المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)

ولا يصبر على أذاهم (1)(وفي رواية) خير من الذي لا يخالطهم (عن أبي سعيد الخدري)(2) قال قال رجل يا رسول الله اي الناس أفضل؟ قال مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال ثم من قال ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب (3) يعبد ربه عز وجل ويدع الناس من شره (4)

(كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)

(باب الترغيب فيه وما جاء في فضله وثواب فاعله)(عن أبي أمامة)(5) قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرمي الجمرة فقال يا رسول الله أي الجهاد أحب إلى الله عز وجل؟ قال فسكت عنه حتى إذا رمى الثانية عرض له فقال يا رسول الله اي الجهاد أحب إلى الله عز وجل؟ قال فسكت عنه ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا اعترض في الجمرة الثالثة عرض له فقال يا رسول الله أي الجهاد أحب إلى الله عز وجل؟ قال كلمة حق تقال لامام جائر قال محمد بن الحسن (6) في حديثه وكان الحسن يقول لامام ظالم (عن طارق)(7) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الجهاد أفضل؟ قال كلمة حق عند امام (وفي رواية سلطان) جائر

الأعمش يحدث عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وأراه ابن عمر قال حجاج قال شعبة قال سليمان وهو ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(1) قال حجة الاسلام الامام الغزالي وللناس خلاف طويل في العزلة والمخالطة أيهما أفضل مع أن كلا منهما لا ينفعك من غوائل تنفر عنها وفوائد تدعوا اليها وميل أكثر العباد والزهاد إلى اختيار العزلة وميل الشافعي واحمد إلى مقابلة واستدل كل لمذهبه بما يطول والانصاف ان الترجيح يختلف باختلاف الناس فقد تكون العزلة لشخص أفضل والمخالطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للاقبال على الله المنتهى لاستغراقه في شهود الحضرة العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرام مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى وهكذا الا ترى إلى تولية النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وعمر بن العاص وغيرهما من امرائه وقوله لأبي ذر اراك رجلا ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تتأمر على اثنين في الحديث (تخريجه)(مذ جه) والبخاري في الأدب المفرد وحسن اسناده الحافظ (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهرى عن عبيد الله ابن عبد الله أو عطاء بن يزيد معمر شك عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(3) قال النووي الشعب ما انفرج بين الجبلين وليس المراد نفس الشعب بل المراد الانفراد والاعتزال وذكر الشعب مثالا لأنه خال عن الناس غالبا (5) أي فلا يخاصمهم ولا ينازعهم في شيء (تخريجه)(ق ك والأربعة) باب (4)(سنده) حدثنا محمد بن الحسن بن انس ثنا جعفر يعني ابن سليمان عن معلى بن زياد عن أبي غالب عن أبي أمامة ح وثنا روح ثنا حماد عن أبي غالب عن أبي امامة الخ (غريبة)(6) يعني المذكور في السند الأول لأن الامام احمد رحمه الله ذكر هذا الحديث بسندين مفصولا بينهما بحرف حاء كما ترى في السند قال محمد بن الحسن في حديثه (وكان الحسن) الظاهر ان الحسن (يعني) البصري قال في غير هذا الحديث (لامام ظالم) بدل لفظ (لامام جائر) المذكور في حديث الباب والمعنى واحد (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه ابن ماجه باسناد صحيح (7)(سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة عن طارق

ص: 171

(عن عبد الرحمن بن الحضري)(1) قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان من امتي قوما (2) يعطون مثل اجور أو لهم (3) ينكرون المنكر (4)(باب وجوبه والحث عليه والتشديد فيه)(عن عبد الله)(5) قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء قال عبد الملك (أحد الرواة) من أدم في نحو من أربعين رجلا (وفي رواية جمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون) قال عبد الله (يعني ابن مسعود) فكنت آخر من أتاه فقال انكم مفتوح عليكم منصورون ومصيبون فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومثل الذين يعين قومه على غير الحق كمثل بعير ردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه (عن أسامة بن زيد)(6) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار بالرحى قال فيجتمع أهل النار عليه فيقول يا فلان أما كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف فلا آتيه وانهي عن المنكر وآتيه (عن طارق بن شهاب)(7) قال أول من قدم الخطبة قبل الصلاة مروان فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة قال ترك ما هناك يا أبا فلان فقال أبو سعيد (الخدري رضي الله عنه أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (عن حذيفة بن اليمان)(8) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون

(يعني ابن شهاب) الخ (تخريجه) قال المنذري رواه النسائي باسناد صحيح (1)(سنده) حدثنا يزيد بن الحباب قال أخبرني سفيان عن عطاء بن السائب قال سمعت عبد الرحمن بن الخضرمي يقول أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه)(2) أي جماعة لهم قوة في الدين (3) أي يثيبهم الله مع تأخر زمنهم مثل اثابة الأولين من الصدر الأول الذين نصروا الاسلام واسسوا قواعده (4) أي ما أنكره الشرع ولا يخافون في الله لومة لائم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وقال الهيثمي فيه عطاء بن السائب سمع منه الثوري في الصحة وعبد الرحمن الحضرمي لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح (باب)(5)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ومؤمل قالا حدثنا سفيان عن سماك عن عبد الرحمن (يعني ابن عبد الله بن مسعود) عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال انتهيت الخ (تخريجه)(مذ) ما عدا قوله ومثل الذي يعين قومه الخ وقال حديث حسن صحيح وأخرج أبو داود وابن ماجه منه الجزء المختص بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (6)(عن أسامة بن زيد الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب من تعلم علما وكتمه من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 163 رقم 41 فارجع اليه وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (7)(عن طارق ابن شهاب الخ) هذا مختصر حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب خطبة العيدين في الجزء السادس صحيفة 151 رقم 1660 وتقدم الكلام عليه مستوفي هناك (8)(سنده) حدثنا سليمان الهاشمي انا اسماعيل يعني ابن جعفر اخبرني عمرو يعني ابن ابي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي

ص: 172

عن المنكر (1) أو ليوشكن الله (2) أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم (3)(عن عائشة رضي الله عنها (4) قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه ان قد حفزه شيء فتوضأ ثم خرج فلم يكلم أحدا فدنوت من الحجرات فسمعته يقول يا أيها الناس ان الله عز وجل يقول مروا بالمعروف وانوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم (عن أبي الرقاد)(5) قال خرجت مع مولاي وأنا غلام فدفعت إلى حذيفة (6) وهو يقول ان كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير منافقا واني لاسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحاضن (7) على الخير أو ليسحتنكم الله جميعا بعذاب أو ليؤمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم (عن عبادة بن الصامت)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدوا الناس في الله تبارك وتعالى القريب والبعيد ولا تبالوا في الله لومة لائم واقيموا حدود الله في الحضر والسفر (عن أبي سعيد الخدري)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن (10)

عن حذيفة بن اليمان الخ (غريبة)(1) قال في النهاية المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والاحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس اذا رأوه لا ينكرونه والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس والمنكر ضد ذلك جميع (2) اي ليسرعن (3) المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقسم ان أحد الأمرين واقع إما الامر والنهي منكم وإما انزال العذاب من ربكم ثم عدم استجابة الدعاء له في دفعه عنكم بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان فإن كان الأمر والنهي لم يكن عذابا وان لم يكونا كائن عذاب عظيم (تخريجه)(مذ) وحسنه وذكره المنذري في الترغيب والترهيب ونقل تحسين الترمذي له وأقره وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة (4)(سنده) حدثنا ابو عامر ثنا هشام يعني ابن سعد عن عثمان بن عمرو بن هانئ عن عاصم بن عمر ابن عثمان عن عروة عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل اهـ (قلت) وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (جه حب) في صحيحه كلاهما من رواية عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة اهـ (5)(سنده) حدثنا عبد الله بن نمير ثنا رزين الجهني حدثنا أبو الرقاد (بضم الراء) قال خرجت مع مولاي الخ (غريبة)(6) يعني ابن اليمان رضي الله عنه (7) اي يحض بعضكم بعضا على فعل الخير (أو ليسحتنكم) من السحت بضم السين المهملة وهو الهلاك والاستئصال (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد بهذا اللفظ وسنده جيد (8)(عن عبادة بن الصامت الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في أول باب فرض الخمس من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 74 رقم 235 بعضه في المتن وبعضه في الشرح (9)(سنده) حدثنا ابن نمير انبأنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة)(10) بفتح أوله وسكون المهملة وكسر القاف أي لا يستصغرن أحدكم نفسه وجاء عند ابن ماجة قالوا يا رسول الله

