الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر بالوضوء لمس المصحف وعمل الحائض والجنب
قال ربنا تبارك اسمه (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين)[الواقعة 77]
• مالك [469] عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم أن لا يمس القرآن إلا طاهر. اهـ حسن ثابت، هي صحيفة موروثة تحاكم إليها الأولون في الزكاة والديات وأمور أخر
(1)
.
وقال الحافظ أبو العباس المستغفري في كتابه فضائل القرآن [221] حدثنا أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي أخبرنا الحسن بن أحمد بن الربيع الأنماطي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرأ الجنب والحائض القرآن. اهـ هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، أبو ذر من شيوخ الحاكم ترجمته في تاريخ دمشق، وشيخه الأنماطي من شيوخ الدارقطني ترجمته في تاريخ بغداد. لكن أُراه خطأ على الحسن بن عرفة، فقد رواه عنه الترمذي أبو عيسى وإسماعيل بن محمد الصفار والحافظ أبو بكر البزار ويعقوب بن إبراهيم البزاز ومحمد بن مخلد وغيرهم عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
(2)
. وابن عياش ضعيف. والعمل عليه عندهم. وقد صحح أبو حاتم وقفه.
(1)
- ذكره أبو عمر في التمهيد [17/ 397] وقال: والدليل على صحة كتاب عمرو بن حزم تلقي جمهور العلماء له بالقبول. ولم يختلف فقهاء الأمصار بالمدينة والعراق والشام أن المصحف لا يمسه إلا الطاهر على وضوء. اهـ وقال يعقوب الفسوي في المعرفة [2/ 216] ولا أعلم في جميع الكتب كتابا أصح من كتاب عمرو بن حزم وقال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه، ويدعون آراءهم. اهـ
(2)
- رواه الترمذي، وقال: وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم مثل سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحق قالوا: لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئا وإلا طرف الآية والحرف ونحو ذلك، ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل. اهـ
• وقال البخاري في الصحيح [7] حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره، فذكر خبر هرقل وفيه: فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. اهـ وليس هذا بمصحف، وكأنه ذكره على سبيل الخطاب لا التلاوة، ولو كان تلاوة لقال (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)[آل عمران 64] ولكنه امتثل الأمر بقول ذلك، وهذا كمن جوز للجنب أن يقول على دابته: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، من باب الذكر لا التلاوة. وكما قال أنس بن مالك: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اهـ فسماه دعاء. رواه البخاري ومسلم. والله أعلم.
وقال أبو عمر في الاستيعاب [1/ 272] في ترجمة عبد الله بن رواحة: "وقصته مع زوجته في حين وقع على أَمته مشهورة رويناها من وجوه صحاح وذلك أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها وفطنت له امرأته فلامته فجحدها. وكانت قد رأت جماعه لها فقالت له: إن كنت صادقاً فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ القرآن فقال:
شهدت بأن وعد الله حق
…
وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء حق
…
وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة غلاظ
…
ملائكة الإله مُسَوّمينا
فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرؤه. اهـ قلت: رواه عثمان الدارمي في الرد على الجهمية [82] حدثنا سعيد بن أبي مريم المصري أنبأنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب أنه حدثه أن عبد الله بن رواحة وقع بجارية له. فذكره. وهذا مرسل حسن. وقد رواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما من طرق عن زمعة بن صالح وهو ضعيف عن سلمة بن وهرام عن عكرمة مرسلا، وربما قال عن ابن عباس.
وقال ابن أبي الدنيا في العيال [571] حدثنا محمد بن بكار حدثنا حفص بن عمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي نحوه. وهو مرسل حسن. ورواه من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان عن ابن الهاد، ومن طريق ابن وهب عن أسامة بن زيد عن نافع مرسلا. وهو خبر صحيح في جملة طرقه.
