المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب المدح والذم) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب المدح والذم)

يقال له أبو ريحانة من الصحابة قال أبو الحصين فسبقني صاحبي إلى المسجد ثم ادركته فجلست الى جنبه فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة؟ فقلت لا فقال سمعته يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة عن الوشر والوشم (1) والنتف وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرا مثل الأعلام (2) وان يجعل على منكبيه (3) مثل الأعاجم وعن النهي وركوب النمور (4) ولبوس الخاتم (5) إلا لذي سلطان (6)

(70)

(كتاب المدح والذم)

(باب ما يجوز من المدح)(عن عبد الله)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله عز وجل فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل (وعنه من طريق ثان مثله)(8) وزاد (ولذلك مدح نفسه) بعد قوله من الله عز وجل

واللام بينهما ياء ساكنة بالمد والقصر مدينة بيت المقدس (1) تقدم شرح الوشر والوشم وما عطف عليهما الى قوله بغير شعار في باب ما جاء في السباعيات في شرح الحديث الثاني منه صحيفة 295 رقم 146 في هذا الجزء (2) جاء في رواية اخرى وخطى حرير على أسفل الثوب وخطى حرير على العاتقين والاعلام جمع علم وجاء في القاموس من معانى العلم رسم الثوب ورقمه وفي المصباح اعلمت الثوب جعلت له علما من طراز وغيره وهي العلامة انظر باب اباحة اليسير من الحريركالعلم والرقعة ونحوها في الجزء السابع عشر صحيفة 274 (3) معناه وان يجعل على منكبيه ثوبا من حرير لأن الأعاجم كانوا يفعلون ذلك افتخارا وتكبرا (4) جمع نمر بفتح النون وكسر الميم ويجوز التخفيف بكسر النون وسكون الميم الانثى نمرة بالهاء وهو نوع معروف من السباع أقل من الاسد وأخبث وأجرأ منه والمراد جلودها التي تلقى على السرج والرحال وانما نهى عن استعمالها كذلك لما فيها من الزينة والخيلاء ولأنها زي العجم (5) بضم اللام مصدر بمعنى اللبس (6) المراد بذى سلطان من يحتاج اليه للمعاملة مع الناس ولغيره يكون زينة محضة فالأولى تركه فالنهي للتنزيه كما قال كثير من العلماء (تخريجه)(د نس جه) واعله بعض العلماء بأن في اسناده رجل مبهم (قلت) يعني صاحب ابي الحصين حيث قال في بعض الروايات وصاحب لي ولم يصرح باسمه ولكنه جاء عند الامام احمد من وجه آخر انه قال عن ابي حصين الحجري عن عامر الحجري وجاء في سند حديث الباب ان ابا الحصين قال خرجت انا وصاحب لي يسمى ابا عامر رجل من المعافر قال الحافظ في التقريب أبو عامر الحجري بفتح المهملة وسكون الجيم المصري اسمه عبد الله بن جابر وقيل اسمه عامر والصحيح أبو عامر مقبول اهـ وعلى هذا فليس فيه مبهم وسنده حسن والله اعلم (باب)(7)(سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله (يعني ابن مسعود الخ)(8)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت ابا وائل يقول سمعت عبد الله يقول (قلت) انت سمعته من عبد الله قال نعم وقد رفعه قال لا احد اغير من الله عز وجل ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد احب اليه المدح الخ (تخريجه)(ق مذ) وتقدم نحوه عن

ص: 299

(عن الأسود بن سريع)(1) قال قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى؟ قال أما إن ربك عز وجل يحب المدح (عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه)(2) انه قد وفدالى النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من بني عامر قال فأتيناه فسلمنا عليه فقلنا أنت ولينا وأنت سيدنا وأنت أطول علينا قال يونس (3) وانت أطول علينا طولا وانت أفضل علينا فضلا وانت الجفنة الغراء (4) فقال قولوا قولكم (5) ولا يستجرينكم الشيطان (6) قال وربما قال ولا يستهوينكم (وعنه من طريق ثان)(7) عن أبيه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انت سيد قريش فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيد الله فقال أنت أفضلها فيها قولا وأعظمها فيها طولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقل أحدكم بقوله ولا يستجرنه الشيطان أو الشياطين (عن أبي بكر بن زهير)(8) الثقفي عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم

أبي هريرة والمغيرة بن شعبة في الباب الأول من كتاب الكبائر وأنواع اخرى من المعاصي في هذا الجزء صحيفة 207 و 208 وتقدم شرحه مستوفي هناك (1)(سنده) حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن عن الأسود بن سريع قال قلت يا رسول الله الخ (وله طريق ثان) عند الامام احمد ايضا قال حدثنا حسن ابن موسى ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ان الاسود بن سريع قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني قد حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح واياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك قال فجعلت انشده فجاء رجل فاستأذن او لم اصلح ايسر أعسر قال فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف لنا ابو سلمة كيف استنصته قال كما صنع بالهر فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم اخذت انشده ايضا ثم رجع بعد فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضا فقلت يا رسول الله من ذا الذي استنصتني له؟ فقال هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني بنحوه بأسانيد ورجال احدها عند احمد رجال الصحيح اهـ (قلت) اصح طرقه سندا ما أثبتته في المتن واطولها واكثرها معنى ما ذكرته في الشرح غلا أن في سند المطول علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف (2)(سنده) حدثنا سويد بن عمرو وعبد الصمد قالا ثنا مهدي ثنا غيلان عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه الخ (غريبه)(3) لم يذكر يونس في السند ويريد انه زاد لفظ طولا في رواية أخرى والطول بفتح الطاء المهملة وسكون الواو الفضل والعلو على الاعداء (4) كانت العرب تدعو السيد المطعام جفنة لأنه يضعها ويطعم الناس فيها فسمى باسمها (والغراء) البيضاء اي انها مملوءة بالشحم والدهن (5) قال الخطابي يريد قولوا بقول اهل دينكم وملتكم وادعوني نبيا ورسولا كما سماني الله عز وجل في كتابه فقال (يا أيها النبي يا أيها الرسول) ولا تسموني سيدا كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم ولا تجعلوني مثلهم فإني كنت كأحدهم اذ كانوا يسودونكم أسباب الدنيار وانا اسودكم بالنبوة والرسالة فسموني نبيا ورسولا (6) أي لا يستغلبكم فيتخذكم جريا أي رسولا ووكيلا (نه) والجرى الوكيل ويقال الاجير ايضا (7)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة عن قتادة وقال ابن جعفر سمعت قتادة عن مطرف بن عبد الله قال حجاج في حديثه قال سمعت مطرفا عن أبيه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وسنده جيد (8)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج المعنى قالا ثنا نافع بن عمر

ص: 300

بالنباءة أو النباوة (1) شك نافع من الطائف وهو يقول يا أيها الناس انكم توشكون ان تعرفوا اهل الجنة من اهل النار أو قال خياركم من شراركم قال فقال رجل من الناس بم يا رسول الله؟ قال بالثناء السيء والثناء الحسن (2) وأنتم شهداء الله بعضكم على بعض (عن عبد الله بن الصامت عن أبي الذر)(3) أنه قال يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه ويثنون عليه به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك عاجل بشرى المؤمن (4)(باب مالا يجوز من المدح)(عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم انهم ذكروا رجلا عنده فقال رجل يا رسول الله ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل منه في كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك (6) مرارا يقول ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كان احدكم مادحا اخاه لا محالة فليقل احسب فلانا ان كان يرى انه كذاك ولا ازكى على الله تبارك وتعالى احدا (7) وحسيبه الله احسبه كذا وكذا (وعنه من طريق ثان عن ابيه)(8) أن رجلا مدح صاحبا له عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ويلك قطعت عنقه ان كنت مادحا لا محالة فقل احسبه كذا وكذا والله حسيبه ولا أزكى على الله تعلى احدا (عن عطاء بن ابي رباح)(9) قال كان رجل يمدح ابن عمر قال فجعل ابن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه التراب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه الخ (غريبه)(1) النباوة بالواو هو موضع معروف بالطائف وأو للشك من نافع احد رجال السند (2) قيل هو مخصوص بالصحابة وقيل ممن كان على صفتهم في الايمان وقيل هذا اذا كان الثناء مطابقا لأفعالهم (وقال النووي) الصحيح انه على عمومه واطلاقه فكل مسلم مات فألهم الله الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا إذ العقوبة غير واجبة فإلهام الله الثناء عليه دليل انه يشاء المغفرة له (تخريجه)(جه) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات وليس لزهير هذا عند ابن ماجه سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة اهـ وانا اقول ليس له في مسند الامام احمد ايضا سوى هذا الحديث (3)(سنده) حدثنا بهز ثنا حماد ثنا ابو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت الخ (غريبه)(4) قال العلماء معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه الى الخلق ثم يوضع له القبول في الارض (تخريجه)(م د جه)(باب)(5)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه الخ (غريبه)(6) معناه أهلكته وهذه استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك لكن هلاك هذا الممدوح في دينه وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالاعجاب (7) أي لا اقطع على عاقبة أحد ولا ضميره لأن ذلك مغيب عنا ولكن احسب واظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك (8)(سنده) حدثنا محبوب بن الحسن عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ان رجلا الخ (تخريجه)(ق د جه)(9)(سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة اخبرنا علي بن الحكم

ص: 301

يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا (1) في وجوههم التراب (عن محجن بن الأدرع)(2) أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بباب المسجد إذا رجل يصلي قال اتقوله صادقا (3) قال قلت يا نبي الله هذا فلان وهذا من أحسن أهل المدينة أو قال أكثر أهل المدينة صلاة قال لا تسمعه فتهلكه (4) مرتين أو ثلاثا انكم امة أريد بكم اليسر (5)(عن أبي موسى الأشعري)(6) قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل ويطريه في المدحة (7) فقال لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل (عن مجاهد)(8) أن سعيد بن العاص بعث وفدا من العراق الى عثمان فجاءوا يثنون عليه فجعل المقداد يحثو في وجهوهم التراب (9) وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثوا في وجوه المداحين التراب وقال سفيان مرة فقام المقداد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احثوا في وجوه المداحين التراب قال الزبير أما المقداد فقد قضى ما عليه (10)(وعنه أيضا)(11) عن أبي معمر

عن عطاء بن أبي رياح الخ (غريبه)(1) أي ارموا يقال حثا يحثوا حثوا ويحثي حثيا يريد به الخيبة وان لا يعطوا عليه شيئا ومنهم من يجريه على ظاهره فيرى في وجهه التراب (نه)(قلت) هذا هو الصحيح المختار وقد فسره ابن عمر بفعله ذلم بمن مدحه وسيأتي كذلك في المقداد بن الاسود والصحابي ادرى بروايته من غيره (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجاله رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا كهمس ويزيد قال انا كهمس قال سمعت عبد الله بن شقيق قال محجن بن الادرع بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ثم عرض لي وانا خارج من طريق من طرق المدينة قال فانطلقت معه حتى صعدنا احدا فاقبل على المدينة فقال ويل أمها قرية يوم يدعها أهله قال يزيد كأبنع ما تكون قال قلت يا نبي الله من يأكل ثمرتها؟ قال عافية الطير والسباع قال ولا يدخلها الدجال كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقب منها ملك مصلتا قال ثم اقبلنا حتى اذا كنا بباب المسجد قال اذا رجل يصلي الخ (غريبه)(3) أي اتظنه صادقا في صلاته؟ (4) قال العلماء هذا فيمن يتغالى في المدح بحيث يصف الانسان بما ليس فيه أو فيمن يخاف عليه الاعجاب والفساد والا فقد مدح صلى الله عليه وسلم وامتدح بحضرته فلم ينكر (5) قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)(تخريجه)(طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (6)(سنده) حدثنا محمد بن الصباح قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته انا من محمد بن الصباح ثنا اسماعيل بن زكريا عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى الاشعري الخ (غريبه)(7) هي بكسر الميم والاطراء مجاوزة الحد في المدح (تخريجه)(م وغيره)(8)(سنده) حدثنا سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهدان سعيد بن العاص الخ (غريبة)(9) جاء عند مسلم فعمد المقداد (يعني ابن الاسود) فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثوا في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك؟ فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب (قال النووي رحمه الله قد حمل هذا الحديث على ظاهره المقداد الذي هو راويه ووافقه طائفة وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة (وقال آخرون) معناه خيبوهم فلا تعطوهم شيئا لمدحهم (10) يعني انه فعل ما أمر به (قال الخطابي) المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيبا له في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه فليس بمداح وان كان قد صار مادحا بما تكلم به من جميل القول فيه (تخريجه)(م د مذ جه طل)(11)(سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان

ص: 302

قال قام رجل يثني على أمير من الأمراء (1) فجعل المقداد يحثى في وجهه التراب وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب (عن أبي بكرة)(2) عن النبي قال لا يقولن أحدكم اني قمت رمضان كله أو صمته قال فلا ادري (3) أكره التزكية ام لا فلا بد من غفلة أو رقدة (باب ما جاء في ذم النساء)(عن أسامة بن زيد)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت في الناس بعدي (5) فتنة أضر على الرجال من النساء (عن أبي سعيد الخدري)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا فقال ان الدنيا خضرة حلوة فاتقوها واتقوا النساء ثم ذكر نسوة ثلاثا من بني اسرائيل امرأتين طويلتين تعرفان وامرأة قصيرة لا تعرف فاتخذت رجلين من خشب (7) وصاغت خاتما فحشبه من أطيب الطيب المسك وجعلت له غلقا فإذا مرت بالملاء أو المجلس قالت به (8) ففتحته ففاح ريحه قال المستمر بخنصره (9) اليسرى فأشخها دون أصابعه الثلاث شيئا وقبض الثلاثة (عن عبد الرحمن بن شبل)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفساق هم أهل النار قيل يا رسول الله ومن الفساق؟ قال النساء وقال رجل يا رسول الله أو لسن أمهاتنا

