المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب الترغيب في صالح الأعمال) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١٩

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(كتاب الترغيب في صالح الأعمال)

(58)

(كتاب الترغيب في صالح الأعمال)

(باب ما جاء في الخوف من الله عز وجل (عن أبي الدرداء)(1) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقص على المنبر (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت وان زنى وإن سرق يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثانية وإن زني وإن سرق يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثالثة (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثالثة وإن زنى وإن سرق يا رسول الله قال نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء (عن سليمان بن سليم)(2) قال قال المقداد بن الأسود لا أقول في رجل خيرا ولا شرا حتى أنظر ما يختم له يعني بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل وما سمعت؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت عليه (3)(عن أنس بن مالك)(4) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقال له أصحابه وأهله يا رسول الله أتخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به قال إن القلوب بيد الله عز وجل يقلبها (عن حكيم بن معاوية)(5) عن أبيه (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن رجلا كان فيمن قبلكم رغسه (7) الله تبارك وتعالى مالا وولدا (8) حتى ذهب عصره وجاء عصر فلما حضرته الوفاة قال أي بني أي أب كنت لكم؟ قالوا خير أب قال فهل أنتم مطيعي؟ قالوا نعم قال انذروا إذا أنا مت أن تحرقوني حتى تدعوني فحما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا والله ذلك ثم اهرسوني بالمهراس يومئ بيده (9) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا والله ذلك ثم أذروني في البحر في يوم ريح لعلي أضل الله تبارك وتعالى (10) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا والله ذلك فإذا هو في قبضة الله تبارك وتعالى فقال يا ابن آدم ما حملك على ما صنعت؟ قال أي رب

له بعلامة الحسن (باب)(1)(عن أبي الدرداء الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في تفسير سورة الرحمن من كتاب فضائل القرآن الخ في الجزء الثامن عشر صحيفة 293 رقم 449 (2)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الفرج حدثنا سليمان بن سليم الخ (غريبه)(3) معناه أن التطارد لا يزال فيه جندي الملائكة والشياطين فكل منهما يغلبه إلى مرامه ويلفته إلى جهة فهو محل المعركة دائما أن يقع الفتح لأحد الحزبين فيسكن سكونا تاما (تخريجه)(ك طب) وقال الحاكم على شرط البخاري ورده الذهي بأن فيه معاوية بن صالح لم يرو له البخاري اهـ وقال الهيثمي رواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات اهـ (قلت) لم يرده الذهي لجرح في معاوية بن صالح وإنما رد قول الحاكم على شررط البخارى مع هذا فإن معاوية بن صالح ليس في سند حديث الباب وهو ثقة (4) هذا الحديث تقدم بسنده وتخريجه في باب أدعية كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء بها من كتاب الأذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 289 وتقدم الكلام عليه في شرح حديث أم سلمة رقم 235 صحيفة 288 في الباب المشار إليه (5)(سنده) حدثنا مهنى بن عبد الحميد أبو شبل ثنا حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية الخ (غريبه)(6) أبوه معاوية بن حيدة الصحابي رضي الله عنه (7) بفتح الراء والغين المعجمة بعدها سين مهملة أي كثر ماله وأولاده وبارك له فيها والرغس بسكون المعجمة السعة في النعمة والبركة والنماء (8) جاء في رواية أخرى (كان لا يدين الله عز وجل دينا) الظاهر أنه كان في زمن الفترة (9) أي يشير بيده إلى هيئة الهرس والهرس دق الشيء (10) قال في النهاية لعلي أضل الله أي أفوته ويخفى

ص: 19

مخافتك (1) قال فتلافاه الله تبارك وتعالى بها (2)(وعن حذيفة بن اليمان)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وفيه فجمعه الله إليه وقال له لم فعلت ذلك؟ قال من خشيتك قال فغفر له قال عقبة بن عمرو (4) أنا سمعته يقول ذلك (5) وكان نباشا (عن عبد الله)(6) أن رجلا لم يعمل من الخير شيئا قط إلا التوحيد فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فخذوني وأحرقوني حتى تدعوني حممة (7) اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم راح (8) قال ففعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله قال فقال الله عز وجل له ما حملك على ما صنعت قال مخافتك قال فغفرالله له قال يحيى (9) حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع (10) عن أبي هريرة بمثله (11)(وعن أبي سعيد الخدري)(12) عن