• عبد الرزاق [1307] عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبيدة السلماني قال كان عمر بن الخطاب يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب. أبو نعيم [الصلاة 135] حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبيدة عن عمر أنه كره أن يقرأ وهو جنب. ورواه أبو العباس المستغفري في فضائل القرآن [150] من طريق ابن نمير عن الأعمش عن شقيق عن عبيدة قال: كان عمر يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا. وقال ابن أبي شيبة [1086] حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبيدة عن عمر قال: لا يقرأ الجنب القرآن. اهـ كأنه لفظ حفص بن غياث، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن [196] حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبيدة السلماني عن عمر أنه كره للجنب أن يقرأ شيئا من القرآن. اهـ فكأن ابن أبي شيبة رأى الروايتين بمعنى واحد فجمعهما. وهو خبر صحيح، صححه البيهقي وغيره، والاختلاف على الأعمش هو من الرواية بالمعنى. ولو كان عمر يرى الرخصة في قراءة القرآن جنبا لأوشك أن يبينه بفعله على ما علم من شأنه، والله أعلم.
وقال ابن أبي شيبة [1104] حدثنا وكيع عن شعبة عن إبراهيم عن عمر قال: لا تقرأ الحائض القرآن. اهـ كأن فيه سقطا. رواه الدارمي [992] أخبرنا أبو الوليد ثنا شعبة ثنا الحكم عن إبراهيم قال: كان عمر يكره أو ينهى أن يقرأ الجنب والحائض. قال شعبة وجدت في الكتاب والحائض. اهـ ورواه البيهقي في الخلافيات [326] أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي رحمه الله ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف أنبأ أبو خليفة ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم أن عمر كان يكره أن يقرأ الجنب. قال شعبة: وجدت في صحيفتي والحائض. اهـ هذا مرسل صحيح.
• مالك [470] عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين أن عمر بن الخطاب كان في قوم وهم يقرؤون القرآن فذهب لحاجته ثم رجع وهو يقرأ القرآن فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أتقرأ القرآن ولست على وضوء؟ ! فقال له عمر: من أفتاك بهذا أمسيلمة. عبد الرزاق [1318] عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: خرج عمر بن الخطاب من الخلاء فقرأ آية أو آيات. قال له أبو مريم الحنفي: أخرجت من الخلاء وأنت تقرأ؟ قال له عمر: أمسيلمة أفتاك بهذا، وكان مع مسيلمة. اهـ هذا مرسل صحيح. وكذلك رواه منصور ويونس وابن عون عن ابن سيرين مرسلا، رواه أبو عبيد في فضائل القرآن [193] ثم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن سيرين عن عمرو بن أبي مريم مثل ذلك. وهذا خطأ صوابه أبو مريم واسمه إياس بن ضبيح، ويقال صبيح بالمهملة.
ورواه ابن سعد [9675] أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي مريم الحنفي أن عمر بن الخطاب دخل مربدا له ثم خرج فجعل يقرأ القرآن قال له أبو مريم يا أمير المؤمنين إنك خرجت من الخلاء! فقال: أمسيلمة أفتاك بهذا. الدولابي في الكنى [1752] حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال: حدثنا هشام عن محمد عن أبي مريم إياس بن صبيح الحنفي قال: كنت عند عمر فقرأ آيات بعد الخلاء فقلت: أليس قد أحدثت؟ قال: أمسيلمة أفتاك ذاك. اهـ رواه البخاري في التاريخ عن محمد بن المثنى. صحح إسناده ابن حجر في الإصابة رواية ابن سعد. وهذا في القراءة أي من غير مس المصحف لمن ليس على وضوء.
وقال ابن أبي شيبة [1111] حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة. وعن أبي مريم عن عمر بمثله. صحيح.
• عبد الرزاق [1317] أخبرنا معمر عن قتادة عن ابن المسيب يقول: ربما سمعت أبا هريرة يقرأ يحدر السورة وإنه لغير متوضئ. ابن أبي شيبة [1109] حدثنا ابن نمير عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة كان يخرج من المخرج ثم يحدر السورة. الطحاوي [545] حدثنا سليمان بن شعيب قال ثنا عبد الرحمن بن زياد قال ثنا شعبة قال سألت قتادة عن الرجل يقرأ القرآن وهو غير طاهر فقال سمعت سعيد بن المسيب يقول: كان أبو هريرة ربما قرأ السورة وهو غير طاهر. اهـ صحيح، ولم يكن أبو هريرة صاحب كتاب، إنما يقرأ حفظا.
