التدريب": "....العيش وخدمة العلم أفلح".

6 من ل و "الجامع""1/116" وفي خط: "أنسك".

7 من "الجامع""1/116" وفي خط: "ثم".

8 راجع: "الجامع""1/116، 126".

9 من ل و "الجامع""1/126"، وفي خط:"تكافأ".

ص: 404

الحديث المشار إليه بالإتقان له والمعرفة فإن تساووا فذو الشرف والنسب.

ويبدأ بكتب حديث بلده ومعرفة أهله منهم وبفهمه وضبطه ثم يرحل إلى البلدان.

وعن أبي عبيدة من شغل نفسه بغير المهم أضر بالمهم.

وقال الخطيب المقصود برحلة الحديث1 أمران أحدهما تحصيل علو الإسناد وقدم السماع والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم.

فإذا وجد الأمران في بلد الطالب دون غيره فلا فائدة في الرحلة وإن وجدا فيه وفي غيره إلا ان ما في كل واحد من البلدين يختص2 به أي من العوالي والحفاظ فالمستحب للطالب الرحلة لجمع الفائدتين من علو الإسناد وعلم الطائفتين لكن بعد تحصليه حديث بلده وتمهره في المعرفة به.

وإذا عزم على الرحلة فينبغي له أن لا يترك في بلده من الرواة أحدا إلا ويكتب عنه ما تيسر من الأحاديث وإن قلت لقول بعضهم3 ضيع ورقة ولا تضيعن شيخا.

وعن أحمد أنه سأله ابنه عبد الله عمن طلب4 العلم ترى له أن يلزم رجلا عنده علم فيكتب عنه أو ترى له أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلماء5 فيسمع منهم قال: يرحل يكتب عن الكوفيين والبصريين وأهل مكة والمدينة يشام6 الناس يسمع منهم.

1 هكذا في خط، وفي ل:"المقصود بالرحلة في الحديث" وفي "الجامع""2/223": "المقصود في الرحلة في الحديث".

2 من ل و"الجامع""2/223"، وفي خط:"يختبر".

3 مثله في "التدريب" وقد حكله الخطيب في "الجامع""2/224" عن "بعض أصحابه"

4 هكذا في ل زمثله في "الجامع""2/224" و"الحلة""رقم/12" كلاهما للخطيب وفي خط: "عن طلب".

5 كذا في خط وفي ل و "التدريب": "العلم" ومثله في "الجامع""2/224""الرحلة""رقم/12".

6 هكذا في الرحلة وفي ل: "ويشام"، وفي "الج: ع". "بشام" بالموحدة وفي خط: "وشيام"، وفي التدريب: يسام الناس لسماعه منهم".

ص: 405

وقال الخطيب ليعلم طالب العلم1 ان شهوة السماع لا تنتهي والنهمة من الطلب لا تنقضي والعلم كالبحار المتعذر كيلها والمعادن التي لا ينقطع نيلها فلا2 ينبغي له ان يشتغل في الغربة إلا بما تستحق3 لأجله الرحلة.

قوله ويستعمل ما يسمعه من الأحاديث أي لما في حديث علي رضي الله عنه ان رجلا قال: يا رسول الله ما ينفي عني حجة الجهل قال: العلم قال: فما ينفي عني حجة العلم قال: العمل4.

وعن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به5.

وعن أحمد أنه قال: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي في6 الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا فأعطيت الحجام دينار حين احتجمت.

وليجل شيخه فعن مغيرة قال: كنا نهاب إبراهيم كما نهاب7 الأمير.

وعن البخاري قال: ما رأيت أحدا اوقر للمحدثين من يحيى بن معين.

قال الخطيب وإذا حدثه فليأخذ منه العفو ولا يضجره فالإضجار يغير الأفهام ويفسد الأخلاق ويحيل الطباع

وقد كان إسماعيل بن أبي خالد من أحسن الناس خلقا فلم يزالوا به حتى ساء خلقه.

