الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(عن أبي سعيد الخدري)(1) أن رجلا من الانصار كانت له حاجة فقال له أهله ائت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فاسأله فأتاه وهو يخطب وهو يقول من استعف اعفه الله ومن استغنى اغناه الله ومن لجأ لنا فوجدنا له أعطيناه قال فذهب ولم يسأل
(61)
(كتاب الزهد والتقليل من الدنيا والرضا بالكفاف)
(باب الترغيب في الزهد في الدنيا وزخرفها ونعيمها)(عن أبي أمامة)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي عز وجل (3) ليجعل لي بطحاء مكة (4) ذهبا فقلت لا يارب اشبع يوما واجوع يوما أو نحو ذلك فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك (عن أنس بن مالك)(5) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مضطجع مرمل بشريط (6) وتحت رأسه وسادة من أدم (7) حشوها ليف فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انحرافة فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوبا وقد اثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر؟ قال والله الا أن اكون اعلم أنك أكرم
(تخريجه)(مذ حب ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (1)(سنده) حدثنا هشيم ثنا أبو بشر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام أحمد ورجاله ثقات وتقدم نحوه بهذا المعنى في فصل (في التعفيف في المسألة) في آخر كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 111 رقم 161 رواه الشيخان والثلاثة وغيرهم والظاهر أن الرجل الذي ذكره أبو سعيد في الحديث هو أبو سعيد نفسه كما يستفاد من أحاديث الفصل المشار إليه والله سبحانه وتعالى أعلم (باب)(2)(سنده) حدثنا علي بن اسحاق ثنا عبد الله (يعني ابن المبارك) أنا يحيى بن أيوب ثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم (زاد في الاصل بعد هذه الجملة) وحدثنا بهذا الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي الخ (غريبه)(3) معناه شاورني ربي وخيرني بين الوسع في الدنيا واختيار البلغة لزاد العقبي من غير حساب ولا عتاب قاله القارى (4) أصل البطحاء مسيل الماء وأراد هنا عرصة مكة وصحاريها وأرضها وحجرها ورمالها (ذهبا) بدل أرضها وأحجارها ومدرها قال في اللمعت وجعلها ذهبا (إما بجعل حصاه ذهبا أو ملء مثله بالذهب) والأول أظهر وجاء في بعض الروايات جعل جبالها ذهبا اهـ (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن والقاسم هو ابن عبد الرحمن ويكني أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن زيد بن معاويه وهو شامي ثقة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث ويكني أبا عبد الملك اهـ وكذلك ضعفه الحافظ في التقريب (5)(سنده) حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(6) هكذا جاء في الأصل (على سرير مضطجع مرمل بشريط) فلفظ مضطجع وقعت معترضة بين الموصوف وصفته ومعناه أن أنسا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على سرير مرمل بشريط الخ ومعنى مرمل أي مصنوع (بشريط) الشريط حبل يفتل من الخوص (7) بفتحتين وبضمتين أيضا وهو القياس جمع أديم
على الله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان (1) في الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا (2) ولنا الآخرة قال عمر بلى قال فإنه كذاك (عن أبي هريرة)(3) قال هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا فأتاه عمر ابن الخطاب وهو في غرفة على حصير قد أثر الحصير بظهره فقال يا رسول الله كسرى يشربون في الذهب والفضة وأنت هكذا فقال صلى الله عليه وسلم إنهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا (عن ابن عباس)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر رضي الله عنه وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر (5) من هذا فقال مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها (عن علي ابن رباح)(6) قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول لقد اصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر مما له قال فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسلف (وقال غير يحيى)(7) والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الله بن يزيد (8) قال حدثنا موسى (9) قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول ما أبعد هديكم من هدى نبيكم صلى الله عليه وسلم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فأرغب الناس فيها
