المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب الأخلاق الحسنة ما جاء فيها) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب الأخلاق الحسنة ما جاء فيها)

(عن أبي ذر)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ورايت في مساوئ أعمالها النخاعة (2) تكون في المسجد لا تدفن (عن أبي الدرداء)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من زحزح عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله الله بها الجنة (عن موسى بن ابي عيسى)(4) أن مريم فقدت عيسى عليه السلام فدارت بطلبه فلقيت حائكا (5) فلم يرشدها فدعت عليه فلا تزال تراه تائها (6) فلقيت خياطا فارشدها فدعت له فهم يؤنس اليهم أي يجلس اليهم (7)

(60)

(كتاب الأخلاق الحسنة ما جاء فيها)

(باب الترغيب في محاسن الأخلاق)(عن أبي هريرة)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخياركم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم أطولكم اعمارا (9) واحسنكم اخلاقا (10)(وعنه أيضا)(11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وخيارهم

الراسبي قال سمعت ابا برزة الأسلمى يقول قتلت عبد العزى الخ (تخريجه)(م جه)(1)(سنده) حدثنا عفان ثنا مهدي ثنا واصل عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر وكان واصل ربما ذكر ابا الأسود الديلي عن أبي ذر الخ (غريبه)(2) هي البزقة التي تخرج من اصل الفم مما يلي أصل النخاع تكون في المسجد ظاهرة على أرضه أو حائطه لا تدفن والسنة دفنها (تخريجه)(م جه)(3)(سنده) حدثنا أبو المغيرة قال ثنا أبو بكر بن ابي مريم قال حدثني حميد بن عقبة بن رومان عن ابي الدرداء الخ (تخريجه)(طس) وفي اسناده أبو بكر بن ابي مريم ضعيف وأورده نحوه المنذري عن أبي شيبه المروى قال كان معاذ يمشي ورجل معه فرفع حجرا من الطريق فقال ما هذا؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة قال المنذري رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات (4)(سنده) حدثنا سفيان يعني ابن عيينة عن موسى بن أبي عيسى الخ (غريبه)(5) أي نساجا وهو الذي ينسج الثياب (6) يعني وحيدا لا مؤنس له (7) هذا موضع الدلالة منه وهو من دل انسانا على ضالته أو قضى حاجته استحق الخير ورضاء الصالحين عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو منقطع السند (باب)(8)(سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن محمد بن ابراهيم عن ابي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(9) أي لأن المرء كلما طال عمره وحسن عمله يغتنم من الطاعات ويراعي الأوقات فيتزود منها للآخرة ويكثر من الأعمال الموجبة للسعادة الأبدية (10) قال الطبي هذه إشارة إلى ما قاله في جواب من سأله أي الناس خير فذكره (وقوله أحسنكم اخلاقا) لقوله وحسن عمله في ارادة الجمع بين طول العمر وحسن الخلق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه البزار وفيه ابن اسحاق وهو مدلس اهـ (قلت) وفي اسناده ابن اسحاق عند احمد ايضا وهو ثقة لكنه مدلس والمدلس لا يقوى حديثه إذا عنعن وقد عنعن في هذا الحديث وقد غفل الامام الهيثمي عن عزوه للامام أحمد والكمال لله وحده (11)(سنده) حدثنا ابن إدريس قال سمعت

ص: 74

خيارهم لنسائهم (1)(وعنه ايضا)(2) قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يلج الناس به النار؟ فقال الأجوفان الفم والفرج وسئل عن أكثر ما يلج به الناس الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق (وعنه أيضا)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق (4)(عن عبد الله بن عمرو)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أحبكم إلي أحسنكم خلقا (6)(عن عمرو بن شعيب)(7) عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ فسكت القوم فأعادها مرتين أو ثلاثا قال القوم نعم يا رسول الله قال أحسنكم خلقا (عن عبد الله بن عمرو)(8) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المسلم المسدد (9) ليدرك درجة الصوام الفوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته (10)

محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(1) اي من يعاملهن بالصبر على أخلاقهن ونقصان عقلهن وطلاقة الوجه والاحسان اليهن ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس معاشرة لعياله وهو شامل لكل من ينتمي إلى الرجل من زوجة واصول وفروع وأقارب أو من في نفقته منهن أو الكل والحمل على الأعم أتم تخريجه (مذ حب) وروى أبو داود شطره الأول فقط وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم (2)(سنده) حدثنا يزيد عن المسعودي عن داود بن يزيد عن ابي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج ثم قال رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب (قلت) ورواه أيضا الحاكم بهذا اللفظ وصححه وأقره الذهبي (3)(سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان عن القعقاع ابن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(4) قال الباجى كانت العرب أحسن الناس أخلاقا مما بقي عندهم من شريعة إبراهيم وكانوا ضلوا بالكفر عن كثير منها فبعث صلى الله عليه وسلم ليتمم محاسن الأخلاق ببيان ما ضلوا عنه وبما خص به في شرعه (قال ابن عبد البر) ويدخل فيه الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والاحسان والعدل فبذلك بعث ليتممه (تخريجه)(لك طب) قال ابن عبد البر وهو حديث صحيح مدني متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره (5)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) أي أكثركم حسن خلق وهو اختيار الفضائل وترك الرذائل (تخريجه)(خ)(7)(سنده) حدثنا يونس وأبو سلمة الخزاعي قالا ثنا ليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن عمرو بن شعيب الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد واسناده جيد قال وله في الصحيح إن من أحبكم إلى أحسنكم خلقا فقط (8)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث عن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(9) اي الملازم للطريقة المستقيمة وهي القصد في الأمور والعدل فيه (10) أي طبيعته وسجيته (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني

ص: 75

(عن عائشة)(1) رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليدرك يحسن الخلق بحسن الخلق درجة الصائم القائم (وفي لفظ) درجات قائم الليل صائم النهار (وعنها أيضا)(2) قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وفي رواية كان يقول) اللهم احسنت خلقي فأحسن خلقي (عن أبي الدرداء)(3) قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه (4) فصدقوا وإذا سمعتم برجل تغير عن خلقه (5) فلا تصدقوا به وأنه يصير إلى ما جبل عليه (عن أبي ثعلبة الخشنى)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احبكم إلي واقربكم مني في الآخرة محاسنكم اخلاقا وان أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم اخلاقا الثرثارون (7) المتفيهقون المتشدقون (8)(عن اسامة بن شريك)(9) قال جاء اعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الناس خير؟ قال أحسنهم خلقا

في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن ولم يصرح بالتحديث وهنا صرح بالتحديث فحديثه حسن كذا قال الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه وكذلك قال الحافظ ابن كثير (1)(سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشه الخ (تخريجه)(د حب ك) وصححه الحاكم وسكت عنه أبو داود والمنذري (2)(سنده) حدثنا هاشم وأسود ابن عامر قالا ثنا اسرائيل عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشه الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته ثقات (3)(سنده) حدثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهري أن أبا الدرداء قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(4) أي إذا أخبركم مخبر بأن جلا من جبال الدنيا تحول وانتقل من محله الذي هو فيه إلى محل آخر (فصدقوا) يعني لا تكذبوا فإنه لا يخرج عن دائرة الامكان (5) بضمتين أو بضم فكون طبعه وسجيته بأن فعل خلاف ما يقتضيه وثبت عليه (فلا تصدقوا به) اي لا تعتقدوا صحة ذلك بخروجه عن الامكان اذ هو بخلاف ما يقتضيه جبلة الانسان ولذلك قال (وانه يصير إلى ما جبل) بالبناء للمجهول أي طبع عليه يعني وان فرط منه على سبيل الندرة خلاف ما يقتضيه طبعه فما هو إلا كطيف منام أو برق لاح ومادام (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء وقال السخاوى حديث منقطع والله أعلم (6)(سنده) حدثنا محمد بن عدى عن داود عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشنى الخ (غريبه)(7) بثاءي مثلثتين مفتوحتين هموا الكثيروا الكلام تكلفا (المتفيهقون) المتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه اظهارا لفصاحته وفضله واستعلاءا على غيره ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبر في بعض الروايات (8) المتشدق هو المتكلم بملء شدقية تفاصحا وتعظما لكلامه قال المنذري (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني وابن حبان في صحيحه (9) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الطب

ص: 76

(عن جابر بن سمرة)(1) قال كنت في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال وأبي سمرة جالس أمامي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفحش (2) والتفحش ليسا من الاسلام وأن احسن الناس اسلاما احسنهم خلقا (عن معاذ)(3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ أتبع (4) السيئة بالحسنة تمحها (5) وخالق الناس بخلق حسن (حدثنا وكيع)(6) ثنا سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتق الله (7) حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال وكيع (8) وقال سفيان مرة عن معاذ

في الجزء السابع عشر رقم 45 (1)(سنده) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد ثنا أبو أسامة عن زكريا بن سياه ابي يحيى عن عمران بن رباح عن علي ابن عمارة عن جابر بن سمرة الخ (غريبه)(2) الفحش والفاحشة والفواحش كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وقد يكون الفحش بمعنى التعدي في القول والجواب وقد يكون بمعنى الزيادة والكثرة والتفحش تفعل منه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني وأحمد وابنه وأبو يعلى بنحوه ورجاله ثقات (3)(سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن ابي شبيب عن معاذ (يعني ابن جبل الخ) وجاء في آخر هذا الحديث (قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني أبي فقال وقال وكيع وجدته في كتابي عن أبي ذر وهو السماع الأول قال أبي وقال وكيع قال سفيان مرة عن معاذ (غريبه)(4) هكذا جاء هذا الحديث في مسند معاذ مختصرا بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ اتبع الخ اتبع بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق وكسر الموحدة أي الحق (السيئة) الصادرة منك صغيرة أو كبيرة كما اقتضاه ظاهر الحديث وأياها كان فالحسنات تؤثر في السيئات بالتخفيف منها قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) فلا يعجزك إذا فرطت منك سيئة ان تتبعها حسنة بعد التوبة منها كصلاة أو صدقة أو استغفار (5) أي السيئة المثبتة في صحف الكاتبين ثم ان ذا يخص من عمومه السيئة المتعلقة بآدمي فلا يمحها إلا الاستحلال مع بيان جهة الظلامة ان امكن ولم يترتب عليه مفسدة وإلا فالمرجو كفاية الاستغفار والدعاء وفضل الله واسع لاسيما إذا صلحت نية العبد وعزيمته (تخريجه)(مذ هب هق) وحسنه الترمذي وقال الذهبي في المهذب إسناده حسن (6)(حدثنا وكيع الخ)(غريبه)(7) اي بامتثال أمره واجتناب نهيه قال القيصري قد أكثر الناس القول في التقوى وحقيقتها تنزيه القلب عن الأدناس وطهارة البدن من الآثام وان شئت قلت الحذر من موافقة المخالفات (وقوله حيثما كنت) أي وحدك أو في جمع أو المراد في أي زمان ومكان كنت فيه رآك الناس أم لا والخطاب لكل من يتوجه اليه الأمر فيشمل كل مأمور وإفراد الضمير باعتبار كل فرد وما زائدة بدليل رواية حذفها وهذا من جوامع الكلم فإن التقوى وان قل لفظها كلمة جامعة ومن ثم شملت خيري الدنيا والآخرة إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأموربه فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين ثم نبه على تدارك ما عساه يفرط من تقصيره في بعض الأمور فقال (واتبع السيئة الحسنة الخ) وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث السابق (8)(قال وكيع الخ) معناه ان وكيعا سمع هذا الحديث من سفيان عن حبيب عن ميمون عن أبي ذر فأثبته في كتابه ثم سمعه بعد ذلك من سفيان بهذا السند نفسه عن معاذ وتقدم حديث معاذ قبل هذا مع

