الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس
الهَدْي النبويُّ في اعتبار
…
الحال النفسية للمرضى
لقد أرشدت السُّنة النبوية إلى ضرورة التوقي والحِمْية تحرُّزًا من الداء، فإن وقع المرض فقد أوجبت على المريض التداوي بشقَّيْه؛ الروحاني والطبيعي، لكنها - مع هذا الكمال في التطبيب - لم تقتصر عليه، حيث حوت كذلك هديًا بالغ الشرف في الإرشاد إلى الأهمية القصوى للناحية النفسية للمريض؛ فإن كثيرًا من الأمراض النفسية - كما ثبت حديثًا - قد تظهر في صورة أعراض عضوية (234) ، لذلك فإن السُّنَّة قد عمدت
(234) من ذلك حالات الاكتئاب المتكررة، وما تسببه من آلام في البطن أو الظهر، حتى إن المريض لَيتوهم إصابته بداء التهاب المفاصل (الروماتيزم)، ومن ذلك أيضًا ما يشكوه مريض القلق من زيادة خفقان في القلب وكثرة التعرُّق والرجفة في بعض أنحاء الجسم. وانظر في تفصيل هذه الحقيقة الطبية: العلاج النفسي والعلاج بالقرآن، د/ طارق الحبيب. ص 374 وما بعدها.
إلى معالجة أثر المصيبة كما عملت على تخفيف وقعها، فأسهمت في علاج الهم والغم والكرب والحزن، وكذلك الفزع والأرق المانع من النوم، وواست المرضى ابتداءً بالترغيب المؤكَّد بعيادتهم، ثم بتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم، وفي اختيار ألطف ما اعتاده المريض من الأغذية، مع عدم إكراهه على تناول غذاء لا يستسيغه، كما أَعْلمتِ المريضَ بأن المرض إنما هو في حقيقته خير له، يُكفَّر به من خطاياه، وكذلك فقد أذنت له بالاسترقاء، فإذا تيسر راقٍ صالح لهذا المريض استحبت له أن يتلطف به؛ وذلك بوضع اليد على