عليه مكاني وقيل لعلي أغيب عن عذاب الله يقال ضللت الشيء (بفتح اللام الأولى) وضللته (بكسرها) إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو وأضللته إذا ضيعته وضل الناس إذا غاب عنه حفظ الشيء اهـ باختصار (1) أي خوفي من عذابك حملني على ما صنعت وفي بعض الروايات قال من خشيتك قال فغفر له (2) أي تداركه برحمته وغفر له (فإن قيل) كيف يغفر الله له وقد اعتقد أن هروبه ينفعه وأنه يخفى على الله والله تعالى يقول (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء)(وأجيب عن ذلك) بأجوبة (منها) أنه كان مثبتا للصانع وكان في زمن الفترة فلم تبلغه شرائط الإيمان (ومنها) أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبه الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول ولم يقله قاصدا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذه بما يصدر منه والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط ورجال أحمد ثقات (3)(سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعى قال قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال سمعته يقول أن رجلا حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا جزلا (أي غليظا قويا) ثم اوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلص إلى عظمي فامتحشت (أي صارت كالفحم) فخذوها فاذروها في اليم ففعلوا فجمعه الله عز وجل الخ (غريبه)(4) هو أبو مسعود البدري الأنصاري الصحابي (5) الظاهر أنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في روايته لفظ (وكان نباشا) وقد جاءت هذه الزيادة في صحيح ابن حبان من طريق ربعي بن خراش أنه كان نباشا للقبور يسرق أكفان الموتى (تخريجه)(خ حب وغيرهما)(6)(سنده) حدثنا يحيى ابن اسحاق أنبأنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه)(7) الحممة وزان رطبة ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء (8) أي ذي ريح كقولهم رجل مال وقيل يوم راح وليلة راحة إذا اشتدت الريح فيها (نه)(9) هو ابن اسحق الذي روى عنه الإمام أحمد هذا الحديث (10) هو نفيع بن رافع الصائغ تابعي كبير ثقة من كبار التابعين (11) معناه أنه روي مثل هذا الحديث عن أبي هريره (تخريجه) أوردهما الحافظ الهيثمي كما هنا وقال رواهما أحمد ورجال حديث أبي هريرة رجال الصحيح واسناد أبو مسعود حسن (12)(سنده) حدثنا معاوية بن هشام ثنا شيبان أبو معاوية ثنا فراس بن يحيى الهمداني عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد دخل رجل الجنة ما عمل خير قط قال لأهله حين حضره الموت إذا أنا

ص: 20

النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن أبي قتادة وأبي الدهماء)(1) قالا كانا يكثران السفر نحو هذا البيت (2) قالا اتينا على رجل من أهل البادية (وفي رواية فقلنا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا) فقال البدوي أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى وقال أنك لن تدع شيئا (3) اتقاء الله عز وجل إلا اعطاك الله خيرا منه (باب في الترغيب في أعمال البر والطاعة مطلقا)(عن ابن عباس)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أسألكم على ما اتيتكم به من البينات والهدى أجرا إلا أن توادوا الله ورسوله وأن تقربوا إليه بالطاعة (عن أبي هريرة)(5) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك (وعنه أيضا)(6) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل لو أن عبادك أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولما اسمعتهم صوت الرعد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله (عن عبد الله بن قيس)(7) قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال على مكانكم اثبتوا ثم اتى الرجال فقال أن الله عز وجل يأمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا ثم تخلل إلى النساء فقال لهن أن الله عز وجل يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله وأن تقولوا (8) قولا سديدا قال ثم رجع حتى اتى الرجال فقال إذا دخلتم مساجد المسلمين وأسواقهم ومعكم النبل (9) فخذوا بنصلها

مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروا نصفي في البحر ونصفي في البر فأمر الله البر والبحر فجمعاه ثم قال ما حملك على ما فعلت؟ قال مخافتك قال فغفر له لذلك (تخريجه)(ق. وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي قتادة وأبي الدهماء الخ (غريبه)(2) الظاهر أنه يعني الكعبة (3) أي شيئا من الأمور المحرمة (اتقاء الله عز وجل أي خوفا منه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات وأورده الهيثمي وقال رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح (باب)(4)(سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا قزعة يعني ابن سويد حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس الخ (تخريجه)(ك) وصححه وأقره الذهي وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال أحمد فيهم قزعة بن سويد وثقة ابن معين وغيره وفيه ضعف وبقة رجاله ثقات (5)(سنده) حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا عمران يعني ابن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال راه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه باختصار إلا أنه قال ملأت بدنك شغلا والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد وقال الحاكم صحيح الأسناد (6) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه في باب الأصل في الاجتماع على الذكر بقول لا إله إلا الله من كتاب الأذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 214 رقم 533 (7)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا يزيد يعني ابن ابراهيم أنا ليث عن أبي بردة عن عبدالله بن قيس الخ (قلت) عبدالله بن قيس هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه (غريبه)(8) هكذا بالأصل (أن تتقوا الله وأن تقولوا) الخ وجاء عند الطبراني أنه قال في النساء (أن الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا) وهذه الرواية مناسبة للنساء (9) بفتح النون (وقوله فخذوا بنصها) أي أمسكوا بنصلها والنصل حديدة

ص: 21

لا تصيبوا بها أحدا فتؤذوه أو تجرحوه (عن شداد بن أوس)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس (2) من دان نفسه (3) وعمل لما بعد الموت (4) والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله (5)(عن عقبة بن عامر)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع (7) ضيقة قد خنقته (8) ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت حلقة أخرى حتى تخرج إلى الأرض (9)(عن أبي ذر)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل حسنة فله عشر أمثاله أو أزيد ومن عمل سيئة فجزاؤه مثلها أو أغفر ومن عمل قراب (11) الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ومن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا ومن اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا

السهم وفيه اجتناب ما يخاف منه ضرر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مضطرب الحديث وبقية رجالهما رجال الصحيح اهـ (قلت) الأمر بالأخذ بنصال النبل عند دخول المساجد أو الأسواق جاء في الصحيحين وغيرهما من عدة طرق عن كثير من الصحابة (1)(سنده) حدثنا على بن إسحاق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس الخ (غريبه)(2) على وزن السيد يعني العاقل وقال الزمخشري الكيس حسن التأني في الأمور (3) أي حاسبها وقهرها بأن جعل نفسه مطيعة منقادة لأوامر ربها (4) أي قبل نزوله ليصير على نور من ربه فالموت عاقبة أمور الدنيا فالكيس من أبصر العاقبة والأحمق من عمى عنها وحجبته الشهوات (والعاجز) المقصر في الأمور ومن اتبع نفسه هواها فلم يكفها عن الشهوات ولم يمنعها عن مفارقة المحرمات واللذات (5) زاد في بعض الروايات لفظ الأماني بتشديد الياء التحتية جمع أمنية أي فهو مع تقصيره في طاعة ربه واتباع شهوات نفسه لا يستعد ولا يعتذر ولا يرجع بل يتمنى على الله العفو والعافية والجنة مع الاصرار وترك التوبة والاستغفار (تخريجه)(مذ جه ك) وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري وتعقبه الذهي فقال لا والله ابو بكر يعني أبا بكر بن أبي مريم أحد رجال السند ضعيف (6)(سنده) حدثنا علي ابن اسحاق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال انا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال ثنا أبو الخير أنه سمع عقبة بن عامر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(7) الدرع بكسر الدال المهملة وسكون الراء أي من حديد يذكر ويؤنث وهو كالقميس يلبس حال الحرب لينجي صاحبه من ضربات العدر (8) أي عصرت حلقه وتر قوته من ضيق تلك الدرع (9) المعنى أن عمل السيئات يضيق صدر العامل ورزقه ويحيره في أمره ويبغضه الناس فإذا عمل الحسنات تزيل حسناته سيئاته فإذا زالت انشرح صدره وتوسع رزقه وسهل أمره وأحبه الخلق (ومعنى قوله حتى تخرج إلى الأرض) أي انحلت وانفكت حتى تسقط تلك الدرع ويخرج صاحبها من ضيقها فقوله تخرج إلى الأرض كناية عن سقوطها والله أعلم (تخريجه)(طب) وسنده حسن وإن كان فيه ابن لهيعة لكنه صرح بالتحديث فحديثه حسن (10)(سنده) حدثنا ابو معاوية ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر الخ (غريبه)(11) بضم القاف ومعناه ما يقارب ملأها

ص: 22

ومن أتاني يمشي أتيته هرولة (1)(عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع وإذا تلقاني بباع جئته بأسرع (3)(عن يزيد بن نعيم)(4) قال سمعت أبا ذر الغفاري وهو على المنبر بالفسطاط يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من تقرب إلى الله عز وجل شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرب إليه باعا ومن أقبل على الله عز وجل ماشيا أقبل الله إليه مهرولا والله أعلى وأجل والله أعلى وأجل والله أعلى وأجل (عن معاذ)(5) قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال فهل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال لا يعذبهم (زاد في رواية قال قلت يا رسول الله ألا أبشر الناس قال دعهم يعملوا)(عن أبي ذر)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تحقرن من المعروف شيئا فإن تجد فألق أخاك بوجه طلق (عن جابر)(7) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم والد النعمان بن قوفل (8) فقال يا رسول الله أرأيت إن حللت الحلال وحرمت الحرام (9) وصليت المكتوبات ولم أزد على ذلك أأدخل الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم (عن عائشة)(10) رضي الله عنها قالت ما أعجب (11) رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من الدنيا

(1) قال النووي معنى الحديث من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي لقيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود والله أعلم (تخريجه)(م) وغيره (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) معناه كالذي قبله (تخريجه)(ق. وغيرهما)(4)(سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن يزيد بن نعيم قال سمعت أبا ذر الغفاري الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد والطبراني واسنادهما حسن (5)(سنده) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ (يعني ابن جبل) الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما) وهذا الحديث فيه تشريف لأمة الإجابة حيث جعلوا مستحقين على الله أن لا يعذبهم فضلا منه جل شأنه فإن جانب العبودية مجرد عن الاستحقاق فهو كما في قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)(6)(سنده) حدثنا روح حدثنا أبو عامر الخزاعي عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الخ (تخريجه)(م. وغيره)(7)(سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش وابن نمير أنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر (يعني ابن عبد الله) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (8) بقافين مفتوحتين بينهما واو ساكنة وآخره لام (9) قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعلى الظاهر أنه أراد به أمرين أن يعتقده حراما وأن لا يفعله بخلاف تحليل الحلال فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالا (تخريجه)(م وغيره)(10)(سنده) حدثنا حسن قال ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن القاسم بن محمد عن عائشة الخ (غريبه)(11) أي ما استحق شيئا من الدنيا ولا أحدا من الناس ولا أخبر عن رضاه به إلا رجل (ذو تقى) أي متمسك بتقوى الله فهذا هو الذي أعجبه ورضي عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات

ص: 23

ولا أعجبه قط إلا ذو تقى (عن عقبة بن عامر)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة (2)(باب في الترغيب في خصال مجتمعه من أفضل أعمال البر والنهي عن ضدها)(عن البراء بن عازب)(3) قال جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة فقال لئن كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة (4) اعتق النسمة (5) وفك الرقبة فقال يا رسول الله أو ليستا بواحدة؟ قال لا أن عتق النسمة أن تفرد بعتقها (6) وفك الرقبة أن تعين في عتقها (7) والمنحة الوكوف (8) والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وامر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير (عن عبد الله بن حبشي الخثعمي)(9) أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة

وإن كان فيهم ابن لهيعة ولكنه صرح بالتحديث فحديثه حس (1)(سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبه)(2) أي عظم ذلك عند الله عز وجل وكبر لديه أمر هذا الشاب وقال في النهاية أعلم الله إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده وخفى عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده اهـ (وقوله ليست له صبوة) أي ميل إلى الهوى بمعنى اعتياده للخير وقوة عزيمته في البعد عن الشر (قال حجة الإسلام) وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب (وقال القونوي) سره أن الطبيعة تنازع الشاب وتتقاضاه الشهوات من الزنا وغيره وتدعوه إليها وعلى ذلك ظهير وهو الشيطان فعدم صدور الصبوة منه من العجب العجاب (تخريجه)(طب عل) وحسنه الهيثمي والسيوطي وفي اسناده ابن لهيعة ضعفه الجمهور إذا عنعن وقد عنعن وربما كان له طرق أخرى صرح فيها بالتحديث أو لم يكن فيها ابن لهيعة حتى حسنه الحافظان الهيثمي والسيوطي والله أعلم باب (3)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قال ثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجلة من بني سليم عن طلحة قال أبو أحمد ثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب الخ (غريبه)(4) معناه جئت بالخطبة قصيرة والمسألة واسعة كثيرة (5) النسمة للنفس والروح أي من أعتق ذا روح وكل دابة فيها روح فهي نسمة وإنما يريد الناس (6) معناه أن تكون ملكا لك فتعتقها (7) كالمكاتب يكون مملوكا للغير فيكاتب سيده على عتقه فتعينه على كتابته (8) المنحة نوعان منحه ورق ومنحه لبن فمنحه الورق القرض ومنحه اللبن أي يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها فقوله هنا (والمنحة الوكوف) أي غزيرة باللبن وقيل التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها وهو من قولهم وكف البيت بالمطر والعين بالدمع وكفا من باب وعد ووكوفا ووكيفا سال قليلا قليلا (وقوله والفئ على ذي الرحم الظالم) معناه العطف عليه والرجوع إليه بالبر وإن كان ظالما (تخريجه) أخرجه أيضا أبو داود والطيالسي ورجاله كلهم ثقات (9)(سنده) حدثنا حجاج قال قال ابن جريح حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي

ص: 24

قيل فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت (1) قيل أي الصدقة أفضل؟ قال جهد (2) المقل قيل فأي الهجرة أفضل؟ قال من هجر ما حرم الله عليه قيل فأي الجهاد أفضل؟ قال من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل فأي القتل أشرف؟ قال من أهريق دمه وعقر جواده (3)(عن جابر)(4) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الصلاة أفضل؟ قال طول القنوت قال يا رسول الله وأي الجهاد أفضل؟ قال من عقر جواده وأريق دمه قال يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟ قال من هجر ما كره الله عز وجل قال يا رسول الله فأي المسلمين أفضل؟ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قال يا رسول الله فما الموجبتان! (5) قال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار (عن ماعز)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الأعمال أفضل؟ قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر العمل كما بين مطلع الشمس إلى مغربها (عن جابر بن عبد الله)(7) البجلي قال قلت يا رسول الله اشترط علي (8) قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتنصح المسلم وتبرأ من الكافر (عن أبي مراوح)(9) عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي العمل أفضل قال إيمان بالله تعالى وجهاد في سبيله قلت يا رسول الله فأي الرقاب أفضل؟ قال أنفسها عند الله واغلاها ثمنا قال فإن لم أجد قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق (10) وقال فإن لم استطع؟ قال كف أذاك عن الناس فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك (عن أبي هريرة)(11) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا نبي الله أي

عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي الخ (غريبه)(1) المراد بالقنوت هنا القيام يعني طول القيام في الصلاة وأصل القنوت الطاعة ويقع على الصلاة والقيام والخشوع والعبادة والسكون والدعاء وغير ذلك (2) بضم الجيم وفتحها الوسع والطاقة وقيل بالضم الوسع والطاقة وبالفتح المشقة (والمقل) الفقير قليل المال والمعنى أفضل الصدقة صدقة الفقير بما في وسعه وطاقته (3) يعني في سبيل الله والله أعلم (تخريجه)(د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح للاحتجاج به (4)(سنده) حدثنا لنضر ابن اسماعيل أبو المغيرة ثنا ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه)(5) يعني اللتان توجبان دخول الجنة أو النار (تخريجه) لم أقف عليه مطولا بهذا السياق لغير الإمام أحمد وفي اسناده النضر بن إسماعيل أبو المغيرة مختلف فيه وثقة جماعة ولينه آخرون وقال جماعة لا بأس به وبقية رجاله ثقات ورواه الشيخان وغيرهما مقطعا في أبواب مختلفة من طرق متعددة (6)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسعود يعني الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن ماعز الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال أحمد رجال الصحيح (7)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد أنا عاصم بهدلة عن أبي وائل عن جرير بن عبد الله البجلي الخ (غريبه)(8) يعني عندما بايعه (تخريجه)(ق) بلفظ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم (سنده)(9) حدثنا سفيان ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر الخ (غريبه)(10) الأخرق هو الذي لا يحسن الصنعة (تخريجه)(م)(11)(سنده) حدثنا عفان ثنا خليفة بن غالب الليثي