عن حبيب عن مجاهد عن أبي معمر الخ (غريبه)(1) الظاهر انه عثمان بن عفان كما يدل عليه السياق والحديث الذي قبله ويحتمل أنه غيره وان الواقعة تعددت من المقداد والله أعلم (تخريجه)(م وغيره)(2)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن مهلب بن أبي حبيبة ثنا الحسن عن ابي بكرة الخ (غريبه)(3) هذا قول الراوي وجاء عند أبي داود (فلا أدري اكره التزكية أو قال لا بد من نومة الخ) قال في فتح الودود لا يخفى أن النوم لا ينافي الصوم فهذا التعليل يفيد منع ان يقول صمته وقمته جميعا لا أن يقول صمته ويمكن ان يكون وجه المنع ان مدار الصيام والقيام على القبول وهو مجهول (تخريجه)(د نس) وسكت عند أبو داود والمنذري فهو صالح (باب)(4)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا التيمي واسماعيل عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد الخ (غريبه)(5) أي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لأن السواد الأعظم من النساء في زمنه كن صالحات متدينات ثم كثرت فتنتهن بعد عصره فصارت اظهروا ضر واشهر وهكذا كلما تقادم الزمن كلما ازداد فسادهن نعوذ بالله من فتنتهن (قيل) ان ابليس لما خلقت المرأة قال انت نصف جندي وانت موضع سري وانت سهمي الذي ارمي بك فلا اخطئ ابدا (تخريجه)(ق مذ نس جه)(6)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا المستمر بن الريان الأيادي ثنا ابو نضرة العبدي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(7) أي نعلين من خشب مرتفعين بحيث تساوي غيرها من النسوة في الطول لتعرف (8) اي رفعت إصبعها الذي فيه الخاتم (9) أي رفع المستمر خنصره فيحكي المرأة والمستمر هو ابن الريان احد رجال السند (تخريجه)(م مذ نس جه) بدون ذكر قصة المرأة ورجاله عند الامام احمد ثقات (10)(سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن هشام يعني الدستوائي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الحبراني قال قال عبد الرحمن بن شبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان التجار هم الفجار قال قيل يا رسول الله أو ليس قد أحل الله البيع؟ قال بلى ولكنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون ويأثمون وقال قال

ص: 303

وأخواتنا وأزواجنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن (1) واذا ابتلين لم يصبرن (عن ابن عباس)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا لم يا رسول الله؟ قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو أحسنت إلى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط (عن عمارة بن خزيمة بن ثابت)(3) قال كنا مع عمرو بن العاص رضي الله عنه في حج حتى اذا كنا يمر الظهران فإذ امرأة في هودجها (وفي رواية فإذا امرأة في يديها حبائرها (4) وخواتيمها) قد وضعت يديها على هودجها (5) قال فمال فدخل الشعب (6) فدخلنا معه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان فإذا نحن بغربان كثيرة فيها غراب أعصم (7) أحمر المنقار والرجلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من النساء الا مثل هذا الغراب في هذه الغربان (8)(عن عمران بن حصين)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في النار فرأيت أكثر اهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء (عن أبي التياح)(10) قال سمعت مطرفا يحدث انه كانت له امرأتان قال فجاء إلى احداهما قال فجعلت تنزع به عمامته (11) وقال جئت من عند امرأتك قال جئت من عند عمران بن حصين فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حسب (12) أنه قال ان أقل ساكني الجنة النساء (13)(فصل منه في قصة الأعشى (عبد الله بن الأعور) مع زوجته معاذة)

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفساق هم أهل النار الخ (غريبه)(1) أعطين بضم الهمزة وكسر المهملة مبني للمفعول ومثله ابتلين (تخريجه)(ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهبي (2)(عن ابن عباس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في الباب الرابع من أبواب صلاة الكسوف في الجزء السادس صحيفة 330 رقم 1698 فارجع اليه (3)(سنده) حدثنا سليمان بن حرب وحسن بن موسى قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الخ (غريبه)(4) أي نوع من أنواع الزينة التي تتزين بها المرأة فتكسبها الجمال والهيئة الحسنة (5) يعني بادية زينتها (6) الشعب بكسر المعجمة الطريق في الجبل والجمع شعاب والمعنى انه عدل عن الطريق الذي فيه المرأة الى طريق آخر (7) هو الأبيض الجناحين واحذمى الرجلين (8) اراد قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل (تخريجه)(ك) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي (9)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين الخ (تخريجه)(خ مذ) تقدم مثله عن عبد الله بن عمرو وابن عباس في باب ما جاء في فضل الفقراء في هذا الجزء صحيفة 121 (10)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن ابي النياح الخ (غريبه)(11) هكذا في الأصل (فجاءت تنزع به عمامته) وجاء عند الحاكم في المستدرك فجعلت تنزع عمامته (12) اي ظن أنه قال الخ وفي المستدرك فقال جئت من عند عمران بن حصين فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الخ (13) أي الصالحات منهن في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار حيث تكون الكثرة لهن في النار ويؤيد ذلك حديث عمران بن حصين الذي قبل هذا بلفظ اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء فلا ينافي كثرتهن

ص: 304

(عن نضلة بن طريف)(1) أن رجلا منهم يقال له الأعشى واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة يقال لها معاذة خرج في رجب يمير (2) أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشرا عليه (3) فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل بن كعب بن قميشع بن دلف بن أهصم بن عبد الله بن الحرماز فجعلها خلف ظهره فلما قدم ولم يجدها في بيته وأخبر انها نشزت عليه وانها عادت بمطرف بن بهصل فأتاه فقال يا ابن العم أعندك امرأتي معاذة فادفعها إلى؟ فقال ليست عندي ولو كانت عندي لم أدفعها اليك قال وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذبه وأنشأ يقول:

يا سيد الناس وديان (4) العرب

اليك اشكو ذربة (5) من الذرب

كالذئبة الغبشاء (6) في ظل السرب (7)

خرجت أبغيها الطعام (8) في رجب

فخلقتني (9) بنزاع وهرب

أخلفت العهد ولطت (10) بالذنب

وقذفتني بين عيص (11) مؤتشب

وهن شر غالب لمن غلب (12)

في الجنة بعد عقات عصاتهن والله أعلم (تخريجه)(ك) وصححه على شرط الشيخين واقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لـ (م حم د)(فصل منه)(1)(سنده) حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الخنفي حدثني الجنيد بن امين بن ذروة بن طريف بن بهصل الحرماز حدثني أبي أمين بن ذروة عن أبيه ذروة بن نضلة عن أبيه نضلة بن طريف أن رجلا منهم الخ (غريبه)(2) أي يطلب لهم الميرة بكسر الميم وهي الطعام (وهجر) بفتح الهاء والجيم هي ناحية البحرين وقيل قاعدتها وهي غير هجر التي تنسب اليها قلال هجر فإن هذه قرية من قرى المدينة كما في النهاية وغيرها (3) أي خرجت عن طاعته (4) قال الزمخشري الديان من دان الناس اذا قهرهم على الطاعة يقال أدنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا (5) قال في النهاية كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة واصله من ذرب المعدة وهو فسادها وذربة منقولة من ذربة كمعدة من معدة وقيل أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها من قولهم ذرب لسانه اذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال (6) بالغين والشين المعجمتين من الغبش وهو ظلمة الليل يخالطها بياض (7) بفتح السين والراء وهو جخر الثعلب والأسد والضبع والذئب كما في اللسان (8) قال الزمخشري بغاء الشيء طلبه له (9) في روايات كثيرة بتخفيف اللام قال في اللسان أي خالفت ظنى فيها وقال الزمخشري أي بقيت بعدي قال ولو روى فخلفتني (يعني بتشديد اللام) كان المعنى فتركتني خلفها بنزاع اليها وشدة حال من الصبوة اليها (10) بفتح اللام وتشديد الطاء المهملة (قال في النهاية) أراد منعته بضعها من لطت الناقة بذنبها اذا سدت فرجها به اذا أرادها الفحل وقيل أراد توارت وأخفت شخصها عنه كما تخفي الناقة فرجها بذنبها (11) قال في النهاية العيص أصل الشجر والمؤتشب الملتف وفي اللسان الأشب شدة التفاف الشجر وكثرته (وقال الزمخشري) المؤتشب الملتف الملتبس ضربه مثلا للتباس أمره عليه (12) قال الزمخشري اللام في قوله (لمن غلب) متعلق بشر كقولك أنت شر لهذا منك لهذا

ص: 305

فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهن شر غالب لمن غلب فشكا اليه امرأته وما صنعت به وأنه عند رجل منهم يقال له مطرف بن بهصل فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم إلى مطرف انظر امرأة هذا (1) معاذة فادفعها اليه فأتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فقال لها يا معاذة هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك فأنا دافعك اليه قالت خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه لا يعاقبني فيما صنعت فأخذ لها ذلك عليه ودفعها مطرف اليه فأنشأ يقول:

لعمرك ما حبي معاذة بالذي

يغيره الواشي (2) ولا قدم العهد

ولا سوء ما جاءت به اذ أزالها

غواة الرجال إذ يناجونها (3) بعدي

(ومن طريق ثان)(4) عن صدقة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعد (5) قال حدثني الأعشى المازني قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته:

يا مالك الناس وديان العرب

اني لقيت ذربة من الذرب

غدوت أبغيها الطعام في رجب

فخلفتني بنزاع وهرب

أخلفت العهد ولطت بالذنب

وهن شر غالب لمن غلب

قال فجعل يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهن شر غالب لمن غلب (فصل منه أيضا في عدم صلاحية النساء لولاية الأمور)(عن أبي بكرة)(6) أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشر بظفر جند له

إذا أراد لمن عليه فحذف الضمير الراجع من الضلة الى الموصول (1) قال الزمخشري أي اطلبها يقال انظر فلانا نظرا حسنا وانظر الثوب اين هو (2) قال في النهاية وشي به يشي وشاية اذا نم عليه وسعى به فهو واش وجمعه وشاة والمعنى ان حبها لا زال عالقا بقلبي لا يغيره وشاية الواشين ولا طول مكثها عند من كانت عند (3) معناه أن معاذة وان كانت اساءت الي بهربها وتركها فراشي بسبب غواة الرجال الذين كانوا يناجونها أي يسرون اليها القول بهجري فإني لا زلت أحبها رغما عن ذلك كله (4)(سنده) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا ابو معشر البراه حدثن صدقة بن طيلة حدثني معن بن ثعلبة الخ (5) أي الذي هو حي الآن (تخريجه) هذا الحديث بطريقيه جاء سنده في الأصل هكذا حدثنا عبد الله حدثني أبي فهو يشعر بأن هذا الحديث من مسند الامام احمد ولكن ذكر كثير من أئمة الحديث أنه من رواية عبد الله بن الامام احمد يعني من زوائده على مسند أبيه منهم البخاري والحافظ وابن الاثير في أسد الغابة والهيثمي في مجمع الزوائد وغيرهم وذكر الطريق الأولى منه الحافظ ابن الكثير في التاريخ عن هذا الموضع من المسند قال قال عبد الله بن الامام احمد حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري الخ وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه عبد الله بن احمد والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم وذكر الطريق الأولى ايضا ابن عبد البر في الاستيعاب مطولا بنحوه ثم قال وهو خبر مضطرب الاسناد ولكنه روى من وجوه كثيرة (قلت) الطريق الثانية تؤيد الطريق الأولى لأن سندها صحيح أخرجها البخاري في التاريخ وابن سعد في الطبقات وأوردها الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه عبد الله ابن احمد ورجاله ثقات (فصل منه أيضا)(6)(سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني ثنا

ص: 306

على عدوهم ورأسه في حجر عائشه رضي الله عنها فقام فخر ساجدا ثم أنشأ يسائل البشير فأخبره فيما أخبره انه ولى امرهم امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن هلكت الرجال اذا أطاعت النساء هلكت الرجال اذا أطاعت النساء (1) ثلاثا (وعنه أيضا)(2) أن رجلا من أهل فارس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (أي النبي صلى الله عليه وسلم إن ربي تبارك وتعالى قد قتل ربك (3) قال وقيل له يعني النبي صلى الله عليه وسلم انه قد استخلف ابنته قال فقال لا يفلح قوم تملكهم امرأة (4)(باب ما جاء في ذم المال)(حدثنا عفان)(5) قال ثنا همام انا قتادة عن مطرف بن عبد الله عن أبيه (6) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر قال فقال يقول ابن آدم مالي مالي (7) وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت؟ أو لبست فأبليت (8) أو تصدقت فأمضيت (9) وكان قتادة يقول كل صدقة لم تقبض فليس بشيء (10)(عن كعب بن عياض)(11) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لكل أمة فتنة (12) وأن فتنة أمتي المال (13)

