الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جبهته والمسحِ على موضع الألم، ورخَّصَتْ للمريض - بعد ذلك كله - التعبيرَ عن شكواه وما يجده من ألم، حتى إذا اشتدَّ وَعْكُه وأَيِس من حياته كرِهَتْ له حتى أن يتمنَّى موت نفسه!
هذا بالإجمال بعض ما صحَّت به السُّنة المطهرة من الاهتمام البالغ بعلاج نفس المريض، وهاك تفصيلَ ذلك بأدلته:
1- علاج حَرِّ المصيبة، وتخفيفها بالإكثار من قول:(إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
، قال الله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *} [البَقَرَة: 155-156] .
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَاّ أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» (235) .
[هذه الكلمة الطيبة: (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) هي من أبلغ علاج المصاب، وأنفعِه له في عاجلته وآجلته، ذلك أنها تتضمن أصلين عظيمين، إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلَّى عن مصيبته:
أحدهما: أن العبد وأهله وماله مُلك لله عز وجل، وأن ملك العبد لذلك إنما هو متعة مُعارة في زمن يسير، فلا بد أن
(235) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجنائز، باب: ما يقال عند المصيبة، برقم (918) ، عن أمِّ سلمةَ رضي الله عنها.