ص: 77

فوجدت في كتابي عن أبي ذر وهو السماع الأول (عن أبي الدرداء)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أفضل شيء في الميزان قال ابن ابي بكير (2) أثقل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن (عن أم الدرداء)(3) عن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به من أعطى حظه (4) من الرفق أعطى حظه من الخير (5) وليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن (باب الترغيب في كظم الغيظ وعدم الغضب)(عن ابن عباس)(6) من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من جرعة (7) أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد (8) ما كظمها عبد الله إلا ملأ الله جوفه إيمانا (عن ابن عمر)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجرع عبد

الكلام عليه والله أعلم (تخريجه)(مذ ك هق) وصححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي (1)(سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير قالا ثنا ابراهيم يعني ابن نافع عن الحسن بن مسلم عن خاله عطاء بن نافع أنهم دخلوا على أم الدرداء فأخبرتهم أنها سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (2) ابن ابي بكير بالتصغير هو يحيى الكرماني أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام أحمد هذا الحديث يعني أنه قال في روايته أثقل بدل أفضل (تخريجه) أورده المنذري بلفظ (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذيئ) وعزاه للترمذي وابن حبان في صحيحه قال وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد في روايته له وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة ورواه بهذه الزيادة البزار باسناد جيد لم يذكر فيه (الفاحش البذيئ) ورواه أبو داود مختصرا قال ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق (البذيئ) بالذال المعجمة ممدودا هو المتكلم بالفحش رديئ الكلام (3)(سنده) حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن ابي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به (يعني يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم من أعطى حظه الخ (غريبه)(4) أي نصيبه من الرفق وهو الرأفة والرحمة والتلطف بما خلق الله (5) أي من الخير كله إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان (تخريجه)(مذ) مرفوعا ولفظه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وروى الشطر الثاني منه الترمذي أيضا في موضع آخر عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيئ وقال هذا حديث حسن صحيح (6)(عن ابن عباس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل من أنظر معسرا أو وضع له من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 96 رقم 317 (غريبه)(7) الجرعة تروى بالضم والفتح فالضم الاسم من الشرب اليسير والفتح المرة الواحدة منه (8) شبه جرع غيظه ورده إلى باطنه بتجرع الماء وهي أحب جرعة يتجرعها العبد وأعظمها ثوابا وأرفعها درجة كحبس نفسه من التشفى ولا يحصل هذا الحب إلا بكونه قادرا على الانتقام (وقوله يكظمها عبد) أي يحبس غيظه لله بنية سلامة دينه وقيل ثوابه (9)(سنده) حدثنا علي بن عاصم عن يونس بن عبيد أخبرنا الحسن عن ابن عمر الخ

ص: 78

جرعة أفضل عند الله عز وجل من جرعة غيظ يكظمها (1) ابتغاء وجه الله تعالى (عن معاذ ابن أنس الجهني)(2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينتصر دعاه الله تبارك وتعالى على رءوس الخلائق حتى يخيره في حور العين أيتهن شاء ومن ترك أن يلبس صالح الثياب وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى دعاه الله تبارك على رءوس الخلائق حتى يخيره الله تعالى في حلل الإيمان ايتهن شاء (عن أبي هريرة)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة (4) ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (عن عبد الله)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون فيكم الصرعة؟ قال قلنا الذي لا يصرعه الرجال قال قال لا ولكن الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب (عن ابن حصبة)(6) أو أبي حصبة عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال تدرون ما الصرعة؟ قال قالوا الصريع قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل يغضب فيشتد غضبه ويحمر

(غريبه)(1) قال في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه والتجرع شرب في عجلة وقيل هو الشرب قليلا قليلا اهـ (تخريجه)(جه هق) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات اهـ وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه ابن ماجه ورواته محتج بهم في الصحيح (2)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان عن سهيل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرج الشطر الأول منه (د مذ جه) كلهم من طريق ابي مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب اهـ (قلت) قال المنذري سهل بن معاذ عن أنس الجهني ضعيف والذي روى عنه هذا الحديث أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون الليثي مولاهم المصرى ولا يحتج به اهـ (قلت) أبو مرحوم ليس عند الامام أحمد ولكن عنده زبان بن فائد ضعيف (3)(سنده) حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبه)(4) بضم الصاد المهملة وفتح الراء هو الذي يصرع الناس كثيرا بقوته وأما الصرعة بسكون الراء فهو الضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد والمعنى ليس الشديد الكامل الذي يصرع الناس كثيرا بقوته وبأسه إنما الشديد الذي يملك نفسه عند ثوران الغضب ويقاومها بحلمه ويصرعها بثباته فإن من ملك نفسه عند ذلك فقد قهر شر خصومه وأعدى أعدائه التي بين جنبيه (تخريجه)(ق د نس)(5)(سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (تخريجه)(م - وغيره) وهو القسم الثاني من حديث عبد الله ابن مسعود وتقدم القسم الأول منه في الباب الأول من أبواب صدقة التطوع في كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 160 رقم 205 (6)(عن ابن حصبة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في الصبر على موت الأولاد من كتاب الصبر في قسم الرغيب

ص: 79

وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه وإنما تطفأ النار بالماء (عن جارية بن قدامة السعدي)(1) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل علي لعلي أعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب (عن حميد بن عبد الرحمن)(2) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني قال لا تغضب قال قال الرجل ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله (عن أبي هريرة)(3) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال مرني بأمر ولا تكثر علي حتى أعقله قال لا تغضب فأعاد عليه قال لا تغضب (عن عطيه السعدي)(4) قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استشاط (5) السلطان تسلط الشيطان (عن عبد الله بن عمرو)(6) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل قال لا تغضب

(1)(سنده) حدثنا ابن نيمر حدثنا ابن هشام عن أبيه عن الاحنف بن قيس عن عم له يقال له جارية بن قدامة السعدي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه جارية بن قدامة أنه قال يا رسول الله صلى الله قل لي قولا ينفعني الله به فذكر نحوه ورواه في الكبير كذلك وفي رواية عنده عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال قلت يا رسول الله ورجال أحمد رجال الصحيح ورواه أبو يعلى إلا انه قال عن جارية بن قدامة أخبرني عم أبي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ورجاله رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورجاله محتج بهم في الصحيح (3)(سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقى حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت القاسم مولى يزيد يقول حدثني أبو هريرة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(خ مذ)(4)(سنده) حدثنا ابراهيم بن خالد حدثني أمية بن شبل وغيره عن عروة بن محمد قال حدثني أبي عن جدي (يعني عطية السعدي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) أي احتد في غضبه والتهب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (6)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه يحتج به إذا صرح بالتحديث وقد صرح به هنا فحديثه حسن لا سيما ويؤيده ما تقدم بمعناه والله أعلم (هذا) وفي أحاديث الباب وصية وجيزة لمستوص طلب الاقلال من القول رغبة في أن يعيه ولعله كان غضوبا ولذا اقتصر صلى الله عليه وسلم في وصيته على ترك الغضب لان شأن الحكيم المرشد يخاطب كل شخص بما هو أولى به والنهي لا يتناول الغضب لأمر ديني كما لا يخفى وقد انطوت هذه الكلمة على خير ليس بالقليل فقد نهت عما له أثر سيء في تشويه الظاهر ومسخ الباطن فالغضب جماع الشر كله إذ بتوقده يتطور المرء بطور غير ويحول في متاه البغي فيتوسع في المعاصي القلبية والقالبية فهو لا ريب خلق يلزم صاحب التقية التطهر من رجسه وأقوى دافع له استحضار الفاعل الحقيقي

ص: 80

(باب ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم لإذهاب الغضب)(حدثنا ابراهيم بن خالد)(1) قال ثنا وائل صنعاني مرادى قال كنا جلوسا عند عروة بن محمد قال إذ دخل عليه رجل فكلمة بكلام أغضبه قال فلما أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال حدثني أبي عن جدي عطية (2) وقد كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ (عن معاذ)(3) قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما حتى إنه ليتخيل أن أنفه ليتمزع من الغضب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لأعلم كلمة لو يقولها هذا الغضبان لذهب عنه الغضب اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم (عن أبي ذر)(4) قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس (5) فإن ذهب

