الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلى الله عليه وسلم مثله (فصل منه في النهي عن الكسع ولطم خدود الدواب والخدم وحد الضرب)(عن جابر بن عبد الله)(1) قال كسع (2) رجل من المهاجرين رجلا من الانصار فقال الانصاري يا للانصار (3) وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ما بال دعوى الجاهلية (4) دعوا الكسعة فإنها منتنة (5)(عن المقدام بن معد يكرب)(6) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لطم خدود الدواب وقال ان الله عز وجل قد جعل لكم عصيا وسياطا
(71)
(كتاب التوبة)
(باب في الأمر بالتوبة وفرح الله عز وجل بها لعبده المؤمن)(عن أبي بردة)(7) قال سمعت الاغر رجلا من جهينة يحدث ابن عمر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا الى ربكم فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة (عن أبي هريرة)(8) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله اني لاستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة (عن أبي بردة)(9) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس توبوا الى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله واستغفره في كل يوم مائة مرة فقلت له اللهم اني استغفركم اللهم اني اتوب اليك اثنتان أم واحدة (11) فقال هو ذاك أو نحو هذا (وعنه من طريق ثان)(12)
الهيثمي وقال رواه احمد والبزار بنحوه وفيه عطية العوفي ضعفه جماعة ووثقه ابن معين وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يؤيده حديث أبي هريرة الذي قبله (1)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا سعيد يعني ابن زيد عن عمرو بن دينار حدثني جابر بن عبد الله قال الخ (غريبه)(2) أي ضرب دبره بيده (3) بفتح اللام للاستغاثة (4) معناه أنهم كانوا يقولون ذلك في الجاهلية (5) أي اتركوها فإنها مذمومة في الشرع مجتنبة مكروهة كما يجتنب الشيء النتن (تخريجه)(ق مذ)(6)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا بقية بن الوليد عن أرطأة بن المنذر عن بعض اشياخ الجند عن المقدام بن معد يكرب الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه راو لم يسم وبقية (يعني ابن الوليد) مدلس (باب)(7)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة قال ثنا عمرو بن مرة قال سمعت أبا بردة قال سمعت الأغر (يعني المزني) الخ (تخريجه)(م طل)(8)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب من حلف باسم من اسماء الله عز وجل الخ من كتاب اليمين والنذر في الجزء الرابع عشر صحيفة 168 رقم 14 (9)(سنده) حدثنا اسماعيل ثنا يونس عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(10) الظاهر ان هذا الرجل هو الاغر المزني كما جاء في الحديث الاول من احاديث الباب والله أعلم (11) معناه ان السائل يقول اذا قلت هذه الجملة وهي اللهم اني استغفرك الخ تحسب مرتين أو مرة؟ فقال هو ذاك والظاهر انه يريد مرة واحدة لأنه لم يذكر لفظ الاستغفار إلا مرة وكذلك التوبة وهذا أحوط أما السائل فيحتمل انه ابو بردة يسأل الصحابي ويحتمل انه الصحابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم (12)(سنده) حدثنا معتمر قال سمعت ايوب قال وحدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال ثنا
عن رجل من المهاجرين مثله وفيه بعد قوله مائة مرة أو أكثر من مائة مرة (عن أبي هريرة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء (2) في قلبه فإن تاب ونزع (3) واستغفر صقل قلبه وان زاد زادت حتى يعلو قلبه ذاك الرين (4) الذي ذكر الله عز وجل في القرآن (كلا بل وان على قلوبهم ما كانوا يكسبون)(عن الحرث بن سويد)(5) قال حدثنا عبد الله (يعني ابن مسعود رضي الله عنه حديثين احدهما عن نفسه والآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال عبد الله ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه في اصل جبل يخاف ان يقع عليه وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال له هكذا فطار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة أحدكم من رجل خرج بأرض دوية (6) مهلكه معه راحلته عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى اذا ادركه الموت فلم يجدها قال ارجع الى مكاني الذي اضللتها فيه فأموت فيه قال فأتى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه (7)(عن النعمان بن بشير)(8) نحوه وفيه فإذا هو بها تجر خطامها فما هو بأشد بها فرحا من الله بتوبة عبده اذا تاب (9)(عن ابي هريرة)(10) قال قال رسول الله
أيوب المعنى عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن رجل من المهاجرين يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا الى الله واستغفروه فإني اتوب إلى الله واستغفره في كل يوم مائة مرة أو أكثر من مائة مرة (تخريجه) لم أقف عليه من هذا الوجه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (1)(سنده) حدثنا صفوان بن عيسى انا محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة الخ (غريبه)(2) أي اثر قليل كالنقطة شبه الوسخ في المرآة والسيف ونحوهما (قال القارئ) أي كقطرة مداد تقطر في القرطاس (3) أي نزع نفسه عن ارتكاب المعاصي (وقوله صقل قلبه) بالبناء للمفعول أي نظف وانجلى (وإن زاد) أي عاد إلى الذنب (زادت) أي انتشرت (4) أصل الران والرين الغشاوة وهو كالصدى على الشيء الصقيل (تخريجه)(نس مذ جه) وابن جرير قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (5)(سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الاعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد الخ (غريبه)(6) بفتح الدال المهملة وتشديد الواو مكسورة وتشديد الياء مفتوحة (قال في النهاية) الدو الصحراء والدوية منسوبة اليها وقد تبدل من احدى الواوين الف فيقال داوية على غير قياس نحو طائي في النسب الى طي (مهلكة) بفتح الميم واللام أي موضع الهلاك أو الهلاك نفسه وتفتح لامها وتكسر وهما أيضا المفازة اهـ ونقل الحافظ في الفتح أن في بعض نسخ البخاري بضم الميم وكسر اللام من الرباعي أي تهلك هي من يحصل فيها (7) زاد مسلم في رواية له ثم قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح (تخريجه)(ق نس مذ)(8)(سنده) حدثنا حسن وبهز المعنى قالا ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال أظنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سافر رجل بأرض تنوفة قال حسن في حديثه يعني فلاة فقال تحت شجرة ومعه راحلته وعليها سقاؤه وطعامه فاستيقظ فلم يرها ثم علا شرفا فلم يرها ثم التفت فإذا هو بها تجر خطامها الخ (غريبه)(9) جاء بعد قوله اذا تاب قال بهز عبده اذا تاب اليه قال بهز قال حماد اظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(م ك) وفي آخره عنده مسلم قال سماك فزعم الشعبي ان النعمان رفع هذا الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم واما أنا فلم اسمعه (10)(سنده) حدثنا عبد الرزاق بن