• عبد الرزاق [1306] عن الثوري عن عامر الشعبي قال سمعت أبا الغريف الهمداني يقول شهدت علي بن أبي طالب بال ثم قال: اقرؤوا القرآن ما لم يكن أحدكم جنبا فإذا كان جنبا فلا ولا حرفا واحدا. اهـ هذا خطأ ليس بالشعبي! رواه أبو عبيد في فضائل القرآن [197] حدثنا محمد بن فضيل ومروان بن معاوية وأبو معاوية كلهم عن عامر بن السمط عن أبي الغريف قال: سئل علي عن الجنب أيقرأ القرآن فقال: لا ولا حرفا. اهـ ابن المنذر [616] حدثنا موسى بن هارون ثنا خلف أنا خالد عن عامر بن السمط عن أبي الغريف عن علي قال: لا بأس أن يقرأ القرآن وهو على غير وضوء، وأما إذا كان جنبا فلا يقرأ القرآن ولا حرفا. ورواه البيهقي [427] من طريق سعيد بن منصور نا خالد بن عبد الله عن عامر بن السمط عن أبي الغريف قال قال علي: لا بأس أن تقرأ القرآن وأنت على غير وضوء، فأما وأنت جنب فلا، ولا حرفا. ورواه الدارقطني في السنن [1/ 118] من طريق يزيد بن هارون نا عامر بن السمط نا أبو الغريف الهمداني مثله، ثم قال: هو صحيح عن علي. اهـ
وقال البيهقي في الخلافيات [327] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو الحسن بن هانئ الكوفي ثنا أحمد بن خازم بن أبي عروة أنبأ عاصم بن عامر البجلي عن أبي داود الطهوي عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن قال: سئل علي عن الجنب يقرأ، قال: لا ولا حرف، لا ولا حرف. اهـ عبد الأعلى فيه ضعف.
• أبو نعيم [الصلاة 136] حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن من سمع علياً أنه قال: اقرأ القرآن ما لم تكن جنباً، فإذا كنت جنباً فلا تقرأ منه حرفاً، ولكن اذكر الله وسبح. أبو نعيم [169] حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن من سمع علياً يقول: إقرأ القرآن ما لم تكن جنباً. اهـ
وقال أبو نعيم [137] حدثنا مسعر عن رجل عن عامر عن علي أنه كره أن يقرأ وهو جنب. اهـ
• أبو نعيم [167] حدثنا إسرائيل عن ثوير عن أبيه قال: رأيت غلاماً يمسك على علي المصحف، فيقرأ، ثم يقوم يتبرز، ثم يجيء فيقرأ، وما مس ماء. اهـ ما ثوير بثقة.
وقال أبو داود [229] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: دخلت على علي أنا ورجلان رجل منا ورجل من بني أسد أحسب فبعثهما علي وجها وقال: إنكما علجان، فعالجا عن دينكما. ثم قام فدخل المخرج ثم خرج فدعا بماء فأخذ منه حفنة فتمسح بها ثم جعل يقرأ القرآن. فأنكروا ذلك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة. اهـ صححه ابن خزيمة وابن حبان والضياء في المختارة والحاكم والذهبي وابن السكن وعبد الحق والبغوي وغيرهم وسكت عنه أبو داود. يشهد له ما مضى عن علي والغرض هنا الموقوف ثابت
(1)
، وكلام من ضعفه من الحفاظ هو في الرفع. وقال شعبة: ليس أحدث بحديث أجود من ذا. اهـ رواه أحمد في العلل.
وقال أبو العباس المستغفري في فضائل القرآن [145] أخبرنا عبد الله حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سعيد ثنا ابن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: كان علي يقرأ القرآن على كل حال إلا أن يكون جنبا، كذا قال ابن فضيل. اهـ عبد الله هو بن محمد بن زر وعبد الرحمن هو ابن أبي حاتم. ما أراه محفوظا من هذا الوجه، إنما رواه عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة، والله أعلم.
(1)
- قال حرب [464] سمعت إسحاق يقول أخبرنا يحيى بن سعيد القطان عن عامر بن السمط عن أبي الغريف عن علي بن أبي طالب قال: لا يقرأ الجنب ولا حرفًا. قال: قال إسحاق: وعليٌّ أعلم بهذه الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ القرآن على كل حال إلا الجنابة، والحرف والحرفان هو من القرآن، فبين عليٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى إرادته. اهـ فيه معنى قولنا "بفهم السلف".