1 هكذا في خط وفي ل: "ليعلم الطالب" وفي "الجامع""2/245": "وليعلم الطالب".

2 من ل و "الجامع" وفي خط: "ولا".

3 هكذا في ل بمثناة من فوق وفي الجامع: "يستحق" بمثناة من تحت في أوله ولم ينقط الناسخ – في خط – الحرف الأول.

4 ذكره العراقي في "الشرح" وهو في "الجامع""1/89".

5 راجع "الجامع""1/143""2/259".

6 من ل ومثله في الجامع "1/144" وفي خط: "مروفي".

7 هكذا في خط ولو "التدريب" وفي الجامع "1/184": "يهاب" بمثناة من تحت وعند الدارمي "1/111 – باب في توفير العلماء": "

إبراهيم هيبة الأمير".

ص: 406

وعن محمد بن سيرين أنه سأله رجل عن حديث وهو يريد القيام1 فقال إنك إن كلفتني مالم أطق ساءك ما سرك مني2 من خلق.

وكان أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن المرادي قد كبر وعجز عن الإسماع فأضجره بعض من سمع عليه العمدة بإجازته من ابن عبد الدائم فقال له لا أحياك الله لترويها عني وكان كذلك3.

قوله فكتمه غيره أي كتم السماع أو الشيخ لينفرد به.

وعن يحيى بن معين أنه قال: من بخل بالحديث وكتم على الناس سماعهم لم يفلح.

قال الخطيب والذي نستحبه إفادة الحديث لمن لم يسمعه4 والدلالة على المشايخ5 والتنبيه على رواياتهم.

قال فإن6 أقل ما في ذلك النصح للطالب والحفظ للمطلوب مع ما يكتسب به من جزيل الأجر وجميل الذكر

ثم روى بسنده إلى ابن عباس مرفوعا قال: إخواني تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانه الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله.

وأما ما روي عن جماعة أنهم فعلوا ذلك كـ شعبة والثوري ونعيم والليث وابن جريج وابن عيينة وابن لهيعة وعبد الرزاق فإنه إن صح ذلك عنهم فإنه محمول على كتمه عن من7 لم يروه أهلا لذلك أو على أنه لم يقبل الصواب إذا

1 هكذا في خط، وفي "الجامع" "1/215":"وقد أراد القيام" وفي أول ل و "التدريب": "وقد أراد أن يقوم.

2 هكذا في ل و "التدريب" و"الجامع" وليس في خط.

3 راجع: "الشرح".

4 هكذا في ل وفي خط: "لمن سمعه".

5 كذا في خط، وفي ل:"الشيوخ" زمثله في الجامع "2/145".

6 من ل و "الجامع""2/145" وليس في خط.

7 هكذا في خط ووصلهما في ل: "عمن".

ص: 407

أرشد إليه أو لنكتة اطلعوا عليها في الطالب1 وهذا هو الظن بهذه2 السادة الأعلام فقد قال: الخطيب من أداه لجهله فرط التيه والإعجاب إلى المحاماة3 عن الخطإ والمماراة في الصواب فهو بذلك الوصف مذموم مأثوم ومحتجز الفائدة عنه غير مؤنب4 ولا ملوم.

وقد قال: الخليل بن أحمد لأبي عبيدة معمر بن المثنى لا تردن على معجب خطئا فيستفيد منك علما ويتخذك به عدوا.

ويجتهد في تحصيل الفائدة سواء وقعت له بعلو أو نزول5.

قال المصنف وليس من ذلك قول الرازي إذا كتبت فقمش والقمش والتقميش جمع الشيء من هاهنا وها هنا أي اكتب الفائدة ممن سمعتها ولا تؤخر ذلك حتى تنظر فيمن حدثك أهو اهل أن يؤخذ عنه أم لا فربما فات ذلك بموت الشيخ او سفره أو سفرك فإذا كان وقت الرواية أو وقت العمل بذلك ففتش حينئذ وقد ترجم عليه الخطيب باب من قال: يكتب عن كل أحد6.

