المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب المحبة والصحبة) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب المحبة والصحبة)

صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي على قبر فقال لها اتقي الله واصبري فقالت له اياك عني فانك لا تبالي بمصيبتي قال ولم تكن عرفته فقيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بها مثل الموت فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابا فقالت يا رسول الله اني لم أعرفك فقال ان الصبر عند أول صدمة (باب ما يقول المصاب عن المصيبة)(عن أم سلمة)(1) أن أبا سلمة حدثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم عندك احتسب مصيبتي فآجرني فيها (2) وابدلني بها خيرا منها فلما قبض أبو سلمة خلفني الله عز وجل في أهلي خيرا منه (وعنها أيضا)(3) قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وانا اليه راجعون اللهم اؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها الا أجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها اللهم أؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن الحسين بن علي)(4) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وان طال عهدها (وفي لفظ) وان قدم عهدها فيحدث لذلك استرجاعا (5) الا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل اجرها يوم اصيب بها

(64)

(كتاب المحبة والصحبة)

(باب وجوب محبة الله ورسوله والترغيب في ذلك)(عن أنس بن مالك)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يؤمن أحدكم (7) حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وحتى يقذف

بسنده وشرحه وتخريجه في باب تعزية المصاب وثواب صبره الخ من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صحيفة 87 رقم 271 فارجع اليه (باب)(1)(سنده) حدثنا روح قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال حدثني ابن عمر عن أبيه عن أم سلمة الخ (غريبه)(2) بمد الهمزة قال في النهاية آجره يوجره إذا أثابه وأعطاه الأجر والجزاء وكذلك أجره (يعني بغير مد الهمزة) بأجره والأمر منهما آجرني وأجرني (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لأبي داود والحاكم عن أم سلمة وللترمذي وابن ماجه عن أبي سلمة ورمز له بعلامة الصحيح وأخرجه أيضا (طل) عن أبي سلمة (3)(سنده) حدثنا ابن نمير قال ثنا سعد بن سعيد قال أخبرني عمر بن كثير عن أبي سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(م)(4)(سنده) حدثنا يزيد وعباد بن عباد قالا أنبأنا هشام بن أبي هشام قال عباد بن زياد عن أمه عن فاطمه ابنة الحسين عن أبيها الحسين ابن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) قوله في السند (قال عباد بن زياد) معناه أن عبادا قال في روايته أنبأنا هشام بن زياد واما يزيد بن هارون فقد قال في روايته (أنبأنا هشام بن أبي هشام)(غريبه)(5) يعني يقول (إنا لله وإنا إليه راجعون)(تخريجه)(جه) وفي أسناده هشام بن زياد قال في التقريب متروك قال وقال الامام أحمد وأبو زرعة ضعيف (باب)(6)(سنده) حدثنا روح ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(7) أي إيمانا كاملا (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله من

ص: 148

في النار أحب إليه أن يعود في الكفر بعد أن نجاه الله منه ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين (عن زهرة بن معبد (1) عن جده (2) قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال والله أنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي (3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه فقال عمر فلأنت الآن والله أحب إلي من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر (4)(عن عبد الله ابن فيروز)(5) الديلمى عن أبيه أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم فبعثوا وفدهم غلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم واسلامهم فقبل ذلك رسول الله منهم فقالوا يا رسول الله نحن من قد عرفت (6) جئنا من حيث قد علمت (7) وأسلمنا فمن ولينا؟ (8) قال الله ورسوله قالوا حسبنا (9) رضينا (عن أبي ذر)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد أمتي لي حبا قوم يكونون أو يخرجون بعدي يود أحدهم أنه أعطى أهله وماله (11) وأنه رآني (عن ثوبان)(12) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن

رجال الصحيحين وروى الشطر الأخير منه الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم الشيخان والنسائي وابن ماجه وروى معناه الشيخان وغيرهما عن أنس أيضا والامام أحمد بلفظ (ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله ومن يكره ان يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)(1)(سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن زهرة بن معبد عن جده الخ (غريبه)(2) جده عبد الله بن هشام (كما صرح بذلك في رواية البخاري) القرشي التيمي له ولأبيه صحبة قال البغوى سكن المدينة (3) ذكر حبه لنفسه بحسب الطبع (4) معناه الآن عرفت فنطقت بما يجب عليك (تخريجه)(خ) وفي اسناده عند الامام احمد بن لهيعة وقد عنعن وهو ضعيف إذا عنعن لكن رواه البخاري من طريق حيوة بفتح المهملة والواو بينهما تحتية ساكنة آخره هاء تأنيث ابن شريح عن زهرة بن معبد به وعلى هذا فالحديث صحيح (5)(سنده) حدثنا يزيد بن عبد ربه قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا الأوزاعي عن عبد الله بن فيروز الديلمى عن أبيه الخ (غريبه)(6) يعني أسلمنا دون قومنا (7) جاء في رواية أخرى (ونحن نزول بين ظهرانى من قد علمت) معناه أنهم نزول بين قوم كفار (8) يعني فمن يحفظنا من أذاهم (9) أي كافينا رضينا بذلك (تخريجه) هذا الحديث مختصر من حديث أطول من هذا رواه (د نس) والامام أحمد أيضا وتقدم في الباب الأول من أبواب الأنبذة الجائزة والمحرمة من كتاب الأشربة في الجزء السابع عشر صحيفة 117 رقم 51 فارجع إليه وسكت عنه أبو داود والمنذري (10)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى حدثني أبو صالح عن رجل من بني أسد (ح) ويعلى ثنا يحيى عن ذكوان أبي صالح عن رجل من بني أسد أن أبا ذر أخبره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(11) أي فقد أهله وماله كما في بعض الروايات وفي هذا بيان لشدة حبهم له (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وقد رواه الامام احمد من طريقين كما هو ظاهر في السند وأورده الهيثمي وقال لم يسم التابعي (يعني الرجل الذي من بني أسد) قال وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الأولى وحسنه الحافظ السيوطي (12)(سنده) حدثنا

