الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقليل من حدوثه لاحتوائه على فيتامين (ج) ، والذي يعمل على تقوية جُدُر الأوعية الدموية] (113) .
ومن أحسن ما وُصف به التمر إجمالاً: أنه [فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى](114) . هذا، وقد صُنِّف في ذكر التمر ومنافعه المطوَّلات من الكتب (115) ، فيحسُن بالمسلم الاطلاع على بعضها، فإن رُمْت ذلك فاستعن بالله ولا تعجز.
3- الحبة السوداء
.
الحبة السوداء، أو الحُبَيْبة السوداء، وهي (الشُّونِيز) - وهو لفظ فارسي (116) ،
(113) انظر: "الرسالة الذهبية في الطب النبوي"، لعلي الرضا رحمه الله. بتحقيق د. البار، ص 167.
(114)
وصفه بذلك الإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: "الطب النبوي". ص291.
(115)
من ذلك: "الإعجاز الطبي في القرآن والأحاديث النبوية: الرطب والنخلة". د. عبد الله السعيد. و"النخيل" إصدار وزارة الزراعة في المملكة العربية السعودية، و"نخلة التمر"، د. عبد الجبار البكر، و"غذاؤك حياتك". د. محمد علي الحاج. وغير ذلك كثير من الكتب والبحوث والمقالات، مما لا يتسع المقام لحصره.
(116)
كما في القاموس: (الشينيز، والشونيز، والشونوز، والشهنيز: الحبة السوداء، فارسي الأصل) . اهـ. انظر: "القاموس المحيط" للفيروزابادي. مادة: شنز.
اشتهرت تسميتها بذلك في زمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويسميها كثير من الناس اليوم:(حبة البَرَكة) .
يقول رسول صلى الله عليه وسلم في شأنها: «فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَاّ السَّامَ» (117)، وقال الإمام الزُّهري رحمه الله:[والسامُ: الموت، والحبة السوداء، الشُّونِيز] . اهـ (118) .
* مسألة: كيف يُتداوى بالحبة السوداء؟
الجواب: تُستعمل مفردةً، وربما استُعمِلت مركبة (مسحوقة تنقع في زيت، أو في ماء) ، وربما أكلاً وشربًا لخلاصتها، أو سَعُوطاً (119) - قطرات
(117) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الحبة السوداء، برقم (5688)، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: التداوي بالحبة السوداء، برقم (2215) .
(118)
قول ابن شهاب الزهري رحمه الله: لاحق برواية البخاري رحمه الله، كذلك هو مثبت بعد رواية مسلم للحديث، لكنْ من غير نسبته إلى الزهري رحمه الله.
(119)
السَّعوط، بالفتح: هو ما يُجعل من الدواء في الأنف. انظر: "النهاية" لابن الأثير، (2/332) .
تُصَبُّ في الأنف -، أو ضِمادًا.
هذا، وقد ذكر الأطباء كيفياتٍ لعلاج الزكام العارض، المصاحب لعطاسٍ كثير، بالحبة السوداء، أذكر منها:
-[أن تقلى الحبة السوداء، ثم تدق ناعمًا، ثم تنقع في زيت، ثم يقطر منه في الأنف ثلاث قطرات](120)، [وكذلك لعلاج نزلات البرد: يضاف زيت الحبة السوداء (ملعقة كبيرة) إلى ماءٍ مغلي، ومن ثَم يستنشق المريض البخارَ الصاعد منه، ورأسه مغطىً ببطانية أو نحو ذلك، ويُستحسن تكرار ذلك صباحاً ومساءً إلى أن يتم الشفاء بإذن الله (121) . ويذكر في
(120)"فتح الباري"، لابن حجر (11/290) ، بنقل الحافظ رحمه الله عن الأطباء.
(121)
انظر: "الرسالة الذهبية في الطب النبوي"، لعلي الرضا رحمه الله. بتحقيق د. محمد علي البار، ص172.
هذا المقام، أن لزيت الحبة السوداء طعم لا يستسيغه كثير من الناس، فضلاً عمّا له من تأثير مهيِّج في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي، وقد تمكن مؤخرًا فريق طبي (من الباحثين المصريين) ، منهم د. محمد المحفوظ، ود. محمد الدخاخني من فصل المُركَّب الفعَّال لهذا الزيت في حالة نقية وخالية من الثأثيرات المذكورة، كما أثبت هؤلاء خُلُوَّ المركب - وهو بمسمى (نِيْجِلُّلون)(122) -، من أي تأثير سامٍّ أو ضارّ] (123) .
مسألة: ما المراد بقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» ؟ هل هو عام لكل داء؟ أم
(122) اللفظ مشتق من التسمية الطبية - اللاتينية الأصل - لحبة البركة: (نيجِلّلا ساتيفا) .
(123)
"الرسالة الذهبية"، بتحقيق د. البار ص 173.
هو عام مخصوص، يُراد به خصوص نزلات البرد، والزكام، وأمراض الجهاز التنفسي الواقعة بتأثير رطوبة أو برد ونحو ذلك؟
الجواب (124) : من وجهين؛ الأول: أن الحديث عام - بمنطوق الروايات جميعًا- ولا وجه للتخصيص إلا بحمله على تجربة الأطباء في الاستشفاء بالحبة السوداء، حيث اقتصرت في غالبها على معالجة الأمراض الباردة، وليس من اللائق تخصيص كلام خير الخلق صلى الله عليه وسلم بناءً على تجارب ما زالت تُجرى وتستجدّ. هذا، وقد سبق (125) ذكر ثبوت فائدة العلاج بالعسل في حالات الإسهال،
(124) الجواب - بوجهه الأول - مستفاد بتصرفٍ من كلام الإمام الخطابي رحمه الله بنقل الحافظ ابن حجر عنه، في الفتح (11/291) . وبوجهه الثاني من "الرسالة الذهبية"، بتحقيق د. البار. ص173.
(125)
انظر: ص43-44، من هذا الكتاب.
بعد أن جزم بعض أهل الطِبّ بعدم جدوى المعالجة به رَدْهًا من الزمن.
والثاني: أن بعض الأطباء قد توصلوا فعلاً بأبحاثهم إلى تأثير مركّب النِّيْجِلُّلون في ترخية العضلات، وفي تخفيف آلام المغص الكلوي، وتأثيره في تقوية جهاز المناعة العام، وغير ذلك، فما المانع - عند تكرار الأبحاث - من معرفة تأثيرات أخرى لهذه المادة، تعمّ أجهزة الجسم كافة؟ فصلاة ربي وسلامه على عبده ورسوله محمد، الموصوف بقوله تعالى:[النّجْم: 3-4]{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَاّ وَحْيٌ يُوحَى *} .