الله صلى الله عليه وسلم أيفرح أحدكم براحلته اذا ضلت منه ثم وجدها؟ قالوا نعم يا رسول الله قال والذي نفس محمد بيده لله أشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من أحدكم براحلته اذا وجدها (عن ابي موسى)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها (2)(عن أبي ذر)(3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى يقول يا عبادي كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفروني اغفر لكم ومن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاتسغفرني بقدرتي غفرت له ولا أبالي وكلكم ظال الا من هديت فسلوني الهدى أهدكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم ولو أن حيكم وميتكم وأولاكم واخراكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب اتقى عبد من عبادي لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة ولو أن حيكم وميتكم وأولا كم وأخراكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل سائل منهم ما بلغت أمنيته وأعطيت كل سائل ما سأل لم ينقصني الا كما لو مر أحدكم على شفه البحر فغمس ابرة ثم انتزعها (4) وذلك لأني جواد ما جد واجد افعل ما اشاء عطائي كلامي وعذابي كلامي (5) إذا اردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون (وعنه أيضا)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك ويا عبدي ان لقيتي بقراب الارض خطيئة ما لم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة الحديث نحو ما تقدم (وعنه أيضا)(8) عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه عز وجل اني حرمت الظلم على نفسي
همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايفرح احدكم الخ (تخريجه)(م مذ)(1)(سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا شعبة وابن جعفر انا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى الاشعري قال ابن جعفر في حديثه سمعت ابا عبيدة يحدث عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) معناه ان باب التوبة مفتوح الى ان تطلع الشمس من مغربها لا تنفع التوبة حينئذ قال تعالى (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) وفسرت في هذه الآية بطلوع الشمس من مغربها (تخريجه)(م طل)(3)(سنده) حدثنا ابن نمير ثنا موسى يعني ابن المسيب الثقفي عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم الاشعري عن أبي ذر الخ (غريبه)(4) هذا تمثيل للتقريب إلى الافهام وليس على حقيقته فكيف والبحر محدود ومتناه وينفد وما عنده سبحانه غير محدود ولا متناه ولا ينفد (5) فسر في الحديث بأنه سبحانه وتعالى اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون (تخريجه)(جه) ورواه مسلم من وجه آخر بمعناه وتقدم مثله في باب عظمة الله تعالى وكبريائه من كتاب التوحيد في الجزء الاول صحيفة 42 رقم 14 (6)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد ثنا شهر حدثني ابن غنم ان ابا ذر حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل الخ (غريبه)(7) بقيته وقال ابو ذر ان الله عز وجل يقول يا عبادي كلكم مذنب الا من انا عافيته فكذر نحوه الا انه قال ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام (تخريجه)(جه)(8) هذا الحديث
وعلى عبادي ألا فلا تظالموا كل بني آدم يخطئ بالليل والنهار ثم يستغفرني فأغفر له ولا أبالي فذكر نحو ما تقدم (عن أبي اسحاق)(1) عن الأغر قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ان الله عز وجل يمهل حتى يذهب ثلث الليل ثم ينزل (2) فيقول هل من سائل (3) هل من تائب هل من مستغفر هل من مذنب قال فقال له رجل حتى يطلع الفجر قال نعم (عن أنس)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء فخير الخطائين التوابون ولو ان لابن آدم واديين من مال لا ابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب (زاد في رواية) ويتوب الله على من تاب (ز)(عن محمد بن الحنيفة عن أبيه)(5)
تقدم تاما بسنده وشرحه وتخريجه في باب عظمة الله تعالى المشار اليه سابقا في الطريق الثانية من حديث رقم 14 صحيفة 42 في الجزء الأول وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وغيره (1)(سنده) حدثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن أبي اسحاق عن الأغر الخ (غريبه)(2) النزول بالنسبة لله عز وجل لا كنزول المخلوقين لأنه تعالى ليس كمثله شيء قال النووي رحمه الله هذا الحديث من احاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء ومختصرهما ان احدهما هو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين انه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وان ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق (والثاني) مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والاوزاعي انها تناول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين (أحدهما) تأويل مالك بن أنس وغيره ومعناه تنزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله اتباعه بأمره (والثاني) انه على الاستعارة ومعناه الاقبال على الداعين بالاجابة واللطف والله اعلم اهـ (قلت) مذهب السلف اسلم وهو مذهبي (3) يعني فاستجيب له كما صرح بذلك عند مسلم وكذلك قوله (هل من تائب) يعني فأتوب عليه وجاء عند مسلم بلفظ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر (تخريجه)(م وغيره)(4)(سنده) حدثنا يزيد بن الحباب قال أخبرني علي بن مسعدة الباهلي عن قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه) أورده المنذري بدون قوله ولو ان لابن آدم الخ وقال رواه (مذ جه ك) كلهم من حديث علي بن مسعدة وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة وقال الحاكم صحيح الاسناد اهـ (قلت) علي بن مسعدة قال في الخلاصة وثقه أبو داود الطيالسي وقال أبو حاتم لا بأس به وقال النسائي ليس بالقوي وفي التهذيب قال النسائي لا بأس به اهـ أما قوله ولو ان لابن آدم الخ الحديث فتقدم حديثا مستقلا في باب الترهيب من الحرص على المال صحيفة 247 رقم 142 في هذا الجزء (5)(ز)(سنده) قال عبد الله بن الامام احمد حدثني عبد الأعلى بن حماد الترسي حدثنا داود بن عبد الرحمن حدثنا ابو عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمر والبجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه (يعني علي بن أبي طالب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد المؤمن المفتن (1) التواب (عن أبي هريرة)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم اني لاستغفر الله عز وجل وأتوب اليه كل يوم مائة مرة (عن حذيفة)(3) قال كان في لساني ذرب (4) على أهلي لم أعده إلى غيرهم (5)(وفي رواية وكان ذلك لا يعدوهم الى غيرهم) فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال أين انت من الاستغفار يا حذيفة اني لاستغفر الله كل يوم مائة مرة وأتوب اليه قال فذكرته لابي بردة بن أبي موسى (يعني الاشعري) فحدثني عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اني لاستغفرالله كل يوم وليلة مائة مرة وأتوب اليه (باب ما جاء في حد الوقت الذي تقبل فيه التوب)(حدثنا عفان)(6) قال ثنا شعبة قال ابراهيم بن ميمون أخبرني قال سمعت رجلا من بني الحرث قال سمعت رجلا منا يقال له أيوب (7) قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول من تاب قبل موته عاما (8) تيب عليه ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه حتى قال يوما حتى قال ساعة حتى قال فواقا (9) قال قال الرجل أرأيت ان كان مشركا اسلم قال انما احدثكم كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (عن ابن عمر)(10) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة عبده مالم يفرغر (11)(عن أبي هريرة)(12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها قبل منه