ص: 149

العبد ليلتمس مرضاة الله ولا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل إن فلانا عبدي يلتمس أن يرضيني ألا وإن رحمتي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السموات السبع ثم تهبط له إلى الأرض (1)(عن حميد عن أنس)(2) رضي الله عنه قال كان يعجبنا أن يجيئ الرجل من أهل البادية فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله متى قيام الساعة؟ وأقيمت الصلاة فصلى رسول الله فلما فرغ من صلاته قال أين للسائل عن الساعة؟ قال أنا يا رسول الله قال وما اعددت لها؟ قال ما أعددت لها من كثير عمل لا صلاة ولا صيام إلا أني أحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب (وفي رواية فإنك مع من أحببت ولك ما أحببت) قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام بشيء ما فرحوا به (ومن طريق ثان)(3) عن ثابت عن أنس بنحوه وفيه قال أنس فما فرحنا بشيء بعد الاسلام فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إنك مع من أحببت قال فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر (4) وأنا ارجو ان أكون معهم لحبي إياهم وان كنت لا أعمل بعملهم (باب حب الله عز وجل لعباده الصالحين)(عن أبي هريرة)(5) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أحب الله عبدا قال يا جبريل اني احب فلانا فأحبوه فينادي جبريل في السموات إن الله عز وجل يحب فلانا فأحبوه فيلقي حبه على أهل الأرض فيحب وإذا أبغض عبدا قال يا جبريل اني ابغض فلانا فأبغضوه فينادي جبريل في السموات ان الله عز وجل يبغض فلانا فأبغضوه فيوضع له البغض لأهل الأرض فيبغض (وعنه من طريق ثان)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا إحب عبدًا قال لجبريل

محمد بن بكر اتا ميمون (أبو محمد المزني التميمي) ثنا محمد بن عباد عن ثوابان (يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الخ (1) المراد بالرحمة في هذا الحديث رضا الله عنه ودعاء الملائكة له وحب أهل الأرض ورحمتهم اياه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد فقط ثم قال غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه اهـ (قلت) وأورده نحوه الهيثمي بزيادة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) وان العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله عز وجل يا جبريل ان فلانا يستسخطنى الاوان غضبي عليه فيقول جبريل غضب الله على فلان وتقول حملة العرش ويقول من دونهم حتى يقوله أهل السموات السبع ثم يهبط إلى الأرض وعزاه للطبراني في الأوسط وقال رجاله ثقات (2)(سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك الخ)(3)(سنده) حدثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله متى الساعة؟ قال وماذا اعددت لها؟ قال لا إلا اني أحب الله ورسوله قال فإنك مع من أحببت قال أنس الخ (غريبه)(4) القائل فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر الخ هو أنس بن مالك كما صرح بذلك عند مسلم (تخريجه)(ق مذ)(باب)(5)(سنده) حدثنا يزيد انا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ثنا سهيل بن ابي صالح سمع أباه قال سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الخ (6)(سنده) حدثنا عبد الرزاق عن معمر

ص: 150

إني أحب فلانا فأحبه فيقول جبريل لأهل السماء ان ربكم يحب فلانا فأحبوه قال فيحبه أهل السماء قال ويوضع له القبول في الأرض قال وإذا ابغض فمثل ذلك (عن ابي سعيد الخدري)(1) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله إذا رضى عن العبد أثنى عليه (2) سبعة أصناف من الخير (3) لم يعمله وإذا سخط على العبد أثني عليه سبعة أصناف من الشر لم يعمله (حدثنا أسود بن عامر)(4) ثنا شريك عن محمد بن سعد الواسطي عن أبهي طيبة عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقة (5) من الله قال شريك (6) هي المحبة والقيت من السماء فإذا أحب الله عبدا قال لجبريل إني أحب فلانا فينادي جبريل إن الله عز وجل يمق يعني يحب فلانا فأحبوه أرى شريكا قد قال فينزل له المحبة في الأرض (7) وإذا بغض عبدا قال لجبريل اني ابغض فلانا فأبغضه قال فينادي جبريل إن ربكم يبغض فلانا فأبغضوه قال أرى شريكا قد قال فيجرى له البغض في الأرض (عن أنس)(8) قال كان صبي على ظهر الطريق فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه فلما رأت

عن سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة أخبرني سالم بن غيلان أنه سمع دراجا أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(2) أي أعلم ملائكته فيثنون عليه ثم يقذف ذلك في قلوب أهل الأرض فيثنون عليه (3) جاء ف في الجامع الصغير (بسبعة أصناف من الخير) بزيادة باء موحدة في سبعة في الموضعين قال شارحه المناوى يعني انه يقدر له التوفيق لفعل الخير في المستقبل ويثني عليه به قبل صدوره منه بالفعل (قلت) ويقال عكس ذلك في قوله وإذا سخط على العبد الخ وفيه أن الثناء يستعمل في الخير والشر يقال اثنى علي فلان خيرا واثنى علي فلان شرا (فئدة) يقال الدقاق رحمه الله تعالى بشر الحافى بجمع من الناس فقالوا هذا رجل لا ينام الليل ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام رة فبكى وقال اني لا أذكر اني سهرت ليلة كاملة ولا صمت يوما لم افطر من ليلته ولكن الله يلقى في القلوب أكبر مما يفعله العبد تفضلا وتكرما (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي وعزاه للامام احمد وابن حبان ورمز له بعلامة الحسن وأورده الهيثمي وفي لفظه عنده (سبعة اضعاف) بدل سبعة أصناف في الموضعين وقال رواه احمد وابو يعلى إلا أنه قال تسعة أضعاف ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم اهـ (قلت) في اسناده دراج عن أبي الهيثم قال في التقريب ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم (4)(حدثنا اسود ابن عامر الخ)(غريبه)(5) المقه بكسر الميم وفتح القاف المحبة وقد ومق يمق مقة والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة وبابه الواو (نه)(6) القائل قال شريك هو اسود بن عامر الراوي عن شريك يقول ان لفظ (هي المحبة) من قول شريك (7) يرى اسود بن عامر ان قوله (فينزل له المحبة في الأرض) وكذلك قوله (فيجرى له البغض في الأرض) يرى أن هذه الألفاظ مدرجة من قول شريك لا من الحديث المرفوع ولكن سياق حديث أبي هريرة المتقدم قبل حديث يستفاد منه أن ذلك من الحديث المرفوع والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجاله وثقوا (8)(سنده) حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد عن أنس (يعني ابن مالك) قال كان صبي الخ