على وزن بريد وبرد والأديم الجلد المدبوغ (1) العبث بالتحريك اللعب يقال عبث عبثا من باب تعب لعب وعمل ما لا فائدة فيه (2) أي لكسرى وقيصر ومن تبعها يتنعمون فيها ويتمتعون بزهرتها ونضرتها ولذتها (ولنا الآخرة) أي الأنبياء والمؤمنين ولم يقل لي مع كون السؤال عن حاله إشارة إلى أن الآخرة لأتباعه وفي بعض الروايات (انهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا) كما في الحديث التالي (تخريجه)(ق جه) من حديث عمر (3)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في كتاب الايلاء في الجزء السابع عشر صحيفة 21 رقم 42 (4)(سنده) حدثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه)(5) أي أوطأ وألين (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي اهـ (قلت) وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة (6)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق قال ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح الخ (غريبه)(7) القائل وقال غير يحيى هو الامام أحمد كما جاء في الأصل عقب قوله يستسلف (قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني أبي قال وقال غير يحيى والله مامر الخ والمعنى أن بعض الرواة غير يحيى أحد رجال السند من مشايخ الامام احمد قال والله مامر الخ (8) القائل حدثنا عبد الله بن يزيد هو الامام أحمد (9) موسى هو ابن علي بضم أوله مصغرا ابن رباح اللخمى أبو عبد الرحمن أمير مصر عن أبيه وابن المنكدر وثقة النسائي وأبو حاتم (خلاصة) زاد في التهذيب وابن معين واحمد والعجلي (تخريجه) أورده الهيثمي بجميع طرقه كما هنا وقال رواه كله أحمد والطبراني روى حديث عمر فقط ورجال أحمد رجال الصحيح
(عن أبي ذر)(1) قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة (2) المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال ما أحب أن احد (3) ذاك عندي ذهبا (4) أمسى ثالثه وعندي منه دينار إلا دينار (5) أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وحثا عن يمينه وبين يديه وعن يساره قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر إن الاكثرين هم الاقلون ليوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا وحثا عن يمينه وبين يديه وعن يساره قال ثم مشينا فقال يا أباذر كما أنت حتى آتيك قال فانطلق حتى توارى عني قال فسمعت لغطا وصوتا قال فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت ان اتبعه ثم تذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك فانتظرته حتى جاء فذكرت له الذي سمعت فقال ذاك جبريل عليه السلام أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة (6) قال قلت وان زنى وان سرق (7) قال وان زنى وان سرق (وعنه من طريق ثان)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر اي جبل هذا؟ قلت أحدد يا رسول الله قال والذي نفسي بيده ما يسرني أن لي ذهبا قطعا أنفقه في سبيل الله ادع منه قيراطا قال قلت قنطارا يا رسول الله قال قيراطا قالها ثلاث مرات ثم قال يا ابا ذر انما أقول الذي أقل (9) ولا اقول الذي هو أكثر (وعنه من طريق ثالث)(10) قال ما يسرني أن لي أحدا ذهبا أموت يوم أموت وعندي منه دينار أو نصف دينار إلا أن أرصده لغريم (11)(عن أبي أسماء)(12) أنه دخل على أبي ذر رضي الله وتبارك وتعالى عنه وهو بالربذة (13) وعنده امرأته سوداء مسغبة (14) ليس عليها أثر
(1)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر الخ (غريبه)(2) بفتح المهملة وتشديد الراء هي أرض ذات حجارة سود خارج المدينة (3) بضم الهمزة والحاء المهملة اسم جبل مشهور بجوار المدينة (4) أي ما أحب أنه تحول لي ذهبا كما صرح بذلك في رواية البخاري (5) بالرفع على البدل من دينار السابق (وقوله ارصده) بضم الهمزة وكسر الصاد من الارصاد أي أعده (6) هذا دليل قاطع على أنه من مات غير مشرك بالله دخل الجنة أر لا ان لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها فإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة فإن عفى عنه دخل أو لا والا عذب ثم خرج من النار وخلد في الجنة والله أعلم (7) فيه حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار وأنهم ان دخلوها اخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة والله أعلم (8)(سنده) حدثنا محمد بن فضيل ثنا سالم يعني ابن أبي حفصة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي ذر وأبي منصور عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (9) معناه انى اخبر بالأقل فالأكثر من باب أولى (10)(سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة اخبرني عمرو بن مرة عن سعيد بن الحارث عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني الخ (11) أي لصاحب دين علي كما يستفاد من الطريق الأولى (تخريجه)(ق نس مذ حب هق)(12)(سنده) حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الخ (غريبه)(13) هي براء ثم باء موحدة ثم ذال معجمة مفتوحات ثم هاء وهو موضع قريب من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وهو منزل من منازل حاج العراق وبها قبر أبي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (14) الساغب الجائع ومسغبون
المجاسد (1) ولا الخلوق قال فقال لا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء تأمرني أن آتي العراق فإذا اتيت العراق مالوا علي بدنياهم (2) وان خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلى ان دون جسر جهنم (3) طريقا ذا دحض (4) ومزلة وأنا نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار (5) أحرى أن ننجو عن أن تأتي عليه ونجن مواقير (6)(عن معاذ بن جبل)(7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال اياك والتنعيم (8) فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين (عن أبي عسيب)(9) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني اليه فخرجت ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط اطعمنا بسرا (10) فجاه بعذق فوضعه فأكل فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب فقال لتسئلن عن هذا يوم القيامة قال فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول أئنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال نعم إلا من ثلاث خرقة كف بها الرجل عورته (11) أو كسرة سد بها جوعته أو حجرا (12) يتدخل فيه من الحر والقر