رضي الله عنه الخ (غريبه)(1) بضم الميم وفتح الفاء وتشديد التاء الفوقية مفتوحة الذي يفتن ويمتحن بالذنوب (تخريجه) لم أقف عليه لغير عبد الله بن الامام احمد وفي اسناده ابو عبد الله مسلمة الرازي قال ابن حبان لا يحل الاحتجاج به ونقل المناوي عن الزين العراقي انه قال سنده ضعيف (2)(سنده) حدثنا يزيد قال انا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) رواه البخاري الا انه قال اكثر من سبعين مرة (3)(سنده) حدثنا ابو احمد ثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن ابي المغيرة عن حذيفة (يعني ابن اليمان) الخ (غريبه)(4) الذرب بالتحريك فساد اللسان وبذاؤه اراد سلاطة لسانه وفساد منطقه من قولهم ذرب لسانه اذا كان حاد اللسان لا يبالي ما يقول (5) معناه ان لسانه حاد على أهله فقط لا يتعداهم إلى غيرهم من الناس (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد واخرجه ابن ماجه بدون ذكر حديث ابي موسى وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه في اسناده ابو المغيرة البجلي مضطرب الحديث عن حذيفة قاله الذهبي في الكاشف اهـ (قلت) يعضده حديث أبي هريرة الذي قبله وما تقدم في هذا المعنى من أحاديث الباب (باب)(6)(حدثنا عفان الخ)(غريبه)(7) أيوب تابعي لم يعرف نسبه (8) أي بعام (9) أي قدر فواق ناقة وهو ما بين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح (نه)(تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وأورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات (10)(سنده) حدثنا سليمان بن داود اخبرنا عبد الرحمن بن ثابت حدثني ابي عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر الخ قلت (يعني عبد الله بن عمر بن الخطاب)(غريبه)(11) من الغرغرة أي مالم تبلغ الروح الى الحلقوم يعني مالم يتيقن بالموت فإن التوبة بعد التيقن بالموت لم يعتد بها (تخريجه)(مذ جه حب ك هب) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (12)(سنده) حدثنا عبد الرزاق
(وعنه من طريق ثان)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه (عن عبد الرحمن بن البيلماني)(2) قال اجتمع اربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم فقال الثاني انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم فقال الثالث انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة قال الرابع أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يقبل توبة العبد مالم يفرغر بنفسه (وعنه من طريق ثان)(3) عن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه (عن أبي ذر)(4) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده مالم يقع الحجاب قالوا يا رسول الله وما الحجاب؟ قال ان تموت النفس وهي مشركة (5)(باب ما جاء في كيفية التوبة وما يفعل من اراد أن يتوب)(حدثنا وكيع) قال حدثنا مسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوالي عن اسماء بن الحكم الفزاري عن علي رضي الله عنه قال كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه واذا حدثني عنه غيري استحلفته فإذا حلف لي صدقته وان ابا بكر حدثني وصدق ابو بكر انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء قال مسعر ويصلي وقال سفيان ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له (ومن طريق ثان عن علي أيضا)(6) قال كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي عروة معمر (يعني ابن راشد) عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة الخ (1)(سنده) حدثنا ابو معاوية عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن ابي هريرة الخ (تخريجه)(م هب) والطبراني في التفسير والطبراني في الاوسط (2)(سنده) حدثنا حسين بن محمد انا محمد بن مطرف عن زيد بن اسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه بمعناه لا يختلف عنه إلا في بعض الالفاظ المعنى واحد (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات إلا انه اختلف في عبد الرحمن بن البيلماني ففي الخلاصة قال ابو حاتم لين ووثقه ابن حبان وقال الحافظ عبد العظيم لا يحتج به اهـ (قلت) يعضده أحاديث الباب (4)(سنده) حدثنا سليمان بن داود ابو داود ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدثني ابي عن مكحول بن أبي نعيم حدثه عن اسامة بن سلمان ان أبا ذر حدثهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) يعني كأنها حجبت بالموت عن الايمان (تخريجه)(طل ك) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (باب)(6)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن عثمان بن المغيرة قال سمعت علي بن ربيعة من بني أسد يحدث عن أسماء أو ابن اسماء من بني فزارة قال قال علي كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا
حديثا فذكر نحوه وفيه ثم يستغفر الله تعالى لذلك الذنب الا غفر له وقرأ هاتين الآيتين (ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)(والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم الآية)(عن عبد الله بن معقل بن مقرن)(1) قال دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فقال أنت (2) سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الندم توبة قال نعم وقال مرة سمعته يقول الندم توبة (عن ابن عباس)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة الذنب الندامة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لجاء الله عز وجل يقوم يذنبون ليغفر لهم (قر)(عن عبد الله)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه (عن عائشة)(5) رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان كنت الممت بذنب فاستغفري الله فإن التوبة من الذنب
