المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالث في ذكر فضائل أبي بكر الواردة فيه مع ضميمة غيره كعمر وعثمان وعلي وغيرهم إليه - الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة - جـ ١

[ابن حجر الهيتمي]

فهرس الكتاب

- ‌فالمقدمات

- ‌الْمُقدمَة الأولى

- ‌الْمُقدمَة الثَّانِيَة

- ‌الْمُقدمَة الثَّالِثَة

- ‌الْفَصْل الأول فِي بَيَان كيفيتها

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي بَيَان انْعِقَاد الْإِجْمَاع على وَلَا يته رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي النُّصُوص السمعية الدَّالَّة على خِلَافَته رضي الله عنه من الْقُرْآن وَالسّنة

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِي بَيَان أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَل نَص على خلَافَة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الْخَامِس فِي ذكر شبه الشِّيعَة والرافضة وَنَحْوهمَا وَبَيَان بُطْلَانهَا بأوضح الْأَدِلَّة وأظهرها

- ‌خَاتِمَة

- ‌الْفَصْل الأول فِي ذكر أفضليتهم على هَذَا التَّرْتِيب وَفِي تَصْرِيح عَليّ بأفضلية الشَّيْخَيْنِ على سَائِر الْأمة وَفِي بطلَان مَا زَعمه الرافضة والشيعة من أَن ذَلِك مِنْهُ قهر وتقية

- ‌خَاتِمَة

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي ذكر فَضَائِل أبي بكر الْوَارِدَة فِيهِ وَحده وفيهَا آيَات وَأَحَادِيث

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي ذكر فَضَائِل أبي بكر الْوَارِدَة فِيهِ مَعَ ضميمة غَيره كعمر وَعُثْمَان وَعلي وَغَيرهم إِلَيْهِ

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِيمَا ورد من كَلَام الْعَرَب وَالصَّحَابَة وَالسَّلَف الصَّالح فِي فَضله

- ‌الْفَصْل الأول فِي حقية خِلَافَته رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي اسْتِخْلَاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما فِي مرض مَوته ونقدم عَلَيْهِ سَبَب مَوته

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي سَبَب تَسْمِيَته بأمير الْمُؤمنِينَ دون خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الْفَصْل الأول فِي إِسْلَامه

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي تَسْمِيَته بالفاروق

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي هجرته

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِي فضائله

- ‌الْفَصْل الْخَامِس فِي ثَنَاء الصَّحَابَة وَالسَّلَف عَلَيْهِ رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل السَّادِس فِي موافقات عمر لِلْقُرْآنِ وَالسّنة والتوراة

- ‌الْفَصْل السَّابِع فِي كراماته رضي الله عنه

- ‌خَاتِمَة فِي نبذ سيرته رضي الله عنه

- ‌فِي خلَافَة عُثْمَان رضي الله عنه

- ‌فِي فضائله ومآثره رضي الله عنه وَفِيه فُصُول

- ‌الْفَصْل الأول فِي إِسْلَامه وهجرته وَغَيرهمَا

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي فضائله رضي الله عنه

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي نبذ من مآثره وَبَقِيَّة غرر من فضائله وَفِيمَا أكْرمه الله بِهِ من الشَّهَادَة الَّتِي وعده بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأخْبر وَهُوَ الصَّادِق المصدوق أَنه مظلوم وَأَنه يَوْمئِذٍ على الْهدى

- ‌تَتِمَّة نقم الْخَوَارِج عَلَيْهِ رضي الله عنه أمورا هُوَ مِنْهَا بَرِيء

- ‌مقتل عُثْمَان وَخِلَافَة عَليّ رضي الله عنهما

الفصل: ‌الفصل الثالث في ذكر فضائل أبي بكر الواردة فيه مع ضميمة غيره كعمر وعثمان وعلي وغيرهم إليه

‌الْفَصْل الثَّالِث فِي ذكر فَضَائِل أبي بكر الْوَارِدَة فِيهِ مَعَ ضميمة غَيره كعمر وَعُثْمَان وَعلي وَغَيرهم إِلَيْهِ

وأفردت بترجمة لما بَينهَا وَبَين الأولى من نوع مُغَايرَة بِاعْتِبَار السِّيَاق وَأما من حَيْثُ إفادتها أَفضَلِيَّة أبي بكر وتشريفه فَهِيَ مَعَ مَا قبلهَا جنس وَاحِد فَلِذَا بنيت عدهَا على عد الأولى فَقلت

