الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَصْل الثَّالِث فِي سَبَب تَسْمِيَته بأمير الْمُؤمنِينَ دون خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج العسكري فِي الْأَوَائِل وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم من طَرِيق ابْن شهَاب أَن عمر بن عبد الْعَزِيز سَأَلَ أَبَا بكر بن سُلَيْمَان بن أبي خَيْثَمَة لأي شَيْء كَانَ يكْتب من خَليفَة خَليفَة رَسُول الله فِي عهد أبي بكر ثمَّ كَانَ عمر كتب أَولا من خَليفَة أبي بكر فَمن أول من كتب من أَمِير الْمُؤمنِينَ رضي الله عنه فَقَالَ حَدَّثتنِي الشِّفَاء وَكَانَت من الْمُهَاجِرَات أَن أَبَا بكر كَانَ يكْتب من خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَعمر كَانَ يكْتب من خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى كتب عمر إِلَى عَامل الْعرَاق أَن يبْعَث إِلَيْهِ رجلَيْنِ جلدين يسألهما عَن الْعرَاق وَأَهله فَبعث إِلَيْهِ لبيد بن ربيعَة وعدي بن حَاتِم الطَّائِي فَقدما الْمَدِينَة ودخلا الْمَسْجِد فوجدا عَمْرو بن الْعَاصِ فَقَالَا اسْتَأْذن لنا على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عَمْرو أَنْتُمَا وَالله أصبْتُمَا اسْمه فَدخل عَلَيْهِ عَمْرو فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ مَا بدا لَك فِي هَذَا الِاسْم لتخْرجن مِمَّا قلت فَأخْبرهُ فَقَالَ أَنْت الْأَمِير وَنحن الْمُؤمنِينَ
فَجرى الْكتاب بذلك من يَوْمئِذٍ
وَفِي تَهْذِيب النَّوَوِيّ أَن عديا ولبيدا الْمَذْكُورين هما اللَّذَان سمياه بذلك أَي لِأَن عمرا لم يقل لَهُ ذَلِك إِلَّا تقليدا لَهما وَقيل إِن أول من سَمَّاهُ بِهِ الْمُغيرَة بن شُعْبَة
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة قَالَ كَانَ يكْتب من أبي بكر خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَ عمر بن الْخطاب رضي الله عنه أَرَادوا أَن يَقُولُوا خَليفَة خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عمر هَذَا يطول قَالُوا لَا وَلَكنَّا أمرناك علينا وَأَنت أميرنا قَالَ نعم أَنْتُم الْمُؤْمِنُونَ وَأَنا أميركم فَكتب أَمِير الْمُؤمنِينَ
وَلَا يُنَافِي مَا تقرر أَن عبد الله بن جحش فِي سريته الَّتِي نزل فِيهَا قَوْله تَعَالَى {يَسْأَلُونَك عَن الشَّهْر الْحَرَام قتال فِيهِ} سمي أَمِير الْمُؤمنِينَ لِأَن تِلْكَ التَّسْمِيَة كَانَت خَاصَّة وَالْكَلَام فِي تَسْمِيَة الْخَلِيفَة بذلك فعمر أول من وضع عَلَيْهِ هَذَا الِاسْم من حَيْثُ الْخلَافَة
الْبَاب الْخَامِس فِي فضائله وخصوصياته وَفِيه فُصُول