• مالك [90] عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: كنت أمسك المصحف على سعد بن أبي وقاص، فاحتككت، فقال سعد: لعلك مسست ذكرك؟ قال فقلت: نعم. فقال: قم فتوضأ، فقمت فتوضأت ثم رجعت. اهـ صحيح.
• ابن أبي شيبة [1122] حدثنا وكيع عن شعبة عن حماد عن إبراهيم عن عبد الله أنه كان معه رجل فبال ثم جاء، فقال له ابن مسعود: اقرئه. ابن أبي شيبة [1087] حدثنا غندر عن شعبة عن حماد عن إبراهيم أن ابن مسعود كان يمشي نحو الفرات وهو يقرئ رجلا، فبال ابن مسعود، فكف الرجل عنه فقال: ابن مسعود: ما لك؟ قال: إنك بلت، فقال ابن مسعود: إني لست بجنب. اهـ صحيح. فيه دلالة على أن الجنب لا يقرأ أي لا يستظهر. ورواه الطبراني [8724] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم أن ابن مسعود كان يقرئ رجلا فلما انتهى إلى شاطئ الفرات فبال فكف عنه الرجل فقال: ما لك؟ قال: أحدثت قال: اقرأ، فجعل يقرأ وجعل يفتح عليه. اهـ صحيح.
وقال أبو عبيد في فضائل القرآن [194] حدثنا هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله أنه أقرأ رجلا بعدما أحدث من غائط أو بول. الطبراني [8725] حدثنا محمد بن النضر الأزدي حدثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن مغيرة قال: قال إبراهيم: تبرز عبد الله ثم استفتحه رجل، ففتح عليه قبل أن يلمس ماء. اهـ مغيرة بن مقسم يدلس.
• ابن أبي شيبة [1106] حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا مع سلمان في حاجة فذهب فقضى حاجته ثم رجع، فقلنا له: توضأ يا أبا عبد الله لعلنا أن نسألك عن آي من القرآن؟ قال: قال: فاسألوا فإني لا أمسه إنه لا يمسه إلا المطهرون قال: فسألناه، فقرأ علينا قبل أن يتوضأ. اهـ وقال الدارقطني في السنن [453] حدثنا محمد بن مخلد حدثنا الحساني حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا مع سلمان فخرج فقضى حاجته ثم جاء فقلت يا أبا عبد الله لو توضأت لعلنا أن نسألك عن آيات. فقال: إني لست أمسه إنما لا يمسه إلا المطهرون فقرأ علينا ما شئنا. كلهم ثقات. اهـ كلامه.
ثم قال الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا الصاغاني حدثنا شجاع بن الوليد حدثنا الأعمش وحدثنا محمد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا ابن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال: كنا معه في سفر فانطلق فقضى حاجته ثم جاء فقلت أي أبا عبد الله توضأ لعلنا نسألك عن آي من القرآن فقال: سلوني فإني لا أمسه إنه لا يمسه إلا المطهرون فسألناه فقرأ علينا قبل أن يتوضأ. والمعنى قريب. كلها صحاح. اهـ كلام الحافظ بحروفه. ورواه الحاكم من طريق ابن نمير وأبي معاوية وشجاع بن الوليد عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان مثله، ثم قال في التفسير [3782] أخبرنا أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق أنبأ جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا ثم خرج إلينا وليس بيننا وبينه ماء قال فقلنا له: يا أبا عبد الله لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن قال فقال: سلوا فإني لست أمسه فقال: إنما يمسه المطهرون ثم تلا (إنه لقرآن كريم)(لا يمسه إلا المطهرون). اهـ وصححه والذهبي على شرط البخاري ومسلم.
قلت: فيه دلالة على أن غير المتوضئ لا يمس المصحف، وأنهم كانوا يفرقون بين القراءة ومس المصحف. وفيه دلالة على معنى الآية عنده (لا يمسه إلا المطهرون).
وقال أبو عبد الله الحاكم [ك 651] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كنا مع سلمان الفارسي في سفر فقضى حاجته، فقلنا له توضأ حتى نسألك عن آية من القرآن. فقال: سلوني، إني لست أمسه. فقرأ علينا ما أردنا ولم يكن بيننا وبينه ماء. اهـ وصححه على شرط الشيخين.