داخلون في مسغبة وهي المجاعة وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب (1) جمع مجسد بضم الميم وفتح السين المهملة بينهما جيم ساكنة وهو المصبوغ المشبع بالجسد وهو الزعفران أو العصفر (والخلوق) بفتح المعجمة طيب مركب يؤخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب يصفها بالفقر المدقع وعدم الزينة والطيب (2) خشى أن يصيبه من دنياهم وأموالهم شيء فيصبح غنيا يطول حسابه يوم القيامة (3) يعني الصراط (4) الدحض بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين وبفتح الحاء أيضا وآخره ضاد معجمة هو الزلق (5) أي خفة وقلة نقدر على حملها (وقوله أحرى) أي أجدر وأحق (6) جمع وقر بكسر الواو الحمل واكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار (هذا) وقد جاء في الأصل بعد قوله (وفي احمالنا اقتدار) ما لفظه وحدث مطر أيضا بالحديث اجمع في قول أحدهما أن تأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار وقال الآخر ان تأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار وقال الآخر أن تأتي عليه وفي احمالنا اضطمار احرى أن ننجو عن أن نأتي عليه ونحن مواقير وإنما ذكرت هذا محافظة على ما في الأصل وإلا فالحديث مستقيم بدونه (تخريجه) أورده المنذري باللفظ الذي اثبته في المتن إلا أنه قال (وفي احمالنا اقتدار واضطماراحرى ان ننجو الخ) وقال رواه أحمد ورواته رواة صحيحة وكذلك قال الهيثمي (7)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ويونس قالا ثنا بقية بن الوليد عن السرى بن ينعم عن مريح بن مسروق عن معاذ بن جبل الخ (غريبه)(8) حذره النبي صلى الله عليه وسلم من التنعيم وان كان التنعيم بالمباح جائزا لكنه يوجب الأنس به والغفلة عن الله عز وجل والتعلق بزخارف الدنيا وعباد الله الصالحين ليسوا كذلك فيقتدي بهم لا سيما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يتنعم في الدنيا (تخريجه) أورده المنذري وعزاه للامام احمد والبيهقي في الشعب وقال رواه احمد ثقات وكذلك قال الهيثمي (9)(سنده) حدثنا سريج ثنا حشرج عن أبي نصيرة عن أبي عسيب الخ (غريبه)(10) قال في المختار البسر أوله طلع ثم خلال بالفتح ثم بلح بفتحتين ثم يسر ثم رطب ثم ثمر الواحدة يسرة (وقوله فجاه بعذق) العذق بكسر المهملة المرجون بما فيه من الشماريخ يجمع على عذاق (11) أي سترها بها كالسراويل (12) بحاء مكسورة ثم جيم ساكنة معناه حجرة تقية الحر والبرد (تخريجه) الحديث
(عن جابر بن عبد الله)(1) قال أتاني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمتهم رطبا واسقيتهم ماءا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه (باب الترغيب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من التقليل في الدنيا والرضا منها بالكفاف)(عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من اسلم ورزق كفافا (3) وقنعه الله بما آتاه (عن فضالة بن عبيد)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن عثمان بن عفان)(5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل شيء سوي ظل بيت (6) وجلف الخبز وثوب يوارى عورته (7) والماء فما فضل عن هذا فليس لابن آدم فيهن حق (8)(عن عتبة بن عبد السلمي)(9) قال استكسيت (10) رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فكساني خيشتين (11) فلقد رأيتني البسهما وأنا من أكسي أصحابي (12)
سنده جيد واورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال تفرد به احمد اهـ (قلت) وله شواهد تؤيده منها حديث أبي هريرة بمعناه عند مسلم والأربعة (1)(سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا حماد يعني ابن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن جابر الخ (تخريجه)(نس) وسنده جيد (باب)(2)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ من كتابه حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن شربك عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبه)(3) بفتح الكاف هو الذي يكون بقدر الحاجة إليه لا يزيد ولا ينقص (تخريجه)(م مذ جه)(4)(سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال اخبرني أبو هانئ أن أبا علي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع (قلت) طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها وهذا التفسير لفظ حديث رواه الامام احمد وابن حبان عن أبي سعيد (تخريجه)(مذ حب ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم واقره الذهبي (5)(سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا حريث بن السائب قال سمعت الحسن يقول