الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترجمة الرابعة [الماكسيني]
لأستاذ المتفنن أبو الحرم مكي بن زيان الماكسيني، من ماكسين، قاعدة "الخابور"، من أعمال سنجار ذكر المؤرخون أنه كان ضريرا. اشتغل بفنون العلوم ورحل في طلبها فقرأ مدة ببغداد وبالموصل، ورحل إلى الشام وغيرها. واشتغل بكثير المعارف، واستقر بالموصل مقرئا للعربية وغيرها، إلى أن مات بها في شوال سنة ثلاث وستمائة.
وقفت على ترجمته في "تاريخ ابن الأثير" و"تاريخ ابن الساعي" و"تاريخ إربل" وتلخيصها: أن شعره كان دون علومه. وكان عماه من جدري أصابه في صباه. وأحسن ما أنشدوه له قوله:
إذا احتاج النول إلى شفيع
…
فلا تقبله وانج قرير عين
إذا عيف النوال بفرد مَنٍّ
…
فأولى أن يعاف بمنتين
وقوله:
لك منزلٌ في القلب غير مذال
…
كمراتع الآرام والآجال
لم يعفه العهد القديم وكم عفت
…
دارٌ بمر جنائبٍ وشمال
وقوله:
إذا ما كنت لا ترعى حقوقاً
…
لإخوانٍ هم رفعوا منارك
وتلزم كال حين أن تراعي
…
ولا ينسى أخو ودٍّ مزارك
ونقطع دهرنا تيهاً وعجباً
…
وتأبى دائماً إلا اختيارك
فزادك
…
ما بقيت
الله بعداً
ولا أدنى على حال ديارك
وقوله:
على الباب يطلب الإذن صده
…
تأدبه لا أن نعماك تحجبت
فإن كان إذنٌ فهو كالخير داخلٌ
…
عليك وإلا فهو كالشر يذهب
وولعت بحفظ هذين البيتين، واحتجت مرة طلب الإذن على فخر الدين ابن الشيخ، نائب السلطنة بالديار المصرية، فكتبت إليه:
ماذا ترى في دخول من لا
…
يروم شيئاً سوى الدخول
تحصيل جاهٍ وكفُّ باغٍ
…
والأمر لله في القبول
فخرج في الحال حاجبه وقابل بما يليق بمكارمه، وجعل يستحسن "والأمر لله في القبول" ويكررها.