وقال عبد الرزاق [1324] عن ابن عيينة عن أبي إسحاق قال سمعت علقمة بن قيس يقول قال: دخلنا على سلمان فقرأ علينا آيات من القرآن وهو على غير وضوء. اهـ كذا رواه ابن عيينة عنه.
وقال أبو عبيد [194] حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن معاوية العبسي عن علقمة والأسود قالا: أتينا سلمان فقرأ علينا وقد خرج من الغائط والبول. ورواه الدارقطني [456] حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن معاوية العبسي عن علقمة والأسود عن سلمان أنه قرأ بعد الحدث. اهـ وصححه، وهو أصح.
• الطحاوي [544] حدثنا ابن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن عاصم الأحول عن عزرة عن سلمان أنه أحدث فجعل يقرأ فقيل له أتقرأ وقد أحدثت قال: نعم إني لست بجنب. اهـ مرسل جيد، عزرة هو ابن عبد الرحمن كوفي.
• عبد الرزاق [1320] عن معمر عن أبي إياس معاوية بن قرة أن أبا موسى الأشعري كان يقرأ على غير وضوء. اهـ منقطع.
• أبو بكر ابن المنذر [621] أخبرنا ابن عبد الحكم أنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الزبير أنه سأل جابرا عن المرأة الحائض والنفساء هل تقرأ شيئا من القرآن؟ فقال جابر: لا. اهـ إسناد صحيح.
وقد قال البيهقي في الكبرى [1/ 89] وروي عن جابر بن عبد الله من قوله في الجنب والحائض والنفساء وليس بقوي. اهـ قلت: يريد ما روى الدارقطني [444] حدثنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن الواسطي حدثنا سليمان أبو خالد عن يحيى عن أبي الزبير عن جابر قال: لا يقرأ الحائض ولا الجنب ولا النفساء القرآن. قال الدارقطني: يحيى هو ابن أبي أنيسة ضعيف. اهـ ورواه البيهقي في الخلافيات [329] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر فذكره.
ورواية ابن المنذر من طريق المصريين صحيحة.
• أبو عبيد [فضائل القرآن 400] حدثنا أبو معاوية عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر. اهـ وقال ابن أبي شيبة [7506] حدثنا ابن نمير قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يمس المصحف إلا وهو طاهر. اهـ صحيح.
وقال ابن المنذر [625] حدثنا أبو سعد ثنا محمد بن عثمان ثنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه قال: لا يمس المصحف إلا متوضئ. اهـ أظن فيه خطأ من الناسخ، فقد نقله السيوطي في الدر المنثور وغيرُه عن ابن المنذر بمثل لفظ ابن أبي شيبة.
وروى البيهقي [435] من طريق قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر أنه قال: لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر، ولا يقرأ إلا وهو طاهر ولا يصلي على الجنازة إلا وهو طاهر. اهـ هذا سند صحيح، أراه أراد بالقراءة آية السجدة، فلا يقرأ ويسجد حينها للتلاوة إلا وهو طاهر.
وقال عبد الرزاق [1314] عن مالك عن نافع قال: كان ابن عمر لا يقرأ القرآن إلا طاهرا. وقال المستغفري في فضائل القرآن [152] أخبرنا الخليل بن أحمد أخبرنا ابن منيع حدثنا هدبة حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يقرأ القرآن، ولا يرد السلام، ولا يذكر الله تعالى إلا وهو طاهر. اهـ وهذا من قوته وورعه في نفسه.
وقال مسلم [849] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا سفيان عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر أن رجلا مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه. اهـ
وقال أبو عبيد [194] حدثنا حجاج عن شعبة عن الأزرق بن قيس عن أبان قال: كان ناس من أهل البصرة لا يقرءون القرآن إلا وهم على طهارة منهم عسعس بن سلامة، قال: فلقيت ابن عمر بعرفة فسألته: أيقرأ الرجل القرآن وقد هراق الماء؟ فقال: ما هراق الماء؟ قل: بال. قلت: بال. قال: نعم. اهـ القائل: فلقيت ابن عمر هو الأزرق بن قيس، قال ابن أبي شيبة [1832] حدثنا أبو أسامة عن محمد بن ميسرة عن الأزرق بن قيس أنه سمع ابن عمر أنه كره أن يقول: أقوم أهريق الماء. اهـ محمد هو ابن أبي حفصة. صحيح.