ويحتمل أن يكون مراد أبي حاتم استيعاب الكتاب المسموع وترك انتخابه أو استيعاب ما عند الشيخ وقت التحمل ويكون النظر فيه حالة الرواية.

وقد يكون قصد المحدث تكثير طرق الحديث وجمع7 أطرافه فتكثر8.

1 وقع في خط: "المطالب" فصوبته.

2 كذا في خط والظاهر أنها مصحفة عن": بهؤلاء".

3 هكذا في خط "الجامع""2/145" ومثله في "ل" وفي خط: "المحافاة" بالجيم والفاء.

4 من ل و "الجامع" وفي خط: "موثب".

5 كذا في خط وفي ل: "بنزول".

6 ومن ثم لا عجب من رواية بعض الأئمة عن بعض الضعفاء بل والهلكي، ولا يعني ذلك تقوية هوؤلاء الضعفاء أو توثيقهم ومجر الكتابة عن الراوي لا يعني

توثيقه سوء أكان الكاتب عنه من الأئمة أوغيرهم وكم من رجل كتب عنه أحمد رحمه الله ولم يحدث بحديث كما صرح بذلك ابنه عبد الله في مواضع من "المسند"

وليس ذلك خاصا بأحمد رحمه الله؛ والله أعلم.

7 من ل، وفي خط:"وجميع".

8 هكذا في ل و "التدريب" ولم ينفط "المثناة" في خط.

ص: 408

لذلك شيوخه.

ولا بأس بذلك فعن أبي حاتم لو لم يكتب1 الحديث من ستين وجها ما عقلناه.

وقد وصف بالإكثار من الشيوخ الثوري وأبو داود الطيالسي ويونس بن محمد المؤدب ومحمد بن يونس الكديمي وأبو عبد الله بن مندة والقاسم بن داود البغدادي روي عنه قال: كتبت عن ستة الآف شيخ2

قوله ولا ينتخب أي إذا وقع له كتاب او جزء فلا ينتخب منه بل يكتبه كله ويسمعه كله فربما احتاج بعد ذلك إلى رواية شيء منه لم يكن فيما انتخب منه فيندم.

وفرق الخطيب فقال إن كان الشيخ عسرا والطالب واردا غريبا فينبغي له ان ينتقي حديثه وينتخبه ويكتب عنه ما لا يجده عند غيره ويتجنب المعاد من روايته3.

وهكذا حكم الواردين الغرباء4 الذين لا يمكنهم طول الإقامة والثواء.

قال هذا إذا تميز الطالب معاد5 حديثه من غيره فغن لم يتميز فالأولى ان يكتب جميع حديثه ولا ينتخبه6.

أي إن كان عارفا بالانتخاب.

قال يحيى بن معين دفع إلي ابن وهب كتابين عن معاوية بن صالح خمس مائة او ستمائة حديث فانتقيت شرارها لم يكن بها7 يومئذ معرفة8

1 كا في خط بمثناة من تحت في أوله وفي ل و "التدريب""نكتب" بالنون.

2 راجع: "الشرح" و"الجامع""2/221 – 222".

3 هكذا في خط وفي الجامع "2/155""روايته".

4 هكذا في خط وفي الجامع "الواردين من الغرباء".

5 من "الجامع" وفي خط: "به أو".

6 كذا السياق في خط وفي الجامع "2/156" "وأما من لم يميز للطالب معاد حديثه من غيره وما يشارك في روايته مما يتفرد به؛ فالأولي أن يكتب حديثه علي

الاستيعاب دون الانتقاء والانتخاب"

7 من الجامع "2/156" وفي خط "سوادها لم يكن بها".

8 في الجامع "2/156" "فانتقت منها شرارها ورددت عليه الكتابين قلت لأبي زكريا: لم أخذت شرارها؟ قد كنت سمعتها من إنسان قبله؟ قال: لا، ولكن لم يكن بها

يومئذ معرفة".