نفعني الله بما شاء ان ينفعني منه وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد بطريقيه ثم قال وهكذا رواه علي بن المدني والحميدي وابو بكر بن أبي شيبة وأهل السنن وابن حبان في صحيحه والبزار والدارقطني من طرق عن عثمان بن المغيرة به وقال الترمذي هو حديث حسن (قال الحافظ ابن كثير) وهو من رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن خليفة النبي صلى الله عليه وسلم أبي بكر رضي الله عنهما ومما يشهد بصحة هذا الحديث ما في الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه انه توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه فقد ثبت هذا الحديث من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين عن سيد الأولين والآخرين ورسول ورب العالمين كما دل عليه الكتاب المبين من أن الاستغفار من الذنب ينفع العاصين اهـ (قلت) حديث عثمان الذي اشار اليه الحافظ ابن كثير رواه أيضا الامام احمد وتقدم ف باب فضل الوضوء والمشي إلى المساجد والصلاة بهذا الوضوء في الجزء الأول صحيفة 308 رقم 198 (1)(سنده) حدثنا سفيان عن عبد الكريم قال اخبرني زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل بن مقرن الخ (غريبه)(2) فقال يعني معقل بن مقرن والد عبد الله يستفهم من عبد الله ابن مسعود (تخريجه)(جه ك) وأبو نعيم والحميدي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (3)(سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك الحمراني قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت ابي يحدث عن ابي الجوزاء عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني باختصار قوله كفارة الذنب الندامة في الكبير والأوسط والبزار وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) النكري بضم النون المشددة وسكون الكاف (4)(قر)(سنده) قال عبد الله بن الامام احمد قرأت على أبي حدثنا علي بن عاصم قال اخبرنا الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد واسناده ضعيف (5)(سنده) حدثنا محمد بن يزيد يعني الواسطي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال في الصحيح طرف من أوله رواه أحمد ورجاله
الندم والاستغفار (عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده مظلمة من أخيه من عرضه أو ماله فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ (2) حين لا يكون دينار ولا درهم وان كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه (3)(باب ما جاء في عدم قنوط المذنب من المغفرة لكثرة ذنوبه ما دام موحدا)(عن أبي الزبير)(4) قال قلنا لجابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أكنتم تعدون الذنوب شركا؟ قال معاذ الله
رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي وهو ثقة (1)(سنده) حدثنا يزيد انا ابن ابي ذئب عن المقبري عن ابي هريرة الخ (غريبه)(2) يعني قبل أن يؤخذ منه كما في رواية اخرى يريد قبل ان يؤخذ من حسناته لصاحب الحق اذا كان له عمل صالح فإن لم يكن له عمل صالح أخذ من سيئات صاحب الحق فضمت الى سيئاته (3) جاء في الاصل بعد هذا قال عبد الله يعني ابن الامام احمد حدثني ابي قال وقال ببغداد (قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم وحدثناه روح باسناده ومعناه وقال من قبل ان يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم)(تخريجه)(طل) ورجاله ثقات (قال النووي رحمه الله أصل التوبة في اللغة الرجوع يقال تاب وثاب بالمثلثة وآب بمعنى رجع والمراد بالتوبة هنا الرجوع عن الذنب ولها ثلاثة أركان الاقلاع والندم على فعل تلك المعصية والعزم على انه لا يعود اليها ابدا فإن كانت المعصية لحق آدمي فلها ركن رابع وهو التحلل من صاحب ذلك الحق واصلها الندم وهو ركنها الاعظم واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة وانها واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة والتوبة من مهمات الاسلام وقواعده المتأكدة ووجوبها عند أهل السنة بالشرع وعند المعتزلة بالعقل ولا يجب على الله قبولها بالشرع والاجماع خلافا لهم واذا تاب من ذنب ثم ذكره هل يجب تجديد الندم فيه خلاف لأصحابنا وغيرهم من أهل السنة قال ابن الانباري يجب وقال امام الحرمين لا يجب وتصح التوبة من ذنب وان كان مصرا على ذنب آخر واذا تاب توبة صحيحه بشروطها ثم عاود ذلك الذنب كتب عليه ذلك الذنب الثاني ولم تبطل توبته هذا مذهب أهل السنة في المسألتين وخالفت المعتزلة فيهما قال اصحابنا ولو تكررت التوبة ومعاودة الذنب صحت ثم توبة الكافر من كفره مقطوع بقبولها وما سواها من أنواع التوبة هل قبولها مقطوع به أم مظنون؟ فيه خلاف لأهل السنة واختار امام الحرمين انه مظنون وهو الاصح والله اعلم (باب)(4)(سنده) حدثنا سريج ثنا ابن ابي الزناد عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تباشر المرأة المرأة في الثوب الواحد ولا يباشر الرجل الرجل في الثوب الواحد قال فقلنا لجابر كنتم تعدون الذنوب شركا قال معاذ الله (تخريجه) أخرج الجزء الأول منه الخاص بكفر تارك الصلاة الامام احمد ومسلم والأربعة إلا النسائي وتقدم في باب حجة من كفر تارك الصلاة من كتاب الصلاة في الجزء الثاني صحيفة 231 رقم 79 وتقدم الكلام عليه هناك وأخرج الجزء الثاني منه المختص بالمباشر (طس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وتقدم في باب النهي عن مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة من أبواب حد الزنا من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 77 رقم 308 وهو حديث صحيح صححه
(عن أنس بن مالك)(1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده أو والذي نفس محمد بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله عز وجل لغفر لكم والذي نفس محمد بيده أو والذي نفسي بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم (عن أبي هريرة)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم (عن أبي أيوب الانصاري)(3) انه قال حين حضرته الوفاة قد كنت كتمت عنكم شيئا (4) سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أنكم تذنبون لخلق الله تبارك وتعالى قوما يذنبون فيغفر لهم (عن ابي هريرة)(5) عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا أذنب ذنبا فقال رب اني اذنبت ذنبا أو قال عملت عملا ذنبا فاغفره فقال عز وجل عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر أو أذنب ذنبا آخر فقال رب اني عملت ذنبا فاغفره فقال تبارك وتعالى علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر أو أذنب ذنبا آخر فقال رب اني عملت ذنبا فاغفره فقال علم عبدي ان له رب يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء (6)(عن الأسود بن سريع)(7)
الحاكم وأقره الذهبي وفي قول جابر رد على من ذهب الى تكفير المسلم بارتكاب الذنوب (قال النووي) رحمه الله واعلم ان مذهب اهل الحق انه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع وأن جحد ما يعلم من دين الاسلام ضرورة حكم بردته وكفره إلا أن يكون قريب عهد بالاسلام أو نشأ ببادية بعيده ونحوه ممن يخفى عليه فيعرف ذلك فإن استمر حكم بكفره والله اعلم (1)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا ابو عبيدة يعني عبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي حدثني اخشم السدوسي قال دخلت على أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (قلت) أخشم جاء في المسند بالميم بعد الشين المعجمة وجاء في تعجيل المنفعة اخشن بالنون بدل الميم ذكره ابن حبان في الثقات (تخريجه) لم اقف عليه من حديث انس بهذا السياق لغير الامام احمد ورجاله ثقات وروى الترمذي الشرط الأول منه وقال هذا حديث حسن غريب (2) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في أوصاف الجنة من كتاب القيامة ان شاء الله تعالى (3)(سنده) حدثنا اسحاق بن عيسى حدثني ليث حدثني محمد بن قيس انا قاص عمر بن عبد العزيز عن ابي صرمة عن أبي ايوب الانصاري الخ (غريبه)(4) انما كتمه او لا مخافة اتكالهم على سعة رحمة الله تعالى وانهماكهم في المعاصي وانما حدث به عند وفاته لئلا يكون كاتما للعلم وربما لم يكن احد يحفظه غيره فتعين عليه أداؤه (تخريجه)(م مذ)(5)(سنده) حدثنا يزيد انا همام عن يحيى عن اسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة عن عبد الرحمن بن ابي عمرة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) قال الحافظ المنذري قوله فليعمل ما شاء معناه والله اعلم انه ما دام كلما اذنب ذنبا استغفر الله وتاب منه ولم يعد اليه بدليل قوله ثم أصاب ذنبا آخر (فليفعل ما شاء) اذا كان هذا دأبه لأنه كلما اذنب كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه فلا يضره لا انه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير اقلاع ثم يعاوده فإن هذه توبة الكذابين اهـ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه البخاري ومسلم (7)(سنده) حدثنا محمد بن مصعب ثنا سلام
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم عرف الحق لأهله (فصل منه في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أكمل المائة)(1)(حدثنا يزيد)(2) أنبأنا همام بن يحيى ثنا قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لا أحدثكم الا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناي ووعاه قلبي إن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا (3) ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل (4) على رجل فأتاه فقال اني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟ قال بعد قتل تسعة وتسعين نفسا؟ قال فانتضى سيفه فقتله به فأكمل به مائة ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل (5) فأتاه فقال اني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ فقال ومن يحول بينك وبين التوبة أخرج من القرية الخبيثة التي انت فيها الى القرية الصالحة كذا وكذا (6) فاعبد ربك فيها قال فخرج الى القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق قال فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب (7)
ابن مسكين والمبارك عن الحسن عن الاسود بن سريع الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه محمد بن مصعب وثقه احمد وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح (فصل منه)(1) قال النووي ان رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم قتل المائة ثم أفتاه العالم بأن له توبة هذا مذهب أهل العلم واجماعهم على صحة توبة القاتل عمدا ولم يخالف احد منهم إلا من ابن عباس وأما ما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا فمراد قائله الزجر عن سبب التوبة لا أنه يعتقد بطلان توبته وهذا الحديث ظاهر فيه وهو وان كان شرعا لمن قبلنا وفي الاحتجاج به خلاف فليس موضع الخلاف وانما موضعه اذا لم يرد شرعنا بموافقته وتقريره فإن ورد كان شرعا لنا بلا شك وهذا قد ورد شرعنا به وهو قوله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون) إلى قوله إلا من تاب الآية (وأما) قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) فالصواب في معناها أن جزاءه جهنم وقد يجازي به وقد يجازي بغيره وقد لا يجازي بل يعفى عنه فإن قتل عمدا مستحلا له بغير حق ولا تأويل فهو كافر مرتد يخلد به في جهنم بالاجماع وان كان غير مستحيل بل معتقدا تحريمه فهو فاسق عاص مرتكب كبيرة جزاؤه جهنم خالدا فيها لكن يفضل الله تعالى ثم اخبر انه لا يخلد من مات موحدا فيها فلا يخلد هذا ولكن قد يعفى عنه فلا يدخل النار أصلا وقد لا يعفى عنه بل يعذب كسائر العصاة الموحدين ثم يخرج معهم إلى الجنة ولا يخلد في النار فهذا هو الصواب في معنى الآية اهـ (2)(حدثنا يزيد الخ)(غريبه)(3) جاء عند مسلم عن أبي سعيد أيضا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا (وعند البخاري بلفظ كان في بني اسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين نفسا الخ)(4) فدل بضم الدال المهملة مبني للمجهول وجاء عند مسلم (فدل على راهب فأتاه الخ)(5) جاء عند مسلم فدل على رجل عالم الخ (6) جاء عند مسلم (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك فإنها أرض سوء) قال العلماء في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب والأخدان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ماداموا على حالهم وان يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين ومن يقتدي بهم وبنتفع بصحبتهم وتتأكد بذلك توبته (7) زاد مسلم فقالت
قال فقال ابليس فأنا أولى به أنه لم يعصني ساعة قط (1) قال فقالت ملائكة الرحمة إنه خرج تائبا قال همام فحدثني حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع (2) قال فبعث الله عز وجل ملكا فاختصموا اليه (3) ثم رجع الى حديث قتادة قال فقال انظروا أي القريتين كان أقرب اليه فالحقوه بأهلها قال قتادة فحدثنا الحسن قال لما عزف الموت احتفز بنفسه (4) فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة وباعد عنه القرية الخبيثة (5) فألحقوه بأهل القرية الصالحة (أبواب ما جاء في رحمة الله عز وجل لعباده الموحدين)(باب في أن رحمة الله تعالى سبقت غضبه)(عن أبي هريرة)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل كتب كتابا بيده لنفسه (7) قبل أن يخلق السموت والأرض فوضعه تحت عرشه فيه رحمتي سبقت غضبي (وعنه من طريق ثان)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله من الخلق كتب على عرشه رحمتي سبقت غضبي (وعنه من طريق ثالث)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي (وفي لفظ) غلبت غضبي (10)(ومن طريق رابع)(11) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه ان رحمتي غلبت غضبي (باب ما جاء في أن الرحمة التي أودعها الله في قلوب خلقه جزء من مائة من رحمته لخلقه)(حدثنا روح ومحمد بن جعفر)(12) قالا ثنا عوف عن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط (1) قول ابليس لم يرد في رواية الشيخين (2) هذا سند آخر للحديث (3) جاء عند مسلم فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فالى ايتهما كان ادنى فهو له فقاسوا فوجدوه ادنى إلى الأرض التي اراد فقبضته ملائكة الرحمة (4) الحفز الحث والاقبال أي استعجل كأنه يريد القيام والتقرب من القرية الصالحة وعند مسلم فقال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت ناء بصدره أي نهض (قال النووي) وأما قياس الملائكة ما بين القريتين وحكم الملك الذي جعلوه بينهم بذلك فهو محمول على أن الله تعالى أمرهم عند اشتباه امره عليهم واختلافهم فيه ان يحكموا رجلا ممن يمر بهم فمر الملك في صورة رجل فحكم بذلك (5) جاء في رواية عند مسلم فأوحى الله إلى هذه ان تباعدي والى هذه أن تقربي (وله في رواية أخرى) فكان الى القرية الصالحة أقرب منها بشبر فجعل من أهلها (تخريجه)(ق جه)(باب)(6)(سنده) حدثنا محمد بن سابق ثنا شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(7) أي موجبا إياه على نفسه بمقتضى وعده قال تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة)(8)(سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (9)(سنده) حدثنا يزيد انا محمد بن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق الخ (10) قال في النهاية هو اشارة إلى سعة الرحمة وشمولها الخلق كما يقال غلب على فلان الكرم اذا كان هو أكثر خصاله وإلا فرحمة الله وغضبه لا يوصف بغلبة إحداهما على الأخرى وانما هو سبيل المجاز للمبالغة (11)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال سمعت أبي عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق الخ (تخريجه)(ق جه)(باب)(12)(حدثنا روح ومحمد بن جعفر قال ثنا عوف الخ)