• عبد الرزاق [1316] عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير قال سمعت ابن عمر وابن عباس قالا: إنا لنقرأ أجزاءنا من القرآن بعد الحدث ما نمس ماء. اهـ هذا إسناد صحيح. ورواه البيهقي [432] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الربيع حدثنا أيوب بن سويد قال حدثني سفيان عن سليمان بن أبي الجهم عن سعيد بن جبير قال كان ابن عمر وابن عباس يقولان: إنا لنقرأ الجزء من القرآن بعد الحدث. ورواه عبد الله العدني عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير. اهـ هذا هو الصحيح عن سلمة بن كهيل، وأيوب بن سويد يغلط.
ورواه ابن أبي شيبة [1108] حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وابن عمر قال: كانا يقرآن أجزاءهما من القرآن بعد ما يخرجان من الخلاء قبل أن يتوضآ. أبو نعيم [168] حدثنا حسن بن صالح عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عمر وابن عباس يقرآن وهما على غير وضوء. أبو عبيد [195] حدثنا محمد بن فضيل وأبو معاوية كلاهما عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وابن عمر أنهما كانا يقرآن أجزاءهما بعدما يخرجان من الخلاء قبل أن يتوضآ. ورواه جعفر المستغفري أبو العباس في فضائل القران [144] من طريق ابن فضيل حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير فذكر مثله. صحاح كلها، والاختلاف من الرواية بالمعنى.
• الطحاوي [541] حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس أنه كان يقرأ حزبه وهو محدث. ثقات، وهو بمعنى ما حكى سعيد بن جبير.
وقال ابن عدي في الكامل [6/ 79] أخبرنا أبو يعلى ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا كريد بن رواحة عن شعبة بن الحجاج عن قتادة عن عكرمة قال: كان ابن عباس يحدر بسورة البقرة وهو جنب، يقول: القرآن في جوفي. اهـ كريد ضعيف.
• ابن المنذر [604] حدثنا عثمان بن نمير ثنا عتبة بن عبد الله أنا أبو غانم وهو يونس بن نافع عن أبي مجلز قال: دخلت على ابن عباس فقلت له: أيقرأ الجنب القرآن؟ قال: دخلتَ عليَّ وقد قرأت سبع القرآن وأنا جنب. اهـ أبو غانم وثقه ابن حبان وقال يخطئ. وقال الذهبي في الميزان: قال السليماني: منكر الحديث.
• ابن المنذر [601] حدثنا محمد بن إسماعيل ثنا زياد بن أيوب ثنا أبو عبيدة ثنا عبيد بن عبيدة من بني عباب الناجي قال: قرأ ابن عباس شيئا من القرآن وهو جنب فقيل له في ذلك فقال: ما في جوفي أكثر من ذلك. اهـ أبو عبيدة هو الحداد عبد الواحد بن واصل ثقة، وشيخه لم أعرفه إلا أن يكون تصحيفا، وأراه منقطعا.
وروى ابن حزم في المحلى [1/ 79] من طريق محمد بن وضاح عن موسى بن معاوية حدثنا يوسف بن خالد السمتي عن نصر الباهلي قال: كان ابن عباس يقرأ البقرة وهو جنب. اهـ ضعيف جدا.
وقال أبو العباس المستغفري [226] أخبرنا الخليل بن أحمد أخبرنا ابن منيع حدثنا هدبة حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ القرآن وهو غير طاهر. اهـ وهذا إسناد حسن، إن كان حميد الطويل سمعه، وليس فيه مس المصحف، وهو في غير المتوضئ.
وقال ابن المنذر [603] حدثونا عن محمد بن آدم ثنا الفضل بن موسى ثنا الحسين يعني ابن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ ورده وهو جنب
(1)
. اهـ صحح إسناده ابن حجر في التغليق. وهذا غير مس المصحف، إن كان محفوظا فإن للفضل بن موسى السيناني وشيخه ابن واقد مناكير.
وقد قال ابن حجر في التغليق [2/ 171] قال ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا الثقفي عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأسا أن يقرأ الجنب الآية والآيتين. اهـ كذا، وفي المصنف المطبوع من قول عكرمة. وهذا سند رجاله ثقات، وهو المحفوظ من فقه أصحابه عطاء ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير لا يرخصون إلا في الآية والآيتين ونحو ذلك أن يقرأها الجنب والحائض عن ظهر قلب. وقد كان من فتوى ابن عباس للجنب يأتي الحاجة ويأتي السوق أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءه للصلاة
(2)
.