ص: 409

قال ثم لا ينبغي لطالب الحديث أن يقتصر على سماع الحديث وكتبه دون معرفته وفهمه فيكون قد أتعب نفسه من غير ان يظفر بطائل وبغير أن يحصل في عداد أهل الحديث بل لم يزد على أن صار من المتشبهين المنقوصين المتحلين بما هم منه عاطلون.

أنشدني أبو المظفر بن الحافظ أبي سعد1 السمعاني لفظا بمدينة مرو قال: أنشدنا والدي لفظا او قراءة عليه قال: أنشدنا محمد بن ناصر السلامي2 من لفظه قال: أنشدني الأديب الفاضل فارس بن الحسين لنفسه.

يا طالب العلم الذي

ذهبت بمدته الروايه

كن في الرواية ذا العناية

بالرواية والدرايه

وارو القليل وراعه

فالعلم ليس له نهاية

وليقدم العناية بـ الصحيحين ثم بسنن3 أبي داود وسنن النسائي وكتاب الترمذي ضبطا لمشكلها وفهما لخفي معانيها ولا يخدعن عن كتاب السنن الكبير للبيهقي4 فإنا لا نعلم مثله في بابه ثم بسائر ما تمس حاجة صاحب الحديث إليه من كتب المسانيد كمسند5 أحمد ومن كتب الجوامع المصنفة في الأحكام المشتملة على المسانيد وغيرها وموطأ مالك هو المقدم منها ومن كتب علل الحديث ومن أجودها كتاب العلل عن أحمد بن حنبل وكتاب العلل عن الدارقطني ومن كتب معرفة الرجال وتواريخ المحدثين ومن أفضلها تاريخ البخاري الكبير وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ومن كتب الضبط

1 من ش وع، وفي خط:"سعيد".

2 كتب الناسخ عليها: "خف" إشارة إلي تخفيف اللام فيها.

3 من ش وع، وفب خط:"سنن".

4 من ش وع، وفي خط:"البيهقي".

5 من ش وع، وفي خط:"مسند".

ص: 410

لمشكل1 الأسماء ومن أكملها كتاب الإكمال لأبي نصر بن ماكولا.

وليكن كلما مر به اسم مشكل أو كلمة من2 حديث مشكلة بحث3 عنها وأودعها قلبه فإنه يجتمع له بذلك علم كثير في يسر.

وليكن تحفظه للحديث على التدريج قليلا قليلا مع الأيام والليالي فذلك أحرى بأن يمتع بمحفوظه.

وممن ورد ذلك عنه من حفاظ الحديث المتقدمين شعبة وابن علية ومعمر.

وروينا عن معمر قال: سمعت الزهري يقول من طلب العلم جملة فاته جملة وإنما يدرك العلم حديثا وحديثين

وليكن الإتقان من شأنه فقد قال: عبد الرحمن بن مهدي الحفظ الإتقان.

ثم إن المذاكرة بما يتحفظه من أقوى أسباب الإمتاع به.

روينا عن علقمة النخعي قال: تذاكروا الحديث فإن حياته ذكره.

وعن إبراهيم النخعي قال: من سره أن يحفظ الحديث فليحدث به ولو أن يحدث به من لا يشتهيه.

وليشتغل بالتخريج والتأليف والتصنيف إذا استعد لذلك وتأهل له فإنه كما قال: الخطيب الحافظ يثبت الحفظ ويذكي القلب ويشحذ الطبع ويجيد البيان ويكشف الملتبس ويكسب جميل الذكر ويخلده إلى آخر الدهر وقل ما يمهر في علم الحديث ويقف على غوامضه ويستبين الخفي من فوائده إلا من فعل ذلك.

وحدثني الصوري الحافظ محمد بن علي قال: رأيت أبا محمد عبد الغني ابن سعيد الحافظ في المنام فقال لي يا أبا عبد الله خرج وصنف قبل أن يحال بينك وبينه هذا أنا تراني قد حيل بيني وبين ذلك.