أبو بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة قال سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة انه شهد النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) أي فعلت ما يؤدي إلى الهلاك يعني حين أطاعت النساء فإنهن لا يأمرن بخير وروى ابن لال والديلمي عن أنس يرفعه لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن خلافها البركة وروى العسكري عن معاوية عودوا النساء _لا_ فإنها ضعيفة وان اطعتها اهلكتك (تخريجه)(طب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (2)(سنده) حدثنا اسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي بكرة ان رجلا الخ (غريبه)(3) معناه أن الله تعالى قد أهلك ملكهم ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم عليهم حينما ارسل كتابه الى كسرى فمزقه فدعا عليهم بأن يمزقوا كل ممزق فاستجاب الله تعالى دعاءه ولم يقم لهم بعد ذلك أمر نافذ وأدبر عنهم الاقبال واقبل عليهم الحين فقتل بعضهم بيد بعض حتى أفضى ذلك إلى تأمير المرأة فجر ذلك إلى تلاشي ملكهم ومؤقوا كل ممزق جزاءا وفاقا وتصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يفلح قوم تملكهم امرأة) وجاء في رواية اخرى عند الامام احمد ايضا (لن يفلح قوم اسندوا أمرهم إلى امرأة)(تخريجه)(خ مذ نس)(باب)(5)(حدثنا عفان الخ)(غريبه)(6) أبوه هو عبد الله بن الشخير بكسر الشين والخاء المعجمتين مشدتين ابن عوف العامري صحابي من مسلمة الفتح كذا في التقريب (7) كأنه أفاد بهذا التفسير أن المراد التكاثر في الأموال (8) انكار منه صلى الله عليه وسلم على ابن آدم بأن ماله هو ما انتفع به في الدنيا بالأكل أو اللبس أو الآخرة بالتصدق وأشار بقوله فأفنيت فأبليت الى ان ما اكل أو لبس فهو قليل الجدوى لا يرجع الى عاقبة (9) أي أردت التصدق فأمضيت الوصية بذلك أو تصدقت بالفعل فقمت لآخرتك (10) يريد ان الأحوط ان لا يرتكن على الوصية بل يدفع الصدقة لمستحقها بالفعل (تخريجه)(م مذ نس)(11)(سنده) حدثنا ابو العلاء الحسن بن سوار ثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه عن كعب بن عياض الخ (غريبه)(12) اي امتحانا واختبارا قال القاضي عياض أراد بالفتنة الضلال والمعصية (13) أي الالتهاء به لأنه يشغل البال عن القيام بالطاعة وينسى

ص: 307

(عن أبي هريرة)(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول العبد مالي مالي وانما له من ماله ثلاث ما أكل فأقنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس (عن ثوبان)(2) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أنزلت (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه قد نزل في الذهب والفضة ما نزل فلو أنا علمنا أي المال خير اتخذناه فقال أفضله (3) لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه (عن عبد الله بن ابي الهذيل)(4) قال حدثني صاحب لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تبا (5) للذهب والفضة قال فحدثني صاحبي انه انطلق مع عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله قولك تبا للذهب والفضة ماذا ندخر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانا (6) ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين على الآخرة (7)(عن مطرف بن عبد الله بن الشخير)(8) يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان بالكوفة أمير قال فخطب يوما فقال في اعطاء هذا المال فتنة وفي امساكه فتنة (9) وبذلك قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته (10) حتى فرغ ثم نزل (عن عبد الله بن الحارث)(11) قال وقفت انا وابي بن كعب رضي الله عنه في ظل أجم (12) حسان فقال لي أبي ألا ترى

الآخرة قال تعالى (انما أموالكم وأولادكم فتنة)(تخريجه)(مذ ك) وقال الترمذي حسن غريب وصححه الحاكم واقره الذهبي (1)(سنده) حدثنا هيثم انا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ وقوله فأقنى بالقاف أي أرضى (تخريجه)(م)(2)(سنده) حدثنا عبد الرحمن عن اسرائيل عن منصور عن سالم بن ابي الجعد عن ثوبان الخ (غريبه)(3) يعني افضل من المال لسانا ذاكرا الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه الترمذي وابن ماجه من غير وجه عن سالم بن أبي الجعد وقال الترمذي حسن وحكى عن البخاري أن سالما لم يسمعه من ثوبان (قال الحافظ ابن كثير) ولهذا رواه عنه بعضهم مرسلا والله اعلم (4)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة حدثني سالم قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال حدثني صاحب لي الخ (غريبه)(5) أي هلاكا لهما والتب الخسران والهلاك نصب على المصدر أو باضمار فعل أي الزمهما الله الهلاك والخسران (6) منصوب بفعل محذوف أي ادخروا لسانا ذاكرا الخ (7) أي صالحة لا ترهقه بطلب متاع الدنيا وزينتها فيتفرغ لعبادة الله عز وجل (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد ورواه البيهقي عن ابن عمر والطبراني وغيره عن ثوبان (8)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت اسحاق بن سويد قال سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن رجل الخ (غريبه)(9) معناه انه اذا اعطى لا يقنع الأخذ ويطلب المزيد والا سخط واذا امسك ينسب إلى البخل وعدم العدل (10) يشير إلى ان النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فذكر هذا المعنى في خطبته والله أعلم (تخريجه) أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله كلهم ثقات (11)(سنده) حدثنا شجاع بن مخلد وأبو حثمة زهير بن حرب قال ثنا عبد الله بن حمران الحمراني ثنا عبد الحميد بن جعفر اخبرني ابن جعفر بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث الخ (غريبه)(12) هو بضم الهمزة والجيم وهو الحضن

ص: 308

الناس مختلفة أعناقهم (1) في طلب الدنيا؟ قال قلت بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوشك (2) الفرات ان يحسر عن جبل من ذهب (3) فإذا سمع به الناس ساروا اليه فيقول من عنده والله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن (4) فيقتتل الناس حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون (5) وهذا لفظ حديث أبي عن عفان (6)(عن علي رضي الله عنه (7) قال مات رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان صلوا على صاحبكم (عن أبي أمامة)(8) أن رجلا من أهل الصفحة توفي وترك دينارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له كية قال ثم توفي آخر فترك دينارين (وفي رواية فوجد في مئزره ديناران) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان (عن أم سلمة رضي الله عنها (9) قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه (10) قالت فحسبت أن ذلك من وجع فقلت يا نبي الله مالك ساهم الوجه؟ قال قال من أجل الدنانير السبعة التي اتتنا أمس أمسينا وهي في خصم الفراش (11)(عن أبي سلمة)(12) قالت عائشة

وجمعه آجام وآطام في الوزن والمعنى (1) قال العلماء المراد بالاعناق هنا الرؤساء والكبراء وقيل الجماعات (قال القاضي) وقد يكون المراد بالأعناق نفسها وعبر بها عن أصحابها لاسيما وهي التي بها التطلع والتشوق للاشياء (2) أي يقرب والفرات يطلق على الماء العذب ومنه قوله تعالى (هذا عذب فرات) وعلى النهر المشهور بالكوفة وهو المراد (وقوله يحسر) بفتح أوله وكسر السين المهملة أي ينكشف لذهاب مائة (3) جاء في رواية أخرى (عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا) يعني اتقاءا للفتنة وحقنا للدماء (4) معناه يفنى ولا يبقى لنا منه شيء (5) هذه من أعظم فتن المال حيث يقتل الناس بعضهم بعضا لأجل المال (6) هذا قول عبد الله بن الامام احمد يقول وهذا لفظ حديث أبي يعني أباه الامام احمد (تخريجه)(ق وغيرهما)(7)(سنده) حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عتيبة عن البريد بن اصرم قال سمعت عليا يقول مات رجل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابنه عبد الله وقال دينارا أو درهما والبزار كذلك وفيه عتيبة الضرير وهو مجهول وبقية رجاله وثقوا اهـ (قلت) حديث عبد الله بن الامام احمد تقدم في باب ما جاء في الترهيب من الحرص على المال في هذا الجزء صحيفة 248 رقم 148 (8)(سنده) حدثنا حجاج قال سمعت شعبة يحدث عن قتادة وهاشم قال حدثني شعبة انا قتادة قال سمعت ابا الجعد يحدث قال هاشم في حديثه ابو الجعد مولى لبني ضبيعة عن أبي أمامة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه كله احمد بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثق اهـ (قلت) هذا السند الذي ذكرته هنا رجاله رجال الصحيح وليس فيه شهر بن حوشب (9)(سنده) حدثنا ابو الوليد ثنا ابو عوانة عن عبد الملك يعني ابن عمير عن ربعي بن حراش عن ام سلمة الخ (غريبه)(10) أي متغيره يقال سهم لونه يسهم اذا تغير عن حاله لعارض (11) يأسف النبي صلى الله عليه وسلم ويتغير وجهه أسفا لكونه نسى السبعة الدنانير فلم يتصدق بها قيل ان يدركها المساء عنده وفيه غاية الزهد في المال وعدم الاكتراث به (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجالهما رجال الصحيح قال وفي رواية أتتنا ولم ننفقها (12)(سنده) حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال حدثني أبو سلمة قال قالت

ص: 309

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه يا عائشه ما فعلت الذهب؟ فجاءت (1) ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة (2) فجعل يقلبها بيده ويقول ماظن محمد بالله عز وجل لو لقيه وهذه عنده أنفقها (عن شقيق)(3) قال دخل عبد الرحمن بن عوف على أم سلمة رضي الله عنها فقال يا أم المؤمنين اني اخشى ان اكون قد هلكت اني من اكثر قريش مالا بعث أرضا لي بأربعين الف دينار فقالت انفق يابني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من اصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه فأتيت عمر فأخبرته فأتاها فقال بالله أنا منهم؟ قالت اللهم لا ولن ابرئ احدا بعدك (عن عبد الله بن بريدة)(4) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احساب (5) أهل الدنيا الذين يذهبون اليه هذا المال (6)(عن زيد بن أسلم)(7) عن رجل من بني سليم عن جده انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم بفضة فقال هذه من معدن لنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ستكون معادن (8) يحضرها شرار الناس (9)(عن خولة بنت قيس)(10) امرأة حمزة بن عبد المطلب أن رسول

عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) في رواية أخرى (فجاءت بها إليه)(2) أي دنانير (تخريجه) لم أقف عليه من حديث عائشة لغير الامام احمد ورجاله رجال الصحيح (3)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد قال ثنا الأعمش عن شقيق الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام احمد وسنده جيد وأورده الهيثمي مختصرا وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وروى الحاكم في المستدرك عن أم بكر بنت المسور أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له بأربعين الفا فقسمها في بني زهرة وفقراء المسلمين والمهاجرين وازواج النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى عائشة رضي الله عنها بمال من ذلك فقالت من بعث هذا المال؟ قلت عبد الرحمن بن عوف قال وقص القصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون سقى الله بن عوف من سلسبيل الجنة وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) قال الذهبي صحيح عن عائشة وأم سلمة (4)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) الخ (غريبه)(5) جمع حسب بمعنى الكرم والشرف والمجد سماهم أهل الدنيا لشغلهم بها وطمأنينتهم اليها كما يشفق الرجل بأهله ويأنس اليهم (6) قال الحافظ العراقي يحتمل كون الحديث خرج مخرج الذم لأن الأحساب انما هي الانساب لا بالمال فصاحب النسب العالي هو الحسيب ولو فقيرا ووضع النسب غير حسيب وان اثرى وكثر ماله جدا (تخريجه)(نس ك حب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (7)(سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن زيد يعني ابن أسلم عن رجل من بني سليم الخ (غريبه)(8) جمع معدن وهو الجوهر المستخدم من مكان خلقه الله ويسمى به مكانه أيضا (9) أي فاتر كوها ولا تقربوها لما يلزم على حضورها والتزاحم عليها من الفتن المؤدية الى القتل (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفيه راو لم يسم ورواه الخطيب عن ابن عمر بلفظ أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن فقال ما هذه؟ فقالوا صدقة من معدن كذا فذكره (10)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال انا يحيى بن سعيد ان عمر بن سعيد بن كثير بن افلح مولى أبي ايوب الانصاري اخبره انه سمع عبيد سنوطا يحدث عن خولة بنت قيس

ص: 310

الله صلى الله عليه وسلم دخل على حمزة فتذاكرا الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدنيا خضرة حلوة (1) فمن أخذها بحقها (2) بورك له فيها ورب متخوض (3) في مال الله ومال رسول له النار يوم يلقى الله (عن خولة بنت ثامر الانصارية)(4) انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الدنيا حلوة خضرة وان رجال يتخوضون في مال الله عز وجل بغير حق لهم النار يوم القيامة (باب ما جاء في ذم الدنيا)(عن أبي سعيد الخدري)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ان اخوف ما اخاف عليكم ما يخرج الله من نبات الأرض وزهرة الدنيا فقال رجل أي رسول الله أو يأتي (6) الخير بالشر؟ فسكت حتى رأينا أنه ينزل عليه قال وغشيه بهر (7) وعرق فقال أين السائل؟ فقال ها أنا ولم ارد إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخير لا يأتي إلا بالخير ان الخير لا يأتي إلا بالخير إن الخير لا يأتي إلا بالخير ولكن الدنيا خضرة حلوة وكان ما ينبت الربيع يقتل حبطا (8) أو يلم إلا آكله (9) الخضر فإنها أكلت حتى امتدت خاصرتاها (10) واستقبلت الشمس فثلطت (11) وبالت ثم عادت فأكلت (12) فمن أخذها بحقها بورك له فيه ومن اخذها بغير حقها

امرأة حمزة الخ (قلت) عبيد سنوطا بفتح السين المهملة وضم النون قال في التهذيب اسم فارسي (غريبه)(1) أي كفاكهة أو روضة أو شجرة متصفة بأنها (خضرة) في المنظر (حلوة) في المذاق وكل من الوصفين على انفراده تميل اليه النفس فكيف اذا اجتمعا (2) أي أخذ شيئا من مالها أو متاعها (بحقها) أي بحق كما جاء في بعض الروايات أي بقدر حاجته من الحلال (3) التخوض تكلف الخوض والأصل فيه المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه والمراد بمال الله ما جعل لمصالح المسلمين وأضافه اليه جل شأنه تشريفا وتخويفا للتخوض فيه بما لا يرضيه والمعنى ان الذين يتصرفه فيما خصصه الله تعالى لمصلحة العامة بما تهوى أنفسهم فالئك لهم عذاب اليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (تخريجه)(مذ) وقال حسن صحي (4)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا سعيد يعني ابن ابي ايوب قال حدثني ابو الاسود عن النعمان بن أبي عياش الرزقي عن خولة بنت ثامر الانصارية الخ (قلت) خولة بنت ثامر بالثاء المثلثة هي خولة بنت قيس راوية الحديث السابق وبذلك جزم علي بن المديني فهي واحدة (تخريجه)(خ) في باب قول الله تعالى (فأن لله خمسه الخ) من كتاب فرض الخمس (5)(سنده) حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله بن سعد ابن ابي سرح سمع ابا سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) أو يأتي الخ بفتح الواو معناه أن ما يخرج الله من نبات الأرض وزهرة الدنيا هو خير فكيف يأتي الخير بالشر (7) البهر بالضم ما يعتري الانسان عند السعي الشديد والعدو من النهج وتتابع النفس (8) الحبط بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة التخمة (وقوله أو يلم) بضم اوله وكسر اللام معناه أو يقارب القتل (9) بهمزة ممدودة والخضر بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمة (10) جاء عند مسلم حتى اذا امتلأت خاصرتاها (11) بفتح الثاء المثلثة أي القت الثلط وهو الرجيع الرقيق وأكثر ما يقال للابل والبقر والفيلة (12) معناه أن هذا الذي يحصل لكم من زهرة الدنيا ليس بخير وانما هو فتنة وتقديره (الخير لا يأتي إلا بخير) ولكن ليست هذه