وقال عبد الرزاق [1313] عن معمر عن الزهري قال: كان ابن عباس يرخص لغير المتوضئ أن يقرأ غير الآية والآيتين. اهـ هذا يدل على ثبوته عن ابن عباس عند الزهري. ورواه يعقوب في المعرفة [1/ 370] حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل أنه سأل ابن عباس قال: أيقرأ الرجل من القرآن شيئاً وهو غير طاهر؟ فقال عبد الله بن عباس: الآية والآيتين. اهـ ورواه أبو عبيد [فضائل القرآن 195] حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل الزهري أنه سأل ابن عباس أيقرأ الرجل من القرآن شيئا وهو غير طاهر. قال: الآية والآيتين. ثم قال حدثنا أبو نعيم عن بقية عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل عن ابن عباس نحو ذلك إلا أنه قال: إلا الجنب. ورواه ابن المنذر [623] حدثنا موسى بن هارون أنا إسحاق بن راهويه أنا بقية عن شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن مكمل عن ابن عباس قال: لا بأس أن يقرأ الجنب الآية ونحوها. ورواه البيهقي في الخلافيات [330] من طريق بقية ثنا شعيب بن أبي حمزة حدثني الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن مكمل أنه سمع ابن عباس يقول: لا بأس أن يقرأ الجنب الآية ونحوها
(3)
اهـ الصحيح عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل، على رسم ابن حبان.
وقال حرب [1259] حدثنا إسحاق قال: أبنا عيسى بن يونس عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: الجنب والحائض يذكران الله ولا يقرآن من القرآن شيئا، قيل: ولا آية؟ قال: ولا نصف آية. اهـ ضعيف جدا.
(1)
- قال البخاري في باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت من كتاب الحيض: ولم ير ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا. اهـ
(2)
- قال ابن المنذر في كتاب الاستبراء من الأوسط [11/ 301] أحسن ما يجب أن يظن بابن عباس ما عليه أصحابه عطاء وطاوس وجابر بن زيد، لأن الذي يسبق إلى القلب أن الصحيح من الأمر إذا اختلف فيه عن الرجل ما عليه أصحابه. اهـ وقال ابن رجب في الفتح [2/ 21] وَذَكَرَ المنعَ من مَسّ المصحف:"هذا قول جماهير العلماء، وروي ذلك عن علي وسعد وابن عمر وسلمان، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة، وفيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم متصلة ومرسلة". الخ.
(3)
- روى البيهقي [1536] من طريق الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو هو الأوزاعي قال: سئل الزهري عن الجنب والنفساء والحائض فقال: لم يرخص لهم أن يقرءوا من القرآن شيئا. اهـ سند صحيح.
• ابن الجعد [2366] أنا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى (لا يمسه إلا المطهرون) قال: الكتاب الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة المطهرون. ابن جرير [23/ 149] حدثني إسماعيل بن موسى قال أخبرنا شريك عن حكيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (لا يمسه إلا المطهرون) الكتاب الذي في السماء. ورواه المستغفري في فضائل القرآن [158] أخبرنا الخليل بن أحمد أخبرنا ابن منيع حدثنا علي حدثنا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله (لا يمسه إلا المطهرون) قال: كتاب الله الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة المطهرون. اهـ حكيم بن جبير ضعيف جدا، ورواه ابن جرير عن سفيان عن الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير من قوله، وهو أصح، وهو معنى صحيح، ثبت من قول أنس.
قال حرب بن إسماعيل الكرماني في مسائله [2/ 952] حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا عاصم الأحول عن أنس بن مالك في قوله (لا يمسه إلا المطهرون) قال: المطهرون الملائكة. ورواه الطحاوي في أحكام القرآن [140] حدثنا روح بن الفرج قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا أبو الأحوص عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك في قول الله عز وجل (لا يمسه إلا المطهرون) قال: الملائكة. اهـ وهذا إسناد صحيح لا يعارض ما تقدم عن سلمان
(1)
، فقد أمر أهل الأرض أن يشّبّهوا بأهل السماء، وهو سياق بيان لشرف القرآن ألا يجعل ككتب البشر، تُمَس على كل حال ولا حرمة لها.