قال لله عز وجل مائة رحمة وأنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم (1) وذخر تسعة وتسعين رحمة لأوليائه والله عز وجل قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الأرض إلى التسعة والتسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة قال محمد (2) في حديثه وحدثني بهذا الحديث محمد بن سيرين وخلاص كلاهما عن أبي هريرة (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك (عن جندب البجلي)(4) قال جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا (5) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقولون هذا أضل أم بعيره؟ الم تسمعوا ما قال؟ قالوا بلى قال لقد حظرت (6) رحمة الله واسعة ان الله خلق مائة حمة فأنزل الله رحمة واحدة يتعاطف بها الخلائق جنها وانسها وبهائمها وعنهد تسع وتسعون أتقولون هو أضل أم بعيره؟ (عن أبي هريرة)(7) عن النبي صلى الله عليه وسلم لله مائة رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الانس والجن والهوام فبها يتعاطون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة يرحم بها عباده (8)(عن سلمان)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق فيها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى
(غريبه)(1) أي الى انتهاء آجالهم في الدنيا (وذخر) أي ادخر تسعة وتسعين الخ (2) يعني ابن جعفر أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث (3) هذا السند جعل الحديث متصلا (تخريجه) أخرجه الحاكم بسند محمد بن جعفر المتصل وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ انما اتفقا على حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وسليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان مختصرا ثم أخرجه مسلم من حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أكمل الحديثين اهـ (قلت) وأقره الذهبي ورواه أيضا ابن ماجه عن أبي هريرة فذكر معناه (4)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا أبي انا الجريري عن أبي عبد الله الجثمي ثنا جندب قال جاء اعرابي الخ (غريبه)(5) انما قال الاعرابي ذلك لأنه من سكان البوادي الذين عندهم جفاء ولا علم عندهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أضل أم بعيره مبالغة في الجهل (6) بفتح الحاء المهملة والظاء المعجمة أي منعت وضيقت (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال احمد رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجثمي ولم يضعفه أحد ورواه أبو داود باختصار (7)(سنده) حدثنا يحيى عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة الخ (غريبه)(8) أي عباده المؤمنين كما تقدم في الحديث الأول من أحاديث الباب (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد وقال تفرد باخراجه مسلم فرواه من حديث سليمان هو ابن طرخان وداود بن أبي هند كلاهما عن أبي عثمان واسمه عبد الرحمن ابن مل عن سلمان هو الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم به اهـ (قلت) حديث سلمان الذي اشار اليه الحافظ بن كثير رواه ايضا الامام احمد وهو الآتي بعد هذا (9)(سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن سليمان عن أبي
يوم القيامة (عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة (2) ما طمع في الجنة أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة (3) ما قنط من الجنة أحد خلق الله مائة رحمة فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها وعند الله تسعة وتسعون (4) رحمة (باب قوله صلى الله عليه وسلم لا ينجي أحدكم عمله)(عن أبي هريرة)(5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينجي أحدكم عمله (6) قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا انا إلا ان يتغمدني الله منه برحمة (7) فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد (8) تبلغوا (وعنه من طريق ثان)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس أحد منكم ينجيه عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا الا ان يتغمدني ربي منه بمغفرة ورحمة ولا انا الا ان يتغمدني ربي منه بمغفرة ورحمة مرتين أو ثلاثا (وعنه من طريق ثالث بنحوه وفيه)(10) وقال رسول الله
عثمان عن سلمان (يعني الفارسي) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(م)(1)(سنده) حدثنا أبو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(2) أي من غير التفات إلى الرحمة (3) أي من غير التفات إلى العقوبة (4) يعني ادخرها لعباده المؤمنين يوم القيامة كما تقدم في الحديث الأول من أحاديث الباب (تخريجه)(ق مذ)(باب)(5)(سنده) حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) يدل بظاهره على أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته وهو معارض لقوله تعالى (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون - وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوهما من الآيات (قال النووي رحمه الله لا معارضة بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال وثم التوفيق للاعمال والهداية للاخلاص فيها وقبولها برحمة الله تعالى وفضله فيصبح انه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الاحاديث ويصح انه دخل بالاعمال أي بسببها وهي من الرحمة والله أعلم (7) اي يلبسنيها ويغمدني بها ومنه أغمدت السيف وغمدته اذا جعلته في غمده وسترته به ومعنى (سددوا وقاربوا) اي اطلبوا السداد واعملوا به وان عجزتم عنه فقاربوا أي اقربوا منه والسداد الصواب وهو بين الافراط والتفريط فلا تغلوا ولا تقصروا (واغدوا) من الغدو وهو سير أول النهار (وروحوا) من الرواح وهو السير آخر النهار (وشيء من الدلجة) بضم الدال المهملة مشددة وسكون اللام وهو السير بالليل يقال ادلج بتخفيف المهملة اذا سار من أول الليل وادلج بتشديدها اذا سار من آخر الليل والاسم الدلجة والدلجة بالضم والفتح (والمعنى) إذا اردتم السفر لجهاد أو غيره فبكروا فإن في البكور بركة ونشاطا فإن منعكم شيء عن التبكير فسافروا في آخر النهار عند انتهاء شدة الحر مع زمن من الليل لأن الأرض تطوى بالليل كما جاء في حديث جابر وتقدم في باب فضل السفر من أبواب صلاة السفر في الجزء الخامس صحيفة 56 رقم 1158 (8) معناه التوسيط في كل شيء حتى في العبادة فإن الإفراط يوجب السآمة والتفريط يوجب الحسرة والندامة وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول اذا فعلتم ما آمرتكم به (تبلغوا) أي تبلغوا ما تريدون من الراحة في الدنيا والثواب في الآخرة والله اعلم (9)(سنده) حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (10)(سنده) حدثنا وهب بن جرير ثنا ابي قال سمعت محمد بن سيرين قال ثنا أبو هريرة