ص: 311

لم يبارك له وكان كالذي يأكل ولا يشبع قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد بن حنبل رحمهما الله) قال أبي قال سفيان وكان الأعمش يسألني عن هذا الحديث (1)(عن عقبة بن عامر)(2) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إني فرطكم وأنا عليكم شهيد وان موعدكم الحوض واني لأنظر اليه ولست اخشى عليكم ان تشركوا أو قال تكفروا ولكن الدنيا ان تنافسوا فيها (عن أبي موسى الأشعري)(3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته (4) ومن أحب آخرته اضر بدنياه (5) فأثروا ما يبقى على ما يفنى (عن زيد بن ثابت)(6) انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل هناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كان نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له (عن عبيد الحضرمي)(7) ان أبا مالك الاشعري لما حضرته الوفاة قال يا سامع الاشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة (8)

الزهرة بخير لما تؤدي اليه من الفتنة والمنافسة والاشتغال بها عن كمال الاقبال على الآخرة ثم ضرب لذلك مثلا فقال صلى الله عليه وسلم وكان ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم الا آكله الخضر الخ ومعناه ان نبات الربيع وخضره يقتل حبطا بالتخمة لكثرة الأكل أو يقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعوا اليه الحاجة وتحصل به الكفاية المقتصدة فإن لا يضر وهكذا المال هو كنبات الربيع مستحسن تطلبه النفوس وتميل اليه فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه فهذا يهلكه أو يقارب اهلاكه ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا يسيرا وان اخذ كثيرا فرقه في وجوهه كما تثلطه الدابة فهذا لا يضره هذا مختصر معنى الحديث (1) أي لما فيه من العظة والعبرة (تخريجه)(ق جه)(2)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن مبارك عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن ابي الخير عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه)(ق د نس)(3)(سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال ثنا اسماعيل يعني ابن جعفر قال اخبرني عمرو (يعني ابن ابي عمرو) عن المطلب بن عبد الله عن أبي موسى الأشعري الخ (غريبه)(4) أي لأن من أحب دنياه عمل في كسب شهوتها واكب على معاصيه ولم يتفرغ لعمل الآخرة فأضر بنفسه في آخرته (5) من نظر الى فناء الدنيا وحساب حلالها وعذاب حرامها وشاهد بنور ايمانه جمال الآخرة أضر بنفسه في دنياه بحمل مشقة العبادات وتجنب الشهوات فصبر قليلا وتنعم كثيرا فمثل الدنيا والآخرة كمثل الضرتين اذا ارضيت احداهما اسخطت الأخرى (تخريجه)(ك) وصححه على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي بأن فيه انقطاع وأورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجالهم ثقات (6)(عن زيد بن ثابت الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في باب فضل تبليغ العلم من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 164 رقم 43 وجاء في هذا الحديث (فرق الله عليه ضيعته) معناه ما يكون منها معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك وتقدم شرح ذلك هناك (7)(سنده) حدثنا ابو المغيرة ثنا صفوان عن شريح عن عبيد الحضرمي الخ (غريبه)(8) معنى الحديث

ص: 312

(عن أبي هريرة)(1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان كيف أنت يا ثوبان اذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه؟ قال ثوبان بأبي وأمي يا رسول الله من قلة بنا؟ قال لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حبكم الدنيا وكراهيتكم للقتال (وعنه أيضا)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (3)(عن عبد الله بن عمرو)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا سجن المؤمن وسنته (5) فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة (عن عوف بن مالك)(6) قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في اصحابه فقال الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم وتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزبغكم (7) بعدي إن أزاغكم ألا هي

أن الرغبة في الدنيا لا تجتمع مع الرغبة في الآخرة ولا يسكن هاتان الرغبتان في محل واحد إلا طردت احداهما الاخرى واستبدت بالمسكن فإن النفس واحدة والقلب واحد فإذا اشتغلت بشيء انقطع عن ضده ويحتمل أن يكون المراد (حلوة الدنيا) ما تشتهيه النفس في الدنيا (مرة الآخرة) اي يعاقب عليه في الآخرة (ومرة الدنيا) ما يشق عليه من الطاعات وحبس نفسه عما تشتهيه (حلوة الآخرة) اي يثاب عليه في الآخرة (تخريجه)(ك طب هق) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال احمد والطبراني ثقات (1)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب وعيد من ترك الجهاد في سبيل الله من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 26 رقم 58 فارجع اليه (2)(سنده) حدثنا ابو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) جاء شرح هذا الحديث في حكاية لطيفة ذكرها المناوي في شرح الجامع الصغير (قال رحمه الله ذكروا ان الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال يا شيخ الاسلام تزعم أن نبيكم قال (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فأي سجن أنت فيه واي جنة أنا فيها؟ فقال أنا بالنسبة لما أعده الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في سجن وانت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة فأسلم اليهودي (تخريجه)(م مذ جه)(4)(سنده) حدثنا علي بن اسحاق اخبرنا عبد الله (يعني ابن المبارك) اخبرنا يحيى بن أيوب اخبرني عبد الله بن جنادة المعافري ان ابا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) السنة بفتح السين والنون القحط والجدب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني باختصار ورجال احمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة وهو ثقة (6)(سنده) حدثنا حيوة قال انا بقية بن الوليد قال حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك (يعني الاشجعي) الخ (غريبه)(7) الزيغ الجور والعدول عن الحق يخبر صلى الله عليه وسلم أصحابه ان الدنيا ستقبل عليهم وانها اعظم فتنة تحول الانسان عن الطاعة إلى المعصية نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد رحمه الله تعالى وفيه بقية بن الوليد فيه كلام

ص: 313

(عن أنس)(1) قال كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضبا وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين فلما رأى ما في وجوههم قالوا سبقت العضباء فقال ان حقا على الله ان لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه (عن عائشه رضي الله عنها (2) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (3)(فصل منه في مثل الدنيا عند الله وهوانها عليه)(عن ابن عباس)(4) قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة قد القاها اهلها فقال والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها (عن أبي هريرة)(5) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسخله جرباء قد اخرجها اهلها فقال أترون هذه هينة على أهلها؟ قالوا نعم قال للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها (عن جابر)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى العالية فمر بالسوق فمر بجدي أسك (7) ميت فتناوله فرفعه ثم قال بكم تحبون ان هذا لكم قالوا ما نحب انه لنا شيء وما نصنع به؟ قال بكم تحبون لنه لكم؟ قالوا والله لو كان حيا لكان عيبا فيه انه أسك فكيف وهو ميت قال فوالله للدينا أهون على الله من هذا عليكم (عن قيس بن أبي حازم)(8) عن المستورد بن شداد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله (وفي لفظ والذي نفسي بيده) ما الدنيا في الآخرة إلا كرجل وضع اصبعه في اليم ثم رجعت اليه (وفي لفظ فلينظر بما يرجع وأشار بالسبابة)(وفي لفظ يعني التي تلي الابهام) قال وقال المستورد أشهد اني كنت مع الركب الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بمنزل قوم قد ارتحلوا عنه فإذا سخلة (9) مطروحة فقال اترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها؟ قالوا من هوانها عليهم القوها قال فوالله للدنيا اهون على الله عز وجل من هذه على أهلها (عن الحسن)(10) عن الضحاك

(1)(سنده) حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه)(خ ذ نس) وفيه جواز المسابقة على الابل واتخاذها الركوب وفيه التزهيد في الدنيا للارشاد إلى ان كل شيء منها لا يرتفع إلا انصع (2)(سنده) حدثنا حسين بن محمد قال ثنا ذويد عن أبي اسحاق عن زرعة عن عائشه الخ (غريبه)(3) معناه أن من اتخذها دارا فكأنه لا دار له قال تعالى (وان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)(تخريجه)(هب) قال المنذري والحافظ العراقي اسناده جيد وقال الهيثمي رجال احمد رجال الصحيح غير ذويد وهو ثقة (فصل منه)(4)(سنده) حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) وفيه محمد بن مصعب وقد وثق على ضعفه وبقية رجالهم رجال الصحيح (5)(سنده) حدثنا يونس ثنا حماد ثنا ابو المهزم عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه ابو المهزم وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح (6)(سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا جعفر عن أبيه عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه)(7) الأسك فتح الهمزة والسين المهملة أيضا وتشديد الكاف هو الصغير الأذن (تخريجه)(م وغيره)(8)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا عباد بن عباد يعني المهلبي ثنا المجاهد بن سعيد عن قيس بن ابي حازم الخ (غريبه)(9) السخلة بفتح السين المهملة يطلق على الذكر والأنثى من أولاد الضأن والمعز ساعة تولد والجمع سخال (تخريجه) اخرج الشطر الاول منه (م مذ جه) واخرج الشطر الثاني منه (مذ جه) وسنده صحيح (10)(سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك ثنا حماد بن زيد عن علي بن جدعان

ص: 314

ابن سفيان الكلابي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ضحاك ما طعامك؟ قال يا رسول الله اللبن واللحم قال ثم يصير إلى ماذا؟ قال إلى ما قد علمت؟ قال (أي النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا (عن أبي بن كعب)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وان قزحة (2) وملحه فانظروا الى ما يصير (باب ما جاء في ذم البنيان)(عن أنس)(3) قال مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق المدينة فرأى قبة من لبن فقال لمن هذه؟ فقلت لفلان فقال أما ان كل بناء (4) هد على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو في بناء مسجد شك أسود أو أو أو (5) ثم مر فلم يلقها فقال ما فعلت القبة؟ قلت بلغ صاحبها ما قلت فهدمها قال فقال رحمه الله (عن قيس)(6) قال دخلنا على خباب (بن الأرت) نعوده وهو يبني حائطا له فقال المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب (7) وقد اكتوى سبعا في بطنه وقال لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به (8)(زاد في رواية) ثم قال أن أصحابنا الذين مضوا

عن الحسن عن الضحاك الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وقد وثق (1)(ز)(سنده) حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزار ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب الخ (غريبه)(2) قال في النهاية أي توبله من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك يقال قزحت القدر اذا تركت فيها الأبازيروالمعنى ان المطعم وان تكلف الانسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وادبار (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الامام احمد في زوائده على مسند أبيه) والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عتيى وهو ثقة (باب)(3)(سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه)(4) أي من القصور المشيدة والحصون المانعة والغرف المرتفعة (هد) بفتح الهاء وتشديد الدال المهملة أي هدم على صاحبه يوم القيامة أي يعذب بهدمه على رأسه يوم القيامة ويحتمل أن يكون المراد به شدة عذابه وجاء في بعض الروايات (أما ان كل بناء وبال على صاحبه الخ) أي سوء عقاب وطول عذاب في الآخرة لأن انما يبنيها كذلك رجاء التمكن في الدنيا وجمع المال والتفاخر والتطاول على الفقراء والتشبيه بمن يتمنى الخلود في الدنيا وقد ذم الله فاعليه بقوله (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)(5) كرر لفظ أو ثلاثا اشعارا بأن سبل الخير كثيرة كبناء مدرسة لمدارسة العلم والقرآن أو لضيافة الغريب والفقير وابن السبيل أو نحو ذلك مما قصد ببنائه التقرب الى الله وما عدا ذلك فهو مذموم شرعا وعرفا (لطيفة) قيل خلق آدم من تراب فهمة أولاده في التراب وخلقت المرأة من الرجل فهمتها في الرجل (تخريجه)(د جه) قال الحافظ ورجاله موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي غير معروف وله شواهد عن وائلة عند الطبراني اهـ وقال المنذري رواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا (6)(سنده) حدثنا وكيع ثنا ابن أبي خالد (يعني اسماعيل) عن قيس (يعني ابن أبي حازم) قال دخلنا على خباب الخ (غريبه)(7) يعني البناء (8) تقدم الكلام على ذلك في باب كراهة تمني الموت من كتاب الجنائز في باب

ص: 315

لم تنقصهم (1) الدنيا شيئا وانا أصبنا بعدهم ما لا نجد له موضعا إلا التراب (2)(عن عبد الله بن عمرو)(3) بن العاص قال مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصالنا (4) فقال ما هذا؟ قلنا خصالنا وهي (5) فنحن نصلحه قال فقال اما ان الأمر (6) اعجل من ذلك (عن أم مسلم الأشجعية)(7) ان النبي صلى الله عليه وسلم أتاها وهي في قبة فقال ما أحسنها ان لم يكن فيها منية (8) قالت فجعلت أتتبعها (9)(باب ما جاء في ذم الأسواق وأماكن أخرى)(عن محمد بن جبير)(10) بن مطعم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي البلدان شر؟ قال فقال لا أدري فلما أتاه جبريل عليه السلام قال يا جبريل أي البلدان شر؟ قال لا أدري حتى اسأل ربي عز وجل فانطلق جبريل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم جاء فقال يا محمد انك سألتني أي البلدان شر فقلت لا ادري اني سألت ربي عز وجل أي البلدان شر فقال أسواقها (عن ابن عمر)(11) ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر (12) قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا الا ان تكونوا باكين (13) أن يصيبكم ما أصابهم

