المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني في ذكر فضائل أبي بكر الواردة فيه وحده وفيها آيات وأحاديث - الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة - جـ ١

[ابن حجر الهيتمي]

فهرس الكتاب

- ‌فالمقدمات

- ‌الْمُقدمَة الأولى

- ‌الْمُقدمَة الثَّانِيَة

- ‌الْمُقدمَة الثَّالِثَة

- ‌الْفَصْل الأول فِي بَيَان كيفيتها

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي بَيَان انْعِقَاد الْإِجْمَاع على وَلَا يته رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي النُّصُوص السمعية الدَّالَّة على خِلَافَته رضي الله عنه من الْقُرْآن وَالسّنة

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِي بَيَان أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَل نَص على خلَافَة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الْخَامِس فِي ذكر شبه الشِّيعَة والرافضة وَنَحْوهمَا وَبَيَان بُطْلَانهَا بأوضح الْأَدِلَّة وأظهرها

- ‌خَاتِمَة

- ‌الْفَصْل الأول فِي ذكر أفضليتهم على هَذَا التَّرْتِيب وَفِي تَصْرِيح عَليّ بأفضلية الشَّيْخَيْنِ على سَائِر الْأمة وَفِي بطلَان مَا زَعمه الرافضة والشيعة من أَن ذَلِك مِنْهُ قهر وتقية

- ‌خَاتِمَة

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي ذكر فَضَائِل أبي بكر الْوَارِدَة فِيهِ وَحده وفيهَا آيَات وَأَحَادِيث

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي ذكر فَضَائِل أبي بكر الْوَارِدَة فِيهِ مَعَ ضميمة غَيره كعمر وَعُثْمَان وَعلي وَغَيرهم إِلَيْهِ

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِيمَا ورد من كَلَام الْعَرَب وَالصَّحَابَة وَالسَّلَف الصَّالح فِي فَضله

- ‌الْفَصْل الأول فِي حقية خِلَافَته رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي اسْتِخْلَاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما فِي مرض مَوته ونقدم عَلَيْهِ سَبَب مَوته

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي سَبَب تَسْمِيَته بأمير الْمُؤمنِينَ دون خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الْفَصْل الأول فِي إِسْلَامه

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي تَسْمِيَته بالفاروق

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي هجرته

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِي فضائله

- ‌الْفَصْل الْخَامِس فِي ثَنَاء الصَّحَابَة وَالسَّلَف عَلَيْهِ رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل السَّادِس فِي موافقات عمر لِلْقُرْآنِ وَالسّنة والتوراة

- ‌الْفَصْل السَّابِع فِي كراماته رضي الله عنه

- ‌خَاتِمَة فِي نبذ سيرته رضي الله عنه

- ‌فِي خلَافَة عُثْمَان رضي الله عنه

- ‌فِي فضائله ومآثره رضي الله عنه وَفِيه فُصُول

- ‌الْفَصْل الأول فِي إِسْلَامه وهجرته وَغَيرهمَا

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي فضائله رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي نبذ من مآثره وَبَقِيَّة غرر من فضائله وَفِيمَا أكْرمه الله بِهِ من الشَّهَادَة الَّتِي وعده بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأخْبر وَهُوَ الصَّادِق المصدوق أَنه مظلوم وَأَنه يَوْمئِذٍ على الْهدى

- ‌تَتِمَّة نقم الْخَوَارِج عَلَيْهِ رضي الله عنه أمورا هُوَ مِنْهَا بَرِيء

- ‌مقتل عُثْمَان وَخِلَافَة عَليّ رضي الله عنهما

الفصل: ‌الفصل الثاني في ذكر فضائل أبي بكر الواردة فيه وحده وفيها آيات وأحاديث

‌الْفَصْل الثَّانِي فِي ذكر فَضَائِل أبي بكر الْوَارِدَة فِيهِ وَحده وفيهَا آيَات وَأَحَادِيث

أما الْآيَات

فَالْأولى قَوْله تَعَالَى وسيجنبها الأتقى الَّذِي يُؤْتِي مَاله يتزكى وَمَا لأحد عِنْد من نعْمَة تجزى إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه الْأَعْلَى ولسوف يرضى اللَّيْل 21 - 17 قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَجمعُوا أَنَّهَا نزلت فِي أبي بكر فَفِيهَا التَّصْرِيح بِأَنَّهُ أتقى من سَائِر الْأمة والأتقى هُوَ الأكرم عِنْد الله لقَوْله تَعَالَى {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} والأكرم عِنْد الله هُوَ الْأَفْضَل فنتج أَنه افضل من بَقِيَّة الْأمة وَلَا يُمكن حملهَا على عَليّ خلافًا لما افتراه بعض الجهلة لِأَن قَوْله وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى يصرفهُ عَن حمله على عَليّ لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم رباه فَلهُ عَلَيْهِ نعْمَة أَي نعْمَة تجزى وَإِذا خرج عَليّ تعين أَبُو بكر للْإِجْمَاع على أَن ذَلِك الأتقى هُوَ أَحدهمَا لَا غير

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ أَن أَبَا بكر أعتق سَبْعَة كلهم يعذب فِي الله فَأنْزل الله قَوْله وسيجنبها الأتقى إِلَى آخر السُّورَة

ص: 189

الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى وَاللَّيْل إِذا يغشى وَالنَّهَار إِذا تجلى وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى إِن سعيكم لشتى

اخْرُج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن مَسْعُود أَن أَبَا بكر اشْترى بِلَالًا من أُميَّة بن خلف وَأبي بن خلف بِبُرْدَةٍ وَعشرَة أَوَاقٍ فَأعْتقهُ لله فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة أَي إِن سعي أبي بكر وَأُميَّة وَأبي لمفترق فرقانا عَظِيما فشتان مَا بَينهمَا

الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله {ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار إِذْ يَقُول لصَاحبه لَا تحزن إِن الله مَعنا فَأنْزل الله سكينته عَلَيْهِ وأيده بِجُنُود لم تَرَوْهَا}