حدثني حمران عن عثمان بن عفان الخ (غريبه)(6) المراد بيت يسكنه كما صرح بذلك عند الترمذي أي محل يأوي إليه دفعا للحر والبرد (وقوله وجلف الخبز) بكسر الجيم وسكون اللام قال في النهاية الجلف الخبز وحده لا أدم معه وقيل الخبز الخليط اليابس ويروى بفتح اللام جمع جلفه وهي الكسرة من الخبز اهـ والمقصود غاية القناعة ونهاية الكفاية (7) أي يسترها عن أعين الناس (8) قيل أراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعه في الآخرة وسؤال عنه وإذا اكتفى بذلك من الحلال لم يسأل عنه لأنه من الحقوق التي لا بد للنفس منها واما ما سواه من الحظوظ يسأل عنه ويطالب بشكره وقال القاضي عياض أراد بالحق ما يستحقه الانسان لافتقاره إليه وتوقف تعيشه عليه وما هو المقصود الحقيقي من المال وقيل أراد به ما لم يكن له تبعة حساب إذا كان مكتسبا من وجه حلال اهـ (تخريجه)(مذ ك) وقال الترمذي هذا حديث صحيح وصححه أيضا الحاكم وأقره الذهبي (9)(سنده) حدثنا هيثم بن خارجة أنا اسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك السلمي عن لقمان بن عامر الوصابي عن عتبة ابن عبد السلمي الخ (غريبه)(10) أي طلبت منه كسوة (11) قال في المختار الخيش ثياب من أردء الكتان (12) يعني من أحسنهم كسوة (تخريجه)(د) قال المنذري في اسناده اسماعيل بن عياش وفيه
(عن عبد الله بن عامر بن ربيعة)(1) عن أبيه وكان بدريا قال لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثنا في السرية يا بني مالنا زاد الا السلف من التمر فيقسمه قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة تمرة قال فقلت له يا أبت وما عسى أن تغني التمرة عنكم؟ قال لا تقل ذلك يا بني فبعد أن فقدناها فاختللنا اليها (2)(عن عبد الله بن شقيق)(3) قال أقمت بالمدينة مع أبي هريرة سنة فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة رضي الله عنها لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البرد (4) المتفتقة وإنا ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه حتى ان كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشده على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيننا تمرا فأصاب كل انسان منا سبع تمرات فيهن خشفة (5) فما سرني ان لي مكانها تمرة جيدة قال قلت لم؟ قال تشد لي من مضغى (6)(عن علي رضي الله عنه (7) قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع وان صدقتي اليوم لأربعون الفا (وفي رواية وإن صدقة مالي لتبلغ أربعين الف دينار)(8)(عن أبي هريرة)(9) قال انما كان طعامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقال (1)(سنده) حدثنا يزيد انا المسعودي عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه الخ (غريبه)(2) أي احتجنا إليها فطلبناها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) وفيه المسعودي وقد اختلط وكان ثقة (3)(سنده) حدثنا عبد الصمد حدثني ابي ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق الخ (غريبه)(4) بضم الموحدة وفتح الراء جمع بردة بضم الموحدة وسكون الراء وهي كساء أسود مربع فيه صغر تلبسه الأعراب (وقوله المتفتقة) أي الممزقة (5) الحشف اليابس الفاسد من التمر وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص (6) هكذا بالأصل (تشدلي من مضغي) وجاء في النهاية بلفظ (لأنها شدت في مضاغي) قال صاحب النهاية المضاغ بالفتح الطعام يمضغ وقيل هو المضغ نفسه يقال لقمة لينة المضاغ وشديدة المضاغ أراد أنها كان فيها قوة عند مضغها اهـ وليس هذا آخر الحديث بل هذا هو الطرف الأول منه ذكرته هنا لمناسبة الترجمة (وبقيته) قال (يعني ابا هريرة)(لي) يعني لعبد الله بن شقيق (من أين أقبلت؟ قلت من الشام قال فقال لي هل رأيت حجر موسى؟ قلت وما حجر موسى؟ قال إن بني اسرائيل قالوا لموسى قولا تحت ثيابه في مذاكيره قال فوضع ثيابه على صخرة وهو يغتسل قال فسعت ثيابه قال فتبعها في أثرها وهو يقول يا حجر الق ثيابي حتى أتت به على بني إسرئيل فرأوه مستويا حسن الخلق فلجبه ثلاث لجبات فوالذي نفس أبي هريرة بيده لو كنت نظرت لرأيت لجبات موسى فيه اهـ)(تخريجه) لم أقف عليه هكذا لغير الامام أحمد وأورد المنذري في الترغيب والترهيب الطرف الأول منه وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح (7)(سنده) حدثنا حجاج حدثنا شريك عن عاصم بن كليب عن محمد بن كعب القرظي ان عليا قال لقد رأيتني الخ (غريبه)(8) يريد أنهم كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقراء جدا وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم أقبلت عليهم الدنيا ومع هذا فقد كان علي رضي الله عنه من أزهد الناس في الدنيا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده جيد ليس بمنقطع لأن محمد بن كعب القرظى أدرك عليا قبل وفاته بعشر سنين (9)(سنده)