ص: 151

أم الصبي القوم خشيت أن يوطأ ابنها فسعت وحملته وقالت ابني ابني قال فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقى ابنها في النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولا يلقى الله حبيبه في النار (باب الترغيب في محبة الصالحين وصحبتهم والجلوس معهم وزيارتهم واكرامهم وعدم إيذائهم)(عن ثابت البناني عن أنس بن مالك)(1) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يحب الرجل ولا يستطيع أن يعمل كعمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب فقال انس فما رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء قط الا أن يكون الاسلام ما فرحوا بهذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنس فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نستطيع أن نعمل كعمله فإذا كنا معه فحسبنا (عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله (3) فلينظر أحدكم من يخالط (4) وقال مؤمل من يخالل (عن أبي سعيد الخدري)(5) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي (عن أبي ذر)(6) قال قلت يا رسول الله الرجل يحب القوم لا يستطيع أن يعمل بأعمالهم قال انت يا أبا ذر مع من أحببت؟ قال قلت فإني أحب الله ورسوله يعيدها مرة أو مرتين (عن عبد الله)(7) قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم (8) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب (9)(عن أبي موسى)(10) رواية قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا

(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجالهما رجال الصحيح اهـ (قلت) هذا الحديث من ثلاثيات الامام أحمد رحمه الله (باب)(1)(سنده) حدثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابت البناني الخ (تخريجه)(ق وغيرهما) بمعناه عن أنس أيضا (2)(سنده) حدثنا عبد الرحمن ومؤمل قالا حدثنا زهير بن محمد قال مؤمل الخراساني ثنا موسى بن وردان عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) أي صاحبه (4) أي فليتأمل أحدكم بعين بصيرته إلى امرئ يريد صداقته فمن رضى دينه وخلقه صادقه والا تجنبه (وقال مؤمل) هو ابن اسماعيل العدوي أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث قال غب روايته فلينظر أحدكم من يخالل بدل من يخالط والمعنى واحد (تخريجه)(د مذ حب) وحسنه الترمذي وقال النووي في رياض الصالحين اسناده صحيح (5)(سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن ثنا حيوة اخبرنا سالم بن غيلان أن الوليد بن قيس التجيبي أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري أو عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه)(د مذ حب ك) وقال الحاكم صحيح وأقره الذهبي (6)(سنده) حدثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر قلت يا رسول الله الخ (تخريجه)(م د جه)(7)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سلمان عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن قيس) اسم أبي موسى الأشعري (غريبه)(8) معناه أنه لا يستطيع أن يعمل كعملهم (9) قيل المراد هنا من أحب قوما باخلاص فهو في زمرتهم وان لم يعمل عملهم لثبوت التقارب مع قلوبهم وفيه حث على حب الأخيار رجاء اللحاق بهم في دار القرار والخلاص من النار والقرب من الجبار (تخريجه)(ق وغيرهما)(10)(سنده) حدثنا سفيان عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن

ص: 152

ومثل الجليس الصالح مثل العطار (1) ان لم يحذك من عطره علقك من ريحه (2) ومثل الجليس السوء مثل الكير (3) ان لم يحرقك نالك من شروره والخازن الأمين (4) الذي نؤدي ما أمر به مؤتجرا أحد المتصدقين (ومن طريق ثان)(5) عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح كمثل العطار فكر نحوه مختصرا (6)(عن زر بن حبيش)(7) قال وفدت في خلافة عثمان بن عفان وانما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال رضي الله عنه فقلت له هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة (عن قيس بن سعد بن عبادة)(8) قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا فاغتسل ثم أتينا بملحقة (9) ورسية فاشتمل بها فكأني أنظر إلى أثر الورس على عكنه (10) ثم اتيناه بحمار ليركب فقال صاحب الحمار أحق بصدر حماره (11) فقال يا رسول الله

أبي موسى رواية الخ (قلت) أبو موسى هو الاشعري وقوله رواية هكذا جاء بالأصل (غريبه)(1) جاء في رواية كحامل المسك (وقوله ان لم يحذك) كيعطك وزنا ومعنى (2) أي تعلق بثيابك شيء من ريحه وشممت منه رحا طيبة (3) أي نافخ الكير كما صرح بذلك في بعض الروايات والكير بالياء التحتية آلة الحداد الذي ينفخ بها (4) أي الذي يشتغل عند رب المال بالأجرة إذا تصدق بشيء بإذن رب المال (أحد المتصدقين) أي له أجر عند الله كما لرب المال أجر ولا يلزم التساوي في الاجر بل المراد أن الاجر يكون مقسوما بينهما لهذا نصيب بماله ولهذا نصيب بعمله فلا يزاحم صاحب المال العامل في نصيب عمله ولا يزاحم العامل صاحب المال في نصيب ماله أما إذا تصرف العامل في مال غيره بغير اذنه فلا أجر له مطلقا بل عليه وزر بتصرفه في مال غيره بغير اذنه والله أعلم (5)(سنده) حدثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عاصم الأحول عن أبي كبشة الخ (6) اي لم يذكر فيه سوى الجليس الصالح والجليس السوء (تخريجه)(ق نس) بدون ذكر الخازن الأمين الخ (7)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا عاصم بن بهدلة حدثني زر بن حبيش الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن اهـ (قلت) وموضع الدلالة منه أن زر بن حبيش جاء من بلده لا لشيء إلا لملاقاة بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك بهم وفيه منقبة لصفوان بن عسال حيث قد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة (8)(سنده) حدثنا وكيع ثنا ابن أبي ليلى عن محمد ابن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن محمد بن شرحبيل عن قيس بن سعد الخ (غريبه)(9) بكسرالميم وسكون اللام هي الملاءة وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به (وقوله ورسية) بفتح الواو وسكون الراء بوزن شرقية اي مصبوغة بالورس وهو نبت أصفر يصبغ به (10) جمع عكنة كغرفة وغرف وهي الطي في الطن من السمن (11) أي فلا يركب غيره معه عليه الا رديفا الا أن يؤثره فلا يأبى الكرامة (قال ابن العربي) انما كان الرجل أحق بصدر دابته لأنه شرف والشرف حق المالك ولأنه يصرفها في المشي حيث شاء وعلى أي وجه أراد من اسراع وابطاء وطول وقصر بخلاف غير المالك (قلت) فيه دلالة على اكرام الصالحين وحبهم ومبالغة الصحابة في اكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه حتى ان صاحب الحمار تنازل عن حماره وملكه اياه لما علم أن صاحب الحمار احق بصدر حماره لتكون الصدارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه

ص: 153

فالحمار لك (عن عائشة)(1) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل من أذل لي وليا (2)(وفي رواية من آذى لي وليا) فقد استحل محاربتي وما تقرب الي عبدي بمثل أداء الفرائض وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ان سألني أعطيته وان دعاني اجبته ما ترددت عن شيء أنا فاعله (3) ترددي عن وفاته لأنه يكره الموت واكره مساءته (باب الترغيب في الحب في الله والبغض في الله والحث على ذلك)(عن البراء بن عازب)(4) قال كنا جلوسا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي عرى (5) الاسلام أوسط؟ قالوا الصلاة قال حسنة وما هي بها قالوا الزكاة قال حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان قال حسن وما هو به قالوا الحج قال حسن وما هو به قالوا الجهاد قال حسنة وما هو به قال إن أوسط عرى الايمان ان تحب في الله وتبغض في الله (6)(عن أبي ذر)(7) قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتدرون أي الأعمال احب إلى الله؟ قال قائل الصلاة والزكاة وقال قائل الجهاد قال ان احب الأعمال إلى الله عز وجل الحب في الله والبغض في الله (عن أبي الطفيل)(8) عامر بن واثلة أن رجلا مر على قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام فلما

دلالة على تواضعه صلى الله عليه وسلم وكرم أخلاقه (تخريجه)(طب) قال الهيثمي فيه ابن ابي ليلى سيء الحفظ اهـ (قلت) وفي الباب عن بريدة الأسلمي عند الامام احمد وابي داود والترمذي وابن حبان وحسنه الترمذي وتقدم في باب ما يقوله المسافر عند ركوب دابته من أبواب صلاة المسافر صحيفة 72 رقم 1175 وعن عمر بن الخطاب عند الامام احمد في الباب المشار إليه رقم 1176 (1)(سنده) حدثنا حماد وأبو المنذر قالا ثنا عبد الواحد مولى عروة عن عروة عن عائشة الخ وفي آخر هذا الحديث قال عبد الله بن الامام احمد قال أبي وقال أبو المنذر قال حدثني عروة قال حدثتني عائشة وقال أبو المنذر آذى لي اهـ (غريبه)(2) الولي هو المؤمن التقي الذي يفعل ما أمر الله به ويجتنب ما نهى الله عنه قال تعالى (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)(3) معنى التردد هنا بالنسبة لله عز وجل التلطف بعبده المؤمن وليس المراد معناه اللغوي وهو الشك فإن ذلك خاص بالمخلوق لا الخالق تنزه الله عن ذلك (تخريجه)(عل طس هق) وابن عساكر والحكيم والترمذي وأورده الهيثمي مختصرا وقال رواه البزار واللفظ له وأحمد والطبراني في الأوسط وفيه عبد الواحد بن قيس وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني في الأوسط رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل (باب)(4)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب الخ (غريبه)(5) جمع عروة أي احكامه والعروة من الدلو والكرز المقبض الذي يستمسك به (وقوله أوسط) أي أوثق كما صرح بذلك في رواية أخرى أي أحكم وأقرب إلى الوصول إلى الله عز وجل لمن تمسك بها (6) معناه أن تحب الرجل الصالح لكونه صالحا لا لعلة أخرى وتبغض الفاسق لفسقه لا لعلة أخرى (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه ليث بن أبي سليم وضعفه الأكثر (7)(سنده) حدثنا حسين ثنا يزيد يعني ابن عطاء عن يزيد يعني ابن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (8)(سنده) حدثنا أبو كامل مظفر

ص: 154

جاوزهم قال رجل منهم والله اني لأبغض هذا في الله فقال أهل المجلس فبئس والله ما قلت أما والله لننبئنه قم يا فلان رجل منهم فأخبره قال فأدركه رسولهم فأخبره بما قال فانصرف الرجل حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان فسلمت عليهم فردوا السلام فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلانا قال والله اني لأبغض هذا الرجل في الله فادعه فسله على ما يبغضني؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك وقال قد قلت له ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تبغضه؟ قال أنا جاره وأنا به خابر والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر قال الرجل سله يا رسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها؟ أو أسأت الركوع والسجود فيها؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا ثم قال والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر قال فسله يا رسول الله هل رآني قط أفطرت فيه أو انتقصت من حقه شيئا؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ثم قال والله ما رأيته يعطي سائلا قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في شيء من سبيل الله بخير الا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر قال فسله يا رسول الله هل كتمت من الزكاة شيئا قط أو ما كست فيها طالبها؟ قال فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قم ان ادرى (1) لعله خير منك (عن أبي هريرة)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأرواح جنود مجندة (3) فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف (وعنه ايضا)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أحب وقال هاشم (5)(من سره) أن يجد طعم الإيمان فليحب