وللعلماء بالحديث في تصنيفهم طريقتان إحداهما التصنيف على الأبواب

1 من ش وع، وفي خط:"الضبط المشكل".

2 من خط وع، وليست في ش.

3 من شش وع، وفي خط:"يبحث".

ص: 411

وهو تخريجه على أحكام الفقه وغيرها وتنويعه أنواعا وجمع ما ورد في كل حكم وكل نوع في باب فباب.

و1الثانية تصنيفه على المسانيد وجمع حديث كل صحابي وحده وإن اختلفت أنواعه.

ولمن اختار ذلك ان يرتبه على حروف المعجم في أسمائهم وله أن يرتبه على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم بالأقرب فالأقرب نسبا من رسول الله صلي الله عليه وسلم وله أن يرتب على سوابق الصحابة فيبدأ بالعشرة ثم بأهل بدر ثم بأهل2 الحديبية ثم بمن أسلم وهاجر بين الحديبية3 وفتح مكة ويختم بأصاغر الصحابة كأبي الطفيل ونظرائه ثم بالنساء وهذا أحسن والأول أسهل وفي ذلك من وجوه الترتيب غير ذلك.

ثم إن من أعلى المراتب في تصنيفه تصنيفه4 معللا بأن يجمع في كل حديث طرقه واختلاف الرواة فيه كما فعل يعقوب بن شيبة في مسنده.

ومما يعتنون به في التأليف جمع الشيوخ أي جمع حديث شيوخ مخصوصين كل واحد منهم على انفراده.

قال عثمان بن سعيد الدارمي يقال5 من لم يجمع حديث هؤلاء الخمسة فهو مفلس في الحديث سفيان وشعبة ومالك وحماد بن زيد وابن عيينة وهم أصول الدين.

وأصحاب الحديث يجمعون حديث خلق كثير غير الذين ذكرهم الدارمي منهم أيوب السختياني والزهري والأوزاعي.

ويجمعون أيضا التراجم وهي أسانيد يخصون ما جاء بها بالجمع والتأليف مثل ترجمة مالك عن نافع عن ابن عمر وترجمة سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي

1 من خط وع، وليس في ش.

2 من خط وع، وفي ش:"ثم أهل".

3 في حاشية خط: "من أهل الحديث و.....الحديبية والتي

اختيار ال...." وموضع النقط غير ظاهرفي تصوير خط"

4 رسم الناسخ عليها علامة "صح".

5 من ش وع، وفي خط:"قال".

ص: 412

هريرة وترجمة هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في أشباه لذلك كثيرة.

ويجمعون أيضا أبوابا من أبواب الكتب المصنفة الجامعة للأحكام فيفردونها بالتأليف فتصير كتبا مفردة نحو باب رؤية الله عز وجل وباب رفع اليدين وباب القراءة خلف الإمام وغير ذلك.

ويفردون أحاديث فيجمعون طرقها في كتب مفردة نحو طرق حديث قبض العلم وحديث الغسل يوم الجمعة وغير ذلك.

وكثير من أنواع كتابنا هذا قد أفردوا أحاديثه بالجمع والتصنيف.

وعليه في كل ذلك تصحيح القصد والحذر من قصد المكاثرة ونحوه.

بلغنا عن حمزة بن محمد الكناني أنه خرج حديثا واحدا من نحو مائتي طريق فأعجبه ذلك فرأى يحيى بن معين في منامه فذكر له ذلك فقال له أخشى أن يدخل هذا تحت {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} .

ثم ليحذر أن يخرج إلى الناس ما يصنفه إلا بعد تهذيبه وتحريره وإعادة النظر فيه وتكريره.

وليتق أن يجمع ما لم يتأهل بعد لاجتناء ثمرته واقتناص1 فائدة جمعه كيلا يكون حكمه ما رويناه عن علي ابن المديني قال: إذا رأيت الحدث2 أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغسل وحديث من كذب فاكتب على قفاه لا يفلح.