(1)
- روى محمد بن نصر في السنة [2] عن إسحاق بن راهويه عن سفيان بن عيينة قال: ليس في تفسير القرآن اختلاف إذا صح القول في ذلك. وقال: أيكون شيء أظهر خلافا - في الظاهر - من (الخُنَّس) قال ابن مسعود: هي بقر الوحش. وقال علي: هي النجوم. قال سفيان: وكلاهما واحد، لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل والوحشية إذا رأت إنسيا خنست في الغيضان وغيرها إذا لم تر إنسيا ظهرت. قال سفيان: فكلٌّ خُنّس. قال إسحق: وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الماعون. يعني أن بعضهم قال: هو الزكاة، وقال بعضهم: عارية المتاع. قال وقال عكرمة: الماعون أعلاه الزكاة وعارية المتاع منه. قال إسحاق: وجهل قوم هذه المعاني فإذا لم توافق الكلمةُ الكلمةَ قالوا: هذا اختلاف. وقد قال الحسن وذكر عنه الاختلاف في نحو ما وصفنا فقال: إنما أُتي القوم من قبل العجمة. اهـ
• عبد الرزاق [1322] عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود قال قالت عائشة: إني لأقرأ جزئي أو قالت حزبي وإني لمضطجعة على السرير. رواه ابن أبي شيبة [8659] حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: إني لأقرأ حزبي أو عامة حزبي وأنا مضطجعة على فراشي. اهـ صحيح. معناه لا تمس المصحف، وليس فيه أنها لا تتوضأ لذلك.
وقد ذكر النووي في المجموع [2/ 357] أنه روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ القرآن وهي حائض. اهـ قلت: هذا خبر باطل لا يثبت بإسناد، والصحيح عنها ما روى البخاري [297] حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين سمع زهيرا عن منصور ابن صفية أن أمه حدثته أن عائشة حدثتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن. اهـ
• الدولابي [ك 210] حدثنا هلال بن العلاء أبو عمر قال ثنا علي بن بحر بن بري قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب أنه سمع أبا فراس الشعباني يقول: إنهم كانوا غزاة القسطنطينية زمن معاوية ، وعلينا يزيد بن شجرة ، فبينما نحن عنده إذ مر به أبو سعد الخير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا سعد أنت الذي تقول: لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن؟ فقال أبو سعد: أنا الذي أقول إن الجنب إذا توضأ وضوءه للصلاة فلا بأس أن يقرأ الآية والآيتين. وأيم الله إنكم لتصنعون ما هو أشد عليكم من ذلك قالوا: ما هو؟ قال: تأكلون مما مست النار ثم تصلون ولا تتوضئون، وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: توضؤوا مما مست النار وغلت به المراجل. اهـ وقال البخاري في التاريخ [310] أبو سعيد الزرقي له صحبة، نا دحيم قال نا الوليد بن عبد الرحمن بن أبي السائب قال سمعت فراسا الشعباني قال سمعت أبا سعيد. اهـ فراس الشعباني لم أعرفه، وقد ذكره الذهبي في الضعفاء لجهالة حاله.
• الدارمي [998] أخبرنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن سيار عن أبي وائل قال: كان يقال: لا يقرأ الجنب ولا الحائض، ولا يقرأ في الحمام. وحالان لا يذكر العبد فيهما الله عند الخلاء وعند الجماع إلا أن الرجل إذا أتى أهله بدأ فسمى الله
(1)
اهـ حسن صحيح.
أبو وائل شقيق بن سلمة أدرك النبي ولم يره، شيوخه في العلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والكبار، فالخبر عنهم إن شاء الله، عن علم الناس زمان الخلافة الراشدة.
(1)
- قال البيهقي [المعرفة 1/ 249] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن من أدرك من فقهاء أهل المدينة الذين ينتهى إلى قولهم، فذكر أقوالا من أقاويلهم، قال: وكانوا يقولون: لا يمس القرآن إلا طاهر. اهـ حسن. وقال ابن أبي شيبة [1121] حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان يقال: اقرأ القرآن على كل حال ما لم تكن جنبا. اهـ إسناد صحيح، يريد أصحاب عبد الله، وهذا في القراءة لا مس المصحف.