ابن مدرك ثنا ابراهيم بن سعد ثنا بن شهاب عن أبي الطفيل الخ (غريبه)(1) أي ما ادرى لعله خير منك عند الله عز وجل وفيه ان من حافظ على الفرائض بشروطها وحقوقها كان مقبولا عند الله عز وجل وان لم يزد عليها شيئا من النوافل والله اعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله رجال الصحيح إلا مظفر بن مدرك وهو ثقة ثبت (2)(سنده) حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا ثنا حماد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) الأرواح التي تقوم بها الاجساد جموع متجمعة وأنواع مختلفة (فما تعارف) أي توافق في الصفات وتناسب في الأخلاق (منها ائتلف) أي ألف قلبه قلب الآخر وان تباعدا (وما تناكر منها) أي لم يتوافق ولم يتناسب (اختلف) أي نافر قلبه قلب الآخر وان تقاربا جسدا فالائتلاف والاختلاف للقلوب والأرواح البشرية التي هي النفوس الناطقة مجبولة على ضرائب مختلفة وشواكل متباينة فكل ما تشاكل منها في عالم الأرواح تعارف في عالم الخلق وكل ما كان غير ذلك في عالم الأرواح تناكر في عالم الخلق فتعارف الأرواح يقع على حسب الطباع التي خطرت عليها من موجبات السعادة أو قضايا الشقاوة فما توافق في الصفات ائتلف وما تباين في ذلك تنافر واختلف والله الموفق (تخريجه)(م د) وأخرجه البخاري عن عائشة والطبراني عن ابن مسعود قال الهيثمي رجال الطبراني رجال الصحيح (4)(سنده) حدثنا محمد يعني ابن جعفر وهاشم قالا ثنا شعبة قال هاشم أخبرني يحيى بن أبي سليم سمعت عمرو بن ميمون وقال محمد عن ابي بلج (بفتح الموحدة وسكون اللام) عن عمرو بن ميمون عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) هاشم احد الراويين اللذين روي

ص: 155

المرء ولا يحبه لله عز وجل (وعنه أيضا)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول أين المتحابون بحلالى (2) اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي (وعنه أيضا)(3) يرفعه قال لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على رأس ذلك أو ملاك ذلك افشوا السلام بينكم (وفي رواية) ألا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم (عن عمرو بن الجموح)(4) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحق العبد حق صريح الايمان (5) حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله تعالى وان أوليائي من عبادي وأحبابي من خلقي الذين يذكرون بذكري (6) واذكرهم بذكرهم (7)(باب ثواب المتحابين في الله وما اعده الله لهم من الأجر العظيم والنعيم المقيم)(عن أبي سعيد الخدري)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي والغربي فيقال من هؤلاء؟ فيقال هؤلاء المتحابون في الله عز وجل (عن العرباض بن سارية)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل المتحابون بحلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي (10)(عن أبي أمامة)(11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما أحب عبد عبد الله عز وجل إلا أكرم ربه عز وجل (12)

عنهما الإمام أحمد هذا الحديث يعني انه قال في روايته من سره بدل من أحب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجاله ثقات (1)(سنده) حدثنا فليح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد ابن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) بسبب عظمتي ولأجل تعظيمي أو الذين يكون التحابب بينهم لأجل رضا جنابي وجزاء ثوابي قاله في المرقاة (تخريجه)(م وغيره)(3)(وعنه أيضا الخ) هذا الحديث تقدم مثله بسنده وشرحه وتخريجه في أول كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة 330 رقم 1 فارجع اليه (4)(سنده) حدثنا الهيثم بن خارجة قال أبو عبد الرحمن وسمعته أنا من الهيثم ثنا رشدين بن سعد عن عبد الله بن الوليد عن ابي منصور ومولى الأنصار عن عمرو ابن الجموح الخ (غريبه)(5) معناه لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يحب لله ويبغض لله (6) أي الذين يشتغلون بذكرى عبادتي (7) اي بسبب ذكرهم اياي وذكر الله لعبده رضاه ورحمته واظهار ذلك على الملأ الأعلى (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف (قلت) وكذلك هو عند الطبراني في الأوسط (باب)(8)(سنده) حدثنا علي بن عياش ثنا محمد ابن مطرف ثنا أبو حازم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (9)(سنده) حدثنا هيثم بن خارجة قال ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة عن العرباض بن سارية الخ (10) جاء في الأصل بعد هذه الجملة قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) واحسبني قد سمعته منه ومعناه يظن عبد الله انه سمع هذا الحديث ايضا من هيثم ابن خارجه كما سمعته من أبيه الامام احمد رحمهما الله (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) واسنادهما جيد (11)(سنده) حدثنا ابراهيم بن مهدي ثنا اسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه)(12) اكرام العبد لربه عز وجل امتثال امره واجتناب نواهيه

ص: 156

(عن سهل بن سعد الساعدي)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن مألفة (2) ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (عن أبي مسلم الخولاني)(3) قال دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا (وفي رواية حسن الوجه ادعج العينين اغر الثنايا) ساكت فإذا امترى (4) القوم في شيء اقبلوا عليه فسألوه (وفي رواية فإذا اختلفوا في شيء فقال قولا انتهوا إلى قوله)(5) فقلت لجليس لي من هذا؟ قال هذا معاذ بن جبل فوقع له في نفسي حب فكنت معهم حتى تفرقوا ثم هجرت (6) إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فسكت لا يكلمني فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي ثم جلس فسكت لا يكلمني وسكت لا اكله ثم قلت والله اني لأحبك قال فيم تحبني؟ قال قلت في الله تبارك وتعالى فأخذ بحبوني فجرني اليه هنية (7) ثم قال ابشر ان كنت صادقا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون (8) والشهداء (وفي رواية) احب انه قال في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله (وفي أخرى) يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء قال فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال فأنا احدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه إلى الرب عز وجل قال حقت محبتي (9) للمتحابين في وحقت