صلى الله عليه وسلم بيده هكذا وأشار وهب (1) يقبضها ويبسطها (عن ابي سعيد الخدري)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله قلنا يا رسول الله ولا أنت؟ قال ولا انا إلا أن يتغمدني الله برحمته وقال بيده فوق رأسه (3)(عن ضمضم بن جوس اليمامي)(4) قال قال لي ابو هريرة رضي الله عنه يا يماني لا تقولن لرجل والله لا يغفر لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدا قلت يا أبا هريرة إن هذه الكلمة يقولها احدنا لأخيه وصاحبه اذا غضب قال فلا تقلها فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كان في بني اسرائيل رجلان كان احدهما مجتهدا في العبادة وكان الآخر مسرفا على نفسه فكانا متآخيين فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب فيقول يا هذا اقصر فيقول خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ قال إلى ان رآه يوما على ذنب استعظمه فقال له ويحك اقصر قال خلني وربي ابعثت علي رقيبا؟ قال فقال والله لا يغفر لك أو لا يدخلك الله الجنة ابدا قال احدها (5) قال فبعث الله اليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا (6) فقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر أكنت بي عالما؟ أكنت على ما في يدي خازنا؟ اذهبوا به إلى النار قال فوالذي نفس أبي القاسم بيده (7) لتكلم بالكلمة أو بقت دنياه وآخرته (باب ما جاء في عدم قنوط الموحدين من رحمة الله تعالى وفيه بشرى للامة المحمدية)(عن ابي رزين)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ضحك (9) ربنا
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامنكم احد يدخله عمله الجنة ولا ينجيه من النار قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا انا إلا أن يتغمدني ربي برحمة منه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده هكذا الخ (1) وهب شيخ الامام احمد الذي روى عنه هذا الحديث (تخريجه)(ق وغيرهما)(2)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثني فضيل بن مرزوق مولى بني عنز عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(3) أي اشار بيده فوق رأسه اشارة إلى ان الرحمة نعمه من مفرقه الى قدمه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد باسناد حسن ورواه البزار من حديث أبي موسى والطبراني ايضا من حديث أسامة بن شريك والبزار ايضا من حديث شريك بن طارق باسناد جيد (4)(سنده) حدثنا ابو عامر ثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس اليمامي قال قال لي ابو هريرة الخ (غريبه)(5) يعني احد الكلمتين وأو للشك من الراوي (6) يعني عند الله عز وجل يوم القيامة (7) القائل فوالذي نفس أبى القاسم بيده هو أبو هريرة يقول ان الرجل تكلم بكلمة وهي قوله (والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الجنة أبدا) هذه الكلمة (أو بقيت دنياه وآخرته) اي اهلكتهما ومعنى ذلك انه خسر أعماله الصالحة في الدنيا وكان مصيره في الآخرة الى النار نعوذ بالله من ذلك (تخريجه)(د) ورجاله ثقات (باب)(8)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال انا حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه ابي رزين الخ (غريبه)(9) قال الامام السندي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجه ما نصه (قوله ضحك) كفرح (ربنا) بالرفع فاعل ضحك قيل الضحك من الله الرضا وارادة الخير وقيل بسط الرحمة بالاقبال وبالاحسان أو بمعنى امر ملائكته بالضحك واذن لهم فيه كما يقال السلطان قتله إذا أمر بقتله قال ابن حبان في صحيحه هو من نسبة الفعل الى الآمر وهو في كلام العرب كثير (قلت) والتحقيق ما أشار اليه بعض المحققين أن الضحك وأمثاله مما هو من قبيل
من قنوط عباده (1) وقرب غيره (2) قال قلت يا رسول الله أو يضحك الرب عز وجل؟ قال نعم قال لن نعدم من رب يضحك خيرا (ز)(حدثني ابراهيم بن الحجاج)(3) الناجي قال ثنا عبد القاهر بن السرى قال حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرادس عن أبيه ان أباه العباس بن مرادس حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لامته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضا فقال يا رب انك قادر ان تغفر للظالم وتثيب للمظلوم خيرا من مظلمته فلم يكن في تلك العشية إلا ذا يعني فلم يجبه تلك العشية شيئا كما في بعض
الانفعال إذا نسب الى الله تعالى يراد به غايته وقيل بل المراد به ايجاد الانفعال في الغير فالمراد هاهنا الاضحاك (ومذهب أهل التحقيق) انه صفة سمعية يلزم اثباتها مع نفي التشبيه وكما التنزيه كما اشار الى ذلك مالك وقد سئل عن الاستواء فقال الاستواء معلوم والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة (قلت) وهذا مذهبي (1) القنوط كالجلوس وهو اليأس ولعل المراد هاهنا هو الحاجة والفقر أي يرضى عنهم ويقبل بالاحسان اذا نظر الى فقرهم وفاقتهم وذلتهم وحقارتهم وضعفهم وإلا فالقنوط من رحمته يوجب الغضب لا الرضا قال تعالى (لا تقنطوا من رحمة الله) وقال (لا تيأسوا من روح الله: أنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) إلا أن يقال ذلك هو القنوط بالنظر غلى كرمه واحسانه مثل ان لا يرى له كرما واحسانا أو يرى قليلا فليقنط كذلك فهذا هو الكفر والنهي عنه أشد النهي وأما القنوط بالنظر إلى أعماله وقبائحه فهو مما يوجب للعبد تواضعا وخشوعا وانكسارا فيوجب الرضا ويجلب الاحسان والاقبال من الله تعالى ومنشأ هذا القنوط هو الغيبة عن صالح الاعمال واستعظام المعاصي الى العاية وكل منهما مطلوب ومحبوب ولعل هذا سبب مغفرة ذنوب من أقر أهله بإحراقه بعد الموت حين أيس من المغفرة فليتأمل (2) قال الامام السندي ضبط بكسر المعجمة ففتح ياء بمعنى فقير الحال وهو اسم من قولك غيرت الشيء فتغير حاله من القوة إلى الضعف ومن الحياة الى الموت وهذه الاحوال مما تجلب الرحمة لا محالة في الشاهد فكيف لا تكون اسبابا عادية لجلبها من أرحم الراحمين سهل ذكره وثناؤه والأقرب ان الغير بمعنى تغير الحال وتحويله وبه تشعر عبارة القاموس والنهاية والضمير لله والمعنى انه تعالى يضحك من ان العبد يصير مأيوسا من الخير بأدنى شر وقع عليه مع قرب تغيير الله عز وجل الحال من شر إلى خير ومن مرض إلى عافية ومن بلاء ومحنة إلى سرور وفرحة لكن الضحك على هذا لا يمكن تفسيره بالرضا (وقوله لن نعدم) من عدم كعلم اذا فقده يريد ان الرب الذي من صفاته الضحك لا نفقد خيره بل كلما احتجنا الى خير وجدناه فانا اذا اظهرنا الفاقة لديه يضحك فيعطي والله أعلم (تخريجه)(جه طب طل قط) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه وكيع ذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجاله احتج بهم مسلم اهـ (قلت) وصححه الحافظ السيوطي (3)(ز)(حدثني ابراهيم بن الحجاج الخ) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن الامام احمد وقد ذكره الحافظ بسنده ومتنه في كتابه القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد ثم قال أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند ايضا ونقل عن ابن حبان انه قال كنانه منكر الحديث جدا ولا أدري التخليط منه أو من أبيه قلت وحديث العباس بن مرادس هذا قد اخرجه ابو داود في السنن في أواخر كتاب الأدب منه في باب