المنفرد بالتأثير وبتذكره أيضا فضل كظم الغيظ والعفو عن الناس (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد)(باب)(1)(حدثنا إبراهيم بن خالد الخ)(غريبه)(2) هو عطيه السعدي وترجم له في المسند بذلك قال الحافظ في الاصابة قيل هو من بني بكر بن سعد وقيل من بني جشيم بن سعد صحابي معروف له أحاديث نزل الشام وجزم ابن حبان بأنه عطية بن عروة بن سعد ووقع عند الطبراني والحاكم عطية بن سعد (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذري وحسنه الحافظ السيوطي (3) حدثنا أبو سعيد ثنا زائدة ثنا عبد الملك عن ابن أبي ليلى عن معاذ (يعني ابن جبل) قال استب رجلان الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (د مذ نس) كلهم من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه وقال الترمذي هذا حديث مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست سنين والذي قاله الترمذي واضح فان البخاري ذكر ما يدل على أن مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة وذكر غير واحد أن معاذ بن جبل توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وقيل سنة سبع عشرة وقد روى النسائي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ابن كعب وهذا متصل والله أعلم (4)(سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن ابي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر قال كان يسقى على حوض له فجاء قوم فقال أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل انا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه وكان أبو ذر قائما فجلس ثم اضطجع فقيل له يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت؟ قال فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) قال الخطابي النائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى والمضطجع ممنوع منهما فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا تبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد والله أعلم (تخريجه) أورد المنذري الجزء المرفوع منه وقال رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية أبي حرب بن الأسود عن أبي ذر وقد قيل أن أب حرب إنما يروى عن عمه عن أبي ذر ولا يحفظ له سماع من أبي ذر وقد رواه أبو داود أيضا عن داود وهو ابن أبي هند عن بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر بهذا الحديث ثم قال أبو داود وهو أصح الحديثين يعني أن هذا المرسل أصح من الأول والله أعلم اهـ (قلت) سنده عند الامام أحمد متصل فقد رواه أبو حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر

ص: 81

عنه الغضب والا فليضطجع (باب الترغيب في العفو عن المظالم وفضله)(عن عبد الرحمن ابن عوف)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث والذي نفس محمد بيده ان كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها وقال أبو سعيد مولى بني هاشم إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسئلة إلا فتح الله عليه باب فقر (عن أبي هريرة)(2) أن رجلا شتم ابا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب (3) ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان (4) فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضى (5) عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة (6) إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة (7) الا زاده الله عز وجل بها قلة (عن عقبة ابن عامر)(8) قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال يا عقبة صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك (عن عبادة ابن الصامت)(9) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يجرح في جسده جراحة

وأبو الأسود هو الدبلى قال في الخلاصة اسمه ظالم بن عمر أو عمرو بن سفيان قاضي البصرة قال الواقدى مخضرم وقال العجلى ثقة أول من تكلم في النحو وأورده الهيثمي وقال رواه أبو داود باختصار القصة ودون ذكر أبي الأسود رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب)(1)(سنده) حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال حدثني قاضي أهل فلسطين قال سمعت عبد الرحمن ابن عوف يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) وفيه رجل لم يسم وله عند البزار طريق عن أبي سلمة عن أبيه وقال ان الرواية هذه اصح والله أعلم (2)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال ثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) يعجب من باب تعب أي يتعجب من شتم الرجل أبا بكر بحضرته صلى الله عليه وسلم ويبتسم لكونه رأى الملك يرد عن أبي بكر فلما أكثر الرجل (رد عليه أبو بكر بعض قوله)(4) أي حضر الشيطان مكان الملك (5) بالغين المعجمة قال في القاموس اغضى على الشيء سكت وتغاضى عنه تغافل والمعنى أنه لم يقابل المظلمة بمثلها بل يعفو عمن ظلمه (6) أي صلة أقاربه وذوى رحمه (7) أي لأجل التكثر في الدنيا لا لكونه محتاجا (تخريجه) أخرجه الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح قال وروى أبو داود منه إلى قوله فلم أكن لأقعد مع الشيطان (8)(عن عقبة بن عامر الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب الثلاثيات في قسم الترغيب (9)(عن عبادة بن الصامت الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل من استحق

ص: 82

فيتصدق بها إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق به (خط)(عن ابن عباس)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمح يسمح (2) لك (عن حذيفة بن اليمان)(3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة قاتلهم أهل تجبر (4) وعدد فاظهر الله أهل الضعف عليهم فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم (5) وسلطوهم فأسخطوا الله عليهم إلى يوم يلقونه (عن أبي هريرة)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقال عثرة (7) أقاله الله يوم القيامة (8)(وعنه أيضا)(9) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزا ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل (باب الترغيب في الرفق وما جاء في فضله)(عن عبد الله بن مغفل)(10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله عز وجل

القصاص وعفا من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة 38 رقم 113 (1)(خط)(سنده) حدثنا مهدى بن جعفر الرملى حدثنا الوليد يعني ابن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس الخ (غريبه)(2) بالبناء للمفعول والفاعل هو الله عز وجل أي عامل الخلق بالمسامحة والمساهلة يعاملك ربك بمثله في الدنيا والآخرة (تخريجه)(طب هب) ورمز له الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بعلامة الحسن قال شارحه المناوى قال الحافظ العراقي رجاله ثقات وقال تلميذه الهيثمي رواه أحمد عن شيخه مهدي بن جعفر الرملى وقد وثقه غير واحد وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح وقال في موضوع آخر فيه مهدي وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط والأخير ورجالهما رجال الصحيح اهـ (3)(سنده) حدثنا مصعب بن سلام حدثنا الأجلح عن قيس بن أبي مسلم عن ربعى بن حراش قال سمعت حذيفة بن اليمان يقول ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثالا واحدا وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر قال فضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مثالا وترك سائرها قال ان قوما كانوا أهل ضعف الخ (غريبه)(4) أي نعمة وسعة (5) أي في اشغال شاقة عليهم ولم يرحموهم (وسلطوهم) أي تسلطوا عليهم وقهروهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده حسن (6)(سنده) حدثنا يحيى بن معين حدثنا حفص عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(7) العثرة بفتح العين المهملة والراء بينهما مثلثة ساكنة أصلها المرة من العثار في المشي والمراد هنا فعل الإنسان شيئا يقدم على فعله وهو على حذف مضاف تقديره من أقال ذا عثرة الخ وجاء عند أبي داود وغيره بلفظ من أقال مسلما وهو عام يشمل الإقالة من البيع والبيعة والعهد وغير ذلك قال في النهاية يقال اقاله يقيله إقالة وتقاؤلا إذا فسخا البيع وعاد البيع إلى مالكه والثمن إلى المشترى إذا ندم أحدهما أو كلاهما وتكون الإقالة في البيعة والعهد اهـ قال ابن عبد السلام في الشجرة اقاله النادم من الاحسان المأمور به في القرآن لما له من الغرض فما ندم عليه سما في بيع العقار وتمليك الجوار (8) جاء عن أبي داود بلفظ (اقال الله عثرته) وهي تفسر قوله عند الامام احمد (اقاله الله يوم القيامة) والمعنى يزيل ذنبه ويغفر له ويرفعه من سقوطه يوم القيامة (تخريجه)(د جه ك) وغيرهم وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحاكم وأقره الذهبي (وقال ابن دقيق العيد) هو على شرطهما (يعني البخاري ومسلم) وصححه ابن حزم لكنه في اللسان نقل تضعيفه عن الدار قطنى اهـ (قلت) التحقيق ان الحديث صحيح (9)(سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن ابي هريرة الخ (تخريجه)(م مذ)(باب)(10)(سنده) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أنا يونس وحميد عن الحسن عن

ص: 83

رفيق (1) يحب الرفق ويعطى على الرفق (2) ما لا يعطى على العنف (3)(عن علي بن أبي طالب)(4) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن جرير بن عبد الله)(5) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير (6)(عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه)(7) قال قلت لعائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدو؟ (8) قالت نعم كان يبدو إلى هذه التلاع (9) فأراد البداوة مرة فأرسل الى نعم من ابل الصدقة فأعطاني منها ناقة محرمة (10) ثم قال لي يا عائشة عليك بتقوى الله عز وجل والرفق فإن الرفق لم يك شيء قط إلا زانه ولم ينزع من شيء إلا شأنه (عن عائشة)(11) رضي الله عنها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق

عبد الله بن مغفل الخ (غريبه)(1) الرفق ضد العنف وهو العطف وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وايسرها فمعنى (إن الله عز وجل رفيق) أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر كما قال في كتابه العزيز فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم (يحب للرفق) بكسر الراء المشددة لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل أي يحب أي يرفق بعضكم ببعض (2) أي في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وغيرها وفي الآخرة من الثواب الجزيل (3) بضم المهملة الشدة والمشقة وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله (تخريجه)(د) والبخاري في الأدب المفرد وسكت عنه أبو داود والمنذري واخرج مثله مسلم من حديث عمرة عن عائشة (4)(سنده) حدثنا علي بن بحر حدثنا عبد الله بن ابراهيم بن عمر بن كيسان قال اني سمعته يحدث عن عبد الله بن وهب عن أبي خليفة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز عل) وابو خليفة لم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات (5)(سنده) حدثنا يحيى عن محمد بن اسماعيل ثنا عبد الرحمن بن هلال العبسي قال قال جرير بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير (6) زاد أبو داود (كله) يعني يحرم الخير كله (تخريجه)(م د جه) ولفظ مسلم من حرم الرفق حرم الخير (7)(سنده) حدثنا ابن نمير حدثنا شريك عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه الخ (غريبه)(8) أي يخرج إلى البدو وجاء في حديث آخر (كان صلى الله عليه وسلم إذا اهتم بشيء بدا) أي خرج إلى البدو يشبه أن يكون يفعل ذلك ليبعد عن الناس ويخلو بنفسه (9) التلاع مسايل الماء من علو إلى أسفل واحدها تلعة وقيل هو من الاضداد تقع على ما انحدر من الارض واشرف منها (10) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء مفتوحة (قال الخطابي) هي التي قد امتنعت عن ركوبها لم تذلل ولم ترض ومن هذا قولهم اعرابى محرم إذا كان أول ما يدخل المضر ولم يخالط الناس ولم يجالسهم اهـ (قلت) زاد أبو داود في رواية أخرى (محرمة يعني لم تركب)(تخريجه)(د) واخرجه مسلم بلفظ ان الرفق لا يكون في شيء الخ ثم زاد في رواية أخرى عن المقدام بن شريح أيضا عن أبيه ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق ثم ذكر مثله وروى البزار عن عائشة قالت أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة سوداء كأنها فحمة ضعيفة لم تخطم فمسحها ثم دعا لي عليها بالبركة ثم قال يا عائشة ادبي وارفقي وفي رواية فجعلت اضربها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه البزار باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح (11)(سنده) حدثنا هيثم بن خارجة قال ثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ

ص: 84

(وعنها أيضا)(1) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فشق عليه (باب الترغيب في الرفق بالحيوان)(عن سهل بن معاذ عن ابيه)(2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة (3) ودعوها سالمة (4) ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق (5) فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكر الله تبارك وتعالى منه (عن سوادة بن الربيع)(6) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود (7) ثم قال إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم (8) ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يعبطوا (9) بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا (عن ضرار بن الأزور)(10) قال اهدينا لرسول الله لقحة (11)(وفي رواية بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أن أحلها) قال فحلبها قال فلما

(تخريجه)(هب) والبخاري في التاريخ وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا وكيع قال ثنا معاوية بن ابي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة الخ (تخريجه)(م) بلفظ اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به (باب)(2)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل ابن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ ورواه الامام أحمد أيضا من طريق ثان عن حجاج (ومن طريق ثالث) عن ابي الوليد الطيالسي كلاهما قال ثنا ليث بن سعد عن يزيد عن أبي حبيب عن ابن معاذ بن أنس عن أبيه الحديث (غريبه)(3) أي خالصة عن الكد والاتعاب (4) اي اتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها (5) أي لا تجلسوا على ظهورها ليتحدث كل منكم مع صاحبه وهي موقوفة كجلوسكم على الكراسي للتحدث والمنهي عنه الوقوف الطويل بغير حاجة فيجوز حال القتال والوقوف بعرفة ونحو ذلك وعلل النهي عن ذلك بقوله (فرب) دابة (مركوبة خير من راكبها) عند الله (واكثر ذكر الله تبارك وتعالى وفيه أن الدواب منها ما هو صالح ومنها ما هو طالح وانها تذكر الله تعالى (وان من شيء إلا يسبح بحمده) وأن بعضها أفضل من بعض الآدميين ولا ينافيه (ولقد كرمنا بني آدم) لأنه في الجنس (تخريجه)(طب عل ك) وأورده الهيثمي وقال أحد اسانيد احمد رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الثانية والثالثة المذكورتين آنفا في الشرح (6)(سنده) حدثنا أبو النضر قال ثنا المرجي ابن رجاء اليشكري قال حدثني مسلم بن عبد الرحمن قال سمعت سوادة بن الربيع قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(7) الذود من الابل ما بين الخمس إلى التسع (8) بكسر الراء جمع ربع وهو ما ولد من الابل في الربيع وقيل ما ولد أول النتاج واحسان غذائها ان لا يستقصى حلب امهاتها ابقاءا عليها (نه)(9) أي لا يشددوا الحلب فيعقروها ويدموها بالعصر من العبيط وهو الدم الطرى لا يستقصوا حلبها حتى يخرج الدم بعد اللبن (نه)(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا أعمالهم ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يخدشو بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا وفيه مرجي بن رجاء وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه بن معين وغيره وبقية رجال أحمد ثقات (10)(سنده) حدثنا اسود بن عامر ثنا زهير عن الأعمش عن يعقوب بن بجير رجل من الحي قال سمعت ضرار ابن الأزور قال اهدينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(11) اللقحة بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد

ص: 85

أخذت لأجهدها قال لا تفعل دع داعى اللبن (1)(وعنه من طريق ثان)(2) أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحلب فقال دع داعى اللبن (عن عائشة)(3) رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البادية إلى ابل الصدقة فأعطى نساءه بعيرا غيرى فقلت يا رسول الله اعطيتهن بعيرا بعيرا غيرى فأعطاني بعيرا آدد (4) صعبا لم يركب عليه (وفي رواية أخرى فجعلت اضر به) فقال يا عائشة ارفقي به فإن الرفق لا يخالط شيئا إلا زانه ولا يفارق شيئا إلا شانه (عن عبد الله بن زياد)(5) عن ابني بسر السلميين قال دخلت عليهما فقلت يرحكما الله الرجل منا يركب دابته فيضربها بالسوط ويكفحها باللجام هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؟ قال ما سمعنا في ذلك شيئا فإذا امرأة قد نادت من جوف البيت أيها السائل إن الله عز وجل يقول (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحه الا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء) فقال هذه اختنا وهي اكبر منا وقد ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن جابر بن عبد الله)(6) قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا قد وسم (7) في وجهه فقال لعن الله من فعل هذا (عن سراقة بن مالك بن جعشم)(8) أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه قال فطفقت اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أذكر ما اسأله عنه فقال اذكره قال وكان مما سألته عنه أن قلت يا رسول الله الضالة (وفي رواية الضالة من الإبل) تغشى حياضى (9) وقد ملأتها ماء لإبلي فهل لي من أجر أن اسقيها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم في سقي كل كبد (10)

بالنتاج والجمع لقح وقد لقحت لقحا ولقاحا وناقة لقوح إذا كانت غزيرة اللبن واللقاح ذوات الألبان الواحدة لقوح (1) أي ابق في الضرع باقيا يدعوا ما فوقه من اللبن فينزله ولا تستوعبه فإنه إذا استقصى ابطأ الدر (2)(سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار بن الأزور أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(حب مي ك) والبخاري في التاريخ وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد احدها رجاله ثقات اهـ (قلت) اصحها الطريق الثانية والله أعلم (2)(سنده) حدثنا حسين قال ثنا اسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(4) بمد الهمزة أي قويا يهدر (تخريجه)(م) وغيره (5)(عن عبد الله بن زياد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في (باب وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الآية) من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 126 رقم 267 (6)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن ابي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(7) اصله من السمة وهي العلامة بنحوكى فيحرم وسم الآدمي وكذا غيره في وجهه على الأصح ويجوز في غيره قال النووي وأما الوسم في الوجه فمنهي عنه بالاجماع وأما وسم غير الوجه من غير الآدمي فجائز على خلاف عندنا لكن يستحب في نعم الزكاة والجزية ولا يستحب في غيرها ولا ينهى عنه انتهى باختصار (تخريجه)(ق د) والترمذي عن جابر ايضا بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم في الوجه والضرب وقال هذا حديث حسن صحيح (8)(سنده) حدثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح وحدث ابن شهاب ان عبد الرحمن بن مالك أخبره أن أباه أخبره ان سراقة بن جعشم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(9) أي تنزلها (10) أي في سقى كل ذات كبد (وقوله

ص: 86

حرًا أجر الله عز وجل (عن عبد الرحمن بن عبد الله)(1) قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فانطلق انسان إلى غيضة (2) فأخرج بيض حمرة فجاءت الحمرة (3) ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورءوس أصحابه فقال أيكم فجع هذه؟ فقال رجل من القوم أنا اصبت لها بيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردده (وعنه في أخرى) رده رحمة لها (عن أبي هريرة)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يمشي وهو بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني فنزل البئر فملأ خفيه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى به فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لأجرا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد رطبة أجر (وعنه أيضا)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة بغيا (6) رأت كلبا في يوم حار يطيف (7) ببئر قد أدلع لسانه (8) من العطش فنزعت موقها (9) فغفر لها (وعنه أيضا)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة (11) النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها

حرا) بألف مقصورة (قال في النهاية) الحرا فعل من الحر وهي تأنيث حران وهما للمبالغة يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش والمعنى أن في سقى كل شيء غلبه العطش أجر وقيل أراد بالكبد الحرا حياة صاحبها لأنه إنما يكون كبده حرا إذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان أجر (تخريجه)(جه حب) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه فيه محمد بن اسحاق وهو مدلس اهـ (قلت) محمد بن اسحاق لم يأت في هذه الرواية عند الامام أحمد وجاء في رواية أخرى للامام أحمد مختصرة كما جاء في ابن ماجه وسند الرواية الأولى عند الامام أحمد صحيح (1)(سنده) حدثنا ابو قطن حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه)(2) الغيضة بفتح الغين المعجمة وسكون الياء التحتية الشجر الملتف أي المتصل بعضه ببعض (3) الحمرة بضم الحاء المهملة وتشديد الميم مفتوحة ويجوز تخفيفها طائر صغير كالعصفور (نه)(تخريجه) الحديث اسناده صحيح لكنه مرسل لم يذكر فيه عن ابن مسعود ورواه أبو داود مطولا عن طريق أبي اسحاق الفزاري عن أبي اسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه (قال المنذري) ذكر البخاري وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي أن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه وصحح الترمذي حديث عبد الرحمن عن أبيه في جامعه وعلى هذا فاسناد أبي داود صحيح متصل ورواه أيضا أبو داود الطيالسي قال حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث واسناده صحيح متصل (4)(سنده) حدثنا اسحاق اخبرني مالك عن سمي عن ابي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(ق د) وغيرهم (5)(سنده) حدثنا يزيد انا هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) أي زانية والبغاء بالمد هو الزنا (7) بضم أوله وكسر ثانيه اي يطوف ويدور حول البئر (8) أي اخرجه (9) الموق الخف فارسي معرب (تخريجه)(م وغيره)(10)(سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد وابن نمير قال حدثنا محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(11) لم يذكر اسمها في كل الروايات (قال القرطبي) هل كانت كافرة أو مسلمة كل محتمل (قلت) يؤيد كونها كافرة ما سيأتي في الحديث التالي ففيه التصريح بذلك

ص: 87

ولم ترسلها فتأكل من خشاش (1) الأرض (حدثنا عبد الله)(2) حدثني ابي ثنا سليمان بن داود يعني الطيالسي (3) ثنا أبو عامر الخزاعي عن سيار عن الشعبي عن علقمة قال كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت أنت الذي تحدث ان امرأة عذبت في هرة أنها ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها؟ فقال سمعته منه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله (4) كذا قال أبي فقالت هل تدري ما كانت المرأة؟ ان المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وان المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث (5)(باب الترغيب في الرحمة بخلق الله تعالى وثواب فاعلها ووعيد من لم يرحم)(عن معاوية بن قرة عن أبيه)(6) ان رجلا قال يا رسول الله اني لأذبح الشاة واني ارحمها أو قال اني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال والشاة ان رحمتها رحمك الله (عن جرير)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له (عن عمرو بن شعيب)(8) عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا (9) من لم يرحم صغيرنا (10) ويعرف حق كبيرنا (عن ابي سعيد)(11) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من لا يرحم الناس لا يرحمه الله (عن ابي اسحاق)(12) قال كان جرير