ص: 173

أحدكم نفسه أن يرى أمرا عليه فيه مقالا ثم لا يقوله (1) فيقول الله ما منعك أن تقول فيه (2) فيقول رب خشيت الناس فيقول وأنا أحق أن يخشى (3)(وعنه أيضا)(4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول ما منعك إذ رأيت المنكر تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته قال يا رب وثقت بك (5) وفرقت من الناس (وعنه أيضا)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يمنعن رجلا منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه وعلمه (وفي رواية) إذا رآه أو علمه أو رآه أو سمعه (زاد في رواية) فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم (عن أبي ذر)(7) قال بايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا واوثقني سبعا واشهد على تسعا اني لا أخاف في الله لومة لائم الحديث (باب هلاك كل أمة لم تقم بهذا الواجب)(عن اسماعيل بن أبي خالد)(8) عن قيس قال قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه (عن عبد الله)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنو اسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسهم في مجالسهم قال يزيد (10) احسبه قال وأسواقهم

كيف يحقر أحدنا نفسه؟ (1) هذه الجملة جواب السؤال المصرح به عند بن ماجه والمعنى أن يرى أمرا منكرا يجب عليه انكاره لله ثم لا ينكره (2) أي ما منعك أن تنكر المنكر وجاء عند ابن ماجه فيقول الله عز وجل له يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول خشيت الناس (3) جاء عند ابن ماجه فيقول (يعني الله عز وجل فإياي كنت احق أن تخشى (تخريجه)(جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح رجاله ثقات وابو البخترى اسمه سعيد بن فيروز الطائي اهـ وأورده المنذري وقال رواه ابن ماجه ورواته ثقات (4)(سنده) حدثنا ابو سلمة انا سليمان بن بلال عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن نهار العبدي انه سمعه يحدث عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى الخ (غريبة)(5) أي برحمتك وعفوك عني (وفرقت) بكسر الراء أي خفت من الناس والظاهر أنه لم ينكر المنكر إلا لكونه خشى على نفسه ضررا بليغا من الناس وعلم ان انكاره لا يفيد عندهم ومثل هذا يعذر والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه لابن ماجه ثم قال واسناده لا بأس به (6)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي مسلمة انه سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(عل طب حب هق) وسنده حسن (7)(عن أبي ذر الخ هذا) طرف من حديث طويل تقدم بسنده وطوله وشرحه وتخريجه في باب البيعة على عدم السؤال من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 143 رقم 163 (باب)(8)(عن اسماعيل بن أبي خالد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم الآية) من تفسير سورة المائدة في الجزء الثامن عشر صحيفة 143 رقم 266 (9)(سنده) حدثنا يزيد انبأنا شريك بن عبد الله عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه)(10) يزيد هو

ص: 174

وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال والذي نفسي بيده حتى تأطروهم (1) على الحق أطرا (عن المنذر بن جرير عن أبيه)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يعملون بالمعاصي وفيهم رجل أعز منهم وامنع (3) لا يغيرون الا عمهم الله عز وجل بعقات أو قال أصابهم العقاب (عن منذر الثوري)(4) عن الحسن بن محمد قال حدثتني امرأة من الانصار هي حية اليوم ان شئت ادخلتك عليها قلت لا حدثني قال دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه غضبان فاستترت منه بكم درعى فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل وهو غضبان فقالت نعم أو ما سمعت ما قال؟ قلت وما قال؟ قالت قال ان الشر اذا فشا في الأرض فلم يتناه (5) عنه أرسل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض قالت قلت يا رسول الله وفيهم الصالحون قال نعم وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه أو إلى رضوانه ومغفرته (عن عبد الله بن عمرو)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت أمتى لا يقولون للظالم منهمم أنت الظالم