الأسودان التمر والماء والله ما كنا نرى سمراءكم (1) هذه ولا ندري ما هي وإنما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النمار (2) يعني برود الأعراب (عن أبي حسبة)(3) مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال ذكر من دخل عليه فوجده يبكي فقال ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال نبكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشأم فقال إن ينسأ في أجلك (4) يا أبا عبيدة فحسبك (5) من الخدم ثلاثة خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم وحسبك من الدواب ثلاثة دابة لرحلك ودابة لثقلك (6) ودابة لغلامك ثم ها انذا انظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وانظر إلى مربطي قد امتلأ دواب فكيف القى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن احبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها (عن شقيق)(7) قال دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده قال فبكى قال فقال له معاوية ما يبكيك يا خال أوجعا يشئزك (8) أم حرصا على الدنيا؟ قال فقال فكلا (9) لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا فقال يا أبا هاشم انها علها تدرك أموالا يؤتاها أقوام وانما يكفيك في جمع المال خادم ومركب في سبيل الله تبارك وتعالى وانى اراني قد جمعت (ومن طريق ثان)(10) عن أبي وائل قال دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يبكي فذكر معناه
حدثنا حسن حدثنا شيبان عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة الخ (غريبه)(1) يعني الحنطة وهي القمح (2) فسرها الراوي ببرود الأعراب وتقدم الكلام على البرد قريبا في شرح حديث عبد الله بن شقيق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار باختصار (3)(سنده) حدثنا ابو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس الخ (غريبه)(4) اي يؤخر من النسئ وهو التأخير والمعنى ان طال أجلك (5) أي يكفيك (6) أي لحمل أثقالك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق الخ (غريبه)(8) أي يقلقك يقال شئز وشُئز فهو مشئوز وأشأزه غيره وأصله الشأز وهو الموضع الغليظ الكثير الحجارة (نه)(9) بضم الكاف وتشديد اللام (10)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش وعن سفيان عن منصور عن أبي وائل الخ (تخريجه)(مذ) بسند الطريق الثاني عن أبي وائل قال جاء معاوية (يعني ابن ابي سفيان) إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده فذكره بلفظ الطريق الأول ثم قال وقد رواه زائدة وعبيدة بن حميد عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة فذكر نحوه اهـ (قلت) سكت عنه الترمذي (وقال الحافظ) في الاصابة في ترجمة أبي هاشم بن عتبة روى حديثه الترمذي وغيره بسند صحيح من طريق منصور والأعمش عن أبي وائل فذكر حديث الترمذي وقال المنذري في الترغيب والترهيب بعد ذكر الحديث المذكور رواه الترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه عن أبي وائل عن سمرة بن سهم عن رجل من قومه لم يسمه قال نزلت على ابي هاشم بن عتبة فجاءه معاوية فذكر الحيث بنحوه ورواه ابن حبان في صحيحه عن سمرة بن سهم قال نزلت على ابي هاشم ابن عتبة وهو مطعون فأتاه معاوية فذكر هذا الحديث وذكره رزين فزاد فيه فلما مات حصل ما خلف فبلغ
(عن حارثة بن مضرب)(1) قال دخلت على خباب (2) وقد اكتوى سبعا فقال ما أعلم أحدا لقي من البلاء ما لقيت (3) لولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنى أحدكم الموت لتمنيته (4) ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك درهما وان في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهم قال ثمم أتى بكفنه فلما رآه بكى وقال لكن حمزة (5) لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت (7) عن قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت على رأسه حتى مدت على رأسه (8) وجعل على قدميه الإذخر (عن شقيق عن خباب أيضا)(9) قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا (10) منهم مصعب بن عمير (11) لم يترك إلا نمرة (12) إذا غطوا بها راسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا رأسه وجعلنا على رجليه إذخرا قال ومنا من اينع الثمار (13) فهو يهديها (عن خالد بن عمير)(14) قال خطب
ثلاثين درهما وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها وفيها يأكل اهـ (1)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب الخ (غريبه)(2) بموحدتين الأولى مثقلة بن الأرت بتشديد التاء المثناة مولى بني زهرة التميمي الصحابي ابو عبد الله من السابقين إلى الاسلام كان يعذب في الله وشهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين (3) أي لأنه كان مريضا وقد اكتوى سبعا وكان في شدة الألم (4) انما لم يتمن الموت من شدة مع شدة تألمه من المرض لأنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وصاحبه النهي عن ذلك وقد تقدم الكلام على حكم تمنى الموت في أحكام باب كراهة تمني الموت من كتاب الجنائز في الجزء السابع صحيفة 49 فارجع إليه (5) هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم استشهد في غزوة أحد ولم يوجد له كفن إلا ما ذكره خباب (6) اي فيها خطوط سود وبيض (7) بفتح القاف واللام اي ارتفعت لقصرها (8) اي وضعت على رأسه وستروا قدميه بالاذخر بكسر الهمزة والخاء المعجمة بينهما ذال معجمة ساكنة نبات معروف بالحجاز ذكي الريح وإذا جف ابيض (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام أحمد واخرجه (ق والاربعة) مقطعا في مواضع متعددة من صحيحيهما (9)(سنده) حدثنا عبد الله بن ادريس قال سمعت الأعمش يروى عن شقيق عن خباب قال هاجرنا الخ (غريبه)(10) أي لم ينقص من أجره شيئا لأنه لم يتمتع بشيء من متاع الدنيا بعد اسلامه (11) كان رضي الله عنه من أفاضل الصحابة ومن السابقين إلى الاسلام اسلم بمكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بدار الارقم وكتم اسلامه خوفا من أمه وقومه وشهد بدرا وأحدا واستشهد بأحد ومعه لواء المسلمين قيل كان عمره أربعين سنة وأكثر قليلا (12) بفتح النون وكسر الميم (قال في النهاية) كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة وجمعها أنمار كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض وهي من الصفات الغالبة اهـ يريد أنه لم يجز من متاع الدنيا شيئا غير هذه النمرة الحقيرة التي لا تستر الجسم وكان مصعب بن عمير رضي الله عنه من أفاضل الصحابة ومن السابقين إلى الاسلام (13) اي نضجت ثماره (فهو يهديها) قال النووي بفتح أوله وكسر الدال وضمها أي يجتنبها وهو إشارة إلى ما فتح الله عليهم من الدنيا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مصعب زوج حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين (تخريجه)(ق د نس مذ)(14)(سنده) حدثنا بهز بن أسد ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد يعني ابن هلال
عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الدنيا قد آذنت (1) بصرهم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة (2) كصبابة الاناء يتصابها صاحبها وانكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم (3) فإنه قد ذكر لنا ان الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوى فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا (4) والله لتملؤنه (5) فعجبتم والله لقد ذكر لنا ان ما بين مصارع (6) الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم كظيظ (7) الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت (8) أشداقنا واني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد (9) فائتزر بنصفها وائتزت بنصفها فما اصبح منا أحد اليوم إلا أصبح أمير مصر من الامصار (10) واني أعوذ بالله أن اكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا (11) وانها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت (12) حتى يكون عاقبتها ملكا وستبلون أو ستخبرون الأمراء (13) بعدنا (وعنه من طريق ثان)(14) قال سمعت عتبة بن غزوان يقول (وفي لفظ خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر) لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحبلة (15) حتى قرحت
عن خالد بن عمير قال خطب عتبة بن غزوان قال بهز وقال قبل هذه المرة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحمد الله وأثنى عليه الخ (قلت) جاء هذا الحديث عند مسلم قال شيبان بن فروح حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله واثنى عليه فذكر الحديث كما هنا والمحفوظ ما رواه بهز في المرة الثانية وهو أن صاحب الخطبة عتبة بن غزوان وهي التي توافق رواية مسلم (غريبه)(1) بهمزة ممدودة وفتح الذال أي اعلمت (بصرم) الصرم بالضم الانقطاع والذهاب (وولت حذاء) بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة والف ممدودة أي مسرعة الانقطاع (2) الصبابة بضم الصاد المهملة البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الاناء (وقوله يتصابها) أي يشربها (3) أي بصالح الأعمال (4) قعر الشيء أسفله (5) معناه أن جهنم مع بعد عمقها وعظم اتساعها تملأ من الكفار والعصاة فلا تستبعدوا ذلك ولا تعجبوا منه (6) جمع مصراع بكسر الميم قال في المصباح المصراع من الباب الشطر وهما مصراعان اهـ (وفي القاموس) المصراعان من الابواب والشعر ما كانت قافيتان في بيت وبابان منصوبان ينضمان جميعا مدخلهما في الوسط منهما اهـ والمراد اتساع الباب من أبواب الجنة مسيرة أربعين عاما (7) الكضيظ الممتلئ والمعنى أن هذه الأبواب مع كثرتها واتساعها يأتي عليها يوم تزدحم فيه لكثرة الداخلين (8) بفتح القاف وكسر الراء أي صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته (9) هو ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة (10) جاء في رواية لمسلم أنه كان أميرا على البصرة (11) يستعيذ بالله أن يدخل في نفسه الاغترار بالدنيا وعظمة الامارة فيظلم الناس فيكون (عند الله صغيرا) أي مرتكبا لذنوب يدخل بسببها النار وقد حفظه الله من ذلك (12) أي تحولت من حال إلى حال يعني أمر الأمة وتغاير أحوالها (13) جاء عند مسلم بلفظ (فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا) يشير إلى ظلم من يأتي من الأمراء بعدهم واغترارهم بالدنيا وزخرفها وقد كان ذلك (14)(سنده) حدثنا وكيع ثنا قرة بن خالد عن حميد بن هلال العدوي عن خالد بن عمير رجل منهم قال سمعت عتبة بن غزوان الخ (15) جاء في الاصل إلا ورق الخبة بخاء معجمة بعدها موحدة