(وقوله في هرة) أي من جراء هرة كما صرح بذلك في بعض روايات مسلم اي بسببها (1) بفتح الخاء المعجمة أشهر من كسرها وضمها كما في الديباج وغيره أي حشرات الأرض وهوامها (تخريجه)(ق جه)(2)(حدثنا عبد الله الخ)(قلت) عبد الله هو ابن الامام احمد رحمهما الله (غريبه)(3) هو صاحب المسند ومن مشايخ الامام أحمد (4) يعني عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله (5) لا لوم على أبي هريرة في ذلك لأنه حدث بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيما سمع تعيين دين المرأة ولعل عائشة سمعت التعيين من النبي صلى الله عليه وسلم ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والله أعلم (تخريجه)(طل) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب)(6)(سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم ثنا زياد بن مخراق ثنا معاوية بن قرة عن أبيه الخ (قلت) أبوه هو قرة بن اياس المزنى صحابي رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) كلهم من غير شك قالوا قال يا رسول الله اني لأذبح الشاة فأرحمها وله الفاظ كثيرة ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا أبو احمد ثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن ابيه عن جرير (يعني ابن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد قال حدثنا يحيى عن اسماعيل ثنا قيس ثنا جرير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل (تخريجه)(ق مذ)(8)(سنده) حدثنا اسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه)(9) أي ليس على سنتنا أو ليس من أهل الكمال منا (10) رحمة الصغير اعطاؤه حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه (ويعرف حق كبيرنا) معناه أن يعطي الكبير ما يستحقه من التعظيم والتبجيل والتوقير (تخريجه)(د مذ ك) قال في الرياض حديث صحيح وقال الحاكم على شرط مالك وأقره الذهبي وقال العراقي سنده حسن وأخرجه أيضا البخاري في الأدب المفرد (11)(سنده) حدثنا معاوية ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن ابي سعيد (يعني الخدري) الخ (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث غريب من هذا الوجه (12)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة

ص: 88

ابن عبد الله البجلى في بعث بأرمينية (1) قال فأصابتهم مخمصة أو مجاعة قال فكتب جرير إلى معاوية اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل قال فأرسل اليه فأتاه فقال انت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال فأففلهم (2) ومتعهم قال ابو اسحاق وكان أبي في ذلك الجيش فجا بقطيفة مما متعه معاوية (عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(3) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على منبره يقول ارحموا ترحموا واغفروا يغفرالله لكم ويل لأقماع (4) القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلو وهم يعلمون (عن أبي هريرة)(5) قال سمعت الصادق المصدوق أبا القاسم صاحب الحجرة صلى الله عليه وسلم يقول لا تنزع الرحمة إلا من شقى (وعنه أيضا)(6) قال دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا فقال له لا تقبله يا رسول الله لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم (عن عائشة رضي الله عنها (7) قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله أتقبل الصبيان؟ فوالله ما نقبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك (8) أن الله عز وجل نزع من

قال سمعت أبا اسحاق قال كان جرير بن عبد الله في بعث الخ (غريبه)(1) قال ياقوت في معجمه أرمينية بكسر أوله وبفتح وسكون ثانية وكسر الميم وياء ساكنه وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة اسم لصقيع عظيم واسع في جهة الشمال (يعني بلاد الروم)(2) اي أمرهم بالرجوع إلى بلادهم (ومتعهم) أي أعطاهم ما تمتعوا به من نفقة وكسوة (تخريجه)(ق مذ)(3)(سنده) حدثنا حسن بن موسى الأشيب حدثنا جرير يعني ابن عثمان الرحبي عن حبان بن زيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبه)(4) الاقماع بفتح الهمزة جمع قمع بكسر القاف وفتح الميم وتسكن الاناء الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع شبه استماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعى شيئا مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجتازا كما يمر الشراب في القمع كذلك (قال الزمخشري) من المجاز ويل لأقماع القول وهم الذين يستمعون ولا يعون (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبان بن زيد الشرعي ووثقه ابن حبان ورواه الطبراني كذلك اهـ (قلت) ورواه أيضا البخاري في الأدب المفرد والخطيب في تاريخ بغداد وعزاه السيوطي للبيهقي في الشعب (5)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن أبي عثمان عن أبي هريرة الخ (وفي آخر الحديث) قال شعبة كتب به إلي وقرأته عليه يعني منصورا (تخريجه)(د مذ حب طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي ورواه البخاري في الأدب المفرد قال ابن الجوزي في شرح الشهاب واسناده صالح ورواه عنه أيضا البيهقي قال في المهذب واسناده صالح (6)(سنده) أخبرنا هشيم عن الزهري عن سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(ق د مذ) وفي روايتهم جميعا الأقرع بن حابس بدل عيينة بن حصن وكلاهما من المؤلفة قلوبهم وكلاهما له عشرة من الولد ورجح العلماء رواية الشيخين ومن وافقهما (7)(سنده) حدثنا ابن نمير ثنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(8) جاء عند البخاري بلفظ (أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) قال الحافظ هو بفتح الواو والهمزة الأولى للاستفهام للاستفهام الانكاري ومعناه النفي أي لا أملك أي لا أقدر أن أجعل الرحمة في قلبك بعد أن نزعها الله منه ووقع عند مسلم بحذف الاستفهام وهي مرادة وعند الإسماعيلي

ص: 89

قلبك الرحمة (عن خالد بن حكيم بن حزام)(1) قال تناول أبو عبيدة رجلا بشيء فنهاه خالد بن الوليد رضي الله عنه فقالوا أغضبت الأمير فأتاه فقال اني لم ارد أن اغضبك ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اشد الناس عذابا (2) يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا (عن عروة بن الزبير)(3) عن هشام بن حكيم بن حزام أنه مر بأناس من أهل الذمة قد أقيموا في الشمس بالشام فقال ما هؤلاء؟ قالوا بقى عليهم شيء من الخراج فقال اني اشهد اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس قال وأمير الناس يومئذ عمير بن سعد على فلسطين قال فدخل عليه فحدثه فخلى سبيلهم (باب الترغيب في الحياء وأنه لا يأتي إلا بخير)(عن عبد الله بن مسعود)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ذات يوم استحيوا من الله عز وجل حق الحياء قال قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال ليس ذلك (5) ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الراس (6) وما حوى والبطن وما وعى (7) وليذكر الموت والبيلي ومن اراد الآخرة (8) ترك زينة الدنيا (9) فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء (10)(عن أبي هريرة)(11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء شعبة من الإيمان (وعنه أيضا)(12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وما أملك وله في أخرى ما ذنبي إن كان الخ اهـ (تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا سفيان بن عيينه عن عمرو بن دينار عن ابن ابي نجيح عن خالد بن حكيم بن حزام الخ (غريبه)(2) أي من اشد الناس عذابا (تخريجه)(حب) وسنده صحيح ورجاله ثقات وصححه الحافظ للسيوطي (3)(سنده) حدثنا وكيع ثنا هشام بن عروة عن أبيه (يعني عروة بن الزبير) عن هشام بن حكيم الخ (تخريجه)(ك) وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين باب (4)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا ابان بن اسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه)(5) قال البيضاوي ليس حق الحياء من الله ما تحسبونه بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه عما لايرضاه من فعل وقول (6) أي رأسه (وما حوى) أي جمعه من الحواس الظاهرة والباطنة كالسمع والبصر واللسان ونحو ذلك حتى لا يستعملها إلا فيما يحل (7) اي وما جمعه الجوف باتصاله به من القلب والفرج واليدين والرجلين فإن هذه الاعضاء متصلة بالجوف فلا يستعمل منها شيئا في معصية الله عز وجل (8) أي الفوز بنعيمها (9) أي لأن الآخرة خلقت لحظوظ الأرواح وقرة عين الإنسان والدنيا خلقت لمرافق النفوس وهما ضرتان إذا أرضيت احداهما غضبت الأخرى فمن أراد الله تعالى فليرفض جميع ما سواه استحياءا منه بحيث لا يرى إلا اياه (10) قال الطيبي المشار إليه بقوله ذلك جميع مامر فمن اهمل من ذلك شيئا لم يخرج من عهدة الاستحياء (تخريجه)(مذ ك هب) وأورده المنذري وقال رواه الترمذي وقال هذا حديث انما نعرفه من هذا الوجه من حديث ابان بن اسحاق عن الصباح بن محمد قال أعني المنذري وابان فيه مقال والصباح مختلف فيه وتكلم فيه لرفعه هذا الحديث وقالوا الصواب عن ابن مسعود موقوف والترمذي قال لا يعرف إلا من هذا الوجه اهـ (قلت) الجمهور على توثيق ابان وتضعيف الصباح (11)(عن ابي هريرة الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب شعب الايمان من كتاب الايمان في الجزء الأول صحيفة 82 رقم 27 فارجع إليه (12)(سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد عن

ص: 90

الحياء من الإيمان (1) والإيمان في الجنة (2) والبذاء من الجفاء (3) والجفاء في النار (4)(عن أنس بن مالك)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه (عن يعلى بن أمية)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب الحياء والستر (عن عمران بن حصين)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله (عن سالم عن أبيه)(8) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال الحياء من الإيمان (عن أبي أمامة الباهلي)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء والعي (10) شعبتان من الإيمان (11) والبذاء والبيان شعبتان من النفاق (12)(عن قتادة)(13) قال سمعت ابا السوار (14) العدوي يحدث أنه سمع عمران