الحَدِيث الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ أخرج الْحَاكِم فِي الكنى وَابْن عدي فِي الْكَامِل والخطيب فِي تَارِيخه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (أَبُو بكر وَعمر خير الْأَوَّلين والآخرين وَخير أهل السَّمَوَات وَخير أهل الأَرْض إِلَّا النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ)

الحَدِيث الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء مَرْفُوعا اقتدوا بالذين من بعدِي أبي بكر وَعمر فَإِنَّهُمَا حَبل الله الْمَمْدُود من تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى الَّتِي لَا انفصام لَهَا وَله طرق أُخْرَى مرت فِي أَحَادِيث الْخلَافَة

ص: 219

الحَدِيث الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ أخرج أَبُو نعيم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِذا أَنا مت وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَمُوت فمت)

الحَدِيث الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ أخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (نعم الرجل أَبُو بكر نعم الرجل عمر)

الحَدِيث السَّادِس وَالسَّبْعُونَ اخْرُج التِّرْمِذِيّ عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَا من نَبِي إِلَّا وَله وزيران من أهل السَّمَاء ووزيران من أهل الأَرْض فَأَما وزيراي من أهل السَّمَاء فجبريل وَمِيكَائِيل وَأما وزيراي من أهل الأَرْض فَأَبُو بكر وَعمر)

الحَدِيث السَّابِع وَالسَّبْعُونَ أخرج أَحْمد والشيخان وَالنَّسَائِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول (وَبينا رَاع فِي غنمه عدا عَلَيْهِ الذِّئْب فَأخذ مِنْهُ شَاة فَطَلَبه الرَّاعِي فَالْتَفت إِلَيْهِ الذِّئْب فَقَالَ من لَهَا يَوْم السَّبع يَوْم لَا راعي لَهَا غَيْرِي وَبينا رجل يَسُوق بقرة قد حمل عَلَيْهَا فَالْتَفت إِلَيْهِ فكلمته فَقَالَت إِنِّي لم أخلق لهَذَا وَلَكِنِّي خلقت للحرث) قَالَ النَّاس سُبْحَانَ الله قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 220

(فَإِنِّي أومن بذلك وَأَبُو بكر وَعمر) وَمَا ثمَّ أَبُو بكر وَعمر

أَي لم يَكُونَا فِي الْمجْلس شهد لَهما صلى الله عليه وسلم بِالْإِيمَان لعلمه بِكَمَال إيمانهما

وَفِي رِوَايَة بَينا رجل رَاكب على بقرة فالتفتت إِلَيْهِ فَقَالَت لَهُ لم أخلق لهَذَا إِنَّمَا خلقت للحرث فَإِنِّي أومن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر وَبينا رجل فِي غنمه إِذْ عدا الذِّئْب فَذهب مِنْهَا بِشَاة فَطَلَبه حَتَّى استنقذها مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْب استنقذتها مني فَمن لَهَا يَوْم السَّبع يَوْم لَا راعي لَهَا غَيْرِي فَإِنِّي أومن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر

الحَدِيث الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ أخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي سعيد وَالطَّبَرَانِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر وَعَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي (ص) قَالَ (إِن أهل الدَّرَجَات العلى ليراهم من هُوَ أَسْفَل مِنْهُم كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّي فِي أفق السَّمَاء وَإِن أَبَا بكر وَعمر مِنْهُم وأنعما)

ص: 221

الحَدِيث التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن أبي سعيد (إِن أهل عليين ليشرف أحدهم على الْجنَّة فيضيء وَجهه لأهل الْجنَّة كَمَا يضيء الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لأهل الدُّنْيَا وَإِن أَبَا بكر وَعمر مِنْهُم وأنعما

الحَدِيث الثَّمَانُونَ أخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عَليّ وَابْن ماجة عَنهُ أَيْضا وَعَن أبي جُحَيْفَة أَبُو يعلى فِي مُسْنده والضياء فِي المختارة عَن أنس وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن جَابر وَعَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (هَذَانِ سيدا كهول أهل الْجنَّة من الْأَوَّلين والآخرين إِلَّا النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ) يَعْنِي أيا بكر وَعمر

وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر

الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عبد الله بن حنْطَب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رأى أَبَا بكر وَعمر فَقَالَ (هَذَانِ

ص: 222

السّمع وَالْبَصَر)

وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر وَابْن عَمْرو

الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ أخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ابْن عَبَّاس والخطيب عَن جَابر وَأَبُو يعلى أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (أَبُو بكر وَعمر مني بِمَنْزِلَة السّمع وَالْبَصَر من الرَّأْس)

الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن الله أيدني بأَرْبعَة وزراء اثْنَيْنِ من أهل السَّمَاء جِبْرِيل وَمِيكَائِيل واثنين من أهل الأَرْض أبي بكر وَعمر)

الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (إِن لكل نَبِي خَاصَّة من أَصْحَابه وَإِن خاصتي من أَصْحَابِي أَبُو بكر وَعمر)

ص: 223

الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن أبي ذَر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن لكل نَبِي وزيرين وزيراي وصاحباي أَبُو بكر وَعمر)

الحَدِيث السَّادِس وَالثَّمَانُونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ وَالزُّبَيْر مَعًا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (خير أمتِي بعدِي أَبُو بكر وَعمر)

الحَدِيث السَّابِع وَالثَّمَانُونَ أخرج الْخَطِيب فِي تَارِيخه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (سيدا كهول أهل الْجنَّة أَبُو بكر وَعمر وَإِن أَبَا بكر فِي الْجنَّة مثل الثريا فِي السَّمَاء)

الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ أخرج ابْن النجار عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (مَا قدمت أَبَا بكر وَعمر لَكِن الله قدمهما)

الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ أخرج ابْن قَانِع عَن الْحجَّاج السَّهْمِي أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (من رَأَيْتُمُوهُ يذكر أَبَا بكر وَعمر بِسوء فَإِنَّمَا يُرِيد الْإِسْلَام)

الحَدِيث التِّسْعُونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (الْقَائِم بعدِي فِي الْجنَّة وَالَّذِي يقوم بعده فِي الْجنَّة وَالثَّالِث وَالرَّابِع فِي الْجنَّة)

الحَدِيث الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (أَرْبَعَة لَا يجْتَمع حبهم فِي قلب مُنَافِق وَلَا يُحِبهُمْ إِلَّا مُؤمن أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي)

الحَدِيث الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (رحم الله أَبَا بكر زَوجنِي ابْنَته وحملني إِلَى دَار الْهِجْرَة وَأعْتق

ص: 224

الْقَائِم بعدِي فِي الْجنَّة وَالَّذِي يقوم بعده فِي الْجنَّة وَالثَّالِث وَالرَّابِع فِي الْجنَّة

الحَدِيث الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ أخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أَرْبَعَة لَا يجْتَمع حبهم فِي قلب من مُنَافِق وَلَا يُحِبهُمْ إِلَّا مُؤمن أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي

الحَدِيث الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ رحم الله أَبَا بكر زَوجنِي ابْنَته وحملني إِلَى دَار الْهِجْرَة وَأعْتق بِلَالًا من مَاله وَمَا نَفَعَنِي مَال فِي الْإِسْلَام مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر رحم الله عمر يَقُول الْحق وَإِن كَانَ مرا لقد تَركه الْحق وَمَاله من صديق رحم الله عُثْمَان تَسْتَحي مِنْهُ الْمَلَائِكَة وجهز جَيش الْعسرَة وَزَاد فِي مَسْجِدنَا حَتَّى وسعنا رحم الله عليا اللَّهُمَّ أدر الْحق مَعَه حَيْثُ دَار)

الحَدِيث الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ أخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة والضياء عَن سعيد بن زيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (عشرَة فِي الْجنَّة النَّبِي فِي الْجنَّة وَأَبُو بكر فِي الْجنَّة وَعمر فِي الْجنَّة وَعُثْمَان فِي الْجنَّة وَعلي فِي الْجنَّة وَطَلْحَة فِي الْجنَّة وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فِي الْجنَّة وَسعد بن مَالك فِي الْجنَّة أَي وَهُوَ سعد بن أبي وَقاص وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي الْجنَّة وَسَعِيد بن زيد فِي الْجنَّة) وَأخرجه بِمَعْنَاهُ أَحْمد

ص: 225

والضياء عَن سعيد بن زيد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف

الحَدِيث الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ أخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (نعم الرجل أَبُو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثَابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معَاذ بن جبل نعم الرجل معَاذ بن عَمْرو بن الجموح نعم الرجل سُهَيْل بن بَيْضَاء)

الحَدِيث الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ أخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن انس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (أرْحم أمتِي بأمتي أَبُو بكر وأشدهم فِي دين الله عمر وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كَعْب وأفرضهم زيد بن ثَابت وأعلمهم بالحلال وَالْحرَام معَاذ بن جبل وَلكُل أمة أَمِين وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح)

وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط أرْحم أمتِي بأمتي أَبُو بكر وأرفق أمتِي لأمتي عمر وأصدق أمتِي حَيَاء عُثْمَان وأقضى أمتِي عَليّ بن أبي طَالب وأعلمهم بالحلال وَالْحرَام معَاذ بن جبل يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة أَمَام الْعلمَاء وأقرأ أمتِي أبي بن كَعْب وأفرضها زيد بن ثَابت وَقد أُوتِيَ عُوَيْمِر عبَادَة يَعْنِي أَبَا الدَّرْدَاء

وَفِي أُخْرَى عِنْد ابْن عَسَاكِر أرْحم أمتِي أَبُو بكر الصّديق وَأَحْسَنهمْ خلقا أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وأصدقهم لهجة أَبُو ذَر وأشدهم فِي الْحق عمر وأقضاهم

ص: 226

عَليّ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

وَفِي أُخْرَى عَن الْعقيلِيّ أرْحم هَذِه الْأمة بهَا أَبُو بكر وَأَقْوَاهُمْ فِي دين الله عمر وافرضهم زيد بن ثَابت وأقضاهم عَليّ بن أبي طَالب وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان بن عَفَّان وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح واقرؤهم لكتاب الله عز وجل أبي بن كَعْب وابو هُرَيْرَة وعَاء من الْعلم وسلمان عَالم لَا يدْرك ومعاذ بن جبل أعلم النَّاس بحلال الله وَحَرَامه وَمَا أظلت الخضراء وَلَا أقلت الغبراء من ذِي لهجة أصدق من أبي ذَر

وَفِي الْأُخْرَى لأبي يعلى أرأف أمتِي بأمتي أَبُو بكر وأشدهم فِي الدّين عمر وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان وأقضاهم عَليّ وافرضهم زيد بن ثَابت واقرؤهم أبي وأعلمهم الْحَلَال وَالْحرَام معَاذ بن جبل أَلا وَإِن لكل أمة أَمينا وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح

الحَدِيث السَّادِس وَالتِّسْعُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ عَن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يخرج عَن أَصْحَابه من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وهم جُلُوس فيهم أَبُو بكر وَعمر فَلَا يرفع إِلَيْهِ أحد مِنْهُم بَصَره إِلَّا أَبُو بكر وَعمر فَإِنَّهُمَا كَانَا ينْظرَانِ إِلَيْهِ وَينظر إِلَيْهِمَا ويبتسمان إِلَيْهِ ويبتسم إِلَيْهِمَا

ص: 227

الحَدِيث السَّابِع وَالتِّسْعُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن عمر وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذَات يَوْم فَدخل الْمَسْجِد وَأَبُو بكر وَعمر أَحدهمَا عَن يَمِينه وَالْآخر عَن شِمَاله وَهُوَ آخذ بأيديهما وَقَالَ (هَكَذَا نبعث يَوْم الْقِيَامَة)

الحَدِيث الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ أخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (أَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض ثمَّ أَبُو بكر ثمَّ عمر)

الحَدِيث التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ أخرج الْبَزَّار عَن أبي أروى الدوسي قَالَ كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأقبل أَبُو بكر وَعمر فَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي أيدني بكما) وَورد هَذَا أَيْضا من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط

الحَدِيث المكمل للمائة أخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن أنس مَرْفُوعا إِنِّي لأرجو لأمتي فِي حبهم لأبي بكر وَعمر مَا أَرْجُو لَهُم فِي قَول لَا إِلَه إِلَّا الله الحَدِيث الأول بعد الْمِائَة أخرج أَبُو يعلى عَن عمار بن يَاسر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (أَتَانِي جِبْرِيل آنِفا فَقلت يَا جِبْرِيل حَدثنِي بفضائل عمر بن الْخطاب

ص: 228

فَقَالَ لَو حدثتك بفضائل عمر مُنْذُ مَا لبث نوح فِي قومه مَا نفدت فَضَائِل عمر وَإِن عمر حَسَنَة من حَسَنَات أبي بكر)

الحَدِيث الثَّانِي بعد الْمِائَة أخرج أَحْمد عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأبي بكر وَعمر (لَو اجتمعتما فِي مشورة مَا خالفتكما) وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب

