الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول:
الرقى المشروعة من القرآن الكريم، والسُّنَّة المُطهَّرة
أولاً: الرقى من القرآن الكريم
.
فاتحة الكتاب (2) :
(2) لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في سَفْرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبَوْا أن يُضيِّفوهم، فلُدِغ سيِّدُ ذلك الحيِّ، فسعَوْا له بكل شيءٍ، لا يَنْفَعُه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهْطَ الذين نزلوا، لعلَّه أن يكون عند بعضهم شيء، فأتَوْهم، فقالوا: يا أيها الرهطُ، إن سيِّدَنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحدٍ منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم واللهِ، إني لأرقي، ولكنْ واللهِ لقد استضفناكم فلم تُضَيِّفونا، فما أنا بِراقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلاً. فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يَتْفُل عليه، ويقرأ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} فكأنما نُشِط من عِقالٍ، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة. قال: فأَوْفَوْهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسِموا. فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فنذكرَ له الذي كان، فننظرَ ما يأمرُنا. فقَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له. فقال:«وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ» ، ثم قال:«قَدْ أَصَبْتُم، اِقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم» . متفق عليه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب: ما يُعطى على الرقية، برقم (2276)، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (2201) .
…
ومعنى الجُعْل: ما يُعطى على العمل من أجرة. ونُشط من عقال: أي حُلّ من مرضه حالاً، كأنْ ليس به شيء، فقام يمشي سليمًا كما تقوم الدابة إذا حُلّ عنها الحبل الذي يُشد به ذراعها.
أما القَلَبَة، فهي: العِلّة، وسمي بذلك لأن الذي تصيبه علة يتقلب من جنب إلى جنب ليعلم موضع الداء منه. انظر: اللؤلؤ والمرجان لمحمد فؤاد عبد الباقي (3/62) .
آية الكرسي (3) :
الآيتان من آخر سورة البقرة (4) :
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
(3) لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضانَ، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعام، فأخذتُه، فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديثَ، وفيه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبره أن هذا الآتي هو شيطان، وأنه سيعود في الليلة الثانية والتي تليها، - فقال ذلك الشيطان اللصُّ في الليلة الثالثة: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» .
…
أخرجه البخاري، - مطوّلاً - في كتاب: الوكالة، باب: إذا وكَّل رجلاً فترك الوكيلُ شيئًا فأجازه فهو جائز، برقم (2311)، ومختصرًا - وهو ما أوردته في هذا الهامش - في كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3275) .
…
فائدة: قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع ذلك الجني، تكرر حصولُ مثلِها أيضًا مع اثنين من الصحابة رضي الله عنهم؛ هما أبو أيوب الأنصاري وأبيُّ بن كعب رضي الله عنهما، أخرج الأولى الترمذي (2880) ، والحاكم (3/459)، وغيرهما. قال الألبانيُّ: صحيح لغيره. انظر صحيح الترغيب والترهيب: رقم (1469) . والثانية أخرجها ابن حبان (2/79) ، برقم (784 - مع الإحسان) ، والحاكم (1/561) .
(4)
لحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» . متفق عليه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المغازي، بابٌ بعد بابِ شهود الملائكة بدرًا، برقم (4008)، ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، برقم (807) .
الْمَصِيرُ *لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} .
سورة الإخلاص، والمعوِّذتان، (ثلاث مرات) (5) :
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا
(5) لحديث عبد الله بن خُبيبٍ رضي الله عنه؛ قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي لنا، قال: فأدركته، فقال:«قُلْ» فقلت: ما أقول؟ قال: «قُلْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ» . أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082)، والترمذيُّ - واللفظ له -؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) . قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. اهـ. والحديث حسّنه الألبانيُّ رحمه الله انظر: صحيح الترمذي برقم (2829) ، وصحيح أبي داود برقم (4241) .
…
كذلك يشرع التعوذ بالمعوِّذتين، لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم لعقبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه:«يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا» . وقال عقبةُ: وسمعتُه صلى الله عليه وسلم يؤمُّنا بهما في الصلاة. أخرجه أبو داود؛ كتاب: الوتر، باب: في المعوِّذتين، برقم (1463) . والمقصود بالصلاة في الرواية: صلاة الصبح، كما صرَّح به عقبةُ عند أبي داودَ برقم (1462) . والحديث صحَّحه الألبانيُّ رحمه الله. انظر: صحيح أبي داود للألباني، برقم (1298) .
خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} [الفَلَق] .