ص: 25

الأعمال أفضل؟ فذكره (1)(وعنه أيضا)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير البرية؟ قالوا بلى يا رسول الله قال قال رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله عز وجل كلما كانت هيعة (3) استوى عليه ألا أخبركم بالذي يليه؟ قالوا بلى قال رجل في تلة (4) من غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ألا أخبركم بشر البرية؟ قالوا بلى قال الذي يسأل بالله ولا يعطي به (عن ابن مسعود)(5) قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها قال قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قال قلت ثم أي؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فحدثني بهن ولو استزدته لزادني (عن الشفا بنت عبد الله)(6) وكانت امرأة من المهاجرات قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله وجهاد في سبيل الله عز وجل وحج مبرور (7)(وعن أبي هريرة)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن سليم بن عامر)(9) قال سمعت أبا أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في حجة الوداع وهو على الجدعاء واضع رجله في غراز الرحل يتطاول يقول ألا تسمعون فقال رجل من آخر القوم ما تقول؟ قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا إذا أمركم (10) تدخلوا جنة ربكم قلت فمذ كم سمعت هذا الحديث يا أبا أمامة؟

قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(1) أي ذكر نحو الحديث المتقدم بمعناه لا يختلف عنه شيئا (2)(سنده) حدثنا إسحاق بن عيسى قال ثنا أبو معشر عن ابن وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) الهيعة الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو وقد هاع يهيع هيوعا إذا جبن (نه)(4) أي جماعة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال لأبي هريرة حديث في الصحيح بغير هذا السياق وقال في هذا الحديث رواه أحمد وأبو معشر نجيح ضعيف وابن وهب مولى أبي هريرة لم أعرفه اهـ (قلت) الحديث رواه الحاكم ما عدا قوله ألا أخبركم بشر البرية الخ وليس في اسناده من ذكرهما الهيثمي وقال الحاكم في هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهي وله شاهد من حديث ابن عباس عند الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان وحسنه الترمذي وتقدم في باب فضل المجاهدين في سبيل الله من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 11 رقم 31 (5)(سنده) حدثنا عفان بن مسم حدثنا شعبة أخبرني الوليد بن العيزار بن حريث قال سمعت أبا عمرو الشيباني قال حدثنا صاحب هذه الدار واشار إلى دار عبد الله (يعني ابن مسعود) ولم يسمعه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (خ م نس مذ)(6)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن رجل من آل أبي حثمة عن الشفا بنت عبد الله الخ (غريبه)(7) الحج المبرور هو الذي لم ترتكب فيه معصية (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي سنده رجل لم يسم (8)(سنده) حدثنا أبو كامل ثنا إبراهيم ثنا ابن شهاب عن سعيد بن المنيب عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ ثم حج مبرور (تخريجه)(ق. وغيرهما)(9)(سنده) حدثنا زيد ابن الحباب ثنا معاوية بن صالح حدثني سليم بن عامر قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(10) قال القارئ أي الخليفة والسلطان وغيرهما من الأمراء أو المراد العلماء أو أعم أي كل

ص: 26

قال وأنا ابن ثلاثين سنة (عن أبي مالك الأشعري)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان (2) والحمد لله تملأ الميزان (3) وسبحان الله (4) والله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء (وفي رواية ما بين السموات) والأرض والصلاة نور (5) والصدقة برهان (6) والصبر ضياء (7) والقرآن حجة عليك أو لك (8) كل الناس يغذو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها (9)(وعنه أيضا)(10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة

من تولى أمرا من أموركم سواء كان السلطان ولو جائرا أو متغلبا وغيره من أمرئه وسائر نوابه إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولم يقل أميركم إذ هو خاص عرفا ببعض من ذكرو لأنه أوثق بقوله تعالى (واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) اهـ (قلت) انظر باب قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول الآية) من سورة النساء في الجزء الثاني عشر صحيفة 114 (تخريجه)(مذ حب ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (قلت) وصححه أيضا الحاكم وغيره (1)(سنده) حدثني يحيى بن اسحاق أخبرني أبان بن يزيد وحدثنا عفان قال قال أنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري الخ (غريبه)(2) الطهور هنا بضم الطاء أي فعل الطهارة (وقوله شطر الإيمان) أي نصفه والمراد بالإيمان هنا على اطهر الاقوال الصلاة كما قال تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر وليس جزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وهذا أقرب الأقوال قاله النووي (3) قال النووي معناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها (4) جاء عند مسلم (سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض) بدون ذكر التكبير والتهليل قال النووي معناه يحتمل أن يقال لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السموات والأرض وسبب عظم فضلها ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقول سبحان الله والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله الحمد لله والله أعلم (5) لأنها تمنع من المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل معناه أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل والله أعلم (6) أي حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع عنها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه (7) أي الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله والصبر على معصيته والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا والمراد أن الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب (قال الأستاذ أبو على الدقاق) رحمه الله تعالى حقيقة الصبر أن لا يعترض على المعذور فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في أيوب عليه السلام (إنا وجدناه صابرا نعم العبد) مع أنه قال (إني مسني الضر)(8) معناه أن لم تقرأ ولم تعمل بما فيه يكون خصمك يوم القيامة وحجة عليك اما إذا قرأته وعملت به فيكون حجة لك يدافع عنك يوم القيامة (9) معنى هذه الجملة أن كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقهما أي يهلكها والله أعلم نسأل الله السلامة (تخريجه)(م مذ جه)(10)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن

ص: 27

غرفة يرى (1) ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام (2) وصلى والناس نيام (وعن عبد الله بن عمرو)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وفيه فقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه لمن هي يا رسول اللة قال لمن آلان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائما والناس نيام (وعن درة بنت أبي لهب)(4) قالت قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم (عن أبي هريرة)(5) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله قال فإن لم استطع ذلك قال احبس نفسك عن الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك (عن عطاء ابن يسار)(6) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصلوات الخمس وحج البيت الحرام وصام رمضان ولا أدرى أذكر الزكاة أم لا (7) كان حقا على الله أن يغفر أن هاجر في سبيله أو مكث بأرضه التي ولد بها فقال معاذ يا رسول الله

ابن معانق أو أبي معانق عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) هكذا بالأصل غرفة بالأفراد وفي بعض الروايات غرفا بالجمع (2) قال ابن العربي عنى بالصيام المعروف كرمضان والأيام المشهود لها بالفضل على الوجه المشروع مع بقاء القوة دون استيفاء الزمان كله واستيفاء القوة بأسرها وإنما يكسر الشهوة مع بقاء القوة اهـ (قلت) وهو وجيه وتقدم الكلام على الصيام المشروع وصيام الأيام الفاضلة في كتاب الصيام في الجزءين التاسع والعاشر (تخريجه)(حب هب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال صحيح غير عبد الله ابن معانق ووثقه ابن حبان اهـ (قلت) وفي التقريب وثقة العجلى (3)(سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي حدثه عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو موسى الأشعري لمن هي يا رسول الله؟ قال لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائما والناس نيام (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم وذكره أيضا قبل ذلك في باب صلاة الليل من كتاب الصلاة في الجزء الثاني صحيفة 254 وفيه فقال أبو مالك الأشعري بدل قوله هنا (فقال أبو موسى الأشعري) ثم قال رواه أحمد والطبراني في الكبير واسناده حسن واللفظ له قال وفي رواية أحمد فقال أبو موسى الأشعري اهـ (4)(سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك ثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب الخ (تخريجه) أورده المنذري بصيغة التمريض وقال رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي في كتاب الزهد وغيره اهـ (قلت) وفي اسناده زوج درة لم يعرف (5)(سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا خليفة يعني ابن غالب ثنا سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما) بدون قوله أحبس نفسك الخ وسنده جيد (6)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار الخ (غريبه)(7) الظاهر أن

ص: 28

أفأخبر الناس (1) قال ذر الناس يا معاذ في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة سنة الفردوس (2) أعلى الجنة وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة (3) فإذا سألتم الله فاسألوه الالفردوس (عن أبي ذر)(4) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت؟ قلت لا قال قم فصل فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الأنس والجن قلت يا رسول الله وللانس شياطين؟ قال نعم (5) قلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع (6) من شاء أقل ومن شاء أكثر قال قلت يا رسول الله الصوم قال فرض مجزئ وعند الله مزيد (7) قلت يا رسول الله فالصدقة قال أضعاف مضاعفة (8) قلت يا رسول الله فأيها أفضل؟ قال جهد من مقل (9) أو سر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أولا؟ قال آدم قلت ونبيا كان؟ قال نعم نبي مكلم (10) قال قلت يا رسول الله كم المرسلون؟ قال ثلاثمائة وبضعة عشر وقال مرة وخمسة عشرة جما غفيرا (11) قال قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم

قائل لا أدري هو عطاء بن يسار وفاعل ذكر هو معاذ بن جبل (1) معناه أفأبشر الناس بذلك حتى يفرحوا بهذه البشارة؟ فقال صلى الله عليه وسلم (ذر الناس) أي اتركهم بلا بشارة يعملون ويجتهدون في زيادة العبادة ولا يتكلوا على هذا الإجمال فإن في الجنة مائة درجة الخ (2) قال الحافظ الفردوس هو البستان الذي يجمع كل شيء وفي القاموس الفردوس الأودية التي تنبت ضروبا من النبت والبستان يجمع كل ما يكون في البساتين يكون فيه الكروم وقد يؤنث عربية أو رومية أو سريانية اهـ (3) يعني التي ذكرها الله عز وجل بقوله (فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى)(تخريجه)(مذ جه) وفيه انقطاع لأن عطاءا لم يدرك معاذا لكن رواه البخاري عن طريق هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة (4)(سنده) حدثنا وكيع ثنا المسعودي أنبأني أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر الخ (غريبه)(5) قال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن)(6) أي خير موضوع فرض على المكلف بعد الإسلام (من شاء أقل) أي اقتصر على الفرائض (ومن شاء أكثر) يعني من النوافل وكل بثوابه (7) أي غذا اداه كفاه المطالبة به وكفاه عذاب النار مع مزيد الثواب عليه من الله عز وجل بدون حصر مصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به) إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه لي وأنا اجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به رواه (ق حم والأربعة) عن أبي هريرة وتقدم في الباب الأول من كتاب الصيام في الجزء التاسع صحيفة 211 (8) أي يضاعف الله له ثوابها قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة)(9) معناه أفضل الصدقات صدقة الفقير بما في وسعه وطاقته وهذا محمول على فقير رزق القناعة والرضا فصدقته ولو قليلة أكثر ثوابا من صدقة الغنى كثير المال ولو كثيرة (وقوله أو سر إلى فقير) معناه أن يتصدق على فقير محتاج سرا بدون أن يشعر بذلك أحد خشية الرياء قاصدا بذلك وجه الله تعالى (10) أي نبي يوحي إليه وفيه دلالة على ثبوت نبوة آدم عليه السلام وقد ظهر في عصرنا من ينكر نبوة آدم فهذا يرد عليه (11) يقال جاء القوم جما غفيرا أو الجماء الغفير وجماء غفير

ص: 29

(وفي رواية حتى ختم الآية)(1)(عن معاذ بن جبل)(2) قال احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس (3) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة (4) وتجوز في صلاته فلما سلم قال كما أنتم على مصافحكم ثم أقبل إلينا فقال إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة (5) فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري يا رب؟ فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري (6) فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت في الكفارات قال وما الكفارات؟ قلت نقل الأقدام إلى الجمعات وجلوس في المسجد بعد الصلاة واسباغ الوضوء عند الكريهات قال وما الدرجات؟ قلت اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل: قلت اللهم إني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وغذا أردت فتنة في قومي فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربي إلى حبك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق (7) فادرسوها

أي مجتمعين كثيرين (1) تقدم الكلام على وجه تفضيل آية الكرسي على غيرها من القرآن في الجزء الثاني عشر في تفسير سورة البقرة صحيفة 93 فارجع اليه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره بسنده ولفظه وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه النسائي من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد اخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم وابن حبان في صحيحه بطريق آخر ولفظ آخر مطولا جدا فالله أعلم اهـ (قلت) حديث الباب في اسناده عند الإمام أحمد أبو عمر الدمشقي ضعيف وعبيد بن الخشخشاش لين الحديث (2)(سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا جهضم اليمامي ثنا يحيى يعني ابن ابي كثير ثنا زيد يعني ابن ابي سلام بتسديد اللام وهو زيد بن أبي سلام ينسبه إلى جده أنه حدثه عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال احتبس علينا الخ (غريبه)(3) أي حتى قاربنا أن نرى طلوع الشمس المفوت لأداء الصبح (4) من التثويب أي أقيم بها (وتجوز في صلاته) أي خفف فيها واقتصر على خلاف عادته (5) ظاهره أنه صلى الله عليه وسلم رأى الله عز وجل في اليقظة لكن جاء في هذا الحديث نفسه عند الترمذي (فنعست في صلاتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة) وهذا يدل على أن الرؤيا كانت منامية (قال أبو حجر المكي) والظاهر أن رواية حتى استيقظت تصحيف فان المحفوظ في رواية احمد والترمذي حتى استثقلت اهـ وقال الحافظ ابن كثير بعد نقل هذا الحديث عن مسند الامام أحمد وهو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط اهـ (6) تقدم الكلام على شرح هذا الحديث في شرح حديث ابن عباس الذي جاء بمعناه في باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه من كتاب تعبير الرويا في الجزء السابع عشر صحيفة 223 رقم 50 فارجع إليه (7) أي أن هذه الرؤيا حتى إذ رؤيا الأنبياء وحي (فادرسوها) أي فاحفظوا الفاظها التي ذكرتها لكم والله أعلم (تخريجه)(مذ طب) ومحمد بن نصر وابن مردويه وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح سألت محمد بن اسماعيل (يعني

ص: 30

وتعلموها (عن عبد الرحمن بن عائش)(1) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات غذوة وهو طيب النفس مسفر الوجه أو مشرق الوجه فقلنا يا رسول الله إنا نراك طيب النفس مسفر الوجه أو مشرق الوجه فقال وما يمنعني وأتاني ربي عز وجل الليلة في أحسن صورة قال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري أي رب قال ذلك مرتين أو ثلاثا قال فوضع كفيه بين كتفي فوجدت برها بين ثديي حتى تجلى لي ما في السمواقت وما في الأرض ثم تلا هذه الآية (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين) ثم قال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال قلت في الكفارات قال وما الكفارات؟ قلت المشي على الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المسجد خلاف الصلوات وابلاغ الوضوء في المكاره قال من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام قال يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني اسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وإذا أردت فتنة في الناس فتوفني غير مفتون (عن معاذ)(2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سأنبئك بأبواب من الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام العبد من الليل ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) الآية (وعن أبي تميمة)(3) عن رجل من قومه (4) أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال أنت رسول الله أو قال أنت محمد؟ فقال نعم قال فإلام تدعو؟ قال أدعو إلى عبادة الله وحده من