الحَدِيث الثَّالِث بعد الْمِائَة أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سهل قَالَ لما قدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم من حجَّة الْوَدَاع صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (يَا أَيهَا النَّاس إِن أَبَا بكر لم يَسُؤْنِي قطّ فاعرفوا لَهُ ذَلِك أَيهَا النَّاس إِنِّي رَاض عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف والمهاجرين والأولين فاعرفوا ذَلِك لَهُم)

ص: 229

الحَدِيث الرَّابِع بعد الْمِائَة أخرج ابْن سعد عَن بسطَام بن أسلم قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وَعمر (لَا يتأمر عَلَيْكُمَا أحد بعدِي)

الحَدِيث الْخَامِس بعد الْمِائَة اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن أنس مَرْفُوعا (حب أبي بكر وَعمر إِيمَان وبغضهما كفر)

الحَدِيث السَّادِس بعد الْمِائَة أخرج ابْن عَسَاكِر أَيْضا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ حب أبي بكر وَعمر من السّنة

الحَدِيث السَّابِع بعد الْمِائَة أخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو حَاتِم عَن أنس قَالَ صعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان أحدا فَرَجَفَ بهم فَضَربهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِرجلِهِ وَقَالَ (اثْبتْ أحد فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان)

وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ ذَلِك ليبين أَن هَذِه الرجفة لَيست كرجفة الْجَبَل بِقوم مُوسَى لما

ص: 230

حرفوا الْكَلم لِأَن تِلْكَ رَجْفَة غضب وَهَذِه هزة الطَّرب وَلذَا نَص على مقَام النُّبُوَّة والصديقية وَالشَّهَادَة الْمُوجبَة لسرور مَا اتَّصَلت بِهِ لَا لرجفانه فَأقر الْجَبَل بذلك وَاسْتقر

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ عَن عُثْمَان أَنه صلى الله عليه وسلم كَانَ على ثبير بِمَكَّة وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَأَنا فَتحَرك الْجَبَل حَتَّى تساقطت حجارته بالحضيض أَي قَرَار الأَرْض عَن مُنْقَطع الْجَبَل فركضه أَي ضربه بِرجلِهِ وَقَالَ (اسكن ثبير فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان)

وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ على حراء هُوَ وَأَبُو بكر وَعُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فتحركت الصَّخْرَة فال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (اسكن حراء فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شهيدان)

وَفِي رِوَايَة لَهُ وَسعد بن أبي وَقاص وَلم يذكر عليا

وخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَلم يذكر سَعْدا

وَفِي رِوَايَة لَهُ كَانَ عَلَيْهِ الْعشْرَة إِلَّا أَبَا عُبَيْدَة

وَهَذِه الرِّوَايَات مَحْمُولَة على أَنَّهَا وقائع تَكَرَّرت وَلَا نظر إِلَى الْمُنَازعَة فِيهَا بِأَن الْمخْرج مُتحد لصِحَّة أَحَادِيث كل فَتعين الْجمع بَينهمَا بذلك وَفِي مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا يُؤَيّد التَّعَدُّد

ص: 231

الحَدِيث الثَّامِن بعد الْمِائَة أخرج مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي الزهريات عَن أبي ذَر قَالَ هجرت يَوْمًا من الْأَيَّام فَإِذا النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد خرج من بَيته فَسَأَلت عَنهُ الْخَادِم فَأَخْبرنِي عَنهُ أَنه بِبَيْت عَائِشَة فَأَتَيْته وَهُوَ جَالس لَيْسَ عِنْده أحد من النَّاس وَكَانَ حِينَئِذٍ أرى أَنه فِي وَحي فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام ثمَّ قَالَ لي (مَا جَاءَ بك قلت الله وَرَسُوله أعلم فَأمرنِي أَن أَجْلِس فَجَلَست إِلَى جنبه لَا أسأله عَن شَيْء إِلَّا ذكره لي فَمَكثَ غير كثير فجَاء أَبُو بكر يمشي مسرعا فَسلم عَلَيْهِ فَرد عليه السلام ثمَّ قَالَ (مَا جَاءَ بك قَالَ جَاءَ بِي الله وَرَسُوله فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَن اجْلِسْ فَجَلَسَ إِلَى ربوة مُقَابل النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثمَّ جَاءَ عمر فَفعل مثل ذَلِك وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذَلِك وَجلسَ إِلَى جنب أبي بكر ثمَّ جَاءَ عُثْمَان كَذَلِك وَجلسَ إِلَى جنب عمر ثمَّ قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على حَصَيَات سبع أَو تسع أَو مَا قرب من ذَلِك فسبحن فِي يَده حَتَّى سمع لَهُنَّ حنين كحنين النَّحْل فِي كف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ ناولهن أَبَا بكر وجاوزني فسبحن فِي كف أبي بكر ثمَّ أخذهن مِنْهُ فوضعهن فِي الأَرْض فخرسن وصرن حَصى ثمَّ ناولهن عمر فسبحن فِي كَفه كَمَا سبحن فِي كف أبي بكر ثمَّ أخذهن مِنْهُ فوضعهن فِي الأَرْض فخرسن ثمَّ ناولهن عُثْمَان فسبحن فِي كَفه كنحو مَا سبحن فِي كف أبي بكر وَعمر ثمَّ أخذهن فوضعهن فِي الأَرْض فخرسن)

وَأخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي ذَر أَيْضا لَكِن بِلَفْظ تنَاول النَّبِي صلى الله عليه وسلم سبع حَصَيَات فسبحن فِي يَده حَتَّى سَمِعت لَهُنَّ حنينا ثمَّ وضعهن فِي يَد أبي بكر فسبحن ثمَّ وضعهن فِي يَد عمر فسبحن ثمَّ وضعهن فِي يَد

ص: 232

عُثْمَان فسبحن زَاد الطَّبَرَانِيّ فَسمع تسبيحهن من فِي الْحلقَة ثمَّ دفعهن إِلَيْنَا فَلم يسبحْنَ مَعَ أحد منا

وَتَأمل سر مَا فِي الرِّوَايَة الأولى من إِعْطَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم إياهن لأبي بكر من يَده من قبل وضعهن بِالْأَرْضِ بِخِلَافِهِ فِي عمر وَعُثْمَان تعلم أَن ذَلِك كُله لمزيد قرب أبي بكر حَتَّى صير يَده لَيست أَجْنَبِيَّة من يَد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلم يفصل بَينهمَا بِزَوَال حَيَاة تِلْكَ الحصيات بِخِلَافِهِ فِي عمر وَعُثْمَان

الحَدِيث التَّاسِع بعد الْمِائَة أخرج الملا فِي سيرته أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِن الله افْترض عَلَيْكُم حب أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي كَمَا افْترض الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصَّوْم وَالْحج فَمن أنكر فَضلهمْ فَلَا تقبل مِنْهُ الصَّلَاة وَلَا الزَّكَاة وَلَا الصَّوْم وَلَا الْحَج)

الحَدِيث الْعَاشِر بعد الْمِائَة أخرج الْحَافِظ السلَفِي فِي مشيخته من حَدِيث أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (حب أبي بكر وَاجِب على أمتِي)

الحَدِيث الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة أخرج الشَّيْخَانِ وَأحمد وَغَيرهم عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رضي الله عنه أَنه خرج إِلَى الْمَسْجِد فَسَأَلَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 233

فَقَالُوا توجه هَهُنَا فَخرجت فِي إثره حَتَّى دخل بِئْر أريس فَجَلَست عِنْد الْبَاب وبابها من جريد حَتَّى قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَاجته فَتَوَضَّأ فَقُمْت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ جَالس على بِئْر أريس وتوسط قفها أَي رَأسهَا فَجَلَست عِنْد الْبَاب فَقلت لأكونن بوابا للنَّبِي صلى الله عليه وسلم الْيَوْم فجَاء أَبُو بكر فَدفع الْبَاب فَقلت من هَذَا فَقَالَ أَبُو بكر فَقلت على رسلك ثمَّ ذهبت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت هَذَا أَبُو بكر يسْتَأْذن فَقَالَ (ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ) فَأَقْبَلت حَتَّى قلت لأبي بكر ادخل وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بِالْجنَّةِ فَدخل أَبُو بكر فَجَلَسَ عَن يَمِين رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَعَه فِي القف ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر كَمَا صنع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عَن سَاقيه ثمَّ رجعت فَجَلَست وَقد تركت أخي يتَوَضَّأ فَقلت إِن يرد الله بفلان خيرا يَعْنِي أَخَاهُ يَأْتِ بِهِ فَإِذا إِنْسَان يُحَرك الْبَاب فَقلت من هَذَا على الْبَاب قَالَ عمر بن الْخطاب فَقلت على رسلك ثمَّ جِئْت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقلت هَذَا عمر بن الْخطاب يستأذنك فَقَالَ (ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ) فَجِئْته فَقلت ادخل وبشرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْجنَّةِ فَجَلَسَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي القف عَن يسَاره ودلى برجليه فِي الْبِئْر فَرَجَعت فَجَلَست وَقلت إِن يرد الله بفلان خيرا يَأْتِ بِهِ فجَاء إِنْسَان فحرك الْبَاب فَقلت من هَذَا فَقَالَ عُثْمَان بن عَفَّان فَقلت على رسلك وَجئْت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ (ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ على بلوى تصيبه) فَجئْت فَقلت ادخل وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بِالْجنَّةِ على بلوى تصيبك فَدخل فَوجدَ القف قد ملئ فَجَلَسَ وجاهه من الصَّفّ