كراهة تمني الموت الخ في الجزء السابع (1) بضم أوله وكسر القاف بينهما نون ساكنة أي لم تؤثر عليهم الدنيا ولم تغير من حالهم التي كانوا عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من التقشف والفقر (2) معناه أن اموالهم كثرت حتى صار الكثير منهم ينفقها في البناء الذي مآله إلى الخراب (تخريجه) اخرج الشيخان والترمذي الجزء الخاص بالكي والنهي عن تمنى الموت واخرجه ابن ماجه نحو رواية الامام احمد وسنده صحيح (3)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن ابي السفر عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبه)(4) بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة (قال في النهاية) بيت يعمل من الخشب والقصب وجمعه خصاص واخصاص سمي به لما فيه من الخصاص وهي الفرج والانقاب (5) بفتح الواو والهاء من البلى والتخرق يريد أن الخص خرب أو كاد يخرب (6) أي أمر الموت على وجه الاحتمال فلا ينبغي للعاقل الاشتغال بما يتعبه والله أعلم (تخريجه)(د مذ جه) وقال الترمذي حسن صحيح (7)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن حبيب يعني ابن أبي ثابت عن رجل عن أم مسلم الأشجعية الخ (غريبه)(8) المنية هي الموت وجمعها المنايا ومعناه ان لم تمت وتتركها (9) أي تنتظر الموت متى يأتيها والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ في الاصابة وعزاه لابن السكن من طريق سفيان ايضا بسند حديث الباب وليس فيه فجعلت أتتبعها قال وأخرجه ابن منده من وجهين أحدهما يعلو إلى الثورى وقال رواه قيس بن الربيع عن حبيب عن رجل من بني المصطلق عن أم مسلم الأشجعية نحوه وأخرجه ابن سعد في قبيصة عن الثوري اهـ (قلت) وفي اسناده عند الجميع رجل لم يسم (باب)(10)(عن محمد بن جبير) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ذم الكذب والحلف لترويج السلعة وذم الاسواق من كتاب البيوع في الجزء الخامس عشر صحيفة 22 رقم 64 فارجع اليه (11)(سنده) حدثنا يعمر ابن بشر اخبرنا عبد الله اخبرنا معمر عن الزهري اخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه (يعني عبد الله بن عمر) الخ (غريبه)(12) وادى ثمود بين المدينة والشام وقد جاء ذكرهم في قوله تعالى (كذب اصحاب الحجر المرسلين) يعني نبيهم صالحا ومن كذب واحدا من المرسلين فكأنما كذب الجميع أو صالحا ومن معه من المؤمنين (13) زاد البخاري فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ان يصيبكم الخ ومعنى قوله إلا أن

ص: 316

وتقنع بردائه وهو على الرحل (1)(عن البراء بن عازب)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا (3) جفا (باب ما جاء في النهي عن اللعن والترهيب منه)(عن سمرة بن جندب)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلاعنوا (5) بلعنة الله (6) ولا بغضبه (7) ولا بالنار (8)(عن جرموز الهجيمي)(9) قال قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك أن لا تكون لعانا (عن أبي زيد بن أسلم)(10) قال كان عبد الملك بن مروان يرسل إلى أم الدرداء فتبيت عند نسائه ويسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقام ليلة فدعا خادمه فأبطأت عليه فلعنها فقالت لا تلعن فإن أبا الدرداء حدثني انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء (11)(عن عبد الله)(12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن ليس باللعان (13) ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

تكونوا باكين أي من الخوف خشية ان يصيبكم مثل ما اصابهم من العذاب لأن من دخل عليهم ولم يبك اعتبارا بأحوالهم فقد شابههم في الاعمال ودل على قساوة قلبه فلا يأمن ان يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه مثل ما أصابهم (1) أي لئلا ينظر إلى هذا المكان وكان ذلك لما مر النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة في حال توجههم الى غزوة تبوك (تخريجه)(خ) والبغوى في تفسيره (2)(سنده) حدثنا عبد الله بن محمد قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال ثنا شريك عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن البراء الخ (غريبه)(3) أي من سكن البادية (حفا) أي صار فيه جفاء الأعراب لتوحشه وانفراده وغلظ طبعه لبعده عن لطف الطباع ومكارم الأخلاق فيقوته الأدب ويتبلد ذهنه ويقف عن فهم دقيق المعاني ولطيف البيان فكره لأجل ذلك (د مذ) وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقه (باب)(4)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود قالا ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب الخ (غريبه)(5) أصله لا تتلاعنوا حذفت إحدى التاءين تخفيفا (6) معنى اللعنة الابعاد من الرحمن والمؤمنين رحماء بينهم (7) أي لا يدعو بعضكم على بعض بغضب الله كأن يقول عليه غضب الله (8) أي لا يقول أحدكم اللهم اجعله من أهل النار (د مذ ك) وقال الترمذي حسن صحيح (9)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا عبيد الله بن هوذة القريعي انه قال حدثني رجل سمع جرموز الهجيمي قال قلت يا رسول الله الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) من طريق عبيد الله بن هوذة عن رجل من جرموز وهي طريق رجالها ثقات وجرموز له صحبة اهـ (قلت) وأخرجه أيضا البخاري في التاريخ (10)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن زيد بن أسلم الخ (غريبه)(11) قال النووي فيه ثلاثة أقوال أصحها وأشهرها لا يكونون شهداء يوم القيامة على الامم بتبليغ رسلهم اليهم الرسالات (والثاني) لا يكونون شهداء في الدنيا أي لا تقبل شهادتهم لفسقهم (والثالث) لا يرزقون الشهادة بالقتل في سبيل الله (تخريجه)(م د)(12)(سنده) حدثنا اسود اخبرنا ابو بكر عن الحسن بن عمرو عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه)(13) لعل اختبار صيغة المبالغة فيها لأن المؤمن الكامل قل ان يخلو عن المنقصة بالكلية (ولا الطعان) أي عيابا للناس (ولا الفاحش) أي فاعل الفحش (ولا البذيء) هو الذي لا حياء له وفي النهاية البذاء بالمد الفحش في القول وهو بذيء اللسان وقد يقال بالهمز

ص: 317

(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي للصديق (2) أن يكون لعانا (حدثنا وكيع)(3) حدثنا عمر بن ذر عن العيزار بن جرول الحضرمي عن رجل منهم يكنى أبا عمير انه كان صديقا لعبد الله بن مسعود وان عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده قال أستأذن على أهله وسلم فاستسقى (4) قال فبعثت الجارية (5) تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنتها (6) فخرج عبد الله فجاء أبو عمير فقال يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه هلا سلمت على أهل أخيك وجلست وأصبت من الشراب؟ قال قد فعلت فأرسلت الخادم فابطأت إما لم يكن عندهم وإما رغبوا فيما عندهم (7) فابطأت الخادم فلعنتها وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اللعنة الى من وجهت اليه (8) فإن اصابت عليه سبيلا أو جدت فيه مسلكا (9) وإلا قلت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد عليه سبيلا ولم أجد فيه مسلكا (10) فيقال لها ارجعي من حيث جئت (11) فخشيت أن تكون الخادم معذورة فترجع اللعنة فأكون سببها (عن ثابت بن الضحاك)(12) الأنصاري

وليس بكثير (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن غريب وقد روى عن عبد الله من غير هذا الوجه (قال شارحه) وأخرجه أحمد والبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الايمان قال ميرك ورجاله رجال الصحيح سوى محمد بن يحيى شيخ الترمذي وثقه ابن حبان والدارقطني اهـ (1)(سنده) حدثنا منصور انا سليمان يعني بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) بتشديد الصاد والدال المهملتين مكسورتين للمبالغة في الصدق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل وانما قال لعانا ولم يقل لاعنا لأن هذا الذم في الحديث انما هو لمن كثر منه اللعن لا المرة ونحوها ولأنه يخرج منه أيضا اللعن المباح وهو الذي ورد الشرع به وهو لعنة الله على الظالمين لعن الله اليهود والنصارى ونحو ذلك بما هو مشهور في الكتاب والسنة (تخريجه)(م وغيره)(3)(حدثنا وكيع الخ)(غريبه)(4) أي طلب الماء ليشرب (5) أي فبعثتزوجة عمير جاريتها الخ (6) أي لعنت زوجة عمير الجارية لكونها ابطأت (7) معناه امالم يكن عند الجيران ماء واما ان يكون على قدر حاجتهم فقط فرغبوا فيه ولم يعطوها شيئا (فأبطأت) بسبب البحث عنه عند غيرهم والله أعلم (8) جاء في رواية أخرى للامام احمد من حديث ابن مسعود أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا وجهت اللعنة توجهت الى من وجهت اليه فإن وجدت فيه مسلكا ووجدت عليه سبيلا حلت به وإلا جاءت الى ربها فقالت يا رب ان فلانا وجهني الى فلان واني لم اجد عليه سبيلا ولم اجد فيه مسلكا فما تأمرني فقال ارجعي من حيث جئت (9) أي ان كان يستحق اللعن حلت به (10) معناه انها وجدته لا يستحق اللعن (11) معناه انها ترجع الى من وجهها وتحل به وتصيبه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وأبو عمير لم اعرفه وبقية رجاله ثقات ولكن الظاهر ان صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله اعلم (12)(عن ثابت بن الضحاك الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وتخريجه في باب وعيد من قتل نفسه بأي شيء كان من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة 11 رقم 30 بعضه في المتن وبعضه في الشرح قال النووي جاء في الحديث الصحيح (لعن المؤمن كقتله) لأن القاتل يقطعه من منافع الدنيا وهذا يقطعه

ص: 318

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن المؤمن كقتله (وعنه أيضا)(1) رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بشيء عذب به (2) ومن شهد على مسلم (3) أو قال مؤمن بكفر فهو كقتله ومن لعنه فهو كقتله ومن حلف على ملة غير الاسلام كاذبا فهو كما حلف (باب ما جاء فيمن لعنهم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم (عن أبي حسان)(4) ان عليا رضي الله عنه كان يأمر بالأمر فيؤتي فيقال قد فعلنا كذا وكذا فيقول صدق الله ورسوله قال فقال له الأشتر ان هذا الذي تقول قد تفشغ (5) في الناس فشيء عهده اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال علي رضي الله عنه ما عهد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خاصة دون الناس إلا شيء سمعته منه فهو في صحيفة في قراب (6) سيفى قال فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة قال فإذا فيها من أحدث حدثا أو آوى محدثا (7) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل (8) قال واذا فيها ان ابراهيم حرم مكة الحديث (9)(ز)(عن أبي الطفيل)(10) قال قلنا لعلي أخبرنا بشيء أسره اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أسر الي شيئا كتمه الناس ولكن سمعته يقول لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من غير تخوم الأرض (11) يعني المنار

عن نعيم الآخرة ورحمة الله تعالى وقيل معنى لعن المؤمن كقتله في الإثم وهذا أظهر اهـ (1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك رفع الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) تقدم شرح هذه الجملة في باب وعيد من قتل نفسه المشار اليه آنفا (3) أي شهادة زور وقوله (أو قال مؤمن) يشك الراوي هل قال على مسلم أو على مؤمن (فهو كقتله) أي لأنه يحكم عليه بالقتل بمقتضى شهادته فكأنه قتله (ومن لعنه فهو كقتله) تقدم الكلام عليه (ومن حلف على ملة غير الاسلام الخ) تقدم الكلام على ذلك في بابه من كتاب اليمين والنذر في الجزء الخامس عشر صحيفة 168 (تخريجه)(ق وغيرهما)(باب)(4)(سنده) حدثنا بهز حدثنا همام أنبأنا قتادة عن ابي حسان الخ (غريبه)(5) بفاء مفتوحة ثم شين معجمة مشددة مفتوحة ثم غين معجمة أي فشا وانتشر (6) قال في النهاية هو شبه الجرلب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره (7) الحدث الآمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة (والمحدث) يروى بفتح الدال وكسرها على الفاعل والمفعول فمعن الكسر من نصر جانيا أو آواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتض منه والفتح هو الأمر المبتدع نفسه ويكون معنى الايواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه اذا رضى بالبدعة واقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه (نه)(8) الصرف التوبة وقيل النافلة والعدل الفدية وقيل الفريضة (9) الحديث له بقية وسيأتي بتمامه في باب فضائل المدينة من كتاب الفضائل إن شاء الله تعالى (تخريجه)(ق د مذ نس)(10)(ز)(سنده) حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابو خالد الاحمر عن منصور بن حيان عن أبي الطفيل الخ (غريبه)(11) بضم التاء الفوقية أي معالمها وحدودها واحدها تخم بفتح التاء وسكون المعجمة وقيل أراد بها حدود الحرم خاصة وقيل هو عام في جميع الأرض وأراد المعالم التي يهتدي بها في الطرق وقيل هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلما ويروى تخوم الأرض

ص: 319

(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) في سبيل الله (3)(ز)(قال عبد الله بن الامام احمد)(4) حدثني نصر بن علي وعبيد الله بن عمر (يعني القواريري) قال ثنا عبد الله بن داود عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي رضي الله عنه ان امرأة الوليد بن عقبة (5) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان الوليد يضربها وقال نصر بن علي في حديثه تشكوه قال قولي له قد اجارني قال علي فلم تلبث الا يسيرا حتى رجعت فقالت ما زادني الا ضربا فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها اليها وقال قولي له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجارني فلم تلبث الا يسيرا حتى رجعت فقالت ما زادني إلا ضربا فرفع يديه وقال اللهم عليك الوليد أثم بي مرتين وهذا لفظ حديث القواريري (6) ومعناهما واحد (عن ابن عباس)(7) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه ملعون من ذبح لغير الله ملعون من غير تخوم الأرض ملعون من كمه أعمى عن طريق ملعون من وقع