أشداقنا (حدثنا عبد الله بن يزيد)(1) قال حدثنا موسى (2) قال سمعت أبي يقول كنت عند عمرو ابن العاص بالاسكندرية فذكروا ما هم فيه من العيش فقال رجل من الصحابة لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث (3) قال موسى يعني الشعير والسلت إذا خلطا (عن أبي حرب)(4) أن طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت المدينة وليس لي بها معرفة فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة يا رسول الله احرق بطوننا التمر وتخرقث عنا الخنف (5) فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ثم قال والله لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه أنا أنكم توشكون أن تدركوا ومن أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان (6) وتلبسون مثل استار الكعبة (7) قال فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة ما لنا طعام البرير (8) حتى جئنا إلى اخواننا الانصار فواسونا وكان خير ما اصبنا هذا التمر (عن شقيق)(9) عن عقبة بن عمرو أبي مسعود (يعني
وآخره هاء وهو تحريف من الناسخ وصوابه (الحبلة) بحاء مهملة مضمونة ثم موحدة ساكنة قلام ثم هاء كما جاء عند مسلم من حديث سعد بن ابي وقاص بلفظ (مالنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر) هكذا جاء عند مسلم بهذا اللفظ والسمر بفتح السين وضم الميم وهما نوعان من شجر البادية كذا قاله أبو عبيد وآخرون وقيل الحبلة ثمر العضاه وهذا يظهر على رواية البخاري (إلا الحبلة وورق السمر) وفي هذا بيان ما كانوا عليه من الزهد في الدنيا والتقلل منها والصبر في طاعة الله تعالى على المشاق الشديدة (تخريجه)(ق مذ جه)(1)(حدثنا عبد الله بن يزيد الخ)(غريبه)(2) هو ابن علي بضم المهملة مصغرا ابن رباح (3) قال في المصباح غلثت الشيء بغيره غلثا من باب ضرب خلطته به كالحنطة بالشعير وهو يوافق تفسير الراوي (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد رحمه الله وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (4)(سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي ثنا داود يعني ابن أبي هند عن أبي حرب أن طلحة حدثه الخ (قلت) طلحة هذا غير طلحة ابن عبيد الله الصحابي المشهور (قال الحافظ في الاصابة) طلحة بن عمرو البصرى قال البخاري له صحبة وقال ابن السكن يقال كان من أهل الصفة وروى أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم من طريق أبي حرب ابن أبي الأسود ان طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديث الباب وصححه ثم قال رووه كلهم من طرق عن داود بن أبي هند عنه منهم من قال عن طلحة ولم ينسب ومنهم من قال طلحة بن عمرو وقال ابن السكن ليس لطلحة غيره اهـ (غريبه)(5) جمع خنيف وهو نو غليظ من أردء الكتان أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها (6) بكسر الجيم جمع جفنة بفتحها وهي القصعة (7) يعني من أفخر الملابس (8) البرير ثمرة الأراك إذا اسود وبلغ وقيل هو اسم له على كل حال (تخريجه)(طب حب ك) وأورده الهيثمي وقال رواه (طب) والبزار إلا أنه قال في أوله كان أحدنا إذا قدم المدينة فكان له عريف نزل على عريفه وان لم يكن له عريف نزل الصفة فقدمت المدينة فنزلت الصفة فوافقت رجلين فكان يجرى علينا كل يوم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين اثنين والباقي بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي وهو ثقة (9)(سنده) حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة عن الأعمش عن شقيق
أبا مسعود البدري) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة فينطلق أحدنا فيحامل (1) فيجيء بالمدوان لبعضهم اليوم مائة الف (2) قال شقيق فرأيت أنه يعرض بنفسه (عن الحسن)(3) قال لما احتضر سلمان بكى وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا عهدا فتركنا ما عهد الينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب (4) قال ثم نظرنا فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعه وعشرون درهما أو بضعة وثلاثون درهما (5)(عن بريدة الأسلمي)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليكف أحدكم من الدنيا خادم ومركب (عن عراك بن مالك)(7) قال قال أبو ذر رضي الله عنه اني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اقربكم مني يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه (8) وانه والله ما منكم من احد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري
عن عقبة بن عمرو أبي مسعود البدري الخ (غريبه)(1) أي يتكلف أحدنا الحمل على ظهره بمشقة ليحصل على أجرة يتصدق بها وهذا لشدة رغبتهم في الصدقة مع احتياطهم وقلة ذات يدهم مع انها ليست واجبة عليهم (2) يريد انهم كانوا في مدة النبي صلى الله عليه وسلم فقراء لا يملكون شيئا مدخرا ثم اغناهم الله عز وجل بعد عصر النبوة حتى صار الرجل منهم يملك مائة الف مدخرة يعني نفسه ولذلك قال شقيق فرأيت أنه يعرض بنفسه والله أعلم (تخريجه)(ق نس جه)(3)(سنده) حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن الخ (غريبه)(4) يعني شيئا قليلا على قدر الحاجة لأن المسافر لا يتزود لسفره إلا بقدر الحاجة وفيه اشارة إلى أن الانسان في الدنيا كالمسافر لسرعة زوالها وعدم بقائها وانما يتزود منها لدار البقاء بالتقوى والعمل الصالح قال تعالى (وتتزودوا فإن