ابن هارون شيخ الإمام أحمد (احسبه) أي أظنه (1) بكسر الطاء المهملة من باب ضرب والأطرعطف الشيء وهو أن تقبض على أحد طرفيه فتثنيه يقال أطرت الشيء فاتأطر وتأطر أي انثنى ومعناه تقهرهم وتلزمهم باتباع الحق (تخريجه)(د مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن غريب وكلهم رووه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ولم يسمع من أبيه وعلى هذا فالحديث ضعيف وقيل سمع ولذلك حسنه الترمذي والله أعلم (2)(سنده) حدثنا حجاج بن محمد انا شريك عن أبي اسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه الخ (قلت) جرير هو ابن عبد الله الصحابي رضي الله عنه (غريبه)(3) أي أعز من الفاعلين واضح منهم أي يمكنه أن يغير هذا المنكر ثم لا يفعل والظاهر أن المرأة اذا عملت المعصية فهو من هذا القبيل لأن الرجال أعز من النساء ويستفاد منه أن العقاب يكون عاما للصالح والطالح كما صرح بذلك في الحديث التالي فالصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود عن أبي اسحاق قال اظنه عن ابن جرير ولم يسم ابنه ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والأصبهاني وغيرهم عن أبي اسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه (4)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال انا شريك بن عبد الله عن جامع بن أبي رائد عن منذر الثوري الخ (وله طريق ثان) قال حدثنا حسين قال ثنا خلف يعني ابن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرند عن المعروف ابن سويد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله اما فيهم يزمئذ اناس صالحون؟ قال بلى قالت فكيف يصنع أولئك؟ قال يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوانه (غريبه)(5) بضم أوله مبني للمجهول أي لم ينه الناس عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح اهـ (قلت) هو السند الأول من طريق يزيد بن هارون ورواه أيضا الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية (6)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا الحسن بن عمرو عن

ص: 175

فقد تودع منهم (1)(وعنه أيضا)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته (3) من أهل الأرض فيبقى فيها عجاجة (4) لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا (عن ابن عباس)(5) يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منها (6) من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى (7) عن المنكر (عن النعمان بن بشير)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل القائم على حدود الله تعالى (9) والمدهن فيها (وفي رواية والواقع فيها)(10) كمثل قوم استهموا على سفينة (11) في البحر فأصاب بعضهم أسفلها وأصاب بعضهم أعلاها فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا فقال الذين في أسفلها فأنا ننقبها من أسفلها فنستقى قال فإن أخذوا على أيديهم (12) فمنعوهم نجوا جميعا وان تركوهم غرقوا جميعا

أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) بضم التاء والواو مبني للمجهول من التوديع قال الزمخشري في الفائق أي استربح منهم وخذلوا وخلى بينهم وبين ما يرتكبون من المعاصي (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) باسنادين ورجال أحد اسنادي البزار رجال الصحيح وكذلك رجال احمد إلا أنه وقع فيه في الاصل غلط فلذلك لم أذكره اهـ (قلت) الغلط الذي أشار اليه الهيثمي هو أنه جاء في النسخة التي وقعت له حدثنا الحسن عن عمرو والصواب حدثنا الحسن بن عمرو كما جاء في نسختنا وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الحاكم وقال صحيح الاسناد اهـ (قلت) وأقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام (حم طب ك) والبيهقي في الشعب (2)(سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا همام حدثنا قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء قال في النهاية يعني أهل الخير والدين والاشراط من الاضداد يقع على الاشراف والارذال اهـ (قلت) ومعناه موت أهل الخير والدين (4) العجاج الغوغاء والارذال قال ومن لا خير فيه واحدهم عجاجة (نه)(تخريجه)(ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ان كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو وأقره الذهبي (قلت) قال كثير من العلماء لا مانع من اتصال رواية الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو لثبوت المعاصرة والله أعلم وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح (5)(سنده) حدثنا عثمان بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من عثمان بن محمد حدثنا جرير عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) قال الترمذي قال بعض أهل العلم (ليس منا) أي ليس من سنتنا يقول ليس من أدبنا (7) هكذا بالأصل وينهى وجاء عند الترمذي (وينه) لعطفه على المجزوم وما هنا من اثبات المجزوم على صورة المرفوع وكلاهما صحيح له شواهد تؤيده (تخريجه)(مذ) وقال حديث غريب وفي بعض نسخه حسن غريب وحسنه الحافظ السيوطي وقال ابن القطان ضعيف فيه ليث بن أبي سليم ضعفوه وقال الهيثمي فيه ليث وهو مدلس والله أعلم (8)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن الشعبي عن النعمان بن بشير الخ (غريبه)(9) أي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر (والمدهن) بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء آخره نون أي الذي يرائي في حدود الله ويضيعها (10) أي مرتكبها (11) أي اقترعوا سفينة مشتركة بينهم تنازعوا في المقام بها علوا أو سفلا فأخذ كل واحد منهم نصيبا من السفينة بالقرعة (12) أي منعوهم

ص: 176