بفتح التاء على الافراد وجمعه تخم بضم التاء والخاء (نه)(تخريجه)(م نس)(1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله عز وجل على قوم فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ يشير الى رباعيته وقال اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله (قلت) يشير الى رباعيته يعني حينما كسرت في غزوة احد (غريبه)(2) قال العلماء يحتمل أن يراد به جنس الرسول ويحتمل ان يراد به نبينا صلى الله عليه وسلم قيل الذي قتله نبينا صلى الله عليه وسلم هو أبي بن خلف قتله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد بحرية تناولها من الحارث بن الصمة الصحابي كما في سيرة ابن هشام (3) احترز بقوله في سبيل الله ممن يقتله في حد أو قصاص لأن من يقتله في سبيل الله كان قاصدا قتل النبي صلى الله عليه وسلم قاله النووي (تخريجه)(ق وغيرهما)(4)(ز)(قال عبد الله بن الامام احمد الخ)(غريبه)(5) يعني عقبة بن أبي معيط الكافر الذي اكثر من ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم بدر كافرا اسلم الوليد يوم فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة والوليد هو الذي نزل فيه قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ) الآية وهو الذي صلى صلاة الصبح بأهل الكوفة أربع ركعات فقال أزيدكم وكان سكران (قال ابن عبد البر) وخبر صلاته بهم سكران وقوله أزيدكم بعد ان صلى بهم الصبح اربعا مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث ولما شهدوا عليه بالشرب أمر عثمان فجلد وعزل من الكوفة ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة وأقام بالرقة إلى أن توفى بها وله بها عقب ذكره النووي في التهذيب وليس غريبا ان يرد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في عدم ضرب امرأته والله أعلم (6) جاء في المسند ان عبد الله بن الامام احمد روى هذا الحديث عن نصر بن علي وعبيد الله بن عمر القواريري ثم ساق الحديث بلفظ القواريري وهذا معنى قوله وهذا لفظ القواريري (وقوله ومعناهما واحد) يعني ان رواية نصر بن علي لا تختلف عن معنى رواية القواريري (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن احمد والبزار وابو يعلي ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس الخ وتقدم مثله في باب السباعيات من قسم

ص: 320

على بهيمة ملعون من عمل بعمل قوم لوط (عن أبي برزة)(1) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين يتغنيان (2) وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول (لا يزال حوارى تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا)(3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا من هما؟ قال فقالوا فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أركسهما (4) ركسا ودعهما الى النار (5) دعا

الترهيب في هذا الجزء صحيفة 295 رقم 145 وتقدم شرحه وتخريجه هناك (1)(سنده) حدثنا عبد الله ابن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص قال اخبرني رب هذه الدار ابو هلال قال سمعت ابا برزة (يعين الاسلمي) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) هما معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة كما سيأتي بيان ذلك (3) جاء هذا البيت في المسند هكذا بلفظه وحروفه وجاء في ذيل القول المسدد في الذب عن المسند للشيخ محمد صبغة الله المدراسي المطبوع بحيدر اباد الدكن سنة 1319 هـ نقلا عن المسند هكذا (لا يزال حواي تلوح عظامه روى الحر عنه أن يحن فيقبرا) وكتب في مصححه بدل لفظ حواري (جوادي) وكتب ايضا بدل قوله روى الحر (ذوى الموت)(4) بضم الكاف قال في المصباح ركست الشيء ركسا من باب قتل قلبته ورددت أوله على آخره وأركسته بالألف رددته على رأسه وفي النهاية ركست الشيء وأركسته اذا رددته ورجعته قال ومنه الحديث (اللهم اركسهما في الفتنة ركسا)(5) الدع الطرد والدفع (تخريجه)(عل)(وله شواهد ستأتي وأورده العلامة الشيخ محمد صبغة الله المدراسي) في ذيل القول المسدد ولفظه وعزاه لعبد الله بن الامام احمد ثم قال أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابي يعلي ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص عن ابي برزة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اركسهما في الفتنة ركسا اللهم دعهما الى النار دعا (قال ابن الجوزي) لا يصح يزيد بن أبي زياد كان يلقن بالآخرة فيتلقن (قلت) يزيد بن أبي زياد احتج به الأربعة وروى له مسلم مقرونا وقد مر عن الحافظ العسقلاني انه قال يزيد وان ضعفه بعضهم من قبل حفظه فلا يلزم ان كل ما يحدث به موضوع (قال الجلال السيوطي) ما قاله ابن الجوزي لا يقتضي الوضع قال وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في الكبير حدثنا احمد بن علي بن الجارود الاصبهاني ثنا عبد الله بن عباد عن سعيد الكندي حدثنا عيسى ابن الاسود النخعي عن ليث عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنها قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت رجلين وساق نحو سياق احمد وسمى الرجلين معاوية وعمرو بن العاص (ورواه ابن نافع) في معجمه حدثنا محمد ابن عبدوس بن كامل ثنا عبد الله بن عمر ثنا سعيد ابو العباس التيمي ثنا سيف بن عمر حدثني ابو عمر مولى ابراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن صالح شقران رضي الله عنه قال بينما نحن ليلة في سفر إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتا فذكر الحديث وسمى الرجلين معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة وقال في آخر الحديث فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر (قال الجلال) هذه الرواية ازالت الاشكال وبينت ان الوهم وقع في الحديث في لفظة واحدة وهي قوله ابن العاص

ص: 321

(عن عبد الله بن عمرو)(1) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا (2) اتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم (3)(عن أبي هريرة)(4) قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال والمتبتلين من الرجال الذي يقول لا يتزوج والمتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك وراكب الفلاة وجده (5) فاشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حتى استبان ذلك في وجوههم وقال البائت وحده (6)(عن عبد الله بن رافع)(7) مولى أم سلمة قال سمعت ابا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول ان طال بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله عز وجل ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر (8)

وإنما هو ابن رفاعة احد المنافقين وكذلك معاوية بن رافع احد المنافقين انتهى (1)(سنده) حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه)(2) أي خائفا فزعا (اتشوف داخلا وخارجا) أي انظر الداخل والخارج وانما فزع عبد الله بن عمرو خشية أن يكون والده هو المقصود باللعن لأنه تركه يلبس ليلحق به الى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل خائفا أن يكون أول من يدخل والده (3) جاء عند ابن عبد البر في الاستيعاب بسند صحيح قال فدخل الحكم بن أبي العاص اهـ والحكم هو ابن ابي العاص بن أمية بن عبد شمس وهو عم عثمان بن عفان وأبو مروان بن الحكم وبنيه من خلفاء بني أميه أسلم يوم فتح مكة وسكن المدينة ثم نفاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ومكث بها حتى اعاده عثمان في خلافته ومات بها (قال ابن الاثير) في أسد الغابة وقد روى في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة لا حاجة الى ذكرها إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم مع حلمه واغضائه على ما يكره ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب بسند صحيح (4)(سنده) حدثنا أيوب بن النجار عن طيب بن محمد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(5) أي المسافر في الصحراء وحده (6) تقدم الكلام على البائت وحده والمسافر وحده في باب اتخاذ الرفيق في السفر من أبواب صلاة السفر في الجزء الخامس صحيفة 63 وتقدم شرح الحديث جميعه في أبوابه لأن كل مسئلة منه لها باب تقدم (تخريجه) أخرجه (ق والأربعة وغيرهم) مقطعا في أبواب متعددة وفي سند حديث الباب طيب بن محمد اليمامي ضعفه العقيلي وقال أبو حاتم لا يعرف ووثقه ابن حبان (7)(سنده) حدثنا ابو عامر ثنا أفلح بن سعيد شيخ من أهل قباء من الانصار ثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت ابا هريرة الخ (غريبه)(8) تسمى في ديار العرب بالمقارع جمع مقرعة وهي جلد طرفها مشدود عرضها كالاصبع (زاد في رواية يضربون بها الناس) يعني ممن اتهم في شيء ليصدق في اقراره وقيل هم أعوان والى الشرطه المعروفون بالجلادين فإذا امروا بالضرب تعدوا المشرع في الصفة والمقدار (تخريجه)(م) وأورده الحافظ بسنده ومتنه كما هنا في القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد وعزاه للإمام احمد ثم قال ذكره ابن الجوزي في الموضوعات باسناد المسند أيضا ونقل عن

ص: 322

(حدثنا أبو سعيد)(1) ثنا عبد الله بن بجير ثنا سيار أن ابا امامه رضي الله عنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال أو قال يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم أسياط كأنها أذناب البقر يغدون

ابن حبان أنه قال ان هذا الخبر باطل وافلح كان يروى عن الثقات الموضوعات اهـ وهذا الحديث اخرجه مسلم عن جماعة من مشايخة عن أبي عامر العقدي بهذا وأخرجه من وجه آخر كما سيأتي ولم أقف في كتاب الموضوعات لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع وهو أحد الصحيحين غير هذا الحديث وانها لغفلة شديدة منه وافلح المذكور يعرف بالقبائي مدني من أهل قباء ثقة مشهور وثقه ابن معين وابن سعد وقال ابن معين ايضا والنسائي لا بأس به وقال أبو حاتم شيخ صالح الحديث واخرج له مسلم في صحيحه وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته ولم أر للمنقبين فيه كلاما إلا ان العقيلي قال لم يرو عنه ابن مهدي (قلت) وليس هذا يجرح وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات وقد اخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضوع خطأ شديدا وغلط ابن حبان في افلح فضعفه بهذا الحديث وعقبه بأن قال هذا بهذا اللفظ باطل والمحفوظ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ اثنان من أمتي لم ارهما رجال بأيديهم سياطمثل اذناب البقر ونساء كاسيات عاريات (وتعقب الذهبي) في الميزان كلام ابن حبان هذا فقال حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه اهـ (قلت) وقد صححه من طريق افلح ايضا الحاكم في المستدرك وصححه من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال حدثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم ارهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات وسبن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسرة كذا وكذا واخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا زيد ابن الحباب حدثنا افلح بن سعيد فذكره ولفظه (يوشك ان طالت بك مدة ان ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخطه قال البيهقي رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير وهو كما قال ابن حبان في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من صحيحه انا عبد الله بن شيرويه انا اسحاق بن راهويه انا جرير عن سهيل فذكره واخرجه احمد ايضا من وجهين عن شريك بن عبد الله القاضي عن سهيل نحوه (قلت) تقدم هذا الحديث في باب نهي المرأة ان تلبس ما يحكي بدنها من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 302 رقم 230) قال فلقد اساء ابن الجوزي لذكره في الموضوعات حديثا من صحيح مسلم وهذا من عجائبه انتهى ما أورده الحافظ رحمه الله تعالى (1)(حدثنا ابو سعيد الخ) هذا الحديث أورده الحافظ في القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد بسنده ومتنه وعزاه للامام احمد ثم قال اورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند ايضا ونقل عن ابن حبان انه قال عبد الله ابن مجاهد يروي العجائب التي كأنها معمولة لا يحتج به اهـ (قال الحافظ قلت) وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير فإن عبد الله بن بجير المذكور بضم الموحدة

ص: 323

في سخط الله ويروحو في غضبه (باب ما جاء فيمن لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهل لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة)(عن أبي هريرة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه إنما انا بشر فإي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته (2) فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة (عن عمرو بن أبي قرة)(3) قال كان حذيفة (يعني ابن اليمان رضي الله عنه بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) فجاء حذيفة الى سلمان فيقول سلمان يا حذيفة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعدها جيم بصيغة التصغير يكنى أبا حمدان بصري قيسي ويقال تميمي وقد وقع في رواية الطبراني انه قيسى وثقه احمد وابن معين وابو داود وابو حاتم وروى الآجرى عن أبي داود ان ابا الوليد الطيالسي روى عنه ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات وانما قال ابن حبان ما نقله ابن الجوزي عنه في عبد الله بن بجير القاص الصنعاني الذي يكنى ابا وائل وأبو بجير بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة على ان المذكور قد وثقه غير ابن حبان ولكن ليس هو راوي حديث أبي امامة لأنه صنعاني يروى عن أهل اليمن وصاحب الحديث المذكور يروى عن البصريين وسيار شيخه شامي نزل البصرة فروى عنه اهلها (وقد اخرج أيضا المقدسي) حديث أبي اسامة من طريق المسند ومن طريق الطبراني في الأحاديث المختارة ولم ينفرد به عبد الله بن بجير المذكور فقد رويناه في المعجم الكبير للطبراني ايضا قال ثنا احمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثنا حيوة بن شريح ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان شرط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فإياك ان تكون منهم وهذا اسناد صحيح لأن رواية اسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية وشرحبيل شامي وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (قال ابن ابي شيبة) ثنا عبيد الله هو ابن موسى حدثنا شيبان عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال انا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يضربون بها الناس على غير جرم لا يدخلون بطونهم إلا خبيثا ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها انتهي ما اورده الحافظ رحمه الله تعالى (باب)(1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اتخذ عندك عهدا الخ (غريبه)(2) جاء عند مسلم من حديث أنس (ايما احد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة الخ)(تخريجه)(م وغيره) ورواه الامام احمد من وجه آخر عن أبي سعيد وأبي هريرة معا بلفظ حديث الباب (3)(سنده) حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة ثنا عمر بن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة الخ (غريبه)(4) جاء عند ابي داود قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك في حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة اعلم بما يقول فيرجعون الى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة (أي مزرعة البقل) فقال يا سلمان ما يمنعك ان تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال

ص: 324

كان يغضب فيقول ويرضى ويقول (1) لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون واما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة (عن أنس بن مالك)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الى حفصة ابنة عمر رجلا (3) فقال احتفظي به قال فغفلت حفصه ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت غفلت عنه يا رسول الله فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع الله يدك فرفعت يديها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك يا حفصة؟ فقالت يا رسول الله قلت قبل لي كذا وكذا فقال لها صفي يديك فإني سألت الله عز وجل أي انسان من امتي دعوت الله عز وجل عليه ان يجعلها له مغفرة (عن ذكوان مولى عائشة)(4) عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت فنه فذهب بجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير؟ قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال مالك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس (5) فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال مالك أجننت؟ قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر ايتهما يقطعان فحمد الله وأثني عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم اني بشر اغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنه دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهرا (وعنها من طريق ثان)(6)

سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضي لناس من أصحابه اما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الخ (1) زاد أبو داود والله لتنتهين أو لأكتبن الى عمر اهـ ومعنى الحديث ان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان يذكر للناس بعض أحاديث صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم فيها مدح لبعض أصحابه في حالة الرضا عنهم لأمور يستحقون عليها المدح ويذكر أحاديث اخرى صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه فيها ذم لهم في حالة غضبه عليهم لأمور يستحقون عليها الذم فنهاه سلمان الفارسي رضي الله عنه عن ذكر هذه الاحاديث لأن ذكرها للناس يجر الى حب بعض الصحابة وكراهة بعضهم لا سيما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذذمهم إلا في حالة الغضب وقد قال صلى الله عليه وسلم ايما رجل من أمتي سببته الخ (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري قال المنذري وهذا الفصل الأخير قوله صلى الله عليه وسلم (فإيما مؤمن سببته) قد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سعيد بن المسيب عن ابي هريرة (2)(سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني ثابت البناني حدثني انس ابن مالك الخ (غريبه)(3) الظاهر ان هذا الرجل كان اسيرا كما يستفاد ذلك من حديث عائشه الآتي بعده (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (4)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن ابي ذتب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل الخ (غريبه)(5) أي اعلمهم بهربه (6)(سنده) حدثنا عفان وبهز قالا ثنا حماد عن سماك عن عكرمة عن عائشة انها قالت قال بهز ان عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفي آخره قال بهز يعني في روايته فلا تعاقبني فيه بدل قوله في رواية عفان فلا تعاقبني به (تخريجه) لم أقف عليه

ص: 325

قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ازار ورداء فاستقبل القبلة وبسط يديه فقال اللهم انما انا بشر فأي عبد من عبادك ضربت أو آذيت فلا تعاقبني به قال بهز فيه (عن عروة بن الزبير)(1) أن عائشة قالت ان امداد (2) العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه (3) وقام المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشه فرهقوه (4) فأسلم رداءه في أيديهم ووثب (5) على العتبة فدخل وقال اللهم اللعنهم (6) فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا حلف له (7) فقلت انما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت اليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (وعنها ايضا)(8) قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فأغلظ لهما وسبهما قالت فقلت يا رسول الله لمن أصاب منك خيرا ما أصاب هذان منك خيرا (9) قالت فقال أو ما علمت ما عهدت عليه ربي عز وجل قال قلت اللهم ايما مؤمن سببته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له مغفرة وعافية وكذا وكذا (عن حذيف)(10) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك قال فبلغه أن في الماء قلة الذي يرده (11) فأمر مناديا فنادى في الناس

لغير الإمام أحمد ورجال الطريقين ثقات (1)(سنده) حدثنا سريج ثنا ابن ابي الزناد عن عبد الرحمن ابن الحارث عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير الخ (غريبه)(2) الأمداد جمع مدد وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد (3) أصل التغمية السنر والتغطية أي ازدحموا عليه حتى ستروه عن أعين الناس والظاهر والله أعلم انهم كانوا يطلبون شيئا من أموال الغنيمة زيادة عن حقهم (4) أي دنوا منه وقاربوه (5) اي قفز مسرعا (6) قال الطبري ان قيل كيف يتفق ذلك وهو صلى الله عليه وسلم معصوم في حالتي الرضا والغضب؟ فعن ذلك أجوبة (منها) أنه علهي السلام انما يغضب لمخالفة الشرع فغضبه هو لله سبحان وتعالى وله ان يؤدب على ذلك مما يرى من سب أو لعن أو جلد أو دعاء اهـ (7) قال الطبري كأنه صلى الله عليه وسلم خاف ان يصدر عنه شيء في حال غضبه من تلك الأمورفدعا ربه إن وقع منه شيء لغير مستحقيه أن يعوضه مغفرة ورفع درجة فأجابه تعالى لذلك ووعده الصدق وعن هذا عبر عليه السلام بقوله شارطت ربي وبقوله شرطي على ربي (يعني كما في رواية مسلم) وإلا فليس لأحد ان يشترط على الله شيئا ولا يجب عليه سبحانه لأحد حق (تخريجه) اخرج الجزء الاخير منه (ق وغيرهما)(8)(سنده) حدثنا ابو معاوية وابن نمير المعنى قالا ثنا الاعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(9) جاء عند مسلم قلت يا رسول الله من اصاب من الخير شيئا ما اصابه هذان (قال الطبري) هذا الكلام من السهل الممتنع ومعناه ان هذين الرجلين ما اصابا مثك خيرا وان غيرهما قد اصابه لكن في تنزيله على هذا المعنى صعوبة ويتضح بمعرفة الاعراب فمن موصولة مبتدء واصاب صلتها وخبره محذوف والتقدير الذي اصاب منك شيئا من الخير ففائز واما الرجلين فلم يصيباه (تخريجه)(م وغيره)(10)(سنده) حدثنا ابو نعيم ثنا الوليد يعني ابن جميع ثنا ابو الطفيل عن حذيفة (يعني ابن اليمان) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(11) هكذا جاء في الاصل (فبلغه ان في الماء قلة الذي يرده) فقوله الذي يرده يصح ان يكون صفة الماء فيكون هكذا فبلغه أن

ص: 326

أن لا يسبقني الى الماء احد فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم (1)(عن أبي السوار)(2) عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فاتبعته معهم (3) قال ففجئني القوم يسعون (4) قال وأبقى القوم (5) قال فأتى على رسول الله فضربني ضربة إما بعسيب (6) أو قضيب أو سواك أو شيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة (7) قال وقلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي ان آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال انك راح لا تكسرن قرن رعيتك (8) قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ان اناسا بيتبعوني واني لا يعجبني ان يتبعوني اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال (عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم)(9) قال دخلت على أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت لاغتنمن ذلك منه فقلت يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من؟ بينهم (10) من هم فهم أن يخبرني بهم فقالت له امرأته سودة مه (11) يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنما أنا بشر فايما عبد من المؤمنين (12) دعوت عليه دعوة فاجعلها له زكاة ورحمة

في الماء الذي يرده قلة (1) هؤلاء القوم كانوا من المنافقين كما يستفاد ذلك من روايات أخرى والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن محمد بن السكن عن بكر بن بكار ولم ار من ترجمها اهـ (قلت) غفل الحافظ الهيثمي عن عزوه للامام احمد ورجاله عند الامام احمد وثقا ومعروفون (2)(سنده) حدثنا عارم ثنا معتمر بن سلمان عن أبيه ثنا السميط عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله الخ (قلت) لم أقف على اسم خاله ومع ذلك فهو صحابي وجهالة الصحابي لا تضر (3) الظاهر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ذاهبا لأمر لا ينبغي ان يكون معه احد أو يكون معه بعض افراد قليلين فاتبعه جمهرة من الناس فأغضبه ذلك والله اعلم (4) أي يسرعون في المسير (5) هكذا بالأصل (قال وابقى القوم) ومعناه غير ظاهر فربما سقط شيء من الناسخ أو الطابع كفوله وابقى بعض القوم أو وبقى بعض القوم أو نحو ذلك والله أعلم (6) العسيب جريدة من النخل وهي السعفة بفتح العين المهملة مما لم ينبت عليه الخوص جمعه عسب بضمتين والقضيب العصا (7) يعني مشغول الفكر (8) معناه الرفق بالرعية وعدم العنف (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله كلهم ثقات (9)(سنده) حدثنا ابراهيم بن خالد ثنا رباح بن زيد حدثني عمر بن حبيب عن عبد الله بن عثمان بن حثيم الخ (غريبه)(10) أي من هم (بينهم) بفتح الموحدة وتشديد الياء التحتية مكسورة وسكون النون هي أمر من البيان وجاء في مجمع الزوائد بلفظ (من هم سمهم من هم)(11) اسم فعل أمر بمعنى أكف (12) جاء عند مسلم من حديث انس بلفظ (فأيما احد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله ثقات اهـ (قال النووي) رحمه الله هذه الاحاديث (يعني احاديث الباب) مبنية ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته والاعتناء أي بصالحهم والاحتياط لهم والرغبة في كل ما ينفعهم وهذه الرواية المذكورة آخرا (يعني قوله عند مسلم)(ايما احد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل الخ) تبين المراد بباقي الروايات المطلقة وانه انما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة

ص: 327

(باب ما جاء في لعن الابل والديكة)(عن أبي برزة)(1) قال كانت راحلة أو ناقة أو بعير عليها بعض متاع القوم وعليها جارية فأخذوا بين جبلين (2) فتضايق بهم الطريق فأبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت حل حل (3) اللهم العنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم من صاحب هذه الجارية؟ لاتصحبنا راحلة أو ناقة أو بعير عليها من لعنه الله تبارك وتعالى (عن عمران بن حصين)(5) قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره وامرأة من الانصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها (6) ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني انظر اليها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد يعني الناقة (عن أبي هريرة)(7) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر يسير فلعن رجل ناقة فقال اين صاحب الناقة؟ فقال الرجل أنا قال اخرها فقد أجبت فيها (8)

ونحو ذلك اذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه وكان مسلما ولا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ولم يكن ذلك لهم رحمة (فإن قيل) كيف يدعو على من ليس هو أهل للدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك (فالجواب) ما أجاب به العلماء ومختصره وجهان أحدهما ان المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الامر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاق لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتول السرائر (والثاني) ان ما وقع من سبه ودعائه ونحوه وليس بمقصود بل هو مما جرت عادة العرب في وصل كلامها يلانية كقوله تربت يمينك وعقرى وحلقى لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء فخاف صلى الله عليه وسلم ان يصادف شيء من ذلك اجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب اليه في ان يحصل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا واجرا وانما كان يقع منه ذلك في النادر والشاذ من الأزمان ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا صلى الله عليه وسلم (باب)(1)(سنده) حدثنا ابن ابي عدي بن سليمان عن ابي عثمان عن ابي برزة (يعني الاسلمي) الخ (غريبه)(2) أي فأخذوا يسيرون بين جبلين (3) حل كلمة زجر للابل واستحثاث يقال حل حل باسكان اللام فيهما (قال القاضي) ويقال أيضا حل حل بكسر اللام فيهما بالتنوين وبغير تنوين قاله النووي (4) جاء في رواية عند مسلم (لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله) قال النووي انما قال هذا زجرا لها ولغيرها وكان قد سبق نهيها ونهى غيرها عن اللعن فعوقبت بارسال الناقة والمراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق وأما بيعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا النهي فهي باقية على الجواز لأن الشرع انما ورد بالنهي عن المصاحبة فبقى الباقي كما كان (تخريجه)(م)(5)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا أيوب عن ابي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين الخ (غريبه)(6) أي ما على الناقة (ودعوها) أي اتركوها تسير وحدها لا تصاحبنا في الطريق وفي رواية لمسلم (فقال خذوا ما عليها وأعروها) بقطع الهمزة وضم الراء يقال أعريته وعريته اعراء وتعرية (قال النووي) والمراد هنا القاء ما عليها من المتاع ورحلها وآتها (تخريجه)(م د)(7)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال سمعت ابي يحدث عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(8) معناه ان الله عز وجل قد استجاب دعاءه عليها فصارت ملعونة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد واورده المنذري وقال رواه أحمد

ص: 328

(عن أبي الجوزاء)(1) عن عائشة رضي الله عنها انها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلعنت بعيرا لها فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد وقال لا يصحبني شيء ملعون (وفي رواية) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تركبيه (عن زيد بن خالد الجهني)(2) لعن رجل ديكا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلمفقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة (باب ما جاء في الترهيب من سب المسلم وقتاله وان إثم ذلك على البادئ مالم يعتد المظلوم)(حدثنا يحيى عن شعبة)(3) حدثني زبيد عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق (4) وقتاله كفر قال قلت لأبي وائل انت سمعت من عبد الله قال نعم (قر)(وعنه أيضا)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم أخاه فسوق وقتله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه (6)(عن أبي هريرة)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستبان (8) ما قالا فعلى البادئ مالم يعتد المظلوم (9)

بإسناد جيد (1)(سنده) حدثنا عارم ثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن مالك البكري وهو ثقة (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه إلا انه قال فإنه يدعو للصلاة ورواه النسائي مسندا ومرسلا اهـ (قلت) لفظ ابى داود فإنه يوقظ للصلاة وسند حديث الباب جيد (باب)(3)(حدثنا يحيى عن شعبة الخ)(غريبه)(4) أي مسقط للعدالة والمروة (وقتاله) أي مقاتله كفر (قال العلماء) لما كان القتال اشد من السباب لافضائه الى ازهاق الروح عبر عنه بلفظ اشق من لفظ الفسق وهو الكفر ولم يرد حقيقته التي هي الخروج من المة واطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير معتمدا على ما تقرر من القواعد أو أراد ان كان مستحلا أو ان قتال المؤمن من شأن الكافر (تخريجه)(ق مذ نس جه)(5)(قر)(سنده) قال عبد الله بن الامام احمد قرأت على ابي حدثك علي بن عاصم قال حدثنا ابراهيم الهجري عن أبي الاحوص عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه)(6) أي كما حرم قتله حرم أخذ ماله بغير حق كما في الحديث المشهور (وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) فإذا قاتله فقد كفر ذلك الحق فإن حمل الكفر على ظاهره تعين تأويله والله اعلم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للطبراني فقط عن ابن مسعود ورمز له بعلامة الصحة وقال شارحه المناوي رمز المصنف لصحته وهو كما قال قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) في اسناده عند الامام احمد ابراهيم بن مسلم العبدي الهجري بفتح الهاء والجيم قال في الخلاصة ضعفه النسائي وغيره قال وقال ابن عدي انما انكروا عليه كثرة روايته عن أبي الاحوص عن عبد الله وعامتها مستقيمة اهـ (7)(سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن شعبة عن العلاء ومحمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(8) اي المتشاتمان وهما اللذان سب كل منهما الآخر (وقوله ما قالا) أي اثم قولهما على البادي لأنه المتسبب في ذلك (9) بأن جاوز الحد كأن اكثر المظلوم شتم البادئ وايذاءه فيكون الاثم عليهما كل بحسبه البادي لكونه تسبب والمظلوم لكونه تجاوز الحد واعتدى