أجمع الْمُسلمُونَ على أَن المُرَاد بالصاحب هُنَا أَبُو بكر وَمن ثمَّ من أنكر صحبته كفر إِجْمَاعًا

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس أَن الضَّمِير فِي {فَأنْزل الله سكينته عَلَيْهِ} لأبي بكر أَي وَلَا يُنَافِيهِ وأيده بِجُنُود إرجاعا للضمير فِي كل إِلَى مَا يَلِيق بِهِ جلالة ابْن عَبَّاس قاضية بِأَنَّهُ لَوْلَا علم فِي ذَلِك نصا لما حمل الْآيَة عَلَيْهِ مَعَ مُخَالفَة ظَاهرهَا لَهُ

الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم المتقون

أخرج الْبَزَّار وَابْن عَسَاكِر أَن عليا رضي الله عنه قَالَ فِي تَفْسِيرهَا الَّذِي جَاءَ

ص: 190

بِالْحَقِّ هُوَ مُحَمَّد وَالَّذِي صدق بِهِ أَبُو بكر قَالَ ابْن عَسَاكِر هَكَذَا الرِّوَايَة بِالْحَقِّ ولعلها قِرَاءَة لعَلي

الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان

أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن شَوْذَب أَنَّهَا نزلت فِي أبي بكر

الْآيَة السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وشاورهم فِي الْأَمر}

أخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس أَنَّهَا نزلت فِي أبي بكر وَعمر وَيُؤَيِّدهُ الْخَبَر الْآتِي إِن الله أَمرنِي أَن أستشير أَبَا بكر

الْآيَة السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {فَإِن الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيل وَصَالح الْمُؤمنِينَ}

أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس رضي الله عنهم أَنَّهَا نزلت فيهمَا

الْآيَة الثَّامِنَة قَوْله تَعَالَى {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُم وَمَلَائِكَته ليخرجكم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور}

أخرج عبد بن حميد عَن مُجَاهِد لما نزل {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا} قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله مَا أنزل الله عَلَيْك خيرا إِلَّا أشركنا فِيهِ فَنزل هُوَ الَّذِي يُصَلِّي

ص: 191

عَلَيْكُم وَمَلَائِكَته ليخرجكم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور)

الْآيَة التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ إحسانا حَملته أمه كرها وَوَضَعته كرها وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا حَتَّى إِذا بلغ أشده وَبلغ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه وَأصْلح لي فِي ذريتي إِنِّي تبت إِلَيْك وَإِنِّي من الْمُسلمين أُولَئِكَ الَّذين نتقبل عَنْهُم أحسن مَا عمِلُوا ونتجاوز عَن سيآتهم فِي أَصْحَاب الْجنَّة وعد الصدْق الَّذِي كَانُوا يوعدون

أخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَن ذَلِك جَمِيعه نزل فِي أبي بكر

وَمن تَأمل ذَلِك وجد فِيهِ من عظم المنقبة لَهُ والْمنَّة عَلَيْهِ مَا لم يُوجد نَظِيره لأحد من الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم

الْآيَة الْعَاشِرَة قَوْله تَعَالَى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين

نزلت فِي أبي بكر وَعمر وَعلي رضي الله عنهم كَمَا مر ذَلِك عَن عَليّ بن الْحُسَيْن رضي الله عنهما

الْآيَة الْحَادِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى وَلَا يَأْتَلِ أولو الْفضل مِنْكُم وَالسعَة أَن يؤتوا أولي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِين والمهاجرين فِي سَبِيل الله وليعفوا وليصفحوا أَلا

ص: 192

تحبون أَن يغْفر الله لكم وَالله غَفُور رَحِيم)

نزلت كَمَا فِي البُخَارِيّ وَغَيره عَن عَائِشَة فِي أبي بكر لما حلف أَن لَا ينْفق على مسطح لكَونه كَانَ من جملَة من رمى عَائِشَة بالإفك الَّذِي تولى الله سُبْحَانَهُ براءتها مِنْهُ بِالْآيَاتِ الَّتِي أنزلهَا فِي شَأْنهَا وَلما نزلت قَالَ أَبُو بكر بلَى وَالله يَا رَبنَا إِنَّا لنحب أَن تغْفر لنا وَعَاد لَهُ بِمَا كَانَ يصنع أَي يُنْفِقهُ عَلَيْهِ

وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ أَيْضا عَنْهَا فِي حَدِيث الْإِفْك الطَّوِيل وَأنزل الله تَعَالَى إِن الَّذين جَاءُوا بالإفك عصبَة مِنْكُم الْعشْر الْآيَات كلهَا فَلَمَّا أنزل الله هَذَا فِي براءتي قَالَ ابو بكر الصّديق رضي الله عنه وَكَانَ ينْفق على مسطح بن أَثَاثَة لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقره وَالله لَا أنْفق على مسطح شَيْئا أبدا بعد الَّذِي قَالَ فِي عَائِشَة مَا قَالَ فَأنْزل الله وَلَا يَأْتَلِ أولو الْفضل مِنْكُم وَالسعَة وَذكرت الْآيَة السَّابِقَة ثمَّ قَالَت قَالَ أَبُو بكر بلَى وَالله إِنِّي لأحب أَن يغْفر الله لي فَرجع إِلَى مسطح النَّفَقَة الَّتِي كَانَ ينْفق عَلَيْهِ وَقَالَ وَالله لَا أَنْزعهَا مِنْهُ أبدا

تَنْبِيه علم من حَدِيث الْإِفْك الْمشَار إِلَيْهِ أَن من نسب عَائِشَة إِلَى الزِّنَا كَانَ كَافِرًا وَهُوَ مَا صرح بِهِ أَئِمَّتنَا وَغَيرهم لِأَن فِي ذَلِك تَكْذِيب النُّصُوص القرآنية ومكذبها كَافِر بِإِجْمَاع الْمُسلمين وَبِه يعلم الْقطع بِكفْر كثيرين من غلاة الروافض