خير الزاد التقوى)(5) يستفاد من هذا أن سلمان رضي الله عنه كان شديد الورع والزهد في الدنيا ومع هذا فهو يبكي خوفا من أن يكون ترك شيئا يزيد عما عهد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن يترك الآلاف ولم يخطر بباله الموت ولم يؤد زكاتها نسأل الله السلامة (تخريجه) أورده الحافظ المنذري من حديث عامر بن عبد الله وفيه فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر درهما وعزاه لابن حبان في صحيحه وسنده عند الامام احمد جيد (6)(سنده) حدثنا عبد الصمد وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن موله عن بريدة الأسلمي الخ (قلت) قال في الخلاصة عبد الله بن موله بضم أوله وفتح الواو واللام المشددة القشيري عن بريدة الأسلمي وعنه أبو نضرة وثقة ابن حبان (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للنسائي والضياء المقدسي ورمز له بعلامة الصحة وفيه الترغيب في عدم التوسع في ملذات الدنيا ونعيمها لأن التوسع في نعيمها يوجب الركون اليها والانهماك في لذاتها وحق على كل مسافر أن لا يحمل إلا بقدر زاده في السفر والباعث على هذا قصر الأمل ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق بقوله (كزاد الراكب) تشبيها للانسان في الدنيا مجال المسافر (7)(سنده) حدثنا يزيد ثنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك الخ (غريبه)(8) يعني من الزهد في الدنيا وعدم التكثر منها والرضا بالكفاف وقد كان ابو ذر كذلك واقل من ذلك حتى لم يترك ما يكفنن فيه فقد كفنه رجل من المسلمين حين مات بالربذة بعيدا عن المدينة منقطعا عن خلق الله سنة اثنين وثلاثين (قال المدائني) وصلى عليه ابن مسعود ثم قدم ابن مسعود المدينة فأقام عشرة أيام ثم توفى وكان مذهب ابي ذر انه يحرم على الانسان ادخار ما زاد على حاجته وكان قوالا بالحق ولذلك
(باب قصة أبي هريرة رضي الله عنه في الجوع وفيها معجزة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم
(عن مجاهد)(1) أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول والله اني كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وان كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع لقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجو منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته الا ليستتبعني (2) فلم يفعل فمر عمر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال أبا هريرة قلت له لبيك يا رسول الله فقال ألحق (3) واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنا في قدح قال من أين لكم هذا اللبن (4) فقالوا أهداه لنا فلان أو آل فلان قال أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال واهل الصفة اضياف الاسلام لم يأووا إلى أهل ولا مال (5) إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية اصاب منها وبعث اليهم منها قال واحزنني ذلك وكنت ارجو أن اصيب من اللبن شربة اتقوى بها بقية يومي وليلتي (6) فقلت أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي يعطيهم فقلت ما يبقى لي من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة الرسول بد فانطلقت فدعوتهم فاقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال أباهر خذ فأعطهم (7) فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد القدح فأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة (8)
قال أبو الدرداء والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجة من أبي ذر وروى مثل ذلك عن عمرو بن العاص وسيأتي في مناقبه شيء كثير من كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى (تخريجه) أورده الهيثمي عن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن احبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على ما عاهدته عليه وقال رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف اهـ (قلت) سنده عند الامام أحمد جيد وليس فيه موسى بن عبيدة (باب)(1)(سنده) حدثنا روح ثنا عمر بن ذر عن مجاهد الخ (غريبه)(2) معناه أنه لم يسأله عن الآية لاحتياجه إلى السؤال عنها وانما جعل ذلك سببا لكونه يتفطن لحالته فيأخذه إلى منزله فيطعمه ما يسد رءق الجوع فلم يفطن أبو بكر رضي الله عنه لذلك وكذلك عمر رضي الله عنه (3) أي اتبعني (4) يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته عمن جاء باللبن (5) أي ليس لهم مال يأكلون منه ولا أهل ولا عشيرة تواسيهم ولا يمكنهم التكسب لذلك كان مأواهم المسجد وكان أهل المدينة يتصدقون عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا اتته هدية ارسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها (6) انما حزن أبو هريرة لأنه رأى اللبن قليلا في قدح وأهل الصفة كثيرون ففهم أن اللبن لا يبقى منه شيء له يسد به ثورة الجوع ولكن لم يسعه إلا الطاعة فذهب إلى أهل الصفة يدعوهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم (7) من المتبع أن الساقي يشرب آخر القوم فازداد لذلك خوف أبي هريرة لأنه خشي أنه لا يبق له شيء (8) شرب جميع القوم من القدح حتى رووا وشبعوا وبقيت فيه فضلة قليلة فدفعه أبو هريرة