أبي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) قال الزمخشري جعل كالبعض منه لمناسبته له في أنه يمنع من المعاصي كما يمنع الايمان اهـ (2) اي يوصل إليها والبذاء بذال معجمة ومد الفحش في القول (3) بالمد أي الطرد والأعراض وترك الصلة والبر (4) يفسره قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر وهل يكب الناس في النار الا حصائد السنتهم (فائدة) سئل بعضهم هل يكون الحياء من الايمان مقيدا أو مطلقا؟ فقال مقيد بترك الحياء في المذموم شرعا وإلا فعدمه مطلوب في النصح ولأمر والنهي الشرعي فتركه في هذه الأشياء من النعوت الإلهية (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما) والله لا يستحي من الحق (تخريجه)(مذ ك حب هب) وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح (5)(سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن ثابت عن أنس الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب (6)(سنده) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن يعلى بن أمية الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده جيد (7) حدثنا يحيى بن سعيد عن خالد بن رباح قال سمعت ابا السوار قال سمعت عمران بن حصين قال (تخريجه)(م د) وفي رواية عند البخاري ومسلم بلفظ الحياء لا يأتي إلا بخير (8)(سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه (يعني عبد الله بن عمر) انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (ق والأربعة)(9)(سنده) حدثنا حسين بن محمد وغيره قالا ثنا محمد بن مطرف عن حسان ابن عطية عن أبي امامة الباهلي الخ (غريبه)(10) العي بكسر العين المهملة وتشديد الياء التحتية معناه العجز وبابه تعب يقال عيي بالأمر وحجته يعيا عيا عجز عنه قد يدعم الماضي فيقال عيي * لرجل عيى والمراد هو سكون اللسان تحرزا عن الوقوع في البهتان لا عيى القلب ولا عيى العمل ولا عيى اللسان لخلل (11) أي اثران من آثاره بمعنى أن المؤمن يحمله الإيمان على الحياء فيترك القبائح حياءا من الله ويمنعه من الاجتراء على الكلام شفقا من عثر اللسان والوقيعة في البهتان (والبذاء) بفتح الموحدة هو ضد الحياء وقيل فحش الكلام (والبيان) أي فصاحة اللسان والمراد به هنا ما يكون فيه اثم من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حق (12) يعني انهما خصلتان منشأهما النفاق والبيان المذكور هو التعمق في المنطق والتفاصح واظهار التقدم فيه على الغير تيها وعجبا كما تقرر (تخريجه)(مذ ك) وحسنه الترمذي والحافظ العراقي في أماليه وقال الذهبي صحيح (13)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة الخ (غريبه)(14) بوزن عمار

ص: 91

ابن حصين الخزاعي (1) يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحياء لا يأتي إلا بخير فقال بشير (2) ابن كعب مكتوب في الحكمة (3) أن منه وقارا (4) ومنه سكينة (5) فقال عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحفك (عن حميد بن هلال)(6) عن بشير بن كعب عن عمران ابن حصين قال قال صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله فقال بشير فقلت إن منه ضعفا وان منه عجزا (7) فقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيئني بالمعاريض (8) لا أحدثك بحديث ما عرفتك فقالوا يا ابا نجيد إن طيب الهوى (9) وإنه وإنه فلم يزالوا به حتى سكن وحدث (باب الترغيب في الصدق والأمانة)(عن عبد الله)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا (عن عبد الله بن عمرو)(11) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما عمل الجنة؟ قال الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة قالوا يا رسول الله ما عمل النار؟ قال الكذب إذا كذب فجر وإذا فجر كفر وإذا

ابن حريث مصغرا (1) كنيته أبو نجيد صحابي أسلم مع أبي هريرة رضي الله عنهما (2) بضم الموحدة وفتح المعجمة مصغرا العدوي البصري التابعي الجليل (3) قال في الكواكب الحكمة هي العلم الذي يبحث فيه عن أحوال حقائق الموجودات وقيل العلم المتقن الوافي (4) أي حلما ورزانة (5) أي دعة وسكونا وفي رواية لمسلم إن منه سكينة ووقارا لله ومنه ضعف (قال الحافظ) وهذه الزيادة متعبة ولأجلها غضب عمران اهـ وقال في الكواكب انما غضب لأن الحجة انما هي سنة انما هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فيما يروى عن كتب الحكمة لأنه لا يدري ما في حقيقتها ولا يعرف صدقها وقال القرطبي انما انكر عليه من حيث أنه ساقه في معرض من يعارض كلام النبوة بكلام غيره وقيل لكونه خاف أن يخلط السنة بغيرها وإلا فليس في ذكر السكينة والوقار ما ينافي كونه خيرا (6)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا ابو عوانة عن حميد بن هلال الخ (7) معناه أنه قد يستحي أنه يواجه بالحق من يستحييه فيدع أمره بمعروف ونهيه عن منكر وقد يحمله على اخلاله ببعض الحقوق وغير ذلك مما يعرف عادة (والجواب عن ذلك) ان هذا المانع ليس من الحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما يطلق عليه أهل العرف حياء مجازا أما الحياء الحقيقي فهو خلق يبعث على ترك قبيح ويمنع من التقصير في حق كل ذي حق (8) جاء عند مسلم وأبي داود فغضب عمران حتى احمرت عيناه قال النووي واما انكار عمران رضي الله عنه فلكونه قال منه ضعف بعد سماعه قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه خير كله (ومعنى قوله وتجيئني بالعاريض) اي تأتي بكلام في مقابلته وتعترض مما يخالفه (9) جاء عند مسلم أنه منايا أبا نجيد أنه لا بأس به ومعنى طيب الهوى أي طيب القلب لا يقصد سوءا (قال النووي) وقولهم انه منا لا بأس به معناه ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة وغيرها مما يخالف به أهل الاستقامة والله أعلم (تخريجه)(ق د)(باب)(10)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق مذ) والبخاري في الأدب المفرد (11)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الخيلى عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) أن رجلا الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد

ص: 92

كفر دخل يعني النار (عن علقمة بن عبد الله المزني)(1) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت (حدثنا محمد بن أبي عدي)(2) عن حميد عن رجل من أهل مكه يقال له يوسف قال كنت أنا ورجل من قريش نلي مال أيتام قال وكان رجل قد ذهب عني بألف درهم قال فوقعت له في يدي الف درهم قال فقلت للقرشي أن قد ذهب لي بألف درهم وقد اصبت له ألف درهم قال فقال القرشي حدثني أبي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اد (3) الأمانة من ائتمنك (4) ولا تخن من خانك (عن أبي الدرداء)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة (6) وان لم يستكتمه (باب الترغيب في شكر المنعم والمكافأة على المعروف)

وفيه ابن لهيعة واورده كذلك المنذري وقال رواه احمد من رواية ابن لهيعة اهـ (قلت) ابن لهيعة صرح بالتحديث فحديثه حسن كما تقدم غير مرة (1)(عن علقمة بن عبد الله المزني الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وتخريجه في باب الترغيب في الاحسان إلى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 72 (2)(حدثنا محمد بن أبي عدي الخ)(غريبه)(3) من الأداء وجوبا قال الراغب هو دفع ما يحق دفعه وتأديته (والأمانة) هي كل حق لزمك اذاؤه وحفظه قال القرطبي والأمانة تشمل اعدادا كثيرة لكن امهاتها الوديعة واللقطة والرهن والعارية (قال القاضي عياض) وحفظ الامانة اثر كمال الايمان فإذا نقص الايمان نقصت الأمانة في الناس وإذا زاد زادت (4) هذا لا مفهوم له بل غالبي والخاينة التفريط في الأمانة قال الحراني ولائتمان طلب الأمانة وهو ايداع الشيء لحفظه حتى يعاد إلى المؤتمن ولما كانت النفوس نزاعة إلى الخيانة رواغة عند مضايق الأمانة وربمان تأولت جوازها مع من يلتزمها أعقبة بقوله (ولا نحن من خانك) أي لا تعامله بمعاملته ولا تقابل خيانته بخيانتك فتكون مثله وليس منها ما يأخذه من مال من جحده حقه إذ لا تعدى فيه أو المراد إذا خانك صاحبك فلا تقابله بجزاء خيانته وان كان حسنا بل قابله بالأحسن الذي هو العفو وادفع بالتي هو احسن وهذا كما قاله أحسن (قال ابن العربي) وهذه مسألة متكررة على السنة الفقهاء ولهم فيها أقوال (الأول) لا تخن من خانك مطلقا (الثاني) خن من خانك قال الشافعي (الثالث) ان كان مما ائتمنك عليه من خانك فلا تخنه وان كان ليس في يدك فخذ حقك منه قاله مالك (الرابع) ان كان من جنس حقك فخذه وإلا فلا قاله أبو حنيفة قال والصحيح منها جواز الاعتداء بأن تأخذ مثل مالك من جنسه أو غير جنسه إذا عدلت لأن ماللحاكم فعله إذا قدرت تفعله إذا اضطررت (تخريجه) لم يذكر في هذا الحديث اسم الصحابي واريه وجهالة الصحابي لا تضر في سنده من لا يعرف ورواه (د مذ) والبخاري في التاريخ عن أبي هريرة وقال الترمذي حسن غريب ورواه أيضا الطبراني في الكبير والصغير باللفظ المذكور عن أنس قال الهيثمي رجاله ثقات وللحديث طرق كثيرة غير ما تقدم ولكنها لا تخلوا من مقال وبكثرة طرقه يتقوى (5)(سنده) حدثنا أبو معاوية قال ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عميرعن أبي الدرداء الخ (غريبه)(6) أي إذا فهم السامع من المحدث أنه لا يشتهي أن يذكر عنه هذا الحديث فهو أمانة لا ينبغي أنه يذكره لأحد وان لم يأمره المحدث بالكتمان (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده عبيد الله بن الوليد الوصافي

ص: 93

(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يوم القيامة يا ابن آدم حملتك على الخيل والابل وزوجتك النساء وجعلتك تربع (2) وترأس فأين شكر ذلك (عن المغيرة ابن شعبة)(3) قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) حتى تورمت قدماه فقيل يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك قال أولا أكون عبدا شكورا (عن أبي هريرة)(5) رفعه قال ان الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده (6)(وعنه أيضا)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعم الشاكر كالصائم الصابر (عن أبي هريرة)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل (عن أبي سعيد الخدري)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن الأشعث بن قيس)(10) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثله

ضعيف (1)(سنده) حدثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد قال عفان في حديثه قال انا اسحاق بن عبد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) بفتح أوله وسكون ثانيه ثم موحدة مفتوحة أي تأخذ ربع الغنيمة يقال ربعت القوم أربعهم إذا أخذت ربع أموالهم يريد ألم أجعلك رئيسا مطاعا لأن الملك كان يأخذ الربع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه ويسمى ذلك الربع الرباع (نه)(وترأس) بوزن تربع أي جعلتك رئيسا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (3)(سنده) حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة سمع المغيرة بن شعبة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(4) يعني في صلاة الليل (تخريجه)(ق نس مذ جه) وتقدم نحوه عن المغيرة أيضا وعائشة في باب فضل صلاة الليل من كتاب الصلاة في الجزء الرابع صحيفة 237 و 238 رقم 1005 و 1006 بشرحهما وتخريجهما (5)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن ابن موهب عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(6) معناه يرى مزيد الشكر لله عز وجل بالأعمال الصالحة واجتناب ضدها قال تعالى (وأحسن كما أحسن الله اليك)(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه يحيى بن عبد الله بن موهب وهو ضعيف اهـ (قلت) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بلفظ حديث الباب من حديث عبد الله بن عمرو وعزاه للترمذي والحاكم قال المناوى وحسنه الترمذي قال وفي الباب عمران بن الحصين وأبو هريرة وجابر وأبو الاحوص وأبو سعيد وغيرهم (7)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن رجل من بني غفار أنه سمع سعيد المقبري يحدث عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(مذ جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال العراقي علقه البخاري وأسنده الترمذي وغيره اهـ (قلت) وفي اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات وتقدم مثله مشروحا مخرجا من حديث سنان بن سنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في باب الترغيب في اكرام الضيف من هذا الجزء ص 59 رقم 86 فارجع اليه (8)(سنده) حدثنا عبد الواحد (يعني ابن واصل الحداد) ثنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(د مذ حب طل هق) وصححه الترمذي (9)(سنده) حدثنا المطلب بن زياد ثنا ابن ابي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يشكر الناس لم يشكر الله (تخريجه)(مذ) والضياء المقدسي في المختارة وحسنة الترمذي والهيثمي (10)(سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلم بن عبد الرحمن عن زياد بن كليب عن الأشعث بن قيس