ص: 193

لأَنهم ينسبونها إِلَى ذَلِك قَاتلهم الله أَنى يؤفكون

الْآيَة الثَّانِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {إِلَّا تنصروه فقد نَصره الله إِذْ أخرجه الَّذين كفرُوا ثَانِي اثْنَيْنِ} الْآيَة

أخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عُيَيْنَة قَالَ عَاتب الله الْمُسلمين كلهم فِي رَسُول الله إِلَّا أَبَا بكر وَحده فَإِنَّهُ خرج من المعاتبة ثمَّ قَرَأَ {إِلَّا تنصروه فقد نَصره الله} الْآيَة

وَأما الْأَحَادِيث

فَهِيَ كَثِيرَة مَشْهُورَة وَقد مر فِي الْفَصْل الثَّالِث من الْبَاب الأول مِنْهَا جملَة إِذْ الْأَرْبَعَة عشر السَّابِقَة ثمَّ الدَّالَّة على خِلَافَته وَغَيرهَا من رفيع شَأْنه وَقدره غَايَة فِي كَمَاله وغرة فِي فضائله وأفضاله فَلذَلِك بنيت عَلَيْهَا فِي الْعد هُنَا فَقلت

الحَدِيث الْخَامِس عشر أخرج الشَّيْخَانِ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رضي الله عنه أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَي النَّاس أحب إِلَيْك قَالَ (عَائِشَة) فَقلت من الرِّجَال فَقَالَ (أَبوهَا) فَقلت ثمَّ من فَقَالَ (عمر بن الْخطاب) فعد رجَالًا وَفِي رِوَايَة لست أَسأَلك عَن أهلك إِنَّمَا أَسأَلك عَن أَصْحَابك

الحَدِيث السَّادِس عشر أخرج البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن ابْن عمر رضي الله عنهما كُنَّا فِي زمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا نعدل بِأبي بكر أحدا ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان

ص: 194

ثمَّ نَتْرُك أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا نفاضل بَينهم

وَفِي رِوَايَة لَهُ أَيْضا كُنَّا نخير بَين النَّاس فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نخير أَبَا بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان

وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد كُنَّا نقُول وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَيّ أفضل أمته بعده أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان زَاد الطَّبَرَانِيّ فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلم يُنكره

وَفِي البُخَارِيّ أَيْضا عَن مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة قلت لأبي يَعْنِي عليا رضي الله عنهما أَي النَّاس خير بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بكر فَقلت ثمَّ من قَالَ عمر وخشيت أَن يَقُول عُثْمَان قلت ثمَّ أَنْت قَالَ مَا أَنا إِلَّا وَاحِد من الْمُسلمين

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر كُنَّا وَفينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نفضل أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا

وَأخرج أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة كُنَّا معشر أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن متوافرون نقُول أفضل هَذِه الْأمة بعد نبيها أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان ثمَّ نسكت

ص: 195

وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن جَابر أَن عمر قَالَ لأبي بكر يَا خير النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بكر أما أَنَّك لَو قلت ذَلِك فَلَقَد سمعته يَقُول (مَا طلعت الشَّمْس على خير من عمر) وَمر أَنه تَوَاتر عَن عَليّ خير هَذِه الْأمة بعد نبيها أَبُو بكر وَعمر وَأَنه قَالَ لَا يُفَضِّلُنِي أحد على أبي بكر وَعمر إِلَّا جلدته حد المفتري أخرجه ابْن عَسَاكِر

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن عمر قَالَ ابو بكر سيدنَا وخيرنا وأحبنا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَابْن عَسَاكِر أَن عمر صعد الْمِنْبَر ثمَّ قَالَ أَلا إِن افضل هَذِه الْأمة بعد نبيها أَبُو بكر فَمن قَالَ غير هَذَا فَهُوَ مفتر عَلَيْهِ مَا على المفتري

الحَدِيث السَّابِع عشر أخرج عبد بن حميد فِي مُسْنده وَأَبُو نعيم وَغَيرهمَا من طرق عَن أبي الدَّرْدَاء أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَا طلعت الشَّمْس وَلَا غربت على أحد أفضل من أبي بكر إِلَّا أَن يكون نَبيا) وَفِي لفظ مَا طلعت الشَّمْس على أحد بعد النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ افضل من أبي بكر وَورد أَيْضا فِي حَدِيث جَابر

ص: 196

وَلَفظه مَا طلعت الشَّمْس على أحد مِنْكُم افضل مِنْهُ

وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ وَغَيره وَله شَوَاهِد من وُجُوه أخر تقضي لَهُ بِالصِّحَّةِ أَو الْحسن وَقد أَشَارَ ابْن كثير إِلَى الحكم بِصِحَّتِهِ

الحَدِيث الثَّامِن عشر أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أسعد بن زُرَارَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن روح الْقُدس جِبْرِيل أَخْبرنِي إِن خير أمتك بعْدك أَبُو بكر)

الحَدِيث التَّاسِع عشر أخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (أَبُو بكر خير النَّاس إِلَّا أَن يكون نَبِي)

الحَدِيث الْعشْرُونَ اخْرُج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بكر صَاحِبي ومؤنسي فِي الْغَار سدوا كل خوخة فِي الْمَسْجِد غير خوخة أبي بكر)

الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ أخرج الديلمي عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 197

قَالَ (أَبُو بكر مني وَأَنا مِنْهُ وَأَبُو بكر أخي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة)

الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ اخْرُج أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل وَأخذ بيَدي فَأرَانِي بَاب الْجنَّة الَّذِي تدخل مِنْهُ أمتِي فَقَالَ أَبُو بكر وددت أَنِّي كنت مَعَك حَتَّى أنظر إِلَيْهِ فَقَالَ أما إِنَّك يَا أَبَا بكر أول من يدْخل الْجنَّة من أمتِي)

الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سَمُرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن أَبَا بكر يؤول الرُّؤْيَا وَإِن رُؤْيَاهُ الصَّالِحَة حَظه من النُّبُوَّة) أَي نصِيبه من آثَار نبوة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم المفاضة عَلَيْهِ لمزيد صدقه وتخليه لَهَا عَن سَائِر حظوظه وأغراضه وعظيم فنائه عَن نَفسه وَأَهله

الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ أخرج الديلمي عَن سَمُرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (أمرت أَن أولي الرُّؤْيَا أَبَا بكر)

الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ أخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِنَّه لَيْسَ فِي النَّاس أحد أَمن عَليّ فِي نَفسه وَمَاله من أبي بكر بن أبي قُحَافَة وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر

ص: 198

خَلِيلًا وَلَكِن خلة الْإِسْلَام افضل سدوا عني كل خوخة فِي هَذَا الْمَسْجِد غير خوخة أبي بكر

الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لأبي بكر (أَنْت عَتيق من النَّار)

الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ عَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لأبي بكر (أَنْت صَاحِبي على الْحَوْض وصاحبي فِي الْغَار)

الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ أخرج أَبُو يعلى فِي مُسْنده وَابْن سعد وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت إِنِّي لفي بَيْتِي ذَات يَوْم وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه فِي الفناء والستر بيني وَبينهمْ إِذْ أقبل أَبُو بكر فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (من سره أَن ينظر إِلَى عَتيق من النَّار فَلْينْظر إِلَى أبي بكر) وَإِن اسْمه الَّذِي سَمَّاهُ أَهله عبد الله فغلب عَلَيْهِ اسْم عَتيق

الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ أخرج الْحَاكِم عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن

ص: 199

رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأبي بكر (أيا أَبَا بكر أَنْت عَتيق الله من النَّار) فَمن يَوْمئِذٍ سمي عتيقا

الحَدِيث الثَّلَاثُونَ أخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ // بِسَنَد جيد // عَن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قَالَ كَانَ اسْم أبي بكر عبد الله فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (أَنْت عَتيق الله من النَّار) فَسُمي عتيقا

تَنْبِيه يُسْتَفَاد من هَذِه الْأَحَادِيث مَا هُوَ الْأَصَح عِنْد الْعلمَاء أَن اسْم أبي بكر عبد الله وَأَن لقبه عَتيق

الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ أخرج الْحَاكِم // بِسَنَد جيد // أَن عَائِشَة قَالَت جَاءَ الْمُشْركُونَ إِلَى أبي بكر فَقَالُوا هَل لَك إِلَى صَاحبك يزْعم أَنه أسرِي بِهِ اللَّيْلَة إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالَ وَقَالَ ذَلِك قَالُوا نعم فَقَالَ لقد صدق إِنِّي لَأُصَدِّقهُ بأبعد من ذَلِك بِخَبَر السَّمَاء غدْوَة وروحة فَلذَلِك سمي الصّديق

وَورد هَذَا الحَدِيث أَيْضا من حَدِيث أنس وَأبي هُرَيْرَة وَأم هَانِئ أسْند الْأَوَّلين ابْن عَسَاكِر وَالثَّالِث الطَّبَرَانِيّ

الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ أخرج سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن أبي وهب

ص: 200

مولى أبي هُرَيْرَة قَالَ لما رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ فَكَانَ بِذِي طوى فَقَالَ (يَا جِبْرِيل إِن قومِي لَا يصدقوني فَقَالَ يصدقك أَبُو بكر وَهُوَ الصّديق) وَوَصله الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي وهب عَن أبي هُرَيْرَة

وَأخرج الْحَاكِم عَن النزال بن سُبْرَة قُلْنَا لعَلي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أخبرنَا عَن أبي بكر فَقَالَ ذَاك امْرُؤ سَمَّاهُ الله الصّديق على لِسَان مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا // إِسْنَاده جيد // وَصَحَّ عَن حكم ابْن سعيد سَمِعت عليا يحلف لأنزل الله اسْم أبي بكر من السَّمَاء الصّديق

الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ أخرج الْحَاكِم عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا صحب النبين وَالْمُرْسلِينَ أَجْمَعِينَ وَلَا صَاحب يس أفضل من أبي بكر

الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَا لأحد عندنَا يَد إِلَّا وَقد كافيناه بهَا مَا خلا أَبَا بكر فَإِن لَهُ عندنَا يدا يُكَافِئهُ الله بهَا يَوْم الْقِيَامَة وَمَا نَفَعَنِي مَال أحد قطّ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا أَلا إِن صَاحبكُم أَي مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خَلِيل الله)

الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ اخْرُج الشَّيْخَانِ وَأحمد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن

ص: 201

أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله نُودي من أَبْوَاب الْجنَّة يَا عبد الله هَذَا خير لَك فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة دعِي من بَاب الصَّلَاة وَمن كَانَ من أهل الْجِهَاد دعِي من بَاب الْجِهَاد وَمن كَانَ من أهل الصّيام دعِي من بَاب الريان وَمن كَانَ من أهل الصَّدَقَة دعِي من بَاب الصَّدَقَة قَالَ أَبُو بكر وَهل يدعى أحد من تِلْكَ الْأَبْوَاب كلهَا قَالَ نعم وَأَرْجُو أَن تكون مِنْهُم)

الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (لَا يَنْبَغِي لقوم فيهم أَبُو بكر أَن يؤمهم غَيره) وَلِهَذَا الحَدِيث تعلق تَامّ ومناسبة ظَاهِرَة بِأَحَادِيث الْخلَافَة الْأَرْبَعَة عشر السَّابِقَة

الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أخرج الشَّيْخَانِ وَأحمد وَالتِّرْمِذِيّ عَن أبي بكر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ فِي الْغَار (يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما)

الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ اخْرُج عَبْدَانِ الْمروزِي وَابْن قَانِع عَن

ص: 202

فهزاذ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (يَا أَيهَا النَّاس احْفَظُونِي فِي أبي بكر فَإِنَّهُ لم يَسُؤْنِي مُنْذُ صحبني)

الحَدِيث الْحَادِي التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد لَا يرفعن أحد من هَذِه الْأمة كِتَابَة قبل أبي بكر)

الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن الله اتخذ لي خَلِيلًا كَمَا اتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَإِن خليلي أَبُو بكر) وَفِيه معارضته لما مر آنِفا فِي رَابِع أَحَادِيث الْخلَافَة إِلَّا أَن يحمل ذَاك على كَمَال الْخلَّة وَهَذَا على نوع مِنْهَا

الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ أخرج الْحَارِث وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن شاهين عَن معَاذ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن الله يكره فَوق سمائه أَن يُخطئ أَبُو بكر فِي الأَرْض) وَفِي رِوَايَة إِن الله يكره أَن يخطأ أَبُو بكر رِجَاله ثِقَات

ص: 203

الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا (مَا أحد عِنْدِي أعظم يدا من أبي بكر واساني بِنَفسِهِ وَمَاله وأنكحني ابْنَته

الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (رَأَيْت أَنِّي وضعت فِي كفة وَأمتِي فِي كفة فعدلتها ثمَّ وضع أَبُو بكر فِي كفة وَأمتِي فِي كفة فعدلها ثمَّ وضع عمر فِي كفة وَأمتِي فِي كفة فعدلها ثمَّ وضع عُثْمَان فِي كفة وَأمتِي فِي كفة فعدلها ثمَّ رفع الْمِيزَان

الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ أخرج مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (أرْحم أمتِي بأمتي أَبُو بكر) وَسَتَأْتِي تتمته

الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ أخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة والضياء عَن سعيد بن زيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (عشرَة فِي الْجنَّة النَّبِي فِي الْجنَّة وَأَبُو بكر

ص: 204

فِي الْجنَّة) الحَدِيث وَسَتَأْتِي تتمته أَيْضا

الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ أخرج أَحْمد والضياء عَن سعيد بن زيد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (أَبُو بكر فِي الْجنَّة) الحَدِيث وَسَيَأْتِي بِطُولِهِ

الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (رحم الله أَبَا بكر زَوجنِي ابْنَته وحملني إِلَى دَار الْهِجْرَة وَأعْتق بِلَالًا من مَاله وَمَا نَفَعَنِي مَال فِي الْإِسْلَام مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر) وَقَوله (حَملَنِي إِلَى دَار الْهِجْرَة) قد يُنَافِيهِ حَدِيث البُخَارِيّ أَنه صلى الله عليه وسلم لم يَأْخُذ الرَّاحِلَة من أبي بكر إِلَّا بِالثّمن إِلَّا أَن يجمع بِأَنَّهُ أَخذهَا أَولا بِالثّمن ثمَّ ابرأ أَبُو بكر ذمَّته للْحَدِيث وَسَتَأْتِي تتمته

الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ أخرج البُخَارِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ كنت جَالِسا

ص: 205

عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذْ اقبل أَبُو بكر فَسلم وَقَالَ إِنِّي كَانَ بيني وَبَين عمر بن الْخطاب شَيْء فأسرعت إِلَيْهِ ثمَّ نَدِمت فَسَأَلته أَن يغْفر لي فَأبى عَليّ فَأَقْبَلت إِلَيْك فَقَالَ (يغْفر الله لَك يَا أَبَا بكر يغْفر الله لَك يَا أَبَا بكر يغْفر الله لَك يَا أَبَا بكر) ثمَّ إِن عمر نَدم فَأتى منزل أبي بكر فَلم يجده فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَسلم فَجعل وَجه النَّبِي صلى الله عليه وسلم يتمعر حَتَّى أشْفق أَبُو بكر فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَنا كنت أظلم مِنْهُ أَنا كنت أظلم مِنْهُ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (إِن الله بَعَثَنِي إِلَيْكُم فقلتم كذبت وَقَالَ أَبُو بكر صدقت وواساني بِنَفسِهِ وَمَاله فَهَل أَنْتُم تاركو لي صَاحِبي فَهَل أَنْتُم تاركو لي صَاحِبي) فَمَا أوذي أَبُو بكر بعْدهَا

واخرج ابْن عدي من حَدِيث ابْن عمر رضي الله عنهما نَحوه وَفِيه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (لَا تؤذوني فِي صَاحِبي فَإِن الله بَعَثَنِي بِالْهدى وَدين الْحق فقلتم كذبت وَقَالَ أَبُو بكر صدقت وَلَوْلَا أَن الله سَمَّاهُ صاحبا لاتخذته خَلِيلًا وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام)

الحَدِيث التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْمِقْدَام قَالَ استب عقيل ابْن أبي طَالب وَأَبُو بكر قَالَ وَكَانَ أَبُو بكر سبابا أَو نسابا غير أَنه تحرج من قرَابَة

ص: 206

عقيل من النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَعْرض عَنهُ وشكاه إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن النَّاس فَقَالَ (أَلا تدعون لي صَاحِبي مَا شَأْنكُمْ وشأنه فوَاللَّه مَا مِنْكُم رجل إِلَّا على بَاب بَيته ظلمَة إِلَّا بَاب أبي بكر فَإِن على بَابه النُّور وَلَقَد قُلْتُمْ كذبت وَقَالَ أَبُو بكر صدقت وأمسكتم الْأَمْوَال وجاد لي بِمَالِه وخذلتموني وواساني واتبعني)

الحَدِيث الْخَمْسُونَ أخرج البُخَارِيّ عَن ابْن عمر قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (من جر ثَوْبه خُيَلَاء لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة) فَقَالَ أَبُو بكر إِن أحد شقي ثوبي يسترخي إِلَّا أَن أتعاهد ذَلِك مِنْهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّك لست تصنع ذَلِك خُيَلَاء)

الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ أخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (من أصبح مِنْكُم الْيَوْم صَائِما قَالَ أَبُو بكر أَنا قَالَ فَمن تبع مِنْكُم الْيَوْم جَنَازَة قَالَ أَبُو بكر أَنا قَالَ فَمن أطْعم مِنْكُم الْيَوْم مِسْكينا قَالَ أَبُو بكر أَنا قَالَ فَمن عَاد مِنْكُم الْيَوْم مَرِيضا قَالَ أَبُو بكر أَنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا اجْتَمعْنَ فِي امْرِئ إِلَّا دخل الْجنَّة) وَفِي رِوَايَة عَن أنس وَجَبت لَك الْجنَّة

ص: 207

الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ اخْرُج الْبَزَّار عَن عبد الرَّحْمَن بن ابي بكر رضي الله عنهما قَالَ صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَلَاة الصُّبْح ثمَّ اقبل على أَصْحَابه بِوَجْهِهِ فَقَالَ (من أصبح مِنْكُم الْيَوْم صَائِما فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله لم أحدث نَفسِي بِالصَّوْمِ البارحة فَأَصْبَحت مُفطرا فَقَالَ أَبُو بكر وَلَكِن حدثت نَفسِي بِالصَّوْمِ البارحة فَأَصْبَحت صَائِما فَقَالَ هَل مِنْكُم أحد الْيَوْم عَاد مَرِيضا فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله لم نَبْرَح فَكيف نعود الْمَرِيض فَقَالَ أَبُو بكر بَلغنِي أَن أخي عبد الرَّحْمَن بن عَوْف شَاك فَجعلت طريقي عَلَيْهِ لأنظر كَيفَ أصبح فَقَالَ هَل مِنْكُم من أطْعم الْيَوْم مِسْكينا فَقَالَ عمر صلينَا يَا رَسُول الله لم نَبْرَح فَقَالَ أَبُو بكر دخلت الْمَسْجِد فَإِذا سَائل فَوجدت كسرة من خبز الشّعير فِي يَد عبد الرَّحْمَن فأخذتها فدفعتها إِلَيْهِ فَقَالَ أَنْت فأبشر بِالْجنَّةِ ثمَّ قَالَ كلمة أرْضى بهَا عمر زعم أَنه لم يرد خيرا قطّ إِلَّا سبقه إِلَيْهِ أَبُو بكر كَذَا لفظ هَذَا الحَدِيث فِي النُّسْخَة الَّتِي رايتها وَفِيه مَا يحْتَاج إِلَى التَّأَمُّل

واخرج أَبُو يعلى عَن ابْن مَسْعُود قَالَ كنت فِي الْمَسْجِد أُصَلِّي فَدخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر فوجدني أَدْعُو فَقَالَ (سل تعطه) ثمَّ قَالَ (من أَرَادَ أَن يقْرَأ الْقُرْآن غضا طريا فليقرأ بِقِرَاءَة ابْن أم عبد) فَرَجَعت إِلَى منزلي فَأَتَانِي أَبُو بكر فبشرني ثمَّ أَتَانِي عمر فَوجدَ أَبَا بكر خَارِجا قد سبقه فَقَالَ

ص: 208

(إِنَّك لسباق بِالْخَيرِ)

الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ أخرج أَحْمد // بِسَنَد حسن // عَن ربيعَة الْأَسْلَمِيّ قَالَ جرى بيني وَبَين أبي بكر كَلَام فَقَالَ لي كلمة كرهتها وَنَدم فَقَالَ لي يَا ربيعَة رد عَليّ مثلهَا حَتَّى يكون قصاصا فَقلت لَا افْعَل فَقَالَ أَبُو بكر لتقولن أَو لأستعدين عَلَيْك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قلت مَا أَنا بفاعل فَانْطَلق أَبُو بكر إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقت أتلوه وَجَاء النَّاس من اسْلَمْ فَقَالُوا رحم الله أَبَا بكر أَي شَيْء يَسْتَعْدِي عَلَيْك وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَك مَا قَالَ فَقلت أَتَدْرُونَ من هَذَا هَذَا أَبُو بكر هَذَا ثَانِي اثْنَيْنِ وَهَذَا ذُو شيبَة الْمُسلمين إيَّاكُمْ لَا يلْتَفت فيراكم تنصروني عَلَيْهِ فيغضب فَيَأْتِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فَيهْلك ربيعَة قَالُوا فَمَا تَأْمُرنَا قلت ارْجعُوا وَانْطَلق أَبُو بكر وتبعته وحدي حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحَدِيث كَمَا كَانَ فَرفع إِلَيّ رَأسه فَقَالَ (يَا ربيعَة مَا لَك وَالصديق) فَقلت يَا رَسُول الله كَانَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لي كلمة كرهتها فَقَالَ لي قل لي كَمَا قلت لَك حَتَّى يكون قصاصا فأبيت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (أجل لَا ترد عَلَيْهِ وَلَكِن قل غفر الله لَك يَا أَبَا بكر) فَقلت غفر الله لَك يَا أَبَا بكر

ص: 209

الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عمر وَحسنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأبي بكر (أَنْت صَاحِبي على الْحَوْض وصاحبي فِي الْغَار ومؤنسي فِي الْغَار)

الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (إِن فِي الْجنَّة طيرا كأمثال البخاتي) قَالَ أَبُو بكر إِنَّهَا لناعمة يَا رَسُول الله قَالَ (أنعم مِنْهَا من يأكلها وَأَنت مِمَّن يأكلها) وَقد ورد هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة أنس أَيْضا

الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَمَا مَرَرْت بسماء إِلَّا وجدت فِيهَا اسْمِي مُحَمَّد رَسُول الله وَأَبُو بكر الصّديق خَلْفي)