ص: 234

الآخر قَالَ شريك قَالَ سعيد بن الْمسيب تَأْوِيلهَا قُبُورهم انْتهى

وَأَقُول تَأْوِيلهَا أَيْضا على خلَافَة الثَّلَاثَة على تَرْتِيب مجيئهم مُمكن بل هُوَ الْمُوَافق لحَدِيث الْبِئْر السَّابِقَة رواياته وطرقه فِي تَاسِع الْأَحَادِيث الدَّالَّة على خلَافَة أبي بكر وَيكون جُلُوس الشَّيْخَيْنِ بجانبه صلى الله عليه وسلم وضيق الْمحل عَن عُثْمَان حَتَّى جلس أمامهم إِشَارَة إِلَى عَظِيم خِلَافَتهمَا وسلامتها من تطرق الْفِتَن إِلَيْهَا على أتم الْوُجُوه وأكملها وَإِلَى أَن صُدُور الْمُؤمنِينَ وأحوالهم فِيهَا كَانَت على غَايَة من السرُور واعتدال الْأَمر

وَأما خلَافَة عُثْمَان وَعلي فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت صدقا وَحقا وعدلا لَكِن اقْترن بهَا أَحْوَال من أَحْوَال بني أُميَّة وسفهائهم كدرت الْقُلُوب وشوشت على الْمُسلمين وتولد بِسَبَبِهَا تِلْكَ الْفِتَن الْعَظِيمَة

وَيُؤَيّد مَا ذكرته أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَشَارَ إِلَى ذَلِك بقوله فِي عُثْمَان (على بلوى تصيبه) وَتلك الْبلوى لم تتولد إِلَّا لما ذكرته من قَبِيح أَحْوَال بني أُميَّة كَمَا سَيَأْتِي بسط ذَلِك فِي مَبْحَث خلَافَة عُثْمَان وَذكر فضائله ومآثره

وَاعْلَم أَنه وَقع فِي رِوَايَات أخر مَا فِيهِ مُخَالفَة لبَعض مَا مر فِي تِلْكَ الرِّوَايَة فقد أخرج أَبُو دَاوُد نَحْو تِلْكَ الرِّوَايَة عَن أبي سَلمَة عَن نَافِع عَن عبد الْحَارِث الْخُزَاعِيّ قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَائِطا من حَوَائِط الْمَدِينَة فَقَالَ لِبلَال (أمسك الْبَاب

ص: 235

فَجَاءَهُ أَبُو بكر يسْتَأْذن) فَذكر نَحوه

قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَفِي حَدِيث أَن نَافِع بن الْحَارِث هُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَأْذِنهُ وَهَذَا يدل على تكَرر الْقِصَّة انْتهى

وَهُوَ أظهر من تصويب شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر عدم التَّعَدُّد وَإِنَّهَا عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَوهم القَوْل بِغَيْرِهِ

الحَدِيث الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة أخرج الْحَافِظ عمر بن مُحَمَّد بن خضر الملا فِي سيرته أَن الشَّافِعِي رضي الله عنه روى بِسَنَدِهِ أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ (كنت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي أنوارا على يَمِين الْعَرْش قبل أَن يخلق آدم بِأَلف عَام فَلَمَّا خلق اسكنا ظَهره وَلم نزل ننتقل فِي الأصلاب الطاهرة حَتَّى نقلني الله تَعَالَى إِلَى صلب عبد الله وَنقل أَبَا بكر إِلَى صلب أبي قُحَافَة وَنقل عمر إِلَى صلب الْخطاب وَنقل عُثْمَان إِلَى صلب عَفَّان وَنقل عليا إِلَى صلب أبي طَالب ثمَّ اخْتَارَهُمْ لي أصحابا فَجعل أَبَا بكر صديقا وَعمر فاروقا وَعُثْمَان ذَا النورين وعليا وَصِيّا فَمن سبّ أَصْحَابِي فقد سبني وَمن سبني فقد سبّ الله تَعَالَى وَمن سبّ الله أكبه الله فِي النَّار على مَنْخرَيْهِ)