ثم إن هذا الكتاب مدخل3 إلى هذا الشأن مفصح4 عن أصوله وفروعه شارح5 لمصطلحات أهله ومقاصدهم ومهماتهم التي ينقص المحدث بالجهل بها6 نقصا فاحشا فهو إن شاء الله جدير بأن تقدم العناية به ونسأل الله سبحانه فضله العظيم. انتهى

1 من ش وع، وفي خط:"موته وامسا من".

2 من ش و، وفي خط:"الحديث" وفي ل: "المحدث"

3 من ش وع، وفي خط:"يفصح".

4 من ش وع، وفي خط:"يفصح".

5 من خط وع، وفي ش:"شراع" بالعين المهملة بدل الحاء.

6 من ش وع، وليس في خط.

ص: 413

قوله ثم لا ينبغي لطالب الحديث أي لا يقتصر على السماع والكتابة بل لا بد مع ذلك من معرفة درايته وفهمه وما يتعلق بمعانيه.

وعن أبي عاصم النبيل أنه قال: الرئاسة في الحديث بلا دارية رئاسة نذلة.

قال الخطيب هي1 اجتماع الطلبة على الراوي للسماع منه2 عند علو سنه.

قال فإذا3 تميز الطالب بفهم الحديث ومعرفته تعجل بركة ذلك في شبيبته.

قال ولو لم يكن في الاقتصار على سماع الحديث وتخليده الصحف دون التميز4 بمعرفة صحيحه من فاسده والوقوف على اختلاف وجوهه والتصرف في أنواع علومه إلا تلقيب المعتزلة القدرية5 من سلك تلك الطريقة بالحشوية لوجب على الطالب الأنفة لنفسه ودفع ذلك عنه وعن أبناء جنسه.

وينبغي له أن يقدم قراءة كتاب في علوم الحديث حفظا او تفهما ليعرف مصطلح أهله ويسارع إلى المحافظة على السماع وأهم ذلك ما ذكره المصنف من المصنفات.

وقال الخطيب بعد أن ذكر الكتب الخمسة6 ثم كتب المسانيد الكبار مثل مسند أحمد وابن راهويه وأبي بكر بن أبي شيبة7 وأبي خيثمة وعبد بن حميد وأحمد بن سنان والحسن بن سفيان ومحمد بن أيوب الرازي8.

1 يعني الرئاسة التي أشار إليها أ [وعاصم، راجع "الجامع""2/181".

2 من الجامع وفي خط: "بالسماع".

3 كذا في خط، وفي الجامع "إذا".

4 من الجامع "2/180" وفي خط: "التمييز".

5 هكذا في خط ول، وفي الجامع "المعتزلة للقدرية"وضبب في "الجامع" علي "للقدرية".

6 وصحيح ابن خزيمة "كما في "الجامع" "2/185" و"الشرح" لكنه أ] العراقي في الشرح عاد فقال: "وقال الخطيب بعد أن ذكر الكتب الخمسة" ومنه أخذا

البناسي.

7 هكذا في خط ول وفي الجامع "2/185": "وأبي بكر عبد الله وأبي الحسن عثمان ابني أبي شيبة".

8 راجع: الجامع "2/186" وقد أهمل الأبنننناسي ذكر الموجود من مسند يعقوب بن شيبة وإسماعيل ابن إسحاق القاضي وأبي يعلي الموصلي" وهؤلاء جميعا

ذكرهم الخطيب وعنه العراقيب في الشرح.

ص: 414

ثم الكتب المصنفة1 مثل كتب ابن جريج وابن أبي عروبة وابن المبارك وابن عيينة وهشيم وابن وهب والوليد بن مسلم ووكيع وعبد الوهاب بن عطاء وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وغيرهم.

قال وأما موطأ مالك فهو المقدم في هذا النوع ويجب أن يبتدأ بذكره على كل كتاب لغيره.

ثم الكتب المتعلقة بعلل الحديث فمنها كتاب أحمد بن حنبل وابن المديني وابن أبي حاتم وأبي علي النيسابوري والدارقطني والتمييز لمسلم.