ص: 94

(عن النعمان بن بشير)(1) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد أو على هذا المنبر من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب قال فقال أبو أمامة الباهلي عليكم بالسواد الأعظم (2) قال فقال رجل ما السواد الأعظم فقال أبو أمامة هذه الآية في سورة النور (فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم)(عن عائشة رضي الله عنها (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى إليه (4) معروف فليكافئ به ومن لم يستطع فليذكره (5) فمن ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم ينل (6) فهو كلابس ثوبي زور

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا بهز ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس (تخريجه) أورده الهيثمي بطريقيه وقال رواه كله أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات (قلت) وكذلك قال المنذري (1)(سنده) حدثنا يحيى بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ثنا ابو وكيع (يعني الجراح بن مليح) عن أبي عبد الرحمن عن الشعبي عن النعمان بن بشير الخ (ورواه) أيضا عبد الله بن الامام أحمد كرواية أبيه بسنده ولفظه إلا أنه قال حدثنا يحيى بن عبد ربه مولى بني هاشم يدل قول أبيه حدثنا يحيى بن عبد الرحمن وذكره الحسيني في تعجيل المنفعة فقال يحيى بن عبد الله ويقال ابن عبد ربه البغدادي أبو محمد مولى بني هاشم (وتعقبه الحافظ) في تعجيل المنفعة فقال كذا وقع في خط الحسيني عبد ربه بالراء بعدها موحدة وزاد فيها تارة هاء وتارة حذفها وهو غلط والصواب عبد وبه بوزن را هويه وكذا هو في ميزان الذهبي قال وأثنى عليه أحمد وامر ابنه عبد الله بالأخذ عنه حيث منعه من الأخذ عن علي ابن الجعد قال روى عنه جعفر بن نزال اهـ قال الحافظ وفي ثقات ابن حبان محيى بن عبدويه شيخ يروى عن قيس بن الربيع روى عنه مجمد بن يحيى بن كثير فاظنه هو فإنه من هذه الطبقة وقد ذكر الحسيني في اكماله ان يحيى هذا يروى عن قيس بن الربيع اهـ (غريبه)(2) يعني الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم واهتدوا بهديه واشار أبو أمامة إلى هذه الآية في سورة النور وهي قوله تعالى (فان تتولوا) يعني عن طاعة الله ورسوله (فانما عليه ما حمل) يعني على الرسول ما كلف وأمر به في تبليغ الرسالة (وعليكم ما حملتم) في الاجابة والطاعة وقد اطاعه واتبعه السواد الأعظم من الناس ولم يتخل عنه إلا المنافقون واليهود وهم قليلون بالنسبة لمن اتبعه ففي اتباعه كل خير وفي التخلي عنه كل شر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم اعرفه وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) وكذلك رواه الامام احمد نفسه وهو ما ثبت في المتن وأورده أيضا الحافظ المنذري وقال رواه عبد الله بن أحمد في زوائده باسناد لا بأس به ورواه ابن ابي الدنيا في كتابه اصطناع المعروف باختصار (3)(سنده) حدثنا سكن بن نافع قال ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبه)(4) أتى بضم الهمزة وكسر التاء مبني للمجهول أي من ناله معروف من أحد فليكافئ صحاب المعروف بمثله قيل هو في الهدية وقيل السلام (5) أي يثني عليه كما جاء في رواية أخرى وفي الحديث إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء رواه (مذ طب)(6) أي المتكثر بأكثر مما عنده يفتخر بذلك

ص: 95

(عن أبي أمامة)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يمشي في شدة حر انقطع شسع (2) نعله فجاءه رجل بشسع فوضعه في نعله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) لم تفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب الترغيب في التواضع وفضله)(حدثنا يزيد)(4) انبأنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمرو عن عمر قال لا أعلمه الا رفعه (5) قال يقول الله تبارك وتعالى من تواضع لي هكذا وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض رفعته هكذا وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء (عن أبي سعيد الخدري)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في طيين (7) ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السافلين (8)(عن شريح بن عبيد)(9) قال كان عتبة (10) يقول

كأن يقول عندي كذا من أحسن الملابس وأكلت كذا من أفخر المأكولات كالذي يرى أنه شبعان وليس كذلك ومن فعله فإنما يسخر من نفسه وهو من أفعال ذوى الزور بل هو في نفسه زور أي كذب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد وثق على ضعفه وبقية رجال احمد ثقات (1)(سنده) حدثنا أبو المغيرة حدثنا معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم ابي عبد الرحمن عن أبي أمامة الخ (غريبه)(2) الشسع بكسر المعجمة سكون المهملة أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الاصبعين ويدخل في طرفه في الثقب الذي في صدر العنل المشدود في الزمام والزمام السير الذي يعقد فيه الشسع (3) قال في القاموس (احتمل الصنيعة تقلدها وشكرها) فكأنه بصنعه الجميل كلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لا يستطيع القيام بمكافئته ولو علم ذلك لم يفعله وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم ومبالغة في شكر صانع المعروف وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم (لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في هذا الحديث تحريف من الناسخ في لفظ (لم تفعل) حيث جاء في الأصل (لم يعل) بدل (لم تفعل) وهذا لا معنى له وصححناه من مجمع الزوائد وان كان جاء فيه (لم يفعل) بالياء التحتية بدل التاء الفوقية وهو خطأ أيضا هذا ما ظهر لي في هذا الحديث والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه علي بن يزيد الالهائي وهو ضعيف (باب)(4)(حدثنا يزيد الخ)(غريبه)(5) أي رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طس) ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح وفي اسناد الطبراني سعيد بن سلام العطار وهو كذاب (6)(سنده) حدثنا ثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(7) قيل هو مكان في السماء السابعة تحت العرش وهو كناية عن رفع درجته وشرفه (8) السفل خلاف العلو وهو كناية عن انخفاضه وانحطاطه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (جه حب) في صحيحه كلاهما من طريق دراج عن أبي الهيثم عنه اهـ (قلت) يشير بذلك إلى ضعف الحديث لأنه من رواية دراج عن ابي الهيثم وقد قال أبو داود في دراج حديثه مستقيم إلا عن أبي الهيثم (9)(سنده) حدثنا الحكم بن نافع ثنا اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد الخ (غريبه)(10) هو ابن عبد السلمي أبو الوليد صحابي شهير أول مشاهده قريظه مات سنة سبع

ص: 96

عرباض خير مني وعرباض (1) يقول عقبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسيفه (عن معاذ بن أنس الجهني)(2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من ترك ان يلبس صالح الثياب وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى دعاه الله تبارك وتعالى على رءوس الخلائق حتى يخيره الله تعالى في حلل الايمان ايتهن شاء (عن أبي هريرة)(3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما تواضع أحد إلا رفعه الله عز وجل (باب الترغيب في التوكل)(عن عمر بن الخطاب)(4) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا (5) وتروح بطانا (وعنه من طريق ثان)(6) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم كنتم توكلون (وفي رواية لو أنكم توكلتم) على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ألا ترون انها تغدو خماصا وتروح بطانا (عن عبد الله)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزل به حاجة (8) فأنزلها بالناس كان قمنا (9) من ان لا تسهل حاجته ومن أنزلها بالله آتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل (10)

وثمانين ويقال بعد التسعين وقد قارب المائة رضي الله عنه (1) بكسر العين وسكون الراء بعدها موحدة وآخره معجمة ابن سارية السلمي أبو نجيح كان من أهل الصفة ونزل حمص ومات بعد السبعين (تخريجه) لم أقف على هذا الاثر لغير الامام احمد وسنده حسن (2)(عن معاذ بن أنس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وطوله وتخريجه في باب الترغيب في كظم الغيظ من هذا الجزء صحيفة 79 رقم 20 فارجع إليه (3)(عن ابي هريرة الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وتمامه وتخريجه في باب الترغيب في العفو عن المظالم وفضله رقم 38 صحيفة 83 ورواه مسلم وغيره (باب)(4)(سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن ثنا حيوة اخبرني بكر بن عمرو انه سمع عبد الله بن هبيرة يقول إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع عمر بن الخطاب يقول إنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه)(5) أي تغدو بكرة وهي جياع وتروح عشاءا وهي ممتلئة البطون (6)(سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق انبأنا ابن لهيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة قال سمعت أبا تميم الجيشاني يقول سمعت عمر ابن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(نس مذ جه لك) وقال الترمذي حسن صحيح اهـ (قلت) وصححه ايضا الحاكم واقره الذهبي (ويستفاد منه) أن المؤمن ينبغي أن لا يقصد لرزقه جهة معينة إذ ليس للطائر جهة معينة ومراتب الناس فيه مختلفة وما أحسن ما قال شيخ الاسلام الصابوني (توكل على الرحمن في كل حاجة- أردت فإن الله يقضى ويقدر- متى ما يرد ذو العرش أمرا بعبده- يصيبه وما للعبد ما يتخير- وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه- وينجو بإذن الله من حيث يحذر)(7)(سنده) حدثنا وكيع حدثني بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم عن طارق ابن شهاب عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه)(8) الحاجة الفاقة والفقر (وقوله فأنزلها بالناس) اي عرضها عليهم وسألهم سد خلته (9) أي خليقا وجديرا (10) هكذا جاء في المسند بهذا اللفظ من هذا الطريق وكذلك ذكره الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد وابي داود والحاكم إلا انه قال كما في الطريق الثاني هنا (غنى عاجل) بدل قوله (رزق عاجل) قال شارحه

