الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَصْل الأول فِي حقية خِلَافَته رضي الله عنه
اعْلَم أَنا لَا نحتاج فِي هَذَا إِلَى قيام برهَان على حقية خلَافَة عمر لما هُوَ مَعْلُوم عِنْد كل ذِي عقل وَفهم أَنه يلْزم من حقية خلَافَة أبي بكر رضي الله عنه حقية خلَافَة عمر وَقد قَامَ الْإِجْمَاع ونصوص الْكتاب وَالسّنة على حقية خلَافَة أبي بكر فَيلْزم قيام الْإِجْمَاع ونصوص الْكتاب وَالسّنة على حقية خلَافَة عمر لِأَن الْفَرْع يثبت لَهُ من حَيْثُ كَونه فرعا مَا ثَبت للْأَصْل فَحِينَئِذٍ لَا مطمع لأحد من الرافضة والشيعة فِي النزاع فِي حقية خلَافَة عمر لما قدمْنَاهُ من الْأَدِلَّة الْوَاضِحَة القطعية على حقية خلَافَة مستخلفه وَإِذا ثَبت حقيتها قطعا صَار النزاع فِيهَا عنادا وجهلا وغباوة وَإِنْكَارا للضروريات وَمن هَذَا وَصفه كهؤلاء الجهلة الحمقى حقيق بِأَن يعرض عَنهُ وَعَن أكاذيبه وأباطيله فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعول فِي شَيْء من الْأُمُور عَلَيْهِ
إِذا تحقق ذَلِك فقد مر أَن من أعظم فَضَائِل الصّديق استخلافه عمر على الْمُسلمين لما حصل بِهِ من عُمُوم النَّفْع وَفتح الْبِلَاد وَظُهُور الْإِسْلَام ظهورا تَاما كَمَا يَأْتِي وَتقدم فِي تِلْكَ الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْخلَافَة التَّصْرِيح بخلافة عمر فِي غير حَدِيث كَحَدِيث اقتدوا باللذين من بعدِي أبي بكر وَعمر بِطرقِهِ السَّابِقَة وكحديث أمره صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بِوَضْع حجره إِلَى جنب حجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأمره لعمر أَن يضع حجره إِلَى جنب حجر أبي بكر ثمَّ أمره لعُثْمَان بِوَضْع حجره إِلَى جنب حجر عمر ثمَّ قَالَ (هَؤُلَاءِ الْخُلَفَاء بعدِي)
وكحديث رُؤْيَاهُ صلى الله عليه وسلم أَنه ينْزع بِدَلْو بكرَة على قليب فجَاء أَبُو بكر وَنزع دلوا أَو دلوين ثمَّ جَاءَ عمر فاستقى فاستحالت غربا قَالَ صلى الله عليه وسلم (فَلم أر عبقريا يفري فِي النَّاس فريه)
وكحديث الْخلَافَة ثَلَاثُونَ سنة
وكحديث إِن أول دينكُمْ بَدَأَ نبوة وَرَحْمَة ثمَّ يكون خلَافَة وَرَحْمَة فَهَذِهِ الْأَحَادِيث كلهَا فِيهَا دلَالَة أَي دلَالَة على حقية خلَافَة عمر رضي الله عنه لَو فرض عدم الْإِجْمَاع عَلَيْهَا فَكيف وَقد قَامَ الْإِجْمَاع عَلَيْهَا ودلت عَلَيْهَا النُّصُوص الدَّالَّة على خلَافَة أبي بكر كَمَا مر