ثم تواريخ المحدثين2 مثل كتاب ابن معين رواية عباس ورواية المفضل الغلابي ورواية الحسين بن حبان3 وتاريخ خليفة وأبي حسان الزيادي ويعقوب الفسوي وابن أبي خيثمة وأبي زرعة الدمشقي وحنبل بن إسحاق والسراج والجرح والتعديل لابن أبي حاتم.

قال ويربي على هذه الكتب كلها تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري.

أي التاريخ الكبير وله ثلاثة تواريخ.

قوله على التدريج قليلا قليلا أي فلا يكلف نفسه حفظ ما لا يطيقه ففي الحديث الصحيح خذوا من الأعمال ما تطيقون.

وعن الثوري قال: كنت آتي الأعمش ومنصورا فأسمع أربعة أحاديث خمسة4 ثم انصرف كراهية أن تكثر وتفلت.

ونحوه عن شعبة وابن علية ومعمر.

وعن الزهري أنه قال: إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة5 له غلبك ولكن خذه مع الليالي والأيام أخذا رفيقا تظفر به.

1 هكذا في خط ول، وفي الجامع: ثم الكتب المصنفة في الأحكام الجامعة للمسانيد وغير المسانيد.

2 هكذا في خط ول، وفي الجامع:"ثم تواريخ المحدثين وكلامهم في أحوالب الرواة".

3 هكذا في خط ول، وفي الجامع بالموحدةوفي خط:"حيان" بالياء آخر الحروف.

4 هكذا في خط، وضب عليها في الجامع "1/232".

5 هكذا في خط بالمثلثة وفي الجامع "1/232""بالمكاثرة" بموحدة.

ص: 415

ومما يعين على الحفظ المذاكرة1 لقول علي رضي الله عنه تذاكروا الحديث فإن حياته مذاكرته.

ونحوه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وابن عباس.

وعن الخليل بن أحمد ذاكر بعلمك تذكر ما عندك وتستفيد ما ليس عندك.

وعن عبد الله بن المعتز قال: من أكثر مذاكرة العلماء لم ينس ما علم واستفاد ما لم يعلم.

قوله وليشتغل بالتخريج أي لقول بعضهم2 من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج.

والتخريج يكتب الذكر إلى آخر الدهر كما قال: الشاعر:

يموت قوم فيحيي العلم ذكرهم

والجهل يلحق أمواتا3 بأموات

وعن الدارقطني أول من صنف مسندا وتتبعه نعيم بن حماد.

قال الخطيب وقد صنف أسد بن موسى مسندا وكان أكبر من نعيم سنا وأقدم سماعا فيحتمل أن يكون نعيم سبقه في حداثته.

قال الخطيب يستحب أن يصنف المسند معللا فإن معرفة العلل أجل4 أنواع الحديث.

وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: لأن أعرف علة حديث أحب5 إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي

وقد جمع يعقوب بن شيبة مسندا معللا.

قال الأزهري ولم يصنف يعقوب المسند كله قال: وسمعت الشيوخ

1 في خط: "الحفاظ مذاكرة" فصوبته".

2 حكاه الخطيب في "الجامع""2/282" عن بعض شيوخه وعنه "الشرح".

3 هكذا في "الجامع""2/280" ونسخة من الشرح وفي خط: "اللحي أمواتا" وفي ل: "يلحق أحياء".

4 من ل و "الجامع""2/294" وفي خط: "أصل".

5 كذا في خط وفي ل و "الجامع" 2/295" "حديث – هوعندي – أحب

".

ص: 416

يقولون لم يتمم مسند معلل قط.

قال وقيل لي إن نسخة بمسند أبي هريرة شوهدت بمصر فكانت مائتي جزء قال: ولزمه على ما خرج من المسند عشرة الآف دينار.

قال الخطيب والذي ظهر ليعقوب مسند العشرة وابن مسعود وعمار وعتبة بن غزوان والعباس وبعض الموالي هذا الذي رأينا من مسنده.