والحب في الله والبغض في الله من الأمور التي حث عليها الشارع فمن أحب انسانا لله عز وجل امتثل أمره وبهذا الاعتبار يكون قد أكرم ربه والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد فقط ورمز له بعلامة الصحيح لكن قال شارحه المناوي رمز لحسنه وهو كما قال أو اعلى فقد قال الهيثمي وغيره رجاله وثقوا اهـ (قلت) يحتمل أن النسخة التي وقعت للمناوي كان الرمز فيها بعلامة الحسن والله أعلم (1)(سنده) حدثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس عن الحسن بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي الخ (غريبه)(2) معناه يألف ويؤلف كما جاء في بعض الروايات فو يألف الناس لكرم أخلاقه وسهوله طباعه ونيته وتألفه الناس لأن الإيمان هذبه واما ضعيف الايمان فلا تألفه الناس لسوء خلقه وشذوذ طباعه ولا يألفهم لعدم اقبالهم عليه ومن دواعي التآلف ترك الجدال والمراء وكثرة المزاح والاعتذار عند توهم شيء في النفس (تخريجه) لم أقف عليه من حديث سهل بن سعد لغير الامام احمد وصححه الحافظ السيوطي والهيثمي (3)(سنده) حدثنا كثير بن هشام ثنا جعفر يعني ابن برقان ثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن ابي رباح عن أبي مسلم الخولاني الخ (غريبه)(4) أي اختلفوا في شيء كما صرح بذلك في الرواية الأخرى (5) معناه أطاعوه واقتدوا به (6) بفتح أوله والجيم المشددة أي بكرت قال في النهاية التهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه (7) أي شيئا قليلا (8) الغبطة بالكسر أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه وليس بحسد (9) وفي رواية وجبت محبتي الخ معناه أن الله عز وجل أوجب على نفسه محبة المتحابين فيه كما قال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)(والمتزاورين) الذين يزور بعضهم بعضا لله (والمتباذلين) الذين يبذلون أموالهم ويتصدقون بها ابتغاء مرضاة الله (والمتواصلين) الذين يصل بعضهم

ص: 157

محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي للمتواصلين في (عن أبي مالك الأشعري)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله فجاء رجل من الاعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ناس ليسوا بانبياء ولا شهدا يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله انعتهم لنا يعني صفهم لنا فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (باب من أحب انسانا فليخبره)(عن أنس بن مالك)(2) قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم يا رسول الله اني لأحب هذا الرجل قال هل أعلمته بذلك؟ قال لا قال قم فأعلمه قال فقام اليه فقال يا هذا والله اني لأحبك في الله قال أحبك الذي احببتني له (وفي لفظ) قم فأخبره تثبت المودة بينكما (عن أبي ذر)(3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أحب احدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره انه يحبه لله وقد جئتك في منزلك (4)(باب حقوق الصحبة والمؤاخاة في الله تعالى)(عن ابن عمر)(5) ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما (6) وكان يقول للمرء المسلم على أخيه ست يشتمه إذا

بعضا كصلة الرحم والأقارب الفقراء ونحو ذلك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه مالك باسناد صحيح وابن حبان في صحيحه اهـ (قلت) ورواه الطبراني باختصار والبزار بعض حديث عبادة فقط وروى الترمذي طرفا من حديث معاذ وحده ورواه الحاكم بمعناه كما هنا وصححه على شرط الشيخين واقره الذهبي (1)(عن أبي مالك الأشعري الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب جامع صفة الصلاة من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة 151 رقم 478 وأورد المنذري هذا الطرف منه وقال رواه (حم عل) باسناد حسن والحاكم وقال صحيح الاسناد (باب)(2)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب ثنا حسين بن واقد حدثني ثابت البناني حدثني أنس بن مالك الخ (تخريجه)(حب) في صحيحه والحاكم وصححه وأقره الذهبي (3)(سنده) حدثنا احمد بن الحجاج ثنا عبد الله انا بن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب ان ابا سالم الجيشاني اتى الى أبي أميه في منزله فقال اني سمعت ابا ذر يقول انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه)(4) الظاهر أن قرله وقد جئتك في منزلك مدرج من قوله أبي سالم الجيشاني يخاطب أبا أمية وقد أحبه في الله فأتاه إلى منزله كما سمع الحديث من أبي ذر والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد واسناده حسن اهـ (قلت) ورواه أيضا الضباء المقدسي (باب)(5)(سنده) حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه)(6) معناه أن الله عز وجل لم يفرق بينهما ماداما على طاعة الله عز وجل

ص: 158

عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه اذا مات ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث (عن الحسن)(1) حدثني رجل من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة (2) من الناس فسمعته يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا قال حماد وقال بيده إلى صدره وما تواد رجلان في الله عز وجل فتفرق بينهما الا بحدث يحدثه أحدهما والمحدث شر والمحدث شر (3)(عن أبي ظبية)(4) قال ان شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه فقال يابن عبسة هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد ولا كذب ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقول قد حقت (5) محبتي للذين يتحابون من اجلي وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي وحقت محبتي للذين يتنافرون من أجلي (باب الترغيب في زيارة الصاحب وعيادته إذا مرض)(عن ابي هريرة)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج رجل يزور أخاه في الله عز وجل في قرية أخرى فأرصد الله عز وجل بمدرجته (7) ملكا فلما مر به قال أين تريد؟ قال أريد فلانا قال لقرابة؟ قال لا قال فلنعمة له عندك تربها؟ (8) قال لا قال فلم تأتيه قال اني احبه في الله قال فإني رسول الله اليك انه يحبك بحبك اياه فيه (وعنه أيضا)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زار المسلم اخاه في الله أوعاده قال الله عز وجل طبت وتبوأت من الجنة منزلا (زاد في رواية)

فإذا أحدث أحدهما ذنبا فرق الله بينهما (تخريجه) أورده الهيثمي كله ما عدا النهي عن هجرة المسلم أخاه وقال رواه أحمد واسناده حسن اهـ (قلت) النهي عن ظلم المسلم وخذلانه جاء في الصحيحين وغيرهما وكذلك النهي عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث وقد عقدت لذلك بابا مخصوصا سيأتي في قسم الترهيب (1)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد انا علي بن زيد عن الحسن الخ (وله في طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا عفان ثنا المبارك بن فضالة ثنا الحسن أخبرني شيخ من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لا كلمة في سببي أصيب لنا في الجاهلية فذكر نحوه باختصار إلى قوله التقوى هاهنا أي في القلب (غريبه)(2) أي جماعة فقد جاء في الطريق الثانية فإذا هو يحدث القوم وحلقة قد اطافت به (3) كررها ثلاثا للتأكيد ومعناه ان المحدث هو الذي أحدث الشر فهو آثم يعاقب على اثمه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد واسناده حسن ورواه أبو يعلي بنحوه (4)(سنده) حدثنا هاشم حدثني عبد الحميد حدثني شهر حدثني أبو ظبية قال ان شرحبيل الخ (غريبه)(5) أي وجبت وتقدم الكلام على ذلك في شرح حديث أبي مسلم الخولاني قبل باب (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الثلاثة واللفظ له والحاكم وقال صحيح الأسناد (باب)(6)(سنده) حدثنا يزيد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة الخ (غريبه)(7) أي بطريقه (8) بفتح أوله وضم الراء وتشديد الموحدة مضمومة أي تقوم بها وتسعى في صلاحها كما يربي الرجل ولده (تخريجه)(م) والبخاري في الأدب المفرد (9)(سنده) حدثنا موسى بن داود ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان

ص: 159

بعد قوله طبت (وطاب ممشاك)(عن ثوبان)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عاد الرجل المسلم اخاه المسلم فهو في مخرفة الجنة وفي لفظ فهو في اخراف (2) الجنة حتى يرجع (وعنه من طريق ثان)(3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة قيل وما خرفة الجنة؟ قال جناها (باب الترغيب في عيادة المريض مطلقا وثواب ذلك)(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى)(4) قال جاء أبو موسى الى الحسن بن علي يعوده فقال له علي اعائدا جئت أم شامتا؟ (5) قال لا بل عائدا (6) قال فقال له ان كنت جئت عائدا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة (7) الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فان كان غدوة صلى عليه سبعون الف ملك حتى يمسي وان كان مساءا صلى عليه سبعون الف ملك حتى يصبح (ومن طريق ثانية)(8) عن عبد الله بن نافع قال عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي فقال له علي اعائدا جئت ام زائرا؟ فقال أبو موسى بل جئت عائدا فقال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من عاد مريضا بكرا (9) شيعة سبعون الف ملك كلهم يستغفر له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة (10) وان عاده مساءا شيعه سبعون الف ملك كلهم يستغفر له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة (عن علي رضي الله عنه (11)

عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) لم اقف عليه من حديث ابي هريرة لغير الامام احمد وله شاهد من حديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مامن عبد مسلم اتى أخاه يزوره في الله إلا نادى مناد من السماء ان طبت وطابت لك الجنة والا قال الله تعالى في ملكوت عرشه عبدي زارني وعلى فراه فلم يرض له بثواب دون الجنة) أورده الهيثمي وقال رواه البزار وأبو يعلي ورجال أبي يعلي رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة (1)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي قلابة عن أبي اسماء الرحبي عن ثوبان (يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) جمع خرفة كغرفة هو ما يخترف من نخلها أي يجتنى من الثمر أي لم يزل كأنه في بستان يجتنى منه الثمر شبه ما يحوزه العائد من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر (3)(سنده) حدثنا يزيد انا عياض عن عبد الله بن زيد عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(م وغيره)(باب)(4)(سنده) حدثنا معاوية حدثنا الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (غريبه)(5) الظاهر والله أعلم انه كان بين أبي موسى وعلي أو الحسن أمور شخصية حتى قال علي ذلك لأبي موسى (6) لم تمنع الأمور التي كانت بينهما من عيادة أبي موسى للمريض لما يعلمه من الحث عليها وكثرة ثوابها (7) بكسر الخاء المعجمة أي اجتناء ثمر الجنة وتقدم الكلام على ذلك (8)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الله بن نافع الخ (9) بضم الموحدة وفتح الكاف أي مبكرا (10) أي طريق أو بستان من النخل يجنى ثماره (تخريجه)(د مذ جه حب ك) وقال الترمذي حسن غريب وقد روى عن علي موقوفا اهـ ورواه الحاكم مرفوعا كما هنا وقال هذا اسناده صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر عن ابن ابي ليلى عن علي من حديث شعبة عنهما قال وانا على أصلى في الحكم لراوي الزيادة وأقره الذهبي على ذلك (11) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في باب المشي أمام الجنازة

ص: 160

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم عاد أخاه إلا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يمسي ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح (ز)(عن علي رضي الله عنه (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عاد مريضا مشى في خراف الجنة فإذا جلس عنده استنقع (2) في الرحمة فإذا خرج من عنده وكل به سبعون ألف ملك يستغفرون له ذلك اليوم (عن أبي هريرة)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل انه قال مرضت فلم يعدني ابن آدم (4) وظمئت فلم يسقني ابن آدم فقلت اتمرض يا رب (5) قال يمرض العبد من عبادي ممن في الأرض فلا يعاد فلو عاده كان ما يعوده لي (6) ويظمأ في الأرض فلا يسقى فلو سقى كان ما سقاه لي (عن هارون بن أبي داود)(7) حدثني أبي قال أتيت أنس بن مالك فقلت يا أبا حمزة ان المكان بعيد ونحن يعجبنا أن نعودك فرفع رأسه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة قال فقلت يا رسول الله هذا

وخلفها من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صحيفة 15 و 16 رقم 210 (1)(ز)(سنده) حدثنا محمد ابن أبي بكر المقدمي حدثنا سعيد بن سلمة يعني ابن أبي الحسام حدثنا مسلم بن أبي مريم عن رجل من الأنصار عن علي الخ (غريبه)(2) بضم التاء وكسر القاف مبني للمجهول أي استقر فيها كما يستقر النقيع في الماء (تخريجه) الحديث من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه ولم اقف عليه لغير عبد الله وسنده ضعيف لأن فيه رجلا لم يسم (3)(سنده) حدثنا موسى بن داود قال ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله ابن ابي جعفر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(4) قال العلماء انما اضاف المرض اليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له (5) الظاهر من السياق أن القائل (اتمرض يارب) هو النبي صلى الله عليه وسلم (6) قال العلماء في قوله (كان ما يعوده لي) وفي وقوله (كان ما سقاه لي) أي تقربا الي أثيبه عليه (تخريجه)(م) وفي اسناده عند الامام احمد ابن لهيعة وقد عنعن وهذا يقتضى أن يكون الحديث ضعيفا ولكن رواه مسلم بسند آخر ولفظ اثم (قال رحمه الله حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لو جدتني عنده (أي وجدت ثوابي وكرامتي) ياابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يارب وكيف اطعمك وانت رب العالمين؟ قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو اطعمته لو جدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف اسقيك وانت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه اما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي اهـ (7)(سنده) حدثنا حسن ابن موسى قال سمعت هلال بن ابي داود الحبطى ابا هشام قال قال أخي هارون بن أبي داود الحبطي أبا هشام قال قال أخي هارون بن أبي داود حدثني أبي قال أتيت أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده المنذري بصيغة التمريض ولم يبين علته وقال رواه احمد ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير والأوسط وزاد (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه اهـ)(قلت) في اسناد حديث الباب ابو داود الحبطي قال الهيثمي