الحَدِيث الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة أخرج الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي رياضه وعهدته عَلَيْهِ أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ (أَخْبرنِي جِبْرِيل أَن الله تَعَالَى لما خلق آدم وَأدْخل الرّوح فِي جسده أَمرنِي أَن آخذ تفاحة من الْجنَّة وأعصرها فِي حلقه فعصرتها فِي فِيهِ فخلق الله من النقطة الأولى أَنْت وَمن الثَّانِيَة أَبَا بكر وَمن الثَّالِثَة عمر وَمن الرَّابِعَة

ص: 236

عُثْمَان وَمن الْخَامِسَة عليا فَقَالَ آدم يَا رب من هَؤُلَاءِ الَّذين أكرمتهم فَقَالَ الله تَعَالَى هَؤُلَاءِ خَمْسَة أَشْيَاخ من ذريتك وهم اكرم عِنْدِي من جَمِيع خلقي أَي أَنْت أكْرم الْأَنْبِيَاء وَالرسل وأهم أكْرم أتابع الرُّسُل فَلَمَّا عصى آدم ربه قَالَ يَا رب بِحرْمَة أُولَئِكَ الْأَشْيَاخ الْخَمْسَة الَّذين فضلتهم إِلَّا تبت عَليّ فَتَابَ الله عَلَيْهِ)

الحَدِيث الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة أخرج البُخَارِيّ عَن أبي قَتَادَة رضي الله عنه قَالَ خرجنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَام حنين فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَ للْمُسلمين جَوْلَة فَرَأَيْت رجلا من الْمُشْركين قد علا رجلا من الْمُسلمين فضربته من وَرَائه على حَبل عَاتِقه بِالسَّيْفِ فَقطعت الدرْع وَأَقْبل عَليّ فضمني ضمة وجدت مِنْهَا ريح الْمَوْت ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني فلحقت عمر فَقلت مَا بَال النَّاس قَالَ أَمر الله عز وجل ثمَّ رجعُوا فَجَلَسَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ (من قتل قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَة فَلهُ سلبه) فَقلت من يشْهد لي ثمَّ جَلَست فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثله فَقلت من يشْهد لي ثمَّ جَلَست ثمَّ قَالَ مثله فَقُمْت فَقَالَ (مَا لَك يَا أَبَا قَتَادَة) فَأَخْبَرته فَقَالَ رجل صدق وسلبه عِنْدِي فأرضه مني قَالَ أَبُو بكر لَاها الله إِذا لَا يعمد إِلَى أَسد من أَسد الله يُقَاتل عَن الله وَرَسُوله فيعطيك سلبه فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (صدق أعْطه سلبه) فأعطانيه الحَدِيث

وَفِي رِوَايَة لَهُ فَقَالَ أَبُو بكر أصيبغ أَي بإهمال أَوله وإعجام آخِره أَو

ص: 237

عَكسه تحقير لَهُ بوصفه باللون الرَّدِيء أَو مذمة بسواد اللَّوْن وَبِغَيْرِهِ أَو وصف لَهُ بالمهانة والضعف أَو تَصْغِير صبغ شاذا شبهه بِهِ لضعف افتراسه وَمَا يُوصف بِهِ من الضعْف لِأَنَّهُ لما عظم أَبَا قَتَادَة بجعله كالأسد ناسب أَن يصف خَصمه بضده فِي قُرَيْش يدع أسدا من أَسد الله يُقَاتل عَن الله وَرَسُوله صلى الله عليه وسلم

قَالَ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصر الْحميدِي الأندلسي سَمِعت بعض أهل الْعلم وَقد جرى ذكر هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لَو لم يكن من فَضِيلَة أبي بكر رضي الله عنه إِلَّا هَذَا فَإِنَّهُ بثاقب علمه وَشدَّة حزامته وَقُوَّة رَأْيه وإنصافه وَصِحَّة تَدْقِيقه وَصدق تَحْقِيقه بَادر إِلَى القَوْل بِالْحَقِّ فزجر وَأفْتى وَحكم وأمضى وَأخْبر فِي الشَّرِيعَة عَن الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم بِحَضْرَتِهِ وَبَين يَدَيْهِ بِمَا صدقه فِيهِ وأجرى عَلَيْهِ قَوْله وَهَذَا من خَصَائِصه الْكُبْرَى إِلَى مَالا يُحْصى من فضائله الْأُخْرَى

ص: 238