قوله ومما يعتنون به في التأليف جمع الشيوخ أي والتراجم والأبواب والطرق وقد ذكر جميعها.

مثال جمع الشيوخ ان يجمع حديث شيوخ مخصوصين كل واحد منهم على انفراده كجمع حديث الأعمش للإسماعيلي وحديث الفضيل بن عياض للنسائي وحديث محمد بن جحادة للطبراني وغير ذلك.

وقد ذكر الخطيب ممن جمع1 حديثه إسماعيل بن أبي خالد وأيوب بن أبي تميمة وبيان بن بشر والحسن بن صالح بن حي وحماد بن زيد وداود بن أبي هند وربيعة بن أبي عبد الرحمن وزائدة وزهير وزياد بن سعد وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وسليمان أبو2 إسحاق الشيباني وسليمان بن طرخان3 وسليمان بن مهران الأعمش وشعبة وصفوان بن سليم وطلحة ابن مصرف وعبد الله بن عون وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وعبيد الله بن عمر4 العمري وأبا حصين عثمان بن عاصم الكوفي وعمرو بن دينار المكي ومالك بن أنس ومحمد بن جحادة ومحمد بن سوقة ويحيى بن سعيد الأنصاري ويونس بن عبيد البصري5.

1 من خط و "الجامع" وفي ل: " يجمع".

2 من "الجامع""2/298" وفي خط ول: "بن".

3 من ل و "الجامع" وفي خط: "علي خان".

4 من ل و "الجامع" وفي خط "عمرو" بالواو.

5 فات الأبناسي ممن ذكرهم الخطيب وعنه العراقي في "الشرح ""محمد بن مسلم الزهري ومسعر بن كدام الهلالي ومحمد بن واسع الأزذي ومطر بن طمهان الخراساني".

ص: 417

ومثال جمع التراجم وهو جمع ما جاء بترجمة واحدة من الحديث كأيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة

وذكر المصنف مالكا وسهيلا وهشاما.

ومثال جمع الأبواب فتصير كتبا كباب رفع اليدين وباب القرآءة خلف الإمام أفردهما البخاري بالتصنيف

وباب: التصديق بالنظر لله تعالى أفرده الآجري.

وباب: النية أفرده ابن أبي الدنيا1.

وباب: القضاء باليمين مع الشاهد أفرده الدارقطني.

وباب: القنوت أفرده ابن مندة.

وباب: البسملة أفرده ابن عبد البر وغيره.

وغير ذلك.

ومثال جمع الطرق وهو جمع طرق حديث واحد كطرق حديث قبض العلم للطوسي وطرق حديث من كذب علي متعمدا للطبراني وطرق حديث طلب العلم فريضة ونحو ذلك.

وقد أدخل الخطيب هذال القسم في جمع الأبواب وأفرده المصنف بالذكر وهو واضح لأن هذا جمع طرق حديث واحد وذاك جمع باب وفيه أحاديث مختلفة.

1 كنت قيدت عندي "في خط: "ابن أبي الزناد" وصوابه: "ابن أبي الدنيا" يدل ذلك: أن ابن أبي الدنيا هو المعروف فإفراد هذا الباب بالتصنيف ذكر كتابه ابن رجب في "جامع العلوم/ الحديث الأول" وغيره، ويؤيد ذلك أيضا: ذكر المصنف له بعد البخاري والآجري فلو كان المراد "ابن أبي الزناد" لذكره قبلهما؛ لتقدمه في الوفاء عليهما أضف إليه أن ابن أبي الزناد لم يشتهر بالتصنيف وإنما روي بعض الكتب عن أبيه وهو مترجم اسمه "عبد الرحمن" من "التهذيب" فالصواب: ابن أبي الدنيا، واللع أعلم. انتهي ما قيدته علي حاشية الكتاب قديما ثم رأينه علي الصواىب – "ابن أبي الدنا" – عند العراقي "الشرح فالحمدلله تعالي.

ص: 418