ص: 161

الصحيح الذي يعود المريض فالمريض ماله؟ قال تحط عنه ذنوبه (عن كعب بن مالك)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها (2) وقد استنقعتم ان شاء الله في الرحمة (عن أبي سعيد الخدري)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عودوا المريض وامشوا في الجنائز تذكركم الآخرة (عن أبي أمامة)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد المريض يخوض في الرحمة ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وركه ثم قال هكذا (5) مقبلا ومدبرا واذا جلس عنده غمرته (6) الرحمة (باب الترغيب في كلمات يدعى بهن للمريض وكلمات يقولهن المريض)(عن ابن عباس)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفى (عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء الرجل يعود مريضا قال اللهم

ضعيف جدًا اهـ ولذلك ذكره المنذري بصيغة التمريض والله أعلم (1)(سنده) حدثنا يونس قال ثنا ابو معشر عن عبد الرحمن بن عبد الله الانصاري قال دخل ابو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على عمر ابن الحكم بن ثوبان فقال يا أبا حفص حدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه اختلاف قال حدثني كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) أي استقر فيها (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد باسناد حسن والطبراني في الكبير والأوسط ورواه فيهما ايضا من حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه وزاد فيه (فإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج) واسناده إلى الحسن أقرب (3)(سنده) حدثنا يحيى عن المثنى حدثنا قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه)(بز حب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات (4)(سنده) حدثنا علي بن اسحاق انا عبد الله يعني ابن المبارك انا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه)(5) أي ثم فعل هكذا يعني أمر يده على فخذه مقبلا ومدبرا لأن القول يطلق على معنى الفعل في كثير من الاحوال ومعناه أنه يخوض في الرحمة إلى وركه (6) أي علته وسترته (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام أحمد والطبراني في الكبير وزاد فيه (ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) ورمز له بعلامة الضعف (قلت) قال شارحه المناوى ورواه أيضا ابن منيع والديلمى عن أبي أمامة (قال الهيثمي) فيه عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وكلاهما ضعيف (تنبيه) جاء في شرح المناوى على الجامع الصغير عبد الله بن زحر وعلي بن يزيد وكلاهما خطأ من الناسخ وتصحيحهما كما ذكرنا عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد يعني الالهانى فتنبه (باب)(7)(سنده) حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد أبي خالد قال سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري اهـ (قلت) واقر الذهبي تصحيح الحاكم (8)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن احبلى حدثه عن عبد الله بن

ص: 162

اشف عبدك ينكأ لك (1) عدوا ويمشي لك إلى الصلاة (عن ابي امامة)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تمام عيادة المريض ان يضع أحدكم يده على جبهته أو يده فيسأل كيف هو وتمام تحياتكم بينكم المصافحة (عن عائشة رضي الله عنها (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضا قال اذهب البأس رب الناس واشف انك انت الشافي ولا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما (عن أم سلمة رضي الله عنها (4) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيرا (5) فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون (6)(عن أنس بن مالك)(7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده وهو محموم فقال كفارة وطهور (8) فقال الأعرابي بل حمى تفور (9) على شيخ كبير تزيره القبور (10) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه (11)

عمرو بن العاص الخ (غريبه)(1) بفتح الياء التحتية وفتح الكاف بينهما نون ساكنة وآخره همرة مجزوم في جواب الأمر ويجوز رفعه على انه خبر لمبتدأ محذوف تقديره فهو ينكأ وفي المصباح نكأت القرحة انكؤها مهموز بفتحتين فشرتها ونكأت في العدو نكئا من باب نفع ايضا لغة في نكيت فيه اتكى من باب رمى والاسم النكاية بالكسر اذا قتلت واثخنت (تخريجه)(د ك حب) وابن السني في عمل اليوم الليلة وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (2)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا ابن المبارك وعلي بن اسحاق انا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة الخ (تخريجه)(مذ) وقال اسناده ليس بالقوي ونقل عن البخاري ان عبيد الله بن زحر وكذا القاسم ثقتان لكن علي بن يزيد ضعيف اهـ وقال الحاقظ حديث الترمذي سنده لين اهـ وقال الحافظ السيوطي له شواهد تعضده (منها) عن أبي رهم السمعي عند الطبراني (ومنها) عن أبي هريرة عند البيهق (ومنها) عن عائشة عند ابن السني وغير ذلك والله أعلم (3)(سنده) حدثنا سريج قال ثنا أبو عوانة عن منصور عن ابراهيم عن مسروق عن عائشة الخ (تخريجه)(ق وغيرهما)(4)(سنده) حدثنا ابو معاوية قال ثنا الأعمش عن شقيق عن أم سلمة الخ (غريبه)(5) كأن يدعو للميت بالرحمة والمغفرة ويأمر أهله بالصبر وعدم الجزع والنوح ويدعو للمريض بالشفا ويبشره بالصحة والعافية ان شاء الله ونحو ذلك (6) ليس هذا آخر الحديث وبقيته قالت فلما مات ابو سلمة اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان أبا سلمة قد مات فقال قولي اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة قالت فأعقبني الله عز وجل من هو خير لي منه محمد صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(م حب ك والأربعة)(7)(سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو ربيعة عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(8) هذا دعاء للمريض بتكفير ذنوبه وطهارته من دنسها (9) أي شديدة الحرارة كحرارة ما في القدر عند فورانه (10) أي تكون سببا في موته (11) جاء عند عبد الرزاق من حديث ابن عباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعم إذا ومعناه أنه سيموت بسببها ولهذا تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يجد عنده صبرا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث أنس وسنده جيد وله شاهد عند عبد الرزاق عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده فقال طهور ان شاء الله فقال الاعرابي كلا بل هي حمى تفور على شيخ كبير كيما تزيره

ص: 163