ص: 97

(وعنه من طريق ثان)(1) قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أصابته فاقة فانزلها بالناس لم تسد فاقته (2) ومن أنزلها بالله عز وجل أوشك الله له بالغنى أما اجل عاجل أو غنى عاجل (عن ابن مسعود)(3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى الأمم بالموسم (4) فراثت عليه أمته قال فاريت أمتي فأعجبني كثرتهم قد ملئوا السهل والجبل فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يكسوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قال عكاشة يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا له ثم قام يعني آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني معهم قال سبقك بها عكاشة (عن أنس بن مالك)(5) قال أهديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه (6) طائرا فلما كان في الغد أتته به فقال لها ألم أنهك أن ترفعي شيئا فإن الله عز وجل يأتي برزق كل غد (عن سلام أبي شرحبيل)(7) قال سمعت حبة (8) وسواء ابني خالد رضي الله عنهما يقولان اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل عملا أو يبني بناءا فأعناه عليه فلما فرغ

المناوي كذا في نسخ هذا الكتاب تبعا لما في جامع الأصول وأكثر نسخ المصابيح والذي في سنن أبي داود والترمذي بموت عاجل أو غنى عاجل وهو كما قال اصح اهـ (قلت) وهو الذي جاء في الطريق الثانية عند الامام احمد كما سيأتي (1)(سنده) حدثنا ابو أحمد الزبيري حدثنا بشير بن سلمان كان ينزل في مسجد المطمورة عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة الخ (2) أي لتركه القادر على حوائج جميع الخلق الذي لا يغلق بابه وقد قال وهب بن منبه لرجل يأتي الملوك ويحك أتأتي من يغلق عنك بابه ويوارى عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ويظهر لك غناه؟ فالعبد عاجز عن جلب مصالحه ودفع مضاره وليس معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل (تخريجه)(د مذ ك) وقال الترمذي حسن صحيح غريب اهـ وصححه الحاكم وأقره الذهبي (3)(سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود الخ (غريبه)(4) أي ليلة الاسراء كما يستفاد ذلك من رواية أخرى (وقوله فراثت) أي أبطأت (هذا) وشرح سائر الحديث تقدم في شرح حديث ابن عباس في باب مالا يجوز من الرقى والتمائم في الجزء السابع عشر صحيفة 185 رقم 144 فارجع إليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد مطولا ومختصرا ورواه أبو يعلى ورجالهما في المطول رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني بالمطول حديثا آخر لابن مسعود لا يختلف معناه عن حديث ابن عباس المشار إليه آنفا وحديث ابن عباس رواه البخاري ومسلم مطولا ومختصرا (5)(سنده) حدثنا مروان بن معاوية قال اخبرني هلال بن سويد أبو معلى قال سمعت أنس بن مالك وهو يقول اهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) الخادم يقال للذكر والأنثى والخادمة بالهاء في المؤنث قليل والجمع خدم وخدام والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم اعطاها طائرا لتأكله فادخرته لليوم التالي وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (ألم أنهك أن ترفعي شيئا الخ) وجاء في بعض الروايات (ان ترفعي شيئا لغد) بزيادة لغد (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظه وقال رواه أبو يعلى ورجاله ثقات اهـ (قلت) وأورده في موضع آخر وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال ابي المعلى وهو ثقة (7)(سنده) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن سلام ابي شرحبيل الخ (غريبه)(8) بفتح الحاء

ص: 98

دعا لنا وقال لا تيأسا من الخير (وفي رواية من الرزق) ما تهززت (1) رؤسكما ان الانسان تلده امه أحمر (2) ليس عليه قشرة ثم يعطيه الله ويرزقه (عن أسماء بنت أبي بكر)(3) رضي الله عنهما قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحصي شيئا وأكيله قال يا أسماء لا تحصي فيحصى الله عليك (4) قالت فما أحصيت شيئا بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندي ولا دخل علي وما

بعدها موحدة هكذا جاء في المسند وفي كتب الرجال وقال الحافظ في الاصابة حبة بن خالد الخزاعي وقيل العامري اخر سواء بن خالد صحابي نزل الكوفة روى حديثه ابن ماجه باسناد حسن من طريق الأعمش عن أبي شرحبيل عن حبة وسواء ابني خالد قال دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئا الحديث لكن جاء في حاشية السندى على ابن ماجه (قوله عن خبة) بخاء مفتوحة وباء موحدة مشددة (وسواء) بفتح السين ممدودا قال السيوطي قال القاسم البغوى في معجم الصحابة ليس لسواء غير هذا الحديث (قلت) وليس له ولأخيه في مسند الامام أحمد سوى هذا الحديث أما قوله خبة بخاء فهو تحريف من الناسخ وصوابه حبة بحاء مهملة (1) بزايين مفتوحتيين الأولى مشددة والثانية مخففة بعدهما تاء فوقية ساكنة أي تحركت وهو كناية عن الحياة أي مادمتما على قيد الحياة (2) أي كاللحم الذي لا قشر عليه لضعف الجلد ثم يقوى الله تعالى قشره أي جلده ويحتمل أن المزاد بالقشر الثوب أي يخرج عريانا بلا ثوب ثم يعطيه الله تعالى الثوب قاله السندي (تخريجه)(جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح وسلام ابو شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات اهـ (قلت) وحسنه الحافظ في الاصابة كما تقدم (3)(سنده) حدثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني وهب بن كيسان قال سمعت اسماء بنت أبي بكر قالت مر بي الخ (غريبه)(4) قال السندي هو من باب مقابلة اللفظ باللفظ للتجنيس كما قال تعالى (ومكروا ومكر الله) ومعناه يمنعك كما منعت ويقتر عليك كما قترت ويمسك فضله عنك كما امسكته (وقيل) يعني لا تحصي أي لا تعديه فتستكثريه فيكون سببا لانقطاع انفاقك (تخريجه)(ق والثلاثة) مختصرا ومطولا بنحوه وتقدم المطول في باب صدقة المرأة من بيت زوجها من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 197 رقم 244 (هذا) وقد ورد في التوكل أحاديث كثيرة بعضها تقدم مع خصال أخرى في أبوابها وبعضها سيأتي وأبلغ ما ورد في التوكل قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه الآية) قال أبو ذر قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ثم ثلا (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) فما زال يكررها ويعيدها وإليك تفسير الآية (ومن يتق الله) أي من يقف عند حدود الله بامتثال امره واجتناب نواهيه (يجعل له مخرجا) اي يخرجه من الحرام إلى الحلال ومن الضيق إلى السعة ومن النار إلى الجنة وقال ابن عباس قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) قال مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة وقال أبو سعيد الخدري ومن يبرأ من حوله وقوته بالرجوع إلى الله يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة له (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي من فوض إليه أمره ووثق به فيما نابه كفاه ما أهمه وقيل أي من اتقى الله وجانب المعاصي وتوكل عليه فله فيما يعطيه في الآخرة من ثوابه كفاية ولم يرد الدنيا لأن المتوكل قد يصاب في الدنيا وقد يقتل وقال عبد الله ابن رافع لما نزل قوله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنحن إذا توكلنا عليه

ص: 99

نفذ عندي من رزق الله إلا أخلفه الله عز وجل (باب الترغيب في القناعة والعفة)(عن أبي هريرة)(1) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخلق أو الخلق أو المال ولكن ينظر إلى من هو دونه (2)(وعنه من طريق ثان)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر (4) أن لا تزدروا نعمة الله قال أبو معاوية عليكم (5)(عن نافع)(6) قال كنت اتجر إلى الشام أو إلى مصر قال فتجهزت إلى العراق فدخلت على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقلت يا أم المؤمنين اني قد تجهزت إلى العراق فقالت مالك ولمتجرك (7) اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا كان لأحدكم رزق في شيء فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر له (8) فأتيت العراق ثم دخلت عليها فقلت يا أم المؤمنين والله ما رددت الرأس مال (9) فأعادت عليه الحديث أو قالت الحديث كما حدثتك (عن فضالة بن عبيد)(10) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى (11) لمن هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع (12)

نرسل ما كان لنا ولا نحفظه فنزلت (ان الله بالغ أمره) فيكم وعليكم وقال الربيع بن خيثم ان الله تعالى قضى على نفسه ان من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه ومن أفرضه جازاه ومن وثق به نجاه ومن دعاه أجاب له (قد جعل الله لكل شيء قدرا) أي لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه وقيل تقديرا والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) أي في أمور الدنيا أي الأحق والأولى ذلك (3) أي أسفل منه كما جاء في الطريق الثانية لأن النظر إلى من هو أسفل لا إلى من هو فوق حقيق بأن لا يحتقر نعمة الله عليه فإن المرء إذا نظر إلى من فضل عليه في الدنيا طمحت له نفسه واستصغر ما عنده من نعم الله وحرص على الازدياد ليلحقه أو يقاربه وإذا نظر للدون شكر النعمة وتواضع وحمد (3)(سنده) حدثنا أبو معاوية ووكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (4) أي أحق وأولى (وقوله ان لا تزدروا) قال في النهاية الازدراء الاحتقار والانتقاص والعيب (5) معناه أن أبا معاوية أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث زاد في روايته (لفظ عليكم) فقال ان لا تزدروا نعمة الله عليكم وقد جاءت هذه الرواية عن أبي معاوية عند مسلم وابن ماجه (تخريجه)(ق مذ جه)(6)(سنده) حدثنا الضحاك بن مخلد قال حدثني أبي قال حدثني الزبير بن عبيد عن نافع قال يعني أبا عاصم قال أبي ولا أدري من هو يعني نافعا هذا قال كنت اتجر إلى الشام الخ (غريبه)(7) أي لأي شيء تترك متجرك إلى الشام أو إلى مصر وقد بورك لك فيه وتذهب إلى العراق (8) أي كعدم رواج تجارته في هذه الجهة أو زيادة مشقة في السفر أو نحو ذلك (9) معناه أنه خسر تجارته في العراق حتى لم يبق له رأس المال وذلك لمخالفته حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونصيحة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي سنده نافع مجهول (10)(سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال أخبرني أبو هانئ ان أبا علي أخبره أنه سمع فضالة بين عبيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(11) قال في النهاية طوبى اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها واصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا (12) الكفاف وهو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة اليه (وقنع) أي لم يتطلع إلى أكثر من ذلك

ص: 100