البخاري) عن الحديث فقال هذا صحيح (1)(سنده) حدثنا أبو عامر ثنا زهير بن محمد عن يزيد ابن يزيد يعني ابن جابر عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) قوله (عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الظاهر أنه معاذ بن جبل رضي الله عنه لأن سياق هذا الحديث كالذي قبله وتقدم الكلام عليه شرحا وتخريجا والله أعلم (2)(سنده) حدثنا سريع ثنا حماد يعني ابن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن معاذ (يعني ابن جبل) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ (3)(سنده) حدثنا أبو النضر ثنا الحكم عن فضل عن خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رجل من قومه الخ (قلت) أبو تميمه هو الهجيمي اسمه طريف بن مجالد كذا في الإصابة وعند أبي داود أيضا (غريبه)(4) هو أبو جري بضم الجيم وفتح الراء وتشديد الياء التحتية مصغرا فقد جاء هذا الحديث عن أبي داود قال حدثنا مسدد أخبرنا يحيى عن أبي غفار أخبرنا أبو تميمة الهجيمي وأبو تميمة اسمه طريف بن مجالد عن أبي جري جابر بن سليم قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه (أي يقبلون قوله) لا يقول قولا إلا صدورا عنه قلت من هذا؟ قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت قل السلام عليك قال قلت أنت رسول الله؟ قال أنا رسول الله الذي إذا اصابك ضر فدعوته كشفه عنك فذكر الحديث كما هنا والجزء المختص بالسلام

ص: 31

إذا كان بك ضر فدعوته كشفه عنك ومن إذا أصابك عام سنة (1) فدعوته أنبت لك ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت (2) فدعوته رد عليك قال فاسلم الرجل ثم قال أوصني يا رسول الله فقال له لا تسبن شيئا أو قال أحدا شك الحكم (أحد الرواة) قال فما سببت شيئا بعيرا ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزهد في المعروف (3) ولو ببسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه وأفرغ من دلوك في إناء المستسقي واتزر إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين وإياك واسبال الأزرار قال فإنها من المخيلة والله لا يحب المخيلة (4)(عن أبي سعيد الخدري)(5) أن رجلا جاءه فقال أوصني فقال سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء (6) وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام (7) وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك (8) في السماء وذكرك في الأرض (9)(عن سهل بن معاذ)(10) بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال أفضل الفضائل (11) أن تصل من قطعك وتعطي من منعك (12) وتصفح عمن شتمك (13)

جاء في حديث إخرجه الامام أحمد تقدم في باب ما جاء في الفاظ السلام من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة 322 رقم 10 فارجع إليه (1) بإضافة عام إلى سنة ومعني سنة أي جدب فكأنه قال إذا أصابك عام جدب فدعوته الخ (2) أي فقدت شيئا من حوائجك وجاء عند أبي داود (فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك)(3) أي لا تحقرن من المعروف شيئا (4) زاد أبو داود في هذه الرواية (وان امره شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه)(تخريجه)(د) قال المنذري واخرجه الترمذي والنسائي مختصرا وقال الترمذي حسن صحيح (5)(سنده) حدثنا حسين ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن الحجاج بن مروان الكلاعي وعقيل ابن مدرك السلمي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(6) معناه ان التقوى وان قل لفظها جامعة لحقوق الله عز وجل وحقوق عبادة شاملة لخيري الدارين إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأمور به قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)(7) الرهبانية هي ما يتكلفه النصارى من أنواع المجاهدات والتبتل والتخلى عن الدنيا والزهد فيها فلا تخلى ولا زهد أفضل من بذل النفس في سبيل الله فكما أن الرهبانية هي أفضل عمل أولئك فالجهاد أفضل عملنا (8) بفتح الراء أي راحتك (9) أي باجراء الله السنة الخلائق بالثناء الحسن عليك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات اهـ (قلت) وحسنه الحافظ السيوطي (10)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة قال ثنا زبان عن سهل بن معاذ بن انس عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(11) الفضائل جمع فضيلة وهي الخصلة الجميلة التي يحصل لصاحبها بسببها شرف وعلو منزلة عند الخالق والمخلوق (12) أي لما فيه من المشقة في مجاهدة النفس وارغامها ومكابدة الطبع لميله إلى المؤاخذة والانتقام (13) وفي رواية عمن ظلمك وإنما كانت هذه الخصال أفضل الفضائل لأن ذلك أشق على النفس من سائر العبادات الشاقة فكان أفضل قال الراغب فالعفو عمن ظلمك نهاية الحلم والشجاعة وإعطاء من حرمك غاية الجود ووصل من قطعك نهاية الاحسان (تخريجه)(ك طب)

ص: 32