الروايات فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم فقال بعض أصحابه يا رسول الله بأبي أنت وأمي ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال تبسمت من عدو الله ابليس حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعوى بالثبور والويل ويحثوا التراب على رأسه فتبسمت مما يصنع جزعه
قول أضحك الله سنك قال حدثنا عيسى بن ابراهيم وسمعته من أبي الوليد وانا لحديث عيسى احفظ قالا اخبرنا عبد القاهر بن السرى يعني السلمي ثنا ابن كنانة بن عباس بن مرداس عن ابيه عن جده قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابو بكر وعمر اضحك الله سنك وساق الحديث انتهى كلام ابي داود ولم يذكر في الباب غيره وسكت عليه فهو صالح عند (واخرجه ابن ماجه) في كتاب الحج قال ثنا ايوب بن محمد الهاشمي حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرادس السلمي ان اباه اخبره عن ابيه نحو سياق ابراهيم بن الحجاج وقال في آخره فأضحكني ما رأيت من جزعه انتهى (واخرجه الطبراني) من طريق أبي الوليد وعيسى بن ابراهيم بتمامه (واخرجه ايضا) من طريق ابوب بن محمد به واما اعلال ابن الجوزي له تبعا لابن حبان بكنانة فلم يصب ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في ذلك فإن ابن حبان تناقض كلامه فيه فقال في الضعفاء ما نقله عنه ابن الجوزي وذكره في كتاب الثقات في التابعين (وقال) ابن منذه في تاريخه يقال ان له رواية وعبد الله بن كنانة اكثر ما يقع في الروايات مبهما وقد سمى في رواية ابن ماجه وغيرها ولم ار فيه كلاما إلا أن البخاري ذكر الحديث المذكور وقال لم يصح اهـ ولا يلزم من كون الحديث لم يصح ان يكون موضوعا (وقد وجدت له شاهدا قويا) اخرجه أبو جعفر بن جرير في التفسير من سورة البقرة من طريق عبد العزيز بن ابي داود عن نافع عن ابن عمر فساق حديثا فيه المعنى المقصود من حديث العباس بن مرداس وهو غفران جميع الذنوب لمن شهد الموقف وليس فيه قول ابي بكر وعمر وقد اوسعت الكلام عليه في مكان غير هذا واورد ابن الجوزي الطريق المذكور ايضا واعلها ببشار بن بكير الحنفي راويها عن عبد العزيز فقال انه مجهول قلت ولم اجد للمتقدمين فيه كلاما وقد تابعه عبد الرحيم بن هانئ الغساني فرواه عن عبد العزيز نحوه وهو عند الحسن بن سفيان في مسنده والحديث على هذا قوي لأن عبد الله بن كنانة لم يتهم بالكذب وقد روى حديثه من وجه آخر وليس ما رواه شاذا فهو على شرط الحسن عند الترمذي وقد اخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الاحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين والله الموفق (ثم وجدت له طريقا أخرى) من مخرج آخر بلفظ آخر وفيه المعنى المقصود وهو عموم المغفرة لمن شهد الموقف اخرجه عبد الرزاق في مصنفه ومن طريقه اخرجه الطبراني في معجمه عن اسحق بن ابراهيم الدبري عنه عن معمر عن من سمع قتادة يقول حدثنا خلاس ابن عمرو عن عبادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ايها الناس ان الله عز وجل قد تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم الا (التبعات فيما بينكم ووهب سيئاتكم لمحسنكم واعطى محسنكم ما سأل فاذهبوا باسم الله فلما كان يجمع قال ان الله قد غفر لصالحكم وشفع صالحيكم في طالحيكم ينزل المغفرة فيعممها ثم يفرق المغفرة في الارض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وابليس وجنوده على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإن انزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل فيقول كيف استفز بهم حقبا من الدهر
(عن عمرو بن مالك الجنبي)(1) أن فضالة بن عبادة وعبادة بن الصامت حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة وفرغ الله من قضاء الخلق فيبقى رجلان فيؤمر بهما الى النار فيلتفت احدهما فيقول الجبار تعالى ردوه فيردونه قال له لم التفت؟ قال ان كنت ارجو ان تدخلني الجنة قال فيؤمر له الى الجنة فيقول لقد اعطاني الله عز وجل حتى اني لو اطعمت اهل الجنة ما نقص ذلك ما عندي شيئا قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذكره يرى السرور في وجهه (عن ثوبان)(2) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحب ان لي الدنيا وما فيها بهذه الآية (يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) فقال رجل يا رسول الله فمن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال الا من اشرك ثلاث مرات
ثم جاءت المغفرة فعمتهم يتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور رجاله ثقات اثبات معروفون إلا الواسطة الذي بين معمر وقتادة ومعمر قد سمع من قتادة غير هذا ولكن بين هنا انه لم يسمعه إلا بواسطة لكن اذا انضمت هذه الطريق الى حديث بن عمر عرف ان لحديث عباس بن مرداس اصلا (ثم وجدت لاصل الحديث طريقا اخرى) اخرجها ابن منده في الصحابة من طريق ابن ابي فديك عن صالح بن عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده زيد قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال أيها الناس ان الله قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب سيئكم لمحسنكم واعطى محسنكم ما سأل وغفر لكم ما كان منكم وفي رواية هذا الحديث من لا يعرف حاله الا ان كثرة الطرق اذا اختلفت المخارج تزيد المتن قوة والله اعلم اهـ كلام الحافظ (1)(سند) حدثنا يعمر بن بشر ثنا عبد الله بن المبارك انا رشدين بن سعد حدثني أبو هايئ الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله وثقوا على ضعفه في بعضهم (2)(عن ثوبان الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم في تفسير سورة الزمر من كتاب التفسير وفضائل القرآن في الجزء الثامن عشر صحيفة 260 رقم 412 وانما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة ولأختتم الجزء بهذه الآية الكريم المبشرة التي فرح بنزولها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت احب اليه من الدنيا وما فيها جعلنا الله تعالى ممن تقبل عملهم وغفر ذنوبهم واباح لهم النظر إلى وجهه الكريم آمين أمين أمين
_________
وإلى هنا قد انتهى الجزء التاسع عشر من كتاب الفتح الرباني مع مختصر شرحه بلوغ
الأماني ووافق تمام طبعه غاية المحرم سنة 1376 هـ ويليه الجزء العشرون
وأوله كتاب خلق العالم من قسم التاريخ نسأل الله الاعانة على التمام
وحسن الختام وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين
وامام المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبع
هداهم إلى يوم الدين والحمد لله
رب العالمين