وَورد هَذَا الحَدِيث أَيْضا من رِوَايَة ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأنس وَأبي سعيد وَأبي الدَّرْدَاء رضي الله عنهم وأسانيدها كلهَا ضَعِيفَة لَكِنَّهَا ترتقي بمجموعها إِلَى دَرَجَة الْحسن

الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ أخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو نعيم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ قُرِئت عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم {يَا أيتها النَّفس المطمئنة} فَقَالَ أَبُو

ص: 210

بكر يَا رَسُول الله إِن هَذَا لحسن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (أما إِن الْملك سيقولها لَك عِنْد الْمَوْت)

الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير قَالَ لما نزلت (وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم أَو اخْرُجُوا من دِيَاركُمْ) قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله لَو أَمرتنِي أَن أقتل نَفسِي لفَعَلت قَالَ (صدقت)

الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن شاهين فِي السّنة عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما مَوْصُولا وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ قَالَ حَدثنَا دَاوُد بن عَمْرو حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن الْورْد عَن ابْن أبي مليكَة وَتَابعه وَكِيع عَن عبد الْجَبَّار بن الْورْد أخرجه ابْن عَسَاكِر وَعبد الْجَبَّار ثِقَة وَشَيْخه ابْن أبي مليكَة إِمَام إِلَّا أَنه من هَذِه الطَّرِيق مُرْسل قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه غديرا فَقَالَ (ليسبح كل رجل إِلَى صَاحبه) فسبح كل رجل مِنْهُم إِلَى صَاحبه حَتَّى بَقِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر فسبح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى أبي بكر حَتَّى اعتنقه فَقَالَ (لَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلكنه صَاحِبي)

ص: 211

الحَدِيث السِّتُّونَ اخْرُج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق صَدَقَة بن مَيْمُون الْقرشِي عَن سُلَيْمَان بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (خِصَال الْخَيْر ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ خصْلَة إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا جعل فِيهِ خصْلَة مِنْهَا بهَا يدْخل الْجنَّة) فَقَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه يَا رَسُول الله أَفِي شَيْء مِنْهَا قَالَ (نعم جَمِيعًا من كل)

واخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق آخر أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ خِصَال الْخَيْر ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ) فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله لي مِنْهَا شَيْء قَالَ (كلهَا فِيك فهنيئا لَك يَا أَبَا بكر)

الحَدِيث الْحَادِي وَالسِّتُّونَ اخْرُج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق مجمع الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه قَالَ إِن كَانَت حَلقَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لتشتبك حَتَّى تصير كالإسوار وَإِن مجْلِس أبي بكر مِنْهَا لفارغ مَا يطْمع فِيهِ أحد من النَّاس فَإِذا جَاءَ أَبُو بكر جلس ذَلِك الْمجْلس وَأَقْبل عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ وَألقى إِلَيْهِ حَدِيثه وَيسمع النَّاس

الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (حب أبي بكر وشكره وَاجِب على كل أمتِي)

ص: 212

واخرج مثله من حَدِيث سهل بن سعد

الحَدِيث الثَّالِث وَالسِّتُّونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (النَّاس كلهم يحاسبون إِلَّا أَبَا بكر)

الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ اخْرُج أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَا نَفَعَنِي مَال قطّ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر) فَبكى أَبُو بكر وَقَالَ هَل أَنا وَمَالِي إِلَّا لَك يَا رَسُول الله

وَأخرج أَبُو يعلى من حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها مَرْفُوعا مثله قَالَ ابْن كثير مَرْوِيّ أَيْضا من حَدِيث عَليّ وَابْن عَبَّاس وَأنس وَجَابِر بن عبد الله وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنهم

وَأخرجه الْخَطِيب عَن ابْن الْمسيب مُرْسلا وَزَاد وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقْضِي فِي مَال ابي بكر كَمَا يقْضِي فِي مَال نَفسه

ص: 213

واخرج ابْن عَسَاكِر من طرق عَن عَائِشَة وَعُرْوَة رضي الله عنهما أَن أَبَا بكر اسْلَمْ يَوْم أسلم لَهُ أَرْبَعُونَ ألف دِينَار وَفِي لفظ أَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم فأنفقها على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ أخرج الْبَغَوِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَعِنْده ابو بكر الصّديق وَعَلِيهِ عباءة قد خللها فِي صَدره بخلال فَنزل عَلَيْهِ جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَالِي أرى أَبَا بكر عَلَيْهِ عباءة قد خللها فِي صَدره بخلال فَقَالَ يَا جِبْرِيل أنْفق مَاله عَليّ قبل الْفَتْح قَالَ فَإِن الله يقْرَأ عليه السلام وَيَقُول قل لَهُ أراض أَنْت عني فِي فقرك هَذَا أم ساخط فَقَالَ أَبُو بكر أَسخط على رَبِّي أَنا عَن رَبِّي رَاض أَنا عَن رَبِّي رَاض أَنا عَن رَبِّي رَاض) // وَسَنَده غَرِيب ضَعِيف جدا //

واخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود رضي الله عنهم مثله // وَسَنَدهمَا ضَعِيف // أَيْضا وَابْن عَسَاكِر نَحوه من حَدِيث ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما

وَأخرج الْخَطِيب // بِسَنَد واه // عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (هَبَط جِبْرِيل عليه السلام وَعَلِيهِ طنفسة متخلل بهَا فَقلت يَا جِبْرِيل مَا هَذَا قَالَ إِن الله تَعَالَى أَمر الْمَلَائِكَة أَن تتخلل فِي السَّمَاء لتخلل أبي بكر فِي الأَرْض)

ص: 214

قَالَ ابْن كثير وَهَذَا مُنكر جدا وَلَوْلَا أَن هَذَا وَالَّذِي قبله يتداوله كثير من النَّاس لَكَانَ الْإِعْرَاض عَنْهُمَا أولى