ص: 329

(وعنه أيضا)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمشين (2) أحدكم الى اخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع (3) في يده فيقع في حفرة من نار (عن عياض بن حمار)(4) رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله رجل من قومي يشتمني وهو دوني على بأمور أن انتصر منه؟ قال المستبان شيطانان (5) يتهاذيان ويتكاذبان (وفي لفظ) يتكاذبان ويتهاتران (6)(وعنه أيضا)(7) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثم المستبين ما قالا على البادي (8) حتى يعتدي المظلوم أو الا ان يعتدي المظلوم (عن أبي ذر)(9) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه (10) إن لم يكن صاحبه كذلك (عن النعمان بن مقرن)(11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سب جل رجلا عنده قال فجعل الرجل المسبوب يقول عليك السلام

والله أعلم (تخريجه)(م د مذ) والبخاري في الأدب المفرد (1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمشين أحدكم الخ (غريبه)(2) وقع عند مسلم بلفظ (لا يشير) بدل لا يمشين قال النووي هكذا هو في جميع النسخ لا يشير بالياء بعد الشين وهو صحيح وهو نهي بلفظ الخبر كقوله تعالى (لا تضار والدة) وقد قدمنا مرات ان هذا ابلغ من لفظ النهي (3) بكسر الزاي بعدها عين مهملة (قال النووي) ضبطناه بالعين المهملة وكذا نقله القاضي عن جميع روايات مسلم وكذا هو في نسخ بلادنا ومعناه يرمي في يده ويحقق ضربته ورميته وروى في غير مسلم بالغين المعجمة وهو بمعنى الاغراء أي يحمل على تحقيق الضرب ويزين ذلك (تخريجه)(م وغيره)(4)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا سعيد عن قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار الخ (قلت) حمار بكسر الحاء المهملة (غريبه)(5) أي كل منهما يتسقط صاحبه وينتقصه ويكيد له كما يفعل الشيطان (6) قال في النهاية أي يتقاولان ويتقابحان في القول من الهتر بالكسر الباطل والسقط من الكلام وفيه كما قال الامام الغزالي انه لا يجوز مقابلة السب بالسب وكذا سائر المعاصي وانما القصاص والغرامة على ما ورد به الشرع وقال قوم تجوز المقابلة بما لا كذب فيه ونهيه عن التعبير بمثله نهى تنزيه والافضل تركه لكنه لا يعصي (تخريجه)(طل) والبخاري في الأدب قال الزين العراقي اسناده صحيح وقال الهيثمي رجال احمد رجال الصحيح (7)(سنده) حدثنا بهز وعفان قالا ثنا همام قال عفان في حديثه ثنا قتادة عن يزيد عن مطرف عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(8) معناه أثم قول المستبين على البادي الخ وقد تقدم الكلام على ذلك في شرح حديث ابي هريرة قبل حديثين (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) ورجال احمد رجال الصحيحين (9)(سنده) حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثني حصين قال قال ابن بريدة حدثني يحيى بن يعمرأن أبا الاسود حدثه عن أبي ذر الخ (غريبه) أي الرمية المفهومة من المقام ان لم يكن المرمي فاسقا أو كافرا فيكون الرامي هو الفاسق أو الكافر وظاهره غير مراد فلا يصير الرامي كما وصف المرمي لأن مذهب أهل الحق لا يكفر مؤمنا بالوزر وهو مؤول بارتداد نقيصته ورجوع معصيته (تخريجه)(ق وغيرهما)(11)(سنده) حدثنا أسود بن عامر أنا

ص: 330

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن ملكا بينكما يذب عنك كلما يشتمك هذا قال له بل أنت وأنت احق به (1) واذا قال له عليك السلام قال لا بل لك انت احق به (2)(عن عبد الله ابن سلمة)(3) قال قال عمار بن ياسر لما هجانا المشركون شكونا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولوا لهم كما يقولون لكم قال فلقد رأيتنا نعلمه إماء أهل المدينة (عن المغيرة بن شعبة)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء (باب ما جاء في النهي عن سب الدهر والريح والديكة)(عن ابي هريرة)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر (6) ولا يقولن احدكم للعنب الكرم فإن الكرم هو الرجل المسلم (7)(وعنه من طريق ثان)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يؤذيني ابن آدم (9) يقول يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإن شئت قبضتهما (ز)(عن أبي بن كعب)(10) عن

أبو بكر عن الأعمش عن أبي خالد الوالي عن النعمان بن مقرن الخ (غريبه)(1) معناه كلما يتلفظ الساب بكلمة سب قال له الملك بل أنت وأنت احق به (2) معناه اذا قال المسبوب للساب عليك السلام قال له الملك لا بل أنت يعني أنت الذي عليك السلام وأنت احق به (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالي وهو ثقة (3)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجالهم ثقات (4)(عن المغيرة بن شعبة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب النهي عن سب الاموات من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صحيفة 49 رقم 244 وتقدم هناك أحاديث كثيرة في النهي عن سب الاموات فارجع اليه (باب)(5)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أيوب عن ابن سيرين عن ابي هريرة (غريبه)(6) قال في النهاية (لا تسبو الدهر فإن الدهر هو الله وفي رواية فإن الله هو الدهر) كان من شأن العرب ان تذم الدهر وتسبه عند النوازل والحوادث ويقولون أبادهم الدهر واصابتهم قوارع الدهر وحوادثه ويكثرون ذكره بذلك في أشعارهم وذكر الله عنهم في كتابه العزيز فقال (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) والدهر اسم للزمان الطويل ومدة الحياة الدنيا فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذم الدهر وسبه أي لا تسبوا فاعل هذه الاشياء فإنكم اذا سببتموه وقع السب على الله تعالى لأنه الفعال لما يريد لا الدهر فيكون تقدير الرواية الأولى فإن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غير فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك وتقدير الرواية الثانية فان الله هو جالب للحوادث لا غيره الجالب ردا لاعتقادهم ان جالبها الدهر (7) شرح هذه الجملة تقدم في الباب الأول من الترهيب من خصال من المناهي معدودة في هذا الجزء صحيفة 180 رقم 91 (تخريجه)(ق وغيرهما)(8)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (9) نقل الحافظ في الفتح عن القرطبي قال معناه يخاطبني في القول بما يتأذى من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل اليه الاذى وانما هذا من التوسع في الكلام والمراد ان من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله عز وجل (تخريجه)(ق د وغيرهم)(10)(ز)(سنده)(قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني ابو موسى محمد بن المثنى حدثنا أسباط بن محمد

ص: 331

النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح (وفي رواية فإنها من روح الله) فإذا رأيتم منها ما تكرهون (1) فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح ومن خير ما فيها ومن خير ما ارسلت به ونعوذ بك من شر هذه الريح ومن شر ما فيها ومن شر ما أرسلت به (حدثنا يزيد)(2) بن عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة ثنا صالح بن سفيان (3) وأبو النضر قال ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة (4) قال أبي قال ابو النضر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب الديك وقال إنه يؤذن (5) بالصلاة (باب ما جاء في النهي عن ضرب الوجه وتقبيحه والوسم فيه)(عن أبي هريرة)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ضرب احدكم فليجتنب الوجه ولا تقل قبح (7) الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته (8)

القرشي حدثنا الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه عن أبي بن كعب الخ (غريبه)(1) أي ريحا تكرهونها لشدة حرارتها أو برودتها أو تأذيتم لشدة هبوبها فقولوا الخ (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح وللامام احمد ايضا عن ابي هريرة مرفوعا لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى تأتي بالرحمة والعذاب ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها ورواه أيضا ابن ماجه ورجاله ثقات (2)(حدثنا يزيد الخ)(غريبه)(3) هذا الحديث سمعه الامام احمد مرتين مرة من يزيد بن عبد العزيز بن عبد الله ومرة من أبي النضر عن عبد العزيز بن عبد الله ايضا (غريبه)(4) ليس في معنى دعاء الديك الى الصلاة انه يقول بصراحة صلوا أو حانت الصلاة بل معناه ان العادة جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها فيذكر الناس بصراخه الصلاة ولا تجوز الصلاة بصراخه من غير دلالة سواء وهذه رواية يزيد أما رواية أبي النضر فقد قال عبد الله ابن الامام احمد قال ابي قال ابو النضر (يعني في روايته نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ)(5) أي يدل على مواقيت الصلاة كما صرح بذلك في بعض الروايات والله أعلم (تخريجه)(د) قال النووي في الاذكار ورياض الصالحين اسناده صحيح (باب)(6)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبه)(7) بفتح القاف والياء مخففة قال في النهاية يقال قبحت فلانا (يعني بتشديد الموحدة) قلت له قبحك الله (يعني بتخفيفها) من القبح وهو الابعاد اهـ وقال أبو زيد قبح الله فلانا قبحا وقبوحا أي اقصاه وباعده من كل خير (8) هو ظاهر في عود الضمير على آدم أي خلقه تاما مستويا وقيل الضمير لله عز وجل لما في بعض الطرق على صورة الرحمن أي على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك وان كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء وجاء في رواية البخاري بعد قوله على صورته (طوله ستون ذراعا)(قال التوربتشي) وأهل الحق في ذلك على طبقتين (احداهما) المتنزهون عن التأويل مع نفي التشبيه واحالة العلم الى علم الله تعالى الذي احاط بكل شيء علما وهذا اسلم الطريقتين (والطبقة الأخرى) يرون الاضافة فيها اضافة تكريم وتشريف وذلك ان الله تعالى خلق آدم على صورة لم يشاكلها شيء من الصور في الجمال والكمال وكثرة ما احتوت عليه من الفوائد الجليلة (وقال الطيبي) تأويل الخطابي في هذا المقام حسن يجب المصير اليه لأن قوله طوله بيان لقوله على صورته كأنه قيل خلق آدم على ما عرف من صورته

ص: 332

(عن جابر بن عبد الله)(1) قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسم (2) في الوجه والضرب في الوجه (وعنه أيضا)(3) قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحمار قد وسم في وجهه يدخن (4) منخراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل هذا (زاد في روية لعن الله الذي وسمه) لا يسمن أحد الوجه ولا يضربن أحد الوجه (عن سالم عن أبيه)(5) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضرب الصور (6) يعني الوجه (وعنه من طريق ثان)(7) عن عبد الله بن عمر انه كان يكره العلم (8) في الصور وقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه (عن أبي هريرة)(9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قاتل أحدكم أخاه (10) فليجتنب الوجه (عن أبي سعيد الخدري)(11) عن النبي

الحسنة وهيئته من الجمال والكمال وطول القامة وانما خص الطول منها لأنه لم يكن متعارفا بين الناس (وقال القرطبي) كأن من رواه على صورة الرحمن أورده بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في ذلك وقوله ستون ذراعا يحتمل ان يريد بذراع نفسه أو الذراع المتعارف يومئذ عند المخاطبين الأول أظهر لأن ذراع كل أحد ربعه فلو كان بالذراع المعهود كانت يده قصيرة في جنب طول جسده والله أعلم (تخريجه)(خز هق) والبخاري في الأدب المفرد والخطيب في تاريخ بغداد وسنده صحيح (1)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن جريج اخبرني ابو الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول نهانا الخ (غريبه)(2) الوسم بفتح الواو وسكون المهملة يقال وسمه يسمه سمة ووسما اذا اثر فيه بكى وذلك انهم كانوا يسمون ابل الصدقة أي يعلمون عليها بالكي وهو يدل على تحريم وسم الحيوان في وجهه وهو معنى النهي حقيقة ويؤيد ذلك المعنى الوارد في الحديث الآتي فإنه صلى الله عليه وسلم لا يلعن إلا من فعل محرما وكذلك ضرب الوجه (قال النووي) وأما الضرب في الوجه فمنهي عنه في كل الحيوان المحترم من الآدمي والحمير والخيل والابل والبغال والغنم وغيرها لكنه في الآدمي أشد لأنه مجمع المحاسن مع أنه لطيف يظهر فيه أثر الضرب وربما شأنه وربما آذى بعض الحواس قال وأما الوسم في الوجه فمنهي عنه بالاجماع واما وسم غير الوجه من غير الآدمي فجائز بلا خلاف عندنا لكن يستحب في نعم الصدقة والجزية ولا يستحب في غيرها ولا ينهى عنه (تخريجه)(م مذ)(3)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا الثوري عن ابي الزبير عن جابر بن عبد الله قال مر النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(4) قال في النهاية اصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة الى سواد والمعنى أن ذلك يغير لون منخريه ويشوه خلقته (تخريجه)(م د)(5)(سنده) حدثنا وكيع حدثنا حنظلة عن سالم عن ابيه (يعني عبد الله بن عمر) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) فسر الصور بالوجه يعني من كل شيء وتقدم الكلام على ذلك آنفا (7)(سنده) حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني حنظلة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر الخ (8) العلم بالتحريك الوسم والصور هنا الوجه كما تقدم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابن عمر ومعناه جاء في حديث جابر المتقدم عند الامام احمد ومسلم وغيرهما وسنده صحيح (9)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا حماد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(10) المراد من القتل هنا الضرب وبه ورد وتقدم النهي عن ضرب الوجه والحكمة في ذلك (تخريجه)(ق وغيرهما)(11)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا سفيان عن الاعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قاتل احدكم أخاه فليجتنب الوجه (تخريجه) أورده

ص: 333