الحَدِيث السَّادِس وَالسِّتُّونَ صَحَّ عَن عمر أَنه قَالَ أمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن نتصدق فَوَافَقَ ذَلِك مَالا عِنْدِي فَقلت الْيَوْم أسبق أَبَا بكر إِن سبقته يَوْمًا فَجئْت بِنصْف مَالِي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (مَا أبقيت لأهْلك) قلت مثله فَأتى أَبُو بكر بِكُل مَا عِنْده فَقَالَ يَا أَبَا بكر مَا أبقيت لأهْلك قَالَ أبقيت لَهُم الله وَرَسُوله فَقلت لَا اسبقه إِلَى شَيْء أبدا

الحَدِيث السَّابِع وَالسِّتُّونَ أخرج ابْن عَسَاكِر أَنه قيل لأبي بكر فِي مجمع من الصَّحَابَة هَل شربت الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ أعوذ بِاللَّه فَقيل وَلم قَالَ كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي فَإِن من شرب الْخمر كَانَ مضيعا فِي عرضه ومروءته فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ صدق أَبُو بكر صدق أَبُو بكر) // وَهُوَ مُرْسل غَرِيب سندا ومتنا //

وَأخرج ابْن عَسَاكِر // بِسَنَد صَحِيح // عَن عَائِشَة قَالَت وَالله مَا قَالَ أَبُو بكر شعرًا قطّ فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام وَلَقَد ترك هُوَ وَعُثْمَان شرب الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة

ص: 215

وَأخرج أَبُو نعيم // بِسَنَد جيد // عَنْهَا قَالَت لقد حرم أَبُو بكر الْخمر على نَفسه فِي الْجَاهِلِيَّة

الحَدِيث الثَّامِن وَالسِّتُّونَ أخرج أَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَا كلمت فِي الْإِسْلَام أحدا إِلَّا أبي عَليّ وراجعني الْكَلَام إِلَّا ابْن أبي قُحَافَة فَإِنِّي لم ُأكَلِّمهُ فِي شَيْء إِلَّا قبله واستقام عَلَيْهِ)

وَفِي رِوَايَة لِابْنِ إِسْحَاق (مَا دَعَوْت أحدا إِلَى الْإِسْلَام إِلَّا كَانَت لَهُ عَنهُ كبوة وَتردد وَنظر إِلَّا أَبَا بكر مَا عتم أَي تلبث عَنهُ حِين ذكرته وَمَا تردد فِيهِ)

قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا لِأَنَّهُ كَانَ يرى دَلَائِل نبوة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَيسمع آثاره قبل دَعوته فحين دَعَاهُ كَانَ سبق لَهُ فِيهِ تفكر وَنظر فَأسلم فِي الْحَال

وَيُؤَيّد مَا قَالَه مَا أخرجه أَبُو نعيم عَن فرات بن السَّائِب قَالَ سَأَلت مَيْمُون بن مهْرَان عَليّ أفضل عنْدك أم أَبُو بكر وَعمر قَالَ فارتعد حَتَّى سَقَطت عَصَاهُ من يَده ثمَّ قَالَ مَا كنت أَظن أَن أبقى إِلَى زمَان يعدل بهما لله درهما كَانَا رَأس الْإِسْلَام قلت فَأَبُو بكر كَانَ أول إسلاما أَو عَليّ قَالَ وَالله لقد آمن أَبُو بكر بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زمن بحيرا الراهب حِين مر بِهِ وَاخْتلف فِيمَا بَينه وَبَين خَدِيجَة حَتَّى

ص: 216

أنْكحهَا إِيَّاه وَذَلِكَ كُله قبل أَن يُولد عَليّ

وَصَحَّ عَن زيد بن أَرقم أول من صلى مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَبُو بكر

الحَدِيث التَّاسِع وَالسِّتُّونَ وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي بكر أَنه قَالَ أَلَسْت أَحَق النَّاس بهَا أَي الْخلَافَة أَلَسْت أول من اسْلَمْ الحَدِيث

وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَعبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن الشّعبِيّ قَالَ سَأَلت ابْن عَبَّاس أَي النَّاس كَانَ أول إسلاما قَالَ أَبُو بكر ألم تسمع إِلَى قَول حسان

(إِذا تذكرت شجوا من أخي ثِقَة

فاذكر أَخَاك أَبَا بكر بِمَا فعلا)

(خير الْبَريَّة أتقاها وأعدلها

إِلَى النَّبِي وأوفاها بِمَا حملا)

(وَالثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُود مشهده

وَأول النَّاس مِنْهُم صدق الرسلا)

ص: 217

وَمن ثمَّ ذهب خلائق من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَغَيرهم إِلَى أَنه أول النَّاس إسلاما بل ادّعى بَعضهم عَلَيْهِ الْإِجْمَاع

وَجمع بَين هَذَا وَغَيره من الْأَحَادِيث المنافية لَهُ بِأَنَّهُ أول الرِّجَال إسلاما وَخَدِيجَة أول النَّاس فِي النِّسَاء وَعلي أول الصّبيان وَزيد أول الموَالِي وبلال أول الأرقاء وَخَالف فِي ذَلِك ابْن كثير فَقَالَ الظَّاهِر أَن أهل بَيته صلى الله عليه وسلم آمنُوا قبل كل أحد زَوجته خَدِيجَة ومولاه زيد وَزَوجته أم أَيمن وَعلي وورقة وَيُؤَيِّدهُ مَا صَحَّ عَن سعد بن أبي وَقاص أَنه اسْلَمْ قبله أَكثر من خَمْسَة قَالَ وَلَكِن كَانَ خيرنا إسلاما

الحَدِيث السبعون أخرج أَبُو يعلى وَأحمد وَالْحَاكِم عَن عَليّ قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم بدر وَلأبي بكر (مَعَ أحد كَمَا جِبْرِيل وَمَعَ الآخر مِيكَائِيل)

الحَدِيث الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ أخرج تَمام فِي فَوَائده وَابْن عَسَاكِر عَن عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول (أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ إِن الله يَأْمُرك أَن تستشير أَبَا بكر)

ص: 218